1 - بذل الجهد في إدراك العلم، فإن العلم لا ينال
براحة الجسم، فيسلك جميع الطرق الموصلة إلى العلم. وفي الحديث عن النبي
-صلّى الله عليه وسلّم- أنه قال: (من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا؛ سهل الله له به طريقًا إلى الجنة). رواه مسلم.
2 - البدء بالأهم فالأهم فيما يحتاج إليه من العلم في أمور دينه ودنياه، فإن ذلك من الحكمة {يُؤتِي
الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا
كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} [البقرة: 269].
3 - التواضع في طلب العلم بحيث لا يستكبر عن تحصيل
الفائدة من أي شخص كان، فإن التواضع للعلم رفعة، والذل في طلبه عز، وكم من
شخص أقل منك في العلم من حيث الجملة، وعنده علم في مسألة ليس عندك منها
علم.
4 - توقير المعلم واحترامه بما يليق به، فإن المعلم
الناصح بمنزلة الأب، يغذي النفس، والقلب بالعلم، والإيمان، فمن حقه أن
يوقره المتعلم، ويحترمه بما يليق من غير غلو ولا تقصير، ويسأله سؤال
المستلهم المسترشد لا سؤال المتحدي أو المستكبر، وليتحمل من معلمه ما قد
يحصل من جفاء وغلظة وانتهار. لأنه ربما يكون متأثرًا بأسباب خارجية، فلا
يتحمل من المتعلم ما يتحمله منه في حال الصفاء، والسكون.
5 - الحرص على المذاكرة والضبط وحفظ ما تعلمه في صدره
أو كتابه؛ فإن الإنسان عرضة للنسيان، فإذا لم يحرص على ذلك نسي ما تعلمه
وضاع منه وقد قيل:
فمن الحماقة أن تصيد غزالة ** وتتركها بين الخلائق طالقة
وليعتن بحفظ كتبه من الضياع وصيانتها من الآفات، فإنها ذخره في حياته، ومرجعه عند حاجته.
وإلى هنا انتهى القسم الثاني من كتاب (مصطلح الحديث) ويحتوي على مقرر السنة الثانية الثانوية في المعاهد العلمية.
وبه تم الكتاب على يد مؤلفه: محمد بن صالح العثيمين
في يوم الخميس الموافق للسادس عشر من شهر ربيع الآخر سنة 1396هـ ست وتسعين
وثلاثمائة وألف.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق