ج 1.. كتاب : المستدرك على الصحيحين لأبي عبدالله الحاكم
المجلد الأول
مُقَدِّمَةُ الْمُصَنِّفِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَبِهِ نَسْتَعِينُ
أَنْبَأَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ إِمْلاَءً فِي يَوْمِ الإِثْنَيْنِ السَّابِعِ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ وَثَلاَثِمِائَةٍ :
الْحَمْدُ لِلَّهِ الْعَزِيزِ الْقَهَّارِ ، الصَّمَدِ الْجَبَّارِ ، الْعَالِمِ بِالأَسْرَارِ ، الَّذِي اصْطَفَى سَيِّدَ الْبَشَرِ مُحَمَّدَ بْنَ عْبِد اللهِ بِنُبَوَّتِهِ وَرِسَالَتِهِ ، وَحَذَّرَ جَمِيعَ خَلْقِهِ مُخَالَفتَهُ ، فَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ : {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} الْآيَةَ ، وَصَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ.
أَمَّا بَعْدُ ،
فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَنْعَمَ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ بِاصْطِفَائِهِ بِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ أَخْيَارِ خَلْقِهِ فِي عَصْرِهِ ، وُهُمُ الصِّحَابِةُ النُّجَبَاءُ ، الْبَرَرَةُ الأَتْقِيَاءُ ، لَزِمُوهُ فِي الشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ ، حَتَّى حَفِظُوا عَنْهُ مَا شَرَّعَ لاَمَّتِهِ بَأَمْرِ اللهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ ، ثُمَّ نَقَلُوهُ إِلَى أَتْبَاعِهِمْ ، ثُمَّ كَذَلِكَ عَصْرًا بَعْدَ عَصْرٍ إِلَى عَصْرِنَا هَذَا ، وَهُوَ هَذِهِ الأَسَانِيدُ الْمَنْقُولَةُ إِلَيْنَا بِنَقْلِ الْعَدْلِ عَنِ الْعَدْلِ ، وَهِيَ كَرَامَةٌ مِنَ اللهِ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ خَصَّهُمْ بِهَا دُونَ سَائِرِ الْأُمَمِ ، ثُمَّ قَيَّضَ اللَّهُ لِكُلِّ عَصْرٍ جَمَاعَةً مِنْ عُلَمَاءِ الدِّينِ ، وَأَئِمَّةِ الْمُسِلِمِينَ ، يُزَكُّونَ رُوَاةَ الأَخْبَارِ وَنَقَلَةَ الْآثَارِ لِيَذُبُّوا بِهِ الْكَذِبَ عَنْ وَحْيِ المْلَكِ ِالْجَبَّارِ ، فَمِنْ هَؤُلاَءِ الأَئِمَّةِ :
أَبُو عَبْدِ اللِّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْجُعْفِيُّ ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْقُشَيْرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، صَنَّفَا فِي صَحِيحِ الأَخْبَارِ كِتَابَيْنِ مُهَذَّبَيْنِ انْتَشَرَ ذِكْرُهُمَا فِي الأَقْطَارِ ، وَلَمْ يَحْكُمَا وَلاَ وَاحِدٌ مِنْهُمَا أَنَّهُ لَمْ يَصِحَّ مِنَ الْحَدِيثَ غَيْرُ مَا أَخْرَجَهُ ، وَقَدْ نَبَغَ فِي عَصْرِنَا هَذَا جَمَاعَةٌ مِنَّ الْمُبْتَدِعَةِ يَشْمَتُونَ بِرُوَاةِ الْآثَارِ ، بِأَنَّ جَمِيعَ مَا يَصِحُّ عِنْدَكُمْ مِنَ الْحَدِيثَ لاَ يَبْلُغُ عَشْرَةَ َآلاَفِ حَدِيثٍ ، وَهَذِهِ الأَسَاَنيِدُ الْمَجْمُوعَةُ الْمُشْتَمِلَةُ عَلَى أَلْفِ جُزْءٍ أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ مِنْهُ كُلُّهَا سَقِيمَةٌ غَيْرُ صَحِيحَةٍ.
وَقَدْ سَأَلَنَيِ جَمَاعَةٌ مِنْ أَعْيَانِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِهَذِهِ الْمَدِينَةِ وَغَيْرِهَا أَنْ أَجْمَعَ كِتَابًا يَشْتَمِلُ عَلَى الأَحاَديِثِ الْمَرْوِيَّةِ بِأَسَانِيدَ يَحْتَجُّ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، وَمُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ بِمِثْلِهَا ، إِذْ لاَ سَبِيلَ إِلَى إِخْرَاجِ مَا لاَ عِلَّةَ لَهُ ، فَإِنَّهُمَا رَحِمَهُمَا اللَّهُ لَمْ يَدَّعِيَا ذَلِكَ لاِنُفِسِهِمَا.
وَقَدْ خَرَّجَ
جَمَاعَةٌ مِنْ عُلَمَاءِ عَصْرِهِمَا وَمَنْ بَعْدَهُمَا عَلَيْهِمَا
أَحَادِيثَ قَدْ أَخْرَجَاهَا ، وَهِيَ مَعْلُولَةٌ ، وَقَدْ جَهِدْتُ فِي
الذَّبِّ عَنْهُمَا فِي الْمَدْخَلِ إِلَى الصَّحِيحِ بِمَا رَضِيَهُ
أَهْلُ الصَّنْعَةِ ، وَأَنَا أَسْتَعِينُ اللَّهَ عَلَى إِخْرَاجِ
أَحَادِيثَ رُوَاتُهَا ثِقَاتٌ ، قَدِ احْتَجَّ بِمِثْلِهَا الشَّيْخَانِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَوْ أَحَدُهُمَا ، وَهَذَا شَرْطُ الصَّحِيحِ
عِنْدَ كَافَّةِ فُقَهَاءِ أَهْلِ الإِسْلاَمِ أَنَّ الزِّيَادَةَ فِي
الأَساَنِيدِ وَالْمُتُونِ مِنَ الثِّقَاتِ مَقْبُولَةٌ ، وَاللَّهُ
الْمُعِينُ عَلَى مَا قَصَدْتُهُ ، وَهُوَ حَسْبِي وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.
فَمِنَ الأَحَادِيثِ الَّتِي مَدْخَلُهَا :
1- كِتَابُ الإِيمَانِ
1-
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ
الْخُزَاعِيُّ بِمَكَّةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
أَبِي مَيْسَرَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ ،
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَجْلاَنَ ،
عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا.
2-
حَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا أَبُو
الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
قَالَ : أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا.
هَذَا
حَدِيثٌ صَحِيحٌ لَمْ يُخَرَّجْ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَهُوَ صَحِيحٌ
عَلَى شَرْطِ مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، فَقَدِ اسْتَشْهَدَ بِأَحَادِيثَ
لِلْقَعْقَاعِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَمُحَمَّدِ
بْنِ عَمْرٍو ، وَقَدِ احْتَجَّ بِمُحَمَّدِ بْنِ عَجْلاَنَ.
وَقَدْ
رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ أَيْضًا ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ . وَشُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ ، عَنْ أَنَسٍ .
وَرَوَاهُ ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، عَنْ أَبِي
قِلاَبَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ . وَأَنَا أَخْشَى أَنَّ أَبَا قِلاَبَةَ لَمْ
يَسْمَعْهُ ، عَنْ عَائِشَةَ.
3- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ ،
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ
وَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ
بْنُ حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ وَهُوَ أَبُو بَلْجٍ وَهَذَا
لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي دَاوُدَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ ،
يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَجِدْ حَلاَوَةَ
الإِيمَانِ ، فَلْيُحِبِ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ.
هَذَا
حَدِيثٌ لَمْ يُخَرَّجْ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَقَدِ احْتَجَّا جَمِيعًا
بِعَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَاحْتَجَّ مُسْلِمٌ
بِأَبِي بَلْجٍ ، وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ لاَ يُحْفَظُ لَهُ عِلَّةٌ.
4-
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا
الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ،
أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ
الْقِتْبَانِيُّ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ
عُمَرَ ، خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ يَوْمًا فَوَجَدَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ
عِنْدَ قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْكِي ،
فَقَالَ : مَا يُبْكِيكَ يَا مُعَاذُ ؟ قَالَ : يُبْكِينِي حَدِيثٌ
سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
يَقُولُ : الْيَسِيرُ مِنَ الرِّيَاءِ شِرْكٌ ، وَمَنْ عَادَى أَوْلِيَاءَ
اللهِ فَقَدْ بَارَزَ اللَّهَ بِالْمُحَارَبَةِ ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
الأَبْرَارَ الأَتْقِيَاءَ الأَخْفِيَاءَ ، الَّذِينَ إِنْ غَابُوا لَمْ
يُفْتَقَدُوا ، وَإِنْ حَضَرُوا لَمْ يُعْرَفُوا ، قُلُوبُهُمْ مَصَابِيحُ
الْهُدَى ، يَخْرُجُونَ مِنْ كُلِّ غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ .
هَذَا
حَدِيثٌ صَحِيحٌ وَلَمْ يُخَرَّجْ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَقَدِ احْتَجَّا
جَمِيعًا بِزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ الصَّحَابَةِ ،
وَاتَّفَقَا جَمِيعًا عَلَى الاِحْتِجَاجِ بِحَدِيثِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ
، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيِّ وَهَذَا إِسْنَادٌ
مِصْرِيٌّ صَحِيحٌ وَلاَ يَحْفَظُ لَهُ عِلَّةٌ.
5- حَدَّثَنَا أَبُو
جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ ، أَنْبَأَنَا
ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنْ
أَبِي هَانِئٍ الْخَوْلاَنِيِّ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ
الإِيمَانَ لَيَخْلَقُ فِي جَوْفِ أَحَدِكُمْ كَمَا يَخْلَقُ الثَّوْبُ
الْخَلِقُ ، فَاسْأَلُوا اللَّهَ أَنْ يُجَدِّدَ الإِيمَانَ فِي
قُلُوبِكُمْ .
هَذَا حَدِيثٌ لَمْ يُخَرَّجْ فِي الصَّحِيحَيْنِ
وَرُوَاتُهُ مِصْرِيُّونَ ثِقَاتٌ ، وَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ فِي
الصَّحِيحِ بِالْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ عَنْ ابْنِ أَبِي عُمَرَ ، عَنْ
الْمُقْرِئِ ، عَنْ حَيْوَةَ ، عَنْ أَبِي هَانِئٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ
تَعَالَى ذِكْرُهُ كَتَبَ مَقَادِيرَ الْخَلاَئِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ الْحَدِيثَ.
6- أَخْبَرَنِي أَبُو
النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو
كُرَيْبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ ،
عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : إِذَا أَذْنَبَ الْعَبْدُ نُكِتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ
سَوْدَاءُ ، فَإِنْ تَابَ صُقِلَ مِنْهَا ، فَإِنْ عَادَ زَادَتْ حَتَّى
تَعْظُمَ فِي قَلْبِهِ ، فَذَلِكَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ {كَلاَ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ
لَمْ يُخَرَّجْ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِأَحَادِيثِ
الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ.
7- حَدَّثَنَا
الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ، أَنْبَأَ
بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ،
عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : لَمْ
يَزَلْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسْأَلُ عَنِ
السَّاعَةِ حَتَّى نَزَلَتْ : {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا إِلَى رَبِّكَ
مُنْتَهَاهَا}.
هَذَا حَدِيثٌ لَمْ يُخَرَّجْ فِي الصَّحِيحَيْنِ
وَهُوَ مَحْفُوظٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا مَعًا ، وَقَدِ احْتَجَّا
مَعًا بِأَحَادِيثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنْ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ،
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.
8- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ ،
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ
مُوسَى ، أَنْبَأَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ
الأَغَرِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَأَبِي سَعِيدٍ أَنَّهُمَا شَهِدَا
عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِذَا
قَالَ الْعَبْدُ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ صَدَّقَهُ
رَبُّهُ ، قَالَ : صَدَقَ عَبْدِي ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا وَأَنَا
وَحْدِي ، وَإِذَا قَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ
لَهُ صَدَّقَهُ رَبُّهُ قَالَ : صَدَقَ عَبْدِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا
وَلاَ شَرِيكَ لِي ، وَإِذَا قَالَ : لاَ إِلَهَ أَلاَ اللَّهُ لَهُ
الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ، قَالَ : صَدَقَ عَبْدِي ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ
أَنَا لِيَ الْمُلْكُ وَلِيَ الْحَمْدُ ، وَإِذَا قَالَ : لاَ إِلَهَ
إِلاَّ اللَّهُ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ، قَالَ :
صَدَقَ عَبْدِي ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِي .
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ لَمْ يُخَرَّجْ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَقَدِ احْتَجَّا جَمِيعًا
بِحَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الأَغَرِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
وَأَبِي سَعِيدٍ ، وَقَدِ اتَّفَقَا جَمِيعًا عَلَى الْحُجَّةِ
بِأَحَادِيثِ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ.
9-
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي بِمَرْوَ ،
حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ
مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ
يَحْيَى ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَعَافِرِيِّ الْحُبُلِيِّ ،
قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ
يَسْتَخْلِصُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُؤُوسِ الْخَلاَئِقِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلاً ، كُلُّ
سِجِلٍّ مِثْلُ هَذَا ، ثُمَّ يَقُولُ : أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا ؟
أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ ؟ فَيَقُولُ : لاَ يَا رَبِّ ،
فَيَقُولُ : أَفَلَكَ عُذْرٌ ؟ فَيَقُولُ : لاَ يَا رَبِّ ، فَيَقُولُ :
بَلَى ، إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً ، وَإِنَّهُ لاَ ظُلْمَ عَلَيْكَ
الْيَوْمَ ، فَيُخْرِجُ بِطَاقَةً فِيهَا أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ
اللَّهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، فَيَقُولُ :
يَا رَبِّ ، مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلاَتِ ؟ فَقَالَ :
إِنَّكَ لاَ تُظْلَمُ ، قَالَ : فَتُوضَعُ السِّجِلاَتُ فِي كِفَّةٍ ،
وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ فَطَاشَتِ السِّجِلاَتُ وَثَقُلَتِ
الْبِطَاقَةُ ، وَلاَ يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللهِ شَيْءٌ .
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ لَمْ يُخَرَّجْ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَهُوَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ
مُسْلِمٍ فَقَدِ احْتَجَّ بِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَعَامِرِ بْنِ يَحْيَى
مِصْرِيٍّ ثِقَةٍ ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ , إِمَامٌ ، وَيُونُسُ
الْمُؤَدِّبُ : ثِقَةٌ ، مُتَّفَقٌّ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ.
10-
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ السَّيَّارِيُّ
بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُوَجَّهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ ،
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى
إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً أَوِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً ،
وَالنَّصَارَى مِثْلُ ذَلِكَ ، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاَثٍ
وَسَبْعِينَ فِرْقَةً.
هَذَا حَدِيثٌ كَثُرَ فِي الْأُصُولِ وَقَدْ
رُوِيَ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ،
وَعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مِثْلُهُ .
وَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِمُحَمَّدِ بْنِ
عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَاتَّفَقَا
جَمِيعًا عَلَى الاِحْتِجَاجِ بِالْفَضْلِ بْنِ مُوسَى وَهُوَ ثِقَةٌ.
11-
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْقَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ السَّيَّارِيُّ
بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِلاَلٍ ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ
الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ وَحَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ
بْنُ شَاذَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ
مُوسَى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ
، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ
لاَ تُعْرَفُ لَهُ عِلَّةٌ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ ، فَقَدِ احْتَجَّا
جَمِيعًا بِعَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، وَاحْتَجَّ
مُسْلِمٌ بِالْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ
، وَلِهَذَا الْحَدِيثِ شَاهِدٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا جَمِيعًا.
12-
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْفَقِيهُ بِبُخَارَى ، حَدَّثَنَا
قَيْسُ بْنُ أُنَيْفٍ ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا
بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
شَقِيقٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يَرَوْنَ شَيْئًا مِنَ الأَعْمَالِ
تَرْكُهُ كُفْرًا غَيْرَ الصَّلاَةِ.
13- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
الصَّغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ أَصَابَ حَدًّا فَعَجَّلَ اللَّهً لَهُ
عُقُوبَتَهُ فِي الدُّنْيَا فَاللَّهُ أَعْدَلُ مِنْ أَنْ يُثَنِّي عَلَى
عَبْدِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الْآخِرَةِ ، وَمَنْ أَصَابَ حَدًّا فَسَتَرَهُ
اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَفَا عَنْهُ فَاللَّهُ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَعُودَ فِي
شَيْءٍ قَدْ عَفَا عَنْهُ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ ، وَقَدِ احْتَجَّا جَمِيعًا بِأَبِي جُحَيْفَةَ ، عَنْ
عَلِيٍّ ، وَاتَّفَقَا عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ ، وَاحْتَجَّا جَمِيعًا
بِالْحَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، وَاحْتَجَّ مُسْلِمٌ بِيُونُسَ بْنِ أَبِي
إِسْحَاقَ.
14- أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الْجَوْهَرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا
عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ ،
حَدَّثَنِي أَبِي ، أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ بِفَرَسٍ لَهُ يَقُودُهَا عَقُوقٍ
وَمَعَهَا مُهْرَةٌ لَهَا يَتْبَعُهَا ، فَقَالَ : مَنْ أَنْتَ ؟ فَقَالَ :
أَنَا نَبِيٌّ ، قَالَ : مَا نَبِيٌّ ؟ قَالَ : رَسُولُ اللهِ ، قَالَ :
مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : غَيْبٌ وَلاَ يَعْلَمُ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ قَالَ :
أَرِنِي سَيْفَكَ ، فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ سَيْفَهُ ، فَهَزَّهُ الرَّجُلُ ثُمَّ رَدَّهُ عَلَيْهِ ،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَمَا إِنَّكَ
لَمْ تَكُنْ تَسْتَطِيعُ الَّذِي أَرَدْتَ قَالَ : وَقَدْ كَانَ . . .
قَالَ : اذْهَبْ إِلَيْهِ فَسَلْهُ عَنْ هَذِهِ الْخِصَالِ.
هَذَا
حَدِيثٌ صَحِيحٌ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، وَقَدِ اتَّفَقَا جَمِيعًا عَلَى
الْحُجَّةِ بإيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، وَاحْتَجَّ مُسْلِمٌ
بِهَذَا الإِسْنَادِ بِعَيْنِهِ فَحَدَّثَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ
بِغَيْرِ حَدِيثٍ.
15- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ
الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا
عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ
الْقَاضِي بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ،
حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ ، عَنْ خِلاَسٍ ،
وَمُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ كَاهِنًا
فَصَدَّقَهُ فِيمَا يَقُولُ ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ
عَلَى شَرْطِهِمَا جَمِيعًا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ سِيرِينَ ، وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ ، وَحَدَّثَ الْبُخَارِيُّ ، عَنْ إِسْحَاقَ ، عَنْ رَوْحٍ ،
عَنْ عَوْفٍ ، عَنْ خِلاَسٍ ، وَمُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قِصَّةَ
مُوسَى أَنَّهُ آدَرُ.
16- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ
بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ إِمْلاَءً ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ السَّعْدِيُّ ، حَدَّثَنَا قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ ، حَدَّثَنَا
حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ
الْقَطِيعِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ،
حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ
الشَّهِيدِ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلاَلٍ ، حَدَّثَنَا هِصَّانُ بْنُ
كَاهِلٍ ، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي عَدِيٍّ كَاهِنٌ قَالَ : جَلَسْتُ
مَجْلِسًا فِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ وَلاَ أَعْرِفُهُ ،
فَقَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : مَا عَلَى الأَرْضِ نَفْسٌ
تَمُوتُ لاَ تُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا تَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ ،
يَرْجِعُ ذَلِكَ إِلَى قَلْبٍ مُوقِنٍ إِلاَّ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا . قَالَ
: فَقُلْتُ : أَأَنْتَ سَمِعْتَ مِنْ مُعَاذٍ ، فَعَنَّفَنِي الْقَوْمُ ،
فَقَالَ : دَعُوهُ فَإِنَّهُ لَمْ يُسِيءِ الْقَوْلَ ، نَعَمْ ، أَنَا
سَمِعْتُهُ مِنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، وَزَعَمَ مُعَاذٌ أَنَّهُ سَمِعَهُ
مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ وَقَدْ تَدَاوَلَهُ الثِّقَاتُ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ جَمِيعًا
بِهَذَا اللَّفْظِ ، وَالَّذِي عِنْدِي - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّهُمَا
أَهْمَلاَهُ لِهِصَّانِ بْنِ كَاهِلٍ ، وَيُقَالُ : ابْنُ كَاهِنٍ ،
فَإِنَّ الْمَعْرُوفَ بِالرِّوَايَةِ عَنْهُ حُمَيْدُ بْنُ هِلاَلٍ
الْعَدَوِيُّ فَقَطْ . وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، أَنَّهُ رَوَى
عَنْهُ قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ أَيْضًا ، وَقَدْ أَخْرَجَا جَمِيعًا عَنْ
جَمَاعَةٍ مِنَ الثِّقَاتِ لاَ رَاوِيَ لَهُمْ إِلاَّ وَاحِدٌ ،
فَيَلْزَمُهُمَا بِذَلِكَ إِخْرَاجُ مِثْلِهِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
17-
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ
الْمُنَادِي ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا أَبُو
غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ
أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْحَيَاءُ وَالْعِيُّ شُعْبَتَانِ مِنَ
الإِيمَانِ ، وَالْبَذَاءُ وَالْبَيَانُ شُعْبَتَانِ مِنَ النِّفَاقِ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، وَقَدِ احْتَجَّا بِرُوَاتِهِ عَنْ آخِرهِمْ.
18-
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ وَهُوَ ابْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ
، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي
أُمَامَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْبَذَاذَةُ مِنَ الإِيمَانِ ، الْبَذَاذَةُ مِنَ
الإِيمَانِ .
قَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِصَالِحِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ.
19-
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي
مَرْيَمَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي يَحْيَى سُلَيْمِ
بْنِ عَامِرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ ، يَقُولُ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَ
حَجَّةِ الْوَدَاعِ : اعْبُدُوا رَبُّكُمْ ، وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ ،
وَصُومُوا شَهْرِكُمْ ، وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ ، وَأَطِيعُوا ذَا
أَمْرِكُمْ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ
عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلاَ نَعْرِفُ لَهُ عِلَّةً وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ،
وَقَدِ احْتَجَّ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ بِأَحَادِيثِ سُلَيْمِ بْنِ
عَامِرٍ وَسَائِرُ رُوَاتِهِ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِمْ.
20- حَدَّثَنَا
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ مَرْزُوقٍ ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ
الأَسَدِيُّ بِهَمْدَانَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ ،
حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَأَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلَمَةَ ، يُحَدِّثُ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ
عَسَّالٍ الْمُرَادِيُّ ، قَالَ : قَالَ يَهُودِيٌّ لِصَاحِبِهِ : اذْهَبْ
بِنَا إِلَى هَذَا النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
نَسْأَلَهُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ
بَيِّنَاتٍ} فَقَالَ : لاَ تَقُولُوا لَهُ نَبِيٌّ ، فَإِنَّهُ لَوْ
سَمِعَكَ لَصَارَتْ لَهُ أَرْبَعَةُ أَعْيُنٍ ، قَالَ : فَسَأَلاَهُ ،
فَقَالَ : لاَ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا ، وَلاَ تَسْرِقُوا ، وَلاَ
تَزْنُوا ، وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ
بِالْحَقِّ ، وَلاَ تَسْحَرُوا ، وَلاَ تَأْكُلُوا الرِّبَا ، وَلاَ
تَمْشُوا بِبَرِيءٍ إِلَى ذِي سُلْطَانٍ لِيَقْتُلَهُ ، وَلاَ تَقْذِفُوا
مُحْصَنَةً ، وَأَنْتُمْ يَا يَهُودُ عَلَيْكُمْ خَاصَّةً أَلاَ تَعْدُوا
فِي السَّبْتِ فَقَبَّلاَ يَدَهُ وَرِجْلَهُ ، وَقَالاَ : نَشْهَدُ أَنَّكَ
نَبِيٌّ ، فَقَالَ : مَا مَنَعَكُمَا أَنْ تُسْلِمَا ؟ قَالاَ : إِنَّ
دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ دَعَا أَنْ لاَ يَزَالَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ
نَبِيٌّ ، وَإِنَّا نَخْشَى أَنْ يَقْتُلَنَا يَهُودُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ لاَ نَعْرِفُ لَهُ عِلَّةً بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ ، وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ ، وَلاَ ذَكَرَ الصَّفْوَانُ بْنُ عَسَّالٍ حَدِيثًا وَاحِدًا
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ الْحَافِظَ ،
وَيَسْأَلَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ ، فَقَالَ : لِمَ تَرَكَا
حَدِيثَ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ أَصْلاً ؟ فَقَالَ : لِفَسَادِ الطَّرِيقِ
إِلَيْهِ .
قَالَ الْحَاكِمُ : إِنَّمَا أَرَادَ أَبُو عَبْدِ اللهِ
بِهَذَا حَدِيثَ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرٍّ فَإِنَّهُمَا تَرَكَا عَاصِمَ بْنَ
بَهْدَلَةَ ، فَأَمَّا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ وَيُقَالُ
: الْهَمْدَانِيُّ وَكُنْيَتُهُ أَبُو الْعَالِيَةِ ، فَإِنَّهُ مِنْ
كِبَارِ أَصْحَابِ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللهِ . وَقَدْ رَوَى عَنْ سَعْدِ بْنِ
أَبِي وَقَّاصٍ ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، وَغَيْرِهِمَا مِنَ
الصَّحَابَةِ ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ أَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ
وَجَمَاعَةٌ مِنَ التَّابِعِينَ.
21- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلاَنِيُّ
، أَنْبَأَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ
وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ
عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ،
أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ
الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ ، وَاللَّهِ
لاَ يُؤْمِنُ ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ قَالُوا : وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ
اللهِ ؟ قَالَ : جَارٌ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ قَالُوا : وَمَا
بَوَائِقُهُ ؟ قَالَ : شَرُّهُ . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ
الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ هَكَذَا ، إِنَّمَا أَخْرَجَا حَدِيثَ
أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لاَ يَدْخُلُ
الْجَنَّةَ مَنْ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ .
22- حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ سَلْمَانَ
الْفَقِيهَانِ قَالاَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ
عَجْلاَنَ ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
، قَالَ : الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ
وَيَدِهِ ، وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ
وَأَمْوَالِهِمْ.
قَدِ اتَّفَقَا عَلَى إِخْرَاجِ طَرَفِ حَدِيثِ
الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَلَمْ
يُخَرِّجَا هَذِهِ الزِّيَادَةَ وَهِيَ صَحِيحَةٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.
وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ زِيَادَةٌ أُخْرَى عَلَى شَرْطِهِ مِمَّا لَمْ يُخَرِّجَاهَا.
23-
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ ، حَدَّثَنَا أَبُو
عَاصِمٍ ، أَنْبَأَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ،
سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ
لِسَانِهِ وَيَدِهِ .
وَزِيَادَةٌ أُخْرَى صَحِيحَةٌ عَلَى شَرْطِهِمَا وَلَمْ يُخَرِّجَاهَا.
24-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْقَاضِي ،
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي
مَرْيَمَ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ قَالاَ : حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ،
حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلاَنِيُّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ
اللَّيْثِيِّ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ : أَلاَ
أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ ؟ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَنْفُسِهِمْ
وَأَمْوَالِهِمْ ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ
لِسَانِهِ وَيَدِهِ ، وَالْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةٍ ،
وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ الْخَطَايَا وَالذُّنُوبَ.
وَزِيَادَةٌ أُخْرَى عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهَا.
25-
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ
مُوسَى الأَشْيَبُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ ،
وَحُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ ،
وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ،
وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السُّوءَ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ
يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَبْدٌ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ .
وَزِيَادَةٌ أُخْرَى صَحِيحَةٌ سَلِيمَةٌ مِنْ رِوَايَةِ الْمَجْرُوحِينَ فِي مَتْنِ هَذَا الْحَدِيثِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهَا.
26-
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ،
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَأَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ
الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ
اللهِ بْنُ مُعَاذٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ ،
وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : إِيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ ، فَإِنَّ الظُّلْمَ
ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَإِيَّاكُمْ وَالْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ ،
وَإِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ
بِالشُّحِّ ، أَمَرَهُمْ بِالْقَطِيعَةِ فَقَطَعُوا ، وَالْبُخْلِ
فَبَخِلُوا ، وَبِالْفُجُورِ فَفَجَرُوا فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا
رَسُولَ اللهِ ، أَيُّ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : أَنْ يَسْلَمَ
الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ . فَقَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ أَوْ
غَيْرُهُ : يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : أَنْ
تَهْجُرَ مَا كَرِهَ رَبُّكَ قَالَ : وَالْهِجْرَةُ هِجْرَتَانِ : هِجْرَةُ
الْحَاضِرِ ، وَهِجْرَةُ الْبَادِي ، فَهِجْرَةُ الْبَادِي : أَنْ يُجِيبَ
إِذَا دُعِيَ ، وَيُطِيعَ إِذَا أُمِرَ ، وَهِجْرَةُ الْحَاضِرِ
أَعْظَمُهُمَا بَلِيَّةً وَأَفْضَلُهُمَا أَجْرًا .
قَدْ خَرَّجَا
جَمِيعًا حَدِيثَ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو
مُخْتَصَرًا وَلَمْ يُخَرِّجَا هَذَا الْحَدِيثَ ، وَقَدِ اتَّفَقَا عَلَى
عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ النَّجْرَانِيِّ ،
فَأَمَّا أَبُو كَثِيرٍ زُهَيْرُ بْنُ الأَقْمَرِ الزُّبَيْدِيُّ فَإِنَّهُ
سَمِعَ عَلِيًّا وَعَبْدَ اللهِ فَمَنْ بَعْدَهُمَا مِنَ الصَّحَابَةِ.
وَهَذَا الْحَدِيثُ بِعَيْنِهِ عِنْدَ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ .
27-
حَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ
أَبَانَ ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ
عِيَاضٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ الأَقْمَرِ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : اتَّقُوا الظُّلْمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ .
وَلِهَذِهِ
الزِّيَادَاتِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو
شَاهِدٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
28-
أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَنْطَرِيُّ ،
حَدَّثَنَا أَبُو قِلاَبَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، عَنِ ابْنِ
عَجْلاَنَ وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ - وَاللَّفْظُ لَهُ -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ ، حَدَّثَنَا
ابْنُ بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلاَنَ ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِيَّاكُمْ وَالْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ
الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ ، وَإِيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ فَإِنَّهُ هُوَ
الظُّلُمَاتُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَإِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ فَإِنَّهُ
دَعَا مَنْ قَبْلَكُمْ فَسَفَكُوا دِمَاءَهُمْ ، وَدَعَا مَنْ قَبْلَكُمْ
فَقَطَعُوا أَرْحَامَهُمْ ، وَدَعَا مَنْ قَبْلَكُمْ فَاسْتَحَلُّوا
حُرُمَاتِهِمْ.
29- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ
بْنِ أَيُّوبَ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لَيْسَ
الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ ، وَلاَ اللِّعَانِ ، وَلاَ الْفَاحِشِ ، وَلاَ
الْبَذِيءِ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
فَقَدِ احْتَجَّا بِهَؤُلاَءِ الرُّوَاةِ عَنْ آخِرِهِمْ ، ثُمَّ لَمْ
يُخَرِّجَاهُ ، وَأَكْثَرُ مَا يُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ فِيهِ أَنَّهُ لاَ
يُوجَدُ عِنْدَ أَصْحَابِ الأَعْمَشِ وَإِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ
السَّبِيعِيِّ كَبِيرِهِمْ وَسَيِّدِهِمْ ، وَقَدْ شَارَكَ الأَعْمَشُ فِي
جَمَاعَةٍ مِنْ شُيُوخِهِ ، فَلاَ يُنْكَرُ لَهُ التَّفَرُّدُ عَنْهُ
بِهَذَا الْحَدِيثِ .
وَلِلْحَدِيثِ شَاهِدٌ آخَرُ عَلَى شَرْطِهِمَا.
30-
حَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ
بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ ، وَلاَ اللِّعَانِ ، وَلاَ
الْفَاحِشِ ، وَلاَ الْبَذِيءِ .
وَلِلْحَدِيثِ شَاهِدٌ ثَانٍ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ لاَ بُدَّ مِنْ ذِكْرِهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ
إِسْنَادُهُ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ.
31- أَخْبَرَنَاهُ أَبُو
الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَاتِي بِالْكُوفَةِ ،
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَاكِمِ الْحِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ ، حَدَّثَنَا صَبَاحُ بْنُ يَحْيَى ، عَنِ ابْنِ
أَبِي لَيْلَى ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
قَالَ : الْمُؤْمِنُ لَيْسَ بِالطَّعَّانِ ، وَلاَ الْفَاحِشِ ، وَلاَ
الْبَذِيءِ .
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى
وَإِنْ كَانَ يُنْسَبُ إِلَى سُوءِ الْحِفْظِ ، فَإِنَّهُ أَحَدُ فُقَهَاءِ
الإِسْلاَمِ وَفَضَلَتِهِمْ ، وَمِنْ أَكَابِرِ أَوْلاَدِ الصَّحَابَةِ
وَالتَّابِعِينَ مِنَ الأَنْصَارِ رَحْمَةُ اللهِ تَعَالَى عَلَيْهِمْ.
32-
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ السِّجْزِيُّ
بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ الصَّايِغُ ،
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَمْرٍو ،
مَوْلَى الْمُطَّلِبِ ، عَنِ الْمُطَّلِبِ ، عَنْ أَبِي مُوسَى
الأَشْعَرِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
قَالَ : مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَكَرِهَهَا حِينَ يَعْمَلُ ، وَعَمِلَ
حَسَنَةً فَسُرَّ بِهَا فَهُوَ مُؤْمِنٌ .
قَدِ احْتَجَّا بِرُوَاةِ
هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ آخِرِهِمْ وَهُوَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا وَلَمْ
يُخَرَّجَا إِنَّمَا خُرِّجَا فِي خُطْبَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ،
وَمَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ بِهَذَا اللَّفْظِ.
33-
أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي ،
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي
عَبْدِ اللهِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ
سَلاَمٍ ، عَنْ جَدِّهِ مَمْطُورٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، أَنَّ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا
رَسُولَ اللهِ مَا الإِيمَانُ ؟ قَالَ : إِذَا سَرَّتْكَ حَسَنَتُكَ
وَسَاءَتْكَ سَيِّئَتُكَ فَأَنْتَ مُؤْمِنٌ . فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ
مَا الإِثْمُ ؟ قَالَ : إِذَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ شَيْءٌ فَدَعْهُ .
وَهَكَذَا رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ ، وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ
أَمَّا حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ
34-
فَحَدَّثَنَاهُ مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا أَبُو
قِلاَبَةَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ
زَيْدِ بْنِ سَلاَمٍ ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي سَلاَمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ
أَبَا أُمَامَةَ ، يَقُولُ : سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مَا الإِيمَانُ ؟ قَالَ : إِذَا سَرَّتْكَ حَسَنَتُكَ
وَسَاءَتْكَ سَيِّئَتُكَ فَإِنَّكَ مُؤْمِنٌ.
وَأَمَّا حَدِيثُ مَعْمَرٍ
35-
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ
الْحَمِيدِ الصَّنْعَانِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلاَمٍ ، عَنْ أَبِي سَلاَمٍ ، عَنْ
أَبِي أُمَامَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
سُئِلَ : مَا الإِيمَانُ ؟ فَقَالَ : مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ ،
وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ .
هَذِهِ الأَحَادِيثُ كُلُّهَا صَحِيحَةٌ مُتَّصِلَةٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ.
36-
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا
الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ ، حَدَّثَنِي
ابْنُ جَابِرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ عَامِرٍ ، يَقُولُ :
سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ الأَشْجَعِيَّ ، يَقُولُ : نَزَلْنَا مَعَ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلاً
فَاسْتَيْقَظْتُ مِنَ اللَّيْلِ ، فَإِذَا لاَ أَرَى فِي الْعَسْكَرِ
شَيْئًا أَطْوَلَ مِنْ مُؤْخِرَةِ رَحْلِي ، لَقَدْ لَصَقَ كُلُّ إِنْسَانٍ
وَبَعِيرُهُ بِالأَرْضِ ، فَقُمْتُ أَتَخَلَّلُ النَّاسَ حَتَّى دَفَعْتُ
إِلَى مَضْجَعِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِذَا
لَيْسَ فِيهِ ، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى الْفِرَاشِ ، فَإِذَا هُوَ بَارِدٌ
فَخَرَجْتُ أَتَخَلَّلُ النَّاسَ أَقُولُ : {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا
إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} ذُهِبَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ حَتَّى خَرَجْتُ مِنَ الْعَسْكَرِ كُلِّهِ ، فَنَظَرْتُ سَوَادًا
فَرَمَيْتُ بِحَجَرٍ ، فَمَضَيْتُ إِلَى السَّوَادِ ، فَإِذَا مُعَاذُ
بْنُ جَبَلٍ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ، وَإِذَا بَيْنَ
أَيْدِينَا صَوْتٌ كَدَوِيِّ الرَّحَا ، أَوْ كَصَوْتِ الْهَصْبَاءِ حِينَ
يُصِيبُهَا الرِّيحُ ، فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ : يَا قَوْمِ اثْبُتُوا
حَتَّى تُصْبِحُوا أَوْ يَأْتِيَكُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : فَلَبِثْنَا مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ
نَادَى أَثَمَّ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ
وَعَوْفُ بْنُ مَالِكٍ ؟ فَقُلْنَا : أَيْ نَعَمْ ، فَأَقْبَلَ إِلَيْنَا
فَخَرَجْنَا نَمْشِي مَعَهُ لاَ نَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ وَلاَ نُخْبِرُهُ
بِشَيْءٍ فَقَعَدَ عَلَى فِرَاشِهِ ، فَقَالَ : أَتَدْرُونَ مَا خَيَّرَنِي
بِهِ رَبِّي اللَّيْلَةَ ؟ فَقُلْنَا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ،
قَالَ : فَإِنَّهُ خَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يُدْخِلَ نِصْفَ أُمَّتِي
الْجَنَّةَ ، وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ قُلْنَا :
يَا رَسُولَ اللهِ ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ أَهْلِهَا قَالَ :
هِيَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ وَرُوَاتُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ عَلَى شَرْطِهِمَا
جَمِيعًا وَلَيْسَ لَهُ عِلَّةٌ ، وَلَيْسَ فِي سَائِرِ أَخْبَارِ
الشَّفَاعَةِ وَهِيَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ.
37- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ، أَنْبَأَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي
سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ ،
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَنَا يُوسُفُ
بْنُ يَعْقُوبَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ ، قَالَ : مَا قَاتَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَوْمًا حَتَّى دَعَاهُمْ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مِنْ
حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، وَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ
بِأَبِي نَجِيحٍ وَالِدِ عَبْدِ اللهِ وَاسْمُهُ يَسَارٌ ، وَهُوَ مِنْ
مَوَالِي الْمَكِّيِّينَ .
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي
طَالِبٍ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا
اللَّفْظِ ، وَاتَّفَقَا جَمِيعًا عَلَى إِخْرَاجِ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عَوْنٍ ، كَتَبْتُ إِلَى نَافِعٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ
أَسْأَلُهُ عَنِ الْقِتَالِ قَبْلَ الدُّعَاءِ فَكَتَبَ إِلَيَّ أَنَّ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَغَارَ عَلَى بَنِي
الْمُصْطَلِقِ الْحَدِيثَ ، وَفِيهِ وَكَانَ الدَّعْوَةُ قَبْلَ
الْقِتَالِ.
38- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ السِّيرَافِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ
بْنُ رَجَاءٍ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي الْحُسَامِ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ ، سَمِعَ رَبِيعَةَ بْنَ عِبَادٍ
الدُّؤَلِيَّ يَقُولُ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بِمِنًى فِي مَنَازِلِهِمْ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ إِلَى
الْمَدِينَةِ ، يَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ اللَّهَ
يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا . قَالَ :
وَوَرَاءَهُ رَجُلٌ ، يَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ هَذَا
يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَتْرُكُوا دَيْنَ آبَائِكُمْ ، فَسَأَلْتُ مَنْ هَذَا
الرَّجُلُ ؟ قِيلَ : أَبُو لَهَبٍ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ
الشَّيْخَيْنِ ، وَرُوَاتُهُ عَنْ آخِرِهِمْ ثِقَاتٌ أَثْبَاتٌ ،
وَلَعَلَّهُمَا أَوْ وَاحِدًا مِنْهُمَا يُوهِمُ أَنَّ رَبِيعَةَ بْنَ
عَبَّادٍ لَيْسَ لَهُ رَاوٍ غَيْرُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، وَقَدْ
رَوَى عَنْهُ أَبُو الزِّنَادِ عَبْدُ اللهِ بْنُ ذَكْوَانَ هَذَا
الْحَدِيثَ بِعَيْنِهِ.
39- أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ الْجَلاَبُ ، بِهَمْدَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو
حَاتِمٍ الرَّازِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ،
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ ، أَخْبَرَنِي أَبِي ، حَدَّثَنِي
رَبِيعَةُ بْنُ عِبَادٍ الدُّؤَلِيُّ ، قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِسُوقِ ذِي
الْمَجَازِ وَهُوَ يَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، قُولُوا لاَ إِلَهَ
إِلاَّ اللَّهُ تُفْلِحُوا قَالَ : يُرَدِّدُهَا مِرَارًا وَالنَّاسُ
مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ يَتَّبِعُونَهُ ، وَإِذَا وَرَاءَهُ رَجُلٌ
أَحْوَلُ ذُو غَدِيرَتَيْنِ وَضِيءُ الْوَجْهِ يَقُولُ : إِنَّهُ صَابِئٌ
كَاذِبٌ ، فَسَأَلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ فَقَالُوا : عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ .
وَإِنَّمَا اسْتَشْهَدْتُ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ
اقْتِدَاءً بِهِمَا فَقَدِ اسْتَشْهَدَا جَمِيعًا بِهِ.
40- حَدَّثَنَا
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا صَالِحُ
بْنُ رُسْتُمَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ :
جَاءَتْ عَجُوزٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَهُوَ عِنْدِي ، فَقَالَ : لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : مَنْ أَنْتِ ؟ قَالَتْ : أَنَا جَثَّامَةُ الْمُزَنِيَّةُ ،
فَقَالَ : بَلْ أَنْتِ حَسَّانَةُ الْمُزَنِيَّةُ ، كَيْفَ أَنْتُمْ ؟
كَيْفَ حَالُكُمْ ؟ كَيْفَ كُنْتُمْ بَعْدَنَا ؟ قَالَتْ : بِخَيْرٍ
بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ ، فَلَمَّا خَرَجَتْ قُلْتُ :
يَا رَسُولَ اللهِ ، تُقْبِلُ عَلَى هَذِهِ الْعَجُوزِ هَذَا الإِقْبَالَ ؟
فَقَالَ : إِنَّهَا كَانَتْ تَأْتِينَا زَمَنَ خَدِيجَةَ ، وَإِنَّ حُسْنَ
الْعَهْدِ مِنَ الإِيمَانِ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ
الشَّيْخَيْنِ فَقَدِ اتَّفَقَا عَلَى الاِحْتِجَاجِ بِرُوَاتِهِ فِي
أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ وَلَيْسَ لَهُ عِلَّةٌ.
41- حَدَّثَنَا أَبُو
زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْعَنْبَرِيُّ ،
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ ،
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ النَّصَبِيُّ ، وَحَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ الْكَرَابِيسِيُّ ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ
صَالِحٍ الدِّمَشْقِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ،
حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ
الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا
مِائَةً إِلاَّ وَاحِدَةٍ ، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، إِنَّهُ
وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ - هُوَ اللَّهُ - الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ
الرَّحْمَنُ ، الرَّحِيمُ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ ، السَّلاَمُ ،
الْمُؤْمِنُ ، الْمُهَيْمِنُ ، الْعَزِيزُ ، الْجَبَّارُ ، الْمُتَكَبِّرُ ،
الْخَالِقُ ، الْبَارِئُ ، الْمُصَوِّرُ ، الْغَفَّارُ ، الْقَهَّارُ ،
الْوَهَّابُ ، الرَّزَّاقُ ، الْفَتَّاحُ ، الْعَلِيمُ ، الْقَابِضُ ،
الْبَاسِطُ ، الْخَافِضُ ، الرَّافِعُ ، الْمُعِزُّ ، الْمُذِلُّ ،
السَّمِيعُ ، الْبَصِيرُ ، الْحَكَمُ ، الْعَدْلُ ، اللَّطِيفُ ،
الْخَبِيرُ ، الْحَلِيمُ ، الْعَظِيمُ ، الْغَفُورُ ، الشَّكُورُ ،
الْعَلِيُّ ، الْكَبِيرُ ، الْحَفِيظُ ، الْمُغِيثُ . وَقَالَ صَفْوَانُ
فِي حَدِيثِهِ : الْمُقِيتُ ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ
بْنُ إِسْحَاقَ فِي مُخْتَصَرِ الصَّحِيحِ ، الْحَسِيبُ ، الْجَلِيلُ ،
الْكَرِيمُ ، الرَّقِيبُ ، الْمُجِيبُ ، الْوَاسِعُ ، الْحَكِيمُ ،
الْوَدُودُ ، الْمَجِيدُ ، الْبَاعِثُ ، الشَّهِيدُ ، الْحَقُّ ،
الْوَكِيلُ ، الْقَوِيُّ ، الْمَتِينُ ، الْوَلِيُّ ، الْحَمِيدُ ،
الْمُحْصِي ، الْمُبْدِي ، الْمُعِيدُ ، الْمُحْيِي ، الْمُمِيتُ ،
الْحَيُّ ، الْقَيُّومُ ، الْوَاجِدُ ، الْمَاجِدُ ، الْوَاحِدُ ،
الصَّمَدُ ، الْقَادِرُ ، الْمُقْتَدِرُ ، الْمُقَدِّمُ ، الْمُؤَخِّرُ ،
الأَوَّلُ ، الْآخَرُ ، الظَّاهِرُ ، الْبَاطِنُ ، الْوَالِي ،
الْمُتَعَالِي ، الْبَرُّ ، التَّوَّابُ ، الْمُنْتَقِمُ ، الْعَفُوُّ ،
الرَّؤُوفُ ، مَالِكُ ، الْمُلْكِ ، ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ ،
الْمُقْسِطُ ، الْجَامِعُ ، الْغَنِيُّ ، الْمُغْنِي ، الْمَانِعُ ،
الضَّارُّ ، النَّافِعُ ، النُّورُ ، الْهَادِي ، الْبَدِيعُ ، الْبَاقِي ،
الْوَارِثُ ، الرَّشِيدُ ، الصَّبُورُ .
هَذَا حَدِيثٌ قَدْ خَرَّجَاهُ
فِي الصَّحِيحَيْنِ بِأَسَانِيدَ صَحِيحَةٍ دُونَ ذِكْرِ الأَسَامِيَ
فِيهِ ، وَالْعِلَّةُ فِيهِ عِنْدَهُمَا أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ مُسْلِمٍ
تَفَرَّدَ بِسِيَاقَتِهِ بِطُولِهِ ، وَذَكَرَ الأَسَامِيَ فِيهِ وَلَمْ
يَذْكُرْهَا غَيْرُهُ ، وَلَيْسَ هَذَا بِعِلَّةٍ فَإِنِّي لاَ أَعْلَمُ
اخْتِلاَفًا بَيْنَ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ مُسْلِمٍ
أَوْثَقُ وَأَحْفَظُ وَأَعْلَمُ وَأَجَلُّ مِنْ أَبِي الْيَمَانِ وَبِشْرِ
بْنِ شُعَيْبٍ وَعَلِيِّ بْنِ عَيَّاشٍ وَأَقْرَانِهِمْ مِنْ أَصْحَابِ
شُعَيْبٍ.
ثُمَّ نَظَرْنَا فَوَجَدْنَا الْحَدِيثَ قَدْ رَوَاهُ عَبْدُ
الْعَزِيزِ بْنُ الْحُصَيْنِ ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ وَهِشَامِ
بْنِ حَسَّانَ جَمِيعًا ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِطُولِهِ.
42- حَدَّثَنَاهُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنِ حَمْدَانَ الْجَلاَبُ ، بِهَمْدَانَ ، حَدَّثَنَا الأَمِيرُ أَبُو
الْهَيْثَمِ خَالِدُ بْنُ أَحْمَدَ الذُّهْلِيُّ ، بِهَمْدَانَ ،
حَدَّثَنَا أَبُو أَسَدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِيُّ ،
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْقَطَوَنِيُّ حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ
بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، قَالاَ :
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُفْيَانَ
النَّسَائِيُّ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْعَزِيزِ بْنُ حُصَيْنِ بْنِ التَّرْجُمَانِ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ
السَّخْتِيَانِيُّ ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا
مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ : اللَّهُ ، الرَّحْمَنُ ، الرَّحِيمُ ،
الإِلَهُ ، الرَّبُّ ، الْمَلِكُ ، الْقُدُّوسُ ، السَّلاَمُ ،
الْمُؤْمِنُ ، الْمُهَيْمِنُ ، الْعَزِيزُ ، الْجَبَّارُ ، الْمُتَكَبِّرُ ،
الْخَالِقُ ، الْبَارِئُ ، الْمُصَوِّرُ ، الْحَلِيمُ ، الْعَلِيمُ ،
السَّمِيعُ ، الْبَصِيرُ ، الْحَيُّ ، الْقَيُّومُ ، الْوَاسِعُ ،
اللَّطِيفُ ، الْخَبِيرُ ، الْحَنَّانُ ، الْمَنَّانُ ، الْبَدِيعُ ،
الْوَدُودُ ، الْغَفُورُ ، الشَّكُورُ ، الْمَجِيدُ ، الْمُبْدِئُ ،
الْمُعِيدُ ، النُّورُ ، الأَوَّلُ ، الْآخِرُ ، الظَّاهِرُ ، الْبَاطِنُ ،
الْغَفَّارُ ، الْوَهَّابُ ، الْقَادِرُ ، الأَحَدُ ، الصَّمَدُ ،
الْكَافِي ، الْبَاقِي ، الْوَكِيلُ ، الْمَجِيدُ ، الْمُغِيثُ ،
الدَّائِمُ ، الْمُتَعَالِ ، ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ ، الْمَوْلَى ،
النَّصِيرُ ، الْحَقُّ ، الْمُبِينُ ، الْبَاعِثُ ، الْمُجِيبُ ،
الْمُحْيِي ، الْمُمِيتُ ، الْجَمِيلُ ، الصَّادِقُ ، الْحَفِيظُ ،
الْكَبِيرُ ، الْقَرِيبُ ، الرَّقِيبُ ، الْفَتَّاحُ ، التَّوَّابُ ،
الْقَدِيمُ ، الْوِتْرُ ، الْفَاطِرُ ، الرَّزَّاقُ ، الْعَلاَمُ ،
الْعَلِيُّ ، الْعَظِيمُ ، الْغَنِيُّ ، الْمَلِيكُ ، الْمُقْتَدِرُ ،
الأَكْرَمُ ، الرَّؤُوفُ ، الْمُدَبِّرُ ، الْمَالِكُ ، الْقَدِيرُ ،
الْهَادِي ، الشَّاكِرُ ، الرَّفِيعُ ، الشَّهِيدُ ، الْوَاحِدُ ، ذُو
الطَّوْلِ ، ذُو الْمَعَارِجِ ، ذُو الْفَضْلِ ، الْخَلاَقُ ، الْكَفِيلُ ،
الْجَلِيلُ ، الْكَرِيمُ . هَذَا حَدِيثٌ مَحْفُوظٌ مِنْ حَدِيثِ أَيُّوبَ
وَهِشَامٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
مُخْتَصَرًا دُونَ ذِكْرِ الأَسَامِي الزَّائِدَةِ فِيهَا ، كُلُّهَا فِي
الْقُرْآنِ ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ التَّرْجُمَانِ
ثِقَةٌ ، وَإِنْ لَمْ يُخَرِّجَاهُ ، وَإِنَّمَا جَعَلْتَهُ شَاهِدًا
لِلْحَدِيثِ الأَوَّلِ.
43- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ
بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ ، حَدَّثَنَا
وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي ، بِهَمْدَانَ ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ ،
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، وَأَبُو
بَكْرِ بْنُ بَابَوَيْهِ قَالاَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ ،
حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، وَأَبُو عُمَرَ
الْحَوْضِيُّ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، أَخْبَرَنِي سَلَمَةُ
بْنُ كُهَيْلٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عِيسَى ، - رَجُلاً مِنْ بَنِي أَسَدٍ -
يُحَدِّثُ ، عَنْ زِرٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : الطِّيَرَةُ شِرْكٌ ، وَلَكِنَّ
اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ .
وَعِيسَى هَذَا هُوَ : ابْنُ عَاصِمٍ الأَسَدِيُّ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ.
44-
حَدَّثَنَا بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ،
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى وَأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ
بْنُ عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ خَلاَدٍ الْبَاهِلِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ،
عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَاصِمٍ ،
عَنْ زِرٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : الطِّيَرَةُ مِنَ الشِّرْكِ وَمَأْمَنًا ،
وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ
سَنَدُهُ ، ثِقَاتٌ رُوَاتُهُ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ . وَعِيسَى بْنُ
عَاصِمٍ الأَسَدِيُّ قَدْ رَوَى أَيْضًا عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ
وَغَيْرِهِ ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ،
وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ وَغَيْرُهُمْ
45- حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
أَبِي طَالِبٍ ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، وَأَحْمَدُ
بْنُ سَلَمَةَ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ جَرِيرٌ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ
النَّخَعِيِّ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : مَنْ حَلَفَ
بِغَيْرِ اللهِ فَقَدْ كَفَرَ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ
الشَّيْخَيْنِ ، فَقَدِ احْتَجَّا بِمِثْلِ هَذَا الإِسْنَادِ وَخَرَّجَاهُ
فِي الْكِتَابِ ، وَلَيْسَ لَهُ عِلَّةٌ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، فَقَدِ احْتَجَّ بِشَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ النَّخَعِيِّ.
46-
حَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، وَعَمْرُو بْنُ مَنْصُورٍ
الْعَدْلُ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ ،
أَنْبَأَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ،
عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : كُلُّ يَمِينٍ يُحْلَفُ بِهَا دُونَ اللهِ شِرْكٌ.
47-
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ
التُّوقَانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي مَيْسَرَةَ الْمَكِّيُّ وَأَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، وَأَبُو بَكْرِ
بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ، قَالاَ : أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ مُوسَى ،
قَالاَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ ، قَالَ :
أَتَانِي أَبُو الْعَالِيَةِ أَنَا وَصَاحِبًا لِي ، فَقَالَ : هَلُمَّا
فَأَنْتُمَا أَشَبُّ وَأَوْعَى لِلْحَدِيثِ مِنِّي ، فَانْطَلَقَ بِنَا
حَتَّى أَتَيْنَا نَصْرَ بْنَ عَاصِمٍ اللَّيْثِيَّ ، فَقَالَ : حَدِّثْ
هَذَيْنِ حَدِيثَكَ ، قَالَ : نَصْرٌ ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مَالِكٍ ،
وَكَانَ مِنْ رَهْطِهِ ، قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً فَأَغَارُوا عَلَى قَوْمٍ فَشَذَّ رَجُلٌ
مِنَ الْقَوْمِ فَاتَّبَعَهُ رَجُلٌ مِنَ السَّرِيَّةِ مَعَهُ السَّيْفُ
شَاهِرٌ ، فَقَالَ الشَّاذُّ مِنَ الْقَوْمِ : إِنِّي مُسْلِمٌ ، فَلَمْ
يَنْظُرْ فِيهَا ، فَضَرَبَهُ فَقَتَلَهُ ، فَنَمَى الْحَدِيثُ إِلَى
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : قَوْلاً
شَدِيدًا فَبَلَغَ الْقَاتِلَ ، فَبَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ إِذْ قَالَ الْقَاتِلُ : يَا رَسُولَ اللهِ ،
وَاللَّهِ مَا قَالَ الَّذِي قَالَ إِلاَّ تَعَوُّذًا مِنَ الْقَتْلِ ،
فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
وَعَنْ مَنْ قِبَلَهُ مِنَ النَّاسِ وَأَخَذَ فِي خُطْبَتِهِ ، ثُمَّ قَالَ
الثَّانِيَةَ : يَا رَسُولَ اللهِ وَاللَّهِ مَا قَالَ الَّذِي قَالَ
إِلاَّ تَعَوُّذًا مِنَ الْقَتْلِ ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنْ مَنْ قِبَلَهُ مِنَ النَّاسِ
وَأَخَذَ فِي خُطْبَتِهِ ، ثُمَّ لَمْ يَصْبِرْ أَنْ قَالَ الثَّالِثَةَ :
وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللهِ مَا قَالَ الَّذِي قَالَ إِلاَّ تَعَوُّذًا
مِنَ الْقَتْلِ ، فَأَقْبَلْ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُعْرَفُ الْمَسَاءَةُ فِي وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ :
إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَبَى عَلَيَّ مَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا قَالَهَا
ثَلاَثًا .
هَذَا حَدِيثٌ مُخَرَّجٌ مِثْلُهُ فِي الْمُسْنَدِ
الصَّحِيحِ لِمُسْلِمٍ ، فَقَدِ احْتَجَّ بِنَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ
اللَّيْثِيِّ وَسُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، فَأَمَّا عُقْبَةُ بْنُ
مَالِكٍ اللَّيْثِيُّ ، فَإِنَّهُ صَحَابِيٌّ مُخَرَّجٌ حَدِيثُهُ فِي
كُتُبِ الأَئِمَّةِ فِي الْوِجْدَانِ ، وَقَدْ بَيَّنْتُ شَرْطِي فِي
أَوَّلِ الْكِتَابِ بِأَنِّي أُخَرِّجُ حَدِيثَ الصَّحَابَةِ عَنْ
آخِرِهِمْ ، إِذَا صَحَّ الطَّرِيقُ إِلَيْهِمْ.
وَقَدْ تَابَعَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ سُلَيْمَانَ بْنَ الْمُغِيرَةِ عَلَى رِوَايَتِهِ عَنْ حُمَيْدٍ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.
48-
حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ ،
أَنْبَأَنَا أَبُو خَلِيفَةَ الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ
الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ
هِلاَلٍ ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مَالِكٍ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : أَمَّا
بَعْدَ ، فَمَا بَالُ الرَّجُلِ يَقْتُلُ الرَّجُلَ وَهُوَ يَقُولُ : أَنَا
مُسْلِمٌ ؟ فَقَالَ الْقَاتِلُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّمَا قَالَهَا
مُتَعَوِّذًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
هَكَذَا وَكَرِهَ مَقَالَتَهُ ، وَحَوَّلَ وَجْهَهُ عَنْهُ ، فَقَالَ :
أَبَى اللَّهُ عَلَى مَنْ قَتَلَ مُسْلِمًا ، أَبَى اللَّهُ عَلَى مَنْ
قَتَلَ مُسْلِمًا.
49- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى
الْآدَمِيُّ ، بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
الْعَوَّامِ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا هَمَّامٌ
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ
إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَ
مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبَّانَ الأَنْصَارِيُّ ، أُنَبَّأْ أَبُو
الْوَلِيدِ ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا هَمَّامُ
بْنُ يَحْيَى ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ،
قَالَ : حَدَّثَنِي شَيْبَةُ الْخُضَرِيُّ ، أَنَّهُ شَهِدَ عُرْوَةَ بْنَ
الزُّبَيْرِ ، يُحَدِّثُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيرِ ، عَنْ عَائِشَةَ ،
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ثَلاَثٌ
أَحْلِفُ عَلَيْهِنَّ : لاَ يَجْعَلُ اللَّهُ مَنْ لَهُ سَهْمٌ فِي
الإِسْلاَمِ كَمَنْ لاَ سَهْمَ لَهُ وَسِهَامُ الإِسْلاَمِ الصَّوْمُ
وَالصَّلاَةُ وَالصَّدَقَةُ ، وَلاَ يَتَوَلَّى اللَّهُ عَبْدًا
فَيُوَلِّيهِ غَيْرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلاَ يُحِبُّ رَجُلٌ قَوْمًا
إِلاَّ جَعَلَهُ اللَّهُ مَعَهُمْ ، وَالرَّابِعَةُ إِنْ حَلَفْتُ
عَلَيْهَا رَجَوْتُ أَنْ لاَ آثَمَ : مَا يَسْتُرُ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ
فِي الدُّنْيَا إِلاَّ سَتَرَ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ . فَقَالَ عُمَرُ
بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ : إِذَا سَمِعْتُمْ مِثْلَ هَذَا الْحَدِيثِ
يُحَدِّثُ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ فَاحْفَظُوهُ .
شَيْبَةُ
الْحَضْرَمِيُّ قَدْ خَرَّجَهُ الْبُخَارِيُّ ، وَقَالَ فِي التَّارِيخِ :
وَيُقَالُ الْخُضَرِيُّ سَمِعَ عُرْوَةَ وَعُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ،
وَهَذَا الْحَدِيثُ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
50-
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبَ الْفَقِيهُ
، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ
بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ وَحَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ
بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
قَالُوا : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ
أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ ، عَنْ فَضَالَةَ اللَّيْثِيِّ ، قَالَ
: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ :
إِنِّي أُرِيدُ الإِسْلاَمَ فَعَلِّمْنِي شَرَائِعَ مِنْ شَرَائِعِ
الإِسْلاَمِ ، فَذَكَرَ الصَّلاَةَ وَشَهْرَ رَمَضَانَ وَمَوَاقِيتَ
الصَّلاَةِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّكَ تَذْكُرُ سَاعَاتٍ
أَنَا فِيهِنَّ مَشْغُولٌ ، وَلَكِنْ عَلِّمْنِي جِمَاعًا مِنَ الْكَلاَمِ ،
قَالَ : إِنْ شُغِلْتَ فَلاَ تُشْغَلْ عَنِ الْعَصْرَيْنِ قُلْتُ : وَمَا
الْعَصْرَانِ ؟ وَلَمْ تَكُنْ لُغَةَ قَوْمِي ، قَالَ : الْفَجْرُ
وَالْعَصْرُ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ ، وَفِيهِ أَلْفَاظٌ لَمْ يُخَرِّجَاهَا بِإِسْنَادٍ آخَرَ ،
وَأَكْثَرُهَا فَائِدَةً ذِكْرُ شَرَائِعِ الإِسْلاَمِ ، فَإِنَّهُ فِي
حَدِيثِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ
مَرْثَدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، وَلَيْسَ
مِنْ شَرْطِ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ، وَقَدْ خُولِفَ هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ فِي
هَذَا الإِسْنَادِ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ خِلاَفًا لاَ يَضُرُّ
الْحَدِيثَ بَلْ يَزِيدُهُ تَأْكِيدًا.
51- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
بِشْرِ بْنِ مَطَرٍ ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ وَحَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ
، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ ، عَنْ دَاوُدَ ، عَنْ أَبِي حَرْبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ فَضَالَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ فِيمَا عَلَّمَنِي أَنْ قَالَ :
حَافِظْ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فَقُلْتُ : هَذِهِ سَاعَاتٌ لِي
فِيهَا اشْتِغَالٌ ، فَحَدِّثْنِي بِأَمْرٍ جَامِعٍ إِذَا أَنَا فَعَلْتُهُ
أَجْزَأَ عَنِّي ، قَالَ : حَافِظْ عَلَى الْعَصْرَيْنِ قَالَ : وَمَا
كَانَتْ مِنْ لُغَتِنَا قُلْتُ : وَمَا الْعَصْرَانِ ؟ قَالَ : صَلاَةٌ
قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ ، وَصَلاَةٌ قَبْلَ غُرُوبِهَا .
وَأَبُو
حَرْبِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ الدِّيلِيُّ تَابِعِيٌّ كَبِيرٌ عِنْدَهُ
مِنْ أَكَابِرِ الصَّحَابَةِ لاَ يُقْصَرُ سَمَاعُهُ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ
عُبَيْدٍ اللَّيْثِيِّ فَإِنَّ هُشَيْمَ بْنَ بَشِيرٍ حَافِظٌ مَعْرُوفٌ
بِالْحِفْظِ ، وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْوَاسِطِيُّ صَاحِبُ كِتَابٍ ،
وَهَذَا فِي الْجُمْلَةِ كَمَا خَرَّجَ مُسْلِمٌ فِي كِتَابِ الإِيمَانِ
حَدِيثَ شُعْبَةَ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ ،
وَبَعْدَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ.
52-
حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ
عَبْدِ الْوَاحِدِ وَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنَزِيُّ ،
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلاَنِيُّ ، حَدَّثَنَا
الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ خَالِدِ
بْنِ مَعْدَانَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ
لِلإِسْلاَمِ ضَوْءًا وَمَنَارًا كَمَنَارِ الطَّرِيقِ .
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ ، فَقَدْ رَوى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
خَلَفٍ الْعَسْقَلاَنِيِّ وَاحْتَجَّ بِثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ الشَّامِيِّ ،
فَأَمَّا سَمَاعُ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَغَيْرُ
مُسْتَبْعَدٍ ، فَقَدْ حَكَى الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ
يَزِيدَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : لَقِيتُ سَبْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً مِنْ
أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَعَلَّ
مُتَوَهِّمًا يَتَوَهَّمُ أَنَّ هَذَا مَتْنٌ شَاذُّ ، فَلْيَنْظُرْ فِي
الْكِتَابَيْنِ لِيَجِدَ مِنَ الْمُتُونِ الشَّاذَّةِ الَّتِي لَيْسَ لَهَا
إِلاَّ إِسْنَادٌ وَاحِدٌ مَا يُتَعَجَّبُ مِنْهُ ، ثُمَّ لِيَقِسْ هَذَا
عَلَيْهَا .
حَدِيثٌ آخَرُ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
53- حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ
، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ
بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : الإِسْلاَمُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ
لاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ
، وَتَصُومَ رَمَضَانَ ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ
، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَتَسْلِيمُكَ عَلَى أَهْلِكَ ، فَمَنِ
انْتَقَصَ شَيْئًا مِنْهُنَّ فَهُوَسَهْمٌ مِنَ الإِسْلاَمِ يَدَعُهُ ،
وَمَنْ تَرَكَهُنَّ كُلَّهُنَّ فَقَدْ وَلَّى الإِسْلاَمَ ظَهْرَهُ.
هَذَا الْحَدِيثُ مِثْلُ الأَوَّلِ فِي الاِسْتِقَامَةِ.
54-
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي ، بِهَمْدَانَ ،
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي
إِيَاسٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَأَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ
مَيْمُونٍ ، يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : أَلاَ
أُعَلِّمُكَ - أَوْ قَالَ : أَلاَ أَدُلُّكَ - عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ تَحْتِ
الْعَرْشِ مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ ؟ تَقُولُ : لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ
إِلاَّ بِاللَّهِ ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَسْلَمَ عَبْدِي
وَاسْتَسْلَمَ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ وَلاَ يُحْفَظُ لَهُ عِلَّةٌ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ وَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِيَحْيَى بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ.
55-
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ وَأَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ
بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالاَ :
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ الطُّوسِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ وَحَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ
بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْعَبَّاسِ
الْبَجَلِيُّ ، قَالَ : ذَكَرَ عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ ،
قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ
زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ أَنَّ رَجُلَيْنِ دَخَلاَ فِي
الإِسْلاَمِ فَاهْتَجَرَا كَانَ أَحَدُهُمَا خَارِجًا مِنَ الإِسْلاَمِ
حَتَّى يَرْجِعَ الظَّالِمُ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ
الشَّيْخَيْنِ جَمِيعًا ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ
عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ سَعِيدٍ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ ، وَقَدْ خَرَّجَا
جَمِيعًا لَهُ غَيْرَ حَدِيثٍ تَفَرَّدَ بِهِ ، عَنْ أَبِيهِ وَشُعْبَةَ
وَغَيْرِهِمَا.
56- حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ ، وَأَبُو
الْحُسَيْنِ الْحِيرِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ
الدَّارِمِيُّ وَحَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ
هَانِئٍ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ
وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ
الْوَاحِدِ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ،
أَنْبَأَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْهَادِ ، أَنَّ
سَعِيدَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا
هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا زَنَى الْعَبْدُ خَرَجَ مِنْهُ
الإِيمَانُ ، وَكَانَ كَالظُّلَّةِ ، فَإِذَا انْقَلَعَ مِنْهَا رَجَعَ
إِلَيْهِ الإِيمَانُ. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
فَقَدِ احْتَجَّا بِرُوَاتِهِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.
57-
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الصَّيْرَفِيُّ ،
بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ ، وَحَدَّثَنَا
جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ ، بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ
بْنُ مُوسَى ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ ،
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
الْوَلِيدِ ، عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ زَنَى وَشَرِبَ الْخَمْرَ نَزَعَ اللَّهُ مِنْهُ
الإِيمَانَ كَمَا يَخْلَعُ الإِنْسَانُ الْقَمِيصَ مِنْ رَأْسِهِ .
قَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُجَيْرَةَ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ الْوَلِيدِ وَهُمَا شَامِيَّانِ
58-
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ، أَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ غَالِبٍ ، أَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ
حَازِمٍ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْحَيَاءُ وَالإِيمَانُ قُرِنَا جَمِيعًا ،
فَإِذَا رُفِعَ أَحَدُهُمَا رُفِعَ الْآخَرُ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا ، فَقَدِ احْتَجَّا بِرُوَاتِهِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ.
59-
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
يَحْيَى بْنِ رَزِينٍ ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَأْلَفُ ،
وَلاَ خَيْرَ فِيمَنْ لاَ يَأْلَفُ وَلاَ يُؤْلَفُ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلاَ أَعْلَمُ لَهُ عِلَّةً وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
60-
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ
سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، سَمِعَ عُبَيْدَ اللهِ
بْنَ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا مِنْ عَبْدٍ يَعْبُدُ اللَّهَ وَلاَ يُشْرِكُ
بِهِ شَيْئًا ، وَيُقِيمُ الصَّلاَةَ ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ ،
وَيَجْتَنِبُ الْكَبَائِرَ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ قَالَ : فَسَأَلُوهُ
مَا الْكَبَائِرُ ؟ قَالَ : الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ ، وَالْفِرَارُ مِنَ
الزَّحْفِ ، وَقَتْلُ النَّفْسِ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلاَ أَعْرِفُ لَهُ عِلَّةً وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
61-
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عِصْمَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، أَنَا يَزِيدُ بْنُ
الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ ، عَنِ الْمِقْدَامِ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ هَانِئٍ ، أَنَّهُ لَمَّا وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَيُّ
شَيْءٍ يُوجِبُ الْجَنَّةَ ؟ قَالَ : عَلَيْكَ بِحُسْنِ الْكَلاَمِ ،
وَبَذْلِ الطَّعَامِ .
هَذَا حَدِيثٌ مُسْتَقِيمٌ وَلَيْسَ لَهُ عِلَّةٌ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، وَالْعِلَّةُ عِنْدَهُمَا فِيهِ أَنَّ هَانِئَ بْنَ
يَزِيدَ لَيْسَ لَهُ رَاوٍ غَيْرُ ابْنِهِ شُرَيْحٍ ، وَقَدْ قَدَّمْتُ
الشَّرْطَ فِي أَوَّلِ هَذَا الْكِتَابِ أَنَّ الصَّحَابِيَّ الْمَعْرُوفَ
إِذَا لَمْ نَجِدْ لَهُ رَاوِيًا غَيْرَ تَابِعِيٍّ وَاحِدٍ مَعْرُوفٍ
احْتَجَجْنَا بِهِ ، وَصَحَّحْنَا حَدِيثَهُ إِذْ هُوَ صَحِيحٌ عَلَى
شَرْطِهِمَا جَمِيعًا ، فَإِنَّ الْبُخَارِيَّ قَدِ احْتَجَّ بِحَدِيثِ
قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنِ مِرْدَاسٍ الأَسْلَمِيِّ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْهَبُ الصَّالِحُونَ.
وَاحْتَجَّ
بِحَدِيثِ قَيْسٍ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ عَلَى عَمَلٍ.
وَلَيْسَ
لَهُمَا رَاوٍ غَيْرُ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، وَكَذَلِكَ مُسْلِمٌ
قَدِ احْتَجَّ بِأَحَادِيثِ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ
وَأَحَادِيثِ مَجْزَأةَ بْنِ زَاهِرٍ الأَسْلَمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ
فَلَزِمَهُمَا جَمِيعًا عَلَى شَرْطِهِمَا الاِحْتِجَاجُ بِحَدِيثِ
شُرَيْحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، فَإِنَّ الْمِقْدَامَ وَأَبَاهُ شُرَيْحًا مِنْ
أَكَابِرِ التَّابِعِينَ.
وَقَدْ كَانَ هَانِئُ بْنُ يَزِيدَ وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
62-
كَمَا حَدَّثَنَاهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيِّ ،
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ،
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي هَانِئِ بْنِ
يَزِيدَ ، أَنَّهُ وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَسَمِعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُكَنُّونَهُ بِأَبِي الْحَكَمِ ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَكَمُ
لِمَ تُكَنَّى بِأَبِي الْحَكَمِ ؟ قَالَ : إِنَّ قَوْمِي إِذَا
اخْتَلَفُوا حَكَمْتُ بَيْنَهُمْ فَرَضِيَ الْفَرِيقَانِ ، قَالَ : هَلْ
لَكَ وَلَدٌ ؟ ، قَالَ : شُرَيْحٌ وَعَبْدُ اللهِ وَمُسْلِمٌ بَنُو هَانِئٍ
، قَالَ : فَمَنْ أَكْبَرُهُمْ ؟ قَالَ : شُرَيْحٌ ، قَالَ : فَأَنْتَ
أَبُو شُرَيْحٍ فَدَعَا لَهُ وَلِوَلَدِهِ .
وَقَدْ ذَكَرْتُ فِي
كِتَابِ الْمَعْرِفَةِ فِي ذِكْرِ الْمُخَضْرَمِينَ شُرَيْحَ بْنَ هَانِئٍ
فَإِنَّهُ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ وَالإِسْلاَمَ ، وَلَمْ يَرَ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَارَ عِدَادُهُ فِي
التَّابِعِينَ.
63- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا خَشْنَامُ بْنُ الصِّدِّيقِ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ التُّجِيبِيُّ ،
حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ سُلَيْمُ بْنُ جُبَيْرٍ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَرَأَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا
بَصِيرًا} فَوَضَعَ إِصْبَعَةَ الدُّعَاءِ عَلَى عَيْنَيْهِ
وَإِبْهَامَيْهِ عَلَى أُذُنَيْهِ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ ، وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ ، وَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِحَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ
وَأَبِي يُونُسَ ، وَالْبَاقُونَ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِمْ.
وَلِهَذَا الْحَدِيثِ شَاهِدٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.
64-
حَدَّثَنَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ
الشَّعْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا جَدِّي ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ ، حَدَّثَنِي
هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ
عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : مَا كَانَتْ مِنْ فِتْنَةٍ وَلاَ تَكُونُ حَتَّى تَقُومَ
السَّاعَةُ أَعْظَمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ
إِلاَّ وَقَدْ حَذَّرَ قَوْمَهُ ، وَلاَ أَخْبَرْتُكُمْ مِنْهُ بِشَيْءٍ
مَا أَخْبَرَ بِهِ نَبِيٌّ قَبْلِي فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَيْنِهِ ثُمَّ ،
قَالَ : أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيْسَ بِأَعْوَرَ.
65-
حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيِّ بْنِ رُسْتُمٍ ، حَدَّثَنَا رَوْحُ
بْنُ عُبَادَةَ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى ، وَمُحَمَّدُ بْنُ
أَيُّوبَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ ،
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ،
عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَأَنَا قَشِفُ الْهَيْئَةِ ، قَالَ : هَلْ لَكَ مِنْ مَالٍ ؟
قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : مِنْ أَيِّ الْمَالِ ؟ قُلْتُ : مِنْ كُلٍّ مِنَ
الإِبِلِ وَالْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ وَالْغَنَمِ ، قَالَ : فَإِذَا آتَاكَ
اللَّهُ مَالاً فَلْيُرَ عَلَيْكَ قَالَ : وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَلْ تُنْتَجُ إِبِلُ قَوْمِكَ صِحَاحٌ
آذَانُهَا فَتَعْمَدُ إِلَى الْمُوسَى فَتَقْطَعُ آذَانَهَا وَتَقُولُ :
هِيَ بُحْرٌ ، وَتَشُقُّهَا أَوْ تَشُقُّ جُلُودَهَا ، وَتَقُولُ : هِيَ
حَرَمٌ فَتُحَرِّمُهَا عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِكَ ؟ قَالَ : قُلْتُ :
نَعَمْ ، قَالَ : فَكُلُّ مَا آتَاكَ اللَّهُ لَكَ حِلٌّ ، وَسَاعِدُ اللهِ
أَشَدُّ مِنْ سَاعِدِكَ ، وَمُوسَى اللهِ أَحَدُّ مِنْ مُوسِكَ.
هَذَا
حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَقَدْ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَئِمَّةِ
الْكُوفِيِّينَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، وَقَدْ تَابَعَ أَبُو
الزَّعْرَاءِ عَمْرُو بْنُ عَمْرٍو أَبَا إِسْحَاقَ السَّبِيعِيَّ فِي
رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ؛ لاِنَّ مَالِكَ
بْنَ نَضْلَةَ الْجُشَمِيَّ لَيْسَ لَهُ رَاوٍ غَيْرُ ابْنِهِ أَبِي
الأَحْوَصِ ، وَقَدْ خَرَّجَ مُسْلِمٌ ، عَنْ 25 أَبِي الْمَلِيحِ بْنِ
أُسَامَةَ ، عَنْ أَبِيهِ وَلَيْسَ لَهُ رَاوٍ غَيْرُ ابْنِهِ وَكَذَلِكَ ،
عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ وَهَذَا أَوْلَى مِنْ
ذَلِكَ كُلِّهِ.
66- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ
سَلْمَانَ الْفَقِيهُ ، بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي
عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، وَأَبُو سَلَمَةَ ،
قَالاَ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ وَأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ
اللهِ ، أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا هُدْبَةُ ،
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ : {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ
جَعَلَهُ} بَدَا مِنْهُ قَدْرُ هَذَا.
67- وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ
بْنُ إِسْحَاقَ ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السَّكَنِ ، حَدَّثَنَا
أَبُو سَلَمَةَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخُزَاعِيُّ ، قَالاَ :
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ {قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} قَالَ : فَأَخْرَجَ
مِنَ النُّورِ مِثْلَ هَذَا ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى نِصْفِ أُنْمُلَةِ
الْخِنْصَرِ ، فَضَرَبَ بِهَا صَدْرَ حَمَّادٍ ، قَالَ : فَسَاخَ الْجَبَلُ
.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
68-
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ ،
حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي
بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ ،
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ
سَلْمَانَ الأَغَرُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : ثَلاَثَةٌ يُحِبُّهُمُ اللَّهُ وَيَضْحَكُ إِلَيْهِمُ :
الَّذِي إِذَا تَكَشَّفَ فِئَةً قَاتَلَ وَرَاءَهَا بِنَفْسِهِ لِلَّهِ
عَزَّ وَجَلَّ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ وَقَدِ احْتَجَّا بِجَمِيعِ
رُوَاتِهِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ إِنَّمَا خَرَّجَا فِي هَذَا الْبَابِ
حَدِيثَ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَضْحَكُ اللَّهُ إِلَى رَجُلَيْنِ الْحَدِيثُ فِي الْجِهَادِ.
69-
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا
جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَحَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ الْبُنَانِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ ثَابِتٍ ،
عَنْ أَبِي يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي
قَلْبِهِ حَبَّةٌ مِنْ كِبْرٍ فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ ،
إِنَّهُ لَيُعْجِبُنِي أَنْ يَكُونَ ثَوْبِي جَدِيدًا ، وَرَأْسِي دَهِينًا
، وَشِرَاكُ نَعْلِي جَدِيدًا ، قَالَ : وَذَكَرَ أَشْيَاءَ حَتَّى ذَكَرَ
عِلاَقَةَ سَوْطِهِ ، فَقَالَ : ذَاكَ جَمَالٌ ، وَاللَّهُ جَمِيلٌ
يُحِبُّ الْجَمَالَ ، وَلَكِنَّ الْكِبْرَ مَنْ بَطِرَ الْحَقَّ وَازْدَرَى
النَّاسَ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، وَقَدِ احْتَجَّا جَمِيعًا بِرُوَاتِهِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ آخَرُ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.
70-
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي
بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ الْبَزَّارُ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، حَدَّثَنَا
هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
يَسَارٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ
اللهِ أَمِنَ الْكِبْرِ أَنْ أَلْبَسَ الْحُلَّةَ الْحَسَنَةَ ؟ قَالَ :
إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ.
71- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ
بْنُ إِسْحَاقَ ، إِمْلاَءً ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ ،
حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قَالَ : دَعَا اللَّهُ جَبْرَائِيلَ فَأَرْسَلَهُ إِلَى
الْجَنَّةِ ، فَقَالَ : انْظُرْ إِلَيْهَا وَمَا أَعْدَدْنَا فِيهَا
لاِهْلِهَا ، فَقَالَ : وَعِزَّتِكَ لاَ يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلاَّ
دَخَلَهَا ، فَحُفَّتْ بِالْمَكَارِهِ ، قَالَ : ارْجِعْ إِلَيْهَا
فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَرَجَعَ ، فَقَالَ : وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ
لاَ يَدْخُلَهَا أَحَدٌ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَقَدْ رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو بِزِيَادَةِ أَلْفَاظٍ.
72-
حَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ ،
بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَرْزُوقٍ ،
حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَمَّا خَلَقَ
اللَّهُ الْجَنَّةَ قَالَ : يَا جَبْرَائِيلُ اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا ،
قَالَ : فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا ، فَقَالَ : لاَ يَسْمَعُ بِهَا
أَحَدٌ إِلاَّ دَخَلَهَا ، ثُمَّ حَفَّهَا بِالْمَكَارِهِ ، ثُمَّ قَالَ :
اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا ، قَالَ : فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا ،
فَقَالَ : وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لاَ يَدْخُلَهَا أَحَدٌ ، ثُمَّ
خَلَقَ النَّارَ ، فَقَالَ : يَا جَبْرَائِيلُ اذْهَبْ فَانْظُرْ
إِلَيْهَا ، قَالَ : فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا ، فَقَالَ : لاَ يَسْمَعُ
بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلَهَا ، قَالَ : فَحَفَّهَا بِالشَّهَوَاتِ ، ثُمَّ
قَالَ : اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا ، قَالَ : فَذَهَبَ فَنَظَرَ
إِلَيْهَا ، فَقَالَ : يَا رَبِّ وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لاَ
يَبْقَى أَحَدٌ إِلاَّ دَخَلَهَا.
73- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عِصْمَةَ الْعَدْلُ ، قَالاَ :
حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
سَعِيدِ بْنِ الأَصْبَهَانِيٍّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ
، عَنْ طَاوُسٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ :
ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا . قَالَ لِلسَّمَاءِ : أَخْرِجِي شَمْسَكِ
وَقَمَرَكِ وَنُجُومَكِ ، وَقَالَ لِلأَرْضِ : شَقِّقِي أَنْهَارَكِ
وَأَخْرِجِي ثِمَارَكِ ، فَقَالَتَا : أَتَيْنَا طَائِعِينَ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ وَتَفْسِيرُ الصَّحَابِيِّ عِنْدَهُمَا مُسْنَدٌ.
74-
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ
الصَّيْرَفِيُّ ، بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ،
حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ
وَأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الدَّرَابَرْدِيُّ ،
بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي
وَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنَزِيُّ ، حَدَّثَنَا
عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا
الْقَعْنَبِيُّ ، فِيمَا قُرِئَ عَلَى مَالِكٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي
أُنَيْسَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ
بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ الْجُهَنِيِّ ، أَنَّ
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ ، {وَإِذْ أَخَذَ
رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} ، قَالَ عُمَرُ
بْنُ الْخَطَّابِ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يُسْأَلُ عَنْهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ
بِيَمِينِهِ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً ، فَقَالَ : خَلَقْتُ
هَؤُلاَءِ لِلْجَنَّةِ وَبِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَعْمَلُونَ ، ثُمَّ
مَسَحَ ظَهْرَهُ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً ، فَقَالَ : خَلَقْتُ
هَؤُلاَءِ لِلنَّارِ وَبِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ يَعْمَلُونَ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
75-
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَصْرِيُّ ، بِمِصْرَ ، حَدَّثَنَا وَهْبُ
بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ
جَبْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : أَخَذَ اللَّهُ
الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ ذُرِّيَّةً
ذَرَاهَا فَنَثَرَهُمْ نَثْرًا بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذَّرِّ ، ثُمَّ
كَلَّمَهُمْ ، فَقَالَ : أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ؟ قَالُوا : بَلَى ،
شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا
غَافِلِينَ ، أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ ،
وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ ، أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ
الْمُبْطِلُونَ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، وَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِكُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ.
76-
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ، أَنْبَأَ بِشْرُ
بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ
خَلِيفَةَ ، عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
الْحَارِثِ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : يَوْمَ كَلَّمَ
اللَّهُ مُوسَى كَانَ عَلَيْهِ جُبَّةُ صُوفٍ ، وَسَرَاوِيلُ صُوفٍ ،
وَكُمَّةُ صُوفٍ ، وَكِسَاءُ صُوفٍ ، وَنَعْلاَنِ مِنْ جَلْدِ حِمَارٍ
غَيْرِ ذَكِيٍّ .
قَدِ اتَّفَقَا جَمِيعًا عَلَى الاِحْتِجَاجِ
بِحَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ ، وَحُمَيْدٌ هَذَا لَيْسَ بِابْنِ
قَيْسٍ الأَعْرَجِ ، قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيخِ : حُمَيْدُ بْنُ
عَلِيٍّ الأَعْرَجُ الْكُوفِيُّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ
الْحَارِثِ النَّجْرَانِيُّ مُحْتَجٌّ بِهِ ، وَاحْتَجَّ مُسْلِمٌ
وَحْدَهُ بِخَلَفِ بْنِ خَلِيفَةَ ، وَهَذَا حَدِيثٌ كَبِيرٌ فِي
التَّصَوُّفِ وَالتَّكَلُّمِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ.
77-
حَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ بَالَوَيْهِ ،
قَالاَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ
بْنُ دَاوُدَ التَّمَّارُ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ ، عَنْ ثَوْرٍ
، عَنْ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَلَيْكُمْ بِلِبَاسِ
الصُّوفِ تَجِدُونَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ.
78-
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحَافِظُ بِهَمْدَانَ
، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ
أَبِي إِيَاسٍ ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ ،
حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ
الْحَسَنِ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَهُوَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَقَدْ
قَارَبَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ السَّيْرُ فَرَفَعَ بِهَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ
صَوْتَهُ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ
السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ
عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ
سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ} .
فَلَمَّا سَمِعَ أَصْحَابُهُ ذَلِكَ ، حَثُّوا الْمَطِيَّ وَعَرَفُوا
أَنَّهُ عِنْدَ قَوْلٍ يَقُولُهُ ، فَلَمَّا تَأَشَّبُوا عِنْدَهُ حَوْلَهُ
، قَالَ : هَلْ تَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ ذَاكُمْ ؟ قَالُوا : اللَّهُ
وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : ذَاكَ يَوْمُ يُنَادِي آدَمُ فَيُنَادِيهِ
رَبُّهُ فَيَقُولُ : يَا آدَمُ ، ابْعَثْ بَعْثَ النَّارِ ، فَيَقُولُ :
وَمَا بَعْثُ النَّارِ ؟ فَيَقُولُ : مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعُ مِائَةٍ
وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ إِلَى النَّارِ وَوَاحِدٌ إِلَى الْجَنَّةِ قَالَ :
فَأُبْلِسُوا حَتَّى مَا أَوْضَحُوا بِضَاحِكَةٍ ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاكَ ، قَالَ : اعْلَمُوا
وَأَبْشِرُوا ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، إِنَّكُمْ مَعَ
خَلِيقَتَيْنِ مَا كَانَتَا مَعَ شَيْءٍ إِلاَّ كَثَّرَتَاهُ يَأْجُوجُ
وَمَأْجُوجُ وَمَنْ هَلَكَ مِنْ بَنِي آدَمَ وَبَنِي إِبْلِيسَ قَالَ :
فَسَرَّى ذَلِكَ عَنِ الْقَوْمِ ، قَالَ : اعْلَمُوا وَأَبْشِرُوا ،
فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، مَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ إِلاَّ
كَالرَّقْمَةِ فِي ذِرَاعِ الدَّابَّةِ أَوْ كَالشَّامَةِ فِي جَنْبِ
الْبَعِيرِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
بِطُولِهِ ، وَالَّذِي عِنْدِي أَنَّهُمَا قَدْ تَحَرَّجَا مِنْ ذَلِكَ
خَشْيَةَ الإِرْسَالِ ، وَقَدْ سَمِعَ الْحَسَنُ مِنْ عِمْرَانَ بْنِ
حُصَيْنٍ وَهَذِهِ الزِّيَادَاتُ الَّتِي فِي هَذَا الْمَتْنِ أَكْثَرُهَا
عِنْدَ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ وَهُوَ صَحِيحٌ عَلَى
شَرْطِهِمَا جَمِيعًا وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ وَلاَ وَاحِدٌ مِنْهُمَا.
79-
أَخْبَرْنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ :
لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا
رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} إِلَى قَوْلِهِ
تَعَالَى {وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ} عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ فِي مَسِيرٍ لَهُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ
بِنَحْوِهِ .
وَقَدِ اتَّفَقَا جَمِيعًا عَلَى إِخْرَاجِ حَدِيثِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ بَعْضِ هَذَا الْمَتْنِ.
80-
كَمَا حَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عَتَّابٍ الْعَبْدِيُّ ، بِبَغْدَادَ ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ ، بِالْكُوفَةِ ، قَالاَ :
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْعَبْسِيُّ ، حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
قَالَ : يَقُولُ اللَّهُ : يَا آدَمُ ، فَيَقُولُ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ
وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ ، قَالَ : يَقُولُ : أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ .
فَذَكَرَ
الْحَدِيثَ مُخْتَصَرًا دُونَ ذِكْرِ النُّزُولِ وَغَيْرِهِ رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الأَعْمَشِ
. وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ ، عَنْ وَكِيعٍ.
81-
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
عَبْدِ السَّلاَمِ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ،
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ
كُلَيْبٍ ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اتَّقُوا
دَعَوَاتِ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهَا تَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ كَأَنَّهَا
شَرَارٌ .
قَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِعَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ
وَالْبَاقُونَ مِنْ رُوَاةِ هَذَا الْحَدِيثِ مُتَّفَقٌ عَلَى
الاِحْتِجَاجِ بِهِمْ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
82- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي
بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ ،
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى ،
عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَلاَ فَخْرَ ، مَا مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَهُوَ تَحْتَ لِوَائِي يَوْمَ
الْقِيَامَةِ يَنْتَظِرُ الْفَرَجَ ، وَإِنَّ مَعِي لِوَاءَ الْحَمْدِ ،
أَنَا أَمْشِي وَيَمْشِي النَّاسُ مَعِي حَتَّى آتِيَ بَابَ الْجَنَّةِ
فَأَسْتَفْتِحُ فَيُقَالُ : مَنْ هَذَا ؟ فَأَقُولُ : مُحَمَّدٌ ،
فَيُقَالُ : مَرْحَبًا بِمُحَمَّدٍ ، فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي خَرَرْتُ
لَهُ سَاجِدًا أَنْظُرُ إِلَيْهِ .
هَذَا حَدِيثٌ كَبِيرٌ فِي الصِّفَاتِ وَالرُّؤْيَةِ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
83-
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، أَنْبَأَ
الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ الْبَيْرُوتِيُّ ، حَدَّثَنِي
أَبِي ، قَالَ : سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ الْجَوْهَرِيُّ بِبَغْدَادَ ،
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْمِصِّيصِيُّ ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ
وَحدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ مُوسَى ،
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ
الْفَزَارِيُّ ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ ، وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي
الْعَبَّاسِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ ، وَيَحْيَى
بْنُ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ
بْنُ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيُّ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ
عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَهُوَ فِي حَائِطٍ لَهُ بِالطَّائِفِ يُقَالُ لَهُ
الْوَهْطُ ، وَهُوَ مُحَاضِرٌ فَتًى مِنْ قُرَيْشٍ ، وَذَلِكَ الْفَتَى
يَزِنُّ بِشُرْبِ الْخَمْرِ ، فَقُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو :
خِصَالٌ تَبْلُغُنِي عَنْكَ تُحَدِّثُ بِهَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَّهُ مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ شَرْبَةً لَمْ
تُقْبَلْ تَوْبَتُهُ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا ، فَاخْتَلَجَ الْفَتَى يَدَهُ
مِنْ يَدِ عَبْدِ اللهِ ، ثُمَّ وَلَّى ، فَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ شَقِيَ
فِي بَطْنِ أُمِّهِ ، وَأَنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ لاَ يُرِيدُ
إِلاَّ الصَّلاَةَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَجَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ
وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو : اللَّهُمَّ
إِنِّي لاَ أُحِلُّ لاِحَدٍ أَنْ يَقُولَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ ، إِنِّي
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ :
مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ شَرْبَةً لَمْ تُقْبَلْ تَوْبَتُهُ أَرْبَعِينَ
صَبَاحًا ، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، فَإِنْ عَادَ لَمْ
تُقْبَلْ تَوْبَتُهُ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا فَلاَ أَدْرِي فِي الثَّالِثَةِ
أَوْ فِي الرَّابِعَةِ قَالَ : فَإِنْ عَادَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ
يَسْقِيَهُ مِنْ رَدْغَةِ الْخَبَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، قَالَ :
وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ :
إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ خَلْقَهُ فِي ظُلْمَةٍ ، ثُمَّ أَلْقَى عَلَيْهِمْ
مِنْ نُورِهِ ، فَمَنْ أَصَابَهُ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ يَوْمَئِذٍ شَيْءٌ
فَقَدِ اهْتَدَى ، وَمَنْ أَخْطَأَهُ ضَلَّ فَلِذَلِكَ أَقُولُ جَفَّ
الْقَلَمُ عَلَى عَلْمِ اللهِ ، وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ سَأَلَ
رَبَّهُ ثَلاَثًا فَأَعْطَاهُ اثْنَيْنِ ، وَنَحْنُ نَرْجُو أَنْ يَكُونَ
قَدْ أَعْطَاهُ الثَّالِثَةَ ، سَأَلَهُ حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ
فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ ، وَسَأَلَهُ مُلْكًا لاَ يَنْبَغِي لاِحَدٍ بَعْدَهُ
فَأَعْطَاهُ ، إِيَّاهُ ، وَسَأَلَهُ أَيُّمَا رَجُلٍ يَخْرُجُ مِنْ
بَيْتِهِ لاَ يُرِيدُ إِلاَّ الصَّلاَةَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ أَنْ
يَخْرُجَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ، نَحْنُ نَرْجُو
أَنْ يَكُونَ اللَّهُ قَدْ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ . قَالَ الأَوْزَاعِيُّ :
حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ بِهَذَا الْحَدِيثِ فِيمَا بَيْنَ
الْمِقْسِلاَطِ وَالْجَاصَعِيرِ . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ قَدْ تَدَاوَلَهُ
الأَئِمَّةُ ، وَقَدِ احْتَجَّا بِجَمِيعِ رُوَاتِهِ ، ثُمَّ لَمْ
يُخَرِّجَاهُ ، وَلاَ أَعْلَمُ لَهُ عِلَّةً.
84- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ
سُلَيْمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ
بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
قَتَادَةَ السُّلَمِيِّ ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ ثُمَّ خَلَقَ
الْخَلْقَ مِنْ ظَهْرِهِ ، ثُمَّ قَالَ : هَؤُلاَءِ لِلْجَنَّةِ وَلاَ
أُبَالِي ، وَهَؤُلاَءِ لِلنَّارِ وَلاَ أُبَالِي قَالَ : فَقِيلَ : يَا
رَسُولَ اللهِ فَعَلَى مَاذَا نَعْمَلُ ، قَالَ : عَلَى مُوَافَقَةِ
الْقَدَرِ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ قَدِ اتَّفَقَا عَلَى الاِحْتِجَاجِ
بِرُوَاتِهِ ، عَنْ آخِرِهِمْ إِلَى الصَّحَابَةِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ قَتَادَةَ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ مِنَ الصَّحَابَةِ ، وَقَدِ احْتَجَّا
جَمِيعًا بِزُهَيْرِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَيْسَ لَهُ رَاوٍ غَيْرُ أَبِي عُثْمَانَ
النَّهْدِيِّ ، وَكَذَلِكَ احْتَجَّ الْبُخَارِيُّ بِحَدِيثِ أَبِي سَعِيدِ
بْنِ الْمُعَلَّى ، وَلَيْسَ لَهُ رَاوٍ غَيْرُ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ.
85-
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفَقِيهُ ،
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ الْمَدِينِيِّ ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، عَنْ
حُذَيْفَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ خَالِقُ كُلِّ صَانِعٍ وَصَنْعَتِهِ.
86-
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي
بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ
أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، عَنْ
حُذَيْفَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ خَالِقُ كُلِّ صَانِعٍ وَصَنْعَتِهِ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
87-
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ،
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ ، قَالَ :
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ رُقًى كُنَّا نَسْتَرْقِي بِهَا ، وَأَدْوِيَةٌ
كُنَّا نَتَدَاوَى بِهَا هَلْ تَرُدُّ مِنْ قَدَرِ اللهِ تَعَالَى ؟ قَالَ
: هُوَ مِنْ قَدَرِ اللهِ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ثُمَّ لَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَقَالَ
مُسْلِمٌ فِي تَصْنِيفِهِ فِيمَا أَخْطَأَ مَعْمَرٌ بِالْبَصْرَةِ أَنَّ
مَعْمَرًا حَدَّثَ بِهِ مَرَّتَيْنِ ، فَقَالَ مَرَّةً : عَنِ الزُّهْرِيِّ
، عَنِ ابْنِ أَبِي خُزَامَةَ ، عَنْ أَبِيهِ .
قَالَ الْحَاكِمُ :
وَعِنْدِي أَنَّ هَذَا لاَ يُعَلِّلُهُ ، فَقَدْ تَابَعَ صَالِحُ بْنُ
أَبِي الأَخْضَرِ مَعْمَرَ بْنَ رَاشِدٍ فِي حَدِيثِهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ ،
عَنْ عُرْوَةَ وَصَالِحٍ ، وَإِنْ كَانَ فِي الطَّبَقَةِ الثَّالِثَةِ
مِنْ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ ، فَقَدْ يُسْتَشْهَدُ بِمِثْلِهِ
88-
حَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي ، بِبَغْدَادَ ،
وَأَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ ، بِمَرْوَ ،
قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو قِلاَبَةَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الأَخْضَرِ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ،
عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا
رَسُولَ اللهِ رُقًى كُنَّا نَسْتَرْقِي بِهَا وَأَدْوِيَةٌ كُنَّا
نَتَدَاوَى بِهَا هَلْ تَرُدُّ مِنْ قَدَرِ اللهِ ، قَالَ : هُوَ مِنْ
قَدَرِ اللَّهِ.
89- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مَيْمُونٍ ،
حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ الْكَرْمَانِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ ، عَنْ
يُوسُفَ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ،
قَالَ : أَتَيْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ : يَا أُمَّاهُ ، حَدِّثِينِي
بِشَيْءٍ سَمِعْتِيهِ ، مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : الطَّيْرُ تَجْرِي بِقَدْرٍ ، وَكَانَ يُعْجِبُهُ الْفَأْلُ
الْحَسَنُ.
قَدِ احْتَجَّ الشَّيْخَانِ بِرُوَاةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ
آخِرِهِمْ ، غَيْرَ يُوسُفَ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ ، وَالَّذِي عِنْدِي
أَنَّهُمَا لَمْ يُهْمِلاَهُ بِجَرْحٍ وَلاَ بِضَعْفٍ بَلْ لِقِلَّةِ
حَدِيثِهِ فَإِنَّهُ عَزِيزُ الْحَدِيثِ جِدًّا.
90- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ الْحَنْظَلِيُّ ،
بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
اللهِ الرَّقَاشِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ ،
بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ كَثِيرٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ
رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لاَ يُؤْمِنُ
الْعَبْدُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِأَرْبَعٍ حَتَّى يَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ
إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ بَعَثَنِي بِالْحَقِّ ، وَيُؤْمَنُ
بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَيُؤْمَنُ بِالْقَدَرِ .
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَقَدْ قَصَّرَ بِرِوَايَتِهِ
بَعْضُ أَصْحَابِ الثَّوْرِيِّ ، وَهَذَا عِنْدَنَا مِمَّا لاَ يُعْبَأُ .
91-
حَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
غَالِبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ
مَنْصُورٍ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ عَلِيٍّ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ .
أَبُو
حُذَيْفَةَ مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ النَّهْدِيُّ ، وَإِنْ كَانَ
الْبُخَارِيُّ يَحْتَجُّ بِهِ فَإِنَّهُ كَثِيرُ الْوَهْمِ لاَ يُحْكَمُ
لَهُ عَلَى أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيلِ وَمُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ
وَأَقْرَانِهِمْ ، بَلْ يَلْزَمُ الْخَطَأُ إِذَا خَالَفَهُمْ ،
وَالدَّلِيلُ عَلَى مَا ذَكَرْتُهُ مُتَابَعَةُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ
الْحَمِيدِ الثَّوْرِيَّ فِي رِوَايَتِهِ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ
رِبْعِيٍّ ، عَنْ عَلِيٍّ ، وَجَرِيرٌ مِنْ أَعْرِفِ النَّاسِ بِحَدِيثِ
مَنْصُورٍ.
92- حَدَّثَنَاهُ يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي ،
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ الطَّالَقَانِيُّ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ وَحدثنا مُحَمَّدُ
بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنْ
عَلِيٍّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
لاَ يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِأَرْبَعٍ : يَشْهَدُ أَنْ لاَ
إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ
بَعَثَنِي بِالْحَقِّ ، وَأَنَّهُ مَبْعُوثٌ بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَيُؤْمَنُ
بِالْقَدَرِ كُلِّهِ.
93- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ
سَلْمَانَ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ
الأَشْعَثِ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، وَشَيْبَانُ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ وَأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ
عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ
بْنُ صَالِحٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا جَرِيرُ
بْنُ حَازِمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ ، يَقُولُ :
سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، يَقُولُ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ يَزَالُ أَمْرُ
هَذِهِ الْأُمَّةِ مُؤَامِرًا - أَوْ قَالَ مُقَارِبًا - مَا لَمْ
يَتَكَلَّمُوا فِي الْوِلْدَانِ وَالْقَدَرِ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلاَ نَعْلَمُ لَهُ عِلَّةً وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
94-
حَدَّثَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ السِّجْزِيُّ ، بِبَغْدَادَ حَدَّثَنَا
مُوسَى بْنُ هَارُونَ ، وَصَالِحُ بْنُ مُقَاتِلٍ وَحدثنا عَلِيُّ بْنُ
حَمْشَاذَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى الْعَنَزِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ
عَلِيٍّ الأَبَّارُ وَحدثنا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ حَمْدَوَيْهِ
الْفَقِيهُ ، بِبُخَارَى ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ
الْحَافِظُ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ الْمِصِّيصِيُّ ،
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ
زُبَيْدٍ ، عَنْ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ قَسَمَ
بَيْنَكُمْ أَخْلاَقَكُمْ كَمَا قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ ، وَإِنَّ
اللَّهَ يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لاَ يُحِبُّ ، وَلاَ
يُعْطِي الإِيمَانَ إِلاَّ مَنْ يُحِبُّ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ
الإِسْنَادِ تَفَرَّدَ بِهِ أَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ الْمِصِّيصِيُّ ، وَهُوَ
شَرْطٌ مِنْ شَرْطِنَا فِي هَذَا الْكِتَابِ أَنَّا نُخَرِّجُ أفْرَادَ
الثِّقَاتِ إِذَا لَمْ نَجِدْ لَهَا عِلَّةً ، وَقَدْ وَجَدْنَا لِعِيسَى
بْنِ يُونُسَ فِيهِ مُتَابِعَيْنِ أَحَدُهُمَا مِنْ شَرْطِ هَذَا
الْكِتَابِ وَهُوَ سُفْيَانُ بْنُ عُقْبَةَ أَخُو قَبِيصَةَ.
95-
حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ ، أَنْبَأَ
مِهْرَانُ بْنُ هَارُونَ الرَّازِيُّ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ
الْعَبَّاسِ الرَّازِيُّ - وَهُوَ فَضْلَكُ الرَّازِيُّ - حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّوَيْهِ الرَّازِيُّ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ بْنُ عُقْبَةَ أَخُو قَبِيصَةَ ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ ،
وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ زُبَيْدٍ ، عَنْ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَخْلاَقَكُمْ كَمَا قَسَمَ
بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ ، وَإِنَّ اللَّهَ يُعْطِي الْمَالَ مَنْ يُحِبُّ
وَمَنْ لاَ يُحِبُّ ، وَلاَ يُعْطِي الإِيمَانَ إِلاَّ مَنْ يُحِبُّ ،
وَإِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا أَعْطَاهُ الإِيمَانَ .
وَأَمَّا
الْمُتَابِعُ الَّذِي لَيْسَ مِنْ شَرْطِ هَذَا الْكِتَابِ فَعَبْدُ
الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ ، وَالْحَدِيثُ مَعْرُوفٌ بِهِ ، فَقَدْ صَحَّ
بِمُتَابِعَيْنِ لِعِيسَى بْنِ يُونُسَ ثُمَّ بِمُتَابِعٍ للثَّوْرِيِّ ،
عَنْ زُبَيْدٍ وَهُوَ حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ.
96- حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ، أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ مُوسَى ،
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ، وَحدثنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْحَرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ،
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ
يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، وَاللَّفْظُ لِلْحُمَيْدِيِّ ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ ،
حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : سَمِعْتُ كُرْزَ بْنَ
عَلْقَمَةَ ، يَقُولُ : سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ هَلْ لِلإِسْلاَمِ مِنْ مُنْتَهًى
؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : نَعَمْ ،
أَيُّمَا أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ أَرَادَ اللَّهُ بِهِمْ
خَيْرًا أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الإِسْلاَمَ ، ثُمَّ تَقَعُ الْفِتَنُ
كَأَنَّهَا الظُّلَلُ .
تَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ ، وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.
أَمَا حَدِيثُ مَعْمَرٍ
97-
فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ السَّيَّارِيُّ ، حَدَّثَنَا
أَبُو الْمُوَجَّهِ ، حَدَّثَنَا عَبْدَانُ ، أَنْبَأَ عَبْدُ اللهِ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ
كُرْزِ بْنِ عَلْقَمَةَ ، قَالَ : قَالَ أَعْرَابِيٌّ : يَا رَسُولَ اللهِ ،
هَلْ لِلإِسْلاَمِ مِنْ مُنْتَهًى ؟ ، فَقَالَ : نَعَمْ ، أَيُّمَا أَهْلِ
بَيْتٍ مِنَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ أَرَادَ اللَّهُ بِهِمْ خَيْرًا
أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الإِسْلاَمَ ، ثُمَّ تَقَعُ الْفِتَنُ كَأَنَّهَا
الظُّلَلُ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ ، وَلَيْسَ لَهُ عِلَّةٌ ، وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ لِتَفَرُّدِ عُرْوَةَ بِالرِّوَايَةِ ، عَنْ كُرْزِ بْنِ
عَلْقَمَةَ وَكُرْزُ بْنُ عَلْقَمَةَ صَحَابِيٌّ مُخَرَّجٌ حَدِيثُهُ فِي
مَسَانِيدِ الأَئِمَّةِ.
سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عُمَرَ الْحَافِظَ ،
يَقُولُ : مِمَّا يَلْزَمُ مُسْلِمٌ وَالْبُخَارِيُّ إِخْرَاجَهُ حَدِيثُ
كُرْزِ بْنِ عَلْقَمَةَ هَلْ لِلإِسْلاَمِ مُنْتَهًى فَقَدْ رَوَاهُ
عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، وَرَوَاهُ الزُّهْرِيُّ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ
بْنُ قَيْسٍ عَنْهُ .
قَالَ الْحَاكِمُ : وَالدَّلِيلُ الْوَاضِحُ عَلَى
مَا ذَكَرَهُ أَبُو الْحَسَنِ أَنَّهُمَا جَمِيعًا قَدِ اتَّفَقَا عَلَى
حَدِيثِ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيِّ الَّذِي صَلَّى رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِهِ وَلَيْسَ لَهُ رَاوٍ
غَيْرُ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ.
98- حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ
الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ
خُزَيْمَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ،
وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ ، قَالاَ :
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ ، أَنْبَأَ أَبُو هَانِئٍ
حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ الْخَوْلاَنِيُّ ، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ
الْجَنْبِيَّ ، أَخْبَرَهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ ،
يُخْبِرُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
يَقُولُ : طُوبَى لِمَنْ هُدِيَ إِلَى الإِسْلاَمِ وَكَانَ عَيْشُهُ
كَفَافًا وَقَنَعَ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَبَلَغَنِي أَنَّهُ خَرَّجَهُ بِإِسْنَادٍ آخَرَ.
99-
حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، وَأَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ ، قَالاَ :
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ فَضْلٍ الْبَجَلِيُّ ، وَأَخْبَرَنِي أَبُو
مُحَمَّدِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَذَّاءُ ، بِمَكَّةَ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ ، حَدَّثَنَا
هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ
عُثْمَانَ الشَّحَّامِ ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ ، عَنْ أَبِي
بَكْرَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ
، وَعَذَابِ الْقَبْرِ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، وَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِعُثْمَانَ الشَّحَّامِ.
100-
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّيُّ ،
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
بْنِ خُزَيْمَةَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْخَطَّابِ زِيَادُ بْنُ
يَحْيَى الْحَسَّانِيُّ ، وَثنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ،
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ
يَحْيَى الْحَسَّانِيُّ ، أَنْبَأَ مَالِكُ بْنُ سُعَيْرٍ ، حَدَّثَنَا
الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ
إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى
شَرْطِهِمَا فَقَدِ احْتَجَّا جَمِيعًا بِمَالِكِ بْنِ سُعَيْرٍ ،
وَالتَّفَرُّدُ مِنَ الثِّقَاتِ مَقْبُولٌ.
101- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ
بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا هِلاَلُ بْنُ الْعَلاَءِ
الرَّقِّيُّ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو ،
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ
الشَّيْبَانِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ ، يَقُولُ : لَقَدْ
عِشْنَا بُرْهَةً مِنْ دَهْرِنَا وَإِنَّ أَحْدَثَنَا يُؤْتَى الإِيمَانَ
قَبْلَ الْقُرْآنِ ، وَتَنْزِلُ السُّورَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَتَعَلَّمُ حَلاَلَهَا وَحَرَامَهَا ، وَمَا
يَنْبَغِي أَنْ يُوقَفَ عِنْدَهُ فِيهَا كَمَا تَعْلَمُونَ أَنْتُمُ
الْقُرْآنَ ، ثُمَّ قَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُ رِجَالاً يُؤْتَى أَحَدُهُمُ
الْقُرْآنَ فَيَقْرَأُ مَا بَيْنَ فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ مَا
يَدْرِي مَا أَمْرُهُ وَلاَ زَاجِرُهُ ، وَلاَ مَا يَنْبَغِي أَنْ يُوقَفَ
عِنْدَهُ مِنْهُ يَنْثُرُهُ نَثْرَ الدَّقَلِ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلاَ أَعْرِفُ لَهُ عِلَّةً وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
102-
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ
دَرَسْتَوَيْهِ الْفَارِسِيُّ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ
الْفَارِسِيُّ ، وَحدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ،
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ أَبِي الْمَوَالِ الْقُرَشِيُّ ، وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُؤَمَّلِ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ ،
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْمَوَالِ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَوْهَبٍ الْقُرَشِيُّ ،
عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ ، عَنْ
عَمْرَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سِتَّةٌ لَعَنْتُهُمْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَكُلُّ
نَبِيٍّ مُجَابٍ : الْمُكَذِّبُ بِقَدْرِ اللهِ ، وَالزَّائِدُ فِي كِتَابِ
اللهِ ، وَالْمُتَسَلِّطُ بِالْجَبَرُوتِ يُذِلُّ مَنْ أَعَزَّ اللَّهُ
وَيُعِزُّ مَنْ أَذَلَّ اللَّهُ ، وَالْمُسْتَحِلُّ لِحُرَمِ اللهِ ،
وَالْمُسْتَحِلُّ مِنْ عِتْرَتِي مَا حَرَّمَ اللَّهُ ، وَالتَّارِكُ
لِسُنَّتِي .
قَدِ احْتَجَّ الْبُخَارِيُّ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
أَبِي الْمَوَالِ وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلاَ أَعْرِفُ
لَهُ عِلَّةً وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
103- أَخْبَرَنَا الْحَاكِمُ أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ إِمْلاَءً فِي شَهْرِ
رَبِيعٍ الْآخِرِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِينَ وَثَلاَثِ مِائَةٍ ،
أَنْبَأَ أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ ، بِمَرْوَ ،
حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
الْجَوْهَرِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ،
أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرِ بْنِ رِبْعِيٍّ الْقَيْسِيُّ ،
حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
عَبْدِ اللهِ بْنُ الأَصَمِّ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ أَرَأَيْتَ جَنَّةً
عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ فَأَيْنَ النَّارُ ؟ قَالَ :
أَرَأَيْتَ اللَّيْلَ الَّذِي قَدْ أَلْبَسَ كُلَّ شَيْءٍ فَأَيْنَ جَعَلَ
النَّهَارَ ؟ قَالَ : اللَّهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : كَذَلِكَ يَفْعَلُ
اللَّهُ مَا يَشَاءُ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلاَ أَعْلَمُ لَهُ عِلَّةً وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
104-
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ ، أَنْبَأَ عَبْدُ
اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، وَحَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالُوا :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنِ ابْنِ أَبِي
ذِئْبٍ ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا أَدْرِي
تُبَّعٌ أَنَبِيًّا كَانَ أَمْ لاَ ؟ وَمَا أَدْرِي ذَا الْقَرْنَيْنِ
أَنَبِيًّا كَانَ أَمْ لاَ ؟ وَمَا أَدْرِي الْحُدُودُ كَفَّارَاتٌ
لاِهْلِهَا أَمْ لاَ ؟ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلاَ أَعْلَمُ لَهُ عِلَّةً وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
105-
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا بَهْزُ
بْنُ أَسَدٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ
أَنَسٍ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ صَوَّرَهُ وَتَرَكَهُ فِي الْجَنَّةِ مَا
شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَتْرُكَهُ ، فَجَعَلَ إِبْلِيسُ يُطِيفُ بِهِ ،
فَلَمَّا رَآهُ أَجْوَفَ عَرَفَ أَنَّهُ خَلْقٌ لاَ يَتَمَالَكُ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ أَخْرَجَهُ فِي آخِرِ الْكِتَابِ.
106-
أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ ،
بِبَغْدَادَ ، قَالَ : قُرِئَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدٍ
وَأَنَا أَسْمَعُ ، حَدَّثَنَا قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ،
أَنْبَأَ أَبُو الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا
الْمُعْتَمِرُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ بَاعًا فَبَاعًا ،
وَذِرَاعًا فَذِرَاعًا ، وَشِبْرًا فَشِبْرًا ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا
جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ مَعَهُمْ قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ
الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ، قَالَ : فَمَنْ إِذًا ؟ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ.
107-
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ،
حَدَّثَنَا الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو ، وَحدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ
إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ، أَنْبَأَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، أَنْبَأَ أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، حَدَّثَنَا الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ زَاذَانَ أَبِي
عُمَرَ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ ، يَقُولُ : خَرَجْنَا
مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَةِ
رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمَّا يُلْحَدْ
بَعْدُ ، قَالَ : فَقَعَدْنَا حَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ وَيَنْظُرُ إِلَى الأَرْضِ ،
وَجَعَلَ يَرْفَعُ بَصَرَهُ وَيَخْفِضُهُ ثَلاَثًا ثُمَّ قَالَ :
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ثُمَّ قَالَ :
إِنَّ الرَّجُلَ الْمُسْلِمَ إِذَا كَانَ فِي قُبُلٍ مِنَ الْآخِرَةِ
وَانْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ فَقَعَدَ عِنْدَ
رَأْسِهِ ، وَيَنْزِلُ مَلاَئِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ
الشَّمْسُ مَعَهُمْ أَكْفَانٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ وَحَنُوطٌ مِنْ
حَنُوطِ الْجَنَّةِ ، فَيَقْعُدُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ قَالَ :
فَيَقُولُ مَلَكُ الْمَوْتِ : أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ
اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ قَالَ : فَتَخْرُجُ
تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنَ السِّقَاءِ ، فَلاَ يَتْرُكُونَهَا
فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ ، فَيَصْعَدُونَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ ،
فَلاَ يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى جُنْدٍ مِنْ مَلاَئِكَةٍ إِلاَّ قَالُوا :
مَا هَذِهِ الرُّوحُ الطَّيِّبَةُ ؟ فَيَقُولُونَ : فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ
بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ ، فَإِذَا انْتَهَى إِلَى السَّمَاءِ فُتِحَتْ لَهُ
أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، ثُمَّ يُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ
مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا ، حَتَّى يُنْتَهَى إِلَى
السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ، ثُمَّ يُقَالُ : اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي
عِلِّيِّينَ ، ثُمَّ يُقَالُ : أَرْجِعُوا عَبْدِي إِلَى الأَرْضِ ،
فَإِنِّي وَعَدْتُهُمْ أَنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ
وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى ، فَتُرَدُّ رُوحُهُ إِلَى
جَسَدِهِ ، فَتَأْتِيهِ الْمَلاَئِكَةُ فَيَقُولُونَ : مَنْ رَبُّكَ ؟
قَالَ : فَيَقُولُ : اللَّهُ،
فَيَقُولُونَ : مَا دِينُكَ ؟
فَيَقُولُ : الإِسْلاَمُ ، فَيَقُولُونَ : مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي
خَرَجَ فِيكُمْ ؟ قَالَ : فَيَقُولُ : رَسُولُ اللهِ ، قَالَ :
فَيَقُولُونَ : وَمَا يُدْرِيكَ ؟ قَالَ : فَيَقُولُ : قَرَأْتُ كِتَابَ
اللهِ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ ، قَالَ : فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ
السَّمَاءِ أَنْ صَدَقَ فَأَفْرِشُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَأَلْبِسُوهُ مِنَ
الْجَنَّةِ وَأَرُوهُ مَنْزِلَهُ مِنَ الْجَنَّةِ ، قَالَ : وَيُمَدُّ لَهُ
فِي قَبْرِهِ وَيَأْتِيهِ رَوْحُ الْجَنَّةِ وَرِيحُهَا ، قَالَ :
فَيُفْعَلُ ذَلِكَ بِهِمْ ، وَيَمْثُلُ لَهُ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ
حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ فَيَقُولُ : أَبْشِرْ بِالَّذِي
يَسُرُّكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ ، فَيَقُولُ : مَنْ
أَنْتَ فَوَجْهُكَ وَجْهٌ يُبَشِّرُ بِالْخَيْرِ ؟ قَالَ : فَيَقُولُ أَنَا
عَمَلُكَ الصَّالِحُ ، قَالَ : فَهُوَ يَقُولُ : رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ
كَيْ أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي ، ثُمَّ قَرَأَ {يُثَبِّتُ اللَّهُ
الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي
الْآخِرَةِ} .
وَأَمَّا الْفَاجِرُ فَإِذَا كَانَ فِي قُبُلٍ مِنَ
الْآخِرَةِ وَانْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا أَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ
فَيَقْعُدُ عِنْدَ رَأْسِهِ وَيَنْزِلُ الْمَلاَئِكَةُ سُودُ الْوُجُوهِ
مَعَهُمُ الْمُسُوحُ فَيَقْعُدُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ، فَيَقُولُ
مَلَكُ الْمَوْتِ : اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ إِلَى
سَخَطٍ مِنَ اللهِ وَغَضِبٍ ، قَالَ : فَتُفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ
فَيَنْقَطِعُ مَعَهَا الْعُرُوقُ وَالْعَصَبُ كَمَا يُسْتَخْرَجُ الصُّوفُ
الْمَبْلُولُ بِالسَّفُودِ ذِي الشُّعَبِ ، قَالَ : فَيَقُومُونَ إِلَيْهِ
فَلاَ يَدَعُونَهُ فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ فَيَصْعَدُونَ بِهَا إِلَى
السَّمَاءِ فَلاَ يَمُرُّونَ عَلَى جُنْدٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ إِلاَّ ،
قَالُوا : مَا هَذِهِ الرُّوحُ الْخَبِيثَةُ ؟ قَالَ : فَيَقُولُونَ :
فُلاَنٌ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ ، قَالَ : فَإِذَا انْتُهِيَ بِهِ إِلَى
السَّمَاءِ غُلِّقَتْ دُونَهُ أَبْوَابُ السَّمَاوَاتِ ، قَالَ : وَيُقَالُ
اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ ، قَالَ : ثُمَّ يُقَالُ : أَعِيدُوا
عَبْدِي إِلَى الأَرْضِ فَإِنِّي وَعَدْتُهُمْ أَنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ
وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى ، قَالَ :
فَيَرْمَى بِرُوحِهِ حَتَّى تَقَعَ فِي جَسَدِهِ ، قَالَ : ثُمَّ قَرَأَ
{وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ
فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ}
قَالَ : فَتَأْتِيهِ الْمَلاَئِكَةُ فَيَقُولُونَ : مَنْ رَبُّكَ ؟ قَالَ :
فَيَقُولُ : لاَ أَدْرِي ، فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنْ قَدْ
كَذَبَ فَأَفْرِشُوهُ مِنَ النَّارِ وَأَلْبِسُوهُ مِنَ النَّارِ وَأَرُوهُ
مَنْزِلَهُ مِنَ النَّارِ ، قَالَ : فَيَضِيقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى
تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلاَعُهُ ، قَالَ : وَيَأْتِيهِ رِيحُهَا وَحَرُّهَا ،
قَالَ : فَيُفْعَلُ بِهِ ذَلِكَ ، وَيَمْثُلُ لَهُ رَجُلٌ قَبِيحُ
الْوَجْهِ قَبِيحُ الثِّيَابِ مُنْتِنُ الرِّيحِ فَيَقُولُ : أَبْشِرْ
بِالَّذِي يَسُؤْكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ ، قَالَ :
فَيَقُولُ : مَنْ أَنْتَ ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يُبَشِّرُ بِالشَّرِّ ،
قَالَ : فَيَقُولُ : أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ ، قَالَ : وَهُوَ يَقُولُ :
رَبِّ لاَ تُقِمِ السَّاعَةَ .
108- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الْعُمَرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فَضْلٍ ، حَدَّثَنَا
الأَعْمَشُ ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادٍ نَحْوِهِ . وَقَالَ فِي آخِرِهِ :
وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ فِي عَقِبِ خَبَرِهِ حَدَّثَنَا
ابْنُ فُضَيْلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ نَحْوًا مِنَ هَذَا الْحَدِيثِ يُرِيدُ حَدِيثَ الْبَرَاءِ
إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : ارْقُدْ رَقْدَةَ الْمُتَّقِينَ ، لِلْمُؤْمِنِ
الأَوَّلِ ، وَيُقَالُ لِلْفَاجِرِ : ارْقُدْ مَنْهُوشًا ، فَمَا مِنْ
دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ وَلَهَا فِي جَسَدِهِ نَصِيبٌ .
وَقَدْ
رَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ ، وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ ،
وَزَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ وَهُمُ الأَئِمَّةُ الْحُفَّاظُ ، عَنِ
الأَعْمَشِ .
أَمَا حَدِيثُ الثَّوْرِيِّ.
109- فَحَدَّثَنَاهُ أَبُو
مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ الْجَلاَبُ ، بِهَمْدَانَ
وَأَنَا سَأَلْتُهُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصُّورِيُّ ،
حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ زَاذَانَ ، عَنِ
الْبَرَاءِ ، قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَةٍ فَأَتَيْنَا الْقَبْرَ وَلَمَّا يُلْحَدْ
. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ .
وَأَمَّا حَدِيثُ شُعْبَةَ.
110-
فَحَدَّثَنِيهِ أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ ،
رَحِمَهُمُ اللَّهُ وَأَنَا سَأَلْتُهُ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ
الأَصْبَهَانِيُّ ، بِالرِّيِّ ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، وَعَنْ زَاذَانَ ، عَنِ
الْبَرَاءِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
حَدِيثِ الْقَبْرِ .
وَأَمَّا حَدِيثُ زَائِدَةَ .
111- فَحدثنا
أَبُو سَعِيدٍ عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَجَلِيُّ ، حَدَّثَنَا
مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو الأَزْدِيُّ ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ زَاذَانَ ، عَنِ
الْبَرَاءِ ، قَالَ : صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ - فَذَكَرَ
حَدِيثَ الْقَبْرِ بِطُولِهِ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ
الشَّيْخَيْنِ ، فَقَدِ احْتَجَّا جَمِيعًا بِالْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو
وَزَاذَانَ أَبِي عُمَرَ الْكِنْدِيِّ ، وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ فَوَائِدُ
كَثِيرَةٌ لاِهْلِ السُّنَّةِ وَقَمْعٌ لِلْمُبْتَدِعَةِ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ بِطُولِهِ.
وَلَهُ شَوَاهِدُ عَلَى شَرْطِهِمَا يُسْتَدَلُّ بِهَا عَلَى صِحَّتِهِ .
112-
حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ
النَّحْوِيُّ ، بِبَغْدَادَ ، وَأَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي
طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، قَالَ : ذَكَرَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُؤْمِنَ وَالْكَافِرَ ،
ثُمَّ ذَكَرَ طَرَفًا مِنْ حَدِيثِ الْقَبْرِ .
فَقَدْ بَانَ بِالأَصْلِ وَالشَّاهِدِ صِحَّةُ هَذَا الْحَدِيثِ وَلَعَلَّ مُتَوَهِّمًا يَتَوَهَّمُ أَنَّ الْحَدِيثَ الَّذِي .
113-
حَدَّثَنَاهُ أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
مُكْرَمٍ الْبَزَّارُ ، بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ كَزَالٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ ،
حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ صَفْوَانَ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ ،
عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ زَاذَانَ ، عَنْ أَبِي
الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ ، سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ ، أَنَّهُ
قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي جَنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَأَتَيْنَا الْقَبْرَ ، وَلَمَّا
يُلْحَدْ فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ - ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ
.
يُعَلَّلُ بِهِ هَذَا الْحَدِيثُ ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ ، فَإِنَّ
ذِكْرَ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَهْمٌ مِنْ شُعَيْبِ
بْنِ صَفْوَانَ لاِجْمَاعِ الأَئِمَّةِ الثِّقَاتِ عَلَى رِوَايَتِهِ ،
عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ
زَاذَانَ ، أَنَّهُ سَمِعَ الْبَرَاءَ .
حَدَّثَنَا بِصِحَّةِ مَا
ذَكَرْتُهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ الْخُلْدِيُّ ، إِمْلاَءً
بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ سَبَلاَنَ ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ ،
قَالَ : أَتَيْتُ يُونُسَ بْنَ خَبَّابٍ ، بِمِنًى عِنْدَ الْمَنَارَةِ
وَهُوَيَقُصُّ ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ حَدِيثِ عَذَابِ الْقَبْرِ فَحَدَّثَنِي
بِهِ .
114- وَأَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرٍو إِسْمَاعِيلُ بْنُ بُجَيْدِ
بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ ، أَنْبَأَ أَبُو مُسْلِمٍ
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الضَّرِيرُ ،
حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ ،
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ - وَاللَّفْظُ لَهُ - ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ
خَبَّابٍ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ زَاذَانَ ، عَنِ
الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، وَفِي حَدِيثِ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ ، أَنَّهُ
سَمِعَ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ ، قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَةٍ ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْقَبْرِ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ -
وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ - .
هَذَا هُوَالصَّحِيحُ الْمَحْفُوظُ
مِنْ حَدِيثِ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ . وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو خَالِدٍ
الدَّالاَنِيُّ ، وَعَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْمُلاَئِيُّ ، وَالْحَسَنُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ النَّخَعِيُّ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو .
أَمَّا حَدِيثُ أَبِي خَالِدٍ الدَّالاَنِيُّ .
115-
فَحدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا
السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلاَمِ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ
الدَّالاَنِيُّ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو .
وَأَمَّا حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلاَئِيُّ .
116-
فَحَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بِشْرٍ الْمَرْثَدِيُّ ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ
، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلاَئِيِّ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ
عَمْرٍو .
وَأَمَّا حَدِيثُ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ .
117-
فَحَدَّثَنَاهُ أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ،
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ ، عَنِ الْمِنْهَالِ ، كُلُّهُمْ
قَالُوا : عَنْ زَاذَانَ ، عَنِ الْبَرَاءِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ .
هَذِهِ الأَسَانِيدُ الَّتِي ذَكَرْتُهَا كُلُّهَا صَحِيحَةٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
118-
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ، أَنْبَأَ عَلِيُّ
بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ ، حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ
سُلَيْمَانَ الْحَرَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ ،
حَدَّثَنِي هِلاَلُ بْنُ عَلِيٍّ - وَهُوَ ابْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ - عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِلاَلٌ يَمْشِيَانِ بِالْبَقِيعِ ، فَقَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا بِلاَلُ هَلْ تَسْمَعُ مَا
أَسْمَعُ ؟ قَالَ : لاَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَسْمَعُهُ ،
قَالَ : أَلاَ تَسْمَعُ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ .
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا
اللَّفْظِ ، إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى حَدِيثِ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ ،
عَنْ أَنَسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ
قَالَ : لَوْلاَ أَنْ تَدَافَنُوا لَسَأَلْتُ اللَّهَ عَنْهُ أَنْ
يُسْمِعَكُمْ عَذَابَ الْقَبْرِ.
119- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ
الْمُرَادِيِّ ، وَبَحْرِ بْنِ نَصْرِ بْنِ سَابِقٍ الْخَوْلاَنِيِّ ،
قَالَ الرَّبِيعُ : حَدَّثَنَا ، وَقَالَ بَحْرٌ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ
اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ
أَسْلَمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ ،
دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ
مَوْعُوكٌ ، عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا فَوَجَدَ
حَرَارَتَهَا فَوْقَ الْقَطِيفَةِ ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ : مَا أَشَدَّ
حَرَّ حُمَّاكَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّا كَذَلِكَ يُشَدَّدُ عَلَيْنَا
الْبَلاَءُ وَيُضَاعَفُ لَنَا الأَجْرُ ثُمَّ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ،
مَنْ أَشَدُّ النَّاسِ بَلاَءً ؟ قَالَ : الأَنْبِيَاءُ قَالَ : ثُمَّ مَنْ
؟ قَالَ : الْعُلَمَاءُ قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ الصَّالِحُونَ
كَانَ أَحَدُهُمْ يُبْتَلَى بِالْفَقْرِ حَتَّى مَا يَجِدُ إِلاَّ
الْعَبَاءَةَ يَلْبَسُهَا ، وَيُبْتَلَى بِالْقُمَّلِ حَتَّى تَقْتُلَهُ ،
وَلاَحَدُهُمْ كَانَ أَشَدَّ فَرَحًا بِالْبَلاَءِ مِنْ أَحَدِكُمْ
بِالْعَطَاءِ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ ، عَنْ بَحْرٍ فِي الْمُسْنَدِ ، وَعَنِ الرَّبِيعِ فِي الْفَوَائِدِ ، وَأَنَا جَمَعْتُ بَيْنَهُمَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، فَقَدِ احْتَجَّ بِهِشَامِ بْنِ سَعْدٍ.
ثُمَّ
لَهُ شَوَاهِدُ كَثِيرَةٌ وَلِحَدِيثِ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ ، عَنْ
مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ طُرُقٌ يُتَّبَعُ وَيُذَاكَرُ بِهَا ،
وَقَدْ تَابَعَ الْعَلاَءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ عَاصِمَ بْنَ بَهْدَلَةَ
عَلَى رِوَايَتِهِ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ.
120- أَخْبَرَنِيهِ أَبُو
بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ، فِيمَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِ
كِتَابِهِ ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ
عَوْنٍ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ
الْمُسَيَّبِ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : سُئِلَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ
بَلاَءً ؟ قَالَ : الأَنْبِيَاءُ ، ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ ،
فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ صُلْبَ الدِّينِ يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى قَدْرِ
دِينِهِ ، فَمَنْ ثَخُنَ دِينُهُ ثَخُنَ بَلاَؤُهُ ، وَمَنْ ضَعُفَ
دِينُهُ ضَعُفَ بَلاَؤُهُ .
وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَشَاهِدَهُ مَا.
121-
أَخْبَرْنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ إِسْرَائِيلَ الْجَوْهَرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ،
حَدَّثَنَا زَائِدَةُ ، وَأَخْبَرَنَا أَبُوْ الْحُسَيْنُ بْنُ تَمِيمٍ
الْقَنْطَرِيُّ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ ،
حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، وَحَمَّادُ
بْنُ زَيْدٍ ، وَأَبَانُ الْعَطَّارُ ، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
الْحُسَيْنِ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ،
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ،
وَحدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ
مُوسَى الأَشْيَبُ ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ الْمَحْبُوبِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ،
وَأَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرِو بْنِ أَبِي سَعِيدٍ النَّحْوِيُّ ، حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الرَّقِّيُّ ، حَدَّثَنَا
عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ ، حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا
هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ
الشَّيْبَانِيُّ ، بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ
أَبِي غَرَزَةَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ
أَبِي شَيْبَةَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ،
كُلُّهُمْ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ ، وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ
شَيْبَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ
سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ أَشَدُّ النَّاسِ بَلاَءً ؟
قَالَ : النَّبِيُّونَ ، ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ يُبْتَلَى
الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ ، إِنْ كَانَ صُلْبَ الدِّينِ اشْتَدَّ
بَلاَؤُهُ ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ
دِينِهِ ، فَمَا يَبْرَحُ الْبَلاَءُ عَلَى الْعَبْدِ حَتَّى يَدَعَهُ
يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ لَيْسَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ.
122- حَدَّثَنَا
أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمُطَرَّزُ الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقَطِيعِيُّ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ
الْمُقَدَّمِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ
قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِذَا كَانَ
أَجَلُ أَحَدِكُمْ بِأَرْضٍ أَثْبَتَ اللَّهُ لَهُ إِلَيْهَا حَاجَةً ،
فَإِذَا بَلَغَ أَقْصَى أَثَرِهِ فَتَوَفَّاهُ ، فَتَقُولُ الأَرْضُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ : يَا رَبِّ ، هَذَا مَا اسْتَوْدَعْتَنِي .
قَدِ
احْتَجَّ الشَّيْخَانِ بِرُوَاةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ آخِرِهِمْ وَعُمَرُ
بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ مُتَّفَقٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي
الصَّحِيحَيْنِ .
وَقَدْ تَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ عَلَى سَنَدِهِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ.
123-
حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْعَبَّاسِ
الإِسْكَنْدَرَانِيُّ الْعَدْلُ ، بِمَكَّةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْحِمْصِيُّ ، حَدَّثَنَا
أَبُو الْحَسَنِ كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نُمَيْرٍ الْمَذْحِجِيُّ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
إِذَا كَانَتْ مَنِيَّةُ أَحَدِكُمْ بِأَرْضٍ أُتِيحَ لَهُ الْحَاجَةُ
فَيَصْعَدُ إِلَيْهَا فَيَكُونُ أَقْصَى أَثَرِهِ مِنْهُ ، فَيُقْبَضُ
فِيهَا ، فَتَقُولُ الأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : رَبِّ هَذَا مَا
اسْتَوْدَعْتَنِي .
وَقَدْ أَسْنَدَهُ هُشَيْمٌ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ.
124-
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ ،
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حِبَّانَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ هُشَيْمٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ
قَيْسٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِذَا كَانَ أَجَلُ أَحَدِكُمْ
بِأَرْضٍ جُعِلَتْ لَهُ إِلَيْهَا حَاجَةٌ ، فَيُوَفِّيهِ اللَّهُ بِهَا
فَتَقُولُ الأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : رَبِّ هَذَا مَا
اسْتَوْدَعْتَنِي .
فَقَدْ أَسْنَدَ هَذَا الْحَدِيثَ ثَلاَثَةٌ مِنَ
الثِّقَاتِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، وَوَافَقَهُ عَنْهُ سُفْيَانُ بْنُ
عُيَيْنَةَ ، فَنَحْنُ عَلَى مَا شَرَطْنَا فِي إِخْرَاجِ الزِّيَادَةِ
مِنَ الثِّقَةِ فِي الْوَصْلِ وَالسَّنَدِ.
ثُمَّ لِهَذَا الْحَدِيثِ شَوَاهِدُ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ فَمِنْهَا مَا.
125-
حَدَّثَنَاهُ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا
الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ
عُقْبَةَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، وَأَخْبَرَنِي بُكَيْرُ بْنُ
الْحَدَّادِ الصُّوفِيُّ ، بِمَكَّةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ ،
حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، وَأَخْبَرَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ
غَالِبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ مَطَرِ بْنِ عُكَامِسَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِذَا قَضَى اللَّهُ لِرَجُلٍ
مَوْتًا بِبَلْدَةٍ جَعَلَ لَهُ بِهَا حَاجَةً.
126- وَحدثنا أَبُو
الْعَبَّاسِ قَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ السَّيَّارِيُّ ، بِمَرْوَ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَاتِمٍ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ ، عَنْ مَطَرِ بْنِ عُكَامِسٍ الْعَبْدِيِّ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا جَعَلَ اللَّهُ
أَجَلَ رَجُلٍ بِأَرْضٍ إِلاَّ جُعِلَتْ لَهُ فِيهَا حَاجَةٌ .
هَذَا
حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، فَقَدِ اتَّفَقَا جَمِيعًا
عَلَى إِخْرَاجِ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ لَيْسَ لِكُلِّ وَاحِدٍ
مِنْهُمْ إِلاَّ رَاوٍ وَاحِدٍ.
وَلَهُ شَاهِدٌ آخَرُ مِنْ رِوَايَةِ الثِّقَاتِ.
127-
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ ،
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، وَحَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ الْحَدَّادِ ،
بِمَكَّةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ
الْمِنْهَالِ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ،
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ ، عَنْ أَبِي
عَزَّةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِذَا أَرَادَ اللَّهُ قَبْضَ عَبْدٍ بِأَرْضٍ جَعَلَ لَهُ إِلَيْهَا
حَاجَةً .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ وَرُوَاتُهُ عَنْ آخِرِهِمْ ثِقَاتٌ،.
وَسَمِعْتُ
أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ
الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ
مَعِينٍ ، يَقُولُ : اسْمُ أَبِي عَزَّةَ يَسَارِ بْنِ عَبْدٍ لَهُ
صُحْبَةٌ .
وَأَمَّا أَبُو الْمَلِيحِ فَإِنِّي سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ
عُمَرَ الْحَافِظَ يَقُولُ : يَلْزَمُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمًا إِخْرَاجُ
حَدِيثِ أَبِي الْمَلِيحِ عَنْ أَبِي عَزَّةَ فَقَدِ احْتَجَّ
الْبُخَارِيُّ بِحَدِيثِ أَبِي الْمَلِيحِ ، عَنْ بُرَيْدَةَ ، وَحَدِيثُ
أَبِي عَزَّةَ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الثِّقَاتِ الْحُفَّاظِ.
128-
حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ،
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ، وَحَدَّثَنِي أَبُو
الطِّيبِ طَاهِرُ بْنُ يَحْيَى الْبَيْهَقِيُّ بِهَا مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ
، حَدَّثَنَا خَالِي الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ ، قَالاَ :
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ الْمِصِّيصِيُّ ، حَدَّثَنَا عِيسَى
بْنُ يُونُسَ ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ
فُرَافِصَةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ ، وَالْفَاجِرُ خِبٌّ
لَئِيمٌ .
تَابَعَهُ ابْنُ شِهَابٍ عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ نَافِعٍ
الْحَنَّاطُ ، وَيَحْيَى بْنُ الضُّرَيْسِ ، عَنِ الثَّوْرِيِّ فِي
إِقَامَتِهِ هَذَا الإِسْنَادِ
فَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي شِهَابٍ.
129-
فَحَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ
يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ الْمُطَّوِعِيُّ ، بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا أَبُو
دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُبَارَكِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو
شِهَابٍ ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ
فُرَافِصَةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ ، وَالْفَاجِرُ خِبٌّ
لَئِيمٌ .
وَأَمَّا حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ الضُّرَيْسِ فَدُونَهُ
مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ هَذَا حَدِيثٌ وَصَلَهُ الْمُتَقَدِّمُونَ مِنْ
أَصْحَابِ الثَّوْرِيِّ ، وَأَفْسَدَهُ الْمُتَأَخِّرُونَ عَنْهُ.
وَأَمَّا
الْحَجَّاجُ بْنُ فُرَافِصَةَ فَإِنَّ الإِمَامَيْنِ لَمْ يُخَرِّجَاهُ
لَكِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ ، يَقُولُ :
سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ
يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ ، يَقُولُ : الْحَجَّاجُ بْنُ فُرَافِصَةَ لاَ بَأْسَ
بِهِ ، وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ : سَمِعْتُ أَبِي
يَقُولُ : حَجَّاجُ بْنُ فُرَافِصَةَ شَيْخٌ صَالِحٌ مُتَعَبِّدٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ أَقَامَ إِسْنَادَهُ.
130-
حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ
الْحَمِيدِ الصَّنْعَانِيُّ ، بِمَكَّةَ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، حَدَّثَنِي
بِشْرُ بْنُ رَافِعٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ ، وَالْفَاجِرُ
خِبٌّ لَئِيمٌ.
131- سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدِ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ
أَبِي عُثْمَانَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ الإِمَامَ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ
بْنَ إِسْحَاقَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ يُوسُفَ السُّلَمِيَّ ،
يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ ، يَقُولُ : كُنْتُ بِمَكَّةَ
فَكَلَّمَنِي وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْهِ وَعَلَى
ابْنِهِ كِتَابَ الْوَصَايَا ، فَقُلْتُ : إِذَا صِرْتُ بِمِنًى حَدَّثْتُ ،
فَلَمَّا صِرْتُ بِمِنًى حَمَلْتُ كِتَابِي فَحَدَّثْتُهُ ، ثُمَّ
ذَهَبْتُ إِلَى مَكَّةَ لِلزِّيَارَةِ فَلَقِيَنِي أَبُو أُسَامَةَ ،
فَقَالَ لِي : يَا يَمَانِيُّ خَدَعَكَ ذَاكَ الْغُلاَمُ الرُّوَاسِيُّ ،
فَقُلْتُ : مَا خَدَعَنِي ؟ قَالَ : حَمَلْتَ إِلَيْهِ كِتَابِكَ
فَحَدَّثْتَهُ ، فَقُلْتُ : لَيْسَ بِعَجَبٍ أَنْ يَخْدَعَنِي ، حَدَّثَنِي
بِشْرُ بْنُ رَافِعٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ ، وَالْفَاجِرُ
خِبٌّ لَئِيمٌ . قَالَ : فَأَخْرَجَ الْوَاحِدَ ، فَقَالَ : أَمْلِ عَلَيَّ
فَقُلْتُ : وَاللَّهِ لاَ أُمْلِيهِ عَلَيْكَ ، فَذَهَبَ .
سَمِعْتُ
عَلِيَّ بْنَ عِيسَى ، يَقُولُ : سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ
زِيَادٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى ، يَقُولُ : أَبُو
الأَسْبَاطِ الْحَارِثِيُّ هُوَ بِشْرُ بْنُ رَافِعٍ .
قَالَ الْحَاكِمُ : بِشْرُ بْنُ رَافِعٍ إِنَّمَا ذَكَرْتُهُ شَاهِدًا وَقَدْ أَلاَنَ مَشَايِخُنَا الْقَوْلَ فِيهِ.
وَقَدْ وَجَدْتُ لَهُ شَاهِدًا آخَرَ مِنْ حَدِيثِ خَارِجَةَ.
132-
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ، أَنْبَأَ
إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ، أَنْبَأَ خَارِجَةُ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِي الأَسْبَاطِ
الْحَارِثِيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ ، وَالْفَاجِرُ خِبٌّ
لَئِيمٌ.
هَذَا حَدِيثٌ تَدَاوَلَهُ الأَئِمَّةُ بِالرِّوَايَةِ
وَأَقَامَ بَعْضُ الرُّوَاةِ إِسْنَادَهُ ، أَمَا الشَّيْخَانِ
فَإِنَّهُمَا لَمْ يَحْتَجَّا بِالْحَجَّاجِ بْنِ فُرَافِصَةَ وَلاَ
بِبِشْرِ بْنِ رَافِعٍ.
133- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ
بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ
الْوَرَّاقُ وَلَقَبُهُ حَمْدَانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ مُوسَى بْنُ
إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : مَنْ قَتَلَ نَفْسًا
مُعَاهَدَةً بِغَيْرِ حَقِّهَا لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ
رَائِحَتَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَقَدْ وَجَدْنَا لِحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ شَاهِدًا فِيهِ.
134-
حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُونَ بْنِ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو
يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقُلُوسِيُّ ، حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ
الْخَطَّابِ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنِ
الْحَسَنِ ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهَدَةً
بِغَيْرِ حَقِّهَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ أَنْ يَشُمَّ
رِيحَهَا ، وَرِيحُهَا يُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ .
وَأَمَّا قَوْلُ مَنْ قَالَ : يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنْ الْحَكَمِ بْنِ الأَعْرَجِ.
135-
فَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ ، أَنْبَأَ عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الأَعْلَى بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ
عُبَيْدٍ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الأَعْرَجِ ، عَنِ الأَشْعَثِ بْنِ
ثُرْمُلَةَ ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهَدَةً بِغَيْرِ
حَقِّهَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ .
قَالَ الْحَاكِمُ :
قَدْ كَانَ شَيْخُنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ يَحْكُمُ بِحَدِيثِ يُونُسَ
بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ الْحَكَمِ بْنِ الأَعْرَجِ ، وَالَّذِي يَسْكُنُ
إِلَيْهِ الْقَلْبُ أَنَّ هَذَا إِسْنَادٌ وَذَاكَ إِسْنَادٌ آخَرُ ، لاَ
يُعَلِّلُ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ ، فَإِنَّ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ إِمَامٌ .
وَقَدْ تَابَعَهُ عَلَيْهِ أَيْضًا شَرِيكُ بْنُ الْخَطَّابِ وَهُوَ
شَيْخٌ ثِقَةٌ مِنْ أَهْلِ الأَهْوَازِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
136-
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي ،
بِمَرْوَ ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ
الْجَوْهَرِيُّ ، بِبَغْدَادَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي
أُسَامَةَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ
عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ ، قَالَ : كَانَ رَجُلٌ بَطَّالٌ يَدْخُلُ عَلَى
الْأُمَرَاءِ فَيُضْحِكُهُمْ ، فَقَالَ لَهُ جَدِّي : وَيْحَكَ يَا فُلاَنُ
، لِمَ تَدْخُلُ عَلَى هَؤُلاَءِ وَتُضْحِكُهُمْ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ
بِلاَلَ بْنَ الْحَارِثِ الْمُزَنِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ
بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ ، مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا
بَلَغَتْ فَيَرْضَى اللَّهُ بِهَا عَنْهُ إلى يَوْمَ الْقِيَامَةِ ،
وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ ، مَا
يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ فَيَسْخَطُ اللَّهُ بِهَا إِلَى يَوْمِ
يَلْقَاهُ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ وَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ
بِمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، وَقَدْ أَقَامَ إِسْنَادَهُ عَنْهُ سَعِيدُ
بْنُ عَامِرٍ كَمَا أَوْرَدتُهُ عَالِيًا هَكَذَا رَوَاهُ سُفْيَانُ
الثَّوْرِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ
الدَّرَاوَرْدِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ وَغَيْرُهُمْ.
أَمَّا حَدِيثُ الثَّوْرِيِّ.
137-
فَحَدَّثَنَاهُ أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شُعَيْبٍ
الْحَرَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا جَدِّي ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ ،
عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ بِلاَلِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُزَنِيِّ ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ
الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ لاَ يَدْرِي أَنْ
تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ ، فَيُكْتَبُ اللَّهُ لَهُ سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ
رِضْوَانِ اللهِ لاَ يَدْرِي أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ ، فَيُكْتَبُ
اللَّهُ لَهُ رِضَاهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ .
وَأَمَّا حَدِيثُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ.
138-
فَحَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ ،
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ
الزَّاهِدُ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ
بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ
بِلاَلِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُزَنِيِّ ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ
بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ ، وَمَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا
بَلَغَتْ فَيُكْتَبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ
يَلْقَاهُ ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ
اللهِ ، وَمَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ يَكْتُبُ اللَّهُ بِهَا
عَلَيْهِ سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ.
وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَقَدْ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.
139-
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ
سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ،
حَدَّثَنَا ابْنُ الدَّرَاوَرْدِيِّ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو
بْنِ عَلْقَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ بِلاَلِ بْنِ
الْحَارِثِ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ
رِضْوَانِ اللهِ ، وَمَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ فَيُكْتَبُ
اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ ، وَإِنَّ
أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ ، وَمَا يَظُنُّ
أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ يَكْتُبُ اللَّهُ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ
يَلْقَاهُ.
وَأَمَّا حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ
140-
فَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ قَطَنٍ ،
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
بِشْرٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ
أَبِيهِ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ ، قَالَ : مَرَّ بِهِ رَجُلٌ لَهُ شَرَفٌ
وَهُوَ بِسُوقِ الْمَدِينَةِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ
عَلْقَمَةُ : يَا فُلاَنُ ، إِنَّ لَكَ رَحِمًا وَلَكَ حَقًّا ، وَإِنِّي
رَأَيْتُكَ تَدْخُلُ عَلَى هَؤُلاَءِ الْأُمَرَاءِ فَتَتَكَلَّمُ
عِنْدَهُمْ بِمَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكَلَّمَ ، وَإِنِّي سَمِعْتُ
بِلاَلَ بْنَ الْحَارِثِ الْمُزَنِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ
رِضْوَانِ اللهِ ، مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ فَيُكْتَبُ
اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ ، وَإِنَّ
أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ ، مَا يَظُنُّ
أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ فَيُكْتَبُ اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا سَخَطَهُ
إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ . قَالَ عَلْقَمَةُ : وَيْحَكَ فَانْظُرْ مَاذَا
تَقُولُ وَمَاذَا تَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ فَرُبَّ كَلاَمٍ مَنَعَنِي مَا
سَمِعْتُهُ مِنْ بِلاَلِ بْنِ الْحَارِثِ .
قَصَرَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ بِرِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو وَلَمْ يَذْكُرْ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ.
141-
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الدَّارَبَرْدِيُّ ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي ،
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْعَنَزِيُّ ،
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا
الْقَعْنَبِيُّ ، فِيمَا قُرِئَ عَلَى مَالِكٍ ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو
بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ ،
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بِلاَلِ بْنِ
الْحَارِثِ الْمُزَنِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ
رِضْوَانِ اللهِ ، مَا كَانَ يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ
فَيُكْتَبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ ،
وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ ، مَا
كَانَ يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ فَيُكْتَبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا
سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ .
قَالَ الْحَاكِمُ : هَذَا لاَ
يُوهِنُ الإِجْمَاعَ الَّذِي قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ بَلْ يَزِيدُنَا
تَأْكِيدًا بِمُتَابِعٍ مِثْلِ مَالِكٍ ، إِلاَّ أَنَّ الْقَوْلَ فِيهِ مَا
قَالُوهُ بِالزِّيَادَةِ فِي إِقَامَةِ إِسْنَادِهِ.
142- حَدَّثَنَا
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، وَأَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ
مُكْرَمٍ الْبَزَّارُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ ،
قَالاَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا بَهْزُ
بْنُ حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ نَبِيَّ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : وَيْلٌ لِلَّذِي
يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ وَيَضْحَكُ بِهِ الْقَوْمُ وَيْلٌ لَهُ وَيْلٌ لَهُ .
هَذَا
حَدِيثٌ رَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ ، وَالْحَمَّادَانِ ، وَعَبْدُ
الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ ، وَإِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ ، وَغَيْرُهُمْ
مِنَ الأَئِمَّةِ ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ . وَلاَ أَعْلَمُ خِلاَفًا
بَيْنَ أَكْثَرِ أَئِمَّةِ أَهْلِ النَّقْلِ فِي عَدَالَةِ بَهْزِ بْنِ
حَكِيمٍ ، وَأَنَّهُ يُجْمَعُ حَدِيثُهُ ، وَقَدْ ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ
فِي الْجَامِعِ الصَّحِيحِ ، وَهَذَا الْحَدِيثُ شَاهِدٌ لِحَدِيثِ بِلاَلِ
بْنِ الْحَارِثِ الْمُزَنِيِّ الَّذِي قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ . وَقَدْ رَوَى
سَعِيدُ بْنُ إِيَاسٍ الْجُرَيْرِيُّ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ،
وَرَوَى عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ الضُّبَعِيِّ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ
حَيْدَةَ.
143- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ ، قَالاَ :
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ، وَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الْعَنَزِيُّ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ
سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، سَمِعْتُ
فُلاَنًا يَذْكُرُ وَيُثْنِي خَيْرًا ، زَعَمَ أَنَّكَ أَعْطَيْتَهُ
دِينَارَيْنِ ، قَالَ : لَكِنْ فُلاَنٌ مَا يَقُولُ ذَلِكَ ، وَلَقَدْ
أَصَابَ مِنِّي مَا بَيْنَ مِائَةٍ إِلَى عَشَرَةٍ قَالَ : ثُمَّ قَالَ :
وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَخْرُجُ مِنْ عِنْدِي بِمَسْأَلَتِهِ مُتَأَبِّطُهَا
قَالَ أَحْمَدُ : أَوْ نَحْوَهُ وَمَا هِيَ إِلاَّ نَارٌ قَالَ : فَقَالَ
عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فَلِمَ تُعْطِيهُمْ ؟ قَالَ : مَا أَصْنَعُ ؟
يَسْأَلُونِي وَيَأْبَى اللَّهُ لِيَ الْبُخْلَ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ .
وَقَدْ رَوَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ بِشْرٍ الرَّقِّيُّ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ جَابِرٍ.
144-
حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي ،
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْقَبَّانِيُّ ،
حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ
سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بِشْرٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ
أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ عُمَرَ ، قَالَ : دَخَلَ رَجُلاَنِ
عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلاَهُ فِي
شَيْءٍ فَدَعَا لَهُمَا بِدِينَارَيْنِ فَإِذَا هُمَا يُثْنِيَانِ خَيْرًا ،
فَقَالَ : رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَكِنْ
فُلاَنٌ مَا يَقُولُ ذَلِكَ ، وَلَقَدْ أَعْطَيْتُهُ مَا بَيْنَ عَشْرَةٍ
إِلَى مِائَةٍ فَمَا يَقُولُ ذَلِكَ ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَخْرُجُ
بِصَدَقَةٍ مِنْ عِنْدِي مُتَأَبِّطُهَا وَإِنَّمَا هِيَ لَهُ نَارٌ
فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ تُعْطِيِهِ وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ
لَهُ نَارٌ ؟ قَالَ : فَمَا أَصْنَعُ ؟ يَأْبَوْنَ إِلاَّ أَنْ
يَسْأَلُونِي وَيَأْبَى اللَّهُ لِيَ الْبُخْلَ .
أَمَا مُعْتَمِرُ بْنُ
سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ فَلَمْ يُخَرِّجَاهُ وَقَدْ خَرَّجَ مُسْلِمٌ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بِشْرٍ الرَّقِّيِّ إِلاَّ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ
لَيْسَ بِعِلَّةٍ لِحَدِيثِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ فَإِنَّهُ
شَاهِدٌ لَهُ بِإِسْنَادٍ آخَرَ.
145- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ،
حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ سَالِمًا ، يُحَدِّثُ ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : لاَ يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَكُونَ لَعَّانًا.
146-
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ الْبَزَّارُ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ،
حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ
يَنْبَغِي لِمُسْلِمٍ أَنْ يَكُونَ لَعَّانًا . قَالَ سَالِمٌ : وَمَا
سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ لَعَنَ شَيْئًا قَطُّ .
هَذَا حَدِيثٌ أَسْنَدَهُ
جَمَاعَةٌ مِنَ الأَئِمَّةِ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ ، ثُمَّ
أَوْقَفَهُ عَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَحْدَهُ ، فَأَمَّا الشَّيْخَانِ
فَإِنَّهُمَا لَمْ يُخَرِّجَا عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ وَهُوَ شَيْخٌ مِنْ
أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنْ أَسْلَمَ كُنْيَتُهُ أَبُو مُحَمَّدٍ لاَ
أَعْرِفُهُ يُجْرَحُ فِي الرِّوَايَةِ ، وَإِنَّمَا تَرَكَاهُ لِقِلَّةِ
حَدِيثِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَلِهَذَا الْحَدِيثِ شَوَاهِدُ
بِأَلْفَاظٍ مُخْتَلِفَةٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ
وَسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ يَصِحُّ بِمِثْلِهَا الْحَدِيثُ عَلَى شَرْطِ
الشَّيْخَيْنِ.
فَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ
147-
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ
الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ، وَصَالِحُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْحَافِظُ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ
بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ،
عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ
يَجْتَمِعُ أَنْ تَكُونُوا لَعَّانِينَ صِدِّيقِينَ .
تَابَعَهُ إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ.
148-
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ
عَلِي السَّدُوسِي ، حَدَّثَنَا عَبْدِ اللهِ بْنِ رَجَاءٍ ، حَدَّثَنَا
إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
لاَ يَجْتَمِعُ أَنْ تَكُونُوا لَعَّانِينَ صِدِّيقِينَ.
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي الدَّرْدَاءِ
149-
فَحَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ
سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمَّارٍ ،
حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ
زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، وَأَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ ،
قَالَتْ : سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : لاَ يَكُونُ
اللَّعَّانُونَ شُهَدَاءَ وَلاَ شُفَعَاءَ .
وَقَدْ خَرَّجَهُ مُسْلِمٌ بِهَذَا اللَّفْظِ.
وَأَمَّا حَدِيثُ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ
150-
فَحَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
الصَّيْدَلاَنِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ ،
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ سَمُرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لاَ تَلاَعَنُوا بِلَعْنَةِ اللهِ ،
وَلاَ بِغَضَبِ اللهِ ، وَلاَ بِالنَّارِ .
هَذِهِ الأَحَادِيثُ الَّتِي خَرَّجَهَا فِي هَذَا الْبَابِ بِأَلْفَاظِهَا الْمُخْتَلِفَةِ كُلُّهَا صَحِيحَةُ الإِسْنَادِ.
151-
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ،
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ الشَّيْبَانِيُّ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ
سُلَيْمَانَ بْنِ الْقَمَرِيِّ ، وَمَاتَ قَبْلَ ابْنِ وَهْبٍ ، حَدَّثَنَا
أَبُو غَسَّانَ الْمَدَنِيُّ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ
سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ وَيُحِبُّ
مَعَالِيَ الأَخْلاَقِ وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا.
152- حَدَّثَنَا أَبُو
زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ ، وَحدثنا
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ
سَعِيدٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا
فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ ، حَدَّثَنَا الصَّنْعَانِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ
، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ
كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ ، وَمَعَالِيَ الأَخْلاَقِ ، وَيُبْغِضُ
سَفْسَافَهَا .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادَيْنِ جَمِيعًا ،
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ وَحَجَّاجُ بْنُ قَمَرِيٍّ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ
ثِقَةٌ مَأْمُونٌ وَلَعَلَّهُمَا أَعْرَضَا عَنْ إِخْرَاجِهِ بِأَنَّ
الثَّوْرِيَّ أَعْضَلَهُ.
153- كَمَا أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ
حَلِيمٍ الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُوَجَّهِ ، حَدَّثَنَا
عَبْدَانُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ ، عَنْ سُفْيَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ
أَبَا حَازِمٍ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَرِيزٍ
الْخُزَاعِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
قَالَ : إِنَّ اللَّهَ كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ ، وَمَعَالِيَ الْأُمُورِ
، وَيُبْغِضُ - أَوْ قَالَ : يَكْرَهُ سَفْسَافَهَا - .
وَهَذَا لاَ
يُوهِنُ حَدِيثَ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ عَلَى مَا قَدَّمْتُ ذِكْرَهُ مِنْ
قَبُولِ الزِّيَادَاتِ مِنَ الثِّقَاتِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
154-
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ
بْنُ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ ، وَأَحْمَدُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنِ
الصَّقْعَبِ بْنِ زُهَيْرٍ ، وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ
هَانِئٍ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ،
حَدَّثَنَا أَبُو قُدَامَةَ ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ،
حَدَّثَنَا أَبِي ، قَالَ : سَمِعْتُ الصَّقْعَبَ بْنَ زُهَيْرٍ ،
يُحَدِّثُ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَابِيٌّ عَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ طَيَالِسَةٍ
مَكْفُوفَةٍ بِالدِّيبَاجِ ، فَقَالَ : إِنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا يُرِيدُ
رَفْعَ كُلِّ رَاعٍ وَابْنِ رَاعٍ ، وَيَضَعُ كُلَّ فَارِسٍ وَابْنَ
فَارِسٍ.
، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَجَلَسَ ، فَقَالَ : إِنَّ نُوحًا لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ دَعَا
ابْنَيْهِ فَقَالَ : إِنِّي قَاصٌّ عَلَيْكُمَا الْوَصِيَّةَ : آمُرُكُمَا
بِاثْنَيْنِ وَأَنْهَاكُمَا عَنِ اثْنَيْنِ : أَنْهَاكُمَا عَنِ الشِّرْكِ
وَالْكِبْرِ وَآمُرُكُمَا بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، فَإِنَّ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا فِيهِنَّ لَوْ وُضِعَتْ فِي كِفَّةِ
الْمِيزَانِ وَوُضِعَتْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فِي الْكِفَّةِ
الْأُخْرَى كَانَتْ أَرْجَحَ مِنْهُمَا ، وَلَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضَ وَمَا فِيهِمَا كَانَتْ حَلْقَةً فَوُضِعَتْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ
اللَّهُ عَلَيْهِمَا لَقَصَمَتْهُمَا ، وَآمُرُكُمَا بِسُبْحَانَ اللهِ
وَبِحَمْدِهِ فَإِنَّهُمَا صَلاَةُ كُلِّ شَيْءٍ وَبِهَا يُرْزَقُ كُلُّ
شَيْءٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَا لِلصَّقْعَبِ بْنِ زُهَيْرٍ فَإِنَّهُ ثِقَةٌ قَلِيلُ الْحَدِيثِ.
سَمِعْتُ
أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ يَقُولُ : سَمِعْتُ
عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي حَاتِمٍ يَقُولُ : سَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ ،
عَنِ الصَّقْعَبِ بْنِ زُهَيْرٍ فَقَالَ : ثِقَةٌ ، وَهُوَ أَخُو
الْعَلاَءِ بْنِ زُهَيْرٍ.
وَهَذَا مِنَ الْجِنْسِ الَّذِي يَقُولُ : إِنَّ الثِّقَةَ إِذَا وَصَلَهُ لَمْ يَضُرَّهُ إِرْسَالُ غَيْرِهِ .
155-
فَقَدْ أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ،
قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَا رَأَيْتُ رَجُلاً أَعْطَى لَرَاعِي الْغَنَمِ مِنْ مُحَمَّدٍ ، ثُمَّ
ذَكَرَهُ بِنَحْوٍ مِنْهُ
156- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ
الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ الرَّازِيُّ ،
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، وَأَبُو مُوسَى
الأَنْصَارِيُّ ، وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ
الصَّبَّاحِ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ،
وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّيَالِسِيِّ ،
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، وَحدثنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى ،
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ
مَخْلَدٍ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرٍ ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ ، وَفِي حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ ،
حَدَّثَنَا أَبُو حَصِينٍ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا
عِنْدَ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ فَأُتِيَ بِرُؤُوسِ الْخَوَارِجِ
كُلَّمَا جَاءَ رَأْسٌ قُلْتُ : إِلَى النَّارِ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ
بْنُ يَزِيدَ الأَنْصَارِيُّ : أَوَلاَ تَعْلَمُ يَا ابْنَ أَخِي أَنِّي
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ :
إِنَّ عَذَابَ هَذِهِ الْأُمَّةِ جُعِلَ فِي دُنْيَاهَا .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلاَ أَعْلَمُ لَهُ عِلَّةً وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ وَلَهُ شَاهِدٌ صَحِيحٌ.
157-
حَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ ،
وَالْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
سُوَيْدٍ النَّخَعِيِّ ، وَكَانَ ثِقَةً ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ
النَّخَعِيِّ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ
يَزِيدَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : عَذَابُ أُمَّتِي فِي دُنْيَاهَا.
158-
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ ،
بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا أَبُو قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيُّ ، حَدَّثَنَا
أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ ، عَنْ
أَبِي بَلْجٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى ، عَنْ أَبِيهِ ،
قَالَ : ذُكِرَ الطَّاعُونُ عِنْدَ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ ، فَقَالَ
أَبُو مُوسَى : سَأَلْنَا عَنْهُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : إِخْوَانِكُمْ - أَوْ قَالَ : أَعْدَاؤُكُمْ - مِنَ
الْجِنِّ وَهُوَلَكُمْ شَهَادَةٌ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ . وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ .
159-
أَخْبَرَنِيهِ أَبُو الطَّاهِرِ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدِّهْقَانُ
، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ رَجَاءِ بْنِ السِّنْدِيِّ ، حَدَّثَنَا
عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي
عَتَّابٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو
عَوَانَةَ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ
اللهِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
نَحْوَهُ.
160- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ ، بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ إِسْحَاقَ الزُّهْرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ
الطَّنَافِسِيُّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ ، وَحدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ
إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ، أَنْبَأَ أَبُو الْمُثَنَّى , ومُحَمَّدُ بْنُ
أَيُّوبَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ
عُبَيْدِ اللهِ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ
أَبِي مُوسَى ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدِ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ .
هَذَا
حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
لِوَهْمٍ وَقَعَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ لِسُوءِ
حِفْظِهِ فِيهِ.
161- أَخْبَرْنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ
الْقَطِيعِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ،
حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : سَمِعْتُ
عَبْدَ اللهِ بْنَ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : مَنْ لَعِبَ بِالْكِعَابِ - أَوْ قَالَ
بِالْكَعِبَاتِ - فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ .
وَهَذَا مِمَّا
لاَ يُوهِنُ حَدِيثَ نَافِعٍ وَلاَ يُعَلِّلُهُ فَقَدْ تَابَعَ يَزِيدُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ نَافِعًا عَلَى رِوَايَةِ سَعِيدِ بْنِ
أَبِي هِنْدٍ.
162- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَ
إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ،
أَنْبَأَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذُكِرَ عِنْدَهُ النَّرْدُ
عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ مَنْ ضَرَبَ
بِكِعَابِهَا يَلْعَبُ بِهَا.
163- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
إِسْحَاقَ ، وَعَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ
مُوسَى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلاَءِ الْعَطَّارُ ،
بِمَكَّةَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ السَّكْسَكِيِّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ خِيَارَ عِبَادِ
اللهِ الَّذِينَ يُرَاعُونَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ
وَالأَظِلَّةَ لِذِكْرِ اللهِ .
قَالَ بِشْرُ بْنُ مُوسَى : وَلَمْ
يَكُنْ هَذَا الْحَدِيثُ عِنْدَ الْحُمَيْدِيِّ فِي مُسْنَدِهِ . هَذَا
إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ الْعَطَّارُ ثِقَةٌ وَقَدِ
احْتَجَّ مُسْلِمٌ وَالْبُخَارِيُّ بِإِبْرَاهِيمَ السَّكْسَكِيِّ وَإِذَا
صَحَّ مِثْلُ هَذِهِ الاِسْتِقَامَةِ لَمْ يَضُرَّهُ تَوْهِينُ مَنْ
أَفْسَدَ إِسْنَادَهُ.
164- أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ
السَّيَّارِيُّ ، بِمَرْوَ ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْمُوَجَّهِ ، أَنْبَأَ
عَبْدَانُ ، أَنْبَأَ عَبْدُ اللهِ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
السَّكْسَكِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَصْحَابُنَا ، عَنْ أَبِي
الدَّرْدَاءِ ، أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ أَحَبَّ عِبَادِ اللهِ إِلَى اللهِ
الَّذِينَ يُحَبِّبُونَ اللَّهَ إِلَى النَّاسِ وَالَّذِينَ يُرَاعُونَ
الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ .
هَذَا لاَ يُفْسِدُ الأَوَّلَ وَلاَ
يُعَلِّلُهُ فَإِنَّ ابْنَ عُيَيْنَةَ حَافِظٌ ثِقَةٌ ، وَكَذَلِكَ ابْنُ
الْمُبَارَكِ إِلاَّ أَنَّهُ أَتَى بِأَسَانِيدَ أُخَرَ كَمَعْنَى
الْحَدِيثِ الأَوَّلِ.
165- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ
بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ ،
وَأَخْبَرَنَا أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ ، وَأَبُو الْحَسَنِ
الْعَنْبَرِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ
الدَّارِمِيُّ ، وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الصَّبَّاحِ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ ،
عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ،
قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
فَقَالَ : أَوْصِنِي ، قَالَ : تَعْبُدُ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُ بِهِ
شَيْئًا ، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ ، وَتَصُومُ شَهْرَ
رَمَضَانَ ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ وَتَعْتَمِرُ ، وَتَسْمَعُ وَتُطِيعُ .
هَذَا
حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، فَإِنَّ رُوَاتَهُ عَنْ
آخِرِهِمْ ثِقَاتٌ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ تَوَقِّيًا لِمَا.
166- سَمِعْتُ
عَلِيَّ بْنَ عِيسَى ، يَقُولُ : سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ مُحَمَّدِ
بْنِ زِيَادٍ ، يَقُولُ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِيهِ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ
الْعُمَرِيُّ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ :
جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى عُمَرَ فَسَأَلَهُ عَنِ الدِّينِ ، فَقَالَ : يَا
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، عَلِّمْنِي الدِّينَ ، قَالَ : تَشْهَدُ أَنْ
لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ ، وَتُقِيمُ
الصَّلاَةَ ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ ، وَتَحُجُّ
الْبَيْتَ ، وَعَلَيْكَ بِالْعَلاَنِيَةِ وَإِيَّاكَ وَالسِّرَ ،
وَإِيَّاكَ وَكُلَّ شَيْءٍ تَسْتَحْيِ مِنْهُ ، قَالَ : فَإِذَا لَقِيتَ
اللَّهَ قُلْتَ : أَمَرَنِي بِهَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فَقَالَ :
يَا عَبْدَ اللهِ خُذْ بِهَذَا فَإِذَا لَقِيتَ اللَّهَ تَعَالَى فَقُلْ
مَا بَدَا لَكَ.
قَالَ الْقَبَّانِيُّ : قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ
يَحْيَى : أَيُّهُمَا الْمَحْفُوظُ ، حَدِيثُ يُونُسَ ، عَنِ الْحَسَنِ ،
عَنْ عُمَرَ ، أَوْ نَافِعٍ ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ ؟ فَقَالَ : مُحَمَّدُ
بْنُ يَحْيَى حَدِيثُ الْحَسَنِ أَشْبَهُ .
قَالَ الْحَاكِمُ : فَرَضِيَ
اللَّهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى تَوَرَّعَ عَنِ الْجَوَابِ حَذَرًا
لِمُخَالَفَةِ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : دَعْ مَا
يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ وَلَوْ تَأَمَّلَ الْحَدِيثَيْنِ
لَظَهَرَ لَهُ أَنَّ الأَلْفَاظَ مُخْتَلِفَةٌ ، وَهُمَا حَدِيثَانِ
مُسْنَدَانِ وَحِكَايَةٌ ، وَلاَ يُحْفَظُ لِعُبَيْدِ اللهِ ، عَنْ يُونُسَ
بْنِ عُبَيْدٍ غَيْرُ حَدِيثِ الإِمَارَةِ ، وَقَدْ تَفَرَّدَ بِهِ
الدَّرَاوَرْدِيُّ ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ
ثِقَةٌ مَأْمُونٌ ، وَقَدْ رَوَاهُ عَنْهُ غَيْرُ مُحَمَّدِ بْنِ
الصَّبَّاحِ عَلَى أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الصَّبَّاحِ أَيْضًا ثِقَةٌ
مَأْمُونٌ.
167- أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ
بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ ، بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
حَازِمٍ بْنِ أَبِي غَرْزَةَ الْغِفَارِيِّ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ
بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ ، عَنْ
سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ : لاَ
وَأَبِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ
تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ ، مَنْ حَلَفَ بِشَيْءٍ دُونَ اللهِ فَقَدْ
أَشْرَكَ.
168- أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ
الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ
سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِيهِ ، وَالأَعْمَشِ ، وَمَنْصُورٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ
عُبَيْدَةَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : كَانَ عُمَرُ يَحْلِفُ وَأَبِي
فَنَهَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : مَنْ
حَلَفَ بِشَيْءٍ مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ أَشْرَكَ وَقَالَ الْآخَرُ :
فَهُوَ شِرْكٌ.
169- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
مُوسَى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ ، أَنْبَأَ يَحْيَى بْنُ
الْمُغِيرَةِ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ،
عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ
فَقَدْ كَفَرَ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ ، وَإِنَّمَا أَوْدَعْتُهُ كِتَابَ
الإِيمَانِ لِلَفْظِ الشِّرْكِ فِيهِ.
وَفِي حَدِيثِ مُصْعَبِ بْنِ الْمِقْدَامِ ، عَنْ إِسْرَائِيلَ فَقَدْ كَفَرَ.
فَأَمَّا
الشَّيْخَانِ فَإِنَّمَا أَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ سَالِمٍ وَنَافِعٍ
وَعَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ أَبِي عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ لِعُمَرَ : إِنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ
أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ فَقَطْ ، وَهَذَا غَيْرُ ذَاكَ.
170-
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ
الْعَنَزِيُّ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ،
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْمِصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو
غَسَّانَ ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ
الْبَاهِلِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : الْعِيُّ وَالْحَيَاءُ : شُعْبَتَانِ مِنَ الإِيمَانِ ،
وَالْبَذَاءُ وَالْجَفَاءُ : شُعْبَتَانِ مِنَ النِّفَاقِ .
وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ وَلَهُ شَاهِدٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا.
171-
حَدَّثَنَاهُ أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ
الْفَقِيهُ بِالطَّابِرَانِ ، وَأَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ
الْفَقِيهُ ، بِبُخَارَى ، قَالاَ : حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ حَبِيبٍ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ
الْوَاسِطِيُّ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ ،
عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ ،
وَالإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ ، وَالْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ ،
وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ .
وَلَهُ شَاهِدٌثَانٍ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.
172-
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ ، حَدَّثَنَا
عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ ،
وَالإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ ، وَالْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ ،
وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ.
173- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ ، حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، وَأَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
الشَّيْبَانِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ
، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، عَنْ
أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مِنِ أَكْمَلِ
الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا وَأَلْطَفُهُمْ بِأَهْلِهِ .
رُوَاةُ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ آخِرِهِمْ ثِقَاتٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ.
174-
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا
هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ
كُهَيْلٍ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَتْ قُرَيْشٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : ادْعُ رَبَّكَ أَنْ يَجْعَلَ لَنَا الصَّفَا ذَهَبًا
وَنُؤْمِنُ بِكَ ، قَالَ : أَتَفْعَلُونَ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، فَدَعَا ،
فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ
السَّلاَمَ وَيَقُولُ : إِنْ شِئْتَ أَصْبَحَ الصَّفَا ذَهَبًا فَمَنْ
كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ عَذَّبْتُهُ عَذَابًا لاَ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ
الْعَالَمِينَ ، وَإِنْ شِئْتَ فَتَحْتُ لَهُمْ أَبْوَابَ التَّوْبَةِ
وَالرَّحْمَةِ ، قَالَ : بَلْ بَابُ التَّوْبَةِ وَالرَّحْمَةِ.
175-
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى
الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ،
قَالاَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، فَذَكَرَهُ
بِإِسْنَادِهِ وَنَحْوِهِ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مَحْفُوظٌ مِنْ
حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ وَعِمْرَانَ بْنِ
الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ تَابِعِيٌّ كَبِيرٌ مُحْتَجٌّ بِهِ ، وَإِنَّمَا
أَهْمَلاَ هَذَا الْحَدِيثَ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - لِخِلاَفٍ وَقَعَ مِنْ
يَحْيَى بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ فِي إِسْنَادِهِ وَيَحْيَى كَثِيرُ
الْوَهْمِ عَلَى أَبِيهِ.
176- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرَوَيْهِ الصَّفَّارُ ، بِبَغْدَادَ ،
وَثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا الأَحْوَصُ
بْنُ جَوَّابٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْجَعْدِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ
قُرَيْشًا قَالَتْ : يَا مُحَمَّدُ ادْعُ رَبَّكَ أَنْ يَجْعَلَ الصَّفَا
ذَهَبًا وَنُؤْمِنُ لَكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : أَتَفْعَلُونُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، فَأَتَى جِبْرِيلُ ،
فَقَالَ : اسْتَوْثِقْ ، ثُمَّ أُتِيَ جِبْرِيلُ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ
إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْطَاكَ مَا سَأَلْتَ إِنْ شِئْتَ أَصْبَحَ لَكَ
الصَّفَا ذَهَبًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ عَذَّبْتُهُ عَذَابًا لاَ
أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ، وَإِنْ شِئْتَ فَتَحْتُ لَهُمْ
بَابَ التَّوْبَةِ وَالإِنَابَةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بَابُ التَّوْبَةِ وَالرَّحْمَةِ أَحَبُّ إِلَيَّ .
هَذَا
الْوَهْمُ لاَ يُوهِنُ حَدِيثَ الثَّوْرِيِّ ، فَإِنِّي لاَ أَعْرِفُ
عِمْرَانَ بْنَ الْجَعْدِ فِي التَّابِعِينَ ، وَإِنَّمَا رَوَى
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ،
فَأَمَّا عِمْرَانُ بْنُ الْجَعْدِ ، فَإِنَّهُ مِنْ أَتْبَاعِ
التَّابِعِينَ.
177- أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ
السِّجْزِيُّ ، بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
زَيْدٍ الْمَكِّيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عُمَرَ ، وَمَوْلَى الْمُطَّلِبِ ، عَنْ أَبِي
مُوسَى ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَكَرِهَهَا حِينَ يَعْمَلُ وَعَمِلَ حَسَنَةً
فَسُرَّ بِهَا فَهُوَ مُؤْمِنٌ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ
الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ ، وَقَدْ ذَكَرْتُ
فِيمَا تَقَدَّمَ مِنْ خِطْبَةِ عُمَرَ بِالْجَابِيَةِ وَأَنَّهُمَا لَمْ
يُخَرِّجَاهُ وَهَذَا بِغَيْرِ ذَلِكَ اللَّفْظِ أَيْضًا.
178-
حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ ،
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَلاَمٍ ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ،
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ
الْمَحْبُوبِيُّ ، بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ
حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ ، عَنْ
أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : يَا أَبَا ذَرٍّ ، اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُ كُنْتَ ، وَأَتْبِعِ
السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا ، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
179-
حَدَّثَنَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الشَّعْرَانِيُّ
، حَدَّثَنَا جَدِّي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنِي
حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ التُّجِيبِيُّ ، أَنَّ أَبَا السِّمْطِ سَعِيدَ
بْنَ أَبِي سَعِيدٍ الْمَهْرِيَّ ، حَدَّثَهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ ، أَرَادَ سَفَرًا ،
فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ أَوْصِنِي ، قَالَ : اعْبُدِ اللَّهَ وَلاَ
تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ زِدْنِي ، قَالَ : إِذَا
أَسَأْتَ فَأَحْسِنْ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ زِدْنِي ، قَالَ :
اسْتَقِمْ وَلْتُحَسِّنْ خُلُقَكَ .
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ مِنْ رِوَايَةِ الْبَصْرِيِّينَ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
180-
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ،
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ
عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ
الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ} قَالَ : هُوَأَنْ يَأْتِيَ الرَّجُلُ
الْفَاحِشَةَ ثُمَّ يَتُوبُ مِنْهَا ، قَالَ : وَقَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُمَّ إِنْ تَغْفِرْ تَغْفِرْ
جَمَّا وَأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لاَ أَلَمَّا ؟ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ
عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، وَإِنَّمَا خَرَّجَا
حَدِيثَ عَبْدِ اللهِ بْنِ طَاوُسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ
أَنَّهُ قَالَ : لَمْ أَرَ شَيْئًا أَقْرَبَ بِاللَّمَمِ مِنَ الَّذِي
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظُّهُ مِنَ الزِّنَا ،
الْحَدِيثَ .
وَالَّذِي عِنْدِي أَنَّهُمَا تَرَكَا حَدِيثَ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ لِلْحَدِيثِ الَّذِي.
181-
حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ ،
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ،
أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ،
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ ، فِي هَذِهِ الْآيَةِ {إِلاَّ اللِّمَمَ} قَالَ : الَّذِي
يُلِمُّ بِالذَّنْبِ ثُمَّ يَدَعُهُ ، أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ الشَّاعِرِ :
إِنْ تَغْفِرِ اللَّهُمَّ تَغْفِرْ جَمَّا..... وَأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لاَ أَلَمَّا .
وَهَذَا
التَّوْقِيفُ لاَ يُوهِنُ السَّنَدَ الأَوَّلَ ، فَإِنَّ زَكَرِيَّا بْنَ
إِسْحَاقَ حَافِظٌ ثِقَةٌ ، وَقَدْ حَدَّثَ بِهِ رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ،
عَنْ زَكَرِيَّا ، وَقَدْ ذَكَرْتُ فِي شَرَائِطِ هَذَا الْكِتَابِ
إِخْرَاجُ التَّفَاسِيرِ عَنْ الصَّحَابَةِ.
182- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ
بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ ،
حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ
عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُ
الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ أَبَى قَالُوا : وَمَنْ يَأْبَى يَا رَسُولَ اللهِ ؟
قَالَ : مَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَلَهُ إِسْنَادٌ آخَرُ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى شَرْطِهِمَا.
183-
أَخْبَرْنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ صَالِحِ بْنِ
كَيْسَانَ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَتَدْخُلُنَّ
الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ أَبَى وَشَرَدَ عَلَى اللهِ كَشِرَادِ الْبَعِيرِ .
وَلَهُ شَاهِدٌ أَيْضًا ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ
184-
أَخْبَرْنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ،
حَدَّثَنِي اللَّيْثُ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلاَلٍ ، عَنْ أَبِي
خَالِدٍ ، قَالَ : مَرَّ أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ عَلَى خَالِدِ بْنِ
يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَسَأَلَهُ عَنْ أَلْيَنِ كَلِمَةٍ سَمِعَهَا
مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ :
كُلُّكُمْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ شَرَدَ عَلَى اللهِ شِرَادَ
الْبَعِيرِ عَلَى أَهْلِهِ.
185- حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ
الْفَضْلِ الْبَجَلِيُّ ، حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ ، حَدَّثَنَا
عَوْفٌ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ ، وَخِلاَسٌ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
إِنَّ لِلَّهِ مِائَةَ رَحْمَةٍ قَسَمَ مِنْهَا رَحْمَةً بَيْنَ أَهْلِ
الدُّنْيَا فَوَسِعَتْهُمْ إِلَى آجَالِهِمْ ، وَأَخَّرَ تِسْعَةً
وَتِسْعِينَ لاِوْلِيَائِهِ ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَابِضٌ
تِلْكَ الرَّحْمَةَ الَّتِي قَسَمَهَا بَيْنَ أَهْلِ الدُّنْيَا إِلَى
تِسْعٍ وَتِسْعِينَ فَكَمَّلَهَا مِائَةَ رَحْمَةٍ لاِوْلِيَائِهِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ ، إِنَّمَا اتَّفَقَا فِيهِ عَلَى
حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ،
عَنْ سَلْمَانَ مُخْتَصَرًا ، ثُمَّ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ ، مِنْ حَدِيثِ
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي
رَبَاحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَكْمَلَ مِنَ الْحَدِيثَيْنِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ عَلَى نَسَقِ حَدِيثِ عَوْفٍ.
186-
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي ،
بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي زَيْنَبَ ، قَالَ
: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ ، يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِائَةَ
رَحْمَةٍ كُلُّ رَحْمَةٍ طِبَاقُهَا طِبَاقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ،
فَقَسَمَ رَحْمَةً بَيْنَ جَمِيعِ الْخَلاَئِقِ وَأَخَّرَ تِسْعَةً
وَتِسْعِينَ رَحْمَةً لِنَفْسِهِ ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ
رَدَّ هَذِهِ الرَّحْمَةَ فَصَارَ مِائَةَ رَحْمَةٍ يَرْحَمُ بِهَا
عِبَادَهُ .
وَلَهُ شَاهِدٌ آخَرُ مُفَسَّرٌ ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
187-
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا
الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ
بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنِي الْجُرَيْرِيُّ ،
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجِسْرِيِّ ، حَدَّثَنَا جُنْدُبٌ قَالَ : جَاءَ
أَعْرَابِيٌّ فَأَنَاخَ رَاحِلَتَهُ ، ثُمَّ عَقَلَهَا ، فَصَلَّى خَلْفَ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا سَلَّمَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى رَاحِلَتَهُ
فَأَطْلَقَ عِقَالَهَا ، ثُمَّ رَكِبَهَا ، ثُمَّ نَادَى : اللَّهُمَّ
ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا وَلاَ تُشْرِكْ فِي رَحْمَتِنَا أَحَدًا . فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا تَقُولُونَ أَهُوَ
أَضَلُّ أَمْ بَعِيرُهُ ؟ أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ ؟ قَالُوا : بَلَى .
فَقَالَ : لَقَدْ حَظَّرَ رَحْمَةً وَاسِعَةً ، إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ
مِائَةَ رَحْمَةٍ ، فَأَنْزَلَ رَحْمَةً تَعَاطَفَ بِهَا الْخَلاَئِقُ
جِنُّهَا وَإِنْسُهَا وَبَهَائِمُهَا ، وَعِنْدَهُ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ ،
تَقُولُونَ أَهُوَ أَضَلُّ أَمْ بَعِيرُهُ ؟.
188- أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، وَعَطَاءِ
بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
رَفَعَهُ أَحَدُهُمَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِنَّ جَبْرَائِيلَ كَانَ يَدُسُّ فِي فَمِ فِرْعَونَ الطِّينَ مَخَافَةَ
أَنْ يَقُولَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ.
189- حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الْحَافِظُ ، أَنْبَأَ عَبْدَانُ الأَهْوَازِيُّ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ ، حَدَّثَنَا
شُعْبَةَ ، أَخْبَرَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّ جَبْرَئِيلَ
جَعَلَ يَدُسُّ فِي فَمِ فِرْعَونَ الطِّينَ خَشْيَةَ أَنْ يَقُولَ : لاَ
إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ أَوْ قَالَ : خَشْيَةَ أَنْ
يَرْحَمَهُ اللَّهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ ، عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
190-
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ إِسْحَاقَ ، وَأَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ،
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ،
عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ حَمْزَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ
، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَائِشَةَ ،
قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
يَقُولُ فِي بَعْضِ صَلاَتِهِ : اللَّهُمَّ حَاسِبْنِي حِسَابًا يَسِيرًا
فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا الْحِسَابُ ، قَالَ :
يُنْظَرُ فِي كِتَابِهِ وَيُتَجَاوَزُ عَنْهُ ، إِنَّهُ مَنْ نُوقِشَ
الْحِسَابَ يَوْمَئِذٍ يَا عَائِشَةُ هَلَكَ ، وَكُلُّ مَا يُصِيبُ
الْمُؤْمِنَ يُلْقِي اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى الشَّوْكَةَ تَشُوكُهُ .
هَذَا
حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا
اللَّفْظِ ، إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى حَدِيثِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ،
عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
قَالَ : مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ عُذِّبَ .
191- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ
بْنُ حَلِيمٍ الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُوَجَّهِ ،
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ ، أَنْبَأَ أَبُو بَكْرِ
بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيُّ ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ ، عَنْ
شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا
بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا ،
وَتَمَنَّى عَلَى اللهِ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
192-
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي ،
بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، حَدَّثَنَا
رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عُثْمَانَ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ،
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
الْمُؤْمِنُ مُكَفَّرٌ .
قَدِ اتَّفَقَا عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
حُمَيْدٍ وَهَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ صَحِيحٌ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ لِجَهَالَةِ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الزُّهْرِيِّ هَذَا.
193-
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ الْآدَمِيُّ ،
بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا أَبُو قِلاَبَةَ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ
نُصَيْرٍ ، حَدَّثَنَا شَدَّادُ بْنُ سَعِيدٍ ، وَأَخْبَرَنِي أَبُو
بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ ،
حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ ، حَدَّثَنَا شَدَّادُ بْنُ سَعِيدٍ
أَبُو طَلْحَةَ الرَّاسِبِيُّ ، عَنْ غَيْلاَنَ بْنِ جَرِيرٍ ، عَنْ أَبِي
بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تُحْشَرُ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَلَى ثَلاَثَةِ
أَصْنَافٍ : صِنْفٌ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ، وَصِنْفٌ
يُحَاسَبُونَ حِسَابًا يَسِيرًا ثُمَّ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ، وَصِنْفٌ
يَجِيئُونَ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَمْثَالُ الْجِبَالِ الرَّاسِيَاتِ ذُنُوبًا
، فَيَسْأَلُ اللَّهُ عَنْهُمْ وَهُوَأَعْلَمُ بِهِمْ فَيَقُولُ : مَا
هَؤُلاَءِ ؟ فَيَقُولُونَ : هَؤُلاَءِ عَبِيدٌ مِنْ عِبَادَكَ فَيَقُولُ :
حُطُّوهَا عَنْهُمْ وَاجْعَلُوهَا عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى
وَأَدْخِلُوهُمْ بِرَحْمَتِي الْجَنَّةَ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ حَرَمِيِّ بْنِ عُمَارَةَ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
فَأَمَّا حَجَّاجُ بْنُ نَصْرٍ فَإِنِّي قَرَنْتُهُ إِلَى حَرَمِيٍّ لاِنِّي عَلَوْتُ فِيهِ.
194-
حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ بُنْدَارٍ الزَّاهِدُ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى
الزَّمِنُ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ ،
عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : كَانَ صَبِيٌّ عَلَى ظَهْرِ الطَّرِيقِ فَمَرَّ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ نَاسٌ فَلَمَّا
رَأَتْ أُمُّ الصَّبِيِّ الْقَوْمَ خَشِيَتْ أَنْ يُوطَأَ ابْنُهَا
فَسَمِعَتْ فَحَمَلَتْهُ فَقَالَتِ : ابْنِي ، ابْنِي ، قَالَ الْقَوْمُ
يَا رَسُولَ اللهِ : مَا كَانَتْ هَذِهِ لِيُلْقَى ابْنُهَا فِي النَّارِ ،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَلاَ اللَّهُ
يُلْقِي حَبِيبَهُ فِي النَّارِ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
195-
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ ، بِبَغْدَادَ ، قَالَ :
قُرِئَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْهَيْثَمِ الْقَاضِي وَأَنَا أَسْمَعُ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ ، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ
عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ ، أَنَّ رَجُلاً أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَحَدُنَا يُذْنِبُ ،
قَالَ : يُكْتَبُ عَلَيْهِ قَالَ : ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ مِنْهُ وَيَتُوبُ ،
قَالَ : يُغْفَرُ لَهُ وَيُتَابُ عَلَيْهِ وَلاَ يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى
تَمَلُّوا .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
196-
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، وَحَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ وَكِيعٌ ، عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى ، عَنْ مَسْرُوقٍ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : الْكَبَائِرُ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ النِّسَاءِ
إِلَى {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ} مِنْ أَوَّلِ
السُّورَةِ ثَلاَثِينَ آيَةً .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَجَبَ إِخْرَاجُهُ عَلَى مَا شَرَطْتُ فِي تَفْسِيرِ الصَّحَابَةِ.
197-
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي ، إِمْلاَءً ،
حَدَّثَنَا أَبُو قِلاَبَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا
مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ ، حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ
عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ وَكَانَتْ لَهُ
صُحْبَةٌ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
قَالَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ : أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ
الْمُصَلُّونَ مَنْ يُقِيمُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ الَّتِي كُتِبَتْ
عَلَيْهِ ، وَيَصُومُ رَمَضَانَ ، وَيَحْتَسِبُ صَوْمَهُ يَرَى أَنَّهُ
عَلَيْهِ حَقٌّ ، وَيُعْطِي زَكَاةَ مَالِهِ يَحْتَسِبُهَا ، وَيَجْتَنِبُ
الْكَبَائِرَ الَّتِي نَهَى اللَّهُ عَنْهَا ثُمَّ إِنَّ رَجُلاً سَأَلَهُ
فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا الْكَبَائِرُ ؟ فَقَالَ : هُوَ تِسْعٌ :
الشِّرْكُ بِاللَّهِ ، وَقَتْلُ نَفْسِ مُؤْمِنٍ بِغَيْرِ حَقٍّ ،
وَفِرَارٌ يَوْمَ الزَّحْفِ ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ، وَأَكْلُ
الرِّبَا ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ
الْمُسْلِمَيْنِ ، وَاسْتِحْلاَلُ الْبَيْتِ الْحَرَامِ قِبْلَتِكُمْ
أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا ، ثُمَّ قَالَ : لاَ يَمُوتُ رَجُلٌ لَمْ يَعْمَلْ
هَؤُلاَءِ الْكَبَائِرَ ، وَيُقِيمُ الصَّلاَةَ ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ
إِلاَّ كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَارٍ
أَبْوَابُهَا مَصَارِيعُ مِنْ ذَهَبٍ .
قَدِ احْتَجَّا بِرُوَاةِ هَذَا
الْحَدِيثِ غَيْرِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سِنَانٍ ، فَأَمَّا عُمَيْرُ
بْنُ قَتَادَةَ فَإِنَّهُ صَحَابِيٌّ وَابْنُهُ عُبَيْدٌ مُتَّفَقٌ عَلَى
إِخْرَاجِهِ وَالاِحْتِجَاجِ بِهِ.
198- حَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ
حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ ، حَدَّثَنَا
بِشْرُ بْنُ حُجْرٍ السَّامِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي
سَلَمَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، قَالَ : الْتَقَى عَبْدُ
اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ عَمْرٍو ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ :
أَيُّ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللهِ أَرْجَى عِنْدَكَ ؟ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ
عَمْرٍو : {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ
تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} فَقَالَ : لَكِنَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ
{رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ
بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} هَذَا لِمَا فِي الصُّدُورِ
وَيُوَسْوِسُ الشَّيْطَانُ فَرَضِيَ اللَّهُ مِنْ قَوْلِ إِبْرَاهِيمَ
بِقَوْلِهِ {أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى} .
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
199-
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا
الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ،
عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ
الْهَادِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو ، عَنِ الْمُطَّلِبِ ، عَنْ
عَائِشَةَ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَاتِ ،
قَائِمِ اللَّيْلِ صَائِمِ النَّهَارِ .
هَذَا حَدِيثٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، وَشَاهِدُهُ ، صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.
200-
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَاجِيُّ ،
أَنْبَأَ أَبُو يَعْلَى ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُسْتَمِرِّ
الْعُرُوقِيُّ ، حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ هِلاَلٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ
بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ بُدَيْلٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ
اللَّهَ لِيُبَلِّغُ الْعَبْدَ بِحُسْنِ خَلْقِهِ دَرَجَةَ الصَّوْمِ
وَالصَّلاَةِ.
201- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَصْرِيُّ ،
بِمِصْرَ ، أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ بْنِ الْقَاسِمِ الْيَمَامِيِّ
، حَدَّثَنِي أَبِي ، أَنَّ عِكْرِمَةَ بْنَ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ
الْعَاصِ الْمَخْزُومِيَّ ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ لَقِيَ عَبْدَ اللهِ بْنَ
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، فَقَالَ لَهُ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ
إِنَّا بَنُو الْمُغِيرَةِ قَوْمٌ فِينَا نَخْوَةٌ فَهَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي ذَلِكَ شَيْئًا ؟
فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : مَا مِنْ رَجُلٍ يَتَعَاظَمُ فِي نَفْسِهِ
وَيَخْتَالُ فِي مِشْيَتِهِ إِلاَّ لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ
غَضْبَانُ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
202-
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ
الْحُبَابِ ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ ؟
الْمَغْلُوبُونَ الضُّعَفَاءُ ، وَأَهْلُ النَّارِ كُلُّ جَعْظَرِيٍّ
جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
203-
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ ،
بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ ،
حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ،
عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَحْكِي عَنْ
رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَ : الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي ، فَمَنْ
نَازَعَنِي رِدَائِي قَصَمْتُهُ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ
مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ ، إِنَّمَا أَخْرَجَهُ
مُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقِ الأَغَرِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِغَيْرِ هَذَا
اللَّفْظِ.
204- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْفَقِيهُ بِالرِّيِّ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ الأَزْرَقُ ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ
، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي
الشَّعْثَاءِ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : كَانَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْكَبُ الْحِمَارَ ،
وَيَلْبَسُ الصُّوفَ ، وَيَعْتَقِلُ الشَّاةَ ، وَيَأْتِي مُرَاعَاةَ
الضَّيْفِ.
205- حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
الْحِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُعَيْمٍ
الْمَدَنِيُّ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ الْعَسْكَرِيُّ ،
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، حَدَّثَنَا
شَيْبَانُ أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ ،
عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْكَبُ الْحِمَارَ ، وَيَلْبَسُ
الصُّوفَ ، وَيَعْتَقِلُ الشَّاةَ ، وَيَأْتِي مُرَاعَاةَ الضَّيْفِ .
هَذَا
حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ،
وَإِنَّمَا ذَكَرْتُهُ فِي هَذِهِ الْمَوَاضِعِ لاِنَّ هَذِهِ الْخَلاَلَ
مِنَ الإِيمَانِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ يَنْفَرِدُ بِهِ زَبَّانُ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
206-
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا
الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ،
أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ زَبَّانَ بْنِ فَائِدٍ ، عَنْ
سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : مَنْ تَرَكَ
اللِّبَاسَ وَهُوَقَادِرٌ عَلَيْهِ تَوَاضُعًا لِلَّهِ دَعَاهُ اللَّهُ
عَلَى رُؤُوسِ الْخَلاَئِقِ ، حَتَّى يُخَيَّرَ فِي حُلَلِ الإِيمَانِ
يَلْبَسُ أَيَّهَا شَاءَ.
207- أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ
بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ
الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عَائِذٍ الطَّائِيُّ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ
مُسْلِمٍ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : خَرَجَ عُمَرُ بْنُ
الْخَطَّابِ إِلَى الشَّامِ وَمَعَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ
فَأَتَوْا عَلَى مَخَاضَةٍ وَعُمَرُ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ فَنَزَلَ عَنْهَا
وَخَلَعَ خُفَّيْهِ فَوَضَعَهُمَا عَلَى عَاتِقِهِ ، وَأَخَذَ بِزِمَامِ
نَاقَتِهِ فَخَاضَ بِهَا الْمَخَاضَةَ ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : يَا
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْتَ تَفْعَلُ هَذَا ، تَخْلَعُ خُفَّيْكَ
وَتَضَعُهُمَا عَلَى عَاتِقِكَ ، وَتَأْخُذُ بِزِمَامِ نَاقَتِكَ ،
وَتَخُوضُ بِهَا الْمَخَاضَةَ ؟ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ أَهْلَ الْبَلَدِ
اسْتَشْرَفُوكَ ، فَقَالَ عُمَرُ : أَوَّهْ لَمْ يَقُلْ ذَا غَيْرُكَ أَبَا
عُبَيْدَةَ جَعَلْتُهُ نَكَالاً لاَمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّا كُنَّا أَذَلَّ قَوْمٍ فَأَعَزَّنَا اللَّهُ
بِالإِسْلاَمِ فَمَهْمَا نَطْلُبُ الْعِزَّةَ بِغَيْرِ مَا أَعَزَّنَا
اللَّهُ بِهِ أَذَلَّنَا اللَّهُ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ
الشَّيْخَيْنِ لاِحْتِجَاجِهِمَا جَمِيعًا بأيوبَ بْنِ عَائِذٍ الطَّائِيِّ
وَسَائِرِ رُوَاتِهِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ الأَعْمَشِ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ.
208-
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عِيسَى بْنِ السَّكَنِ الْوَاسِطِيُّ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ ،
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ
مُسْلِمٍ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ
الشَّامَ لَقِيَهُ الْجُنُودُ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ وَخُفَّانِ وَعِمَامَةٌ
وَهُوَ آخِذٌ بِرَأْسِ بَعِيرِهِ يَخُوضُ الْمَاءَ ، فَقَالَ لَهُ -
يَعْنِي قَائِلٌ - يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَلْقَاكَ الْجُنُودُ
وَبَطَارِقَةُ الشَّامِ وَأَنْتَ عَلَى حَالِكَ هَذَا ؟ فَقَالَ عُمَرُ :
إِنَّا قَوْمٌ أَعَزَّنَا اللَّهُ بِالإِسْلاَمِ ، فَلَنْ نَبْتَغِيَ
الْعِزَّةَ بِغَيْرِهِ.
209- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ
الْفَقِيهُ ، أَنْبَأَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، وَيَبْلُغُ بِهِ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لَيْسَ مِنَّا
مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ فَقَدِ احْتَجَّ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ الْيَحْصِبِيِّ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
وَشَاهِدُهُ
الْحَدِيثُ الْمَعْرُوفُ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ،
وَغَيْرِهِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ .
وَفِي حَدِيثِ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَيَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ.
وَإِنَّمَا تَرَكْتُهُ لاِنَّ رَاوِيَةَ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ.
210-
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْعَقَبِيُّ ،
بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ ، حَدَّثَنَا
نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ
بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ ، بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
سَيَّارٍ ، حَدَّثَنَا وَارِثُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، أَنْبَأَ خَالِدُ بْنُ مِهْرَانَ
الْحَذَّاءُ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْبَرَكَةُ مَعَ
أَكَابِرِكُمْ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
211-
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ،
وَثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالاَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى -
يَعْنِيَانِ ابْنَ سَعِيدٍ - حَدَّثَنَا ابْنُ عَجْلاَنَ ، عَنْ سَعِيدٍ
الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي أُحَرِّجُ عَلَيْكُمْ حَقَّ
الضَّعِيفَيْنِ الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
212-
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، أَنْبَأَ
الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ الْبَيْرُوتِيُّ ، أَخْبَرَنِي
أَبِي ، قَالَ : سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ ، يَقُولُ : حَدَّثَنِي أَبُو
كَثِيرٍ الزُّبَيْدِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، وَكَانَ يُجَالِسُ أَبَا ذَرٍّ ،
قَالَ : فَجَمَعَ حَدِيثًا فَلَقِيَ أَبَا ذَرٍّ وَهُوَ عِنْدَ الْجَمْرَةِ
الْوُسْطَى وَحَوْلَهُ النَّاسُ ، قَالَ : فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ حَتَّى
مَسَّتْ رُكْبَتِي رُكْبَتَيْهِ ، فَنَسِيتُ ذَلِكَ الْحَدِيثَ وَتَفَلَّتَ
مِنِّي كُلُّ شَيْءٍ أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهُ ، فَرَفَعْتُ
رَأْسِي إِلَى السَّمَاءِ فَجَعَلْتُ أَتَذْكُرُ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا
ذَرٍّ ، دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمِلَ بِهِ الْعَبْدُ دَخَلَ
الْجَنَّةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : تُؤْمِنُ بِاللَّهِ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ مَعَ
الإِيمَانِ عَمَلاً ؟ قَالَ : يَرْضَخُ مِمَّا رَزَقَهُ اللَّهُ قُلْتُ :
يَا رَسُولَ اللهِ ، فَإِنْ كَانَ مُعْدَمًا لاَ شَيْءَ لَهُ ؟ قَالَ :
يَقُولُ مَعْرُوفًا بِلِسَانِهِ قُلْتُ : فَإِنْ كَانَ عَيِيًّا لاَ
يَبْلُغُ عَنْهُ لِسَانُهُ ؟ قَالَ : فَلْيُعِنْ مَغْلُوبًا قُلْتُ :
فَإِنْ كَانَ ضَعِيفًا لاَ قُوَّةَ لَهُ ؟ قَالَ : فَلْيَصْنَعْ لاِخْرَقَ
قُلْتُ : فَإِنْ كَانَ أَخْرَقَ ؟ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ : مَا
تُرِيدُ أَنْ تَدَعَ فِي صَاحِبِكَ خَيْرًا ؟ قَالَ : يَدَعُ النَّاسَ مِنْ
أَذَاهُ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ هَذَا لَيَسِيرٌ كُلُّهُ ،
قَالَ : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا مِنْهُنَّ خَصْلَةٌ
يَعْمَلُ بِهَا عَبْدٌ يَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللهِ إِلاَّ أَخَذَتْ
بِيَدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَمْ تُفَارِقْهُ حَتَّى تُدْخِلَهُ
االْجَنَّةَ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ فَقَدِ
احْتَجَّ فِي كِتَابِهِ بِأَبِي كَثِيرٍ الزُّبَيْدِيِّ وَاسْمُهُ يَزِيدُ
بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُذَيْنَةَ وَهُوَ تَابِعِيٌّ مَعْرُوفٌ
يُقَالُ لَهُ : أَبُو كَثِيرٍ الأَعْمَى ، وَهَذَا الْحَدِيثُ لَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
213- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ،
أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَارِثٍ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ
بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا
الأَعْمَشُ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ ،
عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ الأَعْمَشُ : وَلاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : التُّؤَدَةُ فِي
كُلِّ شَيْءٍ خَيْرٌ إِلاَّ فِي عَمَلِ الْآخِرَةِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
214-
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا
بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ الْقَاضِي ، بِمِصْرَ ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ
بْنُ عِيسَى الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ أَبِي ذُبَابٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَنَفَخَ فِيهِ الرُّوحَ
عَطَسَ ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ بِإِذْنِ اللهِ ،
فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ : رَحِمَكَ اللَّهُ رَبُّكَ يَا آدَمُ ، وَقَالَ
لَهُ : يَا آدَمُ ، اذْهَبْ إِلَى أُولَئِكَ الْمَلاَئِكَةِ إِلَى مَلاَ
مِنْهُمْ جُلُوسٍ ، فَقُلِ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ، فَذَهَبَ فَقَالُوا :
وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ ، ثُمَّ رَجَعَ
إِلَى رَبِّهِ ، فَقَالَ : هَذِهِ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ بَنِيكَ
وَبَنِيهِمْ ، فَقَالَ اللَّهُ لَهُ وَيَدَاهُ مَقْبُوضَتَانِ : اخْتَرْ
أَيَّهُمَا شِئْتَ ، فَقَالَ : اخْتَرْتُ يَمِينَ رَبِّي وَكِلْتَا يَدَيْ
رَبِّي يَمِينٌ مُبَارَكَةٌ ، ثُمَّ بَسَطَهَا ، فَإِذَا فِيهَا آدَمُ
وَذُرِّيَّتُهُ ، فَقَالَ : أَيْ رَبِّ مَا هَؤُلاَءِ ؟ قَالَ :
ذُرِّيَّتُكَ ، فَإِذَا كُلُّ إِنْسَانٍ مَكْتُوبٌ عُمْرُهُ بَيْنَ
عَيْنَيْهِ ، وَإِذَا فِيهِمْ رَجُلٌ أَضْوَؤُهُمْ - أَوْ قَالَ : مِنْ
أَضْوَئِهِمْ - لَمْ يُكْتَبْ لَهُ إِلاَّ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، قَالَ :
يَا رَبِّ زِدْ فِي عُمْرِهِ ، قَالَ : ذَاكَ الَّذِي كُتِبَ لَهُ ، قَالَ :
فَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُ لَهُ مِنْ عُمْرِي سِتِّينَ سَنَةً ، قَالَ :
أَنْتَ وَذَاكَ ، قَالَ : ثُمَّ أُسْكِنَ الْجَنَّةَ مَا شَاءَ اللَّهُ ،
ثُمَّ أُهْبِطَ مِنْهَا آدَمُ يَعُدُّ لِنَفْسِهِ ، فَأَتَاهُ مَلَكُ
الْمَوْتِ ، فَقَالَ لَهُ آدَمُ : قَدْ عَجِلْتَ قَدْ كُتِبَ لِي أَلْفُ
سَنَةٍ ، قَالَ : بَلَى ، وَلَكِنَّكَ جَعَلْتَ لاِبْنِكَ دَاوُدَ مِنْهَا
سِتِّينَ سَنَةً ، فَجَحَدَ فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ ، وَنَسِيَ فَنَسِيَتْ
ذُرِّيَّتُهُ ، فَيَوْمَئِذٍ أُمْرِنَا بِالْكِتَابِ وَالشُّهُودِ .
هَذَا
حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ فَقَدِ احْتَجَّ بِالْحَارِثِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ ، وَقَدْ رَوَاهُ عَنْهُ غَيْرُ
صَفْوَانَ ، وَإِنَّمَا خَرَّجْتُهُ مِنْ حَدِيثِ صَفْوَانَ لاِنِّي
عَلَوْتُ فِيهِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ صَحِيحٌ .
215- حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ الشَّاشِيُّ فِي آخَرِينَ ،
قَالُوا : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَرُوبَةُ ، حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ
مَالِكٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي
هِنْدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ
216- أَخْبَرَنَا أَبُو
بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ، أَنْبَأَ هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ
السَّدُوسِيُّ ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : وَأَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى ، قَالاَ : حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنِي
أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : أَتَعْجَبُونَ أَنْ يَكُونَ الْخُلَّةُ
لاِبْرَاهِيمَ ، وَالْكَلاَمُ لِمُوسَى ، وَالرُّؤْيَةُ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ صَحِيحٌ ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الرُّؤْيَةِ.
217-
أَخْبَرْنَاهُ أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْفَقِيهُ ، وَأَبُو
الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّرَغَاوَشُونِي الْبُخَارِيَّانِ ،
بِبُخَارَى ، قَالاَ : حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ
الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ ، وَحدثنا أَبُو
سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ
الدَّوْلاَبِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ، عَنْ عَاصِمٍ
، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، وَعِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
رَأَى مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ .
وَلَهُ شَاهِدٌ ثَالِثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ.
218-
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ ،
بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ
هَارُونَ ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَدْ رَأَى مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ رَبَّهُ.
219- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ ،
حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ
، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : رَآهُ مَرَّتَيْنِ.
حَدِيثُ
كَذَا قَدِ اعْتَمَدَهُ الشَّيْخَانِ فِي هَذَا الْبَابِ أَخْبَارُ
عَائِشَةَ بِنْتِ الصِّدِّيقِ ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، وَعَبْدِ اللهِ
بْنِ مَسْعُودٍ ، وَأَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَنَّ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى جَبْرِيلَ عَلَيْهِ
السَّلاَمُ . وَهَذِهِ الأَخْبَارُ الَّتِي ذَكَرْتُهَا صَحِيحَةٌ كُلُّهَا
، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
220- حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدُ
اللهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الرَّازِيُّ ، وَحدثنا أَبُو عَلِيٍّ
الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ ، إِمْلاَءً ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَيُّوبَ الْمُخَرِّمِيُّ ،
وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ ،
بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو
الْفَزَارِيُّ قَالُوا : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ وَاصِلٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
ثَابِتٍ الْبُنَانِيُّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ
الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: لِلأَنْبِيَاءِ مَنَابِرُ مِنْ ذَهَبٍ ، قَالَ : فَيَجْلِسُونَ
عَلَيْهَا وَيَبْقَى مِنْبَرِي لاَ أَجْلِسُ عَلَيْهِ - أَوْ لاَ أَقْعُدُ
عَلَيْهِ - قَائِمًا بَيْنَ يَدَيْ رَبِّي مَخَافَةَ أَنْ يَبْعَثَ بِي
إِلَى الْجَنَّةِ وَيُبْقِي أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي ، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ
أُمَّتِي أُمَّتِي ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : يَا مُحَمَّدُ مَا
تُرِيدُ أَنْ أَصْنَعَ بِأُمَّتِكَ ، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ عَجِّلْ
حِسَابَهُمْ ، فَيُدْعَى بِهِمْ فَيُحَاسَبُونَ ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَدْخُلُ
الْجَنَّةَ بِرَحْمَةِ اللهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ
بِشَفَاعَتِي ، فَمَا أَزَالُ أُشَفَّعُ حَتَّى أُعْطَى صِكَاكًا بِرِجَالٍ
قَدْ بُعِثَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ ، وَآتِي مَالِكًا خَازِنَ النَّارِ ،
فَيَقُولُ : يَا مُحَمَّدُ ، مَا تَرَكْتَ لِلنَّارِ لِغَضَبِ رَبِّكَ فِي
أُمَّتِكَ مِنْ بَقِيَّةٍ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ غَيْرَ
أَنَّ الشَّيْخَيْنِ لَمْ يَحْتَجَّا بِمُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ
الْبُنَانِيِّ ، وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ يَجْمَعُ حَدِيثَهُ ،
وَالْحَدِيثُ غَرِيبٌ فِي أَخْبَارِ الشَّفَاعَةِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
221-
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا
بَحْرُ بْنُ نَصْرِ بْنِ سَابِقٍ الْخَوْلاَنِيُّ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ
بَكْرٍ ، حَدَّثَنِي ابْنُ جَابِرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ
عَامِرٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ الأَشْجَعِيَّ ، يَقُولُ
: نَزَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مَنْزِلاً فَاسْتَيْقَظْتُ مِنَ اللَّيْلِ ، فَإِذَا لاَ أَرَى شَيْئًا
أَطْوَلَ مِنْ مُؤْخِرَةِ رَحْلِي ، قَدْ لَصَقَ كُلُّ إِنْسَانٍ
وَبَعِيرُهُ بِالأَرْضِ ، فَقُمْتُ أَتَخَلَّلُ النَّاسَ حَتَّى وَقَعْتُ
إِلَى مَضْجَعِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا
هُوَ لَيْسَ فِيهِ ، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى الْفِرَاشِ فَإِذَا هُوَ
بَارِدٌ ، فَخَرَجْتُ أَتَخَلَّلُ النَّاسَ وَأَقُولُ : {إِنَّا لِلَّهِ
وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} ذُهِبَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى خَرَجْتُ مِنَ الْعَسْكَرِ كُلِّهِ فَنَظَرْتُ
سَوَادًا فَرَمَيْتُ بِحَجَرٍ ، فَمَضَيْتُ إِلَى السَّوَادِ ، فَإِذَا
مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ، وَإِذَا بَيْنَ
أَيْدِينَا صَوْتٌ كَدَوِيِّ الرَّحَا أَوْ كَصَوْتِ الْهَضْبَاءِ حِينَ
يُصِيبُهَا الرِّيحُ ، فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ : يَا قَوْمِ اثْبُتُوا
حَتَّى تُصْبِحُوا أَوْ يَأْتِيَكُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَبِثْنَا مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ نَادَى
أَثَمَّ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَعَوْفُ
بْنُ مَالِكٍ ؟ فَقُلْنَا : نَعَمْ ، فَأَقْبَلَ إِلَيْنَا فَخَرَجْنَا
لاَ نَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ وَلاَ يُخْبِرُنَا حَتَّى قَعَدَ عَلَى
فِرَاشِهِ ، فَقَالَ : أَتَدْرُونَ مَا خَيَّرَنِي بِهِ رَبِّي اللَّيْلَةَ
؟ فَقُلْنَا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : فَإِنَّهُ
خَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يُدْخِلَ نِصْفَ أُمَّتِي الْجَنَّةَ ، وَبَيْنَ
الشَّفَاعَةِ ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ،
ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ أَهْلِهَا قَالَ : هِيَ لِكُلِّ
مُسْلِمٍ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ . فَقَدِ
احْتَجَّ بِسُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ ، وَأَمَّا سَائِرُ رُوَاتِهِ
فَمُتَّفَقٌ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
وَقَدْ رَوَاهُ سَعِيدُ
بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وَهِشَامُ بْنُ سِنْبَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ
أَبِي الْمَلِيحِ ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ .
أَمَا حَدِيثُ سَعِيدٍ
222-
فَحَدَّثَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى
بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ،
أَنْبَأَ سَعِيدٌ ، قَالَ : وَثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي
زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي
عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، أَنَّ أَبَا الْمَلِيحِ الْهُذَلِيَّ ،
حَدَّثَهُمْ أَنَّ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فَذَكَرَ
الْحَدِيثَ .
وَأَمَّا حَدِيثُ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ .
223-
فَحَدَّثَنَاهُ أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ ، وَعَلِيُّ بْنُ عِيسَى
بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ
، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ ، عَنْ
عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ .
حَدِيثُ قَتَادَةَ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَبُو قِلاَبَةَ عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ الْجَرْمِيُّ ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ .
224-
أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى
التَّمِيمِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ، حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينَ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ
خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ ،
قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
بَعْضِ مَغَازِيهِ فَانْتَهَيْنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ فَلَمْ نَرَ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَكَانَهُ ، وَإِذَا الإِبِلُ
قَدْ وَضَعَتْ جِرَانَهَا فَإِذَا أَنَا بِحِبَالٍ ، فَإِذَا مُعَاذُ بْنُ
جَبَلٍ فَتَصَدَّى لِي وَتَصَدَّيْتُ لَهُ فَقُلْتُ : أَيْنَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : وَرَائِي ، وَذَكَرَ
الْحَدِيثَ .
وَهَذَا صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي قِلاَبَةَ عَلَى
شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ . وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ ، عَنْ أَبِي
مُوسَى الأَشْعَرِيِّ ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ . بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ
عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
225- حَدَّثَنَا أَبُو
عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ ، أَنْبَأَ الْحُسَيْنُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الْقَطَّانُ الرَّقِّيُّ ، بِالرَّقَّةِ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ أَبُو بَكْرٍ
الْوَاسِطِيُّ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدٍ
الْوَاسِطِيُّ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ
أَبِي مُوسَى ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ ،
قَالَ عَوْفٌ : فَسَمِعْتُ خَلْفِي هَزِيزًا كَهَزِيزِ الرَّحَى ، فَإِذَا
أَنَا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : إِنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ فِي أَرْضِ
الْعَدُوِّ كَانَ عَلَيْهِ الْحُرَّاسُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي يُخَيِّرُنِي
بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ شَطْرُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ
فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ : يَا رَسُولَ اللهِ
، قَدْ عَرَفْتَ قِوَائِي فَاجْعَلْنِي مِنْهُمْ ، قَالَ : أَنْتَ
مِنْهُمْ ، قَالَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ : يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ عَرَفْتَ
أَنَّا تَرَكْنَا قَوْمَنَا وَأَمْوَالَنَا رَاغِبًا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ
فَاجْعَلْنَا مِنْهُمْ ، قَالَ : أَنْتَ مِنْهُمْ ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى
الْقَوْمِ وَقَدْ ثَارُوا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : اقْعُدُوا فَقَعَدُوا ، كَأَنَّهُ لَمْ يَقُمْ أَحَدٌ مِنْهُمْ
، قَالَ : أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ
شَطْرُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ فَاخْتَرْتُ
الشَّفَاعَةَ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، اجْعَلْنَا مِنْهُمْ فَقَالَ
: هِيَ لِمَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا.
226- حَدَّثَنَا
أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، أَنْبَأَ
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ
الْهَاشِمِيُّ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَبَّاسِ الشَّبَامِيُّ ، عَنْ
عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ عَلْقَمَةَ الثَّقَفِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي
عَقِيلٍ الثَّقَفِيِّ ، قَالَ : قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ ، فَعَلَقْنَا طَرِيقًا
مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ حَتَّى أَنَخْنَا بِالْبَابِ ، وَمَا فِي
النَّاسِ رَجُلٌ أَبْغَضُ إِلَيْنَا مِنْ رَجُلٍ نَلِجُ عَلَيْهِ مِنْهُ ،
فَدَخَلْنَا وَسَلَّمْنَا وَبَايَعْنَا ، فَمَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ
حَتَّى مَا فِي النَّاسِ رَجُلٌ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ رَجُلٍ خَرَجْنَا
مِنْ عِنْدِهِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَلاَ سَأَلْتَ رَبَّكَ
مُلْكًا كَمُلْكِ سُلَيْمَانَ ؟ فَضَحِكَ وَقَالَ : لَعَلَّ صَاحِبَكُمْ
عِنْدَ اللهِ أَفْضَلُ مِنْ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ، إِنَّ اللَّهَ لَمْ
يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلاَّ أَعْطَاهُ دَعْوَةً ، فَمِنْهُمْ مَنِ اتَّخَذَ
بِهَا دُنْيَا فَأُعْطِيَهَا ، وَمِنْهُمْ مَنْ دَعَا بِهَا عَلَى قَوْمِهِ
فَأُهْلِكُوا بِهَا ، وَإِنَّ اللَّهَ أَعْطَانِي دَعْوَةً
فَاخْتَبَأْتُهَا عِنْدَ رَبِّي شَفَاعَةً لاِمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
وَقَدِ
احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِعَلِيِّ بْنِ هَاشِمٍ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
أَبِي عَقِيلٍ الثَّقَفِيُّ صَحَابِيٌّ ، قَدْ تَحْتَجُّ بِهِ أَئِمَّتُنَا
فِي مَسَانِيدِهِمْ ، فَأَمَّا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَبَّاسِ
فَإِنَّهُ مَنْ يَجْمَعُ حَدِيثَهُ ، وَيُعِدُّ مَسَانِيدَهُ فِي
الْكُوفِيِّينَ.
227- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ ، وَحدثنا
أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى ، قَالُوا : حَدَّثَنَا
أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ الْبَهْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا
شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، حَدَّثَنَا أَنَسُ
بْنُ مَالِكٍ ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : أُرِيتُ مَا يَلْقَى أُمَّتِي بَعْدِي ،
وَسَفْكَ بَعْضِهِمْ دِمَاءَ بَعْضٍ ، وَسَبَقَ ذَلِكَ مِنَ اللهِ كَمَا
سَبَقَ فِي الْأُمَمِ قَبْلَهُمْ ، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يُولِيَنِي يَوْمَ
الْقِيَامَةِ شَفَاعَةً فِيهِمْ فَفَعَلَ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ
الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ،
وَالْعِلَّةُ عِنْدَهُمَا فِيهِ أَنَّ أَبَا الْيَمَانِ حَدَّثَ بِهِ
مَرَّتَيْنِ . فَقَالَ مَرَّةً : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ
أَنَسٍ . وَقَالَ مَرَّةُ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ ،
عَنْ أَنَسٍ . وَقَدْ قَدَّمْنَا الْقَوْلَ فِي مِثْلِ هَذَا أَنَّهُ لاَ
يُنْكَرُ أَنْ يَكُونَ الْحَدِيثُ عِنْدَ إِمَامٍ مِنَ الأَئِمَّةِ عَنْ
شَيْخَيْنِ فَمَرَّةً يُحَدِّثُ بِهِ عَنْ هَذَا ، وَمَرَّةً عَنْ ذَاكَ.
وَقَدْ
حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ هَانِئٍ النَّيْسَابُورِيُّ . قَالَ : قَالَ لَنَا أَبُو الْيَمَانِ :
الْحَدِيثُ حَدِيثُ الزُّهْرِيِّ وَالَّذِي حَدَّثْتُكُمْ عَنِ ابْنِ
أَبِي حُسَيْنٍ غَلِطْتُ فِيهِ بِوَرَقَةٍ قَلَبْتُهَا .
قَالَ الْحَاكِمُ : هَذَا كَالأَخْذِ بِالْيَدِ ، فَإِنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ هَانِئٍ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
228-
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ
الْحَمِيدِ الصَّنْعَانِيُّ ، بِمَكَّةَ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، وَحدثنا
عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ ،
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ ، وَأَبُو
بَكْرِ بْنُ زَنْجُوَيْهِ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَسْكَرٍ ، وَإِسْحَاقُ
بْنُ زُرَيْقٍ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، وَحدثنا
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ
السُّلَمِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ
ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قَالَ : شَفَاعَتِي لاِهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي .
هَذَا
حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا
اللَّفْظِ ، إِنَّمَا أَخْرَجَا حَدِيثَ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ بِطُولِهِ
، وَمَنْ تَوَهَّمَ أَنَّ هَذِهِ لَفْظَةً مِنَ الْحَدِيثِ فَقَدْ وَهَمَ ،
فَإِنَّ هَذِهِ الشَّفَاعَةَ فِيهَا قَمْعُ الْمُبْتَدِعَةِ
الْمُفَرِّقَةِ بَيْنَ الشَّفَاعَةِ لاِهْلِ الصَّغَائِرِ وَالْكَبَائِرِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ بِهَذَا اللَّفْظِ عَنْ قَتَادَةَ وَأَشْعَثَ بْنِ جَابِرٍ الْحُدَّانِيِّ ،أَمَا حَدِيثُ قَتَادَةَ
229-
فَحدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ
سَهْلِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمُجَوَّزُ ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ
الْفَضْلِ الأَسْفَاطِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ عُمَرَ
بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ الأَبَحُّ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الشَّفَاعَةُ لاِهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي.
وَأَمَّا حَدِيثُ أَشْعَثَ بْنِ جَابِرٍ
230-
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ، أَنْبَأَ
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ، وَأَبُو الْمُثَنَّى
الْعَنْبَرِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ،
حَدَّثَنَا بِسْطَامُ بْنُ حُرَيْثٍ ، عَنْ أَشْعَثَ الْحُدَّانِيِّ ، عَنْ
أَنَسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
شَفَاعَتِي لاِهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي .
وَلَهُ شَاهِدٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.
231-
حَدَّثَنَاهُ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى التِّنِّيسِيُّ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي
سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ
مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : شَفَاعَتِي لاِهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ
أُمَّتِي .
قَدِ احْتَجَّا جَمِيعًا بِزُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ
الْعَنْبَرِيِّ . وَقَدْ تَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْبُنَانِيُّ ،
عَنْ جَعْفَرٍ.
232- حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ
عَلِيٍّ الْحَافِظُ ، أَنْبَأَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالاَ :
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ
البُنَانِيُّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
جَابِرِ بْن عَبْدِ اللَّه ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : قَالَ : شَفَاعَتِي لاِهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي .
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَقَالَ لِي جَابِرٌ : يَا مُحَمَّدُ ، مَنْ لَمْ
يَكُنْ مِنْ أَهْلِ الْكَبَائِرِ فَمَا لَهُ وَلِلشَّفَاعَةِ ؟
233-
حَدَّثَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ إِمْلاَءً فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِينَ وَثَلاَثِ
مِائَةٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ، أَنْبَأَ
أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ
سَالِمِ بْنِ أَبِي سَالِمٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ مُعَتِّبٍ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَهُ ، يَقُولُ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاذَا رَدَّ إِلَيْكَ رَبُّكَ فِي
الشَّفَاعَةِ ؟ فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ ظَنَنْتُ
أَنَّكَ أَوَّلُ مَنْ يَسْأَلُنِي عَنْ ذَلِكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ
حِرْصِكَ عَلَى الْعِلْمِ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَمَا يُهِمُّنِي
مِنَ انْقِصَافِهِمْ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ أَهَمُّ عِنْدِي مِنْ تَمَامِ
شَفَاعَتِي ، وَشَفَاعَتِي لِمَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ
مُخْلِصًا يُصَدِّقُ قَلْبُهُ لِسَانَهُ ، وَلِسَانُهُ قَلْبَهُ .
هَذَا
حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ فَإِنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ مُعَتِّبٍ
مِصْرِيٌّ مِنَ التَّابِعِينَ ، وَقَدْ أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ حَدِيثَ
عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ
اللهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ ، الْحَدِيثَ ، بِغَيْرِ هَذَا
اللَّفْظِ ، وَالْمَعْنَى قَرِيبٌ مِنْهُ.
234- حَدَّثَنَا يَحْيَى
بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
النَّضْرِ بْنِ سَلَمَةَ الْجَارُودِيُّ ، حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ
غَيْلاَنَ ، حَدَّثَنَا الْمُؤَمَّلُ ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ
فَضَالَةَ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، عَنْ جَدِّهِ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَخْرِجُوا مِنَ
النَّارِ مَنْ قَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ
ذَرَّةٍ مِنَ الإِيمَانِ ، أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ : لاَ
إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ أَوْ ذَكَرَنِي أَوْ خَافَنِي فِي مَقَامٍ .
هَذَا
حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَا قَوْلَهُ مَنْ ذَكَرَنِي
أَوْ خَافَنِي فِي مَقَامٍ . وَقَدْ تَابَعَ أَبُو دَاوُدَ ، مُؤَمَّلاً
عَلَى رِوَايَتِهِ وَاخْتَصَرَهُ.
235- أَخْبَرْنَاهُ أَبُو مُحَمَّدٍ
يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْجَارُودِيُّ ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ،
حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي
بَكْرٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَقُولُ اللَّهُ : أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ
مَنْ ذَكَرَنِي أَوْ خَافَنِي فِي مَقَامٍ.
236- أَخْبَرَنَا أَبُو
عُمَرَ ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ ، بِبَغْدَادَ ،
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْوَاسِطِيُّ ، حَدَّثَنَا وَهْبُ
بْنُ جَرِيرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ شَقِيقٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهُ ابْنُ أَبِي الْجَذْعَاءِ (1) ،
قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
يَقُولُ : لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي
أَكْثَرُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ .
هَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي
الْجَذْعَاءِ (1) صَحَابِيٌّ مَشْهُورٌ وَمُخَرَّجٌ ذِكْرُهُ فِي
الْمَسَانِيدِ وَهُوَ مِنْ سَاكِنِي مَكَّةَ مِنَ الصَّحَابَةِ.
237-
حَدَّثَنَا بِصِحَّةِ مَا ذَكَرْتُهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ،
أَنْبَأَ أَبُو الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ
بْنُ الْمُفَضَّلِ ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ ،
قَالَ : جَلَسْتُ إِلَى قَوْمٍ أَنَا رَابِعُهُمْ فَقَالَ أَحَدُهُمْ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ :
لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ
بَنِي تَمِيمٍ قَالَ : قُلْنَا : سِوَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ :
سِوَائِي قُلْتُ : أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَلَمَّا قَامَ قُلْتُ مَنْ هَذَا ؟
قَالُوا : هَذَا ابْنُ أَبِي الْجَذْعَاءِ (1).
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ
قَدِ احْتَجَّا بِرُوَاتِهِ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ شَقِيقٍ تَابِعِيٌّ
مُحْتَجٌّ بِهِ ، وَإِنَّمَا تَرَكَاهُ لِمَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ مِنْ
تَفَرُّدِ التَّابِعِيِّ ، عَنِ الصَّحَابِيِّ.
_____حاشية_____
(1) قال ابن حَجَر : عَبد الله بن أبي الجَذعاء ، بفتح الجيم ، وسكون المُعجمة. "تقريب التهذيب1/298.
238-
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ ،
وَأَبُو عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الزَّاهِدُ ، قَالاَ :
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ،
أَنْبَأَ أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ الأَسَدِيِّ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ أُقَيْشٍ ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا مِنْ
مُسْلِمَيْنِ يَعْدِمَانِ ثَلاَثَةً لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ ، إِلاَّ
أَدْخَلَهُمَا اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمَا قَالُوا
: يَا رَسُولَ اللهِ ، وَذُو الاِثْنَيْنِ ، قَالَ : وَذُو الاِثْنَيْنِ
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ مِنْ
أُمَّتِي مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ أَكْثَرَ مِنْ مُضَرَ ،
وَإِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ سَيَعْظُمُ لِلنَّارِ حَتَّى يَكُونَ إِحْدَى
زَوَايَاهَا .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ
، وَالْحَارِثُ بْنُ أُقَيْشٍ مُخَرَّجٌ حَدِيثُهُ فِي مَسَانِيدِ
الأَئِمَّةِ ، وَهُوَ مِنَ النَّمَطِ الَّذِي قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ مِنْ
تَفَرُّدِ التَّابِعِيِّ الْوَاحِدِ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الصَّحَابَةِ .
وَهَكَذَا رَوَاهُ شُعْبَةُ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ.
239-
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ ،
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ الْمَعْمَرِيُّ ،
حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ الْوَلِيدِ الْجَارُودِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبِي
، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ أُقَيْشٍ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ
أُمَّتِي لِيَدْخُلُ الْجَنَّةَ ، فَيَشْفَعُ لاِكْثَرَ مِنْ مُضَرَ.
240-
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَيُّوبَ الطُّوسِيُّ ،
حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْحَنْظَلِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ
اللهِ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ،
عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِذَا كَانَ يَوْمُ
الْقِيَامَةِ كُنْتُ إِمَامَ النَّبِيِّينَ وَخَطِيبَهُمْ وَصَاحِبَ
شَفَاعَتِهِمْ غَيْرُ فَخْرٍ.
241- حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ
بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ ،
حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، عَنِ
الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِذَا كَانَ يَوْمُ
الْقِيَامَةِ كُنْتُ إِمَامَ النَّبِيِّينَ وَخَطِيبَهُمْ وَصَاحِبَ
شَفَاعَتِهِمْ غَيْرُ فَخْرٍ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ لِتَفَرُّدِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلِ
بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَلِمَا نُسِبَ إِلَيْهِ مِنْ سُوءِ الْحِفْظِ ،
وَهُوَ عِنْدَ الْمُتَقَدِّمِينَ مِنْ أَئِمَّتِنَا ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
242-
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ
بْنُ عَطَاءٍ ، أَنْبَأَ سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ
يَسَارٍ ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَبَانَ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ،
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : إِنِّي
لاَعْلَمُ كَلِمَةً لاَ يَقُولُهَا عَبْدٌ حَقًّا مِنْ قَلْبِهِ فَيَمُوتُ
عَلَى ذَلِكَ إِلاَّ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ
اللَّهُ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ وَلاَ بِهَذَا الإِسْنَادِ . إِنَّمَا
اتَّفَقَا عَلَى حَدِيثِ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ ، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ
مَالِكٍ ، الْحَدِيثِ الطَّوِيلِ فِي آخِرِهِ وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ
عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْحَدِيثَ .
وَقَدْ أَخْرَجَاهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ ، وَبِشْرِ بْنِ
الْمُفَضَّلِ ، وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، عَنِ الْوَلِيدِ أَبِي بِشْرٍ ،
عَنْ حُمْرَانَ ، عَنْ عُثْمَانَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ
اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ . وَلَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ عُمَرَ ، وَلَهُ
شَاهِدٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ عُثْمَانَ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
243-
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْفَقِيهُ ،
بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ
بْنُ عُمَرَ ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا عِمْرَانُ
بْنُ حُدَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُبَيْدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ
حُمْرَانَ بْنَ أَبَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ،
وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قَالَ : مَنْ عَلِمَ أَنَّ الصَّلاَةَ عَلَيْهِ حَقٌّ وَاجِبٌ
دَخَلَ الْجَنَّةَ.
244- حَدَّثَنَا مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي ،
بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ
السُّلَمِيُّ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلاَلٍ ،
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ
بِلاَلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَسَارٍ الأَعْرَجِ ، أَنَّهُ سَمِعَ
سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ثَلاَثَةٌ
لاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ : الْعَاقُّ بوَالِدَيْهِ ، وَالدَّيُّوثُ ،
وَرَجِلَةُ النِّسَاءِ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ ، وَالْقَلْبُ إِلَى رِوَايَةِ أَيُّوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ
أَمْيَلُ حَيْثُ لَمْ يَذْكُرْ فِي إِسْنَادِهِ عُمَرَ.
245-
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ التَّاجِرُ ،
بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ
السُّلَمِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنِي
مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، وَأَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ
الْقَارِئُ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا
حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى ، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي
مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ
نُفَيْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ ، صَاحِبِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً صِرَاطًا
مُسْتَقِيمًا عَلَى كَتِفَيَّ الصِّرَاطِ سُورَانِ فِيهِمَا أَبْوَابٌ
مُفَتَّحَةٌ ، وَعَلَى الأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ ، وَعَلَى الصِّرَاطِ
دَاعٍ يَدْعُو يَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اسْلُكُوا الصِّرَاطَ
جَمِيعًا وَلاَ تَعْوَجُّوا ، وَدَاعٍ يَدْعُو عَلَى الصِّرَاطِ ، فَإِذَا
أَرَادَ أَحَدُكُمْ فَتْحَ شَيْءٍ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ ، قَالَ :
وَيْلَكَ لاَ تَفْتَحْهُ فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ ،
فَالصِّرَاطُ : الإِسْلاَمُ ، وَالسُّتُورُ : حُدُودُ اللهِ ،
وَالأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ اللهِ ، وَالدَّاعِي الَّذِي عَلَى
رَأْسِ الصِّرَاطِ كِتَابُ اللهِ ، وَالدَّاعِي مِنْ فَوْقُ وَاعِظُ اللهِ
يَذْكُرِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلاَ أَعْرِفُ لَهُ عِلَّةً وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
246-
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ، وَعَلِيُّ بْنُ
حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، قَالاَ : أَنْبَأَ عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ
الْبَزَّارُ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، أَخْبَرَنِي نَافِعُ بْنُ
يَزِيدَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ ،
أَنَّ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ ،
حَدَّثَهُ ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ ، أَنَّ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّمَا
مَثَلُ الْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ حِينَ يُصِيبُهُ الرَّعْدُ وَالْحُمَّى ،
كَمَثَلِ حَدِيدَةٍ تَدْخُلُ النَّارَ فَيَذْهَبُ خَبَثُهَا وَيَبْقَى
طِيبُهَا .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
وَالَّذِي عِنْدِي أَنَّهُمَا تَرَكَاهُ لِتَفَرُّدِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ،
عَنْ أَبِيهِ بِالرِّوَايَةِ.
247- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
إِسْحَاقَ ، وَعَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ
شَرِيكٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ ،
حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الزُّبَيْرِ
الْمَكِّيَّ ، يُحَدِّثُ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ :
دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَعْضِ
أَهْلِهِ وَهُوَ وَجِعٌ بِهِ الْحُمَّى ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمُّ مِلْدَمٍ قَالَتِ امْرَأَةٌ : نَعَمْ ،
فَلَعَنَهَا اللَّهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : لاَ تَلْعَنِيهَا فَإِنَّهَا تَغْسِلُ - أَوْ تُذْهِبُ -
ذُنُوبَ بَنِي آدَمَ كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلاَ أَعْرِفُ لَهُ عِلَّةً وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
248-
حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ،
وَأَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْعَدَوِيُّ ، قَالاَ :
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ
بْنُ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنِي
إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ ، عَنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الأَخِلاَءُ ثَلاَثَةٌ : فَإِمَّا خَلِيلٌ فَيَقُولُ
لَكَ : مَا أَعْطَيْتَ ، وَمَا أَمْسَكْتَ فَلَيْسَ لَكَ فَذَلِكَ مَالُكَ
، وَإِمَّا خَلِيلٌ فَيَقُولُ : أَنَا مَعَكَ حَتَّى تَأْتِيَ بَابَ
الْمَلِكِ ، ثُمَّ أَرْجِعُ وَأَتْرُكُكَ ، فَذَلِكَ أَهْلُكَ
وَعَشِيرَتُكَ يُشَيِّعُونَكَ حَتَّى تَأْتِيَ قَبْرَكَ ، ثُمَّ
يَرْجِعُونَ فَيَتْرُكُونَكَ ، وَإِمَّا خَلِيلٌ فَيَقُولُ : أَنَا مَعَكَ
حَيْثُ دَخَلْتَ وَحَيْثُ خَرَجْتَ فَذَلِكَ عَمَلُكَ فَيَقُولُ :
وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتَ مِنْ أَهْوَنِ الثَّلاَثَةِ عَلِيَّ .
هَذَا
حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، فَقَدِ
احْتَجَّا جَمِيعًا بِالْحَجَّاجِ بْنِ الْحَجَّاجِ وَلاَ أَعْرِفُ لَهُ
عِلَّةً وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ عَلَى هَذِهِ السِّيَاقَةِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ قَدْ خَرَّجَاهُ.
249-
حَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي
طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ ،
سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : يَتْبَعُ الْمُؤْمِنَ بَعْدَ مَوْتِهِ
ثَلاَثَةٌ : أَهْلُهُ ، وَمَالُهُ ، وَعَمَلُهُ ، فَيَرْجِعُ اثْنَانِ
وَيَبْقَى وَاحِدَةٌ ، يَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ ، وَيَبْقَى عَمَلُهُ .
وَقَدْ تَابَعَ عِمْرَانُ الْقَطَّانُ الْحَجَّاجَ فَسَاقَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ .
250-
حَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
أَيُّوبَ ، أَنْبَأَ عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ ، أَنْبَأَ عِمْرَانُ
الْقَطَّانُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : مَا مِنْ عَبْدٍ إِلاَّ وَلَهُ
ثَلاَثَةُ أَخِلاَءَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ ، نَحْوَ حَدِيثِ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ.
وَلَهُ شَاهِدٌ آخَرُ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.
251-
أَخْبَرْنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ سِمَاكٍ ،
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : مَثَلُ الْمُؤْمِنِ وَمَثَلُ الأَجَلِ مَثَلُ
رَجُلٍ لَهُ ثَلاَثَةُ أَخِلاَءَ قَالَ لَهُ مَالُهُ : أَنَا مَالُكَ خُذْ
مِنِّي مَا شِئْتَ وَدَعْ مَا شِئْتَ ، وَقَالَ الْآخَرُ : أَنَا مَعَكَ
أَحْمِلُكَ وَأَضَعُكَ فَإِذَا مِتَّ تَرَكْتُكَ ، قَالَ : هَذَا
عَشِيرَتُهُ ، وَقَالَ الثَّالِثُ : أَنَا مَعَكَ أَدْخُلُ مَعَكَ
وَأَخْرُجُ مَعَكَ مِتَّ أَوْ حَيِيتَ ، قَالَ : هَذَا عَمَلُهُ.
252-
حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْحُرشِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي
الزِّنَادِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ،
قَالَ : قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ : أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَعَلَّمْتُ لَهُ كِتَابَةَ الْيَهُودِ ،
وَقَالَ : إِنِّي وَاللَّهِ مَا آمَنُ يَهُودَ عَلَى كِتَابِي
فَتَعَلَّمْتُهُ ، فَلَمْ يَمُرَّ بِي نِصْفُ شَهْرٍ حَتَّى حَذَقْتُهُ ،
قَالَ : إِنِّي كُنْتُ أَكْتُبُ لَهُ إِذَا كَتَبَ ، وَأَقْرَأُ لَهُ إِذَا
كُتِبَ إِلَيْهِ .
وَقَدِ اسْتَشْهَدَا جَمِيعًا بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ أَبِي الزِّنَادِ ، وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ وَلاَ أَعْرِفُ فِي
الرُّخْصَةِ لَتَعَلُّمِ كِتَابَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ غَيْرَ هَذَا
الْحَدِيثِ.
253- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْبَخْتَرِيِّ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ شَاكِرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ
الْمُعَلِّمُ ، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ -
وَاللَّفْظُ لَهُ - ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ
، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ حُسَيْنٍ
الْمُعَلِّمِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، قَالَ : ذُكِرَ لِي
أَنَّ أَبَا سَبْرَةَ بْنَ سَلَمَةَ الْهُذَلِيَّ ، سَمِعَ ابْنَ زِيَادٍ ،
يَسْأَلُ عَنِ الْحَوْضِ حَوْضِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : مَا أُرَاهُ حَقًّا بَعْدَمَا سَأَلَ أَبَا بَرْزَةَ
الأَسْلَمِيَّ وَالْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ وَعَائِذَ بْنَ عَمْرٍو ،
فَقَالَ : مَا أُصَدِّقُ هَؤُلاَءِ ، فَقَالَ أَبُو سَبْرَةَ : أَلاَ
أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ شِفَاءٍ ؟ بَعَثَنِي أَبُوكَ بِمَالٍ إِلَى
مُعَاوِيَةَ فَلَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو فَحَدَّثَنِي بِفِيهِ
وَكَتَبْتُهُ بِقَلَمِي مَا سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أَزِدْ حَرْفًا وَلَمْ أَنْقُصْ ، حَدَّثَنِي
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ
اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفَاحِشَ وَلاَ الْمُتَفَحِّشَ ، وَالَّذِي نَفْسُ
مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ الْفُحْشُ
وَالتَّفَحُّشُ وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ وَسُوءُ الْمُجَاوَرَةِ ،
وَيُخَوَّنُ الأَمِينُ وَيُؤْتَمَنُ الْخَائِنُ ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ
كَمَثَلِ النَّحْلَةِ أَكَلَتْ طَيِّبًا وَوَضَعَتْ طَيِّبًا وَوَقَعَتْ
طَيِّبًا ، فَلَمْ تَفْسُدْ وَلَمْ تُكْسَرْ ، وَمَثَلُ الْعَبْدِ
الْمُؤْمِنِ مَثَلُ الْقِطْعَةِ الْجَيِّدَةِ مِنَ الذَّهَبِ نُفِخَ
عَلَيْهَا فَخَرَجَتْ طَيِّبَةً وَوُزِنَتْ فَلَمْ تَنْقُصْ وَقَالَ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَوْعِدُكُمْ حَوْضِي عَرْضُهُ مِثْلُ
طُولِهِ ، وَهُوَ أَبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى مَكَّةَ ،
وَذَلِكَ مَسِيرَةُ شَهْرٍ ، فِيهِ أَمْثَالُ الْكَوَاكِبِ أَبَارِيقُ ،
مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ الْفِضَّةِ مَنْ وَرَدَهُ ، وَشَرِبَ مِنْهُ
لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ أَبَدًا . فَقَالَ ابْنُ زِيَادٍ : مَا حَدَّثَنِي
أَحَدٌ بِحَدِيثٍ مِثْلِ هَذَا ، أَشْهَدُ أَنَّ الْحَوْضَ حَقٌّ وَاجِبٌ ،
وَأَخَذَ الصَّحِيفَةَ الَّتِي جَاءَ بِهَا أَبُو سَبْرَةَ .
وَفِي حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِي سَبْرَةَ .
هَذَا
حَدِيثٌ صَحِيحٌ فَقَدِ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى الاِحْتِجَاجِ
بِجَمِيعِ رُوَاتِهِ غَيْرِ أَبِي سَبْرَةَ الْهُذَلِيِّ وَهُوَ تَابِعِيٌّ
كَبِيرٌ مُبَيَّنٌ ذِكْرُهُ فِي الْمَسَانِيدِ وَالتَّوَارِيخِ غَيْرُ
مَطْعُونٍ فِيهِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ قَتَادَةَ ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ .
254-
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَ هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِي سَبْرَةَ الْهُذَلِيِّ ،
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ
255- حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا
يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا
رَوْحُ بْنُ أَسْلَمَ ، حَدَّثَنَا شَدَّادٌ أَبُو طَلْحَةَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو الْوَازِعِ جَابِرُ بْنُ عَمْرٍو الرَّاسِبِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ
أَبَا بَرْزَةَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : حَوْضِي مِنْ أَيْلَةَ إِلَى صَنْعَاءَ
عَرْضُهُ كَطُولِهِ ، فِيهِ مِيزَابَانِ يَصُبَّانِ مِنَ الْجَنَّةِ ،
أَحَدُهُمَا وَرِقٌ وَالْآخَرُ ذَهَبٌ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَأَبْرَدُ
مِنَ الثَّلْجِ وَأَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ ، وَأَلْيَنُ مِنَ
الزُّبْدِ ، فِيهِ أَبَارِيقُ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ مَنْ شَرِبَ
مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ .
قَالَ : وَزَادَ
فِيهِ أَيُّوبُ ، عَنْ أَبِي الْوَازِعِ ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : يَنْزُو فِي
أَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ
فَقَدِ احْتَجَّ بِحَدِيثَيْنِ عَنْ أَبِي طَلْحَةَ الرَّاسِبِيِّ ، عَنْ
أَبِي الْوَازِعِ ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ وَهُوَ غَرِيبٌ صَحِيحٌ مِنْ
حَدِيثِ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ ، عَنْ أَبِي الْوَازِعِ ، وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
256- أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ،
حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ،
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا أَنْتُمْ
جُزْءٌ مِنْ مِائَةِ أَلْفٍ جُزْءٍ مِمَّنْ يَرِدُ عَلَى الْحَوْضِ
فَسَأَلُوهُ : كَمْ كُنْتُمْ ، قَالَ : ثَمَانَ مِائَةٍ أَوْ تِسْعَ
مِائَةٍ .
أَبُو حَمْزَةَ الأَنْصَارِيُّ هَذَا هُوَ طَلْحَةُ بْنُ يَزِيدَ ، وَقَدِ احْتَجَّ بِهِ الْبُخَارِيُّ.
257-
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ،
وَحدثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ ، أَنْبَأَ
إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، وَأَبُو
مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي
حَمْزَةَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مَا أَنْتُمْ بِجُزْءٍ مِنْ أَلْفِ جُزْءٍ مِمَّنْ
يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ : فَقُلْنَا لِزَيْدٍ :
كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ ، قَالَ : مَا بَيْنَ السِّتِّ مِائَةٍ إِلَى
التِّسْعِ مِائَةٍ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، وَلَكِنَّهُمَا تَرَكَاهُ لِلْخِلاَفِ الَّذِي فِي
مَتْنِهِ مِنَ الْعَدَدِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَلَهُ شَاهِدٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ فِي ذِكْرِ الْحَوْضِ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ
258-
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ
عَوْنٍ ، أَنْبَأَ أَبُو حَيَّانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ حَيَّانَ
التَّيْمِيُّ تَيْمُ الرَّبَابِ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ ، قَالَ :
شَهِدْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ وَبَعَثَ إِلَيْهِ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ
زِيَادٍ ، فَقَالَ : مَا أَحَادِيثُ بَلَغَنِي عَنْكَ تُحَدِّثُ بِهَا عَنْ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزْعُمُ أَنَّ لَهُ
حَوْضًا فِي الْجَنَّةِ ، فَقَالَ : حَدَّثَنَا ذَاكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَعَدْنَاهُ ، فَقَالَ : كَذَبْتَ ،
وَلَكِنَّكَ شَيْخٌ قَدْ خَرِفْتَ.
قَالَ : أَمَا إِنَّهُ سَمِعَتْهُ
أُذُنَايَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي
وَسَمِعْتُهُ ، يَقُولُ : مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا
فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ . وَمَا كَذَبْتُ عَلَى رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
259- حَدَّثَنِي أَبُو
مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْعَتَكِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو
سَهْلٍ حَسَنُ بْنُ سَهْلٍ اللَّبَّادُ ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ
اللهِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ،
عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ،
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : مَنْ
خَرَجَ مِنَ الْجَمَاعَةِ قِيدَ شِبْرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسْلاَمِ
مِنْ عُنُقِهِ حَتَّى يُرَاجِعَهُ قَالَ : وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ عَلَيْهِ
إِمَامُ جَمَاعَةٍ فَإِنَّ مَوْتَتَهُ مَوْتَةٌ جَاهِلِيَّةٌ وَخَطَبَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا أَيُّهَا
النَّاسُ ، إِنِّي فَرَطٌ لَكُمْ عَلَى الْحَوْضِ ، وَإِنَّ سَعَتَهُ مَا
بَيْنَ الْكُوفَةِ إِلَى الْحَجَرِ الأَسْوَدِ ، وَآنِيَتُهُ كَعَدَدِ
النُّجُومِ ، وَإِنِّي رَأَيْتُ أُنَاسًا مِنْ أُمَّتِي لَمَّا دَنَوْا
مِنِّي خَرَجَ عَلَيْهِمْ رَجُلٌ قَالَ : بِهِمْ عَنِّي ، ثُمَّ أَقْبَلَتْ
زُمْرَةٌ أُخْرَى فَفَعَلَ بِهِمْ كَذَلِكَ ، فَلَمْ يَفْلِتْ مِنْهُمْ
إِلاَّ كَمَثَلِ النَّعَمِ فَقَالَ : أَبُو بَكْرٍ لِعَلِّي مِنْهُمْ يَا
نَبِيَّ اللهِ ، قَالَ : لاَ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَخْرُجُونَ بَعْدَكُمْ
وَيَمْشُونَ الْقَهْقَرَى .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ
الشَّيْخَيْنِ وَقَدْ حَدَّثَ بِهِ الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَيْضًا ،
عَنِ اللَّيْثِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
260- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ
بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى ، وَمُحَمَّدُ بْنُ
أَيُّوبَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ
الْحَارِثِ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى
عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ وَهُمْ يَتَرَاجَعُونَ فِي ذِكْرِ الْحَوْضِ ،
قَالَ : فَقَالَ : جَاءَكُمْ أَنَسٌ ، قَالَ : يَا أَنَسُ مَا تَقُولُ فِي
الْحَوْضِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : مَا حَسِبْتُ أَنِّي أَعِيشُ حَتَّى أَرَى
مِثْلَكُمْ يَمْتَرُونَ فِي الْحَوْضِ ، لَقَدْ تَرَكْتُ بَعْدِي عَجَائِزَ
مَا تُصَلِّي وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ صَلاَةً إِلاَّ سَأَلْتَ رَبَّهَا أَنْ
يُورِدَهَا حَوْضَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَلَهُ عَنْ حُمَيْدٍ شَاهِدٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا .
261-
أَخْبَرْنَاهُ أَبُو الْعَبَّاسِ السَّيَّارِيُّ ، بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو الْمُوَجَّهِ ، حَدَّثَنَا عَبْدَانُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدٍ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسٍ ،
قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ وَهُمْ
يَتَرَاجَعُونَ فِي ذِكْرِ الْحَوْضِ ، ثُمَّ ذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ
262-
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا
الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
بَكْرٍ السَّهْمِيُّ ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ ، عَنْ
سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ خَبَّابٍ ، أَخْبَرَهُمْ ،
قَالَ : أَخْبَرَنِي خَبَّابٌ ، أَنَّهُ كَانَ قَاعِدًا عَلَى بَابِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : فَخَرَجَ وَنَحْنُ
قُعُودٌ ، فَقَالَ : اسْمَعُوا قُلْنَا : سَمِعْنَا يَا رَسُولَ اللهِ ،
قَالَ : إِنَّهُ سَيَكُونُ أُمَرَاءُ مِنْ بَعْدِي فَلاَ تُصَدِّقُوهُمْ
بِكَذِبِهِمْ وَلاَ تُعِينُوهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ ، فَإِنَّهُ مَنْ
صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَنْ يَرِدَ
عَلَيَّ الْحَوْضَ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
وَشَاهِدَهُ الْحَدِيثُ الْمَشْهُورُ عَنْ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ مَعَ الْخِلاَفِ عَلَيْهِ فِيهِ
263-
أَخْبَرْنَاهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّارُ ،
بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الْوَاسِطِيُّ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ ،
عَنْ أَبِي حَصِينٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ ،
قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ذَاتَ يَوْمٍ وَنَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ خَمْسَةٌ مِنَ الْعَرَبِ
وَأَرْبَعَةٌ مِنَ الْعَجَمِ ، فَقَالَ : أَتَسْمَعُونَ ؟ قُلْنَا :
سَمِعْنَا ، مَرَّتَيْنِ ، قَالَ : اسْمَعُوا ، إِنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدِي
أُمَرَاءُ فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ فَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ
وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ وَلَيْسَ
بِوَارِدٍ عَلَيَّ الْحَوْضَ ، وَمَنْ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهِمْ وَلَمْ
يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَهُوَ
مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَسَيَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ .
رَوَاهُ مِسْعَرُ
بْنُ كِدَامٍ ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ ، عَنْ عَاصِمٍ الْعَدَوِيِّ ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ .
أَمَا حَدِيثُ الثَّوْرِيِّ .
264-
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي ،
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ ،
قَالاَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
وَأَمَّا حَدِيثُ مِسْعَرٍ
264م-
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو مُحَمَّدٍ الإِسْفَرَايِينِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ
الْهَمْدَانِيُّ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ
الْقَنَّادُ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ ،
عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ عَاصِمٍ الْعَدَوِيِّ ، عَنْ كَعْبِ بْنِ
عُجْرَةَ ، قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ تِسْعَةٌ وَبَيْنَنَا وَسَائِدُ مِنْ أَدَمٍ
أَحْمَرَ ، فَقَالَ : إِنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ فَمَنْ
صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَيْسَ مِنِّي
وَلَسْتُ مِنْهُ وَلَنْ يَرِدَ عَلَيَّ الْحَوْضَ ، وَمَنْ لَمْ
يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَهُوَ
مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَسَيَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ .
وَقَدْ شَهِدَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا لِكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ
265-
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ لِكَعْبِ بْنِ
عُجْرَةَ : أَعَاذَكَ اللَّهُ يَا كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ مِنْ إِمَارَةِ
السُّفَهَاءِ قَالَ : وَمَا إِمَارَةُ السُّفَهَاءِ ؟ قَالَ : أُمَرَاءُ
يَكُونُونَ مِنْ بَعْدِي لاَ يَهْتَدُونَ بِهَدْيِي وَلاَ يَسْتَنُّونَ
بِسُنَّتِي ، فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى
ظُلْمِهِمْ ، فَأُولَئِكَ لَيْسُوا مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُمْ وَلاَ
يَرِدُونَ عَلَيَّ حَوْضِي ، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ
وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَأُولَئِكَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ
وَسَيَرِدُونَ عَلَيَّ حَوْضِي ، يَا كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ الصَّوْمُ
جُنَّةٌ ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ ، وَالصَّلاَةُ قُرْبَانٌ -
أَوْ قَالَ : بُرْهَانٌ -.
266- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ ،
حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ الرَّقَّامُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسٍ ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : دَخَلْتُ
الْجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِنَهْرٍ يَجْرِي حَافَّتَاهُ خِيَامُ
اللُّؤْلُؤِ ، فَضَرَبْتُ بِيَدِي إِلَى مَجْرَى الْمَاءِ ، فَإِذَا مِسْكٌ
أَذْفَرُ فَقُلْتُ لِجِبْرِيلَ : مَا هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا الْكَوْثَرُ
الَّذِي أَعْطَاكَهُ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ.
267-
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ
النُّعْمَانِ ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ
عَلِيٍّ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : الْجَنَّةُ
مِائَةُ دَرَجَةٍ بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ
وَالأَرْضِ ، وَالْفِرْدَوْسُ مِنْ أَعْلاَهَا دَرَجَةً ، وَمِنْهَا
تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ
الْفِرْدَوْسَ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
وَلَهُ شَاهِدٌ صَحِيحٌ بِمِثْلِ هَذَا الإِسْنَادِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَأَبِي سَعِيدٍ .
268-
أَخْبَرْنَاهُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ ، حَدَّثَنَا
هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي فُلَيْحُ
بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ .
وَكَذَلِكَ رُوِيَ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ
269-
حَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ
غَالِبٍ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، وَأَبُو الْوَلِيدِ
الطَّيَالِسِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ
أَسْلَمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ،
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : الْجَنَّةُ
مِائَةُ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ
وَالأَرْضِ ، وَالْفِرْدَوْسُ مِنْ أَعْلاَهَا دَرَجَةً وَمِنْهَا
تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ
الْفِرْدَوْسَ.
270- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا هَارُونُ
بْنُ سَعِيدٍ الأَيْلِيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، حَدَّثَنِي حُيَيٌّ ،
عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ فِي
الْجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا وَبَاطِنُهَا مِنْ
ظَاهِرِهَا فَقَالَ أَبُو مَالِكٍ الأَشْعَرِيُّ : لِمَنْ يَا رَسُولَ
اللهِ ؟ قَالَ : لِمَنْ أَطَابَ الْكَلاَمَ ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ ،
وَبَاتَ قَائِمًا وَالنَّاسُ نِيَامٌ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى
شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، فَقَدِ احْتَجَّا جَمِيعًا بِحُيَيٍّ وَهُوَ أَبُو
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَذْحِجِيُّ صَاحِبُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ
الْمَلِكِ ، وَيُقَالُ مَوْلاَهُ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
271-
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، فِي
قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} ، أَنَّ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : رُفِعَتْ لِي سِدْرَةٌ
مُنْتَهَاهَا فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ، نَبْقُهَا مِثْلُ قِلاَلِ
هَجَرَ ، وَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الْفِيلِ ، يَخْرُجُ مِنْ سَاقِهَا
نَهْرَانِ ظَاهِرَانِ ، وَنَهْرَانِ بَاطِنَانِ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا
جِبْرِيلُ مَا هَذَانِ ؟ قَالَ : أَمَا الْبَاطِنَانِ فَفِي الْجَنَّةِ ،
وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ .
وَلَهُ شَاهِدٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
272-
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَنَسٍ الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا
حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَسْلَمِيُّ ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ
طَهْمَانَ ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : رُفِعَتْ لِيَ السِّدْرَةُ فَإِذَا أَرْبَعَةُ
أَنْهَارٍ : نَهْرَان