كتاب : رسالة أبي داود إلى أهل مكة وغيرهم في وصف سننه
المؤلف : سليمان بن الأشعث أبو داود
رسالة أبي داود إلى أهل مكة في وصف سننه
بسم الله الرحمن الرحيم
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي
أخبرنا الشيخ أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سليمان المعروف
بابن البطي إجازة إن لم أكن سمعته منه قال أنبأنا الشيخ أبو الفضل أحمد
ابن الحسن بن خيرون المعدل قراءة عليه وأنا حاضر أسمع قيل له أقرأت على
أبي عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري الحافظ قال سمعت أبا
الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن جميع الغساني بصيدا
فأقر به قال سمعت أبا بكر محمد بن عبد العزيز بن محمد بن الفضل بن يحيى بن
القاسم ابن عون بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث ابن عبد المطلب
الهاشمي بمكة يقول
سمعت أبا داود سليمان بن الأشعت بن إسحاق بن بشير بن شداد السجستاني وسئل
عن رسالته التي كتبها إلى أهل مكة وغيرها جوابا لهم فأملى علينا
سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو وأسأله أن يصلي على
محمد عبده ورسوله صلى الله عليه و سلم كلما ذكر
أما بعد
عافانا الله وإياكم عافية لا مكروه معها ولا عقاب بعدها فإنكم سألتم أن
أذكر لكم الأحاديث التي في كتاب السنن أهي أصح ما عرفت في الباب
اختياره أحد الحديثين الصحيحين لقدم حفظ صاحبه
قلة أحاديث الأبواب
إعادة الحديث
اختصار الحديث
المرسل والاحتجاج به
فإذا لم يكن مسند غير المراسيل ولم يوجد المسند فالمرسل يحتج به
وليس هو مثل المتصل في القوة
ليس في الكتاب حديث عن متروك
يبين المنكر
موازنة بينه وبين كتب ابن المبارك ووكيع ومالك وحماد
وفي كتاب السنن من موطأ مالك بن أنس شيء صالح وكذلك من مصنفات
حماد بن سلمة وعبد الرزاق
وليس ثلث هذه الكتب فيما أحسبه في كتب جميعهم أعني مصنفات مالك بن أنس
وحماد بن سلمة وعبد الرزاق
جمعه السنن واستقصاؤه
ولا أعرف أحدا جمع على الاستقصاء غيري وكان الحسن بن علي الخلال قد جمع منه قدر تسعمائة حديث وذكر أن ابن المبارك قال السنن عن النبي صلى الله عليه و سلم نحو تسعمائة حديث فقيل له
إن أبا يوسف قال هي ألف ومائة قال ابن المبارك أبو يوسف يأخذ
بتلك الهنات من هنا وهنا نحو الأحاديث الضعيفة
يبين ما فيه وهن شديد
المسكوت عنه صالح
وهذا لو وضعه غيري لقلت أنا فيه أكثر
استقصاؤه
وهي فيه إلا أن يكون كلام استخرج من الحديث ولا يكاد يكون هذا
قيمته ومقداره
أحاديث كتابه أصول المسائل الفقهية
آراء الصحابة
جامع سفيان
أحاديث السنن مشاهير ولا يحتج بالغريب
ولو احتج رجل بحديث غريب وجدت من يطعن فيه ولا يحتج بالحديث الذي قد احتج به إذا كان الحديث غريبا شاذا
فأما الحديث المشهور المتصل الصحيح فليس يقدر أن يرده عليك أحد
وقال إبراهيم النخعي كانوا يكرهون الغريب من الحديث
وقال يزيد بن أبي حبيب إذا سمعت الحديث فأنشده كما تنشد الضالة
فإن عرف وإلا فدعه
قد يوجد المرسل والمدلس عند عدم وجود الصحاح
وأما أبو أسحاق عن الحارث عن علي فلم يسمع أبو إسحاق من الحارث
إلا أربعة أحاديث ليس فيها مسند واحد وأما ما في كتاب السنن من هذا النحو
فقليل ولعل ليس للحارث الأعور في كتاب السنن إلا حديث واحد فإنما كتبته
بأخرة
وربما كان في الحديث ما تثبت صحة الحديث منه إذا كان يخفى ذلك علي فربما
تركت الحديث إذا لم أفقهه وربما كتبته وبينته وربما لم أقف عليه وربما
أتوقف عن مثل هذه لأنه ضرر على العامة أن يكشف لهم كل ما كان من هذا الباب
فيما مضى من عيوب الحديث لأن
علم العامة يقصر عن مثل هذا
عدد أجزائها
حكم المراسيل
وما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم من المراسيل منها ما لايصح ومنها ما هو مسند عن غيره وهو متصل صحيح
عدد أحاديث كتابه
منهجه في الاختيار
طلبت اللفظة التي تكون لها معان كثيرة وممن عرفت نقل من جميع
هذه الكتب
فربما يجيء الاسناد فيعلم من حديث غيره أنه غير متصل ولا يتبينه السامع
إلا بأن يعلم الأحاديث وتكون له فيه معرفة فيقف عليه مثل ما يروى عن ابن
جريج قال أخبرت عن الزهري ويرويه
البرساني عن ابن جريج عن الزهري
فالذي يسمع يظن أنه متصل ولا يصح بتة فإنما تركناه لذلك هذا لأن أصل
الحديث غير متصل ولا يصح وهو حديث معلول ومثل هذا كثير
والذي لا يعلم يقول قد تركنا حديثا صحيحا من هذا وجاء بحديث معلول
اقتصاره على الأحكام
وإنما لم أصنف في كتاب السنن إلا الأحكام ولم أصنف كتب الزهد وفضائل الأعمال وغيرهافهذه الأربعة آلاف والثمانمائة كلها في الأحكام فأما أحاديث كثيرة في الزهد والفضائل وغيرها من غير هذا لم أخرجه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليما وحسبنا الله ونعم الوكيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق