ج 26-كتاب : السنن الكبرى أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي
11322- أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْلَى
بْنُ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الْعُصْفُرِيُّ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ : {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ
الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} , قَالَ : إِلَى مَكَّةَ.
سُورَةُ الْعَنْكَبُوتِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11323-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ ،
حَدَّثَنَا عَلِيٌّ ، عَنْ يَحْيَى ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، قَالَ : كَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ
بِالْعِبْرَانِيَّةِ ، فَيُفَسِّرُونَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ لأَهْلِ
الإِسْلاَمِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
لاَ تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ ، وَلاَ تُكَذِّبُوهُمْ ، وَلَكِنْ
قُولُوا : {آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ
إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}.
سُورَةُ الرُّومِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11324-
أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنْ يَحْيَى ، عَنْ فِطْرٍ ، قَالَ :
أَخْبَرَنِي مُسْلِمٌ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ ،
يَقُولُ : قَدْ مَضَيْنَ : الْبَطْشَةُ ، وَاللِّزَامُ ، وَالرُّومُ ،
وَالدُّخَانُ ، وَالْقَمَرُ.
11325- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ
حُرَيْثٍ ، أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ،
عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {الم غُلِبَتِ
الرُّومُ} قَالَ : غَلَبَتْ ، وَغُلِبَتْ ، كَانَ الْمُشْرِكُونَ
يُحِبُّونَ أَنْ تَظْهَرَ فَارِسُ عَلَى الرُّومِ ، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ
يُحِبُّونَ أَنْ تَظْهَرَ الرُّومُ عَلَى فَارِسَ لأَنَّهُمْ أَهْلُ
كِتَابٍ ، فَذَكَرُوا لأَبِي بَكْرٍ ، فَذَكَرَ أَبُو بَكْرٍ لِرَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَمَا إِنَّهُمْ سَيَغْلِبُونَ , فَذَكَرَهُ
أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالُوا : اجْعَلْ بَيْنَنَا
وَبَيْنَكَ أَجَلاً ، فَإِنْ ظَهَرْنَا كَانَ لَنَا كَذَا وَكَذَا ، وَإِنْ
ظَهَرْتُمْ كَانَ لَكُمْ كَذَا وَكَذَا ، فَجَعَلَ أَجْلَ خَمْسِ سِنِينَ.
سُورَةُ لُقْمَانَ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}.
11326-
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ ، أَخْبَرَنَا عِيسَى ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ،
قَالَ : لَمَّا نَزَلَتِ {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا}
إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ , شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، قَالُوا :
يَا رَسُولَ اللهِ ، وَأَيُّنَا لاَ يَظْلِمُ نَفْسَهُ ؟ قَالَ : لَيْسَ
ذَلِكَ ، إِنَّمَا هُوَ الشِّرْكُ ، أَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى مَا قَالَ
لُقْمَانُ لاِبْنِهِ {يَا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ
لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ}.
11327-
أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ
جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِذَا سَمِعْتُمْ
صِيَاحَ الدِّيَكَةِ فَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ، فَإِنَّهَا
رَأَتْ مَلَكًا ، وَإِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الْحِمَارِ فَتَعَوَّذُوا
بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ ، فَإِنَّهَا رَأَتْ شَيْطَانًا.
سُورَةُ السَّجْدَةِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11328-
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ
بْنُ الصَّبَّاحِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا الأَخْضَرُ بْنُ عَجْلاَنَ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجِ
الْمَكِّيِّ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِي قَالَ : يَا أَبَا
هُرَيْرَةَ ، إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِينَ وَمَا
بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ، ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَوْمَ
السَّابِعِ ، وَخَلَقَ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ ، وَالْجِبَالَ
يَوْمَ الأَحَدِ ، وَالشَّجَرَ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ ، وَالتِّقْنَ يَوْمَ
الثُّلاَثَاءِ ، وَالنُّورَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ ، وَالدَّوَابَّ يَوْمَ
الْخَمِيسِ ، وَآدَمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنَ
النَّهَارِ بَعْدَ الْعَصْرِ ، وَخَلَقَ أَدِيمَ الأَرْضِ أَحْمَرَهَا
وَأَسْوَدَهَا ، وَطَيِّبَهَا وَخَبِيثَهَا ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ جَعَلَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ آدَمَ الطِّيِّبَ وَالْخَبِيثَ.
11329-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، وَأَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ
يَقْرَأُ فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ الم تَنْزِيلُ ،
وَهَلْ أَتَى ، اللَّفْظُ لِعَمْرٍو.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى :
{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
{فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ}.
11330-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
ثَوْرٍ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ
مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَصْبَحْتُ قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ ،
فَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللهِ ، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي
الْجَنَّةَ ، وَيُبْعِدُنِي عَنِ النَّارِ ، قَالَ : لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ
عَظِيمٍ ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ ،
تُقِيمُ الصَّلاَةَ ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ ،
وَتَحُجُّ الْبَيْتَ , ثُمَّ قَالَ : أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ
الْخَيْرِ ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ
كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ ، وَصَلاَةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ
اللَّيْلِ , ثُمَّ تَلاَ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}
حَتَّى {يَعْمَلُونَ} ثُمَّ قَالَ : أَلاَ أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ
وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ ؟ قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ ،
قَالَ : رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ ، وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ ،
وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ , ثُمَّ قَالَ : أَلاَ أُخْبِرُكَ
بِمِلاَكِ ذَلِكَ كُلِّهِ ؟ قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ ، فَأَخَذَ
بِلِسَانِهِ فَقَالَ : كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا , قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ،
وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ قَالَ : ثَكِلَتْكَ
أُمُّكَ يَا مُعَاذُ ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى
وُجُوهِهِمْ ، أَوْ قَالَ : عَلَى مَنَاخِرِهِمْ ، إِلاَّ حَصَائِدُ
أَلْسِنَتِهِمْ ؟.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.
11331-
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
مَهْدِيٍّ ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي
الأَحْوَصِ ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ،
{وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ
الأَكْبَرِ} قَالَ : سِنُونَ أَصَابَتْهُمُ.
سُورَةُ الأَحْزَابِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
أَخْبَرَنَا
الشَّيْخُ أَبُو الْفَرَجِ سَهْلُ بْنُ بِشْرِ بْنِ أَحْمَدَ
الإِسْفِرَايِينِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُنِيرٍ ، إِجَازَةً ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَكَرِيَّا النَّيْسَابُورِيُّ
، قِرَاءَةً عَلَيْهِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب
بن علي النسائي ، قرئ عليه وأنا أسمع ، قال :
11332- أَخْبَرَنَا
قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ، عَنْ مُوسَى
بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ
كَانَ يَقُولُ : مَا كُنَّا نَدْعُو زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ إِلاَّ زَيْدَ
بْنَ مُحَمَّدٍ ، حَتَّى نَزَلَتْ فِي الْقُرْآنِ {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ
هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ} .
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} .
11333-
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ،
عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، عَنْ
سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَهُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ،
عَنْ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ ، مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَا كُنَّا نَدْعُوهُ إِلاَّ زَيْدَ بْنَ
مُحَمَّدٍ حَتَّى نَزَلَتِ {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} .
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ}.
11334-
أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدَةَ ، عَنْ هِشَامٍ ،
عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ
أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ
الْحَنَاجِرَ} قَالَتْ : ذَلِكَ يَوْمُ الْخَنْدَقِ.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يَثْرِبَ} .
11335-
أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
سَعِيدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا الْحُبَابِ سَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ يَقُولُ
: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أُمِرْتُ بِقَرْيَةٍ تَأْكُلُ الْقُرَى ،
يَقُولُونَ : يَثْرِبُ ، وَهِيَ الْمَدِينَةُ تَنْفِي النَّاسَ كَمَا
يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ.
11336- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ
بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ ،
عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ
وَحْدَهُ ، أَعَزَّ جُنْدَهُ ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ ، وَغَلَبَ الأَحْزَابَ
وَحْدَهُ ، فَلاَ شَيْءَ بَعْدَهُ.
4- قَوْلُهُ تَعَالَى : {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} .
11337-
أَخْبَرَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ أَيُّوبَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ ، عَنْ خَارِجَةَ ، أَنَّ أَبَاهُ ، قَالَ :
فَقَدْتُ آيَةً مِنْ سُورَةِ الأَحْزَابِ حِينَ نَسَخْنَا الْمُصْحَفَ ،
كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقْرَؤُهَا , فَوَجَدْتُهَا مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ {مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} ,
فَأَلْحَقْتُهَا فِي سُورَتِهَا فِي الْمُصْحَفِ.
11338- أَخْبَرَنِي
عَبْدُ اللهِ بْنُ الْهَيْثَمِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قال :
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ،
عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : غَابَ عَمِّي أَنَسُ
بْنُ النَّضْرِ ، الَّذِي سُمِّيتُ بِهِ ، وَلَمْ يَشْهَدْ مَعَ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدْرًا ، فَقَالَ : أَوَّلُ
مَشْهَدٍ شَهِدَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
غِبْتُ عَنْهُ ، أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ أَشْهَدَنِي اللَّهُ مَشْهَدًا
بَعْدَهُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لَيَرَيَنَّ مَا أَصْنَعُ ، فَهَابَ أَنْ يَقُولَ غَيْرَهَا ، فَلَمَّا
كَانَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ ، شَهِدَ أُحُدًا ، قَالَ : فَلَقِيَهُ
سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ ، فَقَالَ : مَهْيَمْ ، فَقَالَ لَهُ : يَا أَبَا
عَمْرٍو ، إِنِّي أَجِدُ رِيحَ الْجَنَّةِ دُونَ أُحُدٍ ، فَقَاتَلَ حَتَّى
قُتِلَ ، فَوُجِدَ بِهِ بِضْعَةٌ وَثَمَانُونَ مِنْ رَمْيَةٍ وَطَعْنَةٍ
وَضَرْبَةٍ ، قَالَتْ أُخْتُهُ : فَمَا عَرَفْتُ أَخِي إِلاَّ بِبَنَانِهِ ،
وَكَانَ حَسَنَ الْبَنَانِ ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : {مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} إِلَى
قَوْلِهِ : {تَبْدِيلاً} ، فَكُنَّا نَرَى أَنَّهَا نَزَلَتْ فِيهِ وَفِي
أَصْحَابِهِ.
5- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} .
11339-
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا يَزِيدُ
بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ عَمَّهُ
، غَابَ عَنْ قِتَالِ ، أَهْلِ بَدْرٍ ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ
وَانْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ , قَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ
إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاَءِ ، يَعْنِي أَصْحَابَهُ ، وَأَبْرَأُ
إِلَيْكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ هَؤُلاَءِ ، يَعْنِي الْمُشْرِكِينَ ،
فَلَقِيَهُ سَعْدٌ دُونَ أُحُدٍ ، قَالَ سَعْدٌ : فَلَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ
أَفْعَلَ فِعْلَهُ ، قَالَ : فَوُجِدَ فِيهِ ثَمَانُونَ طَعْنَةً ، مِنْ
بَيْنِ طَعْنَةٍ بِرُمْحٍ ، وَضَرْبَةٍ بِسَيْفٍ ، وَرَمْيَةٍ بِسَهْمٍ ،
قَالَ : فَكُنَّا نَقُولُ فِيهِ وَفِي أَصْحَابِهِ : {فَمِنْهُمْ مَنْ
قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} .
6- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} .
11340-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ ، حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللهِ ، عَنْ شَرِيكٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، أَنَّهَا قَالَتْ : لِلنَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا نَبِيَّ اللهِ ، مَا لِي أَسْمَعُ
الرِّجَالَ يُذْكَرُونَ فِي الْقُرْآنِ وَالنِّسَاءُ لاَ يُذْكَرْنَ ؟
فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ
وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} .
11341- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ مَعْمَرٍ ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ أَبُو هِشَامٍ
الْمَخْزُومِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا
عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَيْبَةَ ،
قَالَ : سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ : قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : مَا لَنَا لاَ نُذْكَرُ فِي الْقُرْآنِ كَمَا يُذْكَرُ
الرِّجَالُ ؟ قَالَتْ : فَلَمْ يَرُعْنِي ذَاتَ يَوْمٍ ظُهْرًا إِلاَّ
نِدَاؤُهُ عَلَى الْمِنْبَرِ ، قَالَتْ : وَأَنَا أُسَرِّحُ رَأْسِي ،
فَلَفَفْتُ شَعْرِي , ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى حُجْرَةِ بَيْتِي ، فَجَعَلْتُ
سَمْعِي عِنْدَ الْجَرِيدِ , فَإِذَا هُوَ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ : يَا
أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ : {إِنَّ
الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ {أَعَدَّ اللَّهُ
لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} .
7- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ} .
11342-
أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ ،
عَنْ شَيْبَانَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ ، عَنِ
الأَغَرِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالاَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنِ اسْتَيْقَظَ مِنَ
اللَّيْلِ وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَصَلَّيَا رَكْعَتَيْنِ جَمِيعًا ،
كُتِبَا لَيْلَتَهُمَا مِنَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا
وَالذَّاكِرَاتِ.
8- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} .
11343-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ،
عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : جَاءَ زَيْدٌ يَشْكُو امْرَأَتَهُ
إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَهُ أَنْ
يُمْسِكَهَا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ
مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} .
11344- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَهَّابِ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ
، عَنْ عَامِرٍ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، أَنَّ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : يَا أَبَا
عَائِشَةَ , ثَلاَثٌ مَنْ قَالَ بِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ فَقَدْ أَعْظَمَ
عَلَى اللهِ الْفِرْيَةَ ، قَالَ : وَكُنْتُ مُتَّكِئًا فَجَلَسْتُ ,
فَقُلْتُ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، أَنْظِرِينِي وَلاَ تَعْجَلِينِي ،
أَرَأَيْتِ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ
بِضَنِينٍ} {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} ، قَالَتْ : إِنَّمَا هُوَ
جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، رَآهُ مَرَّةً عَلَى خَلْقِهِ وَصُورَتِهِ
الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا ، وَرَآهُ مَرَّةً أُخْرَى حِينَ هَبَطَ مِنَ
السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ سَادًّا , عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ
السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، قَالَتْ : أَنَا أَوَّلُ مَنْ سَأَلَ نَبِيَّ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ , فَقَالَ :
هُوَ جِبْرِيلُ ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يَعْلَمُ مَا يَكُونُ فِي غَدٍ
فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللهِ الْفِرْيَةَ ، وَاللَّهُ يَقُولُ : {قُلْ لاَ
يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا
يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يَبْعَثُونَ} ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا
كَتَمَ شَيْئًا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى
اللهِ الْفِرْيَةَ وَاللَّهُ يَقُولُ : {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ
مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ
رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي
الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} ، قَالَتْ : لَوْ كَانَ مُحَمَّدٌ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَاتِمًا شَيْئًا مِمَّا أُنْزِلَ عَلَيْهِ
لَكَتَمَ هَذِهِ الآيَةَ {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ
عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ
اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ
وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} .
11345- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ الْمُثَنَّى ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَدِيٍّ ، وَعَبْدِ الأَعْلَى ، عَنْ
دَاوُدَ ، عَنْ عَامِرٍ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، نَحْوَهُ ,
وَقَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ عَائِشَةَ ...
فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
9- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا} .
11346-
أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ ،
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ،
قَالَ : لَمَّا انْقَضَتْ عِدَّةُ زَيْنَبَ , قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِزَيْدٍ : اذْكُرْهَا عَلَيَّ , قَالَ زَيْدٌ :
فَانْطَلَقْتُ فَقُلْتُ : يَا زَيْنَبُ أَبْشِرِي ، أَرْسَلَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُكِ ، فَقَالَتْ : مَا
أَنَا بِصَانِعَةٍ شَيْئًا حَتَّى أُؤَامِرَ رَبِّي ، فَقَامَتْ إِلَى
مَسْجِدِهَا وَنَزَلَ الْقُرْآنُ ، وَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا بِغَيْرِ إِذْنٍ.
11347-
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَخْبَرَنَا الْمُلاَئِيُّ ،
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسًا ، يَقُولُ :
كَانَتْ زَيْنَبُ تَفْخَرُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْكَحَنِي مِنَ
السَّمَاءِ ، وَفِيهَا نَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ ، خَرَجَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ قُعُودٌ ، ثُمَّ رَجَعَ وَهُمْ
قَعُودٌ فِي الْبَيْتِ ، حَتَّى رُئِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ ، فَأَنْزَلَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا
بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ
نَاظِرِينَ إِنَاهُ} .
10- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ} .
11348-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ :
أَنَا فِي الْقَوْمِ ، إِذْ قَالَتِ امْرَأَةٌ : إِنِّي قَدْ وَهَبْتُ
لَكَ نَفْسِي يَا رَسُولَ اللهِ ، فَرَّ فِيَّ رَأْيَكَ يَا رَسُولَ اللهِ ،
فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ : زَوِّجْنِيهَا ، قَالَ : اذْهَبْ فَاطْلُبْ
وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ , فَذَهَبَ وَلَمْ يَجِئْ بِشَيْءٍ وَلاَ
بِخَاتَمٍ مِنْ حَدِيدٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : مَعَكَ مِنْ سُوَرِ الْقُرْآنِ شَيْءٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ ،
قَالَ : فَزَوَّجَهُ بِمَا مَعَهُ مِنْ سُوَرِ الْقُرْآنِ.
11349-
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا مَرْحُومٌ الْعَطَّارُ ،
حَدَّثَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعْرِضُ نَفْسَهَا , فَقَالَ : لَيْسَ
لِي فِي النِّسَاءِ حَاجَةٌ , فَقَالَتِ ابْنَةٌ لأَنَسٍ : مَا كَانَ
أَصْلَبَ وَجْهَهَا ، قَالَ أَنَسٌ : كَانَتْ خَيْرًا مِنْكِ ، رَغِبَتْ
فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَضَتْ نَفْسَهَا
عَلَيْهِ.
11- قَوْلُهُ تَعَالَى : {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ} .
11350-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ ، حَدَّثَنَا
أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
عَائِشَةَ ، قَالَتْ : كُنْتُ أَغَارُ عَلَى اللاَّتِي وَهَبْنَ
أَنْفُسَهُنَّ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَأَقُولُ :
أَوَتَهَبُ الْمَرْأَةُ نَفْسَهَا ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {تُرْجِي
مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ} , قُلْتُ :
وَاللَّهِ مَا أَرَى رَبَّكَ إِلاَّ يُسَارِعُ لَكَ فِي هَوَاكَ.
12- قَوْلُهُ تَعَالَى : {لاَ يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ} .
11351-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، أَخْبَرَنَا أَبُو هِشَامٍ ،
حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ،
عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : مَا تُوُفِّيَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَحَلَّ اللَّهُ
لَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ مِنَ النِّسَاءِ مَا شَاءَ.
13- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ} .
11352-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
ثَوْرٍ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ :
لَمَّا تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ
أَهْدَتْ إِلَيْهِ أُمُّ سُلَيْمٍ حَيْسًا فِي تَوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ ،
قَالَ أَنَسٌ : قَالَ لِي : اذْهَبْ فَادْعُ مَنْ لَقِيتَ مِنَ
الْمُسْلِمِينَ , فَدَعَوْتُ لَهُ مَنْ لَقِيتُ ، فَجَعَلُوا يَدْخُلُونَ
فَيَأْكُلُونَ وَيَخْرُجُونَ ، وَوَضَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فِي الطَّعَامِ فَدَعَا فِيهِ ، وَقَالَ مَا
شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ ، وَلَمْ أَدَعْ أَحَدًا لَقِيتُهُ إِلاَّ
دَعَوْتُهُ ، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ، وَخَرَجُوا وَبَقِيَ طَائِفَةٌ
مِنْهُمْ ، فَأَطَالُوا عَلَيْهِ الْحَدِيثَ ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَحْيِي أَنْ يَقُولَ لَهُمْ شَيْئًا ،
فَخَرَجَ وَتَرَكَهُمْ فِي الْبَيْتِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ
أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} .
11353-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ نُعَيْمٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
سُوَيْدٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ ، عَنْ شَرِيكٍ ، عَنْ
بَيَانِ بْنِ بِشْرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، يَقُولُ فِي
هَذِهِ الآيَةِ : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ
النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ} قَالَ : بَنَى نَبِيُّ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَعْضِ نِسَائِهِ ، فَصَنَعُوا
طَعَامًا ، فَأَرْسَلُوا فَدَعَوت رِجَالاً فَأَكَلُوا ، ثُمَّ قَامَ
فَخَرَجَ ، فَأَتَى بَيْتَ عَائِشَةَ وَتَبِعْتُهُ ، فَدَخَلَ فَوَجَدَ فِي
بَيْتِهَا رَجُلَيْنِ ، فَلَمَّا رَآهُمَا رَجَعَ وَلَمْ يُكَلِّمْهُمَا ،
فَقَامَا فَخَرَجَا ، وَنَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ {يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ
لَكُمْ} .
11354- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، قَالَ :
حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ ، أَنَّ أَنَسًا ، قَالَ
: قَالَ عُمَرُ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، يَدْخُلُ عَلَيْكَ
الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ ، فَلَوْ حَجَبْتَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ ،
فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آيَةَ الْحِجَابِ.
11355- أَخْبَرَنِي
زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ
، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : كُنْتُ آكُلُ مَعَ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْسًا فِي قَعْبٍ ، فَمَرَّ
عُمَرُ فَدَعَاهُ فَأَكَلَ , فَأَصَابَتْ إِصْبُعُهُ إِصْبُعِي ، فَقَالَ :
حَسِّ ، لَوْ أُطَاعُ فِيَكُنَّ مَا رَأَتْكُنَّ عَيْنٌ ، فَنَزَلَ
الْحِجَابُ.
11356- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ،
قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو مِجْلَزٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : لَمَّا تَزَوَّجَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ
دَعَا الْقَوْمَ فَطَعِمُوا ، ثُمَّ جَلَسُوا يَتَحَدَّثُونَ ، قَالَ :
فَأَخَذَ كَأَنَّهُ يَتَهَيَّأُ لِلْقِيَامِ فَلَمْ يَقُومُوا ، فَلَمَّا
رَأَى ذَلِكَ قَامَ مَنْ قَامَ مِنَ الْقَوْمِ ، وَقَعَدَ ثَلاَثَةٌ ،
قَالَ : وَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ
لَيَدْخُلَ ، فَإِذَا الْقَوْمُ جُلُوسٌ ، ثُمَّ إِنَّهُمْ قَامُوا
فَانْطَلَقُوا ، فَجِئْتُ فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ قَدِ انْطَلَقُوا ، فَجَاءَ حَتَّى دَخَلَ ،
فَذَهَبْتُ أَدْخُلُ ، فَأَلْقَى الْحِجَابَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ ،
وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ
تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ
غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} إِلَى {إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللهِ
عَظِيمًا} .
14- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} .
11357-
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ
مَالِكٍ ، يَقُولُ : {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ
مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} قَالَ : نَزَلَتْ فِي زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ.
11358-
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
: مَثَلِي وَمَثَلُ الأَنْبِيَاءِ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بُنْيَانًا
فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ , إِلاَّ مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ مِنْ
زَوَايَاهُ ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ ، وَيَعْجَبُونَ لَهُ ،
وَيَقُولُونَ لَهُ : هَلاَّ وَضَعْتَ هَذِهِ اللَّبِنَةَ ، فَأَنَا
مَوْضِعُ اللَّبِنَةِ ، وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ.
15- قَوْلُهُ
تَعَالَى : {إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ} .
11359- أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ الْقَاسِمِ ، عَنْ
مَالِكٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي نُعَيْمٌ الْمُجْمِرُ ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ
عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ ، أَخْبَرَهُ ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ
الأَنْصَارِيِّ ، أَنَّهُ قَالَ : أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَجْلِسِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ، فَقَالَ لَهُ
بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ : أَمَرَنَا اللَّهُ أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْكَ ،
فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ ؟ فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تَمَنَّيْنَا أَنَّهُ لَمْ يَسْأَلْهُ ، ثُمَّ
قَالَ : قُولُوا : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ
، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ
وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ , فِي
الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، وَالسَّلاَمُ كَمَا قَدْ
عَلِمْتُمْ.
16- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى} .
11360-
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا رَوْحٌ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا عَوْفٌ ، عَنْ خِلاَسٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : كَانَ مُوسَى
حَيِيًّا سِتِّيرًا ، لاَ يُرِي مِنْ جِلْدِهِ شَيْئًا اسْتِحْيَاءً ،
فَآذَاهُ بَعْضُ بَنِي إِسْرَائِيلَ , فَقَالُوا : مَا يَسْتَتِرُ هَذَا
السِّتْرَ إِلاَّ مِنْ شَيْءٍ بِجِلْدِهِ ، إِمَّا بَرَصٌ وَإِمَّا
أُدْرَةٌ ، أَوْ آفَةٌ ، فَدَخَلَ لِيَغْتَسِلَ , وَوَضَعَ ثِيَابَهُ عَلَى
الْحَجَرِ ، فَعَدَا الْحَجَرُ بِثِيَابِهِ ، فَخَرَجَ يَشْتَدُّ فِي
أَثَرِهِ ، فَرَآهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَحْسَنَ النَّاسِ خَلْقًا ،
وَأَبْرَأَهُ مِمَّا يَقُولُونَ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ {يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى} .
11361- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا النَّضْرُ ، عَنْ عَوْفٍ ، بِهَذَا الإِسْنَادِ مِثْلَهُ.
سُورَةُ سَبَأَ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ}.
11362-
أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُمَرُ
بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي , ، قَالَ :
حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ
{وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} صَعِدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّفَا ، فَجَعَلَ يُنَادِي : يَا
بَنِي فِهْرٍ ، يَا بَنِي عَدِيٍّ ، يَا بَنِي فُلاَنٍ , لِبُطُونِ
قُرَيْشٍ ، حَتَّى اجْتَمَعُوا ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ
أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولاً يَنْظُرُ ، وَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ
وَقُرَيْشٌ قَدِ اجْتَمَعُوا ، فَقَالَ : أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ
أَنَّ خَيْلاً بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ أَكُنْتُمْ
مُصَدِّقِيَّ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلاَّ صِدْقًا
، قَالَ : فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ , قَالَ
أَبُو لَهَبٍ : تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ ، أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا ؟
فَنَزَلَتْ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ}.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ}.
11363-
أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ سُوَيْدٍ ، عَنْ زُهَيْرٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا عَاصِمٌ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي
أَبُو مُوسَى ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ ، فَأَشْرَفَ النَّاسُ عَلَى وَادٍ , فَجَهَرُوا
بِالتَّكْبِيرِ وَالتَّهْلِيلِ : اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، لاَ
إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَرَفَعَ عَاصِمٌ صَوْتَهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، ارْبَعُوا
عَلَى أَنْفُسِكُمْ ، إِنَّ الَّذِي تَدَعُونَ لَيْسَ بِأَصَمَّ ، إِنَّهُ
سَمِيعٌ قَرِيبٌ ، إِنَّهُ مَعَكُمْ , أَعَادَهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، قَالَ
أَبُو مُوسَى : فَسَمِعَنِي أَقُولُ وَأَنَا خَلْفَهُ : لاَ حَوْلَ وَلاَ
قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ ،
أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ؟ قُلْتُ : بَلَى ،
فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي ، قَالَ : لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ
بِاللَّهِ.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ}.
11364-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ وَحَوْلَ الْكَعْبَةِ سِتُّونَ وَثَلاَثُمِائَةِ
نَصُبٍ ، فَجَعَلَ يَطْعُنُهَا بِعُودٍ فِي يَدِهِ ، وَجَعَلَ يَقُولُ :
{وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ
زَهُوقًا} وَ {جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ}.
سُورَةُ فَاطِرٍ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مَعْمَرٍ وَلاَ يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ}.
11365-
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْوَزِيرِ بْنِ سُلَيْمَانَ ،
قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ وَهْبٍ ، يَقُولُ : حَدَّثَنِي يُونُسُ ، عَنِ
ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ سَرَّهُ أَنْ
يُبْسَطَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ أَوْ يُنْسَأَ فِي أَجَلِهِ فَلْيَصِلْ
رَحِمَهُ.
سُورَةُ يس.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا}.
11366-
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
نُعَيْمٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ عِنْدَ
مَغْرِبِ الشَّمْسِ , فَقَالَ : أَتَدْرُونَ أَيْنَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ ؟
قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : تَذْهَبُ حَتَّى
تَنْتَهِيَ تَحْتَ الْعَرْشِ عِنْدَ رَبِّهَا ، ثُمَّ تَسْتَأْذِنُ
فَيُؤْذَنُ لَهَا ، وَيُوشِكُ أَنْ تَسْتَأْذِنَ فَلاَ يُؤْذَنَ لَهَا ،
وَتَسْتَشْفِعُ وَتَطْلُبُ ، فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ , قِيلَ : اطْلُعِي مِنْ
مَكَانِكِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ
لَهَا}.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ}.
11367-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا شِبْلٌ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا
قَزْعَةَ ، يُحَدِّثُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ
مُعَاوِيَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنِّي حَلَفْتُ
بِعَدَدِ أَصَابِعِي أَلاَّ أَتَّبِعَكَ وَلاَ أَتَّبِعَ دِيْنَكَ ،
فَأَنْشُدُكَ اللَّهَ مَا الَّذِي بَعَثَكَ اللَّهُ بِهِ ؟ قَالَ :
الإِسْلاَمُ شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَنَّ
مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ ، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ ،
أَخَوَانِ نَصِيرَانِ ، لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْ أَحَدٍ تَوْبَةً
أَشْرَكَ بِاللَّهِ بَعْدَ إِسْلاَمِهِ , قَالَ : فَمَا حَقُّ زَوْجَةِ
أَحَدِنَا عَلَيْهِ ؟ قَالَ : تُطْعِمُهَا إِذَا طَعِمْتَ ، وَتَكْسُوَهَا
إِذَا اكْتَسَيْتَ ، وَلاَ تَضْرُبِ الْوَجْهَ وَلاَ تُقَبِّحْهُ ، وَلاَ
تَهْجُرْ إِلاَّ فِي الْبَيْتِ , وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الشَّامِ ,
فَقَالَ : هَاهُنَا إِلَى هَاهُنَا تُحْشَرُونَ ، رُكْبَانًا ، وَمُشَاةً ،
وَعَلَى وُجُوهِكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، عَلَى أَفْوَاهِكُمُ
الْفِدَامُ ، تُوفُونَ سَبْعِينَ أُمَّةً ، أَنْتُمْ آخِرُهَا
وَأَكْرَمُهُمْ عَلَى اللهِ ، وَإِنَّ أَوَّلَ مَا يُعْرِبُ عَلَى
أَحَدِكُمْ فَخِذُهُ.
سُورَةُ الصَّافَّاتِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11368-
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدٌ
يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي
الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا بِالتَّخْفِيفِ وَيَؤُمُّنَا
بِالصَّافَّاتِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ}.
11369-
أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا
آدَمُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شَيْبَانُ أَبُو مُعَاوِيَةَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، يَقُولُ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَجْمَعُ اللَّهُ
الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُونَ : لَوِ اسْتَشْفَعْنَا
عَلَى رَبِّنَا حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا ، فَيَنْطَلِقُونَ
حَتَّى يَأْتُوا آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ , فَيَقُولُونَ : يَا آدَمُ ،
أَنْتَ أَبُو النَّاسِ ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ
رُوحِهِ ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلاَئِكَتَهُ ، وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ
شَيْءٍ ، فَاشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ
مَكَانِنَا هَذَا ، فَيَقُولُ : إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ ، وَيَذْكُرُ
خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ مِنْ أَكَلِ الشَّجَرَةِ ، وَلَكِنِ ائْتُوا
نُوحًا عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، فَإِنَّهُ أَوَّلُ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ ،
فَيَأْتُونَ نُوحًا , فَيَقُولُ : إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ ، وَيَذْكُرُ
خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ مِنْ سُؤَالِهِ رَبَّهُ مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ
عِلْمٌ ، وَلَكِنِ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ خَلِيلُ
الرَّحْمَنِ ، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ , فَيَقُولُ : إِنِّي لَسْتُ
هُنَاكُمْ ، وَيَذْكُرُ كَذِبَاتِهِ الثَّلاَثَ , قَوْلَهُ : إِنِّي
سَقِيمٌ ، وَقَوْلَهُ : بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا ، وَقَوْلَهُ
لِسَارَةَ حِينَ أَتَى عَلَى الْجَبَّارِ : أَخْبِرِي أَنِّي أَخُوكِ ،
فَإِنِّي سَأُخْبِرُ أَنَا أَنَّكِ أُخْتِي ، فَإِنَّا أَخَوَانِ فِي
كِتَابِ اللهِ ، لَيْسَ فِي الأَرْضِ مُؤْمِنٌ وَلاَ مُؤْمِنَةٌ غَيْرُنَا ،
وَلَكِنِ ائْتُوا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ الَّذِي كَلَّمَهُ اللَّهُ
وَأَعْطَاهُ التَّوْرَاةَ
فَيَأْتُونَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ ,
فَيَقُولُ : إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ ، وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي
أَصَابَ مِنْ قَتْلِ الرَّجُلِ ، وَلَكِنِ ائْتُوا عِيسَى عَلَيْهِ
السَّلاَمُ عَبْدَ اللهِ وَرَسُولَهُ مِنْ كَلِمَةِ اللهِ وَرُوحِهِ ,
فَيَأْتُونَ عِيسَى , فَيَقُولُ : إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ ، وَلَكِنِ
ائْتُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَبْدًا غَفَرَ
اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ ، قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَيَأْتُونِي , فَأَسْتَأْذِنُ
عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ ، فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ
سَاجِدًا ، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي ، ثُمَّ يَقُولُ
لِي : ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا مُحَمَّدُ ، قُلْ تُسْمَعْ ، وَاشْفَعْ
تُشَفَّعْ ، وَسَلْ تُعْطَهْ ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي وَأَحْمَدُ رَبِّي
بِحَمْدِ يُعَلُّمُنِيهِ ، ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا ،
فَأُخْرِجُهُ مِنَ النَّارِ وَأُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ ، ثُمَّ أَعُودُ إِلَى
رَبِّي الثَّانِيَةَ ، فَأَخِرُّ سَاجِدًا ، فَيَقُولُ لِي مِثْلَ ذَلِكَ ،
فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَيَحُدُّ لِي حَدًّا ، فَأُخْرِجُهُ مِنَ النَّارِ
وَأُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ ، ثُمَّ أَعُودُ إِلَى رَبِّي الثَّالِثَةَ ،
فَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا , فَيَقُولُ : لِي مِثْلَ ذَلِكَ ، فَأَرْفَعُ
رَأْسِي ، فَيَجْعَلُ لِي حَدًّا فَأُخْرِجُهُ مِنَ النَّارِ ، ثُمَّ
أَعُودُ الرَّابِعَةَ ، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ ، مَا بَقِيَ فِي النَّارِ
إِلاَّ مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ ، فَيَقُولُ : أَيْ وَجَبَ عَلَيْهِ
الْخُلُودُ , قَالَ قَتَادَةُ : وَهُوَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ}.
11370-
أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ ،
عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ ، عَنْ تَمِيمٍ
الطَّائِيِّ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، قَالَ : خَرَجَ إِلَيْنَا
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : أَلاَ
تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ الْمَلاَئِكَةُ عِنْدَ رَبِّهِمْ ؟ قَالُوا : يَا
رَسُولَ اللهِ ، وَكَيْفَ تَصُفُّ الْمَلاَئِكَةُ عِنْدَ رَبِّهِمْ ؟
قَالَ : يُتِمُّونَ الصَّفَّ الْمُقَدَّمَ ، وَيَتَرَاصُّونَ فِي الصَّفِّ.
11371-
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
إِسْمَاعِيلُ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى خَيْبَرَ ، فَصَلَّيْنَا
عِنْدَهَا الْغَدَاةَ ، فَرَكِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، وَرَكِبَ أَبُو طَلْحَةَ ، وَأنا رَدِيفُ أَبِي طَلْحَةَ ،
فَأَجْرَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي زُقَاقٍ
خَيْبَرَ ، فَانْكَشَفَ فَخِذُهُ حَتَّى إِنِّي لأَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ
فَخِذِهِ ، فَأَتَى خَيْبَرَ , فَقَالَ : إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ
قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ , قَالَ : وَخَرَجُوا إِلَى
أَعْمَالِهِمْ فَقَالُوا : مُحَمَّدٌ ، قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ : قَالَ
بَعْضُ أَصْحَابِنَا وَالْخَمِيسُ قَالَ : فَأَصَبْنَاهَا عَنْوَةً ، قَالَ
: فَجَمَعَ السَّبْيَ ، فَجَاءَ دِحْيَةُ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ،
أَعْطِنِي جَارِيَةً مِنَ السَّبْيِ ، فَقَالَ : اذْهَبْ فَخُذْ جَارِيَةً
فَأَخَذَ صَفِيَّةَ ، فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ ، يَأْخُذُ
صَفِيَّةَ ؟ مَا تَصْلُحُ إِلاَّ لَكَ ، فَقَالَ : ادْعُهْ , فَجَاءَ ،
فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا , قَالَ : خُذْ غَيْرَهَا , فَأَعْتَقَهَا
وَتَزَوَّجَهَا ، قِيلَ : يَا أَبَا حَمْزَةَ ، مَا أَصْدَقَهَا ؟ قَالَ :
أَصْدَقَهَا نَفْسَهَا.
سُورَةُ ص.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11372-
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ،
عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : مَرِضَ أَبُو
طَالِبٍ , فَأَتَتْهُ قُرَيْشٌ , وَأَتَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ ، وَعِنْدَ رَأْسِهِ مَقْعَدُ رَجُلٍ ،
فَجَاءَ أَبُو جَهْلٍ فَقَعَدَ فِيهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَلاَ تَرَى إِلَى
ابْنِ أَخِيكَ يَقَعُ فِي آلِهَتِنَا ؟ قَالَ : ابْنَ أَخِي ، مَا
لِقَوْمِكَ يَشْكُونَكَ ؟ قَالَ : أُرِيدُهُمْ عَلَى كَلِمَةٍ تَدِينُ
لَهُمْ بِهَا الْعَرَبُ ، وَتُؤَدِّي إِلَيْهِمُ الْعَجَمُ الْجِزْيَةَ ,
قَالَ : وَمَا هِيَ ؟ قَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ , فَقَالُوا :
أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا ؟ فَنَزَلَتْ ص ، فَقَرَأَ حَتَّى
بَلَغَ {عُجَابٌ}.
11373- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
حَبِيبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
نُمَيْرٍ , ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
الأَعْمَشُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبَّادٌ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، نَحْوَهُ.
11374- أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
الْحَسَنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُمَرَ
بْنِ ذَرٍّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجَدَ فِي
ص ، وَقَالَ : سَجَدَهَا دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ تَوْبَةً ،
وَنَسْجُدُهَا شُكْرًا.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَهَبْ لِي مُلْكًا لاَ يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي}.
11375-
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا يَحْيَى
بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ
حُصَينٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي ، فَأَتَاهُ الشَّيْطَانُ
فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ فَخَنَقَهُ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ لِسَانِهِ عَلَى يَدِي ،
وَلَوْلاَ دَعْوَةُ أَخِي سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ , لأَصْبَحَ
مُوثَقًا حَتَّى يَرَاهُ النَّاسُ.
11376- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ بَشَّارٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الْجِنِّ
انْفَلَتَ الْبَارِحَةَ لِيَقْطَعَ عَلَيَّ صَلاَتِي ، فَأَمْكَنَنِي
اللَّهُ مِنْهُ ، فَأَخَذْتُهُ فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبِطَهُ إِلَى سَارِيَةٍ
مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ حَتَّى تَنْظُرُونَ إِلَيْهِ ، فَذَكَرْتُ
دَعْوَةَ أَخِي سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ ، وَقَوْلَهُ : {رَبِّ اغْفِرْ
لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لاَ يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} ,
فَرَدَدْتُهُ خَاسِئًا.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {جَنَّاتِ عَدْنٍ}.
11377-
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ
الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ
الْجَوْنِيُّ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ
أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ :
مَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلاَّ
رِدَاءُ الْكِبْرِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ}.
11378-
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ سَوَادِ بْنِ الأَسْوَدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنِ
ابْنِ وَهْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
: إِنَّ الْمَيِّتَ تَحْضُرُهُ الْمَلاَئِكَةُ ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلَ
الصَّالِحَ , قَالَ : اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ ،
كَانَتْ فِي جَسَدٍ طَيِّبٍ ، اخْرُجِي حَمِيدَةً ، وَأَبْشِرِي بِرَوحٍ
وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ ، فَيَقُولُونَ ذَلِكَ حَتَّى
تَخْرُجَ ، ثُمَّ يُعْرَجُ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ ، فَيُسْتَفْتَحُ لَهَا ،
فَيُقَالُ : مَنْ هَذَا ؟ فَيُقَالُ : فُلاَنٌ ، فَيُقَالُ : مَرْحَبًا
بِالنَّفْسِ الطَّيِّبَةِ ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطِّيبِ ، ادْخُلِي
حَمِيدَةً ، وَأَبْشِرِي بِرَوحٍ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ ،
فَيُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ,
وَإِذَا كَانَ الرَّجُلَ السُّوءَ , قِيلَ : اخْرُجِي أَيَّتُهَا
النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ ، اخْرُجِي
ذَمِيمَةً ، وَأَبْشِرِي بِحَمِيمٍ وَغَسَّاقٍ ، وَآخَرَ مِنْ شَكْلِهِ
أَزْوَاجٌ ، فَيُقَالُ ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ ، ثُمَّ يُعْرَجُ بِهَا
إِلَى السَّمَاءِ ، فَيُسْتَفْتَحُ لَهَا , فَيُقَالُ : مَنْ هَذَا ؟
فَيُقَالُ : فُلاَنٌ ، فَيُقَالُ : لاَ مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الْخَبِيثَةِ
، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ ، اخْرُجِي ذَمِيمَةً ، فَلَنْ
تُفْتَحَ لَكِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ.
4- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي}.
11379-
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
مُعْتَمِرٌ يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ
سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : احْتَجَّ آدَمُ
وَمُوسَى ، فَقَالَ : يَا آدَمُ , أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ
بِيَدِهِ ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ ، أَغْوَيْتَ النَّاسَ ,
وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ، فَقَالَ آدَمُ : وَأَنْتَ مُوسَى
الَّذِي , اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلاَمِهِ , تَلُومُنِي عَلَى عَمَلٍ
عَمِلْتُهُ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ
وَالأَرْضَ ؟ قَالَ : فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى.
سُورَةُ الزُّمَرِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11380-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ مُسَاوِرٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ مَرْوَانَ أَبِي لُبَابَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ مَا يُرِيدُ أَنْ يُفْطِرَ ،
وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ مَا يُرِيدُ أَنْ يَصُومَ ، وَكَانَ يَقْرَأُ
فِي كُلِّ لَيْلَةٍ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَالزُّمَرَ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا}.
11381-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ عِيسَى الْحُمَيْدِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ
الثَّوْرِيُّ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ ،
يَقُولُ : لَيْسَ أَحَدٌ أَصْبِرَ عَلَى أَذًى يَسْمَعُهُ مِنَ اللهِ ،
يَدْعُونَ لَهُ نِدًّا , ثُمَّ هُوَ يَرْزُقُهُمْ وَيُعَافِيهِمْ.
قَالَ
الأَعْمَشُ : فَقُلْتُ لَهُ : مِمَّنْ سَمِعْتَهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ؟
قَالَ : حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ عِنْدَ أَبِي
مُوسَى الأَشْعَرِيِّ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنَّمَا يُوفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
11382-
أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَقُولُ اللَّهُ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى : مَنْ أَذْهَبْتُ كَرِيمَتَيْهِ ، فَاحْتَسَبَ
وَصَبَرَ لَمْ أَجْعَلْ لَهُ ثَوَابًا دُونَ الْجَنَّةِ.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ}.
11383-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَامِرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ
سَلَمَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ، عَنْ جَعْفَرٍ ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ,
وَمَا نَعْلَمُ فِي أَيِّ شَيْءٍ نَزَلَتْ {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} قُلْنَا : مَنْ نُخَاصِمُ ،
لَيْسَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ أَهْلِ الْكِتَابِ خُصُومَةٌ ؟ حَتَّى وَقَعَتِ
الْفِتْنَةُ ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ : هَذَا الَّذِي وَعَدَنَا رَبُّنَا أَنْ
نَخْتَصِمَ فِيهِ.
4- قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا}.
11384-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَامِلٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ ،
عَنْ حُصَينِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي
قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَنَحْنُ فِي سَفَرٍ ذَاتَ لَيْلَةٍ ،
قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ، لَوْ عَرَّسْتَ بِنَا ؟ قَالَ : إِنِّي
أَخَافُ أَنْ تَنَامُوا ، فَمَنْ يُوقِظُنَا لِلصَّلاَةِ , فَقَالَ بِلاَلٌ
: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، فَعَرَّسَ الْقَوْمُ فَاضْطَجَعُوا ,
وَاسْتَنَدَ بِلاَلٌ إِلَى رَاحِلَتِهِ ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ ،
فَاسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ وَقَدْ طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ ، فَقَالَ :
يَا بِلاَلُ ، أَيْنَ مَا قُلْتَ ؟ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَالَّذِي
بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُلْقِيَتْ عَلَيَّ نَوْمَةٌ مَثَلُهَا ، فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ قَبَضَ
أَرْوَاحَكُمْ حِينَ شَاءَ ، وَرَدَّهَا عَلَيْكُمْ حِينَ شَاءَ , ثُمَّ
أَمَرَهُمْ فَانْتَشَرُوا لِحَاجَتِهِمْ ، فَتَوَضَّئُوا وَقَدِ
ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ ، فَصَلَّى بِهِمُ الْفَجْرَ.
5- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}.
11385-
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ،
عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يَعْلَى ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ قَدْ فَتَكُوا
فَأَكْثَرُوا ، ثُمَّ أَتَوْا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ , فَقَالُوا : إِنَّ الَّذِي تَقُولُ وَتَدْعُو إِلَيْهِ
لَحَسَنٌ ، لَوْ تُخْبِرُنَا أَنَّ لِمَا عَمِلْنَا كَفَّارَةً ،
فَنَزَلَتْ {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ
يَقْتُلُونَ} ، وَنَزَلَتْ {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى
أَنْفُسِهِمْ}.
6- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}.
11386-
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ ،
عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عُبَيْدَةَ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ ، قَالَ : جَاءَ حَبْرٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا أَبَا الْقَاسِمِ ، إِذَا كَانَ
يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَعَلَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ ,
وَالأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ ، وَالْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ ،
وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ ، وَالْخَلاَئِقَ كُلَّهَا عَلَى إِصْبَعٍ ،
ثُمَّ يَهُزُّهُنَّ وَيَقُولُ : أَنَا الْمَلِكُ ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ
نَوَاجِذُهُ تَعَجُّبًا لِمَا قَالَ ، وَتَصْدِيقًا لَهُ ، ثُمَّ قَرَأَ
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.
11387- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ،
قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، قَالَ :
حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ ، وَسُلَيْمَانُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ
عُبَيْدَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، أَنْ يَهُودِيًّا ، جَاءَ إِلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ،
إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبُعٍ ، وَالأَرَضِينَ
عَلَى إِصْبُعٍ ، وَالْجِبَالَ وَالْخَلاَئِقَ عَلَى إِصْبُعٍ ، قَالَ :
ثُمَّ يَقُولُ : أَنَا الْمَلِكُ ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ وَقَالَ : {وَمَا قَدَرُوا
اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}.
قَالَ يَحْيَى : وَزَادَ فِيهِ فُضَيْلُ
بْنُ عِيَاضٍ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عُبَيْدَةَ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ : فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ تَعَجُّبًا وَتَصْدِيقًا.
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ :
خَالَفَهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، رَوَاهُ عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ.
11388-
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عِيسَى
بْنُ يُونُسَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ
عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ
الْكِتَابِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ :
إِنَّ اللَّهَ يَحْمِلُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبُعٍ ، وَيَحْمِلُ
الأَرَضِينَ عَلَى إِصْبُعٍ ، وَيَحْمِلُ الْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى
إِصْبُعٍ ، وَيَحْمِلُ الشَّجَرَ عَلَى إِصْبُعٍ ، وَيَحْمِلُ الْخَلاَئِقَ
كُلَّهَا عَلَى إِصْبُعٍ ، ثُمَّ يَقُولُ : أَنَا الْمَلِكُ ، فَضَحِكَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ
نَوَاجِذُهُ.
7- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.
11389-
أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ ،
عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ ،
أَنَّهَا سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ
قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} , قُلْتُ :
فَأَيْنَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : عَلَى جَسْرٍ جَهَنَّمَ.
11390-
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْحَمِيدِ بْنُ صَالِحٍ أَبُو صَالِحٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ
بْنِ عَيَّاشٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : كُلُّ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَقُولُ : لَوْلاَ أَنَّ اللَّهَ
هَدَانِي فَيَكُونُ لَهُمْ شُكْرًا ، وَكُلُّ أَهْلِ النَّارِ يَقُولُ :
لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي ، فَيَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً.
8- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}.
11391-
أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ
وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ
يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
يَقْبِضُ اللَّهَ الأَرَضِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَيَطْوِي
السَّمَوَاتِ بِيَمِينِهِ , ثُمَّ يَقُولُ : أَنَا الْمَلِكُ ، أَيْنُ
مُلُوكُ الأَرْضِ.
9- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ}.
11392-
أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ ،
عَنْ سُلَيْمَانَ ، وَأَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ
أَسْلَمَ ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ،
قَالَ : سَأَلَ أَعْرَابِيٌّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: مَا الصُّورُ ؟ قَالَ سُوَيْدٌ : جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : مَا الصُّورُ ؟ قَالَ :
قَرْنٌ يُنْفَخُ فِيهِ.
10- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ}.
11393-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ
مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ
تُخَيِّرُونِي عَلَى مُوسَى ، فَإِنَّ النَّاسَ يُصْعَقُونَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ ، فَإِذَا مُوسَى بَاطِشٌ
بِجَانِبِ الْعَرْشِ ، فَلاَ أَدْرِي أَصُعِقَ فَأَفَاقَ قَبْلِي ، أَمْ
كَانَ مِمَّنِ اسْتَثْنَى اللَّهُ.
11- قَوْلُهُ تَعَالَى : {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى}.
11394-
أَخْبَرَنَا مُوسَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ شَبَابَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ الْفَضْلِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لاَ تُفَضِّلُوا
بَيْنَ أَنْبِيَاءِ اللهِ ، فَإِنَّهُ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ , فَيُصْعَقُ
مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ،
ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ مَرَّةً أُخْرَى فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ بُعِثَ ،
فَإِذَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ آخِذٌ بِالْعَرْشِ ، فَلاَ أَدْرِي
أَحُوسِبَ بِصَعْقَتِهِ يَومَ الطُّورِ ، أَوْ بُعِثَ قَبْلِي ، وَلاَ
أَقُولُ : إِنَّ أَحَدًا أَفْضَلَ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى.
11395-
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ،
عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بَيْنَ
النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ , قَالُوا : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ،
أَرْبَعُونَ يَوْمًا ؟ قَالَ : أَبَيْتُ ، قَالُوا : أَرْبَعُونَ شَهْرًا ؟
قَالَ : أَبَيْتُ ، قَالُوا : أَرْبَعُونَ سَنَةً ؟ قَالَ : أَبَيْتُ ،
قَالَ : ثُمَّ يَنْزِلُ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً , فَيَنْبُتُونَ
كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ , قَالَ : وَلَيْسَ مِنَ الإِنْسَانِ شَيْءٌ
إِلاَّ يَبْلَى إِلاَّ عَظْمٌ وَاحِدٌ وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَبِ , قَالَ :
وَفِيهِ يُرَكَّبُ الْخَلْقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
11396- أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حِبَّانُ ، قَالَ :
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ ، عَنْ أَفْلَحَ بْنِ سَعِيدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ
عَبْدَ اللهِ بْنَ رَافِعٍ ، يَذْكُرُ ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ ، قَالَتْ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ
عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ , قَالَتْ :
وَهِيَ تَمْتَشِطُ ، فَلَفَّتْ رَأْسَهَا وَقَامَتْ مِنْ وَرَاءِ
حُجْرَتِهَا ، فَسَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، بَيْنَا أَنَا عَلَى الْحَوْضِ إِذْ
مُرَّ بِكُمْ زُمَرًا ، تَذْهَبُ بِكُمُ الطُّرُقُ ، فَأُنَادِيكُمْ :
أَلاَ هَلُمَّ إِلَى الطَّرِيقِ ، فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ وَرَائِي :
إِنَّهُمْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ ، فَأَقُولُ : أَلاَ سُحْقًا أَلاَ سُحْقًا.
سُورَةُ غَافِرٍ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11397-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ،
عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو
الزُّبَيْرِ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ ، يُحَدِّثُ
عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ يَقُولُ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ
اللَّهُ ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ،
وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ
بِاللَّهِ ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، لاَ نَعْبُدُ إِلاَّ إِيَّاهُ ،
أَهْلُ النِّعْمَةِ وَالْفَضْلِ وَالثَّنَاءِ الْحَسَنِ ، لاَ إِلَهَ
إِلاَّ اللَّهُ ، مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ.
11398-
أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، عَنْ عَبْدَةَ ، عَنْ هِشَامٍ ،
عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي ، أَنَّهُ سُئِلَ : مَا
أَشَدُّ شَيْءٍ رَأَيْتَ قُرَيْشًا بَلَغُوا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : مَرَّ بِهِمْ ذَاتَ يَوْمٍ ,
فَقَالُوا لَهُ : أَنْتَ الَّذِي تَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ
آبَاؤُنَا ؟ قَالَ : أَنَا , فَقَامُوا إِلَيْهِ فَأَخَذُوهُ بِمَجَامِعِ
ثِيَابِهِ ، قَالَ : فَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحْتَضِنَهُ مِنْ وَرَائِهِ
يَصْرُخُ ، وَإِنَّ عَيْنَيْهِ تَنْضَحَانِ , وَهُوَ يَقُولُ :
{أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ} الآيَةَ.
11399-
أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ،
عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَلاَ إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا مَاتَ عُرِضَ
عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ، إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ
الْجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ
فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ ، حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
11400-
أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ ،
عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ ذَرٍّ ، وَأَخْبَرَنَا هَنَّادُ
بْنُ السَّرِيِّ ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ ذَرٍّ ،
عَنْ يُسَيْعٍ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَقَالَ
رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} قَالَ : الدُّعَاءُ هُوَ
الْعِبَادَةُ , ثُمَّ قَرَأَ {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ
يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}
اللَّفْظُ لِهَنَّادٍ.
سُورَةُ فُصِّلَتْ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} .
11401-
أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ
أُسَامَةَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ ،
قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ
جَارِيَةً لِي كَانَتْ تَرْعَى غَنَمًا لِي ، فَجِئْتُهَا وَفَقَدْتُ شَاةً
مِنَ الْغَنَمِ ، فَسَأَلْتُهَا , فَقَالَتْ : أَكَلَهَا الذِّئْبُ ،
فَأَسِفْتُ عَلَيْهَا ، وَكُنْتُ مِنْ بَنِي آدَمَ ، فَلَطَمْتُ وَجْهَهَا
وَعَلَيَّ رَقَبَةٌ ، أَفَأُعْتِقُهَا ؟ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيْنَ اللَّهُ ؟ قَالَتْ : فِي
السَّمَاءِ ، قَالَ : فَمَنْ أَنَا ؟ قَالَتْ : أَنْتَ رَسُولُ اللهِ ،
قَالَ : فَأَعْتِقْهَا.
11402- أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ ،
عَنِ ابْنِ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ ، أَنَّ أَبَا
الزُّبَيْرِ ، أَخْبَرَهُ ، أَنَّ عَلِيًّا الأَسَدِيَّ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ
عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ أَعْلَمَهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجًا
إِلَى سَفَرٍ كَبَّرَ ثَلاَثًا وَقَالَ : {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ
لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا
لَمُنْقَلِبُونَ} ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا
الْبِرَّ وَالتَّقْوَى ، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى ، اللَّهُمَّ
هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا ، وَ اطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ ،
اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ
، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ ، وَكَآبَةِ
الْمَنْظَرِ ، وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الأَهْلِ وَالْمَالِ.
11403-
أَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحٍ الْمَكِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ ،
عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : نُصِرْتُ بِالصَّبَا ، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ
بِالدَّبُورِ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ}.
11404-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ،
قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، وَأَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ
، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ :
اجْتَمَعَ ثَقَفِيَّانِ وَقُرَشِيٌّ عِنْدَ الْبَيْتِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ
: أَتَرَى اللَّهَ يَعْلَمُ مَا نَقُولُ ؟ قَالَ بَعْضُهُمْ : إِذَا
أَخْفَيْنَا لَمْ يَعْلَمْ ، وَإِذَا جَهَرْنَا عَلِمَ ، فَأَنْزَلَ
اللَّهُ {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ} ،
وَاللَّفْظُ لاِبْنِ مَنْصُورٍ.
11405- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
رَافِعٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
مَعْمَرٌ ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ : {يَشْهَدُ
عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ} , قَالَ :
إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ مُفْدَمًا عَلَى أَفْوَاهِكِمْ بِالْفِدَامِ ،
فَأَوَّلُ شَيْءٍ يُبِينُ عَلَى أَحَدِكِمْ فَخِذُهُ وَكَفُّهُ.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا}.
11406-
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ
أَنَسٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ
{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} قَالَ :
قَدْ قَالَهَا النَّاسُ ثُمَّ كَفَرُوا ، فَمَنْ مَاتَ عَلَيْهَا فَهُوَ
مِنْ أَهْلِ الاِسْتِقَامَةِ.
4- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ}.
11407-
أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ،
عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الشَّمْسَ
وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ , لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ
أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ يُخَوِّفُ بِهِمَا
عِبَادَهُ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ : خَالَفَهُ قَتَادَةُ.
11408-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ
هِشَامٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ،
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لاَ يَنْخَسِفَانِ
لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ ، وَلَكِنَّهُمَا خَلِيقَتَانِ مِنْ
خَلْقِهِ ، يُحْدِثُ اللَّهُ فِي خَلْقِهِ مَا يَشَاءُ مُخْتَصَرٌ.
سُورَةُ الشُّورَى.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ}.
11409-
أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا بَكْرٌ ،
وَاللَّيْثُ ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ ، عَنْ شُفَيٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عَمْرٍو ، قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : هَذَا كِتَابٌ كَتَبَهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ،
فِيهِ تَسْمِيَةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَتَسْمِيَةُ آبَائِهِمْ ، ثُمَّ
أُجْمِلَ عَلَى آخِرِهِمْ ، فَلاَ يُزَادُ فِيهِمْ وَلاَ يُنْقَصُ ،
وَهَذَا كِتَابٌ كَتَبَهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ، فِيهِ تَسْمِيَةُ أَهْلِ
النَّارِ وَتَسْمِيَةُ آبَائِهِمْ ، ثُمَّ أُجْمِلَ عَلَى آخِرِهِمْ ،
فَلاَ يُزَادُ فِيهِمْ وَلاَ يُنْقَصُ , قَالُوا : فَفِيمَ الْعَمَلُ يَا
رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : إِنَّ عَامِلَ الْجَنَّةِ يُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ
الْجَنَّةِ ، وَإِنْ عَمِلَ أَيَّ عَمَلٍ ، وَإِنَّ عَامِلَ النَّارِ
يُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ النَّارِ ، وَإِنَّ عَمِلَ أَيَّ عَمَلٍ ، فَرَغَ
اللَّهُ مِنْ خَلْقِهِ , قَالَ : {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي
السَّعِيرِ}.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}.
11410-
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ
بْنِ مَيْسَرَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ طَاوُوسًا ، يَقُولُ : سُئِلَ ابْنُ
عَبَّاسٍ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ {قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا
إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ :
قُرْبَى آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ ابْنُ
عَبَّاسٍ : عَجِلْتَ ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ بَطْنٌ مِنْ بُطُونِ قُرَيْشٍ إِلاَّ وَلَهُ فِيهِمْ
قَرَابَةٌ . فَقَالَ : إِلاَّ أَنْ تَصِلُوا مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ
مِنَ الْقَرَابَةِ.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}.
11411-
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو
دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَلَّهُ أَفْرَحُ
بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكِمْ قَدْ أَضَلَّ رَاحِلَتَهُ فِي أَرْضٍ
مَهْلَكَةٍ يَخَافُ أَنْ يَقْتُلَهُ الْجُوعُ.
4- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ}.
11412-
أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ بِشْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ
، عَنِ الْبَهِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : قَالَتْ
عَائِشَةُ : مَا عَلِمْتُ حَتَّى دَخَلَتْ عَلَيَّ زَيْنَبُ بِغَيْرِ
إِذْنٍ وَهِيَ غَضْبَى ، ثُمَّ قَالَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : حَسْبُكَ إِذَا قَلَبَتْ لَكَ ابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ
ذُرِيِّعَتَيْهَا ، ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَيَّ ، فَأَعْرَضْتُ عَنْهَا ،
حَتَّى قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دُونَكِ
فَانْتَصِرِي , فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهَا , حَتَّى رَأَيْتُهَا قَدْ يَبِسَ
رِيقُهَا فِي فِيهَا ، فَلَمْ تَرُدُّ عَلَيَّ شَيْئًا ، فَرَأَيْتُ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ.
سُورَةُ الزُّخْرُفِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11413-
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ السَّائِبِ ،
عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الطَّائِفِيِّ ، قَالَ : سَأَلْنَا ابْنُ
عَبَّاسٍ , قُلْنَا : مَا هَذَانِ الرَّجُلاَنِ اللَّذَانِ قَالَ
الْمُشْرِكُونَ فِيهِمَا مَا قَالُوا حِينَ نَفِسَا عَلَى رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , مَا آتَاهُ اللَّهُ عَلَى النَّاسِ ؟
قَالَ : أَمَّا عَنْ أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ لِلْطَائِفِ فَجَدُّ
الْمُخْتَارِ : مَسْعُودُ بْنُ عَمْرٍو ، وَأَمَّا عَنْ أَهْلِ مَكَّةَ
فَجَبَّارٌ مِنْ جَبَابِرَةِ قُرَيْشٍ ، وَلَمْ يُسَمِّهِ لَنَا.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ}.
11414-
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ
مُسْهِرٍ : عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ زَيْدِ
بْنِ أَرْقَمَ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : أَتَزْعُمُ أَنَّ أَهْلَ
الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ ؟ قَالَ : إِي وَالَّذِي نَفْسِي
بِيَدِهِ إِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ لَيُعْطَى قُوَّةَ مِائَةِ رَجُلٍ فِي
الأَكْلِ وَالشَّرْبِ وَالْجِمَاعِ وَالشَّهْوَةِ , فَقَالَ الرَّجُلُ :
فَإِنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ تَكُونُ لَهُ الْحَاجَةُ ، وَلَيْسَ
فِي الْجَنَّةِ أَذًى ؟ فَقَالَ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
حَاجَةُ أَحَدِهِمْ رَشْحٌ يَفِيضُ مِنْ جِلْدِهِ ، فَإِذَا بَطْنُهُ قَدْ
ضَمُرَ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ}.
11415-
أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ،
وَأَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى ،
عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقْرَأُ عَلَى الْمِنْبَرِ {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ}.
وَقَالَ إِسْحَاقُ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
11416-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ
الْمُثَنَّى ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ ،
عَنِ ابْنِ الْفَضْلِ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي الْحِجْرِ وَقُرَيْشٌ
تَسْأَلُنِي عَنْ مَسْرَايَ ، فَسَأَلُونِي عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ بَيْتِ
الْمَقْدِسِ لَمْ أُثْبِتْهَا ، فَكُرِبْتُ كَرْبًا مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ
قَطُّ ، فَرَفَعَهُ اللَّهُ لِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَمَا سَأَلُونِي عَنْ
شَيْءٍ إِلاَّ أَتَيْتُهُمْ بِهِ ، وَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنَ
الأَنْبِيَاءِ ، وَإِذَا مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَائِمٌ يُصَلِّي ، فَإِذَا رَجُلٌ ضَرْبٌ جَعْدٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ
شَنُوءَةَ ، وَإِذَا عِيسَى قَائِمٌ يُصَلِّي أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ
شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ ، وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ
قَائِمٌ يُصَلِّي أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكَمْ ، يَعْنِي نَفْسَهُ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَحَانَتِ الصَّلاَةُ فَأَمَمْتُهُمْ ،
فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنَ الصَّلاَةِ , قَالَ لِي قَائِلٌ : يَا مُحَمَّدُ ،
هَذَا مَالِكٌ صَاحِبُ النَّارِ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ
فَبَدَأَنِي بِالسَّلاَمِ.
سُورَةُ الدُّخَانِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ}.
11417-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، قَالَ
عَبْدُ اللهِ : إِنَّ قُرَيْشًا لَمَّا اسْتَعْصَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , دَعَا عَلَيْهِمْ بِسِنِينَ كَسِنِي
يُوسُفَ ، فَأَصَابَهُمْ قَحْطٌ وَجَهْدٌ حَتَّى أَكَلُوا الْعِظَامَ ،
وَجَعَلَ ، يَعْنِي الرَّجُلَ ، يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ فَيَرَى
بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ مِنَ الْجَهْدِ ، فَأَنْزَلَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ
يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ فَقِيلَ
: يَا رَسُولَ اللهِ ، اسْتَسْقِ اللَّهَ لَهُمْ ، فَإِنَّهُمْ قَدْ
هَلَكُوا ، فَاسْتَسْقَى اللَّهَ فَسُقُوا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى
{إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} , فَعَادُوا
إِلَى حَالَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا حِينَ أَصَابَتْهُمُ
الرَّفَاهِيَةُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {يَوْمَ نَبْطِشُ
الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} , قَالَ : يَوْمَ بَدْرٍ.
11418-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا
خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ , ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا فُرَاتٌ الْقَزَّازُ ، عَنْ أَبِي
الطُّفَيْلِ ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ ، قَالَ : اطَّلَعَنَا رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ السَّاعَةَ
، فَقَالَ : إِنَّ السَّاعَةَ لاَ تَقُومُ حَتَّى تَكُونَ عَشْرٌ :
الدُّخَانُ ، وَالدَّجَّالُ ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ،
وَالدَّابَّةُ ، وَثَلاَثَةُ خُسُوفٍ : خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ ، وَخَسْفٌ
بِالْمَغْرِبِ ، وَخَسْفٌ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ ، وَنُزُولُ عِيسَى
ابْنِ مَرْيَمَ ، وَفَتْحُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ
قَعْرِ عَدَنٍ تَسُوقُ النَّاسَ إِلَى الْمَحْشَرِ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ}.
11419-
أَخْبَرَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا النَّضْرُ
بْنُ شُمَيْلٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ،
وَسُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، أَنَّ عَبْدَ
اللهِ ، قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لَمَّا اسْتَعْصَتْ عَلَيْهِ قُرَيْشٌ قَالَ : اللَّهُمَّ أَعِنِّي
بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ , فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ فَحَصَتْ كُلَّ شَيْءٍ ،
فَأَكَلُوا الْجُلُودَ وَالْمَيْتَةَ ، وَقَالَ الآخَرُ : الْجُلُودَ
وَالْعَظْمَ ، فَجَعَلَ يَخْرُجُ مِنَ الأَرْضِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ ،
فَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ : إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا ، فَادْعُ
اللَّهَ لَهُمْ ، فَقَالَ : إِنْ تَعُودُوا نَعُدْ فَذَلِكَ قَوْلُهُ :
{يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ يَغْشَى النَّاسَ هَذَا
عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
قَالَ عَبْدُ اللهِ : فَهَلْ يُكْشَفُ عَذَابُ الآخِرَةِ ؟ ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللهِ : إِنَّ الدُّخَانَ قَدْ مَضَى.
11420-
أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا ثَابِتٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هِلاَلٌ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَقَالَ أَبُو جَهْلٍ : أَيُخَوِّفُنَا
مُحَمَّدٌ بِشَجَرَةِ الزَّقُّومِ ، هَاتُوا تَمْرًا وَزُبْدًا
فَتَزَقَّمُوا.
سُورَةُ الْجَاثِيَةِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11421-
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَعْقُوبَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ
مُوسَى ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ مُطَرِّفٍ ، عَنْ جَعْفَرٍ ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي هَذِهِ الآيَةِ
{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} , قَالَ : كَانَ أَحَدُهُمْ
يَعْبُدُ الْحَجَرَ ، فَإِذَا رَأَى مَا هُوَ أَحْسَنُ مِنْهُ رَمَى بِهِ
وَعَبْدَ الآخَرَ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ}.
11422-
أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ بَيَانٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي
أَبُو سَلَمَةَ ، قَالَ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : قَالَ اللَّهُ : يَسُبُّ
ابْنُ آدَمَ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ ، بِيَدِي اللَّيْلُ
وَالنَّهَارُ.
11423- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
يَزِيدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ
سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لاَ تَسُبُّوا الدَّهْرَ ، فَإِنَّ اللَّهَ
هُوَ الدَّهْرُ ، قَالَ اللَّهُ : يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ ، يَسُبُّ
الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ ، بِيَدِي الْخَيْرُ ، أُقَلِّبُ اللَّيْلَ
وَالنَّهَارَ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا}.
11424-
أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ
سَعْدٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ
عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ النَّاسُ :
يَا رَسُولَ اللهِ ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَلْ تُضَارُّونَ فِي
رُؤْيَةِ الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ , وَهَلْ تُضَارُّونَ فِي
رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ؟ قَالُوا : لاَ ، قَالَ :
فَكَذَلِكَ تَرَوْنَهُ , قَالَ : يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ , فَيَقُولُ : مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتْبَعْهُ ،
فَيَتْبَعُ مَنْ يَعْبُدُ الشَّمْسَ الشَّمْسَ ، وَيَتْبَعُ مَنْ يَعْبُدُ
الْقَمَرَ الْقَمَرَ ، وَيَتْبَعُ مَنْ يَعْبُدُ الطَّوَاغِيتَ
الطَّوَاغِيتَ ، وَتَبْقَى هَذِهِ الأُمَّةُ بِمُنَافِقِيهَا ،
فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي الصُّورَةِ الَّتِي
يَعْرِفُونَ , فَيَقُولُ : أَنَا رَبُّكُمْ ، فَيَقُولُونَ : أَنْتَ
رَبُّنَا فَيَتْبَعُونَهُ ، فَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ
جَهَنَّمَ ، فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُ ، وَلاَ
يَتَكَلَّمُ إِلاَّ الرُّسُلُ ، وَدَعْوَةُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ :
اللَّهُمَّ سَلَّمْ سَلِّمْ ، وَفِي جَهَنَّمَ كَلاَلِيبُ كَشَوْكِ
السَّعْدَانِ ، هَلْ رَأَيْتُمُ السَّعْدَانَ ؟ فَإِنَّهُ مِثْلُ شَوْكِ
السَّعْدَانِ , غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَدْرِي مَا قَدْرُ عِظَمِهَا إِلاَّ
اللَّهُ ، فَتَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ ، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُخْرِجَ بِرَحْمَتِهِ مِنَ النَّارِ مَنْ شَاءَ ،
أَمَرَ الْمَلاَئِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوا مَنْ كَانَ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ
شَيْئًا , مِمَّنْ يَقُولُ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، مِمَّنْ أَرَادَ
اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يَرْحَمَهُ ، فَيَعْرِفُونَهُمْ فِي
النَّارِ بِآثَارِ السُّجُودِ ، فَيُخْرِجُونَهُمْ بِآثَارِ السُّجُودِ ،
حَرَّمَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى النَّارَ عَلَى ابْنِ آدَمَ أَنْ
تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ ، فَيُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النَّارِ وَقَدِ
امْتَحَشُوا ، فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءُ الْحَيَاةِ , فَيَنْبُتُونَ
كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ مُخْتَصَرٌ.
سُورَةُ الأَحْقَافِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11425-
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا بِشْرٌ ،
يَعْنِي ابْنَ الْمُفَضَّلِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ يَعْلَى
بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ عَبْدُ اللهِ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ
الثَّقَفِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ،
مُرْنِي بِأَمْرٍ فِي الإِسْلاَمِ لاَ أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا غَيْرَكَ
بَعْدَكَ ، قَالَ : قُلْ : آمَنْتُ بِاللَّهِ ، ثُمَّ اسْتَقِمْ , قَالَ :
فَمَا أَتَّقِي ؟ فَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ.
11426- أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، مِثْلَهُ.
1- قَوْلُهُ : {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا}.
11427-
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ
بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، قَالَ :
لَمَّا بَايَعَ مُعَاوِيَةُ لاِبْنِهِ ، قَالَ مَرْوَانُ : سُنَّةُ أَبِي
بَكْرٍ وَعُمَرَ ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ : سُنَّةُ
هِرَقْلَ وَقَيْصَرَ ، فَقَالَ مَرْوَانُ : هَذَا الَّذِي أَنْزَلَ
اللَّهُ فِيهِ {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا} الآيَةَ ،
فَبَلَغَ ذَلِكَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ : كَذَبَ وَاللَّهِ ، مَا هُوَ بِهِ ،
وَإِنْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَ الَّذِي أُنْزِلَتْ فِيهِ لَسَمَّيْتُهُ ،
وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ أَبَا
مَرْوَانَ ، وَمَرْوَانُ فِي صُلْبِهِ ، فَمَرْوَانُ فضَضٌ مِنْ لَعْنَةِ
اللهِ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا}.
11428-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ
جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى رِيحًا قَامَ ، وَقَعَدَ ،
وَأَقْبَلَ ، وَأَدْبَرَ ، قَالَتْ : فَقُلْتُ لَهُ ، فَقَالَ : يَا
عَائِشَةُ ، مَا يُؤَمِّنُنِي أَنْ يَكُونَ كَمَا قَالَ قَوْمٌ : {فَلَمَّا
رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ
مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ
أَلِيمٌ} , قَالَ : فَيَرَى قَطَرَاتٍ ، فَيَسْكُنُ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
سُورَةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ}.
11429-
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ
ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ ،
عَنْ عِتْبَانَ ، فَلَقِيتُ عِتْبَانَ فَحَدَّثَنِي بِهِ ، أَنَّ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لَيْسَ أَحَدٌ يَشْهَدُ
أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فَتَأْكُلُهُ النَّارُ ، أَوْ تَطْعَمُهُ
النَّارُ ، قَالَ أَنَسٌ : فَأَعْجَبَنِي هَذَا فَقُلْتُ لاِبْنِي :
اكْتُبْهُ.
11430- أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللهِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ
بْنُ الرَّبِيعِ ، قَالَ : سَمِعْتُ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ ، يَقُولُ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَنْ يُوَافِيَ
عَبْدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ يَقُولُ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ،
يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ حَرَّمَ اللَّهُ
عَلَيْهِ النَّارَ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ}.
11431-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
إِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}.
11432-
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ،
حَدَّثَنَا عَاصِمٌ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ ، قَالَ : أَتَيْتُ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي
نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَدُرْتُ خَلْفَهُ هَكَذَا ، فَعَرَفَ الَّذِي
أُرِيدُ ، فَأَلْقَى الرِّدَاءَ عَنْ ظَهْرِهِ ، فَرَأَيْتُ مَوْضِعَ
الْخَاتَمِ عَلَى نُغْضِ كَتِفِهِ مِثْلَ الْجُمْعِ حَوْلَهُ خِيلاَنٌ ,
كَأَنَّهَا الثَّآلِيلُ ، فَجِئْتُ حَتَّى اسْتَقْبَلْتُهُ , فَقُلْتُ لَهُ
: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : وَلَكَ ، قَالَ بَعْضُ
الْقَوْمِ : أَسْتَغْفَرَ لَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَلَكُمْ ، ثُمَّ تَلاَ {وَاسْتَغْفِرْ
لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}.
4- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}.
11433-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ نُعَيْمٍ ، أَخْبَرَنَا حِبَّانُ
، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي الْمُزَرَّدِ ،
قَالَ : سَمِعْتُ عَمِّي أَبَا الْحُبَابِ سَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ يُحَدِّثُ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ الْخَلْقَ , حَتَّى
إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ قَامَتِ الرَّحِمُ , فَقَالَتْ : هَذَا مَكَانُ
الْعَائِذِ مِنَ الْقَطِيعَةِ ، قَالَ : أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ
مَنْ وَصَلَكِ ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ ؟ قَالَتْ : بَلَى يَا رَبِّ ،
قَالَ : فَهُوَ لَكِ , قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ
تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ
أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى
أَبْصَارَهُمْ}.
سُورَةُ الْفَتْحِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11434-
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ، حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ أَنَسٍ ، {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ
فَتْحًا مُبِينًا} ، قَالَ : الْحُدَيْبِيَةُ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}.
11435-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ ، حَدَّثَنَا
قُرَادٌ وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَزْوَانَ أَبُو نُوحٍ ،
حَدَّثَنَا مَالِكٌ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
عُمَرَ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ شَيْءٍ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ , فَلَمْ
يَرُدَّ عَلَيَّ ، فَقُلْتُ لِنَفْسِي : ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا ابْنَ
الْخَطَّابِ ، فَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي , فَتَقَدَّمْتُ مَخَافَةَ أَنْ
يَكُونَ نَزَلَ فِيَّ شَيْءٌ ، فَإِذَا أَنَا بِمُنَادٍ يُنَادِي : يَا
عُمَرُ ، فَرَجَعْتُ وَأَنَا أَظُنُّ أَنَّهُ نَزَلَ فِيَّ شَيْءٌ ،
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : نَزَلَ عَلَيَّ
الْبَارِحَةَ سُورَةٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا
{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا
تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}.
11436-
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّ أَبَا يُونُسَ ، مَوْلَى
عَائِشَةَ أَخْبَرَهُ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ رَجُلاً ، جَاءَ إِلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَفْتِيهِ وَهِيَ
تَسْمَعُ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ،
تُدْرِكُنِي الصَّلاَةُ وَأَنَا جُنُبٌ فَأَصُومُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَأنا تُدْرِكُنِي الصَّلاَةُ وَأَنَا
جُنُبٌ فَأَصُومُ , قَالَ : لَسْتَ مِثْلَنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، قَدْ
غَفَرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ، قَالَ :
وَاللَّهِ لأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَخْشَاكُمْ لِلَّهِ ، وَأَعْلَمَكُمْ
بِمَا أَتَّقِي.
11437- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ ، عَنْ
مُغِيرَةَ بْنِ شُعْبَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ صَلَّى حَتَّى انْتَفَخَتْ قَدَمَاهُ ، فَقِيلَ : أَتَتَكَلَّفُ
هَذَا ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا
تَأَخَّرَ ؟ قَالَ : أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا ؟.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {لَيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}.
11438-
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، وَأَبُو الأَشْعَثِ ، عَنْ خَالِدٍ ،
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : لَمَّا
نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ
اللَّهُ} مَرْجِعَهُ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ وَهُمْ مُخَالِطُهُمُ الْحُزْنُ
وَالْكَآبَةُ ، وَقَدْ نُحِرَ الْهَدْيُ بِالْحُدَيْبِيَةِ , فَقَالَ :
لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَةٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا
, قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، قَدْ عَلِمْنَا مَا يَفْعَلُ بِكَ ،
فَمَا يَفْعَلُ بِنَا ؟ فَنَزَلَتْ {لَيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتَهَا الأَنْهَارُ} إِلَى
قَوْلِهِ {فَوْزًا عَظِيمًا} , اللَّفْظُ لِعَمْرٍو.
4- قَوْلُهُ تَعَالَى : {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ}.
11439-
أَخْبَرَنَا هِلاَلُ بْنُ الْعَلاَءِ ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَيَّاشٍ
، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ ، عَنِ الْبَرَاءِ
بْنِ عَازِبٍ ، قَالَ : كَانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ فِي دَارِهِ سُورَةَ
الْكَهْفِ , وَإِلَى جَانِبِهِ حِصَانٌ مَرْبُوطٌ حَتَّى تَغَشَّتْهُ
سَحَابَةٌ ، فَجَعَلَتْ تَدْنُو وَتَدْنُو حَتَّى جَعَلَ الْفَرَسُ يَفِرُّ
مِنْهَا ، قَالَ الرَّجُلُ : فَعَجِبْتُ لِذَلِكَ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ
أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَذَكَرَ لَهُ
وَقَصَّ عَلَيْهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
تِلْكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآنِ.
11440- أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي
ثَابِتٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ أَبَا وَائِلٍ أَسْأَلُهُ عَنْ هَؤُلاَءِ
الْقَوْمِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ عَلِيٌّ بِالنَّهْرَوَانِ ، فِيمَ
اسْتَجَابُوا لَهُ ، وَفِيمَ فَارَقُوهُ ، وَفِيمَ اسْتَحَلَّ قَتْلَهُمْ ،
فَقَالَ : كُنَّا بِصِفِّينَ ، فَلَمَّا اسْتَحَرَّ الْقَتْلُ بِأَهْلِ
الشَّامِ , قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لِمُعَاوِيَةَ : أَرْسِلْ إِلَى
عَلِيٍّ الْمُصْحَفَ , فَادْعُهُ إِلَى كِتَابِ اللهِ ، فَإِنَّهُ لَنْ
يَأْبَى عَلَيْكَ ، فَجَاءَ بِهِ رَجُلٌ , فَقَالَ : بَيْنَنَا
وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللهِ {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا
مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ
ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ} ، فَقَالَ عَلِيٌّ
عَلَيْهِ السَّلاَمُ : أَنَا أَوْلَى بِذَلِكَ ، بَيْنَنَا كِتَابُ اللهِ ،
فَجَاءَتْهُ الْخَوَارِجُ , وَنَحْنُ نَدْعُوهُمْ يَوْمَئِذٍ الْقُرَّاءَ ،
وَسُيُوفُهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ ، فَقَالُوا : يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ ، مَا نَنْتَظِرُ بِهَؤُلاَءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ عَلَى
التَّلِّ ، أَلاَ نَمْشِي إِلَيْهِمْ بِسُيُوفِنَا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ
بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ ؟ فَتَكَلَّمَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ , فَقَالَ :
يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، اتَّهِمُوا أَنْفُسَكُمْ ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا
يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ ، يَعْنِي الصُّلْحَ الَّذِي كَانَ بَيْنَ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ ، وَلَوْ
نَرَى قِتَالاً لَقَاتَلْنَا
فَجَاءَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :
أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ ؟ أَلَيْسَ قَتْلاَنَا
فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلاَهُمْ فِي النَّارِ ؟ قَالَ : بَلَى , قَالَ :
فَفِيمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا , وَنَرْجِعُ وَلَمَّا يَحْكُمِ
اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ ؟ قَالَ : يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ، إِنِّي
رَسُولُ اللهِ ، وَلَنْ يُضَيِّعَنِي أَبَدًا , قَالَ : فَرَجَعَ وَهُوَ
مُتَغَيِّظٌ , فَلَمْ يَصْبِرْ حَتَّى أَتَى أَبَا بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ
, فَقَالَ : أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ ؟ أَلَيْسَ
قَتْلاَنَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلاَهُمْ فِي النَّارِ ؟ قَالَ : بَلَى ،
قَالَ : فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ وَنَرْجِعُ , وَلَمَّا يَحْكُمِ
اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ ؟ قَالَ : يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ، إِنَّهُ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَنْ يُضَيِّعَهُ
اللَّهُ أَبَدًا ، فَنَزَلَتْ سُورَةُ الْفَتْحِ ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، فَأَقْرَأَهَا إِيَّاهُ ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَفَتْحٌ
هُوَ ؟ قَالَ : نَعَمْ.
5- وَقَوْلُهُ تَعَالَى : {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ}.
11441-
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ
سَوَّارٍ ، عَنْ أَبِي زَبْرٍ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْعَلاَءِ بْنِ زَبْرٍ ،
عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ ، عَنْ أُبَيِّ
بْنِ كَعْبٍ ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ : {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا
فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} , وَلَوْ
حُمِيتُمْ كَمَا حَمَوْا لَفَسَدَ الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ ، فَبَلَغَ
ذَلِكَ عُمَرَ فَأَغْلَظَ لَهُ ، قَالَ : إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ
أَدْخُلُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ,
فَيُعَلُّمُنِي مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ ، فَقَالَ عُمَرُ : بَلْ أَنْتَ
رَجُلٌ عِنْدَكَ عِلْمٌ وَقُرْآنٌ ، فَاقْرَأْ وَعَلِّمْ مِمَّا عَلَّمَكَ
اللَّهُ وَرَسُولُهُ.
6- قَوْلُهُ تَعَالَى : {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}.
11442-
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ ، عَنْ
شُعْبَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، وَحُصَيْنٍ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ
أَبِي الْجَعْدِ ، قَالَ : سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ : كَمْ
كُنْتُمْ يَوْمَ الشَّجَرَةِ ؟ قَالَ : أَلْفًا وَخَمْسَمِائَةٍ.
11443-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ
عَمْرٍو ، قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرًا ، يَقُولُ : كُنَّا يَوْمَ
الْحُدَيْبِيَةِ أَلْفًا وَأَرْبَعُمِائَةٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرُ أَهْلِ الأَرْضِ.
11444-
أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ أَبِي
الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : لاَ يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ بَايَعَ تَحْتَ
الشَّجَرَةِ.
11445- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ
اللهِ ، قَالَ : كُنَّا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةٍ
، فَبَايَعْنَاهُ وَعُمَرُ آخِذٌ بِيَدِهِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ، وَهِيَ
سَمُرَةٌ ، وَقَدْ بَايَعْنَاهُ عَلَى أَلاَّ نَفِرَّ ، وَلَمْ نُبَايِعْهُ
عَلَى الْمَوْتِ.
7- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ}.
11446-
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَخْبَرَنَا عَفَّانُ ،
حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ نَاسًا ، مِنْ
أَهْلِ مَكَّةَ هَبَطُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مِنْ جَبَلِ التَّنْعِيمِ عِنْدَ صَلاَةِ الْفَجْرِ ،
فَأَخَذَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَفَا
عَنْهُمْ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ
أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ} الآيَةَ.
11447-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقَيْلٍ ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ
الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ ثَابِتٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي
عَبْدُ اللهِ بْنُ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيُّ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحُدَيْبِيَةِ فِي أَصْلِ
الشَّجَرَةِ الَّتِي قَالَ اللَّهُ ، وَكَأَنِّي بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِ
تِلْكَ الشَّجَرَةِ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، فَرَفَعْتُهُ عَنْ ظَهْرِهِ ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ
وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اكْتُبْ : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ
الرَّحِيمِ فَأَخَذَ سُهَيْلٌ يَدَهُ ، فَقَالَ : مَا نَعْرِفُ الرَّحْمَنَ
الرَّحِيمَ ، اكْتُبْ فِي قَضِيَّتِنَا مَا نَعْرِفُ ، فَقَالَ : اكْتُبْ
بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ ، هَذَا مَا صَالِحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ
اللهِ أَهْلَ مَكَّةَ , فَأَمْسَكَ بِيَدِهِ فَقَالَ : فَقَدْ ظَلَمْنَاكَ
إِنْ كُنْتَ رَسُولاً ، اكْتُبْ فِي قَضِيَّتِنَا مَا نَعْرِفُ ، فَقَالَ :
اكْتُبْ : هَذَا مَا صَالِحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَأَنَا رَسُولُ اللهِ , قَالَ : فَكَتَبَ ،
فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا ثَلاَثُونَ شَابًّا
عَلَيْهِمُ السِّلاَحُ ، فَثَارُوا فِي وُجُوهِنَا ، فَدَعَا عَلَيْهِمُ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَخَذَ اللَّهُ
بِأَبْصَارِهِمْ ، فَقُمْنَا إِلَيْهِمْ فَأَخَذْنَاهُمْ ، فَقَالَ لَهُمْ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَلْ جِئْتُمْ فِي
عَهْدِ أَحَدٍ ، أَوْ هَلْ جَعَلَ لَكُمْ أَحَدٌ أَمَانًا ؟ فَقَالُوا :
لاَ ، فَخَلَّى سَبِيلَهُمْ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَهُوَ
الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ} إِلَى
{بَصِيرًا}.
8- بَابُ : {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ}.
11448-
أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ يَعْنِي ابْنَ
الْمُفَضَّلِ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ :
أَرَادَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكْتُبَ
إِلَى الرُّومِ , فَقَالُوا : إِنَّهُمْ لاَ يَقْرَءُونَ كِتَابًا إِلاَّ
مَخْتُومًا ، فَاتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى
بَيَاضِهِ فِي يَدِهِ ، وَنَقَشَ فِيهِ : {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ}.
سُورَةُ الْحُجُرَاتِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ}.
11449-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ
هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ
تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ
بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ
وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ} , قَالَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ : أَنَا
وَاللَّهِ الَّذِي كُنْتُ أَرْفَعُ صَوْتِي عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَكُونَ قَدْ غَضِبَ
اللَّهُ عَلَيَّ ، قَالَ : فَحَزِنَ وَاصْفَرَّ ، فَفَقَدَهُ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَ عَنْهُ ، فَقَالَ : يَا
نَبِيَّ اللهِ , إِنَّهُ يَقُولُ : وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ أَكُونَ مِنْ
أَهْلِ النَّارِ , لأَنِّي كُنْتُ أَرْفَعُ صَوْتِي عِنْدَ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بَلْ هُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ , قَالَ : فَكُنَّا
نَرَاهُ يَمْشِي بَيْنَ أَظْهُرِنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ}.
11450-
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، عَنِ ابْنِ
جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ ، أَنَّ عَبْدَ
اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ ، أَنَّهُ قَدِمَ الرُّكَبُ مِنْ بَنِي
تَمِيمٍ , عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ
أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَمِّرِ الْقَعْقَاعَ بْنَ مَعْبَدٍ ،
وَقَالَ عُمَرُ : بَلْ أَمِّرِ الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ ، فَتَمَارَيَا
حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا ، فَنَزَلَتْ فِي ذَلِكَ {يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ}
حَتَّى انْقَضَتِ الآيَةُ {وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ
إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ}.
11451- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ ، قَالَ : أَبِي أَخْبَرَنَا ، قَالَ
: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ
الْبَرَاءِ ، {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ} ,
فَقَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ , فَقَالَ : إِنَّ حَمْدِي زَيْنٌ ، وَإِنَّ ذَمِّي شَيْنٌ ،
فَقَالَ : ذَاكَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ}.
11452-
أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ ، حَدَّثَنَا بِشْرٌ ، حَدَّثَنَا
دَاوُدُ ، عَنْ عَامِرٍ ، قَالَ أَبُو جَبِيرَةَ بْنُ الضَّحَّاكِ : فِينَا
نَزَلَتِ الآيَةُ ، قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ ، وَمَا مِنَّا رَجُلٌ إِلاَّ لَهُ اسْمَانِ أَوْ
ثَلاَثَةٌ ، كَانَ إِذَا دَعَا الرَّجُلَ بِالاِسْمِ , قُلْنَا : يَا
رَسُولَ اللهِ ، إِنَّهُ يَغْضَبُ مِنْ هَذَا ، فَأُنْزِلَتْ {وَلاَ
تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ} الآيَةُ كُلُّهَا.
4- قَوْلُهُ تَعَالَى : {قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا}.
11453-
أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ ،
حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مَعْمَرٍ(1) ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ سَعْدًا ،
قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَعْطَيْتَ فُلاَنًا وَفُلاَنًا ، وَمَنَعْتَ
فُلاَنًا وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، قَالَ : مُسْلِمٌ , قَالَ : أَعْطَيْتَ
فُلاَنًا ، قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً ، كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ :
مُسْلِمٌ.
5- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَلاَ يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا}.
11454-
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، حَدَّثَنَا
الْعَلاَءُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ ,
قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا
يَكْرَهُ , قِيلَ : أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ ؟ قَالَ :
إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ , فَقَدِ اغْتَبْتَهُ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ
فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ.
_____حاشية_____
(1) في النسخة الخطية "من
السنن الكبرى" , والمطبوع : "المُعْتَمِر بن سُلَيْمَان , حدَّثنا عَبْد
الرَّزَّاق , عن مَعْمَر" ، وقوله : "عن عَبْد الرَّزَّاق" لم يَرِد في
"تحفة الأشراف" وظن البعض أنه سقط من "التحفة" وليس كذلك , ففي ترجمة
مُعْتَمِر بن سُلَيْمَان في "تهذيب الكمال" ذَكَرَ المِزِّي أنه روى عن
عَبْد الرَّزَّاق , وَلَمْ يرمز له برمز النَّسَائِي (س) , وروى عن مَعْمَر
, ورمز له برمز مُسْلم والنَّسَائِي (م س) , وكذلك فعل في ترجمة عَبْد
الرَّزَّاق , إذ ذَكَرَ في الرواة عنه : مُعْتَمِر بن سُلَيْمَان , ،
وَلَمْ يرمز له بشيءٍ , واللهُ أعلم.
ولعل قائلاً يقول : فلماذا لم تعتمدوا النسخة الخطية , وأثبتم "عن عَبْد الرَّزَّاق" ؟.
قلنا
: النسخ الخطية التي عُثِرَ عليها حتى السَّاعة , للسنن الكبرى , نسخ
حديثه لاَ تقف أمام النسخ العتيقة التي وقعت للمِزِّي في عصره , وقد عرفنا
ذلك , بفضل اللهِ , من خلال التتبع لما وقع في هذه النسخ , والعمل في هذا
الشأن.
ومما يؤكد عدم ورود "عَبْد الرَّزَّاق" في إسناد النَّسَائِي ,
قول ابن عساكر عَقِب رواية النَّسَائِي , في رواية المُعْتَمِر , عن
مَعْمَر : سقط منه "عَبْد الرَّزَّاق" . "تحفة الأشراف" فقد سقط من رواية
النَّسَائِي , ووجب علينا في هذه الحالة أن نثبته كما ورد.
6- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا}.
11455-
أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَأَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ
يَحْيَى ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ رَجُلٍ ،
مِنْ ثَقِيفٍ الَّذِي يُقَالُ لَهُ أَبُو عَوْنٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَدِمَ وَفْدُ بَنِي أَسَدٍ
عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَتَكَلَّمُوا ,
فَقَالُوا : قَاتَلَتْكَ مُضَرُ , وَلَسْنَا بَأَقَلِّهِمْ عَدَدًا ، وَلاَ
أَكَلَّهُمْ شَوْكَةً ، وَصَلْنَا رَحِمَكَ ، فَقَالَ لأَبِي بَكْرٍ
وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : تَكَلَّمُوا هَكَذَا ، قَالُوا : لاَ ،
قَالَ : إِنَّ فِقْهَ هَؤُلاَءِ قَلِيلٌ ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْطِقُ
عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ.
قَالَ عَطَاءٌ فِي حَدِيثِهِ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا} الآيَةَ.
سُورَةُ ق.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11456-
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الرِّجَالِ ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَمْرَةَ ، عَنْ أُمِّ هِشَامٍ بِنْتِ
حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ ، قَالَتْ : مَا أَخَذْتُ {ق وَالْقُرْآنِ
الْمَجِيدِ} إِلاَّ مِنْ وَرَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، كَانَ يُصَلِّي بِهَا الصُّبْحَ.
11457- أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، عَنْ
شُعْبَةَ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَمِّي ،
يَقُولُ : صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الصُّبْحَ ، فَقَرَأَ فِي إِحْدَى الرَّكْعَتَيْنِ {وَالنَّخْلَ
بَاسِقَاتٍ} , قَالَ شُعْبَةُ : فَلَقِيتُهُ فِي السُّوقِ فِي الزِّحَامِ ,
فَقَالَ : ق.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأَتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ}.
11458-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ ثَوْرٍ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنِ
ابْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : احْتَجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ ، فَقَالَتِ
الْجَنَّةُ : يَا رَبِّ ، مَا لِي لاَ يَدْخُلُنِي إِلاَّ فُقَرَاءُ
النَّاسِ وَمَسَاكِينُهُمْ وَسُقَّاطُهُمْ ، وَقَالَتِ النَّارُ : يَا
رَبِّ ، مَا لِي لاَ يَدْخُلُنِي إِلاَّ الْجَبَّارُونَ
وَالْمُتَكَبِّرُونَ ، فَقَالَ لِلنَّارِ : أَنْتَ عَذَابِي أُصِيبُ بِكِ
مَنْ أَشَاءُ ، وَقَالَ لِلْجَنَّةِ : أَنْتَ رَحْمَتِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ
أَشَاءُ ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمْ مِلْؤُهَا ، فَأَمَّا أَهْلُ
الْجَنَّةِ , فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنْشِئُ لَهَا مَا شَاءَ ،
وَأَهْلُ النَّارِ فَيُلْقَوْنَ فِيهَا فَتَقُولُ : هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ؟
حَتَّى يَضَعَ قَدَمَهُ فِيهَا ، فَهُنَاكَ تَمْتَلِئُ وَيَنْزَوِي
بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ ، وَتَقُولُ : قَطُّ قَطُّ قَطُّ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ}.
11459-
أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
الأَحْوَصِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عُمَارَةَ ، وَهُوَ ابْنُ
رُؤَيْبَةَ , ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ
غُرُوبِهَا لَمْ يَلِجِ النَّارَ , فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : أَنْتَ
سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ :
نَعَمْ ، سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ ، وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
11460- أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ قَيْسٍ ، عَنْ
جَرِيرٍ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، فَجَعَلْنَا نَنْظُرُ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ،
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَمَا إِنَّكُمْ
تَنْظُرُونَ إِلَى رَبِّكَمْ كَمَا تَنْظُرُونَ إِلَى الْقَمَرِ ، لاَ
تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا
عَلَى صَلاَتَيْنِ : صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ ، وَصَلاَةٍ قَبْلَ
غُرُوبِهَا , وَتَلاَ {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ}.
سُورَةُ الذَّارِيَاتِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11461-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ سَلْمِ بْنِ قُتَيْبَةَ ،
حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْبَرِيدِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ
الْبَرَاءِ ، قَالَ : كُنَّا نُصَلِّي خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ , فَنَسْمَعُ مِنْهُ الآيَةَ بَعْدَ الآيَةِ
مِنْ سُورَةِ لُقْمَانَ , وَالذَّارِيَاتِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ}.
11462-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ
مَالِكٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي نُصِرْتُ
بِالصَّبَا ، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ.
11463- أَخْبَرَنَا
نَصْرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : أَقْرَأَنِي
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي أَنَا الرَّزَّاقُ
ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ.
سُورَةُ الطُّورِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11464-
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ ، عَنْ عُرْوَةَ ،
عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، أَنَّهَا
قَدِمَتْ مَكَّةَ وَهِيَ مَرِيضَةٌ ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : طُوفِي مِنْ وَرَاءِ
الْمُصَلِّينَ وَأَنْتَ رَاكِبَةٌ , قَالَتْ : فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ يَقْرَأُ
بِالطُّورِ.
11465- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ
مَالِكٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، وَالْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ قِرَاءَةً
عَلَيْهِ وَأنا أَسْمَعُ ، عَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي
مَالِكٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ
مُطْعِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ}.
11466-
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ
، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ذَكَرَ الْبَيْتَ الْمَعْمُورَ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ، وَإِذَا
إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى الْبَيْتِ
الْمَعْمُورِ ، وَإِذَا هُوَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ
مَلَكٍ ، إِذَا خَرَجُوا مِنْهُ لاَ يَعُودُونَ إِلَيْهِ أَبَدًا.
سُورَةُ النَّجْمِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11467-
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ
اللهِ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ مَسْعُودٍ ، فِي قَوْلِهِ {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} ، قَالَ :
رَأَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي حُلَّةٍ مِنْ رَفْرَفٍ قَدْ
مَلأَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ.
11468- أَخْبَرَنَا عَمْرُو
بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ زُرَيْعٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، قَالَ :
كُنْتُ عِنْدَ عَائِشَةَ , فَقَالَتْ : يَا أَبَا عَائِشَةَ ، ثَلاَثٌ
مَنْ تَكَلَّمَ بِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللهِ
الْفِرْيَةَ : مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ
عَلَى اللهِ الْفِرْيَةَ ، قَالَ : وَكُنْتُ مُتَّكِئًا فَجَلَسْتُ ,
فَقُلْتُ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ {وَلَقَدْ
رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ} ، {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} ؟
فَقَالَتْ : إِنِّي أَوَّلُ مَنْ سَأَلَ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : إِنَّمَا ذَلِكَ جِبْرِيلُ
عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، لَمْ أَرَهُ فِي صُورَتِهِ الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا
إِلاَّ هَاتَيْنِ الْمَرَّتَيْنِ ، رَأَيْتُهُ مُنْهَبِطًا مِنَ
السَّمَاءِ سَادًّا , عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ,
ثُمَّ قَالَتْ : أَوَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى : {لاَ تُدْرِكْهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ
وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} ؟ أَوَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى قَوْلِ اللهِ :
{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِنْ
وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ}
؟ وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا كَتَمَ شَيْئًا مِنْ كِتَابِ اللهِ
فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللهِ الْفِرْيَةَ ، وَاللَّهُ يَقُولُ : {يَا
أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} ، وَمَنْ
زَعَمَ أَنَّهُ يَعْلَمُ مَا يَكُونُ فِي غَدٍ , فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى
اللهِ الْفِرْيَةَ ، وَاللَّهُ يَقُولُ : {قُلْ لاَ يَعْلَمُ مَنْ فِي
السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ}.
1- ذِكْرُ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى.
11469-
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، فِي
قَوْلِهِ : {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : هُوَ نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ ,
حَافَّتَاهُ قِبَابٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ ، فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ ، مَا هَذَا
؟ قَالَ : هُوَ الْكَوْثَرُ , الَّذِي أَعْطَاكَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى ، وَرُفِعَتْ لِي سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى ، مُنْتَهَاهَا فِي
السَّمَاءِ السَّابِعَةِ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى}.
11470-
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ
الْعَوَّامِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ ، قَالَ : سَأَلْتُ
زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ قَوْلِهِ : {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ
أَدْنَى} ، فَقَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ مَسْعُودٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَهُ
سِتُّمِائَةِ جُنَاحٍ.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى}.
11471-
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ
زِيَادِ بْنِ حُصَينٍ ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ،
فِي قَوْلِهِ : {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} قَالَ : رَآهُ
بِقَلْبِهِ ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ : {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ
مَا رَأَى} , قَالَ : رَآهُ بِقَلْبِهِ مَرَّتَيْنِ.
11472-
أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ،
عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَرِيكٍ ، عَنْ أَبِي
ذَرٍّ ، قَالَ : رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
رَبَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِقَلْبِهِ ، وَلَمْ يَرَهُ بِبَصَرِهِ.
11473-
أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ
أَبِي حَكِيمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ ، يَقُولُ :
إِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ.
11474- أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي
مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا
أَوْحَى} , قَالَ : عَبْدُهُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
11475-
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُعَاذُ
بْنُ هِشَامٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : أَتَعْجَبُونَ أَنْ تَكُونَ
الْخُلَّةُ لِإِبْرَاهِيمَ ، وَالْكَلاَمُ لِمُوسَى ، وَالرُّؤْيَةُ
لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
4- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى}.
11476-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ،
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ،
فِي قَوْلِهِ : {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} إِلَى قَوْلِهِ :
{لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} , قَالَ : رَأَى جِبْرِيلَ
عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَدْ سَدَّ الأُفُقَ لَمْ يَرَهُ إِلاَّ فِي هَذَيْنِ
الْمَكَانَيْنِ.
11477- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا حِبَّانُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ ، عَنْ شَرِيكٍ ،
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ
ابْنِ مَسْعُودٍ ، فِي قَوْلِهِ : {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} ,
قَالَ : أَبْصَرَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
جِبْرِيلَ عَلَى رَفْرَفٍ قَدْ مَلأَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ،
وَلَمْ يُبْصِرْ رَبَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
11478- أَخْبَرَنَا
يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ حَمَّادِ
بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {وَلَقَدْ
رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} , قَالَ : رَأَيْتُ جِبْرِيلَ عِنْدَ السِّدْرَةِ
لَهُ سِتُّمِائَةِ جِنَاحٍ , يَتَنَاثَرُ مِنْهَا تَهَاوِيلُ الدُّرِّ.
5- قَوْلُهُ تَعَالَى : {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى}.
11479-
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، وَأَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، فِي قَوْلِهِ :
{لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} , قَالَ : رَأَى رَفْرَفًا ,
فِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ : أَخْضَرَ قَدْ سَدَّ الأُفُقَ.
6- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِلاَّ اللَّمَمَ}.
11480-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَشْبَهَ
بِاللَّمَمِ مِمَّا قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كَتَبَ عَلَى
ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا ، أَدْرَكَ ذَلِكَ لاَ مَحَالَةَ ،
فَزِنَا الْيَدَيْنِ الْبَطْشُ ، وَزِنَا اللِّسَانِ النُّطْقُ ،
وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي ، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ
وَيُكَذِّبُهُ.
7- قَوْلُهُ تَعَالَى : {أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى}.
11481-
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَكَّارٍ ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ مُحَمَّدٍ
، قَالاَ : حَدَّثَنَا مَخْلَدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ ، عَنْ
أَبِيهِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ،
عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : حَلَفْتُ بِاللاَّتِ وَالْعُزَّى ، فَقَالَ لِي
أَصْحَابِي : بِئْسَ مَا قُلْتَ ، قُلْتَ هُجْرًا ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ ,
فَقَالَ : قُلْ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ،
لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ،
وَانْفُثْ عَنْ شِمَالِكَ ثَلاَثًا ، وَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنَ
الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ، ثُمَّ لاَ تَعُدْ.
11482- أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ ،
عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ حَلَفَ
مِنْكُمْ فَقَالَ فِي حَلِفِهِ بِاللاَّتِ وَالْعُزَّى , فَلْيَقُلْ : لاَ
إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ.
11483- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ
جُمَيْعٍ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، قَالَ : لَمَّا فَتْحَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ بَعَثَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ
إِلَى نَخْلَةٍ ، وَكَانَتْ بِهَا الْعُزَّى ، فَأَتَاهَا خَالِدٌ ,
وَكَانَتْ عَلَى ثَلاَثِ سَمُرَاتٍ ، فَقَطَعَ السَّمُرَاتِ ، وَهَدَمَ
الْبَيْتَ الَّذِي كَانَ عَلَيْهَا ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ : ارْجِعْ فَإِنَّكَ
لَمْ تَصْنَعْ شَيْئًا , فَرَجَعَ خَالِدٌ ، فَلَمَّا بَصُرَتْ بِهِ
السَّدَنَةُ وَهُمْ حَجَبَتُهَا ، أَمْعَنُوا فِي الْجَبَلِ , وَهُمْ
يَقُولُونَ : يَا عُزَّى يَا عُزَّى ، فَأَتَاهَا خَالِدٌ , فَإِذَا
امْرَأَةٌ عُرْيَانَةٌ , نَاشِرَةٌ شَعْرَهَا , تَحْتَفِنُ التُّرَابَ
عَلَى رَأْسِهَا ، فَعَمَّمَهَا بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتَلَهَا ، ثُمَّ
رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ ,
فَقَالَ : تِلْكَ الْعُزَّى.
8- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى}.
11484-
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ،
قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ قَوْلِ اللهِ ، عَزَّ وَجَلَّ : {فَلاَ
جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} , فَوَاللَّهِ مَا عَلَى أَحَدٍ
جُنَاحٌ أَلاَّ يَطَّوَّفَ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، قَالَتْ عَائِشَةُ :
بِئْسَ مَا قُلْتَ يَا ابْنَ أُخْتِي ، إِنَّ هَذِهِ الآيَةَ لَوْ كَانَتْ
كَمَا أَوَّلْتَهَا , كَانَتْ : لاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَلاَّ يَطَّوَّفَ
بِهِمَا ، وَلَكِنَّهَا أُنْزِلَتْ فِي أَنَّ الأَنْصَارَ قَبْلَ أَنْ
يُسْلِمُوا , كَانُوا يُهِلُّونَ لِمَنَاةَ الطَّاغِيَةِ الَّتِي كَانُوا
يَعْبُدُونَ عِنْدَ الْمُشَلَّلِ ، وَكَانَ مَنْ أَهَلَّ لَهَا يَتَحَرَّجُ
أَنْ يَطَّوَّفَ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، فَلَمَّا سَأَلُوا رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ أَنْزَلَ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ فَمَنْ
حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ
بِهِمَا} , ثُمَّ قَدْ سَنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ الطَّوَافَ بِهِمَا ، فَلَيْسَ لأَحَدٍ أَنْ يَتْرُكَ الطَّوَافَ
بِهِمَا.
9- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا}.
11485-
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدٌ
يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ ، عَنِ الأَسْوَدِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ النَّجْمَ , فَسَجَدَ بِهِمْ.
سُورَةُ الْقَمَرِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11486-
أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ
سَعِيدٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، أَنَّ عُمَرَ سَأَلَ
أَبَا وَاقِدٍ اللَّيْثِيَّ : مَا كَانَ يَقْرَأُ بِهِ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الأَضْحَى وَالْفِطْرِ ؟ قَالَ :
كَانَ يَقْرَأُ بِق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ، وَاقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ
وَانْشَقَّ الْقَمَرُ.
11487- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ ، عَنْ ضَمْرَةَ
بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِي
وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ ، قَالَ : سَأَلَنِي عُمَرُ عَمَّا قَرَأَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلاَةِ الْعِيدَيْنِ ,
فَقُلْتُ : {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} وَ {ق
وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ}.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَانْشَقَّ الْقَمَرُ}.
11488-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، عَنْ خَالِدٍ ، وَهُوَ
ابْنُ الْحَارِثِ , ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ :
انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ شِقَّتَيْنِ ، شِقَّةٌ فَوْقَ الْجَبَلِ ، وَشِقَّةٌ سَتَرَهَا
الْجَبَلُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
اللَّهُمَّ اشْهَدْ.
11489- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ
، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : انْشَقَّ الْقَمَرُ
عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِقَّتَيْنِ
، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اشْهَدُوا.
11490-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَهُوَ
ابْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، وَأَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ ،
عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : سَأَلَ أَهْلُ مَكَّةَ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آيَةً ، فَانْشَقَّ الْقَمَرُ
بِمَكَّةَ مَرَّتَيْنِ {وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا
سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} , يَقُولُ : ذَاهِبٌ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذَّكَرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}.
11491-
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ ، عَنِ
الأَسْوَدِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا}.
11492-
أَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : نُصِرْتُ بِالصَّبَا ، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ
بِالدَّبُورِ.
4- قَوْلُهُ تَعَالَى : {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}.
11493-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْوَهَّابِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
وَهُوَ فِي قُبَّةٍ يَوْمَ بَدْرٍ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ
وَوَعْدَكَ ، اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ لَمْ تَعْبُدْ بَعْدَ هَذَا
الْيَوْمِ , فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ , وَقَالَ : حَسْبُكَ يَا
رَسُولَ اللهِ ، فَقَدْ أَلْحَحْتَ عَلَى رَبِّكَ ، وَهُوَ فِي الدِّرْعِ ،
فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ : {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ
بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ}.
5- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ}.
11494-
أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ مَاهَكَ ، قَالَ :
إِنِّي لَعِنْدَ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ , إِذْ جَاءَهَا
عِرَاقِيٌّ , فَقَالَ : أَيْ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، أَرِينِي مُصْحَفَكِ ،
قَالَتْ : لِمَ ؟ قَالَ : أُرِيدُ أَنْ أُؤَلِّفَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ ،
فَإِنَّا نَقْرَأُهُ عِنْدَنَا غَيْرَ مُؤَلَّفٍ ، قَالَتْ : وَيْحَكَ ،
وَمَا يَضُرُّكَ أَيَّهُ قَرَأْتَ قَبْلُ ، إِنَّمَا نَزَلَتْ أَوَّلَ مَا
نَزَلَ سُورَةٌ مِنَ الْمُفَصَّلِ , فِيهَا ذِكْرُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ،
حَتَّى إِذَا ثَابَ النَّاسُ لِلإِسْلاَمِ , نَزَلَ الْحَلاَلُ
وَالْحَرَامُ ، وَلَوْ نَزَلَ أَوَّلُ شَيْءٍ : لاَ تَشْرَبُوا الْخَمْرَ ،
قَالُوا : لاَ نَدَعُ شُرْبَ الْخَمْرِ ، وَلَوْ نَزَلَ أَوَّلُ شَيْءٍ :
لاَ تَزْنُوا ، لَقَالُوا : لاَ نَدَعُ الزِّنَا ، وَإِنَّهُ أُنْزِلَتْ
{وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} بِمَكَّةَ ، وَإِنِّي جَارِيَةٌ أَلْعَبُ
، عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَا نَزَلَتْ
سُورَةُ الْبَقَرَةِ إِلاَّ وَأَنَا عِنْدَهُ ، قَالَ : فَأَخْرَجْتُ
إِلَيْهِ الْمُصْحَفَ , فَأَمْلَتْ عَلَيْهِ السُّوَرَ.
6- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ}.
11495-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا
خَالِدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي يُونُسُ
بْنُ يُوسُفَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ : تَفَرَّقَ
النَّاسُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ ، فَقَالَ لَهُ نَاتِلٌ : أَيُّهَا
الشَّيْخُ ، حَدِّثْنِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ ، قَالَ : نَعَمْ ، سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : أَوَّلُ
النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ ثَلاَثَةٌ : رَجُلٌ
اسْتُشْهِدَ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا ، قَالَ :
فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا ؟ قَالَ : قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ ،
قَالَ : كَذَبْتَ ، وَلَكِنْ قَاتَلْتَ لأَنْ يُقَالَ : فُلاَنٌ جَرِيءٌ ،
قَدْ قِيلَ ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ , حَتَّى أُلْقِيَ
فِي النَّارِ ، وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ ، وَقَرَأَ
الْقُرْآنَ ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا ، قَالَ :
فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا ؟ قَالَ : تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ ،
وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ ، قَالَ : كَذَبْتَ ، وَلَكِنْ تَعَلَّمْتَ
الْعِلْمَ لِيُقَالَ : عَالِمٌ ، وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ :
قَارِئٌ ، فَقَدْ قِيلَ ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ
حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ ، وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ
وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ
نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا ، قَالَ : مَا عَمِلْتَ فِيهَا ؟ قَالَ : مَا
تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلاَّ أَنْفَقْتُ
فِيهَا لَكَ ، قَالَ : كَذَبْتَ ، وَلَكِنْ فَعَلْتَ لِيُقَالَ : جَوَادٌ ،
فَقَدْ قِيلَ ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى
أُلْقِيَ فِي النَّارِ.
سُورَةُ الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11496-
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ،
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُقَصُّ عَلَى الْمِنْبَرِ , يَقُولُ :
{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جُنَّتَانِ} , فَقُلْتُ : وَإِنْ زَنَى
وَإِنْ سَرَقَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الثَّانِيَةَ : {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ
جُنَّتَانِ} , فَقُلْتُ الثَّانِيَةَ : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ يَا
رَسُولَ اللهِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي الثَّالِثَةِ : {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جُنَّتَانِ} ,
فَقُلْتُ الثَّالِثَةَ : وَإِنْ زِنَى وَإِنْ سَرَقَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟
قَالَ : وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي الدَّرْدَاءِ.
11497- أَخْبَرَنَا
مُؤَمَّلُ بْنُ هِشَامٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، عَنِ
الْجُرَيْرِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُوسَى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ
بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ قَالَ عَنْ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَرَأَهَا : {وَلِمَنْ خَافَ
مَقَامَ رَبِّهِ جُنَّتَانِ} , فَقُلْتُ : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ يَا
رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جُنَّتَانِ} ,
قَالَ : قُلْتُ : وَإِنْ زِنَى وَإِنْ سَرَقَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ :
{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جُنَّتَانِ} ، وَإِنْ زِنَى وَإِنْ سَرَقَ
، وَرَغِمَ أَنْفُ أَبِي الدَّرْدَاءِ , فَلاَ أَزَالُ أَقْرَؤُهَا
كَذَلِكَ حَتَّى أَلْقَاهُ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}.
11498-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ
الصَّمَدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ ، عَنْ أَبِي
بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ فِي الْجَنَّةِ
لَخَيْمَةً مِنْ دُرَّةٍ مُجَوَّفَةٍ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {ذِي الْجِلاَلِ وَالإِكْرَامِ}.
11499-
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى , ، قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ ، قَالَ :
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرٍ ، قَالَ
: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
أَلِظُوا بِذِي الْجِلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
سُورَةُ الْوَاقِعَةِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ}.
11500-
أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ فِي
الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ سَنَةٍ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ}.
11501-
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ ، عَنْ حُصَينٍ ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : نَزَلَ
الْقُرْآنُ جَمِيعًا فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ،
ثُمَّ فُصِّلَ فَنَزَلَ فِي السِّنِينَ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : {فَلاَ
أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ}.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ}.
11502-
أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ هِلاَلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ يَعْنِي
ابْنَ سُلَيْمَانَ ، عَنْ هَارُونَ الأَعْوَرِ ، عَنْ بُدَيْلٍ هُوَ ابْنُ
مَيْسَرَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ :
كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ :
{فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ}.
سُورَةُ الْحَدِيدِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11503-
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ
بْنُ مُوسَى ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبٍ
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : كَانَتْ
مُلُوكٌ بَعْدَ عِيسَى ، بَدَّلُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ ، فَكَانَ
مِنْهُمْ مُؤْمِنُونَ يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ ، فَقِيلَ
لِمُلُوكِهِمْ : مَا نَجِدُ شَتْمًا أَشَدَّ مِنْ شَتْمِ يَشْتِمُونَنَا
هَؤُلاَءِ ، إِنَّهُمْ يَقْرَءُونَ {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ
اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} هَؤُلاَءِ الآيَاتِ , مَعَ مَا
يَعِيبُونَّا بِهِ مِنْ أَعْمَالِنَا فِي قِرَاءَتِهِمْ ، فَادْعُهُمْ
فَلْيَقْرَءُوا كَمَا نَقْرَأُ ، وَلْيُؤْمِنُوا كَمَا آمَنَّا ،
فَدَعَاهُمْ فَجَمَعَهُمْ فَعَرَضَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلَ أَوْ يَتْرُكُوا
قِرَاءَةَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ ، إِلاَّ مَا بَدَّلُوا مِنْهَا ،
فَقَالُوا : مَا تُرِيدُونَ إِلَى ذَلِكَ ، دَعَوْنَا ، فَقَالَتْ
طَائِفَةٌ مِنْهُمْ : ابْنُوا لَنَا أُسْطُوَانَةً ثُمَّ ارْفَعُونَا
إِلَيْهَا ، ثُمَّ أَعْطُونَا شَيْئًا نَرْفَعُ بِهِ طَعَامَنَا
وَشَرَابَنَا ، فَلاَ نَرِدُ عَلَيْكُمْ ، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ : دَعُونَا
نَسِيحُ فِي الأَرْضِ , وَنَهِيمُ وَنَشْرَبُ كَمَا يَشْرَبُ الْوَحْشُ ،
فَإِنْ قَدَرْتُمْ عَلَيْنَا فِي أَرْضِكُمْ فَاقْتُلُونَا ، وَقَالَتْ
طَائِفَةٌ : ابْنُوا لَنَا دُورًا فِي الْفَيَافِي ، وَنَحْتَفِرُ الآبَارَ
, وَنَحْرُثُ الْبُقُولَ ، فَلاَ نَرِدُ عَلَيْكُمْ ، وَلاَ نَمُرُّ
بِكُمْ ، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الْقَبَائِلِ إِلاَّ وَلَهُ حَمِيمٌ فِيهِمْ
، فَفَعَلُوا ذَلِكَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
{وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ
ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا} ،
وَالآخِرُونَ قَالُوا : نَتَعَبَّدُ كَمَا تَعَبَّدَ فُلاَنٌ ، وَنَسِيحُ
كَمَا سَاحَ فُلاَنٌ ، وَنَتَّخِذُ دُورًا كَمَا اتَّخَذَ فُلاَنٌ ، وَهُمْ
عَلَى شِرْكِهِمْ ، لاَ عِلْمَ لَهُمْ بِإِيمَانِ الَّذِينَ اقْتَدَوْا
بِهِ ، فَلَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ إِلاَّ الْقَلِيلُ ، انْحَطَّ رَجُلٌ مِنْ
صَوْمَعَتِهِ ، وَجَاءَ سَائِحٌ مِنْ سِيَاحَتِهِ ، وَصَاحِبُ الدَّيْرِ
مِنْ دَيْرِهِ ، فَأَمَنُوا بِهِ وَصَدَّقُوهُ ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا
بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ} , أَجْرَيْنِ
بِإِيمَانِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، وَتَصْدِيقِهِمْ بِالتَّوْرَاةِ
وَالإِنْجِيلِ ، وَبِإِيمَانِهِمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، وَتَصْدِيقِهِمْ ، قَالَ : {وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا
تَمْشُونَ بِهِ} , الْقُرْآنُ وَاتِّبَاعُهُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : {لِئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ} ,
الَّذِينَ يَتَشَبَّهُونَ بِكُمْ {أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ
فَضْلِ اللهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ
وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا}.
11504-
أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ،
قَالَ : أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي
هِلاَلٍ ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ،
أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ ، قَالَ : مَا كَانَ بَيْنَ إِسْلاَمِنَا وَبَيْنَ
أَنْ عَاتَبَنَا اللَّهُ بِهَذِهِ الآيَةِ {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ
آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ} إِلاَّ أَرْبَعُ
سِنِينَ.
2- السُّورُ.
11505- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ ، عَنِ الْعَلاَءِ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ ، وَأَهْلُ
النَّارِ النَّارَ ، أُتِيَ بِالْمَوْتِ مُلَبَّبًا فَيُوقَفُ عَلَى
السُّورِ الَّذِي بَيْنَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ ، فَيُذْبَحُ
ذَبْحًا عَلَى السُّورِ ، ثُمَّ يُقَالُ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ ،
خُلُودٌ لاَ مَوْتَ ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ ، خُلُودٌ لاَ مَوْتَ
مُخْتَصَرٌ.
سُورَةُ الْمُجَادَلَةِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11506-
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ ،
عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ
عَائِشَةَ ، أَنَّهَا قَالَتْ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ
الأَصْوَاتَ ، لَقَدْ جَاءَتْ خَوْلَةُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشْكُو زَوْجَهَا ، فَكَانَ يَخْفَى عَلَيَّ
كَلاَمُهَا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ
قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ
وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا} الآيَةَ.
1- قَوْلُهُ : {وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ}.
11507-
أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ
مُوسَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْرُوقٍ
، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : دَخَلَ يَهُودِيٌّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : السَّامُ عَلَيْكَ ، فَقَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَعَلَيْكَ , فَقَالَتْ
عَائِشَةُ : وَعَلَيْكَ السَّامُ وَغَضَبُ اللهِ ، قَالَ : فَخَرَجَ
الْيَهُودِيُّ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
يَا عَائِشَةُ ، إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ ,
قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَمَّا تَدْرِي مَا قَالَ ؟ قَالَ : وَمَا
قَالَ ؟ قَالَتْ : قَالَ : السَّامُ عَلَيْكَ , فَهُوَ قَوْلِهِ : {وَإِذَا
جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ} ، قَالَ :
فَخَرَجَ الْيَهُودِيُّ وَهُوَ يَقُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَفْسِهِ ، ,
فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلاَ
يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَونَهَا
فَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.
11508- أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ
عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ رَهْطًا مِنَ الْيَهُودِ دَخَلُوا عَلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالُوا : السَّامُ
عَلَيْكَ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
عَلَيْكُمْ , قَالَتْ عَائِشَةُ : فَقُلْتُ : بَلْ عَلَيْكُمُ السَّامُ
وَاللَّعْنَةُ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا
عَائِشَةُ ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ ،
قَالَتْ عَائِشَةُ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَلَمْ تَسْمَعْ مَا
قَالُوا ؟ قَالَ : قُلْتُ : عَلَيْكُمْ.
سُورَةُ الْحَشْرِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ}.
11509-
أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ،
عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَرَّقَ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ وَقَطَعَ ، وَهِيَ
الْبُوَيْرَةُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {مَا قَطَعْتُمْ
مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ
اللهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ}.
2- قَوْلُهُ : {وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ}.
11510-
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَفَّانَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي
عَمْرَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِ
اللهِ تَعَالَى : {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا
قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ} ,
قَالَ : اسْتَنْزَلُوهُمْ مِنْ حُصُونِهِمْ ، وَأُمِرُوا بِقِطْعِ
النَّخْلِ ، فَحَاكَ فِي صُدُورِهِمْ ، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ : قَدْ
قَطَعْنَا بَعْضًا وَتَرَكْنَا بَعْضًا ، فَلَنَسْأَلَنَّ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَلْ لَنَا فِيمَا قَطَعْنَا مِنْ
أَجْرٍ ؟ وَهَلْ عَلَيْنَا فِيمَا تَرَكْنَا مِنْ وِزْرٍ ؟ فَأَنْزَلَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا
قَائِمَةً}.
قَالَ : كَانَ عَفَّانُ حَدَّثَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ ،
عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ ، عَنْ حَبِيبٍ ، ثُمَّ رَجَعَ فَحَدَّثَنَاهُ عَنْ
حَفْصٍ.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ}.
11511-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَهُوَ
ابْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ
أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ ، أَنَّ عُمَرَ قَالَ : سَأُخْبِرُكُمْ بِهَذَا
الْفَيْءِ ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَصَّ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ لَمْ يُعْطِهِ غَيْرَهُ ، فَقَالَ : {وَمَا
أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ
مِنْ خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ} , فَكَانَتْ هَذِهِ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاصَّةً ، فَوَاللَّهِ مَا اخْتَارَهَا
دُونَكُمْ ، وَلاَ اسْتَأْثَرَ بِهَا عَلَيْكُمْ ، وَلَقَدْ قَسَمَهَا
عَلَيْكُمْ حَتَّى بَقِيَ مِنْهَا هَذَا الْمَالُ ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنْفِقُ مِنْهُ عَلَى أَهْلِهِ
سَنَتَهُمْ ، ثُمَّ يَجْعَلُ مَا بَقِيَ فِي مَالِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
مُخْتَصَرٌ.
11512- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ ،
وَيَحْيَى بْنُ مُوسَى ، وَهَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، قَالُوا :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ مَالِكِ
بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، كَانَتْ
أَمْوَالُ بَنِي النَّضِيرِ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِمَّا
لَمْ يُوجِفْ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ بِخَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ ، فَكَانَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنْفِقُ مِنْهَا عَلَى
أَهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَةٍ ، وَمَا بَقِيَ جَعَلَهُ فِي السِّلاَحِ
وَالْكُرَاعِ عُدَّةً فِي سَبِيلِ اللهِ.
4- ذِي الْقُرْبَى.
11513-
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
، قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ ،
عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ ، قَالَ : كَتَبَ نَجْدَةُ إِلَى ابْنِ
عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنْ أَشْيَاءَ ، فَشَهِدْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ حِينَ
قَرَأَ كِتَابَهُ ، وَحِينَ كَتَبَ إِلَيْهِ : إِنَّكَ سَأَلْتَ عَنْ
سَهْمِ ذِي الْقُرْبَى الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ ، مَنْ هُمْ ؟ وَإِنَّا
كُنَّا نَرَى أَنَّ قَرَابَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ هُمْ نَحْنُ ، فَأَبَى ذَلِكَ عَلَيْنَا قَوْمُنَا.
5- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ}.
11514-
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، قَالَ :
أَخْبَرَنَا مَنْصُورُ بْنُ حَيَّانَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ ، وَابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ ،
وَالْحَنْتَمِ ، وَالنَّقِيرِ ، وَالْمُزَفَّتِ ، ثُمَّ تَلاَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ {وَمَا آتَاكُمُ
الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}.
6- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}.
11515-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
الْمُبَارَكِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
الْمُفَضَّلُ بْنُ مُهَلْهِلٍ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ
عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ ،
وَالْمَوْشُومَاتِ ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ
لِلْحُسْنِ ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ ، فَبَلَغَتِ امْرَأَةً مِنْ
بَنِي أَسَدٍ يُقَالُ لَهَا أُمُّ يَعْقُوبَ , فَأَتَتْهُ فَقَالَتْ :
بَلَغَنِي أَنَّكَ لَعَنْتَ كَيْتَ وَكَيْتَ ؟ قَالَ : أَلاَ أَلْعَنُ مَنْ
لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ فِي
كِتَابِ اللهِ ، قَالَتْ : لَقَدْ قَرَأْتُ مَا بَيْنَ لَوْحَيِ
الْمُصْحَفِ ، فَمَا وَجَدْتُهُ ؟ قَالَ : لَئِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ
لَقَدْ وَجَدْتِيهِ ، أَمَا وَجَدْتِ {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ
، وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} ؟ قَالَتْ : بَلَى ، وَإِنِّي
أَظُنُّ أَهْلَكَ يَفْعَلُونَ بَعْضَ ذَلِكَ ، فَقَالَ : ادْخُلِي
فَانْظُرِي ، فَدَخَلَتْ ثُمَّ خَرَجَتْ ، قَالَتْ : مَا رَأَيْتُ شَيْئًا ،
قَالَ : لَوْ فَعَلَتْهُ لَمْ تُجَامِعْنَا.
7- الْمُهَاجِرُونَ.
11516-
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ ، عَنْ
يَعْلَى بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ
عَبَّاسٍ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِمَكَّةَ ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ ، وَأَصْحَابَ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ ،
لأَنَّهُمْ هَجَرُوا الْمُشْرِكِينَ ، وَكَانَ مِنَ الأَنْصَارِ
مُهَاجِرُونَ ، لأَنَّ الْمَدِينَةَ كَانَتْ دَارَ شِرْكٍ ، فَجَاءُوا
إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ
الْعَقَبَةِ.
8- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ}.
11517-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا حُصَينُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : سَمِعْتُ
عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ ، يَقُولُ : أَوْصَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ
فَقَالَ : أُوصِي الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي بِتَقْوَى اللهِ ، وَأُوصِيهِ
بِالْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ}
الآيَةَ ، أَنْ يَعْرِفَ لَهُمْ هِجْرَتَهُمْ ، وَيَعْرِفَ لَهُمْ
فَضْلَهُمْ ، وَأُوصِيهِ بِالأَنْصَارِ {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ
وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ} الآيَةَ ، أَنْ يَعْرِفَ لَهُمْ فَضْلَهُمْ ،
وَأَنْ يَقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ ، وَيَتَجَاوَزَ عَنْ مُسِيئِهِمْ ،
وَأُوصِيهِ بِأَهْلِ ذِمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
أَنْ يُوَفِيَ لَهُمْ بَعَهْدِهِمْ ، وَأَلاَّ يَحْمِلَ عَلَيْهِمْ فَوْقَ
طَاقَتِهِمْ ، وَأَنْ يُقَاتِلَ عَدُوَّهُمْ مِنْ وَرَائِهِمْ.
9- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ}.
11518-
أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، عَنْ وَكِيعٍ ، عَنْ فُضَيْلِ
بْنِ غَزْوَانَ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ
رَجُلاً ، مِنَ الأَنْصَارِ بَاتَ بِهِ ضَيْفٌ ، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ
إِلاَّ قُوتُ صِبْيَانِهِ ، فَقَالَ لاِمْرَأَتِهِ : نَوِّمِي الصِّبْيَةَ
وَأَطْفِئِي السِّرَاجَ ، وَقَرِّبِي لِلضَّيْفِ مَا عِنْدَكِ ، فَنَزَلَتْ
{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}.
10- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ}.
11519-
أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حُسَيْنٌ
يَعْنِي ابْنَ عَلِيٍّ الْجُعْفِيِّ ، عَنْ فُضَيْلٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ
زُهَيْرِ بْنِ الأَقْمَرِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اتَّقُوا
الظُّلْمَ ، فَإِنَّهُ الظُّلُمَاتُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَاتَّقُوا
الْفُحْشَ ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ ،
وَإِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ ، فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ،
أَمَرَهُمْ بِالظُّلْمِ فَظَلَمُوا ، وَأَمَرَهُمْ بِالْفُجُورِ فَفَجَرُوا
، وَأَمَرَهُمْ بِالْقَطِيعَةِ فَقَطَعُوا.
11520- أَخْبَرَنَا
قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْثَرٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ،
عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : كُنَّا نَتَشَهَّدُ فِي
الصَّلاَةِ , فَنَقُولُ : السَّلاَمُ عَلَى اللهِ قَبْلَ عِبَادِهِ ،
السَّلاَمُ عَلَى جِبْرِيلَ ، السَّلاَمُ عَلَى مِيكَائِيلَ ، نُعَدِّدُ
الْمَلاَئِكَةَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلاَمُ ، فَإِذَا جَلَسَ أَحَدُكُمْ فِي
الصَّلاَةِ فَلْيَقُلِ : التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ ، وَالصَّلَوَاتُ
وَالطَّيِّبَاتُ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ
اللهِ وَبَرَكَاتُهُ ، السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ
الصَّالِحِينَ ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَشْهَدُ
أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، فَإِنَّهُ إِذَا قَالَ أَحَدُكُمُ
: السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ ، أَصَابَتْ
كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ.
سُورَةُ الْمُمْتَحِنَةَ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ}.
11521-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ،
قَالَ : حَفِظْتُهُ عَنْ عَمْرٍو ، وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ
سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرٍو ، قَالَ :
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ
اللهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ أَنَّ عَلِيًّا أَخْبَرَهُ , قَالَ : بَعَثَنِي
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَا وَالْمِقْدَادُ
وَالزُّبَيْرُ , فَقَالَ : انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ ،
فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَةً مَعَهَا كِتَابٌ ، فَخُذُوا مِنْهَا ,
فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا الرَّوْضَةَ ، فَإِذَا نَحْنُ
بِالظَّعِينَةِ ، فَقُلْنَا : أَخْرِجِي الْكِتَابَ ، فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ
عِقَاصِهَا ، فَإِذَا فِيهِ : مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى
نَاسٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ , يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَتَيْنَا بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : مَا هَذَا يَا حَاطِبُ ؟ فَقَالَ :
لاَ تَعْجَلْ عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي كُنْتُ امْرَأً
مُلْصَقًا بِقُرَيْشٍ ، وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ، وَكَانَ مَنْ
مَعَكَ لَهُمْ بِهَا قَرَابَاتٌ يَحْمُونَ بِهَا قَرَابَتَهُمْ ،
فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي ذَلِكَ مِنَ النَّسَبِ أَنْ أَتَقَرَّبَ
إِلَيْهِمْ بِيَدٍ يَحْمُونَ بِهَا قَرَابَتِي ، وَمَا فَعَلْتُهُ كُفْرًا
وَلاَ ارْتِدَادًا عَنْ دِينِي ، وَلاَ رِضًى بِالْكُفْرِ بَعْدَ
الإِسْلاَمِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
قَدْ صَدَقَكُمْ , فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، دَعْنِي أَضْرِبْ
عُنُقَ يَعْنِي هَذَا ، فَقَالَ : يَا عُمَرُ ، مَا يُدْرِيكَ ، لَعَلَّ
اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ : اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ،
فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ وَاللَّفْظُ لِعُبَيْدِ اللهِ.
وَزَادَ
مُحَمَّدٌ فِي حَدِيثِهِ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {لاَ
تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} السُّورَةَ كُلَّهَا.
2- قَوْلُهُ : {إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ}.
11522-
أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ
وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يُونُسُ ، قَالَ : ابْنُ شِهَابٍ قَالَ :
وَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، أَنَّ عَائِشَةَ ، زَوْجَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ : كَانَ
الْمُؤْمِنَاتُ إِذَا هَاجَرْنَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُمْتَحَنَّ بِقَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : {يَا
أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ} الآيَةَ ، قَالَتْ
عَائِشَةُ : فَمَنْ أَقَرَّ بِهَذَا مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ فَقَدْ أَقَرَّ
بِالْمِحْنَةِ ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِذَا أَقْرَرْنَ بِذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِنَّ , قَالَ لَهُنَّ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : انْطَلِقْنَ ، فَقَدْ بَايَعْتُكُنَّ ,
وَلاَ وَاللَّهِ ، مَا مَسَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ امْرَأَةً قَطُّ ، غَيْرَ أَنَّهُ يُبَايِعُهُنَّ بِالْكَلاَمِ ،
قَالَتْ عَائِشَةُ : وَاللَّهِ مَا أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى النِّسَاءِ قَطُّ ، إِلاَّ بِمَا أَمَرَهُ
اللَّهُ ، وَكَانَ يَقُولُ إِذَا أَخَذَ عَلَيْهِنَّ , قَالَ : قَدْ
بَايَعْتُكُنَّ ، كَلاَمًا.
11523- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ
، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ حَفْصَةَ ،
عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ ، قَالَتْ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {إِذَا
جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ} إِلَى قَوْلِهِ : {وَلاَ
يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} , قَالَتْ : كَانَ مِنْهُ النِّيَاحَةُ ،
فَقُلْتُ : إِلاَّ آلَ فُلاَنٍ ، فَإِنَّهُمْ قَدْ كَانُوا أَسْعَدُونِي
فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَلاَ بُدَّ لِي مِنْ أَنْ أُسْعِدَهُمْ ، قَالَ :
إِلاَّ آلَ فُلاَنٍ.
3- قَوْلُهُ : {إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ}.
11524-
أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ،
عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِيِّ ، عَنْ
عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَجْلِسٍ , فَقَالَ : تُبَايِعُونِي عَلَى
أَنْ لاَ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا ، وَلاَ تَسْرِقُوا ، وَلاَ
تَزْنُوا , قَرَأَ عَلَيْهِمُ الآيَةَ ، فَمَنْ وَفَّى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ
عَلَى اللهِ ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَسَتَرَ اللَّهُ
عَلَيْهِ فَهُوَ إِلَى اللهِ ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ
لَهُ.
11525- الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأنا
أَسْمَعُ : عَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مَالِكٌ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ أُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ ،
قَالَتْ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
نِسْوَةٍ نُبَايِعُهُ عَلَى الإِسْلاَمِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ،
هَلُمَّ نُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ لاَ نُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا ، وَلاَ
نَسْرِقَ ، وَلاَ نَزْنِيَ ، وَلاَ نَأْتِي بِبُهْتَانٍ نَفْتَرِيهِ بَيْنَ
أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا ، وَلاَ نَعْصِيَكَ فِي مَعْرُوفٍ ، فَقَالَ :
فِيمَا اسْتَطَعْتُنَّ وَأَطَقْتُنَّ , فَقُلْنَا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَرْحَمُ بِنَا مِنَّا بِأَنْفُسِنَا ، هَلُمَّ نُبَايِعُكَ يَا رَسُولَ
اللهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي
لاَ أُصَافِحُ النِّسَاءَ ، إِنَّمَا قَوْلِي لِمِائَةِ امْرَأَةٍ
كَقَوْلِي لاِمْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ ، أَوْ مِثْلُ قَوْلِي لاِمْرَأَةٍ
وَاحِدَةٍ.
سُورَةُ الصَّفِّ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ : {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولِ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}.
11526-
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ شُعَيْبٍ ، عَنْ مَعْنِ بْنِ عِيسَى ، قَالَ :
حَدَّثَنَا مَالِكٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ
بْنِ مُطْعِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ ، أَنَا مُحَمَّدٌ ،
وَأَحْمَدُ ، وَأنا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمَيَّ ،
وَأنا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ ، وَأنا
الْعَاقِبُ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي
إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى
عَدُوِّهِمْ}.
11527- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ
عَمْرٍو ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِلَى
السَّمَاءِ ، خَرَجَ عَلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ فِي بَيْتٍ ، اثْنَا عَشَرَ
رَجُلاً ، وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ مَاءً , فَقَالَ : أَيُّكُمْ يُلْقَى
شَبَهِي عَلَيْهِ فَيُقْتَلُ مَكَانِي فَيَكُونُ مَعِي فِي دَرَجَتِي ؟
فَقَامَ شَابٌّ مِنْ أَحْدَثِهِمْ سِنًّا , فَقَالَ : أَنَا ، فَقَالَ :
اجْلِسْ ، ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِمْ ، فَقَامَ الشَّابُّ , فَقَالَ : أَنَا
، فَقَالَ : اجْلِسْ ، ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِمُ الثَّالِثَةَ ، فَقَالَ
الشَّابُّ : أَنَا ، فَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ : نَعَمْ أَنْتَ ،
فَأُلْقِيَ عَلَيْهِ شَبَهُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، ثُمَّ رُفِعَ
عِيسَى مِنْ رَوْزَنَةٍ كَانَ فِي الْبَيْتِ إِلَى السَّمَاءِ ، وَجَاءَ
الطَّلَبُ مِنَ الْيَهُودِ ، فَأَخَذُوا الشَّابَّ لِلشَّبِهِ فَقَتَلُوهُ ،
ثُمَّ صَلَبُوهُ ، فَتَفَرَّقُوا ثَلاَثَ فِرَقٍ
فَقَالَتْ فِرْقَةٌ
: كَانَ فِينَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَا شَاءَ ثُمَّ صَعِدَ إِلَى
السَّمَاءِ ، وَهَؤُلاَءِ الْيَعْقُوبِيَّةُ ، وَقَالَتْ فِرْقَةٌ : كَانَ
فِينَا ابْنُ اللهِ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ،
وَهَؤُلاَءِ النَّسْطُورِيَّةُ ، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ : كَانَ فِينَا
عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ رَفَعَهُ ، فَهَؤُلاَءِ
الْمُسْلِمُونَ ، فَتَظَاهَرَتِ الْكَافِرَتَانِ عَلَى الْمُسْلِمَةِ
فَقَتَلُوهَا ، فَلَمْ يَزَلِ الإِسْلاَمُ طَامِسًا , حَتَّى بَعَثَ
اللَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَنْزَلَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ
وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ} , يَعْنِي الطَّائِفَةَ الَّتِي كَفَرَتْ فِي
زَمَانِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، وَالطَّائِفَةُ الَّتِي آمَنَتْ فِي
زَمَانِ عِيسَى {فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ}
بِإِظْهَارِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِينَهُمْ عَلَى
دِينِ الْكُفَّارِ {فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}.
سُورَةُ الْجُمُعَةِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ}.
11528-
أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْعَزِيزِ ، عَنْ ثَوْرٍ ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِذْ نَزَلَتْ سُورَةُ الْجُمُعَةِ ، فَلَمَّا قَرَأَ
{وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} , قَالَ : مَنْ هَؤُلاَءِ
يَا رَسُولَ اللهِ ؟ فَلَمْ يُرَاجِعْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى سَأَلَهُ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ
ثَلاَثًا ، قَالَ : وَفِينَا سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ ، فَوَضَعَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَى سَلْمَانَ
ثُمَّ قَالَ : لَوْ كَانَ الإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَنَالَهُ رِجَالٌ
مِنْ هَؤُلاَءِ.
2- قَوْلُهُ : {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا}.
11529-
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْثَرٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حُصَينٌ ، عَنْ سَالِمِ
بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : كُنَّا
مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجُمُعَةِ ،
فَمَرَّتْ عِيرٌ تَحْمِلُ الطَّعَامَ ، فَخَرَجَ النَّاسُ إِلَى اثْنَيْ
عَشَرَ رَجُلاً ، فَنَزَلَتْ آيَةُ {الْجُمُعَةِ}.
سُورَةُ الْمُنَافِقُونَ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11530-
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا يَحْيَى
بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ،
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، قَالَ : لَمَّا قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ
أُبَيٍّ مَا قَالَ : جِئْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ ، فَحَلَفَ أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ ، فَجَعَلَ
النَّاسُ يَقُولُونَ : تَأْتِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بِالْكَذِبِ ؟ حَتَّى جَلَسْتُ فِي الْبَيْتِ مَخَافَةَ إِذَا
رَآنِي النَّاسُ أَنْ يَقُولُوا : كَذَبْتَ ، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الآيَةَ {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا
نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولِ اللهِ} الآيَةَ.
11531- أَخْبَرَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ ، عَنْ وَاصِلٍ الأَحْدَبِ ،
عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : قِيلَ لَهُ :
الْمُنَافِقُونَ الْيَوْمَ أَكْثَرُ أَمْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : بَلْ هُمُ الْيَوْمَ أَكْثَرُ
؛ لأَنَّهُ كَانَ يَوْمَئِذٍ يَسْتَسِرُّونَهُ وَالْيَوْمَ
يَسْتَعْلِنُونَهُ.
11532- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ
مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، حَدَّثَنِي
إِبْرَاهِيمُ ، عَنِ الأَسْوَدِ ، قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا فِي حَلْقَةٍ
فِيهَا عَبْدُ اللهِ ، فَجَاءَ حُذَيْفَةُ حَتَّى قَامَ عَلَيْنَا ،
فَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ : لَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ النِّفَاقَ عَلَى قَوْمٍ ،
كَانُوا خَيْرًا مِنْكُمْ ، قَالَ الأَسْوَدُ : سُبْحَانَ اللهِ ، إِنَّ
اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ , يَقُولُ : {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ
الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} , فَتَبَسَّمَ عَبْدُ اللهِ ، وَانْطَلَقَ
حُذَيْفَةُ , حَتَّى جَلَسَ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ ، وَقَامَ عَبْدُ
اللهِ وَتَفَرَّقَ أَصْحَابُهُ ، قَالَ : فَرَمَانِي بِالْحَصَا
فَأَتَيْتُهُ ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ : عَجِبْتُ مِنْ ضَحِكِهِ , وَقَدْ
عَرفَ مَا قُلْتُ ، أَجَلْ قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ النِّفَاقَ
عَلَى قَوْمٍ خَيْرٍ مِنْكُمْ ، ثُمَّ تَابُوا فَتَابَ اللَّهُ
عَلَيْهِمْ.
1- قَوْلُهُ : {الَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا}.
11533-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
جَعْفَرٍ ، وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ
الْحَكَمِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ
أَرْقَمَ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ :
{لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا
الأَذَلَّ} , فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَأَخْبَرْتُهُ ، فَحَلَفَ عَبْدُ اللهِ أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ شَيْئًا ،
وَلاَمَنِي قَوْمِي وَقَالُوا : مَا أَرَدْتَ إِلَى هَذَا ؟ فَأَرْسَلَ
إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ :
إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَنْزَلَ عُذْرَكَ , فَنَزَلَتْ هَذِهِ
الآيَةُ {الَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ
اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} , حَتَّى بَلَغَ {لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى
الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ}.
2- قَوْلُهُ : {لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ}.
11534-
أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ يَعْنِي ابْنَ
مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ , ، قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ ، أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ ،
يَقُولُ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي سَفَرٍ أَصَابَ النَّاسَ فِيهِ شِدَّةٌ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ
أُبَيٍّ وَأَنَا أَسْمَعُهُ لأَصْحَابِهِ : {لاَ تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ
عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} مِنْ حَوْلِهِ ، وَقَالَ :
{لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا
الأَذَلَّ} , قَالَ : فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ ذَلِكَ ، فَأَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ
أُبَيٍّ فَسَأَلَهُ ، فَاجْتَهَدَ يَمِينَهُ مَا فَعَلَ , قَالُوا : كَذَبَ
زَيْدٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَوَقَعَ فِي
نَفْسِي مِمَّا قَالُوا شِدَّةٌ ، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
تَصْدِيقِي فِي {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} قَالَ : وَدَعَاهُمُ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَسْتَغْفِرَ لَهُمْ ,
فَلَوَّوْا رُءُوسَهُمْ.
11535- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
مَنْصُورٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عَمْرٍو ، قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرًا ،
يَقُولُ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي غَزَاةٍ ، فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ
الأَنْصَارِ ، فَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ : يَا لَلْمُهَاجِرِينَ ، وَقَالَ
الأَنْصَارِيُّ : يَا لَلأَنْصَارِ ، فَسَمِعَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : مَا بَالَ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ
، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ
رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ , فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ
اللهِ بْنَ أُبَيِّ ابْنِ سَلُولٍ , فَقَالَ : فَعَلُوهَا ؟ {لَئِنْ
رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ} ,
فَقَالَ عُمَرُ : دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا ، قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ يَتَحَدَّثَنَّ النَّاسُ أَنَّ
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ.
سُورَةُ التَّغَابُنِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11536-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ
الْقَاسِمِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مَالِكٌ ، عَنِ فُضَيْلِ بْنِ أَبِي
عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نِيَارٍ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ
عَائِشَةَ ، قَالَتْ : خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَبْلَ بَدْرٍ ، فَلَمَّا كَانَ بِحَرَّةِ الْوَبَرَةِ
أَدْرَكَهُ رَجُلٌ قَدْ كَانَ يُذْكَرُ مِنْهُ جُرْأَةٌ وَنَجْدَةٌ ،
فَفَرِحَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ
رَأَوْهُ ، فَلَمَّا أَدْرَكَهُ , قَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، جِئْتُ
لأَتَّبِعَكَ وَأُصِيبَ مَعَكَ ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَتُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ؟ قَالَ :
لاَ ، قَالَ : فَارْجِعْ ، فَلَنْ نَسْتَعِينَ بِمُشْرِكٍ , ثُمَّ مَضَى ,
حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالشَّجَرَةِ أَدْرَكَهُ ، فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ
أَوَّلَ مَرَّةٍ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كَمَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّةٍ ، قَالَ : لاَ ، قَالَ : فَارْجِعْ
فَلَنْ أَسْتَعِينَ بِمُشْرِكٍ , فَرَجَعَ ، ثُمَّ أَدْرَكَهُ
بِالْبَيْدَاءِ , فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّةً ، فَقَالَ لَهُ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تُؤْمِنُ بِاللَّهِ
وَرَسُولِهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَانْطَلِقْ.
سُورَةُ الطَّلاَقِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11537-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، وَعَبْدُ
اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ تَمِيمٍ ، عَنْ حَجَّاجٍ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ
جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ ، قَالَ :
قَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا أَيُّهَا
النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ فِي قُبُلِ
عِدَّتِهِنَّ.
11538- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَاصِحٍ ، حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَثِيرٍ ،
عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ
فَطَلِّقُوهُنَّ} فِي قُبُلِ عِدَّتِهِنَّ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا}.
11539-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ ،
قَالَ : سَمِعْتُ كَهْمَسًا ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي السَّلِيلِ ، عَنْ
أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : جَعَلَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَتْلُو هَذِهِ الآيَةَ {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ
مَخْرَجًا} حَتَّى خَتَمَ الآيَةَ ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ ، لَوْ
أَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ أَخَذُوا بِهَا لَكَفَتْهُمْ.
2- قَوْلُهُ : {وَأُولاَتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمَلَهُنَّ}.
11540-
أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ ، حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ ، عَنِ الأَسْوَدِ ، وَمَسْرُوقٍ ،
وَعُبَيْدَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، أَنَّ سُورَةَ النِّسَاءِ الْقُصْرَى
نَزَلَتْ بَعْدَ الْبَقَرَةِ.
11541- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ
سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ ،
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ، أَنَّ
ابْنَ مَسْعُودٍ ، قَالَ : الْقُصْرَى نَزَلَتْ بَعْدَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ
{وَأُولاَتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمَلَهُنَّ}.
11542-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَزِيعٍ ، حَدَّثَنَا
يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ زُرَيْعٍ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ وَهُو الصَّوَّافُ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : قِيلَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ فِي امْرَأَةٍ
وَضَعَتْ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِعِشْرِينَ لَيْلَةً : أَيَصْلُحُ
لَهَا أَنْ تَتَزَوَّجَ ؟ قَالَ : لاَ إِلاَّ آخِرَ الأَجَلَيْنِ ، قَالَ :
قُلْتُ : قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : {وَأُولاَتُ الأَحْمَالِ
أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمَلَهُنَّ} , قَالَ : إِنَّمَا ذَلِكَ فِي
الطَّلاَقِ ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : أَنَا مَعَ ابْنُ أَخِي ، يَعْنِي
أَبَا سَلَمَةَ ، فَأَرْسَلَ غُلاَمَهُ كُرَيْبًا , فَقَالَ : ائْتِ أُمَّ
سَلَمَةَ فَسَلْهَا : هَلْ كَانَ هَذَا سُنَّةً مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَجَاءَهُ , فَقَالَ : قَالَتْ : نَعَمْ ،
سُبَيْعَةُ الأَسْلَمِيَّةُ وَضَعَتْ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِعِشْرِينَ
لَيْلَةً فَأَمَرَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنْ تَزَوَّجَ ، وَكَانَ أَبُو السَّنَابِلِ فِيمَنْ خَطَبَهَا.
سُورَةُ التَّحْرِيمِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ}.
11543-
أَنْبَأَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي
، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ،
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ لَهُ
أَمَةٌ يَطَؤُهَا ، فَلَمْ تَزَلْ بِهِ عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ حَتَّى
حَرَّمَهَا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ
لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ ... } ,
إِلَى آخِرِ الآيَةِ.
11544- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، أَنَّهُ
سَمِعَ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَائِشَةَ ، زَوْجَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزْعُمُ أَنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَمْكُثُ عِنْدَ زَيْنَبَ
وَيُشْرَبُ عِنْدَهَا عَسَلاً ، فَتَوَاصَيْتُ وَحَفْصَةُ , أَيَّتُنَا مَا
دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهَا
فَلْتَقُلْ : إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ مَغَافِيرَ ، فَدَخَلَ عَلَى
إِحْدَاهُمَا , فَقَالَتْ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ : بَلْ شَرِبْتُ عَسَلاً
عِنْدَ زَيْنَبَ , وَقَالَ لِي : لَنْ أَعُودَ لَهُ , فَنَزَلَتْ {لِمَ
تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} ، {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ} ،
{وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} ,
لِقَوْلِهِ : بَلْ شَرِبْتُ عَسَلاً ، كُلُّهُ فِي حَدِيثِ عَطَاءٍ.
11545-
أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ ،
حَدَّثَنَا مَخْلَدٌ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : أَتَاهُ رَجُلٌ , فَقَالَ :
إِنِّي جَعَلْتُ امْرَأَتِي عَلَيَّ حَرَامًا ؟ قَالَ : كَذَبْتَ ،
لَيْسَتْ عَلَيْكَ بِحَرَامٍ ، ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ {يَا أَيُّهَا
النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} , عَلَيْكَ أَغْلَظُ
الْكَفَّارَاتِ : عِتْقُ رَقَبَةٍ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ}.
11546-
أَخْبَرَنَا الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ ، عَنِ ابْنِ
الْقَاسِمِ ، قَالَ مَالِكٌ : حَدَّثَنِي أَبُو النَّضْرِ ، عَنْ عَلِيِّ
بْنِ حُسَيْنٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ سَأَلَ عُمَرَ عَنِ
اللَّتَيْنِ تَظَاهَرَتَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ , فَقَالَ : عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ.
3- قَوْلُهُ : {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ}.
11547-
أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هُشَيْمٍ ، أَخْبَرَنَا
حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ بْنُ
الْخَطَّابِ : اجْتَمَعَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ نِسَاؤُهُ فِي الْغَيْرَةِ عَلَيْهِ ، فَقُلْتُ : {عَسَى رَبُّهُ
إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ}
فَنَزَلَتْ مِثْلَ ذَلِكَ.
سُورَةُ الْمُلْكِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}.
11548-
أَخْبَرَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : قُلْتُ لأَبِي
أُسَامَةَ : أَحَدَّثَكُمْ شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ عَبَّاسٍ
الْجُشَمِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ سُورَةً فِي الْقُرْآنِ ثَلاَثُونَ
آيَةً شَفَعَتْ لِصَاحِبِهَا حَتَّى غُفِرَ لَهُ , {تَبَارَكَ الَّذِي
بِيَدِهِ الْمُلْكُ} ؟ فَأَقَرَّ بِهِ أَبُو أُسَامَةَ ، وَقَالَ : نَعَمْ.
سُورَةُ الْقَلَمِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11549-
أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، عَنْ وَكِيعٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ،
قَالَ : سَمِعْتُ مُجَاهِدًا ، يُحَدِّثُ عَنْ طَاوُوسٍ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ ، قَالَ : مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَلَى قَبْرَيْنِ , فَقَالَ : إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا
يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ ، أَمَّا هَذَا فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنْ
بَوْلِهِ ، وَأَمَّا هَذَا فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ , ثُمَّ دَعَا
بِعَسِيبٍ رَطْبٍ , فَشَقَّهُ بِاثْنَيْنِ ، فَغَرَسَ عَلَى هَذَا وَاحِدًا
، وَعَلَى هَذَا وَاحِدًا ، ثُمَّ قَالَ : لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا
مَا لَمْ يَيْبَسَا.
11550- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ
، حَدَّثَنَا بِشْرُ يَعْنِي ابْنُ الْمُفَضَّلِ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ،
عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَمَّامٍ ، أَنَّ حُذَيْفَةَ ،
قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ
: لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ}.
11551-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ،
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ
وَهْبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ : أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ ، كُلُّ
ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ ، وَقَالَ :
أَهْلُ النَّارِ كُلُّ جَوَّاظٍ عُتُلٍّ مُسْتَكْبِرٍ.
11552-
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ ،
حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي حُصَينٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ : {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} , قَالَ :
رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ كَانَتْ لَهُ زَنَمَةٌ مِثْلُ زَنَمَةِ الشَّاةِ.
سُورَةُ الْحَاقَّةِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ : {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ}.
11553-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ بِشْرٍ ، وَهُوَ ابْنُ
الْمُفَضَّلِ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ,
قَالَ : نُصِرْتُ بِالصَّبَا ، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ.
2- قَوْلُهُ : {فَأَمَّا مِنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ}.
11554-
أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ ، عَنْ
عُثْمَانَ بْنِ الأَسْوَدِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ
، قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ : وَأَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى ، أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ
مُوسَى ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ الأَسْوَدِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي
مُلَيْكَةَ , قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ هَلَكَ قُلْتُ
: يَا رَسُولَ اللهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ : مَنْ , وَقَالَ يُوسُفُ :
{فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ
حِسَابًا يَسِيرًا} , قَالَ : ذَلِكَ الْعَرْضُ.
11555- أَخْبَرَنَا
الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ ، حَدَّثَنَا نَافِعُ
بْنُ عُمَرَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ حُوسِبَ
يَوْمَئِذٍ عُذِّبَ , قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ ، حِسَابًا يَسِيرًا ؟
قَالَ : ذَلِكَ الْعَرْضُ ، وَمَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَهْلِكُ.
سُورَةُ الْمَعَارِجِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11556-
أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ :
{سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} , قَالَ : النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ
بْنِ كَلَدَةَ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ}.
11557-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
ثَوْرٍ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سُهَيْلٌ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا مِنْ رَجُلٍ لاَ يُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِهِ إِلاَّ
جُعِلَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا مِنْ نَارٍ ، فَيُكْوَى بِهَا
جَبْهَتُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ
خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ.
2- قَوْلُهُ : {إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا}.
11558-
أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، عَنْ وَكِيعٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ،
وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ
، حَدَّثَنَا عَبْثَرٌ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنِ الْمُسَيَّبِ ،
عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرْفَةَ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، قَالَ : دَخَلَ
عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَنَحْنُ
حِلَقٌ مُتَفَرِّقُونَ , فَقَالَ : مَا لِي أَرَاكُمْ عِزِينَ ؟ اللَّفْظُ
لِهَنَّادِ.
سُورَةُ الْجِنِّ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11559-
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا ،
ثُمَّ ذَكَرَ كَلِمَةً مَعْنَاهَا : أَخْبَرَنَا دَاوُدُ ، عَنْ عَامِرٍ ،
عَنْ عَلْقَمَةَ ، قَالَ : قُلْنَا لِعَبْدِ اللهِ : هَلْ صَحِبَ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْكُمْ أَحَدٌ لَيْلَةَ
الْجِنِّ ؟ قَالَ : لَمْ يَصْحَبْهُ مِنَّا أَحَدٌ إِلاَّ أَنَا ، بِتْنَا
بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ ، إِنَّا افْتَقَدْنَاهُ , فَقُلْنَا :
اسْتُطِيرَ أَوِ اغْتِيلَ ، فَتَفَرَّقْنَا فِي الشِّعَابِ وَالأَوْدِيَةِ
نَطْلُبُهُ ، فَلَقِيتُهُ مُقْبِلاً مِنْ نَحْوِ حِرَاءَ ، فَقُلْتُ :
بِأَبِي وَأُمِّي ، بِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ ، فَقَالَ
: إِنَّهُ أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ فَأَجَبْتُهُمْ أُقْرِئُهُمُ
الْقُرْآنَ , وَأَرَانِي آثَارَهَمْ وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ.
11560-
أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو
الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، وَأَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ
مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْبُوبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو
عَوَانَةَ ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ ، قَالَ : انْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ ،
وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ ،
وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الشُّهُبُ ، فَرَجَعَتِ الشَّيَاطِينُ إِلَى
قَوْمِهِمْ فَقَالُوا : حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ السَّمَاءِ ،
وَأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ ، فَقَالَ : مَا حَالَ بَيْنَكُمْ
وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إِلاَّ شَيْءٌ حَدَثَ ، فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ
الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا ، فَانْظُرُوا مَا هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ
وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ ؟ فَانْطَلَقُوا يَضْرِبُونَ مَشَارِقَ
الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا ، يَبْتَغُونَ مَا هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَهُمْ
وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ ، فَانْصَرَفَ أُولَئِكَ النَّفَرِ الَّذِينَ
تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَهُو بِنَخْلَةَ عَامِدًا إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ ، وَهُو
يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلاَةَ الْفَجْرِ ، فَلَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ
اسْتَمَعُوا لَهُ ، وَقَالُوا : هَذَا وَاللَّهِ الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ
وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ ، فَهُنَاكَ حِينَ رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ ،
فَقَالُوا : يَا قَوْمَنَا : {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي
إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} ،
فَأَنْزَلَ اللَّهُ {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ
الْجِنِّ} وَإِنَّمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ قَوْلُ الْجِنِّ ، اللَّفْظُ
لِعَمْرٍو.
11561- أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ ،
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ أَبِي
بِشْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : مَا
قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْجِنِّ
وَلاَ رَآهُمْ.
11562- أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللهِ ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : كَانَتِ الْجِنُّ
تَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ يَسْتَمِعُونَ الْوَحْيَ ، فَإِذَا سَمِعُوا
الْكَلِمَةَ زَادُوا فِيهَا تِسْعًا ، فَأَمَّا الْكَلِمَةُ فَتَكُونُ
حَقًّا ، وَأَمَّا مَا زَادُوا فَيَكُونُ بَاطِلاً ، فَلَمَّا بُعِثَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنِعُوا مَقَاعِدَهُمْ ،
فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِإِبْلِيسَ وَلَمْ تَكُنِ النُّجُومُ يُرْمَى بِهَا
قَبْلَ ذَلِكَ ، فَقَالَ لَهُمْ إِبْلِيسُ : مَا هَذَا إِلاَّ لأَمْرٍ
حَدَثَ فِي الأَرْضِ ، فَبَعَثَ جُنُودَهُ ، فَوَجَدُوا رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا يُصَلِّي ، فَأَتَوْهُ
فَأَخْبَرُوهُ ، فَقَالَ : هَذَا الْحَدَثُ الَّذِي حَدَثَ فِي الأَرْضِ.
سُورَةُ الْمُزَّمِّلِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11563-
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ يَعْنِي
ابْنَ الْحَارِثِ ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ
زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ ، قَالَ : انْطَلَقْنَا
إِلَى عَائِشَةَ ، فَاسْتَأْذَنَّا عَلَيْهَا ، فَدَخَلْنَا قُلْتُ :
أَنْبِئِينِي عَنْ قِيَامِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : أَلَسْتَ تَقْرَأُ هَذِهِ السُّورَةَ يَا أَيُّهَا
الْمُزَّمِّلُ ؟ قُلْتُ : بَلَى ، قَالَتْ : فَإِنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ
الْقِيَامَ فِي أَوَّلِ هَذِهِ السُّورَةِ ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ حَوْلاً ، حَتَّى انْتَفَخَتْ
أَقْدَامُهُمْ ، وَأَمْسَكَ اللَّهُ خَاتِمَتَهَا اثْنَيْ عَشْرَ شَهْرًا ،
ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ التَّخْفِيفَ فِي آخِرِ هَذِهِ
السُّورَةِ ، فَصَارَ قِيَامُ اللَّيْلِ تَطَوُّعًا بَعْدَ فَرِيضَةٍ
مُخْتَصَرٌ.
11564- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ ، عَنْ
أَبِيهِ ، وَقَالَ عَلَى أَثَرِهِ : عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ،
أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا عَرَكَتْ ، قَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ ، ثُمَّ
ذَكَرَ قُتَيْبَةُ كَلِمَةً مَعْنَاهَا ، اتَّزِرِي عَلَى وَسَطِكِ ،
وَكَانَ يُبَاشِرُهَا مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللَّهُ حَتَّى يَقُومَ
لَصَلاَتِهِ ، وَقَلَّ مَا كَانَ يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ لَمَّا قَالَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ : {قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً}.
11565-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ يَعْقُوبَ بْنَ عَاصِمِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ ، وَقَالَ
عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو : قَالَ رَسُولُ اللهِ : يَخْرُجُ الدَّجَّالُ ،
فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ
السَّلاَمُ كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ ، فَيَطْلُبُهُ
فَيُهْلِكُهُ ، ثُمَّ يَلْبَثُ النَّاسُ بَعْدَهُ تِسْعَ سِنِينَ لَيْسَ
بَيْنَ اثْنَيْنِ عَدَاوَةٌ ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ رِيحًا
بَارِدَةً مِنْ قِبَلِ الشَّامِ ، فَلاَ تُبْقِي أَحَدًا فِي قَلْبِهِ
مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ إِلاَّ قَبْضَتْهُ ، حَتَّى لَوْ أَنَّ
أَحَدَكُمْ كَانَ فِي كَبِدِ جَبَلٍ دَخَلَتْ عَلَيْهِمْ ، قَالَ :
سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ فِي خِفَّةِ الطَّيْرِ ، وَأَحْلاَمِ
السِّبَاعِ ، لاَ يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا ، وَلاَ يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا ،
فَيَتَمَثَّلُ لَهُمُ الشَّيْطَانُ فَيَأْمُرُهُمْ بِالأَوْثَانِ
فَيَعْبُدُونَهَا ، وَهُمْ فِي ذَلِكَ دَارَّةٌ أَرْزَاقُهُمْ ، حَسَنَةٌ
عِيْشَتُهُمْ ، ثُمَّ يُنْفُخُ فِي الصُّورِ فَلاَ يَبْقَى أَحَدٌ إِلاَّ
صُعِقَ ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ ، أَوْ يُنْزِلُ اللَّهُ ، مَطَرًا ،
فَتُنْبُتُ مِنْهُ أَجْسَادُ النَّاسِ ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى
فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ، ثُمَّ يُقَالُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ
، هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكَمْ {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} ،
ثُمَّ قَالَ : أَخْرِجُوا بَعْثَ أَهْلِ النَّارِ ، فَيُقَالُ : كَمْ ؟
فَيُقَالُ : مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعُمِائَةٍ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ ،
فَيَوْمَئِذٍ يُبْعَثُ {الْوِلْدَانُ شِيبًا} وَيَوْمَئِذٍ {يُكْشَفُ عَنْ
سَاقٍ}.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ : حَدَّثَنِي شُعْبَةُ بِهَذَا الْحَدِيثِ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ وَعَرَضْتُهُ عَلَيْهِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ}.
11566-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنِ
الْمُعَافَى ، وَهُوَ ابْنُ عِمْرَانَ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي حَزْمٍ ،
حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي قَوْلِهِ :
{هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} ، قَالَ : يَقُولُ
رَبُّكَمْ : أَنَا أَهْلٌ أَنْ أُتَّقَى أَنْ يُجْعَلَ مَعِي إِلَهٌ
غَيْرِي ، وَمَنِ اتَّقَى أَنْ يُجْعَلَ مَعِي إِلَهًا غَيْرِي فَأَنَا
أَهْلٌ أَنْ أَغْفِرَ لَهُ.
2- سُورَةُ الْمُدَّثِّرِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11567-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ، حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ
الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، يَقُولُ : أَخْبَرَنِي
جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ثُمَّ فَتَرَ الْوَحْيُ عَنِّي فَتْرَةً ،
فَبَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي سَمِعْتُ صَوْتًا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ،
فَرَفَعْتُ بَصَرِي قِبَلَ السَّمَاءِ ، فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي
جَاءَنِي بِحِرَاءٍ قَاعِدٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ،
فَجِئْتُ فَرَقًا حَتَّى هَوَيْتُ إِلَى الأَرْضِ ، فَجِئْتُ أَهْلِي
فَقُلْتُ : زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي ، فَدَثَّرُونِي ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ
فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} ، قَالَ أَبُو
سَلَمَةَ : الرُّجْزُ الأَوْثَانُ ، ثُمَّ حَمِيَ الْوَحْيُ وَتَتَابَعَ.
11568-
أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ ، عَنِ
الأَوْزَاعِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ : أَيُّ الْقُرْآنِ نَزَلَ قَبْلُ ؟ قَالَ : {يَا
أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} قُلْتُ : أَوِ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي
خَلَقَ} ؟ قَالَ : سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ : أَيُّ الْقُرْآنِ
نَزَلَ قَبْلُ ؟ {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} ، قُلْتُ : أَوِ {اقْرَأْ
بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} ؟ قَالَ جَابِرٌ : أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ
بِمَا حَدَّثَنَا بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : جَاوَرْتُ
بِحِرَاءٍ شَهْرًا ، فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِي نَزَلْتُ فَاسْتَبْطَنْتُ
بَطْنَ الْوَادِي ، فَنُودِيتُ فَنَظَرْتُ أَمَامِي وَخَلْفِي ، وَعَنْ
يَمِينِي وَشِمَالِي ، فَلَمْ أَرَ شَيْئًا ، ثُمَّ نُودِيتُ فَنَظَرْتُ
أَمَامِي وَخَلْفِي ، فَلَمْ أَرَ شَيْئًا ، ثُمَّ نُودِيتُ فَنَظَرْتُ
أَمَامِي وَخَلْفِي ، وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي ، فَلَمْ أَرَ
شَيْئًا ، ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا هُوَ عَلَى الْعَرْشِ
فِي الْهَوَاءِ ، فَأَخَذَتْنِي رَجْفَةٌ فَأَتَيْتَ خَدِيجَةَ
فَأَمَرْتُهُمْ فَدَثَّرُونِي ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {يَا
أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ
فَطَهِّرْ}.
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ : خَالَفَهُ شَيْبَانُ.
11569-
أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى ، حَدَّثَنَا آدَمُ ،
حَدَّثَنَا شَيْبَانُ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَارِظٍ الزُّهْرِيِّ ،
أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ نَزَلَ
مِنَ الْقُرْآنِ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ، قَالَ جَابِرٌ : سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : جَاوَرْتُ
بِحِرَاءٍ ، فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِي أَقْبَلْتُ فِي بَطْنِ الْوَادِي ،
فَنَادَى مُنَادٍ فَنَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي وَشِمَالِي وَخَلْفِي ، فَلَمْ
أَرَ شَيْئًا ، فَنَظَرْتُ فَوْقِي فَإِذَا جِبْرِيلُ جَالِسٌ عَلَى
عَرْشٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، فَجُئِثْتُ مِنْهُ ، فَأَقْبَلْتُ
إِلَى خَدِيجَةَ فَقُلْتُ : دَثِّرُونِي دَثِّرُونِي ، وَصُبُّوا عَلَيَّ
مَاءً بَارِدًا ، فَأَنْزَلَ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ.
سُورَةُ الْقِيَامَةِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11570-
أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ
مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ : {لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ}
، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَالِجُ
مِنَ التَّنْزِيلِ شِدَّةً ، كَانَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ ، قَالَ لِي ابْنُ
عَبَّاسٍ : أَنَا أُحَرِّكُهُمَا لَكَ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَرِّكُهُمَا ، قَالَ سَعِيدٌ : وَأَنَا
أُحَرِّكُهُمَا كَمَا كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُحَرِّكُهُمَا ، فَحَرَّكَ
شَفَتَيْهِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {لاَ تُحَرِّكْ بِهِ
لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمَعَهُ وَقُرْآنَهُ} ، قَالَ :
جَمْعَهُ فِي صَدْرِكَ ، ثُمَّ نَقْرَأُهُ {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ
فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} ، قَالَ : فَاسْتَمِعْ وَأَنْصِتْ ، فَكَانَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ
اسْتَمَعَ ، فَإِذَا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ قَرَأَهُ كَمَا أَقْرَأَهُ.
11571-
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ
مُوسَى ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ : {لاَ تُحَرِّكْ بِهِ
لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} قَالَ : كَانَ يُحَرِّكُ لِسَانَهُ مَخَافَةَ
أَنْ يَفْلِتَ مِنْهُ.
11572- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ ،
عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنْ سَعِيدٍ هُوَ ابْنُ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَيْهِ يَعْجَلُ بِقِرَاءَتِهِ
لِيَحْفَظَهُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {لاَ تُحَرِّكْ بِهِ
لِسَانَكَ} إِلَى قَوْلِهِ : {وَقُرْآنَهُ}.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةُ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}.
11573-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ
يَعْنِي ابْنَ ثَوْرٍ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَطَاءِ
بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ
النَّاسُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَلْ تُضَارُّونَ
فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ ؟ قَالُوا : لاَ ، قَالَ : هَلْ
تُضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ دُونَهُ سَحَابٌ ؟
قَالُوا : لاَ ، يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ.
11574- أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ،
وَأَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ،
حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ : {أَوْلَى لَكَ
فَأَوْلَى} ، قَالَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
وَأَنْزَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ؟ قَالَ : قَالَهُ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ أَنْزَلَهُ اللَّهُ ، اللَّفْظُ
لِإِبْرَاهِيمَ.
سُورَةُ الإِنْسَانِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11575-
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ ، عَنِ
الْمُخَوَّلِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ يَوْمَ
الْجُمُعَةِ تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ ، وَهَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلاَ زَمْهَرِيرًا}.
11576-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، فِي قَوْلِهِ : {زَمْهَرِيرًا}
، قَالَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : اشْتَكَتِ
النَّارُ إِلَى رَبِّهَا ، فَقَالَتْ : رَبِّ ، أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا ،
فَنَفِّسْنِي ، فَأَذِنَ لَهَا كُلَّ عَامٍ بِنَفَسَيْنِ ، قَالَ : أَشَدُّ
مَا تَجِدُونَ مِنَ الْبَرْدِ مِنْ زَمْهَرِيرِ جَهَنَّمَ ، وَأَشَدُّ مَا
تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ.
سُورَةُ الْمُرْسَلاَتِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11577-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْقَاسِمِ ،
عَنْ مَالِكٍ ، وَالْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ ، عَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ ،
حَدَّثَنِي مَالِكٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ ، عَنْ عُبَيْدِ
اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ أُمَّ الْفَضْلِ ،
سَمِعَتْهُ يَقْرَأُ : وَالْمُرْسَلاَتِ عُرْفًا ، فَقَالَتْ : يَا بُنَيَّ
، ذَكَّرْتَنِي بِقِرَاءَةِ هَذِهِ السُّورَةَ ، إِنَّهَا لَآخِرُ مَا
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ بِهَا
فِي الْمَغْرِبِ.
11578- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ
عَبْدِ الْمَلِكِ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ،
عَنْ مَنْصُورٍ ، وَالأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَارٍ ، وَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ وَالْمُرْسَلاَتِ
عُرْفًا ، فَإِنَّا لَنَتَلَقَّاهَا مِنْ فِيهِ إِذْ خَرَجَتْ عَلَيْنَا
حَيَّةٌ ، فَابْتَدَرْنَاهَا فَدَخَلَتْ جُحْرَهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وُقِيَتْ شَرَّكُمْ كَمَا وُقِيتُمْ
شَرَّهَا ، زَادَ الأَعْمَشُ فِي حَدِيثِهِ : قَالَ عَبْدُ اللهِ : إِنَّا
لَنَتَلَقَّاهَا مِنْ فِيهِ رَطْبَةً.
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ : خَالَفَهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، رَوَاهُ عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ الأَسْوَدِ.
11579-
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ،
عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ
الأَسْوَدِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْخَيْفِ مِنْ مِنًى ، حَتَّى
نَزَلَتْ {وَالْمُرْسَلاَتِ عُرْفًا} ، فَخَرَجَتْ حَيَّةٌ ، فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اقْتُلُوهَا ،
فَابْتَدَرْنَاهَا ، فَدَخَلَتْ فِي جُحْرِهَا.
سُورَةُ النَّبَأِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا}.
11580-
أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ
بْنُ وَهْبٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، وَأَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ بَيَانٍ ،
حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ جَعْفَرِ
بْنِ رَبِيعَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
قَالَ : لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمُ : الْكَرْمُ ، فَإِنَّمَا الْكَرْمُ
الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ ، وَلَكِنْ قُولُوا : حَدَائِقَ الأَعْنَابِ .
اللَّفْظُ لِيُونُسَ وَوَهْبٍ مِثْلَهُ.
سُورَةُ النَّازِعَاتِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11581-
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ
الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا عِيسَى ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا طَارِقُ
بْنُ شِهَابٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ
لاَ يَزَالُ يَذْكُرُ مِنْ شَأْنِ السَّاعَةِ ، حَتَّى نَزَلَتْ
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا} الآيَةَ كُلَّهَا.
سُورَةُ عَبَسَ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11582-
أَخْبَرَنَا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ ، حَدَّثَنَا
خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ،
عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ ، عَنْ عَائِشَةَ
، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : الْمَاهِرُ
بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ ، وَالَّذِي
يُتَعْتِعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ فَلَهُ أَجْرَانِ اثْنَانِ.
11583-
أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا عَارِمٌ ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ
بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا هِلاَلُ بْنُ خَبَّابٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : تُحْشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً ، قَالَ :
فَقَالَتْ زَوْجَتُهُ : أَيَنْظُرُ ، أَوْ يَرَى ، بَعْضُنَا عَوْرَةَ
بَعْضٍ ؟ قَالَ : يَا فُلاَنَةُ ، لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ
شَأْنٌ يُغْنِيهِ.
11584- أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ ،
حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الزُّبَيْدِيُّ ، قَالَ :
أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يُبْعَثُ
النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً ، فَقَالَتْ لَهُ
عَائِشَةُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فَكَيْفَ بِالْعَوْرَاتِ ؟ قَالَ :
لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ.
سُورَةُ التَّكْوِيرِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11585-
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا
الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ،
حَدَّثَنَا دَاوُدُ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ ،
عَنْ سَلَمَةَ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ ، قَالَ : ذَهَبْتُ أَنَا وَأَخِي
، إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قُلْتُ : يَا
رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ أُمَّنَا كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تُقْرِي
الضَّيْفَ ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ ، هَلْ يَنْفَعُهَا عَمَلُهَا ذَلِكَ
شَيْئًا ؟ قَالَ : لاَ ، قَالَ : فَإِنَّهَا وَأَدَتْ أُخْتًا لَهَا فِي
الْجَاهِلِيَّةِ لَمْ تَبْلُغِ الْحِنْثَ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْمَوْءُودَةُ وَالْوَائِدَةُ فِي النَّارِ ،
إِلاَّ أَنْ تُدْرِكَ الْوَائِدَةُ الإِسْلاَمَ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجِوَارِ الْكُنَّسِ}.
11586-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ،
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي
الأَسْوَدِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ ، قَالَ : صَلَّيْتُ خَلْفَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ فَسَمِعْتُهُ
يَقْرَأُ {فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ} الْجِوَارِ الْكُنَّسِ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ}.
11587-
أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى ، أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى ،
أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ ، عَنِ الْوَلِيدِ ، وَهُوَ ابْنُ سَرِيعٍ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ ، قَالَ : صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاَةَ الْفَجْرِ ، فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ
{وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ}.
سُورَةُ الاِنْفِطَارِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11588-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَامَ
مُعَاذٌ فَصَلَّى الْعِشَاءَ الآخِرَةَ فَطَوَّلَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَفَتَّانٌ يَا مُعَاذُ ، أَيْنَ
كُنْتَ عَنْ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى ، وَالضُّحَى ، وَإِذَا
السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ ؟.
11589- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
النَّضْرِ ، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ،
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ الأَشْجَعِيُّ ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ،
عَنْ عُبَيْدِ الْمُكْتِبِ ، عَنْ فُضَيْلٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ
أَنَسٍ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، فَضَحِكَ ، فَقَالَ : هَلْ تَدْرُونَ مِمَّا ضَحِكْتُ ؟
قُلْنَا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : مِنْ مُخَاطَبَةِ
الْعَبْدِ رَبَّهُ ، يَقُولُ : يَا رَبِّ ، أَلَمْ تُجِرْنِي مِنَ
الظُّلْمِ ؟ قَالَ : يَقُولُ : بَلَى ، قَالَ : فَيَقُولُ : إِنِّي لاَ
أُجِيزُ عَلَى نَفْسِي إِلاَّ شَاهِدًا مِنِّي ، فَيَقُولُ : كَفَى
بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ شَهِيدًا ، وَبِالْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ
شُهُودًا ، فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ ، وَيُقَالُ لأَرْكَانِهِ : انْطِقِي
فَتَنْطِقُ بِأَعْمَالِهِ ، ثُمَّ يُخَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَلاَمِ ،
فَيَقُولُ : بُعْدًا لَكُنَّ وَسُحْقًا ، فَعَنْكُنَّ كُنْتُ أُنَاضِلُ.
قَالَ
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ : مَا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ
عَنْ سُفْيَانَ غَيْرَ الأَشْجَعِيِّ ، وَهُوَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ ، وَاللَّهُ
أَعْلَمُ.
سُورَةُ الْمَطَفِّفِينَ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11590-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقَيْلٍ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ يَزِيدَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَمَّا قَدِمَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ ، فَكَانُوا مِنْ أَخْبَثِ
النَّاسِ كَيْلاً ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَيْلٌ
لِلْمُطَفِّفِينَ} فَحَسَّنُوا الْكَيْلَ بَعْدَ ذَلِكَ.
11591-
أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ ، عَنْ
بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : وَيْلٌ
لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ ، وَيْلٌ لَهُ ،
وَيْلٌ لَهُ.
11592- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ صَالِحٍ ،
حَدَّثَنَا نَافِعٌ ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ
الْعَالَمِينَ} يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، حَتَّى يَغِيبَ أَحَدُهُمْ إِلَى
أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ فِي رَشْحِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
قَالَ أَبُو
عَبْدِ الرَّحْمَنِ : لَمْ يَذْكُرُ عُبَيْدُ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ،
وَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ : حَتَّى يَقُومَ ، وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ : حَتَّى
يَغِيبَ.
11593- أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، عَنْ
عِيسَى بْنِ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ :
{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} ، قَالَ : يَقُومُ
أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.
11594-
أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنِ ابْنِ
عَجْلاَنَ ، عَنِ الْقَعْقَاعِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ
، فَإِنْ هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ صَقَلَتْ قَلْبَهُ ، وَإِنْ
عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ فَهُوَ الرَّانُ الَّذِي
ذَكَرَ اللَّهُ {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا
يَكْسِبُونَ}.
سُورَةُ الاِنْشِقَاقِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11595-
أَخْبَرَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ،
حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ
عَائِشَةَ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : مَنْ حُوسِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُذِّبَ ، قَالَتْ : قُلْتُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} ،
قَالَ : لَيْسَ ذَلِكَ بِالْحِسَابِ ، إِنَّمَا ذَلِكَ الْعَرْضُ ، مَنْ
نُوقِشَ الْحِسَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُذِّبَ.
11596- أَخْبَرَنَا
قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ
، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ،
قَرَأَ بِهِمْ {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} فَسَجَدَ فِيهَا ، فَلَمَّا
انْصَرَفَ أَخْبَرَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ سَجَدَ فِيهَا.
سُورَةُ الْبُرُوجِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ}.
11597-
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ
مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ
الْبُنَانِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ صُهَيْبٍ
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : كَانَ مَلِكٌ مِمَّنْ
كَانَ قَبْلَكُمْ ، وَكَانَ لَهُ سَاحِرٌ فَلَمَّا كَبِرَ السَّاحِرُ قَالَ
لِلْمَلِكِ إِنِّي قَدْ كَبِرَتْ سِنِّي وَحَضَرَ أَجْلِي فَادْفَعْ
إِلَيَّ غُلامًا فَلأُعَلِّمُهُ السِّحْرَ فَدَفَعَ إِلَيْهِ غُلامًا ،
وَكَانَ يُعَلِّمُهُ السِّحْرَ ، وَكَانَ بَيْنَ الْسَاحِرِ وَبَيْنَ
الْمَلِكِ رَاهِبٌ فَأَتَى الْغُلامُ الرَّاهِبَ فَسَمِعَ كَلامَهُ
فَأَعْجَبَهُ نَحْوُهُ وَكَلامُهُ فَكَانَ إِذَا أَتَى عَلَى السَّاحِرِ
ضَرَبَهُ وَقَالَ مَا حَبَسَكَ ، فَإِذَا أَتَى أَهْلَهُ جَلَسَ عِنْدَ
الرَّاهِبِ ، فَإِذَا أَتَى أَهْلَهَ ضَرَبُوهُ وَقَالُوا مَا حَبَسَكَ
فَشَكَى ذَلِكَ إِلَى الرَّاهِبِ فَقَالَ إِذَا أَرَادَ السَّاحِرُ أَنْ
يَضْرِبَكَ فَقُلْ حَبَسَنِي أَهْلِي ، وَإِذَا أَرَادَ أَهْلُكَ أَنْ
يَضْرِبُوكَ فَقُلْ حَبَسَنِي السَّاحِرُ
فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَتَى يَوْمًا عَلَى دَابَّةٍ فَظِيعَةٍ عَظِيمَةٍ قَدْ حَبَسَتِ النَّاسَ فَلا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَجُوزُوا وَقَالَ الْيَوْمَ أَعْلَمُ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ أَمْ أَمْرُ السَّاحِرِ وَأَخَذَ حَجَرًا وَقَالَ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ وَأَرْضَى لَكَ مِنْ أَمْرِ السَّاحِرِ فَاقْتُلْ هَذِهِ الدَّابَّةَ حَتَّى يَجُوزَ النَّاسُ فَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا وَمَضَى النَّاسُ فَأَخْبَرَ الرَّاهِبَ بِذَلِكَ فَقَالَ أَيْ بُنَيَّ أَنْتَ أَفْضَلُ مِنِّي وَإِنَّكَ سَتُبْتَلَى فَإِنِ ابْتُلِيتَ فَلا تَدُلَّ عَلَيَّ ، وَكَانَ الْغُلامُ يُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَسَائِرَ الأَدْوَاءِ وَيَشْفِيهِمْ ، وَكَانَ جَلِيسٌ لِلْمَلِكِ فَعَمِيَ فَسَمِعَ بِهِ فَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيرَةٍ فَقَالَ اشْفِنِي وَلَكَ مَا هَاهُنَا أَجْمَعُ فَقَالَ مَا أَشْفِي أَنَا أَحَدًا إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنْ آمَنْتَ بِاللهِ دَعَوْتُ اللَّهَ فَشَفَاكَ فَآمَنَ فَدَعَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ فَشَفَاهُ ، ثُمَّ أَتَى الْمَلِكَ فَجَلَسَ مِنْهُ نَحْوَ مَا كَانَ يَجْلِسُ فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ يَا فُلانُ مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ قَالَ رَبِّي قَالَ أَنَا قَالَ : لاَ ، وَلَكِنَّ رَبِّي وَرَبَّكَ اللَّهُ قَالَ وَلَكَ رَبٌّ غَيْرِي قَالَ نَعَمْ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الْغُلامِ فَبَعَثَ إِلَيْهِ فَقَالَ أَيْ بُنَيَّ قَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ أَنَّكَ تُبْرِئُ الأَكَمَهَ وَالأَبْرَصَ وَهَذِهِ الأَدْوَاءَ فَقَالَ مَا أَشْفِي أََنَا أَحَدًا مَا يَشْفِي غَيْرُ اللهِ قَالَ أََنَا قَالَ : لاَ قَالَ وَإِنَّ لَكَ رَبًّا غَيْرِي قَالَ نَعَمْ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ قَالَ فَأَخَذَهُ أَيْضًا بِالْعَذَابِ فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى دَلَّ عَلَى الرَّاهِبِ فَأُتِيَ الرَّاهِبُ فَقِيلَ ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ فَأَبَى فَوُضِعَ الْمِنْشَارُ عَلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ إِلَى الأَرْضِ فَقَالَ لِلأَعْمَى ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ فَأَبَى فَوُضِعَ الْمِنْشَارُ عَلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ إِلَى الأَرْضِ
فَقَالَ لِلْغُلامِ ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ فَأَبَى فَبَعَثَ
مَعَهُ نَفَرًا إِلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا وَقَالَ إِذَا بَلَغْتُمْ
ذُرْوَتَهُ فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلا فَدَهْدِهُوهُ مِنْ فَوْقِهِ
فَذَهَبُوا بِهِ فَلَمَّا عَلَوْا بِهِ الْجَبَلَ قَالَ اللَّهُمَّ
اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ فَرَجَفَ الْجَبَلُ فَتَدَهْدَهُوا أَجْمَعُونَ
وَجَاءَ الْغُلامُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى الْمَلِكِ فَقَالَ مَا فَعَلَ
أَصْحَابُكَ قَالَ كَفَانِيهِمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَبَعَثَ مَعَهُ
نَفَرًا فِي قُرْقُورَةٍ وَقَالَ إِذَا لَجَجْتُمْ مَعَهُ فِي الْبَحْرِ
فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلا فَغَرِّقُوهُ قَالَ أَبُو عَبْدِ
الرَّحْمَنِ : بَعْضُ حُرُوفِ غَرِّقُوهُ سَقَطَ مِنْ كِتَابِهِ
فَلَجَّجُوا بِهِ فِي الْبَحْرِ فَقَالَ الْغُلامُ اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ
بِمَا شِئْتَ فَغَرِقُوا أَجْمَعُونَ وَجَاءَ الْغُلامُ حَتَّى دَخَلَ
عَلَى الْمَلِكِ فَقَالَ مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ قَالَ كَفَانِيهِمُ
اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ.
ثُمَّ قَالَ لِلْمَلِكِ إِنَّكَ لَسْتَ
بِقَاتِلِي حَتَّى تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ فَإِنْ أَنْتَ فَعَلْتَ مَا
آمُرُكَ بِهِ قَتَلْتَنِي قَالَ وَمَا هُوَ قَالَ تَجْمَعُ النَّاسَ فِي
صَعِيدٍ ، ثُمَّ تَصْلُبُنِي عَلَى جِذْعٍ فَتَأْخُذُ سَهْمًا مِنْ
كِنَانَتِي ، ثُمَّ تَقُولُ بِاسْمِ رَبِّ الْغُلامِ فَإِنَّكَ إِنْ
فَعَلْتَ ذَلِكَ قَتَلْتَنِي فَفَعَلَ فَوَضَعَ السَّهْمَ فِي كَبِدِ
قَوْسِهِ ، ثُمَّ رَمَى وَقَالَ بِاسْمِ رَبِّ الْغُلامِ فَوَقَعَ
السَّهْمُ فِي صُدْغِهِ فَوَضَعَ الْغُلامُ يَدَهُ عَلَى مَوْضِعِ
السَّهْمِ وَمَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ فَقَالَ النَّاسُ آمَنَّا بِرَبِّ
الْغُلامِ فَقِيلَ لِلْمَلِكِ أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَحْذَرُ فَقَدْ
وَاللهِ نَزَلَ بِكَ قَدْ آمَنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ فَأَمَرَ بِأَفْوَاهِ
السِّكَكِ فَخُدَّتْ فِيهَا الأَخَادِيدُ وَأُضْرِمَتْ فِيهَا النِّيرَانُ
وَقَالَ مَنْ يَرْجِعُ عَنْ دِينِهِ فَدَعُوهُ وَإِلا فَأَقْحِمُوهُ فِيهَا
وَكَانُوا يَتَنَازَعُونَ وَيَتَدَافَعُونَ فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ بِابْنٍ
لَهَا تُرْضِعُهُ فَكَأَنَّهَا تَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ فِي النِّيرَانِ
فَقَالَ الصَّبِيُّ اصْبِرِي فَإِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ.
11598-
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ،
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ
سَمُرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ
يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ بِالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ،
وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ وَنَحْوَهِمَا.
11599- أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ
الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ ،
عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ : {وَشَاهِدٍ
وَمَشْهُودٍ} ، قَالَ : الشَّاهِدُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، وَالْمَشْهُودُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ :
{فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ
عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا}.
سُورَةُ الطَّارِقِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11600-
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، عَنْ
مِسْعَرٍ ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : صَلَّى
مُعَاذٌ الْمَغْرِبَ ، فَقَرَأَ الْبَقَرَةَ وَالنِّسَاءَ ، فَقَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَفَتَّانٌ يَا مُعَاذُ ،
مَا كَانَ يَكْفِيكَ أَنْ تَقْرَأَ بِالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ ،
وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ؟.
سورة الأعلى.
بسم الله الرحمن الرحيم.
11601-
أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ أَنَّ رَسُولَ
اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ وَيَوْمِ
الْجُمُعَةِ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} و {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ
الْغَاشِيَةِ} وَرُبَّمَا اجْتَمَعَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ فَقَرَأَهُمَا.
11602-
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ ،
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ الْبَرَاءَ ، قَالَ : كَانَ أَوَّلَ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ
أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُصْعَبُ بْنُ
عُمَيْرٍ وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْنَا عَمَّارٌ
وَسَعْدٌ وَبِلاَلٌ ، ثُمَّ قَدِمَ عُثْمَانُ فِي عِشْرِينَ ، ثُمَّ قَدِمَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَا رَأَيْنَا
أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَرِحُوا بِشَيْءٍ فَرَحَهُمْ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَا قَدِمَ حَتَّى نَزَلَتْ {سَبِّحِ اسْمَ
رَبِّكَ الأَعْلَى} وَسُورَةٌ مِنَ الْمُفَصَّلِ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ : الصَّوَابُ عُمَرُ لَيْسَ هُوَ عُثْمَانَ.
11603-
أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ أَبِي
الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : صَلَّى مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ
الأَنْصَارِيُّ لأَصْحَابِهِ الْعِشَاءَ ، فَطَوَّلَ عَلَيْهِمْ ،
فَانْصَرَفَ رَجُلٌ مِنَّا فَصَلَّى ، فَأُخْبِرَ مُعَاذٌ عَنْهُ ، فَقَالَ
: إِنَّهُ مُنَافِقٌ ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ الرَّجُلَ ، دَخَلَ عَلَى
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَخْبَرَهُ مَا قَالَ
مُعَاذٌ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
أَتُرِيدُ أَنْ تَكُونَ فَتَّانًا يَا مُعَاذُ ، إِذَا أَمَمْتَ بِالنَّاسِ
فَاقْرَأْ بِوالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ، وَسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى
وَاقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ، وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى.
11604-
أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى ، أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ،
أَخْبَرَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَطَاءِ
بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
لَمَّا نَزَلَتْ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} قَالَ : كُلَّهَا فِي
صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ، فَلَمَّا نَزَلَتْ {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي
وَفَّى} ، قَالَ : وَفَّى {أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}.
سُورَةُ الْغَاشِيَةِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11605-
أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ
سَعِيدٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، أَنَّ الضَّحَّاكَ
بْنَ قَيْسٍ ، سَأَلَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ : مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ بِهِ فِي الْجُمُعَةِ عَلَى
أَثَرِ سُورَةِ الْجُمُعَةِ ؟ قَالَ : كَانَ يَقْرَأُ {هَلْ أَتَاكَ
حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}.
11606- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَنْصُورٍ ،
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي
الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا :
لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، فَإِذَا قَالُوا : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ
، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّهَا ،
وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ ، ثُمَّ تَلاَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ {إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ}.
سُورَةُ الْفَجْرِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11607-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ ،
أَخْبَرَنِي عَيَّاشُ بْنُ عُقْبَةَ ، قَالَ : أَنْبَأَنِي خَيْرُ بْنُ
نُعَيْمٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ}
، قَالَ : عَشْرُ النَّحْرُ ، وَالْوَتْرُ يَوْمُ عَرَفَةَ ، وَالشَّفْعُ
يَوْمُ النَّحْرِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَالشَّفْعِ}.
11608-
أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، أَخْبَرَنَا زَيْدٌ ، وَهُوَ
ابْنُ حُبَابٍ ، حَدَّثَنَا عَيَّاشٌ ، حَدَّثَنِي خَيْرُ بْنُ نُعَيْمٍ ،
عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {وَالْفَجْرُ وَلَيَالٍ عَشْرٍ} ، قَالَ :
عَشْرُ الأَضْحَى ، وَالْوَتْرُ يَوْمُ عَرَفَةَ ، وَالشَّفْعُ يَوْمُ
النَّحْرِ.
11609- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَكَمِ ،
أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مُحَارِبِ
بْنِ دِثَارٍ ، وَأَبِي صَالِحٍ ، قَالاَ : عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : صَلَّى
مُعَاذٌ صَلاَةً ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَصَلَّى مَعَهُ فَطَوَّلَ ، فَصَلَّى
فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ ثُمَّ انْصَرَفَ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاذًا ،
فَقَالَ : مُنَافِقٌ ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَأَلَ الْفَتَى ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ،
جِئْتُ أُصَلِّي مَعَهُ فَطَوَّلَ عَلَيَّ ، فَانْصَرَفْتُ وَصَلَّيْتُ فِي
نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ ، فَعَلَفْتُ نَاضِحِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمُعَاذٍ : أَفَتَّانًا يَا مُعَاذُ ،
فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} ، {وَالشَّمْسِ
وَضُحَاهَا} ، {وَالْفَجْرِ} ، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} ؟.
سُورَةُ الشَّمْسِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11610-
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ ، عَنْ
عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ :
كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يَؤُمُّ قَوْمَهُ ، فَدَخَلَ حَرَامٌ وَهُوَ
يُرِيدُ أَنْ يَسْقِيَ نَخْلَهُ ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ لَيُصَلِّيَ مَعَ
الْقَوْمِ ، فَلَمَّا رَأَى مُعَاذًا طَوَّلَ ، تَجَوَّزَ فِي صَلاَتِهِ ،
وَلَحِقَ بِنَخْلِهِ لِيَسْقِيَهُ ، فَقَالَ : إِنَّهُ لَمُنَافِقٌ ،
يَعْجَلُ مِنَ الصَّلاَةِ مِنْ أَجْلِ نُخَيْلِهِ ، فَجَاءَ حَرَامٌ إِلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُعَاذٌ عِنْدَهُ ،
فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللهِ ، أَرَدْتُ أَنْ أَسْقِيَ نَخْلِي ،
فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ لَأُصَلِّيَ مَعَ الْقَوْمِ ، فَلَمَّا طَوَّلَ
مُعَاذٌ ، تَجَوَّزْتُ فِي صَلاَتِي وَلَحِقْتُ بِنَخْلِي أَسْقِيهِ ،
فَزَعَمَ أَنِّي مُنَافِقٌ ، فَأَقْبَلَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مُعَاذٍ ، فَقَالَ : أَفَتَّانٌ أَنْتَ ؟ لاَ
تُطَوِّلْ بِهِمْ ، اقْرَأْ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى ،
وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَنَحْوَهَا.
11611- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
رَافِعٍ ، وَهَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدَةَ ، عَنْ هِشَامٍ ،
عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ النَّاقَةَ
وَالَّذِي عَقَرَهَا ، قَالَ : {إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا} ، فَقَالَ :
انْبَعَثَ لَهَا رَجُلٌ عَارِمٌ عَزِيزٌ مَنِيعٌ فِي رَهْطِهِ ، مِثْلُ
أَبِي زَمْعَةَ.
سُورَةُ اللَّيْلِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11612-
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا مِسْكِينُ بْنُ
بُكَيْرٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ مُغِيرَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ
عَلْقَمَةَ ، قَالَ : قَدِمْنَا الشَّامَ ، فَدَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقَ
عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ ، فَقَالَ : كَيْفَ يَقْرَأُ عَبْدُ اللهِ
وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى وَالذَّكَرِ
وَالأُنْثَى ؟ قَالَ : هَكَذَا كَانَ يَقْرَؤُهَا عَبْدُ اللهِ ، قَالَ
أَبُو الدَّرْدَاءِ : سَمِعْتُهَا هَكَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
11613- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ
، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ ، عَنْ دَاوُدَ ، وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ
بْنُ قَزْعَةَ ، أَخْبَرَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ ، عَنْ دَاوُدَ ،
عَنْ عَامِرٍ ، أَنَّ عَلْقَمَةَ بْنَ قَيْسٍ ، قَالَ : قَدِمْتُ الشَّامَ
فَلَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ ، فَقَالَ : مِنْ أَيْنَ أَنْتَ ؟ قَالَ :
مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ ، قَالَ : مِنْ أَيِّهِمْ ؟ قُلْتُ : مِنَ أَهْلِ
الْكُوفَةِ ، قَالَ : فَتَقْرَأُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ ؟
قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : اقْرَأْ عَلَيَّ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ،
فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ : ( وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا
تَجَلَّى وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى ) ، قَالَ : سَمِعْتُهَا هَكَذَا مِنْ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَاللَّفْظُ
لِلْحَسَنِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى}.
11614-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ ،
قَالَ : سَمِعْتُ مَنْصُورًا ، يُحَدِّثُ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَبِيبٍ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيِّ ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ : كُنَّا فِي جَنَازَةٍ فِيهَا
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَقِيعِ الْغَرْقَدِ ،
فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَجَلَسَ
وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ ، فَنَكَّسَ وَنَكَتَ بِهَا ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ،
فَقَالَ : مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ ، مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلاَّ
قَدْ كَتَبَ اللَّهُ مَكَانَهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، إِلاَّ قَدْ
كُتِبَتْ شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : يَا
رَسُولَ اللهِ ، أَفَلاَ نَمْكُثُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ ،
فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ لَيَكُونَنَّ إِلَى السَّعَادَةِ ،
وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ لَيَكُونَنَّ إِلَى الشَّقَاوَةِ ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بَلِ اعْمَلُوا
، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ ، فَأَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُونَ
لِلسَّعَادَةِ ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فَيُيَسَّرُونَ
لِلشَّقَاوَةِ ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى ، اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ
بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ
وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى}.
11615-
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ ، عَنِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ
سُلَيْمَانَ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ
عُبَيْدَةَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيِّ ، عَنْ عَلِيٍّ ،
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَهُوَ مَعَ
جَنَازَةٍ : مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ
مِنَ النَّارِ وَمَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ
، أَفَلاَ نَتَّكِلُ ؟ قَالَ : اعْمَلُوا ، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ {مَنْ
أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى
وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ
لِلْعُسْرَى}.
11616- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ
مُسَاوِرٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ ،
عَنْ مُطَرِّفٍ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَينٍ ، قَالَ : قِيلَ : يَا
رَسُولَ اللهِ ، أَعُلِمَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مِنَ النَّارِ ؟ قَالَ :
نَعَمْ ، قَالَ : فَفِيمَ يَعْمَلُ الْعَامِلُونَ ؟ قَالَ : كُلٌّ
مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ.
سُورَةُ الضُّحَى.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11617-
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ يَعْنِي
ابْنَ الْمُفَضَّلِ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ ،
عَنْ جُنْدُبٍ ، قَالَ : أَبْطَأَ جِبْرِيلُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ : لَقَدْ تَرَكَهُ
صَاحِبُهُ ، فَأُنْزِلَتْ {وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى}.
سُورَةُ التِّينِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11618-
أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ هُوَ ابْنُ
سَعْدٍ ، وَأَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ
عَازِبٍ ، قَالَ : صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ ، فَقَرَأَ بِالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ، وَقَالَ
مَالِكٌ : الْعَتَمَةَ.
سُورَةُ الْعَلَقِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11619-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ ،
عَنْ أَبِيهِ ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ أَبِي
حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ أَبُو جَهْلٍ : هَلْ
يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ الْمُشْرِكِينَ ؟ فَقِيلَ : نَعَمْ ،
فَقَالَ : وَاللاَّتِ وَالْعُزَّى لَئِنْ رَأَيْتُهُ كَذَلِكَ لأَطَأَنَّ
عَلَى رَقَبَتِهِ ، أَوْ لَأُعَفِّرَنَّ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ ، فَأَتَى
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي ،
زَعَمَ لِيَطَأَ عَلَى رَقَبَتِهِ ، قَالَ : فَمَا فَجَأَهُمْ إِلاَّ
وَهُوَ يَنْكُصُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَيَتَّقِي بِيَدِهِ ، فَقِيلَ : مَا
لَكَ ؟ قَالَ : إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ لَخَنْدَقًا مِنْ نَارٍ ،
وَهَوْلاً وَأَجْنِحَةً ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : لَوْ دَنَا مِنِّي لاَخْتَطَفَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ عُضْوًا
عُضْوًا.
11620- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي
خَالِدٍ وَهُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ ، عَنْ دَاوُدَ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَجَاءَ أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ : أَلَمْ
أَنْهَكَ عَنْ هَذَا ؟ وَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا بِهَا نَادٍ
أَكْثَرُ مِنِّي ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ
سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : وَاللَّهِ لَوْ دَعَا
نَادِيَهُ لأَخَذَتْهُ الزَّبَانِيَةُ.
11621- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ رَافِعٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ،
عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} قَالَ :
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ فَعَلَ أَبُو
جَهْلٍ لأَخَذَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ عَيَانًا.
سُورَةُ الْقَدْرِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11622-
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، فَقَالَ :
تَحَرَّوْهَا فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ.
11623-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ ،
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، قَالَ : أَنْبَأَنِي قَتَادَةُ ، عَنْ مُطَرِّفٍ ،
عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ : سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ ، رَبُّ
الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ.
11624- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ ، عَنْ كَهْمَسٍ ،
عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : قُلْتُ لِلنَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ
مَاذَا أَقُولُ ؟ قَالَ : تَقُولِينَ : اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ
الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي.
11625- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
قُدَامَةَ ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَوْلُهُ : {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي
لَيْلَةِ الْقَدْرِ} قَالَ : نَزَلَ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً فِي
لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَكَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يُنَزِّلُ عَلَى
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَهُ فِي أَثَرِ
بَعْضٍ ، قَالُوا : {لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً
وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهَ
تَرْتِيلاً}.
11626- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ
الْعِجْلِيِّ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ ، عَنْ زِرِّ بْنِ
حُبَيْشٍ ، قَالَ : لَوْلاَ سُفَهَاؤُكُمْ لَوَضَعْتُ يَدِي فِي أُذُنِي ،
فَنَادَيْتُ : إِنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ ،
نَبَأُ مَنْ لَمْ يَكْذِبْنِي ، عَنْ نَبَأِ مَنْ لَمْ يُكْذِبْنِي ،
يَعْنِي عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ : سُفَهَاؤُكُمْ سَقَطَتِ الْهَاءُ مِنْ كِتَابِي.
سُورَةُ الْبَيِّنَةِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11627-
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، عَنْ
شُعْبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ حِينَ نَزَلَتْ
{لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} : إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ
عَلَيْكَ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا ، قَالَ : وَسَمَّانِي لَكَ ؟
قَالَ : نَعَمْ ، فَبَكَى.
11628- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ،
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ ،
عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : وَأَخْبَرَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ ، وَالْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالُوا :
حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْمُخْتَارَ بْنَ فُلْفُلٍ
يَذْكُرُ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسًا ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا خَيْرَ الْبَرِّيَّةِ ، قَالَ :
ذَاكَ إِبْرَاهِيمُ ، وَقَالَ أَبُو كُرَيْبٍ وَالْحَسَنُ لِرَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ زِيَادٌ : يَذْكُرُ عَنْ
أَنَسٍ.
سُورَةُ الزَّلْزَلَةِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11629-
أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ ، عَنْ
سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَرَأَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ {يَوْمَئِذٍ
تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} ، قَالَ : أَتَدْرُونَ مَا أَخْبَارُهَا ؟ قَالَ :
قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : فَإِنَّ أَخْبَارَهَا
أَنْ تَشْهَدَ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ وَأَمَةٍ بِمَا عَمِلَ عَلَى ظَهْرِهَا ،
أَنْ تَقُولَ عَمِلَ كَذَا وَكَذَا فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا ، قَالَ :
فَهَذِهِ أَخْبَارُهَا.
11630- أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
يُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ
حَازِمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ ، يَقُولُ : حَدَّثَنَا صَعْصَعَةُ
عَمُّ الْفَرَزْدَقِ ، قَالَ : قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ
ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ . وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا
يَرَهُ} ، قَالَ : مَا أُبَالِي أَلاَّ أَسْمَعَ غَيْرَهَا ، حَسْبِي
حَسْبِي.
سُورَةُ التَّكَاثُرِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11631-
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُصَرِّفِ بْنِ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا زَيْدُ
بْنُ حُبَابٍ ، حَدَّثَنَا شَدَّادُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا غَيْلاَنُ
بْنُ جَرِيرٍ ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :
جِئْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ :
{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} حَتَّى خَتَمَهَا.
11632- أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ مُطَرِّفٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : {أَلْهَاكُمُ
التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} ، قَالَ : يَقُولُ ابْنُ آدَمُ
: مَالِي مَالِي ، وَإِنَّ مَا لَكَ مِنْ مَالِكِ مَا أَكَلْتَ
فَأَفْنَيْتَ ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ ، أَوْ أَعْطَيْتَ
فَأَمْضَيْتَ.
11633- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَبُو عَلِيٍّ
، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَذَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ النَّعِيمُ
الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، الظِّلُّ الْبَارِدُ ،
وَالرُّطَبُ الْبَارِدُ عَلَيْهِ الْمَاءُ الْبَارِدُ مُخْتَصَرٌ.
سُورَةُ الْهُمَزَةِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11634-
أَخْبَرَنَا نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ
هِشَامٍ الذِّمَارِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ}.
سُورَةُ قُرَيْشٍ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11635-
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
وَكَانَ ثِقَةً مِنْ خِيَارِ النَّاسِ ، حَدَّثَنَا خَطَّابُ بْنُ
جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ جَلَّ وَعَزَّ
: {لِإِيلاَفِ} قَالَ : نِعْمَتِي عَلَى قُرَيْشٍ ، {إِيلاَفِهِمْ
رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ} قَالَ : كَانُوا يُشَتُّونَ بِمَكَّةَ ،
وَيُصَيِّفُونَ بِالطَّائِفِ ، {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ
الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}.
سُورَةُ الْمَاعُونِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ : {الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ}.
11636-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ
بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
سَمِيعٍ ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ ، وَمَنْ رَاءَى رَاءَى
اللَّهُ بِهِ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}.
11637-
أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ
عَاصِمٍ ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : كُلُّ مَعْرُوفٍ
صَدَقَةٌ ، كُنَّا نَعُدُّ الْمَاعُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَارِيَةَ الدَّلْوِ وَالْقِدْرِ.
سُورَةُ الْكَوْثَرِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11638-
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ،
عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ :
بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ
بَيْنَ أَظْهُرِنَا فِي الْمَسْجِدِ ، إِذْ أَغْفَى إِغْفَاءَةً ، ثُمَّ
رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا ، فَقُلْتُ لَهُ : مَا أَضْحَكَكَ يَا
رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : نَزَلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ ، بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ
لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} ، ثُمَّ قَالَ :
هَلْ تَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ ؟ قُلْنَا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ،
قَالَ : فَإِنَّهُ نَهْرٌ وَعَدَنِيهِ رَبِّي فِي الْجَنَّةِ ، آنِيَتُهُ
أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ الْكَوَاكِبِ ، تَرِدُهُ عَلَيَّ أُمَّتِي ،
فَيُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ ، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ ، إِنَّهُ مِنْ
أُمَّتِي ، فَيَقُولُ : إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثَ بَعْدَكَ.
11639-
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ، عَنْ
شُعَيْبٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ ، عَنْ عَبْدِ
الْوَهَّابِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ،
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا
الْكَوْثَرُ ؟ قَالَ : نَهْرٌ أَعْطَانِيهِ رَبِّي فِي الْجَنَّةِ ، هُوَ
أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ ، فِيهِ
طُيُورٌ أَعْنَاقُهَا كَأَعْنَاقِ الْجُزُرِ ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّهَا لَنَاعِمَةٌ ، قَالَ : آكِلُهَا
أَنْعَمُ مِنْهَا.
11640- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَامِلٍ ،
أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ قَالَ فِي
الْكَوْثَرِ ، قَالَ : هُوَ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ الَّذِي أَعْطَاهُ
اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِيَّاهُ.
11641- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ
بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ ، عَنْ مُطَرِّفٍ ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، قَالَ : قُلْتُ لِعَائِشَةَ : مَا
الْكَوْثَرُ ؟ قَالَتْ : نَهْرٌ أُعْطِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بُطْنَانِ الْجَنَّةِ ، قُلْتُ : وَمَا بُطْنَانُ
الْجَنَّةِ ؟ قَالَتْ : وَسَطُهَا ، حَافَّتَاهُ دُرٌّ مُجَوَّفٌ.
11642-
أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، عَنْ عُبَيْدَةَ ، عَنْ حُمَيْدٍ
الطَّوِيلِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَأَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، عَنْ حُمَيْدٍ ،
حَدَّثَنَا أَنَسٌ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : دَخَلْتُ الْجَنَّةَ ، فَإِذَا أَنَا بِنَهْرٍ حَافَّتَاهُ
اللُّؤْلُؤُ ، فَغَرَفْتُ بِيَدِي فِي مَجْرَى مَائِهِ ، وَإِذَا مِسْكٌ
أَذْفَرُ ، قُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا الْكَوْثَرُ
الَّذِي أَعْطَاكَهُ اللَّهُ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ}.
11643-
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ،
عَنْ دَاوُدَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَمَّا
قَدِمَ كَعْبُ بْنُ الأَشْرَفِ مَكَّةَ ، قَالَتْ لَهُ قُرَيْشٌ : أَنْتَ
خَيْرُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَسَيِّدُهُمْ ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالُوا :
أَلاَ تَرَى إِلَى هَذَا الْمُنْبَتِرُ مِنْ قَوْمِهِ ، يَزْعُمُ أَنَّهُ
خَيْرٌ مِنَّا ، وَنَحْنُ ، يَعْنِي : أَهْلُ الْحَجِيجِ ، وَأَهْلُ
السِّدَانَةِ ، قَالَ : أَنْتُمْ خَيْرٌ مِنْهُ ، فَنَزَلَتْ {إِنْ
شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} ، وَنَزَلَتْ {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ
أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ}
إِلَى قَوْلِهِ : {فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا}.
سُورَةُ الْكَافِرُونَ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11644-
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ
، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَرَأَ فِي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وَقُلْ
هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ.
11645- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ آدَمَ ،
حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ
، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : فَمَجِيءٌ مَا جَاءَ بِكَ ، قُلْتُ : جِئْتُ يَا رَسُولَ اللهِ
لِتُعَلِّمَنِي شَيْئًا أَقَوْلُهُ عِنْدَ مَنَامِي ، قَالَ : إِذَا
أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ فَاقْرَأْ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ثُمَّ نَمْ
عَلَى خَاتِمَتِهَا فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ.
سُورَةُ النَّصْرِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11646-
أَخْبَرَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ
عَائِشَةَ ، قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ : سُبْحَانَكَ
اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ، يَتَأَوَّلُ
الْقُرْآنَ.
11647- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي
سُلَيْمَانَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ
عُمَرَ كَانَ يَسْأَلُ الْمُهَاجِرِينَ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ ، {إِذَا جَاءَ
نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} فِيمَ نَزَلَتْ ؟ قَالَ بَعْضُهُمْ : أَمَرَ
اللَّهُ نَبِيَّهُ إِذَا رَأَى النَّاسَ وَدُخُولَهُمْ فِي الإِسْلاَمِ
وَتَسَرُّدَهُمْ فِي الدِّينِ أَنْ يَحْمَدُوا اللَّهَ ، وَيَسْتَغْفِرُوهُ
، قَالَ عُمَرُ : أَلاَ أُعْجِبُكُمْ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ ؟ يَا ابْنَ
عَبَّاسٍ هَلُمَّ مَا لَكَ لاَ تَتَكَلَّمُ ؟ قَالَ : سَأَلَهُ مَتَى
يَمُوتُ ، قَالَ : {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ
النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا} فَهِيَ آيَتُكَ مِنَ
الْمَوْتِ ، قَالَ : صَدَقْتَ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا عَلِمْتُ
مِنْهَا إِلاَّ الَّذِي عَلِمْتَ.
11648- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ
مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْبُوبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو
عَوَانَةَ ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ خَبَّابٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ
وَالْفَتْحُ} إِلَى آخِرِ السُّورَةِ ، قَالَ : نُعِيَتْ لِرَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفْسُهُ حِينَ أُنْزِلَتْ ، فَأَخَذَ
فِي أَشَدِّ مَا كَانَ اجْتِهَادًا فِي أَمْرِ الآخِرَةِ ، وَقَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ : جَاءَ الْفَتْحُ
، وَجَاءَ نَصْرُ اللهِ ، وَجَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ ، فَقَالَ رَجُلٌ :
يَا رَسُولَ اللهِ ، وَمَا أَهْلُ الْيَمَنِ ؟ قَالَ : قَوْمٌ رَقِيقَةٌ
قُلُوبُهُمْ ، لَيِّنَةٌ قُلُوبُهُمُ ، الإِيمَانُ يَمَانٌ ، وَالْحِكْمَةُ
يَمَانِيَةٌ ، وَالْفِقْهُ يَمَانٌ.
11649- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ ، عَنْ أَبِي
الْعُمَيْسِ ، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا
جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْسٍ ، عَنْ عَبْدِ
الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عُتْبَةَ ، قَالَ : قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ : يَا ابْنَ عُتْبَةَ ،
أَتَعْلَمُ آخِرَ سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ نَزَلَتْ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ
{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} ، قَالَ : صَدَقْتَ ، اللَّفْظُ
لأَحْمَدَ.
سُورَةُ الْمَسَدِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11650-
أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ ، حَدَّثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : صَعِدَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الصَّفَا ، فَقَالَ :
يَا صَبَاحَاهُ ، فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ قُرَيْشٌ ، فَقَالُوا : مَا لَكَ
؟ قَالَ : أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ الْعَدُوَّ
مُصَبِّحُكُمْ أَوْ مُمَسِّيكُمْ ، أَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونِي ؟ قَالُوا :
نَعَمْ ، قَالَ : فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ،
قَالَ أَبُو لَهَبٍ : لِهَذَا دَعَوْتَنَا جَمِيعًا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ... } إِلَى
آخِرِهَا.
سُورَةُ الإِخْلاَصِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11651-
أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ مَالِكٍ ، وَالْحَارِثِ بْنِ
مِسْكِينٍ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ ، عَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ ، قَالَ :
حَدَّثَنِي مَالِكٌ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ
عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ :
أَقْبَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
فَسَمِعَ رَجُلاً يَقْرَأُ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، فَقَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَجَبَتْ ، قُلْتُ : مَا
وَجَبَتْ ؟ قَالَ : الْجَنَّةُ.
11652- حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ،
حَدَّثَنِي مَالِكُ بْن مِغْوَلٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا رَجُلٌ يُصَلِّي ،
يَدْعُو يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنْ
لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ، الأَحَدُ الصَّمَدُ ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ ،
وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ . قَالَ : وَالَّذِي
نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَقَدْ سَأَلَهُ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا
سُئِلَ بِهِ أَعْطَى ، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ . قَالَ ، أَيْ زَيْدُ
بْنُ الْحُبَابِ : فَحَدَّثْتُهُ زُهَيْرَ بْنَ مُعَاوِيَةَ ، فَقَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بِهَذَا الْحَدِيثِ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ .
قَالَ أَيْ زُهَيْرٌ : وَسَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ بِهِ ، عَنْ
مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ.
حَدِيثُ الْمُعَوِّذَتَيْنِ.
11653- عَنْ
قُتَيْبَةَ ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ ، وَعَبْدَةَ بْنِ
أَبِي لُبَابَةَ ، كِلاَهُمَا عَنْ زِرٍّ ، قَالَ : سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ
كَعْبٍ عَنِ الْمُعَوِّذَتَيْنِ ، فَقَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : قِيلَ لِي فَقُلْتُ فَنَحْنُ
نَقُولُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
بسم الله الرحمن الرحيم
55- كِتَابُ الشُّرُوطِ.
11654-
عَنْ هَارُونَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدَةَ بْن ِسُلَيْمَانَ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ نَسِيَ صَلاَةً
أَوْ نَامَ عَنْهَا ، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا.
11655-
عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ بْنِ السَّرْحِ ، وَالْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ ،
كِلاَهُمَا عَنِ ابْنِ وَهْبٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ
حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ،
وَأَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ ، فَحَكَّهَا بِحَصَاةٍ ، ثُمَّ
نَهَى أَنْ يَبْزُقَ الرَّجُلُ عَنْ يَمِينِهِ أَوْ أَمَامَهُ ، وَلَكِنْ
يَبْزُقُ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ الْيُسْرَى.
11656- عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى ، عَنْ خَالِدٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ
زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ الثَّعْلَبِيِّ ، عَنْ جَرِيرٍ ، قَالَ : بَايَعْتُ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى النُّصْحِ لِكُلِّ
مُسْلِمٍ.
11657- عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عِيسَى بْنِ
يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ ، عَنْ
نَافِعٍ ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَةَ الْفِطْرِ عَلَى الصَّغِيرِ
وَالْكَبِيرِ ، وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى ، وَالْحُرِّ وَالْعَبْدِ : صَاعًا
مِن تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ.
11658- وَعَنْ قُتَيْبَةَ ، عَنِ اللَّيْثِ ، عَنْ نَافِعٍ ، بِهِ.
11659- وَعَنْ قُتَيْبَةَ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، بِهِ.
11660-
عَنْ حُمَيْدِ بْنِ مَسْعَدَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ ، عَنْ
خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ كُلَيْبٍ أَبِي مَعْشَرٍ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لَيَلِيَنِّي مِنْكُمْ أُولُو
الأَحْلاَمِ وَالنُّهَى ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ
يَلُونَهُمْ ، وَلاَ تَخْتَلِفُوا ، فَتَخْتَلِف قُلُوبُكُمْ ،
وَإِيَّاكُمْ وَهَوَشَاتِ الأَسْوَاقِ.
11661- عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَزْهَرَ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْنِ
، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ عُمَرَ ، أَصَابَ أَرْضًا
بِخَيْبَرَ ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَسْتَأْمِرُهُ فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ : إِنْ شِئْتَ حَبَسْتَ أَصْلَهَا
وَتَصَدَّقْتَ بِهَا فَحَّبَسَ أَصْلَهَا ، أَنْ لاَ يُبَاعَ ، وَلاَ
يُوهَبَ ، وَلاَ يُورَثَ ، فَتَصَدَّقَ بِهَا عَلَى الْفُقَرَاءِ ،
وَالْقُرْبَى ، وَالرِّقَابِ ، وَفِي الْمَسَاكِينِ ، وَابْنِ السَّبِيلِ
وَالضَّيْفِ ، لاَ جُنَاحَ عَلَى مِن وَلِيَهَا أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا
بِالْمَعْرُوفِ ، أَوْ يُطْعِمَ صَدِيقَهُ غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ فِيهِ.
11662-
عَنْ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مَعْنِ بْنِ عِيسَى ، عَنْ
مَالِكٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنْ رَجُلاً أَفْطَرَ فِي رَمَضَانَ ، فِي
زَمَانِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَهُ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُكَفِّرَ بِعِتْقِ رَقَبَةٍ ،
أَوْ صِيَامِ شَهْرَيْنِ ، أَوْ إِطْعَامِ سِتِّينَ مِسْكِينًا ، قَالَ :
فَقَالَ : لاَ أَجِدُ ، فَأُتِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بِعَرَقِ تَمْرٍ ، فَقَالَ : خُذْ هَذَا فَتَصَدَّقَ بِهِ
فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، لاَ أَجِدُ أَحْوَجَ إِلَيْهِ مِنِّي ،
فَقَالَ : فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ ، ثُمَّ قَالَ : كُلْهِ.
11663- عَنْ
قُتَيْبَةَ ، عَنْ غُنْدَرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنْ الْحَسَنِ ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ ، أَنَّ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَيُّمَا امْرَأَةٍ
زَوَّجَهَا وَلِيَّانِ ، فَهِي لِلأَوَّلِ مِنْهُمَا ، وَمَنْ بَاعَ
بَيْعًا مِنْ رَجُلَيْنِ فَهُوَ لِلأَوَّلِ مِنْهُمَا.
11664- عَنْ
عُبَيْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَبْدِ
الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ أَبِي
الْخَيْرِ الْيَزَنِيِّ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ
عَامِرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
إِنَّ أَحَقَّ الشُّرُوطِ أَنْ تُوَفُّوا بِهِ مَا اسْتَحْلَلْتُمْ بِهِ
الْفُرُوجَ.
11665- عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ ، عَنْ سَعْدَانَ بْنِ
يَحْيَى ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ،
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدَ اللهِ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ ، فَأَعْيَا جَمَلِي ، فَأَرَدْتُ
أَنْ أُسَيِّبَهُ فَلَحِقَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، فَدَعَا لَهُ وَضَرَبَهُ ، فَسَارَ سَيْرًا لَمْ يَسِرْ
مِثْلَهُ ، قَالَ : بِعْنِيهِ بِوُقِيَّةٍ ، قُلْتُ : لاَ ، قَالَ :
بِعْنِيهِ فَبِعْتُهُ بِوُقِيَّةٍ ، وَاسْتَثْنَيْتُ حُمْلاَنَهُ إِلَى
الْمَدِينَةِ ، فَلَمَّا بَلَغَنَا الْمَدِينَةَ ، أَتَيْتُهُ بِالْجَمَلِ ،
وَانْتَقَدْتُ ثَمَنَهُ ، ثُمَّ رَجَعْتُ ، فَأَرْسَلَ إِلَيَّ فَقَالَ :
أَتُرَانِي إِنَّمَا مَاكَسْتُكَ لِآخُذَ جَمَلَكَ ؟ خُذْ جَمَلَكَ
وَدَرَاهِمَكَ.
11666- عَنْ عَمْرو بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ يَحْيَى ،
عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ الْقُرَشِيِّ ، عَنْ حَكِيمِ
بْنِ حِزَامٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا ، فَإِن
صِدْقًا وَبَيَّنَا ، بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا ، وَإِنْ كَذَبَا
وَكَتَمَا ، مُحِقَ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا.
11667- عَنْ عَلِيِّ بْنِ
حُجْرٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّ بَيِّعَيْنِ لاَ بَيْعَ بَيْنَهُمَا
حَتَّى يَتَفَرَّقَا ، إِلاَّ بَيْعَ الْخِيَارِ.
11668- وَعَنْ عَبْدِ
الْحَمِيدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَرَّانِيِّ ، عَنْ مَخْلَدِ بْنِ يَزِيدَ ،
عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ ، بِهِ.
11669- عَنْ قُتَيْبَةَ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ ، بِهِ.
11670-
عَنْ عَمْرو بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ بَهْزِ بْنِ أَسَدٍ ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ
الْحَجَّاجِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ ، بِهِ.
11671- وَعَنْ
الرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ بَكْرِ
بْنِ مُضَرَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ
الْهَادِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ ، بِهِ.
11672- عَنْ
عَمْرو بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنْ
أَيُّوبَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ
يَتَفَرَّقَا ، أَوْ يَقُولَ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ : اخْتَرْ.
11673- وَعَنْ زِيَادِ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ابْنِ عُلَيَّةَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، بِهِ.
11674- وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ الرَّقِّيِّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، بِهِ.
11675-
وَعَنْ عَمْرو بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ ،
عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ نَافِعٍ ، بِهِ.
11676- وَعَنْ قُتَيْبَةَ ، عَنِ اللَّيْثِ ، عَنْ نَافِعٍ ، بِهِ.
11677-
وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ ، وَالْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ ،
كِلاَهُمَا عَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، بِهِ.
11678-
عَنْ قُتَيْبَةَ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ
مَاهِكَ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ ، قَالَ : نَهَانِي رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَبِيعَ مَا لَيْسَ عِنْدِي.
11679-
وَعَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَرْوَزِيِّ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ
خِدَاشٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ ، عَنِ
ابْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، بِهِ.
قَالَ حَمَّادٌ ، وحَدَّثَنِيهِ أَيُّوبُ.
11680- وَعَنْ حُمَيْدِ بْنِ مَسْعَدَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ ، عَنْ أَيُّوبَ ، بِهِ.
11681-
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ مَرْوَانَ الْفَزَارِيِّ ، عَنْ
عَوْفٍ ، وَذَكَرَ آخَرَ ، كِلاَهُمَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ
حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ.
11682- عَنْ عَمْرو بْنِ عَلِيٍّ ، وَحُمَيْدِ
بْنِ مَسْعَدَةَ ، كِلاَهُمَا عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ،
عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنَّ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لاَ يَحِلُّ سَلَفٌ
وَبَيْعٌ ، وَلاَ شَرْطَانِ فِي بَيْعٍ ، وَلاَ بَيْعُ مَا لَيْسَ
عِنْدَكَ.
11683- وَعَنْ زِيَادِ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، بِهِ.
11684- وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوبَ بِهِ.
11685-
وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
سَعِيدٍ ، عَنْ حُسَيْنِ الْمُعَلِّمِ ، عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيْبٍ ، بِهِ.
11686-
وَعَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ ،
عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ ، عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيْبٍ ، بِهِ.
11687-
وَعَنْ هَارُونَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ ، عَنْ عَمْرو
بْنِ شُعَيْبٍ ، بِهِ.
11688- عَنِ ابْنِ مُثَنَّى ، عَنْ عَبَّادٍ ،
صَاحِبِ الْكَرَابِيسِ ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ ، قَالَ : قَالَ لِيَ
الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدٍ : أَلاَ أُقْرِئَكَ كِتَابًا كَتَبَهُ لِي
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : بَلَى .
فَأَخْرَجَ لِي كِتَابًا هَذَا مَا اشْتَرَى الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدِ
بْنِ هَوْذَةَ مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْتَرَى
مِنْهُ عَبْدًا ، أَوْ أُمَّةً ، لاَ دَاءَ وَلاَ غَائِلَةَ وَلاَ خِبْثَةَ
، بَيْعَ الْمُسْلِمِ الْمُسْلِمَ.
11689- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ
، عَنْ عَمْرو بْنِ عَوْنٍ ، عَنْ هُشَيْمٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ السَّائِبِ
، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ ، قَالَ
: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الرَّجُلُ
أَحَقُ بِعَيْنِ مَالِهِ إِذَا وَجَدَهُ ، وَيَتْبَعُ الْبَيْعَ مِنْ
بَاعَهُ.
11690- عَنْ زِيَادِ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ
الْعَوَّامِ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ ،
عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ جَابِرٍ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْمُحَاقَلَةِ وَالْمُزَابَنَةِ وَالْمُخَابَرَةِ ،
وَعَنِ الثُّنْيَا ، إِلاَّ أَنْ يَعْلَمَ.
11691- عَنْ إِسْحَاقَ
بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ ، كِلاَهُمَا عَنْ عَبْدِ
الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ بَاعَ عَبْدًا ، فَمَالُهُ
لِلْبَائِعِ ، إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ ، وَمَنْ بَاعَ نَخْلاً
فِيهَا ثَمَرَةٌ قَدْ أُبِّرَتْ ، فَثَمَرَتُهَا لِلْبَائِعِ ، إِلاَّ
أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ اللَّفْظُ لِمُحَمَّدٍ.
11692- عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ
مَطَرٍ الْوَرَّاقِ ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ بَاعَ
عَبْدًا فَمَالُهُ لِلْبَائِعِ ، إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ ،
وَمَنْ بَاعَ نَخْلاً فِيهَا ثَمَرَةٌ قَدْ أُبِّرَتْ ، فَثَمَرَتُهَا
لِلْبَائِعِ ، إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ.
وَقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ : مَطَرُ بْنُ طَهْمَانَ ضَعِيفٌ.
11693-
عَن عَمْرٍو بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِي
مُعَيْدٍ حَفْصِ بْنِ غَيْلاَنَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى ، عَنْ
نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، وَعَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، أَنَّ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ بَاعَ
عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ ، فَلَهُ مَالُهُ ، إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ
الْمُبْتَاعُ ، وَمَنْ أَبَّرَ نَخْلاً فَبَاعَهُ بَعْدَ تَأْبِيرِهِ ،
فَلَهُ ثَمَرُهُ ، إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ.
11694-
وَعَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
جَعْفَرٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ
الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ نَافِعٍ ، بِهِ.
11695- وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، بِهِ.
11696-
وَعَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مُوسَى ،
عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ عَطَاءٍ ، وَابْنِ
أَبِي مُلَيْكَةَ ، قَالاَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ... فَذَكَرَاهُ مُرْسَلاً.
11697- وَعَنْ قُتَيْبَةَ ، عَنْ
لَيْثٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَضَى عُمَرُ فِي
الْعَبْدِ يُبَاعُ وَلَهُ مَالٌ بِأَنَِّ مَالَهُ لِسَيِّدِهِ الَّذِي
بَاعَهُ إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ مَالَهُ.
11698- وَعَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى ، عَنْ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ،
عَنْ نَافِعٍ : أَنَّ عُمَرَ ، قَضَى فِي مَالِ الْعَبْدِ لِسَيِّدِهِ ،
إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُشْتَرِي.
11699- عَنْ هِلاَلِ بْنِ
الْعَلاَءِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ هُشَيْمٍ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ
، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ بَاعَ عَبْدًا
وَلَهُ مَالٌ فَمَالُهُ لِلْبَائِعِ ، إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ
، وَمَنْ بَاعَ نَخْلاً قَدْ أُبِّرَ فَثَمَرَتُهُ لِلْبَائِعِ إِلاَّ
أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ.
11700- وَعَنْ هِلاَلِ بْنِ
الْعَلاَءِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، بِهِ.
هَذَا خَطَأٌ وَالصَّوَابُ حَدِيثُ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ وَعُبَيْدِ اللهِ وَأَيُّوبَ.
11701-
وَعَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ
عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنْ
عُمَرَ ، قَالَ : مَنْ بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ ، فَمَالُهُ لِلْبَائِعِ
، إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ.
11702- وَعَنْ قُتَيْبَةَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ نَافِعٍ ، بِهِ . مَوْقُوفًا.
11703-
عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ ، عَنْ يُونُسَ ،
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ
أَبِيهِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ رَخَّصَ فِي بَيْعِ الْعَرَايَا بِالتَّمْرِ وَالرُّطَبِ.
11704-
عَنْ عِيسَى بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ،
عَنْ نَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ :
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ فِي بَيْعِ
الْعَرَايَا.
11705- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ يَحْيَى ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ
، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَن بَيْعِ الثَّمَرِ حَتَّى يَبْدُو صَلاَحُهُ ،
وَرَخَّصَ فِي الْعَرَايَا أَنْ تُبَاعَ بِخَرْصِهَا ، يَأْكُلُهَا
أَهْلُهَا رُطَبًا.
11706- عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ
الْكَوْسَجِ ، وَيَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيِّ ، كِلاَهُمَا
عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ
الْحُصَيْنِ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، مَوْلَى أَبِي أَحْمَدَ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
رَخَّصَ فِي الْعَرَايَا أَنْ تُبَاعَ بِخَرْصِهَا فِي خَمْسَةِ أَوْسُقٍ
أَوْ مَا دُونَ خَمْسَةٍ.
11707- عَنْ يَحْيَى بْنِ حَبِيبٍ ، عَنْ
حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ
قَيْسٍ الزُّرَقِيِّ الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ ، قَالَ :
نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كِرَاءِ
أَرْضِيْنَا ، وَلَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ ذَهَبٌ وَلاَ فِضَّةٌ ، فَكَانَ
الرَّجُلُ يُكْرِي أَرْضَهُ بِمَا عَلَى الرَّبِيعِ وَالأَقْبَالِ ،
وَأَشْيَاءَ مَعْلُومَةٍ ... وَسَاقَهُ.
11708- عَنْ قُتَيْبَةَ ، عَنْ
جَرِيرٍ ، عَنْ مُغِيرَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ :
أَنَّهُمَا كَانَا لاَ يَرَيَانِ بَأْسًا بِاسْتِئْجَارِ الأَرْضِ
الْبَيْضَاءِ بِالْوَرِقِ.
11709- عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ ، عَنْ
شَرِيكٍ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَحْمَسِيِّ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، قَالَ : لاَ بَأْسَ بِإِجَارَةِ الأَرْضِ
الْبَيْضَاءِ بِالذَّهَبِ أَوِ الْفِضَّةِ.
11710- عَنْ عَلِيِّ بْنِ
حُجْرٍ ، عَنْ شَرِيكٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ الأَسْوَدِ ، قَالَ : كَانَ عَمَّايَ يَزْرَعَانِ بِالثُّلُثِ
وَالرُّبُعِ ، وَأَنَا شَرِيكُهُمَا ، وَعَلْقَمَةُ وَالأَسْوَدُ
يَعْلَمَانِ ، فَلاَ يُغَيِّرَانِ.
11711- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
الأَعْلَى ، عَنِ الْمُعْتَمِرِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ
بْنِ مَالِكٍ الْجَزَرِيِّ ، قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : قَالَ ابْنُ
عَبَّاسٍ : إِنَّ خَيْرَ ، مَا أَنْتُمْ صَانِعُونَ أَنْ يُؤَاجِرَ ،
أَحَدُكُمْ أَرْضِهُ بِالذَّهَبِ وَالْوَرِقِ.
11712- عَنْ قُتَيْبَةَ
بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُطْعِمٍ ، قَالًًًَ : سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ ،
يَقُولُ : قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الْمَدِينَةَََََ وَهُمْ يُسْلِفُونَ فِي التَّمْرِ السَّنَتَيْنِ
وَالثَّلاَثَ فَنَهَاهُمْ وَقَالَ : مَنْ أَسْلَفًَ سَلَفًا ، فَلْيُسْلِفْ
فِي كَيْلٍ مَعْلُومٍ ، وَوَزْنٍ مَعْلُومٍ ، إِلَى أَجْلٍ مَعْلُومٍ.
11713-
عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : جَارُ الدَّارِ
أَحَقُّ بِالدَّارِ.
11714- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ
الْعَزْرَمِيِّ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : الْجَارُ أَحَقُّ بِشُفْعَةِ جَارِهِ ،
يَنْتَظِرُ بِهَا ، وَإِنْ كَانَ غَائِبًا إِذَا كَانَ طَرِيقُهُمَا
وَاحِدًا.
11715- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد ِالْعَزِيزِ بْنِ أَبِي
رِزْمَةَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ ،
عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَضَى رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالشُّفْعَةِ وَالْجِوَارِ.
11716-
عَنْ يُوسُفَ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ
جُرَيْجٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَضَى رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالشُّفْعَةِ فِي كُلِّ شِرْكٍ
لَمْ يَقْسِمْ ، رَبْعَةٍ أَوْ حَائِطٍ ، لاَ يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَبِيعَهُ
حَتَّى يُؤَذِنَ شَرِيكَهُ ، فَإِنْ شَاءَ أَخَذَ ، وَإِنْ شَاءَ تَرَكَ ،
فَإِنْ بَاعَ وَلَمْ يُؤْذِنْهُ ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ.
11717- عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنْ بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ ، عَنْ
شُعْبَةَ ، وَعَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ
، عَنْ سَعِيدٍ ، كِلاَهُمَا عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ
سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : جَارُ الدَّارِ أَحَقُّ بِدَارِ الْجَارِ.
11718-
عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ ، عَنْ
حُسَيْنِ الْمُعَلِّمِ ، عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ عَمْرو بْنِ
الشَّرِيدِ ، عَنْ أَبِيهِ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ ، أَنَّ رَجُلاً ،
قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ أَرْضِي لَيْسَ لأَحَدٍ فِيهَا شِرْكٌ وَلاَ
قَسْمٌ إِلاَّ الْجِوَارَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : الْجَارُ أَحَقُّ بِسَقَبِهِ.
11719- وَعَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنِ الْمُعَافَى بْنِ عِمْرَانَ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى ، عَنْ عَمْرو بْنِ
الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ ، بِهِ.
11720- وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
بَشَّارٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى ، عَنْ عَمْرو بْنِ الشَّرِيدِ ،
بِهِ.
11721- وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنِ
الْفِرْيَابِيِّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ،
عَنْ عَمْرو بْنِ الشَّرِيدِ ، بِهِ.
11722- وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنَ
حَاتِمٍٍ ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ نَصْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مَعْمَرٍ
، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ عَمْرو بْنِ الشَّرِيدِ ،
بِهِ.
11723- وَعَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ الْوَلِيدِ
بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ
عَمْرو بْنِ الشَّرِيدِ بِهِ.
11724- وَعَنْ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ
عَمْرو بْنِ الشَّرِيدِ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْجَارُ أَحَقُّ بِسَقَبِهِ.
11725- وَعَنْ
زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ ، إِسْمَاعِيلَ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ الْهُذَلِيِّ ، عَنْ هُشَيْمٍ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنِ
الْحَكَمِ ، عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، مِنْ آلِ
الشَّرِيدِ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
... فَذَكَرَهُ.
11726- عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ
الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ السُّكَّرِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ
مَيْمُونٍ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : الشَّرِيكُ شَفِيعٌ ،
وَالشُّفْعَةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ.
11727- وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ
بْنِ مَيْمُونٍ الرَّقِّيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ
الْفِرْيَابِيِّ ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ
رُفَيْعٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ مُرْسَلاً.
11728- عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ
يَحْيَى ، عَنْ هَارُونَ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَنْبَسَةَ ،
عَنْ شُعْبَةَ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ ، عَنْ عَمْرو بْنِ
شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو ، عَنْ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : الْجَارُ أَحَقُّ
بِسَقَبِ دَارِهِ أَوْ أَرْضِهِ ... الْحَدِيثَ.
11729- عَنْ
سُوَيْدِ بْنِ نَصْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ
عَلِيٍّ ، وَابْنِ مَسْعُودٍ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَضَى بِالْجِوَارِ.
11730- عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ ، عَنْ
سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ
عَمْرو بْنِ الشَّرِيدِ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْجَارُ أَحَقُّ بِسَقَبِهِ.
11731-
وَعَنْ مَحْمُودِ بْنِ غَيْلاَنَ ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ ، عَنْ سُفْيَانَ
الثَّوْرِيِّ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ ، بِهِ.
11732- عَنْ
سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ
الْمَاجِشُونِ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدٍ ،
وَأَبِي سَلَمَةَ كِلاَهُمَا ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بِالشُّفْعَةِ فِيمَا لَمْ
يُقْسَمْ ، فَإِذَا وَقَعَتِ الْحُدُودُ ، فَلاَ شُفْعَةَ.
11733-
وَعَنِ الْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ ، عَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ مَالِكٍ ،
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ سَعِيدٍ ، وَأَبِي سَلَمَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ مُرْسَلاً.
11734- وَعَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ نَصْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ مَالِكٍ ، وَمَعْمَرٍ ، كِلاَهُمَا ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى
بِالشُّفْعَةِ فِيمَا لَمْ يُقْسَمْ.
11735- وَعَنْ قُتَيْبَةَ ،
عَنْ بَكْرِ بْنِ مُضَرَ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، عَنْ بُكَيْرِ
بْنِ الأَشَجِّ ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ ، قَوْلَهُ.
11736- عَنْ
مُجَاهِدِ بْنِ مُوسَى ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : لاَ يَبِيعَنَّ حَاضِرٌ لِبَادٍ ، وَلاَ تَنَاجَشُوا ، وَلاَ
يُسَاوِمِ الرَّجُلُ عَلَى سَوْمِ أَخِيهِ ، وَلاَ يَخْطُبْ عَلَى خِطْبَةِ
أَخِيهِ ، وَلاَ تَسْأَلِ الْمَرْأَةُ طَلاَقَ أُخْتِهَا ، لِتَكْتَفِئَ
مَا فِي إِنَائِهَا ، وَلْتَنْكِحْ ، فَإِنَّمَا لَهَا مَا كَتَبَ اللَّهُ
لَهَا.
11737- عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ
سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنَجٍ ، عَنْ
نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ دَفَعَ إِلَى يَهُودِ خَيْبَرَ نَخْلَ خَيْبَرَ وَأَرْضَهَا
عَلَى أَنْ يَعْتَمِلُوهَا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ، وَأَنَّ لِرَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَطْرَ ثَمَرَتِهَا.
11738- وَعَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ، عَنْ
شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ ، عَنْ أَبِيهِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدِ ، بِهِ.
11739-
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
أَبِي بُكَيْرٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ
، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَرِيرَةَ ، وَأَرَدْتُ أَنْ
أَشْتَرِيَهَا ، وَأَشْتَرِطَ الْوَلاَءَ لأَهْلِهَا ، فَقَالَ :
اشْتَرِيهَا ، فَإِنَّ الْوَلاَءَ لِمَنْ أَعْتَقَ قَالَ : وَخُيِّرَتْ
وَكَانَ زَوْجِهَا عَبْدًا ، ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ : مَا أَدْرِي ،
مَا أَدْرِي ، وَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِلَحْمٍ ، فَقَالُوا : هَذَا مِمَّا تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ ،
قَالَ : هُوَ لَهَا صَدَقَةٌ ، وَلَنَا هَدِيَّةٌ.
11740- عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ،
عَنْ عَمْرَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ بَرِيرَةَ ، جَاءَتْ إِلَى
عَائِشَةَ تَسْأَلُهَا فِي كِتَابَتِهَا ، فَقَالَ أَهْلُهَا : إِنْ شِئْتِ
أَعْطَيْتِ بَاقِي كِتَابَتِهَا ، وَيَكُونُ لَنَا الْوَلاَءُ ، فَلَمَّا
أَنْ جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَتْ ذَلِكَ
لَهُ ، فَقَالَ : اشْتَرِيهَا ، فَأَعْتِقِيهَا ، فَإِنَّ الْوَلاَءَ
لِمَنْ أَعْتَقَ ثُمَّ صَعِدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ ، فَقَالَ : مَا شَأْنُ النَّاسِ يَشْتَرِطُونَ
شُرُوطًا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللهِ ، مَنِ اشْتَرَط شَرْطًا لَيْسَ فِي
كِتَابِ اللهِ ، لَم يَجُزْ لَهُ ، وَإِنِ اشْتَرَطَ مِائَةَ شَرْطٍ.
11741-
عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
سَعِيدٍ ، عَنْ عَمْرَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : كُلُّ شَرْطٍ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللهِ
، فَهُوَ بَاطِلٌ.
11742- عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ الْعَلاَءِ ،
عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا ، إِلاَّ كَلْبَ صَيْدٍ
أَوْ مَاشِيَةٍ ، نَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ.
11743-
عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ اللَّيْثِ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ أَمْسَكَ كَلْبًا ، إِلاَّ
كَلْبًا ضَارِيًا ، أَوْ كَلْبَ مَاشِيَةٍ ، نَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ
يَوْمٍ قِيرَاطَانِ.
11744- عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ
عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنِ اتَّخَذَ كَلْبًا ، إِلاَّ كَلْبَ صَيْدٍ ،
أَوْ زَرْعٍ ، أَوْ مَاشِيَةٍ ، نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ
قِيرَاطٌ.
11745- عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى ، عَن ابْنِ
وَهْبٍ ، عَنْ مَالِكٍ ، وَيُونُسَ بْنِ يَزِيدَ ، وَعَنِ الْحَارِثِ بْنِ
مِسْكِينٍ ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ ، عَنْ يُونُسَ ، وَغَيْرِهِ ، كِلاَهُمَا
مَالِكٌ وَيُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ
اللهِ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ ،
أَنَّ رَجُلَيْنِ ، أَتَيَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَخْتَصِمَانِ إِلَيْهِ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا : اقْضِ بَيْنَنَا
بِكِتَابِ اللهِ ، وَقَالَ الآخَرُ ، وَكَانَ أَفْقَهَهُمَا ، : أَجْلْ ،
فَاقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللهِ ، وَائْذَنْ لِي فِي أَنْ أَتَكَلَّمَ ،
قَالَ : تَكَلَّمْ ، قَالَ : إِنَّ ابْنِي كَانَ عَسِيفًا عَلَى هَذَا ،
وَإِنَّهُ زَنَى بِامْرَأَتِهِ ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّ عَلَى ابْنِي
الرَّجْمَ ، فَافْتَدَيْتُ مِنْهُ بِمَائَةِ شَاةٍ وَجَارِيَةٍ ، ثُمَّ
إِنِّي سَأَلْتُ أَهْلَ الْعِلْمِ ، فَأَخْبَرُونِي أَنَّمَا عَلَى ابْنِي
جَلْدُ مَائَةٍ ، وَتَغْرِيبُ عَامٍ ، وَإِنَّمَا الرَّجْمُ عَلَى
امْرَأَتِهِ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ اللهِ ،
أَمَّا غَنَمُكَ وَجَارِيَتُكَ ، فَرَدٌّ إِلَيْكَ وَجَلَدَ ابْنَهُ
مَائَةً ، وَغَرَّبَهُ عَامًا ، وَأَمَرَ أُنَيْسًا أَنْ يُرْجَمَ
امْرَأَةَ الآخَرِ إِنِ اعْتَرَفَتْ ، فَاعْتَرَفَتْ فَرَجَمَهَا.
11746- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ بَهْزٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ ، عَنْ سَفِينَةَ ، قَالَ : أَعْتَقَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ ، وَاشْتَرَطَتْ عَلِيَّ أَنْ أَخْدُمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا عَاشَ.
11747- عَنْ
عَمْرو بْنِ عَلِيٍّ ، عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ
عَمَّارٍ ، عَنْ أَبِي زُمَيْلٍ سِمَاكِ بْنِ الْوَلِيدِ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ : أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ
الْحُدَيْبِيَةِ صَالَحَ الْمُشْرِكِينَ ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ : اكْتُبْ يَا
عَلِيُّ : هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ قَالُوا :
لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَََ رَسُولُ اللهِ مَا قَاتَلْنَاكَ ، فَقَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : امْحُ يَا عَلِيٌّ ،
اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ ، امْحُ يَا عَلِيٌّ
وَاكْتُبْ : هَذَا مَا صَالِحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ .
مُخْتَصَرٌ ، وَهُوَ مُخْتَصَرٌ مِنْ حَدِيثِ الْحَرُورِيَّةِ.
11748-
عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
سَعِيدٍ ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ،
عَنْ عُرْوَةَ ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ ، وَمَرْوَانَ بْنِ
الْحَكَمِ ، يُخْبِرَانِ عَنْ أَصْحَابِ ، رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لَمَّا كَاتَبَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو
يَوْمَئِذٍ كَانَ فِيمَا اشْتَرَطَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لاَ يَأْتِيَكَ مِنَّا أَحَدٌ ،
وَإِنْ كَانَ عَلَى دَينِكَ ، إِلاَّ رَدَدْتَهُ إِلَيْنَا ، وَخَلَّيْتَ
بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ ، فَكَرِهَ الْمُؤْمِنُونَ ذَلِكَ ، وَامْتَعَضُوا
مِنْهُ ، وَأَبَى سُهَيْلٌ إِلاَّ ذَلِكَ فَكَاتَبَهُ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ ، فَرَدَّ يَوْمَئِذٍ أَبَا
جَنْدَلٍ إِلَى أَبِيهِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو ، وَلَمْ يَأْتِهِ أَحَدٌ
مِنَ الرِّجَالِ إِلاَّ رَدَّهُ فِي تِلْكَ الْمُدَّةِ ، وَإِنْ كَانَ
مُسْلِمًا ، وَجَاءَ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ ، وَكَانَتْ أُمُّ
كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ مِمَّنْ خَرَجَ إِلَى
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ ، وَهِيَ
عَاتِقٌ ، فَجَاءَ أَهْلُهَا يَسْأَلُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرْجِعَهَا إِلَيْهِمْ ، فَلَمْ يُرْجِعَهَا
إِلَيْهِمْ ، لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِنَّ : {إِذَا جَاءَكُمُ
الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ
بِإِيمَانِهِنَّ} إِلَى قَوْلِه : {وَلاَ هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ}.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق