مراجع في مصطلح الحدبث واللغة العربية

كتاب الكبائر_لمحمد بن عثمان الذهبي/تابع الكبائر من... /حياة ابن تيمية العلمية أ. د. عبدالله بن مبارك آل... /التهاب الكلية الخلالي /الالتهاب السحائي عند الكبار والأطفال /صحيح السيرة النبوية{{ما صحّ من سيرة رسول الله صلى ... /كتاب : عيون الأخبار ابن قتيبة الدينوري أقسام ا... /كتاب :البداية والنهاية للامام الحافظ ابي الفداء ا... /أنواع العدوى المنقولة جنسياً ومنها الإيدز والعدوى ... /الالتهاب الرئوي الحاد /اعراض التسمم بالمعادن الرصاص والزرنيخ /المجلد الثالث 3. والرابع 4. [ القاموس المحيط - : م... /المجلد 11 و12.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور ال... /موسوعة المعاجم والقواميس - الإصدار الثاني / مجلد{1 و 2}كتاب: الفائق في غريب الحديث والأثر لأبي... /مجلد واحد كتاب: اللطائف في اللغة = معجم أسماء الأش... /مجلد {1 و 2 } كتاب: المحيط في اللغة لإسماعيل بن ... /سيرة الشيخ الألباني رحمه الله وغفر له /اللوكيميا النخاعية الحادة Acute Myeloid Leukemia.... /قائمة /مختصرات الأمراض والاضطرابات / اللقاحات وما تمنعه من أمراض /البواسير ( Hemorrhoids) /علاج الربو بالفصد /دراسة مفصلة لموسوعة أطراف الحديث النبوي للشيخ سع... / مصحف الشمرلي كله /حمل ما تريد من كتب /مكتبة التاريخ و مكتبة الحديث /مكتبة علوم القران و الادب /علاج سرطان البروستات بالاستماتة. /جهاز المناعة و الكيموكين CCL5 .. /السيتوكين" التي يجعل الجسم يهاجم نفسه /المنطقة المشفرة و{قائمة معلمات Y-STR} واختلال الص... /مشروع جينوم الشمبانزي /كتاب 1.: تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّ... /كتاب :2. تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب : تاج العروس من جواهر القاموس

الاثنين، 5 يوليو 2021

ج1.كتاب : معرفة علوم الحديث المؤلف : أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري

ج1.كتاب : معرفة علوم الحديث

المؤلف : أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري

خطبة الكتاب
أخبرنا الشيخ الإمام علم الدين أبو الحسن علي بن أبي الفتح محمود بن أحمد المحمودي الصابوني قراءة عليه وأنا اسمع قال : أخبرنا أبو المطهر القاسم بن الفضل بن عبدالواحد الصيدلاني إجازة قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله بن عمر بن خلف الشيرازي ثم النيسابوري قال : أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدوية بن نعيم الحافظ النيسابوري قال :
الحمد لله ذي المن والإحسان والقدرة والسلطان الذي أنشأ الخلق بربوبيته وجنسهم بمشيئته واصطفى منهم طائفة أصفياء وجعلهم بررة أتقياء فهم خواص عباده وأوتاد بلاده ويصرف عنهم البلايا ويخصهم بالخيرات والعطايا فهم القائمون بإظهار دينه والمتمسكون بسنن نبيه فله الحمد على ما قدر وقضى وأشهد أن لا إله إلا الله الذي زجر عن اتخاذ الأولياء دون كتابه واتباع الخلق دون نبيه صلى الله عليه و سلم وأشهد أن محمد عبده المصطفى ورسوله المجتبى بلغ عنه رسالته فصلى الله عليه آمرا وناهيا ومبيحا وزاجرا وعلى آله الطيبين
قال الحاكم رحمه الله :
أما بعد فإني لما رأيت البدع في زماننا كثرت ومعرفة الناس بأصول السنن قلت مع إمعانهم في كتابة الأخبار وكثرة طلبها على الإهمال والإغفال دعاني ذلك إلى تصنيف كتاب خفيف يشتمل على ذكر أنواع علم الحديث مما يحتاج إليه طلبة الأخبار والمواظبون على كتابة الآثار وأعتمد في ذلك سلوك الإختصار دون الإطناب في الإكثار والله الموفق لما قصدته والمان في بيان ما أردته إنه جواد كريم رءوف رحيم
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق البصري بمصر ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن معاوية بن قرة قال : سمعت أبي يحدث عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : [ لا يزال ناس من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة ]
سمعت أبا عبد الله محمد بن علي بن عبد الحميد الآدمي بمكة يقول : سمعت موسى ابن هارون يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول : وسئل عن معنى هذا الحديث فقال : إن لم تكن هذه الطائفة المنصور أصحاب الحديث فلا أدري من هم
قال أبو عبد الله : وفي مثل هذا قيل من أمر السنة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحق فلقد أحسن أحمد بن حنبل في تفسير هذا الخبر أن الطائفة المنصورة التي يرفع الخذلان عنهم إلى قيام الساعة هم أصحاب الحديث ومن أحق بهذا التأويل من قوم سلكو محجة الصالحين واتبعوا آثار السلف من الماضين ودمغوا أهل البدع والمخالفين بسنن رسول الله صلى الله عليه و سلم وعلى آله أجمعين من قوم آثرو قطع المفاوز والقفار على التنعم في الدمن والأوطار وتنعموا بالبؤس في الأسفار مع مساكنة العلم والأخبار وقنعوا عند جمع الأحاديث والآثار بوجود الكسر والأطمار قد رفضوا الإلحاد الذي تتوق إليه النفوس الشهوانية وتوابع ذلك من البدع والأهواء والمقاييس والآراء والزيع جعلوا المساجد بيوتهم وأساطينها تكاهم وبواريها فرشهم حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة ثنا محمد بن الحسين بن أبي الحنين ثنا عمر بن حفص بن غياث قال : سمعت أبي وقيل له : ألا تنظر إلى أصحاب الحديث وما هم فيه ؟ قال : هم خير أهل الدنيا
وحدثني أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق قال : سمعت علي بن خشوم يقول سمعت أبا بكر بن عياش يقول : إني لأرجو أن يكون أصحاب الحديث خير الناس يقيم أحدهم ببابي وقد كتب عني فلو شاء أن يرجع ويقول حدثني أبو بكر جميع حديثه فعل إلا أنهم لا يكذبون
قال أبو عبد الله : ولقد صدقا جميعا أن أصحاب الحديث خير الناس وكيف لا يكونون كذلك وقد نبذوا الدنيا بأسرها ورائهم وجعلوا غذائهم الكتابة وسمرهم المعارضة واسترواحهم المذاكرة وخلوقهم المداد ونومهم السهاد ونومهم السهاد وأصطلاءهم الضياء وتوسدهم الحصى فالشدائد مع وجود الأسانيد العالية عندهم رخاء ووجود الرخاء مع فقد ما طلبوه عندهم بؤس فعقولهم بلذاذة السنة غامرة تعلم السنن سرورهم ومجالس العلم حبورهم وأهل السنة قاطبة إخوانهم و أهل الإلحاد والبدع بأسرها أعداؤهم
سمعت أبا الحسين محمد بن أحمد الحنظلي ببغداد يقول سمعت أبا إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي يقول : كنت أنا و أحمد بن الحسن الترمذي عند أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل فقال له أحمد بن الحسن : يا أبا عبد الله ذكروا لإبن أبي فتيلة بمكة أصحاب الحديث فقال : أصحاب الحديث قوم سوء فقام أبو عبد الله وهو ينفض ثوبه فقال : زنديق ! زنديق ! زنديق ! ودخل البيت
سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول سمعت جعفر بن محمد بن سنان الواسطي يقول سمعت أحمد بن سنان القطان يقول : ليس في الدنيا متبدع إلا وهو يبغض أهل الحديث وإذا ابتدع الرجل نزع حلاوة الحديث من قلبه
سمعت أبا نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارا يقول سمعت أبا نصر أحمد بن سلام الفقيه يقول ليس شي أثقل على أهل الإلحاد ولا أبغض إليه من سماع الحديث وروايته بإسناد
قال أبو عبد الله : وعلى هذا عهدنا في أسفارنا وأوطاننا كل من ينسب إلى نوع الإلحاد والبدع لا ينظر إلى الطائفة المنصورة إلا بعين الحقارة ويسميها الحشوية سمعت الشيخ أبا بكر أحمد بن إسحاق الفقيه وهو يناظر رجلا فقال الشيخ : حدثنا فلان فقال له الرجل دعنا من حدثنا إلى متى حدثنا فقال له الشيخ قم يا كافر ولا يحل لك أن تدخل داري بعد هذا ثم التفت إلينا فقال : ما قلت قط لأحد لا تدخل داري إلا لهذا
النوع الأول : معرفة على الإسناد
قال أبو عبد الله : النوع الأول من هذه العلوم معرفة عالي الإسناد وفي طلب الإسناد العالي سنة صحيحة
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا أبو النضر ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال : [ كنا نهينا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن شيء فكان يعجبنا أن يأتيه الرجل من أهل البادية فيسأله ونحن نسمع فأتاه رجل منهم فقال : ( يا محمد أتانا رسولك فزعم أنك تزعم أن الله أرسلك قال : صدق قال : فمن خلق السماء ؟ قال : الله قال : فمن جعل فيها هذه المنافع ؟ قال : الله قال : فبالذي خلق السماء والأرض ونصب الجبال وجعل فيها هذه المنافع آلله أرسلك ؟ قال : نعم قال : وزعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا قال : صدق قال : فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا ؟ قال : نعم قال : وزعم رسولك أن علينا صدقة في أموالنا ؟ قال : صدق قال فبالذي أرسلك : آلله أمرك بهذا ؟ قال : نعم قال : وزعم رسولك أن علينا صوم شهر في سنتنا قال : صدق قال : فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا ؟ قال : نعم قال : وزعم رسولك أن علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلا قال : صدق قال : فالبذي أرسلك آلله أمرك بهذا ؟ قال : نعم قال : والذي بعثك بالحق لا أزيد عليهن ولا أنقص منهن فلما مضى قال : ( لئن صدق ليدخلن الجنة ]
وقال أبو عبد الله : وهذا حديث مخرج في المسند الصحيح لمسلم وفيه دليل على إجازة طلب المرء العلو في الإسناد وترك الإقتصار على النزول فيه وإن كان سماعه عن الثقة إذ البدوي لما جاءه رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبره ما فرض الله عليهم لم يقنعه ذلك حتى رحل بنفسه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وسمع منه ما بلغه الرسول عنه ولو كان طلب العلو في الإسناد غير مستحب لأنكر عليه المصطفى صلى الله عليه و سلم إياه عما أخبره رسوله عنه ولأمره بالإقتصار على ما أخبره الرسول عنه
وقد حدثنا أبو العباس القاسم بن القاسم السياري بمرو حدثنا أبو الموجه محمد بن عمرو ثنا عبدان قال : سمعت عبد الله بن المبارك يقول : الإسناد من الدين ولولا الإسناد قال من شاء ما شاء
قال أبو عبد الله : فلولا الإسناد وطلب هذه الطائفة له وكثرة مواظبتهم على حفظه لدرس منار الإسلام ولتمكن أهل الإلحاد والبدع فيه بوضع الأحاديث وقل الأسانيد فإن الأخبار إذا تعرت عن وجود الأسانيد فيها كانت بترا كما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا أبو بكر بن أبي الأسود ثنا إبراهيم أبو إسحاق الطالقاني ثنا بقية ثنا عتبة بن أبي حكيم أنه كان عند إسحاق بن أبي فروة وعند الزهري قال فجعل ابن أبي فروة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له الزهري : قاتلك الله يا ابن أبي فروة ما أجرأك على الله لا تسند حديثك ؟ تحدثنا بأحاديث ليس لها خطم ولا أزمة !
قال أبو عبد الله : فأما طلب العالي من الأسانيد فإنها مسنونة كما ذكرناه وقد رحل في طلب الإسناد العالي غير واحد من الصحابة فمن ذلك ما أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن موسى السني بمرو أخبرنا أبو الموجه ثنا عبدان أنا أبو حمزة و ابن عيينة و ابن المبارك قالوا ثنا صالح بن صالح قال سأل رجل من أهل خراسان عامرا فقال : يا أبا عمرو كيف تقول في رجل كانت له وليدة فأعتقها فتزوجها ؟ فإنا نقول عندنا هو كالراكب بدنة فقال حدثنا أبو بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه قال : [ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كانت له وليدة فأدبها فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله أجران وأيما عبد مملوك أدى حق الله وحق مواليه فله أجران أعطيتكها بغير أجر ] فقد كان الراكب يركب فيما هو أدنى من هذا إلى المدينة
قال أبو عبد الله : فهذا الراكب إنما كان يركب في طلب عالي الإسناد ولو اقتصر على النازل لوجد بحضرته من يحدثه به
ومنه ما حدثنا
علي بن حمشاذ العدل ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان حدثنا ابن جريج قال : سمعت أبا سعيد الأعمى يحدث عن عطاء بن أبي رباح قال خرج أبو أيوب إلى عقبة بن عامر يسأله عن حديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يبق أحد سمعه من رسول الله صلى الله عليه و سلم غيره وغير عقبة فلما قدم إلى منزل مسلمة بن مخلد الأنصاري ـ وهو أمير مصر ـ فأخبره فعجل عليه فخرج إليه فعانقه ثم قال له : ما جاء بك يا أبا أيوب ؟ فقال حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يبق أحد سمعه من رسول الله صلى الله عليه و سلم غيري وغير عقبة فابعث من يدلني على منزله قال فبعث معه من يدله على منزل عقبة فأخبر عقبة فعجل فخرج إليه فعانقه فقال : ما جاء بك يا أبا أيوب ؟ فقال : حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يبق أحد سمعه من رسول الله صلى الله عليه و سلم غيري وغيرك في ستر المؤمن قال عقبة : نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم [ يقول من ستر مؤمنا في الدنيا على خزيه ستره الله يوم القيامة ] فقال له أبو أيوب : صدقت ثم انصرف أبو أيوب إلى راحلته فركبها راجعا إلى المدينة فما أدركته جائزة مسلمة بن مخلد إلا بعريش مصر
قال أبو عبد الله : فهذا أبو أيوب الأنصاري على تقدم صحبته وكثرة سماعه من رسول الله صلى الله عليه و سلم رحل إلى صحابي من أقرانه في حديث واحد لو اقتصر على سماعه من بعض أصحاب لأمكنه
ومنه ما حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه ثنا الحسن بن علي بن زياد ثنا إسحاق بن محمد الفروري ثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال : إني كنت لأسافر مسيرة الأيام والليالي في الحديث الواحد
ومنه ما أخبرني أبو جعفر محمد بن أحمد التميمي من كتابه ثنا عبد الله من محمد الاسفرائني ثنا نصر بن مرزوق قال : سمعت عمرو بن أبي سلمة يقول قلت للأوزاعي : يا أبا عمرو أنا ألزمك منذ أربعة أيام ولم أسمع منك إلا ثلاثين حديثا قال : وتستقل ثلاثين حديثا في أربعة أيام ! لقد سار جابر بن عبد الله إلى مصر واشترى راحلة فركبها حتى سأل عقبة بن عامر عن حديث واحد وانصرف إلى المدينة وأنت مستقل ثلاثين حديثا في أربعة أيام
قال أبو عبد الله : و جابر بن عبد الله على كثرة حديثة وملازمته رسول الله صلى الله عليه و سلم رحل إلى من هو مثله أو دونه مسافة بعيدة في طلب حديث واحد
أخبرني أبو عمر عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن عمر القرشي ثنا أبي ثنا جعفر الطيالسي قال : سمعت يحيى بن معين يقول أربعة لا تؤنس منهم رشدا : حارس الدرب ومنادي القاضي وابن المحدث ورجل يكتب في بلده ولا يرحل في طلب الحديث
سمعت أبا عبد الله محمد بن محمد بن عبيد الله الواعظ يقول سمعت علي بن محمد الجرجاني يقول ثنا إبراهيم بن مهدي ثنا عبد الله بن يوسف ثنا شعبة قال سمعت بشر بن حرب يقول سمعت ابن عمر يقول : قلت لطالب العلم يتخذ نعلين من حديد قال أبو عبد الله : فأما معرفة العالية من الأسانيد فليس على ما يتوهمه عوام الناس يعدون الأسانيد فما وجدوا منها أقرب عددا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يتوهمونه أعلى ومثال ذلك ما حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة ثنا الخضر بن أبان الهاشمي حدثنا أبو هدبة إبراهيم بن هدبة ثنا أنس بن مالك وهذه نسخة عندنا بهذا الإسناد
وأخبرنا أحمد بن كامل القاضي ببغداد ثنا أحمد بن محمد بن غالب حدثنا عبد الله بن دينار ثنا أنس بن مالك وهذه أيضا نسخة كبيرة
وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار حدثنا أبو جعفر محمد بن مسلمة الواسطي ثنا موسى بن عبد الله الطويل عن أنس بن مالك وهذه نسخة
وأعجب من ذلك ما حدثنا جماع من شيوخنا عن أبي الدنيا واسمه عثمان بن الخطاب بن عبد الله المغربي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقالوا إن أبا الدنيا خدم أمير المؤمنين ورفسته بغلته وأنه كان يستسقي به بالمغرب ولقد حضرت مجلس أبي جعفر محمد بن عبيد الله العلوي بالكوفة فدخل شيخ أبيض الرأس واللحية فقال لنا أتدرون من هذا ؟ قلنا : لا قال : هذا ينسب إلى أبي الدنيا المغربي مولى أمير المؤمنين بأربعة آباء
قال أبو عبد الله : وفي الجملة أن هذه الأسانيد وأشباهها كخراش بن عبد الله وكثير بن سليم ويغنم بن سالم بن قنبر مما لا يفرح بها ولا يحتج بشيء منها وقل ما يوجد في مسانيد أئمة الحديث حديث واحد عنهم
وأقرب ما يصح لأقراننا من الأسانيد بعدد الرجال ما حدثونا عن أحمد بن شيبان الرملي قال ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن عمر وعن الزهري عن أنس وعن عبد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس وعن عبد الله بن دينار عن عمرو عن زياد بن علاقة عن جرير فهذه الأسانيد لابن عيينة صحيحة ومن رسول الله صلى الله عليه و سلم قريبة وكذلك حدثونا عن جماعة من شيوخنا عن يزيد بن هارون عن سليمان التيمي عن أنس وعن حميد الطويل عن أنس
والعالي من الأسانيد الني تعرف بالفهم لا بعد الرجال غير هذا فرب إسناد يزيد عدده على السبعة والثمانية إلى العشرة وهو أعلى من ذلك ومثال ذلك ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا عبد الله بن نمير عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا وعد أخلف وإذا خاصم فجر ]
قال الحاكم : هذا إسناد صحيح مخرج في كتاب مسلم عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه وقد بلغ عدد رواته سبعة وهو أعلى من الأربع الذي قدمنا ذكره فإن الغرض فيه القرب من سليمان بن مهران الأعمش فإن الحديث له وهو إمام من أئمة الحديث وكذلك كل إسناد يقرب من الإمام المذكور فيه فإذا صحت الرواية إلى ذلك الإمام بالعدد اليسير فإنه عال
أخبرنا أبو الطيب محمد بن أحمد المذكر ثنا إبراهيم بن محمد المروزي ثنا علي بن خشرم قال : قال لنا وكيع : أي الإسنادين أحب إليكم الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله أو سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله ؟ فقلنا الأعمش عن أبي وائل فقال : يا سبحان الله ! الأعمش شيخ و أبو وائل شيخ وسفيان فقيه و إبراهيم فقيه و علقمة فقيه وحديث يتداوله الفقهاء خير من أن يتداوله الشيوخ
حدثنا علي بن الفضل السامري ثنا الحسن بن عرف العبدي ثنا هشيم عن يونس بن عبيد عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم [ مطل الغني ظلم ]
قال الحاكم : وهذا أعلى ما يقع لأقراننا من الأسانيد وفي إسناده سبعة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وإنما صار عاليا لقربه من هشيم بن بشير وهو أحد الأئمة وكذلك كل إسناد يقرب من عبد الملك بن جريح و عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي و مالك بن أنس و سفيان الثوري و شعبة بن الحجاج و زهير بن معاوية و حماد بن زيد وغيرهم من أئمة الحديث فإنه عال وإن زاد في عدده بعد ذكر الإمام الذي جعلناه مثالا فهذه علامة الإسناد العالي ولو أتينا لكل حرف منها بشاهد لطال به الكلام
النوع الثاني : معرفة النازل من الإسناد
النوع الثاني من معرفة علوم الحديث العلم بالنازل من الإسناد ولعل قائلا يقول النزول ضد العلو فقد عرف ضده وليس كذلك فإن للنزول مراتب لا يعرفها إلا أهل الصنعة فمنها ما تؤدي الضرورة إلى سماعه نازلا ومنها ما يحتاج طالب العلم إلى معرفة وتبحر فيه فلا يكتب النازل وهو موجود بإسناد أعلى منه
مثال ذلك ما حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ القرشي ثنا محمد بن أحمد بن أنس القرشي ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني أبو هانئ عن أبي عثمان مسلم بن يسار عن أبي هريرة رحمه الله أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال [ سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم ! ]
قال الحاكم : هذا حديث ذكره مسلم عن أبي نمير عن المقرئ فإنه لقلة معرفته بالنزول وأشباه هذا كثيرة
والأحاديث النازلة على أوجه كثيرة فمنها ما يستوي العدد في روايتين إحداها أعلى من الأخرى ومثال ذلك لأمثالنا أنا إذا نزلنا في حديث الأعمش فرويناه عن شيوخنا عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن وكيع عن الأعمش أو رويناه عن شيوخنا عن أحمد بن سلمة عن إسحاق بن راهويه عن عيسى بن يونس عن الأعمش فإنه أعلى من أن نرويه عن شيوخنا عن أبي العباس السراج عن هناد بن السري عن أبي معاوية عن الأعمش أو نرويه عن شيوخنا عن محمد بن إسحاق عن أبي كريب عن أبي أسامة عن الأعمش
وهذا مثل الألوف من الحديث لمن فهمه وتدبره فقاس عليه أحاديث الثوري و مالك و شعبة وغيرهم من الأئمة والأصل في ذلك أن النزول عن شيخ تقدم موته واشتهر فضل أحلى وأعلى منه عن شيخ تأخر موته وعرف بالصدق
ومما يحتاج طالب الحديث إلى معرفته من النزول أن ينظر في إسناد الشيخ الذي يكتب عنه فما قرب من سنه طلب أعلى منه ومثال ذلك أني نشأت وطلبت الحديث بعد وفاة محمد بن إسحاق بن خزيمة بعشر سنين فإذا وقع الحديث من حديث أبي كريب و بندار و أبي موسى و عبد الجبار بن العلاء وغيرهم عندي من حديث أبي بكر الجارودي و إبراهيم بن أبي طالب و أقرانهما عن هؤلاء الشيوخ فإنه لي أعلى من أن يكون عن من يقرب وفاته من ولادتي ونشوئي وهذا أصل كبير في معرفة النزول وكذلك إذا وقع الحديث لطلابه في عصرنا عن محمد بن إسحاق عن محمد بن يحيى أو أحمد بن يوسف السلمي أو مسلم بن الحجاج وأقرانهم فإنه أعلى من أن يقع لهم الشرقي ومكي وأقرانهما
النوع الثالث : معرفة صدق المحدث وإتقانه
النوع الثالث من هذا العلم معرفة صدق المحدث وإتقانه وثبته وصحة أصوله وما يحتمله سنة ورحلته من الأسانيد وغير ذلك من غفلته وتهاونه بنفسه وعلمه وأصوله حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ حدثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي حدثنا معاوية بن هشام ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال : ما كل الحديث سمعناه من رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يحدثنا أصحابنا وكنا مشتغلين في رعاية الإبل وأصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم كانوا يطلبون ما يفوتهم سماعه من رسول الله صلى الله عليه و سلم فيسمعونه من أقرانهم وممن هو أحفظ منهم وكانوا يشدون على ما يسمعون منه كما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي قال أخبرني أبي قال أخبرني الأوزاعي قال أخبرنا بن شهاب عن قبيصة بن ذؤيب قال : [ جاءت الجدة في عهد أبي بكر رضي الله عنه تلتمس أن تورث فقال أبو بكر : ما أجد لك في كتاب الله شيئا وما علمت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر لك شيئا حتى أسأل الناس العشية فلما صلى الظهر قام في الناس يسألهم فقال المغيرة بن شعبة : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يعطيها السدس قال أبو بكر رضي الله عنه : سمع ذلك معك أحد ؟ فقام محمد بن مسلمة فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يعطيها السدس فأنفذ ذلك لها أبو بكر رضي الله عنه ]
وأما أمير المؤمنون علي رضي الله عنه فكان إذا فاته عن رسول الله صلى الله عليه و سلم حديث ثم سمعه من غير يحلف المحدث الذي يحدث به والحديث في ذلك عنه مستفيض مشهور فأغنى اشتهاره عن ذكره في هذا الموضع وكذلك جماعة من الصحابة والتابعين وأتباع التابعي ثم عن أئمة المسلمين كانوا يبحثون وينقرون عن الحديث إلى أن يصح لهم
سمعت العباس محمد بن يعقوب يقول : سمعت حنبل بن إسحاق بن حنبل يقول سمعت علي بن عبد الله يقول سمعت يحيى بن سعيد يقول : ينبغي أن يكون في صاحب الحديث غير خصلة ينبغي لصاحب الحديث أن يكون ثبت الأخذ ويفهم ما يقال له ويبصر الرجال ثم يتعهد ذلك
قال الحاكم : ومما يحتاج إليه طالب الحديث في زماننا هذا أن يبحث عن أحوال المحدث أولا : هل يعتقد الشريعة في التوحيد وهل يلزم نفسه طاعة الأنبياء والرسل صلى الله عليهم فيما أوحي إليهم ووضعوا من الشرع ثم يتأمل حاله : هل هو صاحب هوى يدعو الناس إلى هواه فإن الداعي إلى البدعة لا يكتب عنه ولا كرامة لإجماع جماعة من أئمة المسلمين على تركه ثم يتعرف سنه : هل يحتمل سماعه من شيوخه الذين يحدث عنهم فقد رأينا من المشايخ جماعة أخبرونا بسن يقصر عن لقاء شيوخ حدثوا عنهم ثم يتأمل أصوله : أعتيقة هي أم جديدة فقد نبغ في عصرنا هذا جماعة يشترون الكتب فيحدثون بها وجماعة يكتبون سماعاتهم بخطوطهم في كتب عتيقة في الوقت فيحدثون بها فمن يسمع منهم من غير أهل الصنعة فمعذور بجهله فأما أهل الصنعة إذا سمعوا من أمثال هؤلاء بعد الخبرة ففيه جرحهم وإسقاطهم إلى أن تظهر توبتهم على أن الجاهل بالصنعة لا يعذر فإنه يلزمه السؤال عما لا يعرفه وعلى ذلك كان السلف رضي الله عنهم أجمعين
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا أبو أسامة عن الأعمش قال : كان إبراهيم صيرفي الحديث فكنت إذا سمعت الحديث من بعض أصحابنا أتيته فعرضته عليه
أخبرنا عبد الله بن محمد الكعبي ثنا إسماعيل بن قتيبة ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا إسحاق بن منصور عن هريم بن سفيان عن مطرف عن سوادة بن أبي الجعد عن أبي جعفر الباقر قال : من تفقه الرجل بصره بالحديث وإذا عرف طالب الحديث إسلام المحدث وصحة سماعه كتب عنه فقل من يجد ما يرجع إلى الفهم والمعرفة والحفظ وكل محدث تهاون بالسماع واستخف بالحديث فلا يخفى حاله ويظهر أمره
سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت خلف بن سالم يقول : سماع الحديث هين والخروج منه صعب
حدثنا أبو سهل محمد بن محمد بن الحسن الترمذي ثنا محمد بن صالح بن سهل الترمذي حدثنا إسماعيل بن سيف حدثني محمد بن عبد الواحد بن أخي حزم قال سمعت يونس بن عبيد يقول : إن للحديث خفقة فاتقو خفقة الحديث
سمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول سمعت محمد بن إسماعيل بن مهران يقول سمعت بشر بن آدم يقول سمعت أبا عاصم يقول : من استخف بالحديث استخف به الحديث
النوع الرابع : معرفة المسانيد من الأحاديث
النوع الرابع من هذا العلم معرفة المسانيد من الأحاديث وهذا علم كبير من هذا الأنواع لاختلاف أئمة المسلمين في الإحتجاج بغير المسند والمسند من الحديث أن يرويه المحدث عن شيخ يظهر سماعه منه لسن يحتمله وكذلك سماع شيخه من شيخه إلى أن يصل الإسناد إلى صحابي مشهور إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم
ومثال ذلك ما حدثنا أبو عمرو و عثمان بن أحمد السماك ببغداد ثنا الحسن بن مكرم ثنا عثمان بن عمر أخبرنا يونس عن الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه أنه [ تقاضى ابن أبي حدرد دينا كان عليه في المسجد فارتفعت أصواتهما حتى سمعه رسول الله صلى الله عليه و سلم فخرج حتى كشف ستر حجرته فقال : ( يا كعب ضع من دينك هذا ) وأشار إليه أي الشطر فقال : نعم فقضاه ]
وبيان مثال ما ذكرت أن سماعي عن ابن السماك ظاهر وسماعه من الحسن بن مكرم ظاهر وكذلك سماع الحسن من عثمان بن عمرو وسماع عثمان بن عمر من يونس بن يزيد وهو عال ل عثمان و يونس معروف بالزهري وكذلك الزهري ببني كعب بن مالك وبنو كعب بن مال بأبيهم وكعب برسول الله صلى الله عليه و سلم وصحبته وهذا مثل ضربته لألوف من الحديث يستدل بهذا الحديث الواحد على جملتها من رزق فهم هذا العلم
وضد هذا ما حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني بمكة ثنا الحسن بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا عبد الرزاق عن معمر عن معمر عن محمد بن واسع عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ من أقال نادما أقاله الله نفسه يوم القيامة ومن كشف عن مسلم كربة كشف الله عنه كربة من كربة يوم القيامة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ]
قال الحاكم : هذا إسناد من نظر فيه من غير أهل الصنعة لم يشك في صحته وسنده وليس كذلك فإن معمر بن راشد الصنعاني ثقة مأمون ولم يسمع من محمد بن واسع و محمد بن واسع و محمد بن واسع ثقة مأمون ولم يسمع من أبي صالح ولهذا الحديث علة يطول شرحها وهو مثل لألوف مثله من الأحاديث التي لا يعرفها إلا أهل هذا العلم
ثم للمسند شرائط غير ما ذكرناه منها أن لا يكون موقوفا ولا مرسلا ولا معضلا ولا في روايته مدلس فهذه الأنواع يجئ شرحها بعد هذا فإن معرفة كل نوع منها علم على الإنفراد
ومن شرائط المسند أن لا يكون في إسناده ( أخبرت عن فلانة ) ولا ( حدثت عن فلان ) ولا ( بلغني عن فلان ) ولا ( رفعه فلان ) ولا ( أظنه مرفوعا ) وغير ذلك ما ينفسد به ونحن مع هذه الشرائط لا نحكم لهذا الحديث بالصحة فإن الصحيح من الحديث له شرط نذكره في موضعه إن شاء الله
النوع الخامس : معرفة الموقوفات من الروايات
النوع الخامس منه معرفة الموقوفات من الروايات ومثال ذلك ما حدثنا الزبير بن عبد الواحد الحافظ بأسداباذ ثنا محمد بن أحمد الزيبقي ثنا زكريا بن يحيى المنقري ثنا الأصمعي حدثنا كيسان مولى هشام بن حسان عن محمد بن حسان عن محمد بن سيرين عن المغيرة بن شعبة قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرعون بابه بالأظافير
قال الحاكم : هذا حديث يتوهمه من ليس من أهل الصنعة مسندا لذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم وليس بمسند فإنه موقوف على صحابي حكي عن أقرانه من الصحابة فعلا وليس يسنده واحد منهم وإنما ذكرت هذا الموقوف ليستدل به على جملة من الأحاديث التي تشبهه
فأما الموقوف على الصحابة فإنه قل ما يخفى على أهل العلم وشرحه أن يروى الحديث إلى الصحابي من غير إرسال ولا إعضال فإذا بلغ الصحابي قال إنه كان يقول كذا وكذا وكان يفعل كذا وكان يأمر بكذا وكذا
ومن الموقوف الذي يستدل به على أحاديث كثيرة ما حدثنا أحمد بن كامل القاضي ثنا يزيد بن الهيثم ثنا محمد بن جعفر الفيدي ثنا ابن فضيل عن أبي سنان عن عبد الله بن أبي الهذيل عن أبي هريرة رضي الله عنه في قول الله عز و جل : { لواحة للبشر } قال تلقاهم جهنم يوم القيامة فتلفحهم لفحة فلا تترك لحما على عظم إلا وضعت على العراقيب قال : وأشباه هذا من الموقوفات تعد في تفسير الصحابة
فأما ما نقول في تفسير الصحابي مسند فإنما نقوله في غير هذا النوع فإنه كما أخبرناه أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا إسحاق بن أبي أويس حدثني مالك بن أنس عن محمد بن المنكدر عن جابر قال : كانت اليهود تقول : من أتى امرأته من دبرها في قبلها جاء الولد أحول فأنزل الله عز و جل : { نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم }
قال الحاكم : هذا الحديث وأشباهه مسندة عن آخرها وليست بموقوفة فإن الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل فأخبر عن آية من القرآن أنها نزلت في كذا وكذا فإنه حديث مسند
ومما يلزم طالب الحديث معرفته نوع من الموقوفات : وهي مرسلة قبل الوصول إلى الصحابة ومثال ذلك ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني محمد بن عمرو عن ابن جريح عن سليمان بن موسى قال : قال جابر بن عبد الله : إذا صمت فليصم سمعك وبصرك من المحارم ولسانك من الكذب ودع أذى الخادم وليكن عليك وقار وسكينة ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء
قال الحاكم : هذا حديث يتوهمه من ليس للحديث من صناعة أنه موقوف على جابر وهو موقوف ومرسل قبل التوقيف فإن سليمان بن موسى الأشدق لم يسمع من جابر ولم يره بينهما عطاء بن أبي رباح في أحاديث كثيرة وربما اشتبه أيضا على غير المتبحر في الصنعة فيقول فلم يلحق ابن وهب محمد بن عمرو بن علقمة ولا روى محمد بن عمرو بن علقمة عن جريج و محمد بن عمرو هذا هو اليافعي شيخ من أهل مصر وليس ب علقمة المدني
ومما يلزم طالب الحديث معرفته نوع آخر من الموقوفات : وهي مسندة في الأصل يقصر به بعض الرواة فلا يسنده مثال ذلك ما حدثنا أبو زكرياء يحيى بن محمد العنبري ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي ثنا أمية بن بسطام ثنا يزيد بن زريع ثنا روح بن القاسم ثنا منصور عن ربعي بن حراش عن أبي مسعود قال : إنما حفظ الناس من آخر النبوة ( إذا لم تستحي فاصنع ما شئت )
قال الحاكم : هذا حديث أسنده الثوري و شعبة وغيرهما عن منصور وقد قصر به روح بن القاسم فوقفه ومثال هذا في الحديث كثير ولا يعلم سندها إلا الفرسان من نقاد الحديث ولا تعد في الموقوفات
النوع السادس : معرفة الأسانيد التي لا يذكر سندها من رسول الله صلى الله
عليه و سلم
النوع السادس من هذا العلم معرفة الأسانيد التي لا يذكر سندها من رسول الله صلى الله عليه و سلم مثال ذلك ما حدثناه أبو نصر محمد بن محمد بن حامد الترمذي ثنا محمد بن جبال الصنعاني حدثنا عمرو بن عبد الغفار الصنعاني ثنا بشر بن السري حدثنا زائدة عن عمار بن أبي معاوية عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كنا نتمضمض من اللبن ولا نتوضأ منه
أخبرنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارا ثنا صالح بن محمد بن عمرو بن جبلة حدثنا حرمي بن عمارة حدثني هارون بن موسى قال : سمعت الحسن يحدث عن أنس بن مالك قال : كان يقال في أيام العشر بكل يوم ألف يوم ويوم عرفة عشرة آلاف يوم قال يعني في الفضل
أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني بالكوفة ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة ثنا علي بن قادم أخبرنا علي بن صالح عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم عن عبد الله قال : من أتى ساحرا أو عرافا فقد كفر بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه و سلم
قال الحاكم : هذا باب كبير يطول ذكره بالأسانيد فمن ذلك ما ذكرنا ومنه قول الصحابي المعروف بالصحبة ( أمرنا أن نفعل كذا ) و ( نهينا عن كذا وكذا ) و ( كنا نؤمر بكذا ) و ( كنا ننهى عن كذا ) و ( وكنا نفعل كذا ) و ( كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه و سلم فينا ) و ( كنا لا نرى بأسا بكذا ) و ( كان يقال كذا وكذا ) وقول الصحابي ( من السنة كذا ) وأشباه ما ذكرناه إذا قاله الصحابي المعروف بالصحبة فهو حديث مسند وكل ذلك مخرج في المسانيد
النوع السابع : معرفة مراتب الصحابة
النوع السابع من هذا العلم معرفة الصحابة على مراتبهم
فأولهم قول أسلموا بمكة مثل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم رضي الله عنهم ولا أعلم خلافا بين أصحاب التواريخ أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أولهم إسلاما وإنما اختلفوا في بلوغه والصحيح عند الجماعة أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أول من أسلم من الرجال البالغين بحديث [ عمرو بن عبسة أنه قال : يا رسول الله من تبعك على هذا الأمر ؟ قال : ( حر وعبد ) ] وإذا معه أبو بكر وبلال رضي الله عنهما
والطبقة الثانية من الصحابة أصحاب دار الندوة وذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما أسلم وأظهر إسلامه حمل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى دار الندوة فبايعه جماعة من أهل مكة
والطبقة الثالثة من الصحابة المهاجرة إلى الحبشة
والطبقة الرابعة من الصحابة الذين بايعوا النبي صلى الله عليه و سلم عند العقبة يقال فلان عقبى وفلان عقبى
والطبقة الخامسة من الصحابة : أصحاب العقبة الثانية وأكثرهم من الأنصار
والطبقة السادسة : أول المهاجرين الذين وصلوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو بقباء قبل أن يدخلوا المدينة ويبنى المسجد
والطبقة السابعة : أهل بدر الذين [ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيهم لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ]
الطبقة الثامنة : المهاجرة الذين هاجروا بين بدر والحديبية
والطبقة التاسعة : أهل بيعة الرضوان الذين أنزل الله تعالى فيهم { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة } وكانت بيعة الرضوان بالحديبية لما صد رسول الله صلى الله عليه و سلم عن العمرة وصالح كفار قريش على أن يعتمر من العام المقبل والحديبية بئر وكانت الشجرة بالقرب من البئر ثم إن الشجرة فقدت بعد ذلك فلم توجد وقالوا إن السيول ذهب بها فقال سعيد بن المسيب سمعت أبي وكان من أصحاب الشجرة يقول : قد طلبناها غير مرة فلم نجدها فأما ما يذكر عوام الحجيج أنها شجرة بن منى ومكة فإنه خطأ فاحش
والطبقة العاشرة من الصحابة : المهاجرة بين الحديبية والفتح منهم خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وأبو هريرة وغيرهم وفيهم كثرة فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما غنم خيبر قصدوه من كل ناحية مهاجرين فكان يعطيهم
والطبقة الحادي عشرة : فهم الذين أسلموا يوم الفتح وهم جماعة من قريش منهم من أسلم طائعا ومنهم من اتقى السيف ثم تغير والله أعلم بما أضمروا اعتقدوا
ثم الطبقة الثانية عشرة : صبيان وأطفال رأوا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الفتح وفي حجة الوداع وغيرها وعدادهم في الصحابة منهم السائب بين يزيد وعبد الله بن ثعلبة بن أبي صعير فإنهما قدما إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ودعا لهما ولجماعة يطول الكتاب بذكرهم ومنهم الطفيل عامر بن واثلة وأبو جحيفة وهب بن عبد الله فإنهما رأيا النبي صلى الله عليه و سلم في الطواف وعند زمزم ـ وقد صحت الراوية عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال [ لا هجرة بعد الفتح وإنما هو جهاد ونية ]
قال الحاكم : هذا باب لو استقصيت فيه بأسانيد وروايات لصار كتابا على حدة فإن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ورضى عنهم تفرقوا وسكنوا بلادا شاسعة فماتوا في أماكن شتى وهذا الباب يجمع أنواعا من العلوم غير أني دللت على كل نوع منه على ما حضرني في الوقت ومن تبحر في معرفة الصحابة فهو حافظ كامل الحفظ فقد رأيت جماعة من مشايخنا يروون الحديث المرسل عن تابعي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم يتوهمونه صحابيا وربما رووا المسند عن صحابي فيتوهمونه تابعيا
النوع الثامن : معرفة المراسيل
النوع الثامن من هذا العلم معرفة المراسيل المختلفة في الإحتجاج بها وهذا نوع من علم الحديث صعب قل ما يهتدي إليه إلا المتبحر في هذا العلم فإن مشايخ الحديث لم يختلفوا في أن الحديث المرسل هو : الذي يرويه المحدث بأسانيد متصلة إلى التابعي فيقول التابعي : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
وأكثر ما تروى المراسل من أهل المدينة عن سعيد بن المسيب ومن أهل مكة عطاء بن أبي رباح ومن أهل مصر عن سعيد بن أبي هلال ومن أهل الشام عن مكحول الدمشقي ومن أهل البصرة عن الحسن بن أبي الحسن ومن أهل الكوفة عن إبراهيم بن يزيد النخعي
وقد يروى الحديث بعد الحديث عن غيرهم من التابعين إلا أن الغلبة لرواياتهم وأصحها مراسيل سعيد بن المسيب والدليل عليه أن سعيدا من أولاد الصحابة فإن أباه المسيب بن حزن من أصحاب الشجرة وبيعة الرضوان وقد أدرك سعيد عمر وعثمان وعليا وطلحة والزبير إلى آخر العشرة وليس في جماعة التابعين من أدركهم وسمع منهم غير سعيد و قيس بن أبي حازم ثم مع هذا فإنه فقيه أهل الحجاز ومفتيهم وأول فقهاء السبعة الذين يعد مالك بن أنس إجماعهم إجماع كافة الناس
سمعت العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول : أصح المراسيل مراسيل سعيد بن المسيب وأيضا فقد تأمل الأئمة المتقدمون مراسيله فوجدوها بأسانيد صحيحة وهذا الشرائط لم توجد في مراسيل غيره فهذه صفة المراسيل عند أهل الحديث
حدثنا أبو العباس بن يعقوب حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : وجدت بخط أبي ثنا الحسن بن عيسى مولى ابن المبارك قال : حدثت ابن المبارك بحديث لأبي بكر بن عياش عن عاصم عن النبي صلى الله عليه و سلم قال حسن فقلت لـ ابن المبارك أنه ليس عنه إسناد فقال إن عاصما يحتمل له أن يقول : قال رسول الله صلى الله عيه وسلم قال : فغدوت إلى أبي بكر رضي الله عنه فإذا ابن المبارك قد سبقني إليه وهو إلى جنبه فظنته قد سأله عنه
قال الحاكم : فأما مشايخ أهل الكوفة فكل من أرسل الحديث عن التابعين وأتباع التابعين ومن بعدهم من العلماء فإنه عندهم مرسل محتج به وليس كذلك عندنا فإن المرسل أتباع التابعين عندنا معضل وسيأتي ذكره وشرحه بعد هذا إن شاء الله عز و جل
سمعت أبا عبد الله محمد بن محمد بن عبيد الله الواعظ يقول سمعت عبد الله بن عدي بن عبد الله يقول سمعت أحمد بن محمد بن الحسن يقول سمعت محمد بن يزيد الواسطي يقول سمعت يزيد بن هارون يقول قلت لـ حماد بن زيد : يا أبا إسماعيل هل ذكر الله أصحاب الحديث في القرآن ؟ فقال : بلى ألم تسمع إلى قول الله تعالى : { ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون } فهذا فيمن رحل في طلب العلم ثم رجع به إلى من وراءه ليعلمهم إياه
قال الحاكم : ففي هذا النص دليل على أن العلم المحتج به هو المسموع غير المرسل
هذا من الكتاب وأما من السنة فحدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني بالكوفة ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة حدثنا ضرار بن صرد ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله الأسدي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن يسمع منكم ] والحديث المشهور المستفيض بذلك قوله صلى الله الله عليه وسلم : [ نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها حتى يوديها إلى من لم يسمعها ] الحديث
النوع التاسع : معرفة المنقطع من الحديث
النوع التاسع من هذا العلم معرفة المنقطع من الحديث وهو غير المرسل وقل ما يوجد في الحفاظ من يميز بينهما والمنقطع على أنواع ثلاثة :
فمثال نوع منها ما حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السما ببغداد ثنا أيوب بن سليمان السعدي ثنا عبد العزيز بن موسى اللاحوني أبو روح ثنا هلال بن حق عن الجريري عن أبي العلاء وهو ابن الشخير عن رجلين من بني حنظلة عن شداد بن أوس قال : [ كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعلم أحدنا أن يقول في صلاته : ( اللهم إني أسألك التثبيت في الأمور وعزيمة الرشد وأسألك قلبا سليما ولسانا صادقا وأسألك التثبيت في الأمور وعزيمة الرشد وأسألك قلبا سليما ولسانا صادقا وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك وأستغفرك لما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم وأسألك من خير ما تعلم ]
قال الحاكم : هذا الإسناد مثل لنوع من المنقطع لجهالة الرجلين بين أبي العلاء الشخير و شداد بن أوس وشواهده في الحديث كثيرة
وقد يروى الحديث وفي إسناده رجل غير مسمى وليس بمنقطع ومثال ذلك ما أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب التاجر بمرو ثنا أحمد بن سيار ثنا محمد بن كثير ثنا سفيان الثوري ثنا داؤد بن أبي هند ثنا شيخ عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ يأتي على الناس زمان يخير الرجل بين العجز والفجور فمن أدرك ذلك الزمان فليختر العجز على الفجور ]
وهكذا رواه عتاب بن بشير و الهياج بن بسطام عن داؤد بن أبي هند وإذا الرجل لم يقفوا على إسمه أبو عمر الجدلي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثني يحيى بن أبي طالب ثنا علي بن عاصم عن داؤد بن أبي هند قال : نزلت جزيرة قيس فسمعت شيخا أعمى يقال له أبو عمر يقول سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ ليأتين على الناس زمان يخير بن العجز والفجور فمن أدرك ذلك الزمان فليتخير العجز على الفجور ]
قال الحاكم فهذا النوع من المنقطع الذي لا يقف عليه إلا الحافظ الفهم المتبحر في الصنعة وله شواهد كثيرة جعلت هذا الواحد شاهدا لها
والنوع الثالث من المنقطع أن يكون في الإسناد رواية راو لم يسمع من الذي يروي عنه الحديث قبل الوصول إلى التابعي الذي هو موضع الإرسال ولا يقال لهذا النوع من الحديث مرسل إنما يقال له منقطع
مثال ما حدثنا أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ثنا محمد بن سليمان الحضرمي حدثنا محمد بن سهل ثنا عبد الرزاق قال : ذكر الثوري عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ إن وليتموها أبا بكر فقوي أمين لا تأخذه في الله لومة لائم وإن وليتموها عليا فهاد مهدي يقيمكم على طريق مستقيم ]
قال الحاكم : هذا إسناد لا يتأمله متأمل إلا علم إتصاله وسنده فإن الحضرمي ومحمد بن سهل بن عسكر ثقتان وسماع عبد الرزاق من سفيان الثوري واشتهاره به معروف وكذلك سماع الثوري من أبي إسحاق واشتهاره به معروف وفيه انقطاع في موضعين فإن عبد الرزاق لم يسمعه من الثوري و الثوري لم يسمعه من أبي إسحاق أخبرنا أبو عمرو بن السماك ثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي حدثنا محمد بن أبي السري ثنا عبد الرزاق أخبرني النعمان بن أبي شيبة الجندي عن سفيان الثوري عن إسحاق فذكر نحو ز حدثنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة ثنا الحسن بن علويه القطان حدثني عبد السلام بن صالح ثنا عبد الله بن نمير ثنا سفيان الثوري ثنا شريك عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن حذيفة قال ذكروا الإمارة والخلافة عن النبي صلى الله عليه و سلم فذكر الحديث بنحوه
وقال : وكل من تأمل ما ذكرناه من المنقطع علم وتيقن أن هذا العلم من الدقيق الذي لا يستدركه إلا الموفق والطالب المتعلم
النوع العاشر : معرفة المسلسل من الأسانيد
قال الحاكم : النوع العاشر من هذه العلوم معرفة المسلسل من الأسانيد فإنه نوع من السماع الظاهر الذي لا غبار عليه ومثاله ما سمعت أبا الحسين بن علي الحافظ يقول سمعت علي بن سالم الإصبهاني يقول سمعت أبا سعيد يحيى بن حكيم يقول سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول سمعت سفيان الثوري يقول سمعت أبا عون الثقفي يقول سمعت عبد الله بن شداد يقول سمعت أبا هريرة يقول : ( الوضوء مما مست النار قال : فذكرت ذلك لمروان أو ذكر له فأرسل أو أرسلني إلى أم سلمة فحدثتني [ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يخرج إلى الصلاة فانتشل عظما أو أكل كتفا ثم صلى ولم يتوضأ ]
هذا النوع الأول من المسلسل
النوع الثاني منه : ما حدثنا أبو بكر محمد بن داؤد بن سليمان الزاهد حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن المؤمل الضرير حدثني إبراهيم بن راشد الأدمي حدثني محمد بن يحيى الواسطي خادم أبي منصور الشنابزي قال : قال لي أبو منصور : قم فصب علي حتى أريك وضوء منصور فإن منصورا قال لي : قم فصب علي حتى أريك وضوء إبراهيم فإن إبراهيم قال لي : قم فصب علي حتى أريك وضوء علقمة فإن علقمة قال لي : قم فصب علي حتى أريك وضوء ابن مسعود فـ [ إن ابن مسعود قال لي : قم فصب علي حتى أريك وضوء النبي صلى الله عليه و سلم فإن النبي صلى الله عليه و سلم قال لي : قم فصب علي حتى أريك وضوء جبريل عليه السلام ] فقلت لأبي جعفر : كيف توضأ ؟ قال : ثلاثا ثلاثا
النوع الثالث من المسلسل : ما حدثنا أبو جعفر محمد بن علي الصائغ ثنا أحمد ين حازم بن أبي غرزة ثنا أبو نعيم ثنا نصير بن أبي الأشعث قال سمعت أبا الزبير يحدث أنه سمع جابرا يقول سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول : [ إذا نمت فأطف السراج وأغلق الباب وأوك السقاء وخمر الإناء فإن الشيطان لا يفتح غلقا ولا يحل وكاء ولا يكشف إناء وإن الفويسقة تضرم على الناس بيوتهم فإن لم تجد ما تخمره فأعرض عليه عودا واذكر اسم الله عليه ]
قال الحاكم : هذا النوع مما تكثر شواهده في الحديث أن يكون علامة السماع بين كل راويين ظاهرا أو أن يكون بلفظ السماع أو حدثنا أو أخبرنا إلى أن يصل مسلسلا إلى النبي صلى الله عليه و سلم
النوع الرابع من المسلسل : ما أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي ثنا القاسم بن محمد الدلال و محمد بن عبد الله الحضرمي قالا ثنا أبو بلال الأشعري حدثنا حصين بن ذيال الجعفي قال : قال رجل للحسن بن صالح : أمسح على الخفين ؟ قال : نعم قال : فإن قال لي ربي : من أمرك بهذا ؟ قال : قل : الحسن بن حي قال : فإن قيل لك : أنت ؟ قال : فأقول : أمرني المنصور بن المعتمر قال : فإن قيل لل منصور قال : يقول : أمرني إبراهيم قال : فإن قيل لإبراهيم قال : يقول : أمرني همام بن الحارث قال : فإن قيل لـ همام ؟ قال : يقول : أمرني جرير قال : فإن قيل لجرير ؟ قال : يقول : أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم
والنوع الخامس من المسلسل : ما حدثني الزبير بن عبد الواحد حدثني أبو الحسن يوسف بن عبد الأحد القمني الشافعي بمصر قال حدثني سليم بن شعيب الكسائي حدثني سعيد الآدم حدثني شهاب بن خراش الحوشبي قال : سمعت يزيد الرقاشي يحدث عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ لا يجد العبد حلاوة الإيمان حتى يؤمن بالقدر خيره وشره وحلوه ومره ) قال : وقبض رسول الله صلى الله عليه و سلم على لحيته فقال : ( آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره ) ] قال : وقبض أنس على لحيته فقال : آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره ) وأخذ يزيد بلحيته فقال : آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره قال : وأخذ شهاب بلحيته فقال : آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره قال : وأخذ سعيد بلحيته فقال : آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره قال وأخذ سليمان بلحيته فقال : آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره قال : وأخذ يوسف بلحيته فقال : آمنت بالقدر خير وشره وحلوه ومره قال : وأخذ شيخنا الزبير بلحيته فقال : آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره * قال لنا الشيخ أبو بكر الشيرازي قال لنا الحاكم أبو عبد الله : وأنا أقول عن نية صادقة وعقيدة صحيحة : آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره وأخذ بلحيته وأخذ الشيخ أبو بكر بلحيته فقال : آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره
النوع السادس من المسلسل : ما عدهم في يدي أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة وقال لي : عدهن في يدي علي بن أحمد بن الحسين العجلي وقال لي : عدهن في يدي حرب بن الحسن الطحان وقال لي : عدهن في يدي يحيى بن المساور الحناط وقال لي : عدهن في يدي عمرو بن خالد وقال لي : عدهن في يدي زيد بن علي بن الحسين وقال لي : عدهن في يدي علي بن الحسين وقال : عدهن في يدي أبي الحسن بن علي وقال لي : عدهن في يدي علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال لي : عدهن في يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم و [ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : عدهن في يدي جبريل وقال جبريل عليه السلام : ( هكذا نزلت بهن من عند رب العزة اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم ترحم على محمد وعلى آل محمد كما ترحمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حمد مجيد اللهم تحنن على محمد وعلى آل محمد كما تحننت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم وسلم على محمد وعلى آل محمد كما سلمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ] وقبض حرب خمس أصابعه وقبض علي بن أحمد العجلي خمس أصابعه وقبض شيخنا أبو بكر خمس أصابعه وعدهم في أيدينا وقبض الحاكم أبو عبد الله خمس أصابعه وعدهن في أيدينا وقبض أحمد بن خلف خمس أصابعه وعدهن في أيدينا
النوع السابع من المسلسل : أني شهدت على أبي بكر محمد بن داؤد الصوفي أنه قال : شهدت على علي بن الحسن بن سالم أنه قال : شهدت على يحيى بن حكيم أنه قال : شهت على أبي قتيبة أنه قال : شهدت على زهير بن أبي خيشمة أنه قال : شهدت على عبد الملك بن أبي بشير أنه قال : شهدت على عكرمة أنه قال : شهدت على ابن عباس أنه قال : شهدت على أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال : كل السمكة الطافية
النوع الثامن من المسلسل : شبك بيدي أحمد بن الحسين المقرئ وقال : شبك بيدي أبو عمر عبد العزيز بن عمر بن الحسن بن بكر بن الشرود الصنعاني وقال : شبك بيدي أبي وقال : شبك بيدي أبي وقال : شبك بيدي إبراهيم بن يحيى وقال إبراهيم : شبك بيدي صفوان بن سليم وقال صفوان : شبك بيدي أيوب بن خالد الأنصاري وقال أيوب : شبك بيدي عبد الله بن رافع وقال عبد الله : شبك بيدي أبو هريرة وقال أبو هريرة : [ شبك بيدي أبو القاسم صلى الله عليه و سلم وقال : خلق الله الأرض يوم السبت والجبال يوم الأحد والشجر يوم الإثنين والمكروه يوم الثلاثاء والنور يوم الأربعاء والدواب يوم الخميس وآدم يوم الجمعة ]
فهذه أنواع المسلسل من الأسانيد المتصلة التي لا يشوبها تدليس وآثار السماع بين الروايين ظاهرة غير أن رسم الجرح والتعديل عليها محكم وإني لا أحكم لبعض هذه الأسانيد بالصحة وإنما ذكرتها ليستدل بشواهدها عليها إن شاء الله
النوع الحادي عشر : معرفة الأحاديث المعنعنة
هذا النوع من هذا العلوم هو معرفة الأحاديث المعنعنة وليس فيها تدليس وهي متصلة بإجماع أئمة أهل النقل على تورع رواتها عن أنواع التدليس
مثال ذلك ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر الخولاني حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد الأنصاري عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : [ لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله عز و جل ]
قال الحاكم : هذا حديث رواته بصريون ثم مدنيون ومكيون وليس من مذاهبهم التدليس فسواء عندنا ذكروا سماعهم أولم يذكروه وإنما جعلته مثالا لألوف مثله
ومثال ذلك ما : أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو ثنا سعيد بن مسعود ثنا عبيد الله بن موسى ثنا إسرائيل عن عبد الله بن المختار عن ابن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : [ سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إن مع الغلام عقيقة فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه أذى ]
قال الحاكم : هذا حديث رواته كوفيون وبصريون ممن لا يدلسون وليس ذلك من مذهبهم ورواياتهم سليمة وإن لم يذكروا السماع
وأما ضد هذا من الحديث فمثاله ما حدثناه أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء أنا يعلى بن عبيد حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : [ ذكرنا ليلة القدر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : كم مضى من الشهر ؟ قلنا : اثنتان وعشرون وبقي ثمان فقال : مضى اثنتان وعشرون وبقي سبع اطلبوها الليلة الشهر تسع وعشرون ]
قال الحاكم لم يسمع هذا الحديث الأعمش من أبي صالح وقد رواه أكثر أصحابه عنه هكذا منقطعا فأخبرني عبد الله بن محمد موسى ثنا محمد بن أيوب حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ثنا خلاد الجعفي حدثني أبو مسلم عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش عن الأعمش عن سهيل بن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : [ ذكرنا ليلة القدر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : كم مضى من الشهر ؟ قلنا : اثنتان وعشرون وبقي ثمان فقال : مضى اثنتان وعشرون وبقي سبع اطلبوها الليلة الشهر تسع وعشرون ] قال وشواه هذا ونظائره في الحديث كثيرة وسنأتي بمشيئة الله على شرحها في ذكر المدلسين إن شاء الله
النوع الثاني عشر : معرفة المعضل من الروايات
هذا النوع من هذه العلوم هو المعضل من الروايات فقد ذكر إمام الحديث علي بن عبد الله المديني فمن بعده من أئمتنا أن المعضل من الروايات أن يكون بين المرسل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أكثر من رجل وأنه غير المرسل فإن المراسيل للتابعين دون غيرهم
ومثال هذا النوع من الحديث ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ثنا بن وهب أخبرني وهب أخبرني مخرمة بن بكير عن أبيه عن عمرو بن شعيب قال [ قاتل عبد مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم أحد فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : أذن لك سيدك ؟ قال : لا فقال : لو قتلت لدخلت النار قال سيده : فهو حر يا رسول الله فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : الآن فقاتل ]
وحدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنا محمد بن عبد الله أنا بن وهب أخبرني مسلمة بن علي أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : [ إن العبد بعمل أهل الجنة حتى إذا حضرته الوفاة حاف في وصيته فوجبت له النار وإن العبد بعمل أهل النار حتى إذا حضرته الوفاة عدل في وصيته فوجبت له الجنة ]
قال الحاكم فقد أعضل الإسناد الأول عمرو بن شعيب والإسناد الثاني مسلمة بن علي ثم لا نعلم أحدا من الرواة وصله ولا أرسله عنهما فالحديثان معضلا
وليس كل ما يشبه هذا بمعضل فربما أعضل أتباع التابعين الحديث وأتباعهم في وقت ثم وصلاه أو أرسلاه في وقت
مثال ذلك ما أنا أبو بكر بن أبي نصر الداربردي بمرو ثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي ثنا القعنبي عن مالك إنه قد بلغه أن أبا هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ للمملوك طعامه وكسوته بالمعروف ولا يكلف من العمل إلا ما يطيق ]
هذا معضل أعضله عن مالك هكذا في الموطأ إلا أنه قد وصل عنه خارج الموطأ
أخبرنا أبو الطيب محمد بن عبد الله الشعيري حدثنا خمش بن عصام المعدل ثنا حفص بن عبد الله ثنا إبراهيم بن طهمان عن مالك بن أنس رضي الله عنه عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ للمملوك طعامه وكسوته بالمعروف ولا يكلف من العمل إلا ما يطيق ]
وهكذا رواه النعمان بن عبد السلام وغيره عن مالك
قال الحاكم فينبغي للعالم بهذه الصنعة أن يميز بن المعضل الذي لا يوصل وبين ما أعضله الراوي في وقع ثم وصله في وقت
النوع الثاني من المعضل أن يعضله الراوي من أتباع التابعين فلا يرويه عن أحد ويوقفه فلا يذكره عن رسول الله صلى الله عليه و سلم معضلا ثم يوجد ذلك الكلام عن رسول الله صلى الله عليه و سلم متصلا
مثاله ما حدثنا إسماعيل بن أحمد الجرجاني أنا محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني ثنا عثمان بن محمد بن موسى الدعجلي ثنا خليد بن دعلج قال : سمعت الحسن يقول : أخذ المؤمن عن الله أدبا حسنا إذا وسع عليه وسع وإذا قتر عليه قتر
حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ثنا جعفر بن محمد بن كزال ثنا إبراهيم بن بشير المكي ثنا معاوية بن عبد الكريم الضال قال سمعت أبا حمزة يقول سمعت ابن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ إن المؤمن أخذ عن الله أدبا حسنا إذا وسع عليه وسع على نفسه وإذا أمسك عليه أمسك ]
وشبيه ذلك ما حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى ثنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي ثنا أبو كريب ثنا يحيى بن أدم حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن الشعبي قال : يقال للرجل يوم القيامة : عملت كذا وكذا ؟ فيقول : ما عملته فيختم على فيه فينطق جوارحه أو قال : ينطق لسانه فيقول لجوارحه : أبعدكن الله ما خاصمت إلا فيكن
قال قد أعضله الأعمش وهو عن الشعبي متصل مسند مخرج في الصحيح لـ مسلم
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا إبراهيم بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي النضر ثنا عبد الله الأشجعي عن سفيان الثوري عن عبيد المكتب عن فضيل بن عمرو عن الشعبي عن أنس بن مالك قال : [ كنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فضحك فقال : هل تدرون مم ضحت ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم قال : من مخاطبة العبد ربه يوم القيامة فيقول : يا رب ألم تجرني من الظلم ؟ فيقول : بلى قال : فإني لا أجير اليوم على نفسي شاهدا إلى مني فيقول : كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا وبالكرام الكاتبين عليك شهودا
فيختم عل فيه ثم يقال لأركانه : انطقي فتنطق بأعماله ثم يخلي بينه وبين الكلام فيقول : بعدا لكن وسحقا فعنكن كنت أناضل ]
وأشباه هذا كثيرة وفيما ذكرناه لمن تدبره غنية إن شاء الله

النوع الثالث عشر : معرفة المدرج في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم من الكلام
هذا النوع هو معرفة المدرج في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم من كلام الصحابة وتلخيص كلام غيره من كلامه صلى الله عليه و سلم
ومثال ذلك ما حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي ثنا زهير بن معاوية عن الحسن بن الحر عن القاسم بن مخيمرة قال أخذ علقمة بيدي وحدثني أن عبد الله أخذ بيده [ وأن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخذ بيد عبد الله فعلمه التشهد في الصلاة وقال : قل التحيات لله والصلوات فذكر التشهد فإذا قلت هذا فقد قضيت صلاتك إن شئت أن تقوم فقم وإن شئت أن تقعد فاقعد ]
قال الحاكم : هكذا رواه جماعة عن زهير وغيره عن الحسن بن الحر وقوله ( إذا قلت هذا ) مدرج في الحديث من كلام عبد الله بن مسعود فإن سنده عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ينقضي بانقضاء التشهد والدليل عليه ما حدثناه علي بن حمشاذ العدل ثنا عبد الله بن محمد بن غزير ثنا غسان بن الربيع ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن الحسن بن الحر عن القاسم بن مخيمرة قال أخذ علقمة بيدي وأخذ عبد الله بيد علقمة [ وأخذ النبي صلى الله عليه و سلم بيد عبد الله فعلمه التشهد في الصلاة وقال قل التحيات لله ] فذكر الحديث إلى آخر التشهد فقال قال عبد الله بن مسعود : إذا فرغت من هذا فقد قضيت صلاتك فإن شئت فاقعد وإن شئت فقم
فقد ظهر لمن رزق الفهم أن الذي ميز كلام عبد الله بن مسعود من كلام النبي صلى الله عليه و سلم فقد أتى بالزيادة الظاهرة والزيادة من الثقة مقبولة وقد أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال سمعت عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي يقول عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ثقة
وشبيه ذلك ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري حدثنا يحيى بن فضيل ثنا سعيد ثنا قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : [ من أعتق نصيبا له في عبد أو شقيصا فخلاصه عليه في ماله إن كان له مال وإلا قوم العبد قيمة عدل ثم استسعى في قيمته غير مشقوق عليه ]
قال الحاكم : حديث العتق ثابت صحيح وذكر الإستسعاء فيه من قول قتادة وقد وهم من أدراجه في كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم ويشهد بصحة ذلك ما حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا علي بن الحسن الدارابجردي ثنا عبد الله بن يزيدالمقرئ حدثنا همام عن قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة [ أن رجلا أعتق شخصا له في مملوك فغرمه النبي صلى الله عليه و سلم ] قال همام وكان قتادة يقول : إن لم يكن له مال استسعى العبد فهذا أظهر من الأول أن القول الزائد المبين المميز وقد ميز همام وهو ثبت

النوع الرابع عشر : معرفة التابعين
النوع الرابع عشر من هذا العلم معرفة التابعين وهذا نوع يشتمل على علوم كثيرة فإنهم على طبقات في الترتيب ومهما غفل الإنسان عن هذا العلم لم يفرق بين الصحابة والتابعين ثم لم يفرق أيضا بين التابعين وأتباع التابعين قال الله عز و جل : { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم }
وقد ذكرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم كما حدثناه أبو عمرو و عثمان بن أحمد بن السماك ببغداد و أبو العباس محمد بن يعقوب الأموي بنيسابور و أبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي بمرو قالوا حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي حدثنا أزهر بن سعد ثنا بن عون عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ] فلا أدري أذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد قرنه قرنين أو ثلاثة
قال الحاكم : هذا حديث مخرج في الصحيح لـ مسلم بن الحجاج وله علة عجيبة
حدثناه محمد بن صالح بن هانئ ثنا محمد بن نعيم ثنا عمرو بن علي ثنا أزهر ثنا بن عون عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ خير الناس قرني ] قال : فحدثت به يحيى بن سعيد فقال : ليس في حديث بن عون عن عبد الله فقلت له : بلى فيه قال : لا فقلت : إن أزهر ثنا عن بن عون عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال : رأيت أزهر جاء بكتابة ليس فيه عن عبد الله قال عمرو بن علي : فاختلفت إلى أزهر قريبا من شهرين للنظر فيه فنظر في كتابه ثم خرج فقال : لم أجد إلا عن عبيدة عن النبي صلى الله عليه و سلم
فخير الناس قرنا بعد الصحابة من شافه أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وحفظ عنهم الدين والسنن وهم قد شهدوا الوحي والتنزيل
فمن الطبقة الأولى من التابعين وهم قوم لحقوا العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بالجنة ويعدهم جماعة من الصحابة فمنهم سعيد بن المسيب و قيس بن أبي حازم و أبو عثمان النهدي و قيس بن عباد و أبو ساسان حضين ابن المنذر و أبو وائل شقيق بن سلمة و أبو رجاء العطاردي وغيرهم
والطبقة الثانية من التابعين الأسود بن يزيد و علقمة بن قيس و مسروق بن الأجدع و أبو سلمة بن عبد الرحمن و خارجة بن زيد وغيرهم من هذه الطبقة
والطبقة الثالثة من التابعين : عامر بن شراحيل الشعبي و عبيد الله بن عبد الله بن عتبة و شريح بن الحارث و أقرانهم من هذه الطبقة
وهم طبقات خمس عشرة طبقة آخرهم من لقي أنس بن مالك من أهل البصرة ومن لقي عبد الله بن أبي أوفى من أهل الكوفة ولقي السائب بن يزيد من أهل المدينة ومن لقي عبد الله بن الحارث بن جزء من أهل مصر ومن لقي أبا أمامة الباهلي من أهل الشام
أخبرنا أبو جعفر البغدادي ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا على بن المديني قال : آخر من بقي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم بالمدينة سهل بن سهل الساعدي وآخر من بقي بالبصرة أنس بن مالك وآخر من بقي بالكوفة أبو جحيفة وهب بن عبد لله السوائي من بني سواءة بن عامر وأخر من بقي بالشام عبد الله بن بسر المازني من بني مازن منصور وآخر من بقي بمصر عبد الله بن الحارث بن جزء
حدثنا سفيان قال قلت للـ أحوص بن حكيم : أكان أبو أمامة آخر من مات عندكم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال : آخر كان بعده يقال له ابن بسر وقد رأيته ورأيت أنس بن مالك على حمار بين الصفا والمروة وقال علي : وأخر من مات بمكة ممن رأى النبي صلى الله عليه و سلم أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي ويقال له الحماني
فأما الفقهاء من أهل المدينة فسعيد بن المسيب و القاسم بن محمد بن أبي بكر و عروة بن الزبير و خارجة بن زيد بن ثابت و أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف و عبيد الله بن عبد الله بن عتبة و سليمان بن يسار * فهؤلاء السبعة عند الأكثر من علماء الحجاز *
وأخبرنا أحمد بن المقرئ ثنا أبو العوام محمد بن عبد الله بن عبد الجبار المرادي بمصر حدثنا خالد بن نزار الأيلي ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال : أدركت من فقهائنا الذي ينتهي إلى قولهم سعيد بن المسيب و عروة بن الزبير و القاسم بن محمد و أبا بكر بن عبد الرحمن و خارجة بن زيد و عبيد الله بن عبد الله و سليمان بن يسار هم أهل فقه وصلاح وفضل وقد ذكر سالم بن عبد الله أيضا فيهم بدلا عن أبي بكر بن عبد الرحمن و أبي سلمة بن عبد الرحمن
أخبرني أبو أحمد علي بن محمد بن عبد الله المروزي ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال : سمعت علي بن المديني يقول سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول : فقهاء أهل المدينة اثنا عشر : سعيد بن المسيب و أبو سلمة بن عبد الرحمن و القاسم بن محمد و سالم بن عبد الله بن عمر و حمزة بن عبد الله بن عمر و زيد بن عبد الله بن عمر و عبيد الله بن عبد الله بن عمر و بلال بن عبد الله بن عمر و أبان بن عثمان بن عفان و قبيصة بن ذؤيب و خارجة بن زيد بن ثابت و إسماعيل بن زيد بن ثابت
فأما المخضرمون من التابعين هم الذين أدركوا الجاهلية وحياة رسول الله صلى الله عليه و سلم وليست لهم صحبة فهم أبو رجاء العطاردي و أبو وائل الأسدي و سويد بن غفلة و عثمان النهدي و غيرهم من التابعين
قرأت بخط مسلم بن الحجاج رحمه الله ذكر من أدرك الجاهلية ولم يلق النبي صلى الله عليه و سلم ولكنه صحب الصحابة بعد النبي صلى الله عليه و سلم منهم أبو عمرو الشيباني سعد بن إياس ومنهم سويد بن غفلة الكندي يكنى أبا أمية ومنهم شريح بن هانئ الحارثي ومنهم يسير بن عمرو ويقال أسير بن عمرو وأهل البصرة يقولون ابن جابر ومنهم عمرة بن ميمون الأودي ويكنى أبا عبد الله ومنهم الأسود بن يزيد النخعي ويكنى أبا عمرو ومنهم عبد خير بن يزيد الخيواني أبو عمارة ومنهم شبيل بن عوف الأحمسي ومنهم مسعود بن حراش أخو ربعي بن حراش ومنهم مالك بن عمير ومنهم أبو عثمان النهدي واسمه عبد الرحمن بن مل ومنهم أبو رجاء العطاردي واسمه عمران بن تميم ومنهم غنيم بن قيس ويكنى أبا العنبر ومنهم أبو رافع الصائغ ومنهم أبو الحلال العتكي واسمه ربيعة بن زرارة ومنهم خالد بن عمير العدوي ومنهم ثمامة بن حزن القشيري ومنهم جبير بن نفير الحضرمي
قال الحاكم فبلغ عدد من ذكرهم مسلم رحمه الله من المخضرمين عشرين رجلا
فحدثني بعض مشائخنا من الأدباء أن المخضرم اشتقاقه من أن أهل الجاهلية كانوا يخضرمون آذان الإبل أي يقطعونها لتكون علامة لإسلامهم إن أغير عليهم أو حوربوا
ومن التابعين بعد المخضرمين طبقة ولدوا في زمان رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يسمعوا منه منهم يوسف بن عبد الله بن سلام و محمد بن أبي بكر الصديق و بشير بن أبي مسعود الأنصاري و أمامة بن سهل بن حنيف و عبد الله بن عامر بن كريز و سعيد بن عبادة و الوليد بن عبادة بن الصامت و عبد الله بن عامر بن ربيعة و عبد الله بن ثعلبة بن صعير و أبو عبد الله الصنابحي و عمرو بن سلمة الجرمي و عبيد بن عمير و سليمان بن ربيعة و علقمة بن قيس
وطبقة تعد في التابعين ولو يصح سماع أحد منهم من الصحابة منهم إبراهيم بن سويد النخعي وإنما روايته الصحيحة عن علقمة و الأسود ولو يدرك أحدا من الصحابة وليس هذا بـ إبراهيم بن يزيد النخعي الفقيه و بكير بن أبي السميط لم يصح له عن أنس رواية إنما أسقط قتادة من الوسط و بكير بن عبد الله بن الأشح لم يثبت سماعه من عبد الله بن الحارث بن جزء وإنما رواياته عن التابعين و ثابت بن عجلان الأنصاري لم يصح سماعه من ابن عباس إنما يروي عن عطاء و سعيد بن جبير عن ابن عباس و سعيد بن عبد الرحمن الرقاشي وأخوه واصل أبو حرة لم يثبت سماع واحد منهما من أنس
وطبقة عدادهم عند الناس في أتباع التابعين وقد لقوا الصحابة منهم أبو الزناد عبد الله بن ذكوان وقد لقي عبد الله بن عمر و أنس بن مالك و أبا أمامة بن سهل وهشام بن عروة وقد أدخل على عبد الله بن عمر وجابر بن عبد الله وموسى بن عقبة وقد أدرك أنس بن مالك وأم خالد بن خالد بن سعيد بن العاص
النوع الخامس عشر : معرفة أتباع التابعين
وهو معرفة أتباع التابعين فإن غلط من لا يعرفهم يعظم أن يعدأن
أن أن أن يعدهم الطبقة الرابعة أو لا يميز فيجعل بعضهم من التابعين كما قدمنا ذكره وقد ذكرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه العدل أنا هشام بن علي السدوسي أن موسى بن إسماعيل حدثهم حدثنا أبان بن يزيد عن أبي جمرة عن زهدم الجرمي عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : [ خير الناس القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم ينشأ قوم يشهدون ولا يستشهدون ويحلفون ولا يستحلفون ويخونون ولا يؤتمنون يفشو فيهم السمن ] قال الحاكم : فهذه صفة أتباع التابعين إذ جعلهم النبي صلى الله عليه و سلم خير الناس بعد الصحابة والتابعين والمنتخبين وهم الطبقة الثالثة بعد النبي صلى الله عليه و سلم وفيهم جماعة من أئمة المسلمين وفقهاء الأمصار مثل مالك بن أنس الإصبحي و عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي و سفيان بن سعيد الثوري و شعبة بن الحجاج العتكي و ابن جريج
ثم يعد أيضا فيهم جماعة من تلاميذه هؤلاء الأئمة الذين ذكرناهم مثل يحيى بن سعيد القطان وقد أدرك أصحاب أنس و عبد الله بن المبارك وقد أدرك جماعة من التابعين و محمد بن الحسن الشيباني ممن روى الموطأ عن مالك وقد أدرك جماعة من التابعين و إبراهيم بن طهمان الزاهد وقد أدرك جماعة من التابعين
وفي هذه الطبقة جماعة يشتبه على المتعلم أساميهم فيتوهمهم من التابعين لنسب يجمعهم أو غير ذلك بما يشتبه على غير المتبحرين في هذا العلم مثل إبراهيم بن محمد بن سعد بن أبي وقاص ولم يسمع من أحد من الصحابة وربما نسب إلى جده فيتوهمه الراوي بحديثه إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص وهو تابعي كبير عنده عن أبيه وغيره من الصحابة ومنهم حفص بن عمر بن سعد القرظ و سعد صحابي و حفص لم يسمع من جده ولا غيره من الصحابة وربما نسب إلى جده فيتوهمه الواهم أنه تابعي ومنهم الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم وهو الذي يعرف بحسين الأصغر الذي يرويه عنه عبد الله بن المبارك وغيره وربما قال الراوي عن حسين بن علي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم فيشتبه على من لا يتحقق أنه مرسل ويتوهمه من التابعين وليس كذلك فإن ولد علي بن الحسين زين العابدين ستة منهم حدثوا : محمد و عبد الله وزيد وعمر وحسين وفاطمة وليس فيهم تابعي غير محمد وهو أبو جعفر باقر العلوم ومنهم سعيد بن أبي خيرة البصري كثير الرواية عن الحسن وقد أرسل عن سعيد عن أبي هريرة وأنس وإنما يكون بينهما الحسن والراوي عن
سعيد داؤد بن أبي هند وهو تابعي سمع من أنس بن مالك فربما خفي عن طالب الحديث فيقول هذا شيخ داؤد وعند داؤد عن أنس فلا ينكر أن يكون هذا تابعيا وليس كذلك فإنه من الأتباع ومنهم سليمان الأحول وهو سليمان بن أبي مسلم المكي وربما روي عنه عن ابن عباس فيتأمل الراوي حاله فيقول هذا كبير وهو خال عبد الله بن أبي نجيح لا ينكر أن يلقى الصحابة وليس كذلك فإنه من الأتباع ورواياته عن طاؤس عن ابن عباس ومنهم سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي وعداده في المصريين صاحب حديث الأضحية كبير السن والمحل روي عنه عمرو بن الحارث و شعبة و الليث وقد قيل عنه عن البراء بن عازب فإذا تأمل الراوي محله وسنه وجلالة الرواة عنه لا يستبدع كونه من التابعين وليس كذلك فإن بينه وبين البراء عبيد بن فيروز ومنهم سليمان بن يسار الذي رويه عن سليمان بن بلال و بن أبي ذئب وهذا شيخ من أهل المدينة يقال له صاحب المقصورة فربما خفي على من ليس هذا العلم من صنعته ويروي رواية أتباع التابعين عنه فيتوهمه سليمان بن يسار مولى ميمونة سابع الفقهاء السبعة وكان يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه و سلم
قال الحاكم : فقد ذكرنا هذه الأسامي ليستدل بها على جماعة من أتباع التابعين لم نذكرهم ويعلم بذلك أن معرفة الأتباع نوع كبير من هذا العلم
النوع السادس عشر : معرفة الأكابر والأصاغر
هذا النوع منه معرفة الأكابر من الأصاغر وقد قال النبي صلى الله عليه و سلم : [ الكبر الكبر ] وقال : [ البركة مع أكابرهم ]
وشرح هذه المعرفة أن طالب هذا العلم إذا كتب حديثا لليث بن سعد عن عبد الله بن صالح لا يتوهم أن الراوي دون المروي عنه وكذلك إذا روى حديثا لـ يحيى بن سعيد الأنصاري عن مالك بن أنس و الأعمش عن شعبة أو ابن جريج عن إسماعيل بن علية أو الزهري عن بهز بن حكيم أو الليث بن سعد عن أبي يوسف القاضي وما أشبه هذا
فإني ذكرت ما حضرني في الوقت ومثاله في الروايات كثيرة فمن فهم الطالب أن لا يقيس مثل هذه الرواية على الأقران أو الاستواء في الإسناد والسن فإن هذا النوع غير معرفة الأقران الذي نذكره بمشية الله بعد هذا
والمثال الثاني لهذا النوع من العلم أن يروي العالم الحافظ المتقدم عن المحدث الذي لا يعلم غير الرواية عن كتابه فينبغي أن يعلم الطالب فضل التابع على المتبوع مثال هذا رواية الثوري و شعبة عن الأعمش وأشباهه من المحدثين ورواية مالك بن أنس و ابن أبي ذئب عن عبد الله بن دينار وأشباهه ورواية أحمد و إسحاق عن عبيد الله بن موسى و آشباهه وليس في هؤلاء مجروح بل كلهم من أهل الصدق إلا أن الرواة عنهم أئمة حفاظ فقهاء وهم محدثون فقط
قال الحاكم : وقد رأيت أنا في زماننا من هذا النوع ما يطول ذكره كان شيخنا وإمامنا أبو بكر بن إسحاق يروي عن أبي الحسن أحمد بن محمد الطرائفي وربما توهم المبتدئ أنه أستاذه وكان فقيه عصرنا أبو الوليد يحدث عن أبي الطيب الذهلي وكان أبو علي الحافظ يحدث عن ابن بطة فلا ينبغي أن يخفى على طال هذا العلم فقد صحت الرواية [ عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن ننزل الناس منازلهم ]
النوع السابع عشر : معرفة أولاد الصحابة
هذا النوع من هذا العلم معرفة أولاد الصحابة فإن من جهل هذا النوع اشتبه عليه كثير من الروايات أول ما يلزم الحديثي معرفته من ذلك أولاد سيد البشر محمد المصطفى صلى الله عليه و سلم ومن صحت الرواية عنه منهم
حدثنا علي بن عبد الرحمن بن عيسى الدهقان بالكوفة قال حدثنا الحسين بن الحكم الحبري قال ثنا الحسن بن الحسين العرني قال ثنا حبان بن علي العنزي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله عز و جل { فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم } إلى قوله الكاذبين نزلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم وعلي نفسه { ونساءنا ونساءكم } في فاطمة { أبناءنا وأبناءكم } في حسن وحسين والدعاء على الكاذبين نزلت في العاقب والسيد وعبد المسيح وأصحابه
قال الحاكم : وقد تواترت الأخبار في التفاسير عن عبد الله بن عباس وغيره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم [ أخذ يوم المباهلة بيد علي وحسن وحسين وجعلوا فاطمة وراءهم ثم قال : هؤلاء أبناءنا وأنفسنا ونساؤنا فهلموا أنفسكم وأبناءكم ونساءكم ثم نبتهل فنجعله لعنة الله على الكاذبين ]
حدثنا أبو الحسن بن ماتي من أصل كتابه ثنا الحسن بن الحكم قال حدثنا حسن بن حسين قال ثنا عيسى بن عبد الله بن عمرو بن علي عن أبيه عن جده عن علي قال ما سماني الحسن والحسين يا أبت حتى توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم كانا يقولان لرسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبت يا أبت وكان الحسن يقول لي يا أبا حسن وكان الحسن يقول لي يا أبا الحسين
قال الحاكم : فقد صحت الرواية من ولد رسول الله صلى الله عليه و سلم عن فاطمة والحسن والحسين والحسن بن الحسن بن علي وعبد الله وحسن وعلي وزيد بني الحسن بن الحسين بن علي وعمرو بن الحسن بن علي ومحمد بن عمرو بن حسن بن علي والحسن بن زيد بن حسن بن علي وموسى بن عبد الله بن حسن بن حسن ومحمد بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي وعن علي بن الحسين بن علي وفاطمة بنت الحسين بن علي ومحمد وعبد الله وزيد وعمرو وحسين بني علي بن الحسين وعن جعفر بن محمد بن علي والحسين بن زيد بن علي فهؤلاء قد صحت عنهم الروايات وقد روي الحديث عن زهاء مائتي رجل وامرأة من أهل البيت
وممن صحت الرواية عنه من ولد أبي بكر الصديق رضي الله عنه عائشة وأسماء وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر وهو أبو عتيق وعبد الله بن أبي عتيق و القاسم بن محمد بن أبي بكر وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد ومن أولاد البنات جعفر بن محمد الصادق وكان يقول : أبو بكر جدي أفيسب الرجل جده لا قدمني الله إن لم أقدمه
وأما العمريون فقد كثرت الثقات الأثبات منهم بلغ عديد من أخرج حديثه في الصحيح منهم نيفا وأربعين رجلا
قال الحاكم : فقد جعلت هؤلاء العلماء من ولد رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما مثالا لأولاد سائر الصحابة تحريا للتخفيف وولد سعد بن أبي وقاص إلى سنة خمسين ومائتين ( 250 ) هـ فيهم فقهاء وأئمة وثقات وحفاظ وكذلك أعقاب عبد الرحمن بن عوف و عبد الله بن مسعود والعباس بن عبد المطلب رضي الله عنهم أجمعين
ثم بعد هذا معرفة أولاد التابعين وأتباع التابعين وغيرهم من أئمة المسلمين علم كبير ونوع بذاته من أنواع علم الحديث وقد اقتصرت من الصدر الأول على من سميتهم ومن الأتباع على أولاد الأئمة المذكورين بالعلم من أتباع التابعين فمن بعدهم
فولد مالك بن أنس يحيى بن مالك ولا نعلم له ولدا غيره وأما الثوري فإنه لم يعقب وولد شعبة بن الحجاج سعيد بن شعبة وولد عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي محمد بن الأوزاعي وليس له غيره وولد أبي حنيفة حماد بن أبي حنيفة وليس له غيره ولـ حماد أعقاب وولد الشافعي عثمان و محمد وهو أبو الحسن قد كان ورد على أحمد بن حنبل بغداء وولد أحمد بن حنبل صالح وعبد الله وليس لهما ثالث وولد عبد الرحمن بن مهدي إبراهيم وموسى وليس له غيرهما وولد يحيى بن سعيد محمد وهو أبو بكر الذي سلمه إلى أبي قدامة السرخسي فحج به و عبد الله بن المبارك لم يعقب وولد علي بن المديني محمد و عبد الله رويا عن أبيهما و يحيى بن معين لم يعقب ذكرا وله أعقاب من بناته رأيت كهلا منهم ببغداد وأما البخاري و مسلم فإنهما لم يعقبا ذكرا
النوع الثامن عشر : معرفة الجرح والتعديل
هذا النوع من علم الحديث معرفة الجرح والتعديل وهما في الأصل نوعان كل نوع منهما علم برأسه وهو ثمرة هذا العلم والمرقاة الكبيرة منه وقد تكلمت عليه في كتاب المدخل إلى معرفة الصحيح بكلام شاف رضيه كل من رآه من أهل الصنعة ثم ذكرت في كتاب المزكيين لرواة الأخبار على عشر طبقات في كل عصر منهم أربعة وهم أربعون رجلا فالطبقة الأولى منهم أبو بكر وعمر وعلي وزيد بن ثابت فإنهم قد جرحوا وعدلوا وبحثوا عن صحة الروايات وسقيمها والطبقة العاشرة منهم أبو إسحاق إبراهيم بن حمزة الإصبهاني و أبو علي النيسابوري و أبو بكر محمد بن عمر بن سالم البغدادي و القاسم حمزة بن علي الكناني المصري
وقد ذكرت في كتاب المدخل إلى معرفة كتاب الإكليل أنواع العدالة على خمسة أقسام والجرح على عشرة أقسام وتكلمت في هذه الكتب على الجرح والتعديل مما يغني عن إعادته واستشهدت بأقاويل الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين
وأصل عدالة المحدث أن يكون مسلما لا يدعو إلى بدعة ولا يعلم من أنواع المعاصي ما تسقط به عداله فإن كان مع ذلك حافظا لحديثه فهي أرفع درجات المحدثين وإن كان صاحب كتاب فلا ينبغي أن يحدث إلا من أصوله وأقل ما يلزمه أن يحسن قراءة كتابه على ما ذكرته في أول هذا الكتاب من علامات الصدق على الأصول وإن كان المحدث غريبا لا يقر على إخراج أصوله فلا يكتب عنه إلا ما يحفظه إذا لم يخالف الثقات في حديثه فإن حدث من حفظه بالمناكير التي لا يتابع عليها لم يؤخذ عنه وقد كان أبو عروبة رحمه الله يقول : الأصل سلاح
وسمعت أبا الوليد الفقيه يقول سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول وسئل عن عبد الله بن شيرويه فقال : لقد خلط واشتغل بما لا يليق بالعلم وأهله إلا أنه حفظ الأصول لوقت الحاجة إليها
قال الحاكم : وقد اختلف أئمة الحديث في أصح الأسانيد : فحدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب قال ثنا محمد بن سليمان قال سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول : أصح الأسانيد كلها مالك عن نافع عن بن عمر وأصح أسانيد أبي هريرة أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
وسمعت أبا بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة يحكي عن بعض شيوخه عن أبي بكر بن أبي شيبة قال : أصح الأسانيد كلها الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي
وأخبرني خلف بن محمد البخاري ثنا محمد بن حريث البخاري قال سمعت عمرو بن علي يقول : أصح الأسانيد محمد بن سيرين عن عبيدة عن علي
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بطة الإصبهاني عن بعض شيوخه قال سمعت سليمان بن داؤد يقول : أصح الأسانيد كلها يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة
وسمعت أبا الوليد الفقيه غير مرة يقول سمعت محمد بن سليمان بن خالد الميداني يقول سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول : أصح الأسانيد كلها الزهري عن سالم عن أبيه
حدثني الحسين بن عبد الله الصيرفي قال حدثني محمد بن حماد الدوري بحلب قال أخبرني أحمد بن القاسم بن نصر بن دوست قال حدثنا حجاج بن الشاعر قال : اجتمع أحمد بن حنبل و يحيى بن معين و علي بن المديني في جماعة معهم اجتمعوا فذكروا أجود الأسانيد الجياد فقال رجل منهم : أجود الأسانيد شعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عامر أخي أم سلمة عن أم سلمة وقال علي بن المديني : أجود الأسانيد بن عون عن محمد عن عبيدة عن علي وقال أبو عبد الله أحمد بن حنبل أجود الأسانيد الزهري عن سالم عن أبيه وقال يحيى : الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله فقال له إنسان : الأعمش مثل الزهري ؟ فقال برئت من الأعمش أن يكون مثل الزهري الزهري يرى العرض والإجازة وكان يعمل لبني أمية وذكر الأعمش فمدحه فقال : فقير صبور مجانب السلطان وذكر علمه بالقرآن وورعه
قال الحاكم : فأقول وبالله التوفيق إن هؤلاء الأئمة الحفاظ قد ذكر كل ما أدى إليه اجتهاده في أصح الأسانيد ولكل صحابي رواة من التابعين ولهم أبتاع وأكثرهم ثقات فلا يمكن أن يقطع الحكم في أصح الأسانيد لصحابي واحد فنقول وبالله التوفيق
إن أصح أسانيد أهل البيت جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي إذا كان الراوي عن جعفر ثقة
وأصح أسانيد الصديق إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي بكر
وأصح أسانيد عمر الزهري عن سالم عن أبيه عن جده
وأصح أسانيد المكثرين من الصحابة لأبي هريرة الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ولعبد الله بن عمر مالك عن نافع عن بن عمر بن الخطاب عن القاسم بن محمد بن أبي بكر عن عائشة سمعت أبا بكر بن سلمان الفقيه يقول سمعت جعفر بن أبي عثمان الطيالسي سمعت يحيى بن معين يقول عبيد الله بن عمر عن القاسم عن عائشة ترجمة مشبكة بالذهب
ومن أصح الأسانيد أيضا محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب بن زهرة القرشي عن عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد القرشي عن عائشة
وأصح أسانيد عبد الله بن مسعود سفيان بن سعيد الثوري عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم بن يزيد النخعي عن علقمة بن قيس النخعي عن عبد الله بن مسعود
وأصح أسانيدأنس مالك بن أنس عن الزهري عن أنس وأصح أسانيد المكيين سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر
وأصح أسانيد اليمانيين معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة
سمعت أبا أحمد الحافظ يقول سمعت أبا حامد بن الشرقي يقول سألت محمد بن يحيى فقلت : أي الإسنادين أصح : محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أو معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة ؟ فقال : إسناد محمد بن عمرو أشهر وإسناد معمر أمتن
قال الحاكم : فقلت لـ أبي أحمد الحافظ : محمد بن يحيى إمام غير مدافع إمامته ولكني أقول معمر بن راشد أثبت من محمد بن عمرو وأبو سلمة أجل وأشرف وأثبت من همام بن منبه : فأعجبه هذا القول وقال فيه ما قال
قلنا : وأثبت إسناد المصريين الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر الجهني
وأثبت إسناد الشاميين عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن حسان بن عطية عن الصحابة
وأثبت أسانيد الخراسانيين الحسين بن واقد عن عبد الله بن يزيد عن أبيه ولعل قائلا يقول إن هذا الإسناد لم يخرج منه في الصحيحين إلا حديثان فيقال له وحدنا للخراسانيين أصح من هذا الإسناد فكلهم ثقات وخراسانيون و بريدة ابن حصيب مدفون بمرو
ثم نقول بعون الله بعد هذا :
إن أوهى أسانيد أهل البيت عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن الحارث الأعور عن علي
سمعت علي بن الحافظ يحكي عن بعض شيوخهم قال حضر نضلة مجلس أبي همام السكوني فقال أبو همام حدثنا أبي قال ثنا عمرو بن جابر فقام نضلة فقال : أنت وأبوك و عمرو و جابر ! الله الله إن صبرنا ! وخرج من المجلس
وأوهى أسانيد الصديق صدقة بن موسى الدقيقي عن فرقد السبحي عن مرة الطيب عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه
وأوهى أسانيد العمريين محمد بن القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر عن أبيه عن جده فإن محمد وعبد الله لم يحتج بهم
وأوهى أسانيد أبي هريرة السري بن إسماعيل عن داؤد بن يزيد الأودي عن أبيه عن أبي هريرة
وأوهى أسانيد عائشة نسخة عند البصريين عن الحارث بن شبل عن أم النعمان الكندية عن عائشة
وأوهى أسانيد عبد الله بن مسعود شريك عن أبي فزارة عن أبي زيد عن عبد الله إلا أن أبا فزارة راشد بن كيسان كوفي ثقة
وأوهى أسانيد أنس داؤد بن المحبر بن قحذم عن أبيه عن أبان بن أبي عياش عن أنس
وأوهى أسانيد المكيين عبد الله بن ميمون القداح عن شهاب بن خراش عن إبراهيم بن يزيد الخوزي عن عكرمة عن ابن عباس
وأهى أسانيد اليمانيين حفص بن عمر العدني عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس
وأوهى أسانيد المصريين أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد عن أبيه عن جده عن قرة بن عبد الرحمن بن حيويل عن كل من روى عنه فإنها نسخة كبيرة
وأوهى أسانيد الشاميين محمد بن قيس المصلوب عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة
وأوهى أسانيد الخراسانيين عبد الله بن عبد الرحمن بن مليحة عن نهشل بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس و ابن مليحة و نهشل نيسابوريان وإنما ذكرتهما في الجرح من بين سائر كور خراسان ليعلم أني لم أحاب في أكثر ما ذكرته
قال الحاكم : فهذه الأحرف التي أوردتاها في الجرح والتعديل مما لم أذكر في الكتب الثلاثة التي قدمت ذكرها والكلام في الجرح والتعديل أكثر مما يمكن الاستقصاء فيه لكني قصدت الاقتصار في هذا الكتاب ليستدل بالحديث الواحد على أحاديث كثيرة وقد استقصيت الكلام في إباحة جرح المحدث في المدخل إلى معرفة كتاب الإكليل فاستغنيب به عن إعادته
النوع التاسع عشر : معرفة الصحيح والسقيم
وهو معرفة الصحيح والسقيم وهذا النوع من هذه العلوم غير الجرح والتعديل الذي قدمنا ذكره فرب إسناد يسلم من المجروحين غير مخرج في الصحيح
فمن ذلك ما حدثنا عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمدان قال حدثنا أبو حاتم الرازي قال ثنا نصر بن علي قال حدثنا أبي عن ابن عون عن محمد
بن سيرين عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ صلاة الليل والنهار مثنى مثنى والوتر ركعة من آخر الليل ]
قال الحاكم : هذا حديث ليس في إسناده إلا ثقة ثبت وذكر النهار فيه وهم والكلام عليه يطول
ومنه ما حدثنا الإمام أبو بكر بن إسحاق قال أخبرنا محمد بن محمد بن حيان التمار قال ثنا أبو الوليد الطيالسي قال ثنا مالك بن أنس عن ابن شهاب عن عروة [ عن عائشة قالت : ما عاب رسول الله صلى الله عليه و سلم طعاما قط إن اشتاه أكله وإلا تركه ]
هذا إسناد تداوله الأئمة والثقات وهو باطل من حديث مالك وإنما أريد بهذا الإسناد ما ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده امرأة قط وما انتقم رسول الله صلى الله عليه و سلم لنفسه إلا أن تنتهك محارم الله فينتقم لله بها ولقد جهدت جهدي أن أقف على الواهم فيه من هو فلم أقف عليه اللهم إلا أن أكبر الظن على علي بن حيان البصري على أنه صدوق مقبول
ومنه حدثنا محمد بن صالح بن هانئ قال ثنا إبراهيم بن أبي طالب قال ثنا الحسن بن عيسى قال ثنا بن المبارك قال ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن القاسم [ عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا رأى المطر قال اللهم صيبا هينئا ]
قال الحاكم : وهذا حديث تداوله الثقات هكذا وهو في الأصل معلول واه ففي هذه الأحاديث الثلاثة قياس على ثلاث مائة أو ثلاثة آلاف أو أكثر من ذلك
إن الصحيح لا يعرف بروايته فقط وإنما يعرف بالفهم والحفظ وكثرة السماع وليس لهذا النوع من العلم عون أكثر من مذاكرة أهل الفهم والمعرفة ليظهر ما يخفى من علة الحديث فإذا وجد مثل هذه الأحاديث بالأسانيد الصحيحة غير مخرجة في كتابي الإمامين البخاري و مسلم لزم صاحب الحديث التنقير عن علته ومذاكرة أهل المعرفة به لتظهر علته
حدثني أبو سعيد أحمد بن محمد النسوي قال ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال ثنا محمد بن أبي السري قال ثنا معتمر بن سليمان قال حدثنا كهمس عن عبد الله بن بريدة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : ( تزاوروا وأكثروا مذاكرة الحديث فإن لم تفعلوا يندرس الحديث )
قال الحاكم : وأنا مبين بعون الله وحسن توفيقه بعد هذا كيفية المذاكرة ورسمها ومن ذكر بها * ومن سقط * والله المسهل لذلك بمنه
حدثنا أبو الحسن أحمد بن عثمان بن يحيى المقرئ ببغداد قال ثنا العباس بن محمد الدوري قال ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى قال حدثني أبي عن أبي ليلى عن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ثابت بن قيس قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ تسمعون ويسمع منكم [ ويسمع من الذين يسمعون منكم ] ويسمع من الذين يسمعون من الذين يسمعون منكم ثم يأتي من بعد ذلك قوم سمان يحبون السمن ويشهدون قبل أن يسئلوا ]
قال الحاكم : وقد وصف رسول الله صلى الله عليه و سلم في هذا الحديث أربع طباق من رواة الحديث وهذه الخامسة التي نحن فيها على ما وصفه فقد قال أحمد بن حنبل و إسحاق بن راهويه إن العالم إذا لم يعرف الصحيح والسقيم والناسخ والمنسوخ من الحديث لا يسمى عالما
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكيم قال أخبرنا بن وهب قال أخبرني مسلمة بن علي عن زيد بن واقد عن حرام بن حكيم قال سمعت أنس بن مالك يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : [ حدثوا عني كما سمعتم ولا حرج إلا من افترى علي كذبا متعمدا بغير علم فليتبوا مقعده من النار ]
قال الحاكم : قد أحال رسول الله صلى الله عليه و سلم في هذا الخبر العلم على السماع وذكر الراوي بغير سماع ولا علم بما ذكره فليتأمل الشحيح بدينه هذا الوعيد من رسول الله صلى الله عليه و سلم
حدثني موسى بن سعيد الحنظلي بهمذان قال ثنا يحيى بن عبد الله بن ماهان قال سمعت حماد بن غسان يقول سمعت عبد الله بن وهب يقول سمعت مالك بن أنس يقول لقد حدثت بأحاديث وددت أني ضربت بكل حديث منهما سوطين ولم أحدث بها
قال الحاكم : فمالك بن أنس على تحرجه وقلة حديثه يتقي الحديث هذه التقية فكيف بغيره ممن يحدث بالطم والرم ؟
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا العباس بن محمد الدوري قال حدثنا سعيد بن محمد الجرمي قال ثنا معن بن عيسى قال حدثتني عبيدة بنت نائل عن عائشة بنت سعد عن أبيها أنه قال : ما يمنعني من الحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم أن لا أكون أكثر أصحابه حديثا ولكني أكره أن يتقولوا علي
قال الحاكم : هذه التقية التي ذكرناها عن الصحابة والتابعين وأتباعهم كل ذلك ليميزوا بين الصحيح والسقيم فيسلموا من التحديث وقد ذكرت في كتاب المدخل إلى معرفة الصحيح ما يستغني عنه المستفيد وإعادته في هذا الوضع يتعذر
وصفة الحديث الصحيح أن يرويه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم صحابي زائل عن اسم الجهالة وهو أن يروي عنه تابعيان عدلان ثم يتداوله أهل الحديث بالقبول إلى وقتنا هذا كالشهادة على الشهادة
أخبرنا محمد بن أحمد بن تميم الأصم قال ثنا عبيد بن شريك قال ثنا نعيم بن حماد قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول قيل لـ شعبة : من الذي يترك حديثه ؟ قال : إذا روي عن المعروفين ما لا يعرفه المعروفون فأكثر ترك حديثه فإذا اتهم بالحديث ترك حديثه فإذا أكثر الغلط ترك حديثه وإذا روى حديثا اجتمع عليه أنه غلط ترك حديثه وما كان غير هذا فأرو عنه
أخبرني عبد الله بن محمد بن موسى قال ثنا إسماعيل بن قتيبة قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال ثنا وكيع عن سفيان عن أبيه عن الربيع بن خثيم قال : إن من الحديث حديثا له ضوء كضوء النهار نعرفه به وأن من الحديث حديثا له ظلمة كظلمة الليل نعرفه بها
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا العباس بن محمد الدوري قال ثنا يحيى بن معين قال : ثنا جرير عن رقبة أن عبد الله بن مسور المدائني وضع أحاديث على رسول الله صلى الله عليه و سلم فاحتملها الناس
حدثنا أبو بكر الشافعي قال ثنا محمد بن إسماعيل السلمي قال ثنا عبد العزيز الأويسي قال ثنا مالك قال كان ربيعة بن أبي عبد الرحمن يقول لـ ابن شهاب : إن حالي ليست بشبه حالك فقال له ابن شهاب : وكيف ذاك ؟ قال ربيعة : أنا أقول برأيي من شاء أخذه فاستحسنه وعمل به ومن شاء تركه وأنت في القوم تحدث عن النبي صلى الله عليه و سلم فيحفظ
النوع العشرين : معرفة فقه الحديث
النوع العشرين من هذا العلم ـ بعد معرفة ما قدمنا ذكره من صحة الحديث إتقان ومعرفة لا تقليدا وظنا ـ معرفة فقه الحديث إذا هو ثمرة هذه العلوم وبه قوام الشريعة فأما فقهاء الإسلام أصحاب القياس والرأي والاستنباط والجدل والنظر فمعروفون في كل عصر وأهل كل بلد ونحن ذاكرون بمشيئة الله في هذا الموضع فقه الحديث عن أهله ليستدل بذلك على أن أهل هذه الصنعة من تبحر فيها لا يجهل فقه الحديث إذا هو نوع من أنواع هذا العلم
فمن أشرنا إليه من أهل الحديث محمد بن مسلم الزهري
حدثنا محمد بن صالح بن هانئ قال حدثنا إبراهيم بن أبي طالب قال حدثنا حماد بن زيد عن برد عن مكحول قال : ما رأيت أحدا أعلم بسنة ماضية من الزهري أخبرنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ قال أخبرنا محمد بن سعيد الرازي قال ثنا محمد بن عبد الله المديني بعين زريه قال ثنا معن بن عيسى قال حدثنا مالك بن أنس عن ابن شهاب قال : إن هذا العلم أدب الله الذي أدب به نبيه صلى الله عليه و سلم وأدب النبي صلى الله عليه و سلم أمته به وهو أمانة الله إلى رسوله ليؤديه على ما أدى إليه فمن سمع علما فليجعله أمامه حجة فيما بينه وبين نبيه
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال ثنا بن وهب قال أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن أباه قال : سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول : ( اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث وذكر الحديث بطوله )
قال بن شهاب : في هذا الحديث بيان أن لا خير في خل من خمر أفسدت حتى يكون الله يفسدها عند ذلك يطيب الخل ولا بأس على امرئ أن يبتاع خلا وجده من أهل الكتاب ما لم يعلم أنها كانت خمرا فتعمدوا إفسادها بالماء فإن كان خمرا عمدوا ليكون خلا فلا خير في أكل ذلك
قال بن وهب : سمعت مالكا يقول سمعت بن شهاب سئل عن خمر جعلت في قلة وجعل معها ملح وأخلاط كثيرة ثم جعل في الشمس حتى عاد مريا يصطبغ به قال بن شهاب : شهدت قبيصة بن ذؤيب ينهى أن يجعل الخمر مريا إذا أخذه وهو خمر
ومنهم يحيى بن سعيد الأنصاري
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال ثنا سليمان بن حرب قال ثنا حماد بن زيد قال قدم أيوب من المدينة فقيل له : من أفقه من خلفت به ؟ قال : يحيى بن سعيد حدثنا علي بن عيسى قال ثنا إبراهيم بن أبي طالب قال حدثني يحيى بن أكثم قال ثنا عبد الله بن صالح عن الليث عن عبيد الله بن عمر قال : كان يحيى بن سعيد يحدث كأنما ينسج علينا اللؤلؤ
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكيم قال أنا ابن وهب قال أخبرني الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن عمرو بن شعيب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : [ والذي نفسي بيده ما لي مما أفاء الله عليكم شيء ولا مثل هذه أو هذا إلا الخمس والخمس مردود عليكم ] قال : فسئل يعني يحيى عن النفل في أول مغنم فقال : ذلك على وجه الاجتهاد من الإمام وليس في ذلك أمر موقت ولا شيء ثابت بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نفل في بعض مغازيه ولم يبلغنا أنه نفل في مغازيه كلها فذلك عندنا على وجه الاجتهاد من الإمام في أول مغنم وفيما بعده
ومنهم عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي
سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن الوليد بن مزيد يقول سمعت عقبة بن علقمة يقول سمعت موسى بن بشار وكان قد صحب مكحولا يقول : ما رأيت أحدا قط أحد نظرا ولا أنفى للغل عن الإسلام من الأوزاعي
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال أخبرنا العباس بن الوليد البيروتي قال ثنا أبو عبد الله بن بحر قال سمعت الأوزاعي يقول : يجتنب أو يترك من قول أهل العراق خمس ومن قول أهل الحجاز خمس : من قول أهل العراق شرب المسكر والأكل عند الفجر في رمضان ولا جمعة إلا في سبعة أمصار وتأخير صلاة العصر حتى يكون ظل كل شيء أربعة أمثاله والفرار يوم الزحف ومن قول أهل الحجاز استماع الملاهي والجمع بين الصلاتين من غير عذر والمتعة بالنساء والدرهم بالدرهمين والدينار بالدينارين يدا بيد وإتيان النساء في أدبارهن حدثني محمد بن صالح بن هانئ قال حدثنا محمد بن عمرو بن النضر الحرشي قال ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال ثنا محمد بن مصعب عن الأوزاعي عن مخلد بن الحسين أنه حدث عن أيوب السختياني أنه قال : إذا حدثت الرجل بسنة فقال دعنا من هذا وأجبنا عن القرآن فاعلم أنه ضال قال الأوزاعي : إن السنة جاءت قاضية على الكتاب ولم يجئ الكتاب قاضيا على السنة
ومنهم سفيان بن عيينة الهلالي
سمعت أبا بكر محمد بن جعفر المزكي يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول سمعت الشافعي يقول : ما رأيت أفقه من ابن عيينة وأسكت من الفتيا منه
سمعت أبا الطيب الكرابيسي يقول سمعت أبراهيم بن محمد بن يزيد المروزي يقول سمعت علي بن خشرم يقول كنا في مجلس سفيان بن عيينة فقال : يا أصحاب الحديث تعلموا فقه الحديث ولا يقهركم أصحاب الرأي ما قال أبو حنيفة شيئا إلا ونحن نروي فيه حديثا أو حديثين قال فتركوه وقالوا : عمرو بن دينار عمن ؟
أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن العباس الخطيب بمرو قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن زاذان المروزي قال أخبرنا أحمد بن عصام قال أنا نصر بن حاجب قال سألت سفيان بن عيينة عن أمر النبي صلى الله عليه و سلم بالمواساة : أهي لازمة لهذه الأمة ؟ فقال : كانت لازمة للأنصار فيما بايعهم عليه النبي صلى الله عليه و سلم أن يواسوا المهاجرين ففعلوا ذلك حتى نزلت آية الزكاة المفروضة ثم ذكر التطوع في الصدقة فوسع عليهم في ذلك إلا عند الضرورة حيث لا يجد غيره قيل لـ سفيان : كيف قسم النبي صلى الله عليه و سلم للمهاجرين دون الأنصار وقد قاتلوا عليه جميعا ؟ قل : إنما فعل ذلك لتقع المواساة عن الأنصار ثم ترجع إلى الأنصار أموالهم إذا استغنى عنهم المهاجرون فسقطت عن الأنصار المواساة إلا عند الضرورة ونظر بذلك لهما جميعا
ومنهم عبد الله بن المبارك الحنظلي
أخبرنا أبو العباس السياري قال حدثنا عيسى بن محمد بن عيسى قال ثنا العباس بن مصعب قال جمع عبد الله بن مبارك الحديث والفقه والعربية وأيام الناس والشجاعة والتجارة والسخاء والمحبة عند الفرق
سمعت أبا عبد الله محمد بن خيران بن الحسن الزاهد بهمذان يقول سمعت علي بن صالح الكرابيسي يقول سمعت نصر بن طلبة يقول سمعت محمد بن أعين يقول سمعت الفضيل بن عياض يقول : ورب هذا البيت ما رأت عيناي مثل عبد الله بن المبارك
سمعت علي بن حمشاذ العدل يقول سمعت أحمد بن سلمة يقول سمعت محمد بن مسلم بن وراة يقول سمعت حبانا صاحب ابن المبارك يقول قلت لـ عبد الله بن المبارك قول عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه و سلم حين نزل براءتها من السماء وبحمد الله لا بحمدك إني لأستعظم هذا القول فقال عبد الله ولت الحمد أهله سمعت أبا العباس أحمد بن هارون الفقيه يقول سمعت عبد الله بن المبارك وسئل عن قوله صلى الله عليه و سلم [ كلابس ثوبي زور ] قال : الذي يلبس ما ليس له
حدثنا بكر بن محمد الصيرفي بمرو قال ثنا إسحاق بن الهياج البلخي قال ثنا أبو قدامة قال سمعت الحسن بن الربيع يقول قال عبد الله بن المبارك في حديث ثوبان عن النبي صلى الله عليه و سلم لقوله : [ استقيموا لقريش ما استقامت لكم ] تفسيره حديث أم سلمة [ لا تقاتلوهم ما صلوا الصلاة ]
ومنهم يحيى بن سعيد القطان
سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ يقول سمعت عبد الله بن بشر الطالقاني يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول سمعت يحيى بن سعيد أثبت الناس قال أحمد : وما كتبت عن مثل يحيى بن سعيد
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا حنبل بن إسحاق بن حنبل قال حدثنا علي بن المديني قال سمعت يحيى بن سعيد ذكر عن ابن جريج عن يعقوب ابن عطاء عن عطاء عن ابن عباس في الإيلاء أنها واحدة بائنة قال فدخلت على أبيه فأنكره فخرجت إليه فقال قد سمعته منه أو حدثني ابن أبي نجيح علقمة في الإيلا قال يوقف قال يحيى وقال عطاء عن ابن عباس قال إن مضت الأبعة الأشهر فهي واحدة بائنة
قال : وسألت يحيى عن العطاس فقال كان شعبة يحدث عن ابن أبي ليلى عن أبيه عن أيوب في العطاس قال يحيى : والمستحب فيه ما حدثنا ابن أبي ليلى قال حدثني أخي عن أبي عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله على كل حال وليقل له يرحمك الله وليقل يهديكم الله ويصلح بالكم ] قال يحيى : فرددته على ابن ليلى غير مرة فقال : عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
ومنهم عبد الرحمن بن مهدي
حدثني محمد بن صالح بن هانئ قال ثنا محمد بن إسماعيل بن مهران قال حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي قال سمعت علي بن المديني يقول : والله لو أخذت وحلفت بين الركن والمقام لحلفت بالله أني لم أر قط أعلم بالحديث من عبد الرحمن بن مهدي
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال : سألت عبد الرحمن بن مهدي عن رضاع الكبير فقال : سمعت مالكا يحدث عن نافع عن ابن عمر قال : لا رضاعة إلا لصغير و لا رضاعة لكبير
حدثنا أبو العباس ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي قال سألت عبد الرحمن عن نحل الولد فقال ثنا مالك عن الزهري عن عروة عن عائشة أن أبا بكر نحلها جداد عشرين وسقا من ماله بالغاية قال أبي : كذا قال ( بالغابة ) وإنما هو ( العالية )
قال : وسألت عبد الرحمن عن الآبق إذا سرق فقال حماد بن سلمة أخبرنا عن هشام بن عروة عن يحيى بن سعيد عن عروة بن الزبير قال : يقطع الآبق إذا سرق وقال حماد : سأل رجل هشام بن عروة عنه فقال لم أسمعه من أبي ولكن حثني الثقة المأمون على ما تغيب عنه يحيى بن سعيد
ومنهم يحيى بن يحيى التميمي
سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ يقول سمعت يحيى بن محمد بن يحيى الشهيد يقول سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول : ما رأيت مثل يحيى بن يحيى ولا أحسب أن يحيى بن يحيى رأى مثل نفسه
سمعت أبا عبد الله يقول سمعت يحيى بن محمد يقول : ما رأيت محدثا أورع من يحيى ولا أحسن لباسا منه
أخبرنا أبو إسحاق بن إسماعيل القارئ قال حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن يحيى إملاء قال : أتيت يحيى بن يحى يوم جمعة فانطلقت معه إلى المسجد وهو راكب برذون حتى أتينا المسجد الجامع عند الزوال فدخل المسجد وهو راكب برذون حتى أتينا المسجد الجامع عن الزوال فدخل المسجد ودخلت معه فصلى في الصحن في الشمس وذلك في الصيف ولم يركع قبل الصلاة ولا بعدها فلما أراد أن يسجد بسط كم قميصه فسجد عليه فلما انصرف انصرفت معه حتى دخل إلى بيته ومعنا رجل يسمى محمد بن عثمان فسأله محمد عن الطريق القذر يمر به الإنسان وذلك أنا مررنا بطريق قذر فسأله محمد عن مثل ذلك الطريق يجتاز به الإنسان فقال يحيى بن يحيى قرأت على مالك عن محمد بن عمارة عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التميمي [ عن أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قالت : سألت أم سلمة فقلت إني امرأة أطيل ذيلي فأمر بالمكان القذر والمكان الطيب فقالت أم سلمة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يطهره ما بعده ]
قال أبو زكريا : أحسبني كتبت هذا الحديث على مفتاح الحانوت لأنه لم يكن معي بياض
ومنهم أحمد بن محمد بن حنبل
سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت يوسف بن عبد الله الخوارزمي ببيت المقدس يقول سمعت حرملة بن حيى يقول سمعت الشافعي يقول : خرجت من بغداد وما خلفت بها أفقه ولا أزهد ولا أورع ولا أعلم من أحمد بن حنبل
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا عبد الله بن احمد بن حنبل قال سألت أبي عن وطئ المستحاضة فقال حدثنا وكيع عن سفيان بن غيلان عن عبد الملك بن ميسرة عن الشعبي عن قمير عن عائشة رضي الله عنها قالت : المتستحاضة لا يغشاها زوجها ) قال أبي : ورأيت في كتاب الأشجعي كما رواه وكيع ورواه غندر عن شعبة عن عبد الملك بن ميسرة عن الشعبي أنه قال : ( المستحاة لا يغاشها زوجها )
أخبرنا أبو بكر محمد عبد الله العماني قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثني محمد بن عثمان بن صفوان بن أمية الجمحي قال ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : [ ما خالطت الصدقة مالا إلا أهلكته ] قال أبي : تفسيره أن الرجل يأخذ الصدقة أو الزكوة وهو موسر أو غني وإنما هي للفقير
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثنا مخلد بن يزيد عن الأوزاعي عن عبد الواحد بن قيس عن أبي هريرة قال : ( تكفير كل لحاء ركعتان ) قال أبي يعني الرجل الذي يلاحي الرجل يخاصمه يصلي ركعتين تكفيره يعني كفارته
ومنهم علي بن عبد الله بن جعفر المديني
سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس العنزي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول سمعت علي بن المديني يقول : وهو كفر يعني من قال القرآن مخلوق
سمعت الشريق القاضي أبا الحسن محمد بن صالح الهاشمي قاضي القضاة يقول هذه أسامي مصنفات علي بن المديني : كتاب الأسامي والكنى ثمانية أجزاء كتاب الضعفاء عشرة أجزاء كتاب المدلسين خمسة أجزاء كتاب أول من نظر في الرجال وفحص عنهم جزء كتاب الطبقات عشرة أجزاء كتاب من روى عن رجل لم يره جزء كتاب علل المسند ثلاثون جزءا كتاب العلل لـ إسماعيل القاضي أربعة عشر جزءا كتاب علل حديث ابن عيينة ثلاثة عشر جزءا كتاب من لا يحتج بحديثه ولا يسقط جزءان كتاب الكنى خمسة أجزاء كتاب الوهم والخطأ خمسة أجزاء كتاب قبائل العرب عشرة أجزاء كتاب من نزل من الصحابة سائر البلدان خمسة أجزاء كتاب التاريخ عشرة أجزاء كتاب العرض على المحدث جزءان كتاب من حدث ثم رجع عنه جزءان كتاب يحيى وعبد الرحمن في الرجال خمسة أجزاء كتاب سؤالاته يحيى جزءان كتاب الثقات والمثبتين عشرة أجزاء كتاب الأشربة ثلاثة أجزاء كتاب تفسير غريب الحديث خمسة أجزاء كتاب الإخوة والأخوات ثلاثة أجزاء كتاب من تعرف باسم دون اسم أبيه جزءان كتاب من يعرف باللقب جزء كتاب العلل المتفرقة ثلاثون جزءا وكتاب مذاهب المحدثين جزءان
قال الحاكم : إنما اقتصرنا على فهرست مصنفاته في هذا الموضع ليستدل به على تبحره وتقدمه وكماله
ومنهم يحيى بن معين صاحب الجرح والتعديل
سمعت بكر بن محمد بن أحمد الصيرفي يقول سمعت جعفر بن محمد بن كزال يقول : كنت مع يحيى بن معين بالمدينة فمرض مرضه الذي مات فيه وتوفي بالمدينة فحمل على سرير رسول الله صلى الله عليه و سلم ورجل ينادي بين يديه ( هذا الذي كان ينفي الكذب عن حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم )
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا العباس بن محمد الدوري قال سمعت يحيى بن معين يقول سمعت يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه قال أخبرني من رأى بريدة بن سفيان يشرب الخمر في طريق الري : قال يحيى بن معين : وقد روى محمد بن إسحاق عن بريدة هذا وأهل المدينة ومكة يسمون النبيذ خمرا والذي عندنا أنه رأي بريدة يشرب النبيذ في طريق الري فقال رأيته يشرب خمرا
قال : وسئل عن أقل المهر فقال حدثنا الأسود بن عامر قال ثنا سفيان الثوري عن أبي حازم عن سهل بن سعد [ أن النبي صلى الله عليه و سلم زوج امرأة من رجل على سورة من القرآن ] وحدثنا يونس بن محمد قال ثنا صالح بن رومان عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : [ لو أن رجلا تزوج امرأة على ملء الكف من طعام لكان ذلك صداقا ]
ومنهم إسحاق بن إبراهيم الحنظلي
معرفة فقه الحديث
أخبرنا الحسن بن حليم المروزي قال ثنا أبو عمرو نصر بن زكرياء قال ثنا إسحاق بن إبراهيم قال سألني أحمد بن حنبل عن حديث الفضل بن موسى من حديث [ ابن عباس قال : كان يلحظ في صلاته ولا يلوي عنقه خلف ظهره قال فحدثته فقال رجل : يا أبا يعقوب رواه وكيع خلاف هذا فقال له أحمد بن حنبل اسكت إذا حدثك أبو يعقوب أمير المؤمنين فتمسك به ]
أخبرنا أبو زكريا العنبري قال ثنا أحمد بن محمد بن الأزهر قال : سمعت أبي قول سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول كنت عن عبد الله بن إدريس وعنده جماعة من أهل الكوفة وأهل الحجاز فجرى ذكر المسكر فحرمه الحجازيون في تحليله إلى أن قال بعضهم حدثنا أبو إسحاق عن سعيد بن ذي لعوة عن علي في الرخصة فقال الحجازيون : والله ما تجيئون به عن المهاجرين ولا عن الأنصار ولا عن أبنائهم وإنما تجيئون بن عن العميان والعوران والعرجان والعمشان والحولان
قال الأزهري فحدثني أحمد بن سيار قال ثنا علي بن يونس قال قال أبو بكر بن عياش أقول لهم حدثنا أبو حصين فيقولون حدثنا أبو إسحاق عن سعيد بن ذي لعوة الماص بظر أمه كان يشتم عثمان
ومنهم محمد بن يحيى الذهلي
سمعت أبا زكرياء العنبري يقول سمعت أبا عمرو أحمد بن نصر يقول رأيت محمد بن يحيى بعد وفاته في المنام فقلت : يا أبا عبد الله ماذا فعل بك ربك ؟ قال : غفر لي قلت : فما فعل بحديثك ؟ قال : كتب بماء الذهب ورفع في عليين
سمعت يحيى بن منصور القاضي يقول سمعت خالي عبد الله بن علي بن الجارود يقول سمعت محمد بن سهيل بن عسكر يقول كنا عند أحمد بن حنبل فدخل محمد بن يحيى فقام إليه أحمد وتعجب الناس ثم قال لبنيه وأصحابه : اذهبوا إلى أبي عبد الله فاكتبوا عنه
أخبرني محمد بن صالح بن هانئ قال ثنا أبو عمر المستملي قال ثنا محمد بن يحيى بحديث النبي صلى الله عليه و سلم [ أنه ليغان على قلبي ] فسئل عن معناه فقال : سمعت عفان يقول سألت الأعراب عنه فقالوا إنه ليغطى على قلبي قال وسئل محمد بن يحيى عن اللفظة في الحديث : هل رأيت الله ؟ فيقول ما ينبغي لأحد أن يرى الله تعالى فقال : هذا في الدنيا فأما في الآخرة فإن أهل الجنة ينظرون إلى الله تعالى بأبصارهم
أخبرني أبي قال ثنا محمد بن إسحاق قال : سمعت محمد بن يحيى يقول : أرى الوضوء من مس الذكر استحابا لا إيجابا لحديث عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم
أخبرنا علي بن عيسى قال ثنا أبو عمر قال ثنا محمد بن يحيى قال حدثنا أبو نعيم قال ثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ إن الله حبس عن مكة القتل ] قال محمد بن يحيى وصحف أبو نعيم فيه إنما هو حبس عن مكة الفيل
ومنهم محمد بن إسماعيل البخاري
سمعت أبا الطيب محمد بن أحمد المذكر يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول : ما رأيت تحت أديم هذا السماء أعلم بالحديث من محمد بن إسماعيل البخاري
سمعت يحيى بن عمرو بن صالح الفقيه يقول سمعت أبا العباس محمد بن عبد الرحمن الفقيه يقول كتب أهل بغداد إلى محمد بن إسماعيل البخاري :
( المسلمون بخير ما بقيت لهم ... وليس بعدك خير حين تفتقد )
حدثني أبو سعيد أحمد بن محمد النسوي قال حدثني أبو حسان مهيب بن سليم قال سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول اعتللت بنيسابور علة خفيفة وذلك ف يشهر رمضاه فعادني إسحاق بن راهويه في نفر من أصحابه فقال لي : أفطرت يا أبا عبد الله ؟ فقلت : نعم قال : خشيت أن تضعف عن قبول الرخصة فقلت : أخبرنا عبدان عن ابن المبارك عن ابن جريج قال قلت لـ عطاء : من أي المرض أفطر ؟ قال : ومن أي مرض كان كما قال الله عز و جل : { فمن كان منكم مريضا } قال البخاري : ولم يكن هذا عند إسحاق
سمعت أبا بكر محمد بن جعفر يقول سمعت محمد بن إسحاق يقول [ سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول عندنا خبر صحيح * عن النبي صلى الله عليه و سلم * في القراءة على العالم فقيل له : عن النبي صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم فذكر قصة ضمام بن ثعلبة وقوله للنبي صلى الله عليه و سلم : آلله أرسلك إلينا ؟ قال : نعم الله أمرك أن تأمرنا أن نصلي في اليوم والليلة ؟ قال : نعم ]
سمعت أبا سعيد المؤذن يقول سمعت زنجويه بن محمد يقول سمعت محمد بن إسماعيل يقول أحسن حديث الكوفيين حديث أبي الزعراء عن عبد الله : يقوم نبيكم رابع أربعة وإنما الحديث : أنا أول شافع وأول مشفع
ومنهم أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم
سمعت أبا حامد أحمد بن محمد المقرئ الفقيه الواعظ يقول سمعت أبا العباس محمد بن إسحاق الثقفي يقول لما انصرف قتيبة بن سعد إلى الري سألوه أن يحدثهم فامتتنع وقال أحدثكم بعد أن حضر مجلسي أحمد بن حنبل و يحيى بن معين و علي بن المديني و أبو بكر بن أبي شيبة و أبو خيثمة ؟ فقالوا له : فإن عندنا غلاما يسرد كل ما حدثت به مجلسا مجلسا قم يا أبا زرعة فقام أبو زرعة فسرد كل ما حدث به قتيبة فحدثهم قتيبة
سمعت أبا بكر بن عبدويه الوراق بالري يقول سمعت أبا جعفر محمد بن علي الساوي وراق أبي زرعة يقول حرت أبا زرعة بماشهران وكان في السوق وعنده أبو حاتم و محمد بن مسلم بن وراة و المنذر بن شاذان وجماعه منت العلماء فذكروا قول النبي صلى الله عليه و سلم [ لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ] فاستحيوا من أبي زرعة وقالوا : تعالو نذكر الحديث فقال أبو عبد الله بن وراة حدثنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم قال ثنا عبد الحميد بن جعفر عن صالح ولو يحاوز والباقون سكتوا فقال أبو زرعة وهو في السوق ثنا بندار قال ثنا أبو عاصم قال ثنا عبد الحميد بن جعفر عن صالح ابن أبي عريب عن كثير بن مرة الحضرمي عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ] ومات رحمه الله
ومنهم أبو حاتم محمد بن إدريب الحنظلي
أخبرنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم الهاشمي قال ثنا أحمد بن سلمة قال : ما رأيت بعد إسحاق و محمد بن يحيى أحفظ للحديث ولا أعلم بمعانيه من أبي حاتم محمد بن إدريس
أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن أبي الوزير التاجر قال ثنا أبو حاتم الرازي قال ثنا الأنصاري قال حدثني حميد الطويل عن أنس قال [ كان ابن لأم سليم يقال له أبو عمير وكان النبي صلى الله عليه و سلم ربما يمازحه إذا دخل فدخل يوما فمازحه فوجده حزينا فقال : ما لي أرى أبا عمير حزينا ؟ قال : يا رسول الله مات نغره الذي كان يلعب به فجعل يناديه يا أبا عمير ما فعل النغير ؟ ] قال أبو حاتم : فيه غير شيء من العلم فيه أن النبي صلى الله عليه و سلم مازح صبيا وفيه أنه لم ينه عن لعب الصبي بالطير وفيه كنى من لم يولد له وفيه أنه لم ينه عن صيد وحش المدينة وفيه أنه صغر الطير وهو خلق من خلق الله
ومنهم إبراهيم بن إسحاق الحربي البغدادي
سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الله الصفار يقول سمعت إبراهيم بن إسحاق الحربي وحدث عن حميد بن زنجويه عن عبد الله بن صالح العجلي بحديث فقال : الله لك الحمد ورفع يديه يحمد الله تعالى ثم قال : عندي عن عبد الله بن صالح العجلي قمطر وليس عندي عن حميد غير هذا الطبق وأنا أحمد الله على الصدق قال الحاكم : زادني فيه بعض أصحابنا عن أبي عبد الله الصفار قال فقام رجل من المجلس فقال : يا أبا إسحاق لو قلت فيما لم تسمع سمعت لما أقبل الله بهذه الوجوه عليك
ثنا أبو بكر بن أبي الأسود قال ثنا حميد بن الأسود عن هشام بن عروة عن أبيه عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال ك قال رسول الله صلى الله عليه و سلم [ المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور ] قال إبراهيم : فيه نهى عن الرياء وله علة حدثنا عبيد الله بن عمر قال حدثنا حماد بن زيد ح وحدثنا موسى قال ثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم نحوه ح وحدثنا على قال ثنا مبارك بن فضالة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ح وحدثنا موسى قال ثنا حماد بن سلمة عن هشام عن فاطمة عن أسماء عن النبي صلى الله عليه و سلم نحوه قال إبراهيم : فهذه أربعة أقاويل عن هشام أصوبها قول من قال عن هشام عن فاطمة عن أسماء وأما قول من قال عن هشام عن أبيه عن سفيان بن عبد الله إننا أراد عن عبد
الله بن سفيان وهو الذي روى عنه يعلى ابن عطاء الثقفي
سمعت القاضي محمد بن صالح يقول لا نعلم أن بغداد أخرجت مثل إبراهيم بن إسحاق الحربي في الأدب والفقه والحديث والزهد ثم ذكر القاضي أن له كتابا في غريب الحديث لم يسبق إليه
ومنهم مسلم بن الحجاج القشيري
حدثنا محمد بن إبراهيم الهاشمي قال ثنا أحمد بن سلمة قال : سمعت الحسين بن منصور يقول سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ونظر إلى مسلم بن الحجاج فقال مرد كامل بوذ
أخبرني الحسين بن محمد الدارمي قال ثا محمد بن إسحاق قال حدثني مسلم بن الحجاح قال حدثنا يحيى بن أيوب قال ثنا عبد الله بن المبارك قال أخبرنا يونس بن يزيد عن الزهري عن سهل بن سعد عن أبي بن كعب قال إنما كانت الفتيا الماء من الماء رخصة في أول الإسلام ثن نهى عنهما قال أبو بكر فسمعت مسلم ابن الحجاج يقول حديث عثمان بن عفان وأبي سعيد الخدري في ترك الغسل من الإكسال وقوله الماء من الماء ثابت متقدم من أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم منسوخ بحديث عائشة وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم : [ إذا جلس بين شعبها الأربع ومس الختان الختان ] والرواية الأخرى [ وجاوز الختان الختان ] وفي حديث أبي هريرة من رواية هشام ( ثم جهدها ) ونم رواية سعيد ( ثم اجتهد ) وكل ذل في المعنى راجع إلى أمر واحد وهو تغيب الحشفة في الفرج فإذا كان ذلك منهما وجب عليهما الغسل وهما لا يبلغان ذلك من الفعل وإلا قد اجتهد وجهدها فأما حديث سهل بن سعد عن أبي بن كعب الماء من الماء كانت رخصة من النبي صلى الله عليه و سلم ثم أمرنا بالاغتسال فإن الزهري لم يسمعه من سهل بن سعد وإننا قال حدثني بعض من أرضى عن سهل بن سعد ولعله سمعه من أبي حازم فإن مبشر بن إسماعيل قد رواه عن أبي غسان محمد بن مطرف وهو ثقة عن أبي حازم حدثنيه محمد بن مهران الرازي قال ثنا مبشر الحلبي عن محمد بن أبي غسان عن أبي حازم عن سهل بن سعد عن أبي بن كعب وحدثنا هارون بن سعيد قال ثنا ابن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث قال قال ابن شهاب وحدثني من أرضى عن سهب بن سعد الساعدي أن أبي بن كعب حدثه
ومنهم أبو عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي
سمعت أبا زكريا العنبري يقول شهدت جنازة الحسين بن محمد القباني سنة تسع وثمانين ومأتين ( 9 8 2 ) هـ فقدم أبو عبد الله للصلاة عليه فصلى عليه فلما أراد أن ينصرف قدمن دابته فأخذ أبو عمرو الخفاف بلجامه و أبو بكر محمد بن إسحاق بركابه و أبو بكر الجارودي و إبراهيم بن أبي طالب يسويان عليه ثيابه فمضى ولو يكلم واحدا منهم
سمعت أبا عمرو بن أبي جعفر المقرئ يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول لو لم يكن في أبي عبد الله البوشنجي من البخل في العلم ما كان وكان يعلمني ـ ما خرجت إلى مصر
سمعت أبا بكر محمد بن جعفر المزكي يقول سمعت أبا عبد الله البوشنجي يقول في حديث النبي صلى الله عليه و سلم يقول : [ البذاء من الجفاء ] فقال : البذاء خلاف البذاذة إنما البذاء طول اللسان برمي الفواحش والبهتان يقال فلان بذئ اللسان والبذاذة التي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ إنها من الإيمان ] هي رثاثة الثياب في الملبس والمفترش وذلك تواضع عن رفيع الثياب وثمين الملابس والمفترش وهي ملابس أهل الزهد في الدنيا يقال فلان بذ الهيئة رث الملبس والله أعلم )
سمعت أبا زكريا العنبري يقول سمعت أبا عبد الله البوشنجي وحدثنا عن يحيى بن بكير عن ضمام بن إسماعيل عن أبي قبيل المعافري عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : [ تهادوا تحابوا ] فقال : بالتشديد من الحب وأما بالتخفيف من المحاباة
ومنهم عثمان بن سعيد الدرامي ( وهو المقدم )
سمعت أبا عبد الله محمد بن العباس الضبي يقول سمعت أبا الفضل بن إسحاق يقول : ما رأينا مثل عثمان بن سعيد ولا رأى عثمان مثل نفسه أخذ الأدب عن ابن الأعرابي والفقه عن أبي يعقوب البويطي والحديث عن يحيى بن معين و علي بن المديني ونتقدم في هذه العلوم رحمه الله
حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد العنزي قال ثنا عثمان بن سعيد الدرامي قال ثنا نعيم بن حماد عن ابن المبارك عن سفيان عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن ابي ليلى عن البراء بن عازب : [ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يرفع يديه إذا كبر حتى ترى إبهاماه قريبا من أذنيه ] قال : وسمعت أبا الحسن يقول قال سمعت عثمان بن سعيد يقول فليس في رواية الثوري و زهير و هشيم عنه أنه كان يرفعها عند الرطوع وإنما ذكروا صفة الرفع كيف يرفع وإلى أين يبلغ به ولم يذكر فيه العود من رسول الله صلى الله عليه و سلم كما أنه لم يذكر فيه قراءته وركوعه وسجوده وتسليمه كيف كان فهذا الذي يسبق القلب إلى صحته عن يزيد حدثنا علي ابن المديني عن سفيان قال ثنا يزيد بن أبي زياد وهو تابعي بمكة فلما قدما الكوفة إذا هو يقول : رفع يديه ثم لا يعود قال سفيان فإذا هم لقنوه هذه الكلمة وسألت أحمد بن حنبل رحمه الله فقال لا يصح عنه هذا الحديث وسمعت يحيى بن معين يضعف يزيد بن أبي زياد قال عثمان بن سعيد : ولو صح عن البراء أنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يرفع يديه إلا أول مرة وقال غيره أنه عاد لرفعهما كان أولى الحديثين أن يؤخذ به حديث صاحب الرؤية لأنه لم يقدر على الحكاية إلا بالرؤية الصحيحة والحفظ والذي قال لم أره فقط يمكن أنه عاد ولو يره
ومنهم أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى يقول سمعت عبيد الله بن محمد بن مسلم يقول سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري يقول : كان محمد بن نصر المروزي عندنا إماما فكيف بخراسان ؟
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب قال ثنا إسماعيل بن قتيبة قال سمعت أبا حامد أحمد بن محمد بن سعيد الصيدلاني جار إسحاق يقول سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول : لو صلح في زماننا أحد للقضاء لصلح أبو عبد الله المروزي : قال وثنا إسماعيل بن قتيبة قال سمعت محمد بن يحيى غير مرة إذا سئل عن مسئلة يقول : سلوا أبا عبد الله المروزي
سمعت أبا محمد الثقفي يقول سمعت جدي يقول جالست أبا عبد الله المورزي أربع سنين فلم أسمعه طول تلك المدة يتكلم في غير العلم إلا أني حضرته يوما وقيل له عن أبيه إسماعيل وما كان يتعاطاه لو وعظته أو زبرته فرفع رأسه ثم قال : أنا لا أفسد مروتي بصلاحه
قال أبو عبد الله : فضائل أبي عبد الله المروزي ومناقبه كثيرة فإنه إمام الحديث بخراسان وأما كلامه في فقه الحديث فأكثر من أن يمكن ذكره ومصنفاته في بلاد المسلمين مشهورة ولعلها تزيد على ست مائة جزء عندنا نم المسموعات ما يزيد على مائة جزء
ومنهم أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي
سمعت أبا علي الحافظ غير مرة يذكر أربعة من أئمة المسلمين رآهم فيبدأ بـ أبي عبد الرحمن
وسمعت جعفر بن محمد بن الحارث يقول سمعت مأمون المصري الحافظ يقول : خرجنا مع أبي عبد الرحمن إلى طرسوس سنة للغداء فاجتمع جماعة من مشايخ الإسلام واجتمع من الحفاظ عبد الله بن أحمد بن حنبل و محمد بن إبراهيم مربع أبو الأذان و كليجة وغيرهم فتشاورا من ينتقي لهم على الشيوخ فاجتمعوا على أبي عبد الرحمن النسائي وكتبوا كلهم بانتخابه
قال أبو عبد الله : فأما كلام أبي عبد الرحمن على فقه الحديث فأكثر من أن يذكر في هذا الموضع ومن نظر في كتاب السنن له تحير في حسن كلامه وليس هذا الكتاب بمسموع عندنا ومع ما جمع أبو عبد الرحمن من الفضائل رزق الشهادة في آخر عمره فحدثني محمد بن إسحاق الإصبهاني قال : سمع مشايخنا بمصر يذكرون أن أبا عبد الرحمن فارق مصر في آخر عمره وخرج إلى دمشق فسئل بها عن معاوية بن أبي سفيان وما وري من فضائله فقال : لا يرضى معاوية رأسا برأس حتى يفضل ؟ قال : فما زالوا يدفعون في حضينه حتى أخرج من المسجد ثم حمل إلى الرملة ومات بها سنة ثلاث وثلاث ماية ( 3 0 3 ) هـ وهو مدفون بمكة
سمعت علي بن عمر الحافظ غير مرة يقول أبو عبد الرحمن مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره
ومنهم أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة
سمعت أبا بكر محمد بن علي الفقيه الشاشي يقول سمعت أبا بكر الصيرفي يقول : سمعت أبا العباس بن سريج وذكر أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة فقال : يخرج النكت من حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم بالمنقاش
سمعت أبا أحمد الحافظ يقول سمعت الحاكم أبا الحسن السنجاني يقول نظرت في مسألة الحج لـ محمد بن إسحاق بن خزيمة فتيقنت أنه علم لا نحسنه نحن قال أبو عبد الله : فضائل هذا الإمام مجموعة عندي في أوراق كثيرة وهي أشهر وأكثر من أن يحتملها هذا الموضع ومصنفاته تزيد على مائة وأربعن كتابا سوى المائفل والمسائل المصنفة أكصر من مائة جزء فإن فقه حديث بريرة ثلاثة أجزاء ومسألة الحج خمسة أجزاء
وأنا أذكر ف هذا الوضع منت دقيق كلامه الذي أشار إليه إمان فقهاء عصره أبو العباس بن سريج ما يستدل به على كثبر من علومه قرأت بخط أبي عمرو المستملي ووفاته قبل وفاة أبي بكر بنيف وثلاثين سنة قال : سألت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة عن معنى قول رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ من صام الدهر ضيقت عليه جهنم ] فقال : ينبغي أن يكون ها هنا معنى ( عليه ) ( عنه ) فلا يدخل جهنم لأن من أراد لله عملا وطاعة ازداد به عند الله رفعة وعليه كرامة وإليه قربة
سمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول من لم يقر بأن الله تعالى على عرشه قد استوى فوق سبع سمواته فهو كافر بربه يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه وألقى على بعض المزابل حيث لا يتأذى المسلمون والمعاهدون بنتن ريح جيفته وكان ماله فيئا لا يرثه أحد من المسلمين إذ المسلم لا يرث الكافر كما قال صلى الله عليه و سلم حدثني الحسين بن محمد الدرامي قال ثنا أبو بكر الإمام قال ثنا أبو موسى قال ثنا عبد الصمد قال ثنا شعبة عن خالد عن الحسن عن أمه عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : [ تقتل عمارا الفئة الباغية ] قال أبو بكر : فنشهد أن كل من نازع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في خلافته فهو باغ على هذا عهدت مشايخنا وبه قال ابن إدريس رضي الله عنه
سمعت أبا سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول وسئل عن قول النبي صلى الله عليه و سلم : [ تحاجت الجنة والنار فقالت الجنة يدخلني الضعفاء ] فقيل لـ محمد بن إسحاق : من الضعيف ؟ قال الذي يبرئ نفسه من الحول والقوة يعني في اليوم عشرين مرة إلى خمسين مرة
سمعت أبا زكريا العنبري يقول سمعت محمد بن إسحاق يقول : ليس لأحد مع النبي صلى الله عليه و سلم قول إذا صح خبر عنه سمعت أبا هشام الرفاعي يقول سمعت يحيى بن آدم يقول لا يحتاج مع قول النبي صلى الله عليه و سلم إلى قول أحد وإنما كان يقال سنة النبي صلى الله عليه و سلم وأبي بكر عمر رضي الله عنهما ليعلم أن النبي صلى الله عليه و سلم مات قال أبو عبد الله : قد اختصرت هذا الباب وتركت أسامي جماعة من أئمتنا كان من حقهم أن أذكر هم في هذا الموضع فمنهم أبو داؤد السجستاني و محمد بن عبد الوهاب العبدي و أبو بكر الجارودي و إبراهيم بن أبي طالب و أبو عيسى الترمذي و موسى بن هارون البزاز و الحسن بن علي المعمري و علي بن الحسين بن الجنيد و محمد بن مسلم بن وارة و محمد بن عقيل البلخي وغيرهم من مشايخنا رضي الله عنهم
النوع الحادي والعشرين : معرفة الناسخ والمنسوخ
هذا النوع منه معرفة ناسخ من منسوخه وأنا ذاكر بمشيئة الله تعالى منه أحاديث يستدل بها على الكثير
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار قال حدثنا أحمد بن مهدي بن رستم قال حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال حدثنا شعبة عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جدعة عن عبد الله بن عمرو القارئ عن أبي أيوب الأنصاري أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : [ توضئوا مما غيرت النار ] قال أبو عبد الله : هذا الأمر منسوخ والناسخ له ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا محمد بن عوف قال ثنا علي بن عياش قال ثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال : كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه و سلم [ ترك الوضوء مما مست النار ]
وحدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا إبراهيم بن مرزوق قال حدثنا وهب قال ثنا شعبة عن عبد الله بن عبد الله عن أبي ليلى عن البراء أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : [ لا تتوضئوا من لحوم الغنم ]
وحدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه قال أخبرنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا ابن المنكدر و عبد الله بن محمد بن عقيل و عمرو عن جابر بن عبد الله : [ أن النبي صلى الله عليه و سلم أكل خبزا ولحما فصلى ولم يتوضأ ]
حديث منسوخ أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو قال ثنا سعيد بن مسعود قال ثنا النضر بن شميل قال أخبرنا شعبة عن الحكم قال سمعت ابن أبي ليلى يحدث عن عبد الله بن عكيم قال قرئ علينا كتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أن [ لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب ] قال أبو عبد الله : هذا منسوخ والناسخ له ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا الربيع بن سليمان قال ثنا بشر بن بكر قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس [ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر بشاة ميتة فقال هلا استمتعتم بجلدها ؟ قالوا : يا رسول الله إنها ميتة فقال : إنما حرم أكلها ]
قال الحاكم : هذا حديث مختلف في إسناده والصحيح عن ابن عباس عن ميمونة هكذا رواه مالك بن أنس وغيره عن الزهري
حديث منسوخ : أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي قال ثنا أبو حاتم الرازي قال ثنا أبو اليمان قال حدثنا إسماعيل بن عياش قال ثنا عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة بن صهيب عن وهب بن كيسان و نعيم بن عبد الله المجمر عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : [ ما حسر عنه البحر فكل وما وجدته طافيا فوق الماء فلا تأكله ] والناسخ لذلك ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال أخبرنا الربيع بن سليمان قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا مالك عن صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة أن المغيرة بن أبي بردة أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول : [ سأل رجل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله إنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء فإن توضأنا به عطشنا أفنتوضأ من ماء البحر ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : هو الطهور ماؤه الحل ميتته ]
حديث منسوخ : أخبرنا عبد الله بن محمد الفاكهي بمكة قال ثنا عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة قال ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ عن الليث عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : [ لا يأكل أحدكم من أضحيته فوق ثلاثة أيام ]
والناسخ لذلك ما أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن عمرو بن دينار عن عطاء عن جابر بن عبد الله قال : [ كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم نتزود لحوم الأضاحي إلى المدينة ] قال أبو عبد الله : في هذه أخبار كثيرة في قوله صلى الله عليه و سلم [ كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي ألا فكلوا منها وتزودوا ]
حديث منسوخ : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة قال ثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري قال ثنا محمد بن عبيد عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : [ الميت يعذب ببكاء أهله عليه ]
رواه يحيى بن سعيد وقال فيه عن عمر والناسخ لذلك ما أخبرنا أبو بكر بن أبي نصر الداربردي بمرو قال ثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي ثنا القعنبي عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن أمه عمرة أنها أخبرته أنها سمعت عائشة رضي الله عنها وذكر لها أن عبد الله بن عمر يقول أن الميت يعذب ببكاء الحي عليه فقالت عائشة : يغفر الله لأبي عبد الرحمن أما أنه لم يكذب ولكنه نسي أو أخطأ [ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر على يهودية يبكى عليها فقال : إنهم يبكون وإنها تعذب في قبرها ]
قال الحاكم : فقد جعلت هذه الأحاديث الناسخة لما تقدمها مثلا لحديث كثير لا يحتمل الموضع ذكرها
النوع الثاني والعشرون : معرفة الألفاظ الغريبة في المتون
هذا النوع من معرفة الألفاظ الغريبة في المتون وهذا علم قد تكلم فيه جماعة من أتباع التابعين منهم مالك و الثوري و شعبة فمن بعدهم فأول من صنف الغريب في الإسلام النضر بن شميل له فيه كتاب هو عندنا بلا سماع ثم صنف فيه أبو عبيد القاسم بن سلام كتابه الكبير الذي أخبرناه محمد بن محمد بن الحسن الكارزي قال ثنا علي بن عبد العزيز قال ثنا أبو عبيد فحدثني أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس بن سلمة العنزي قال ثنا أبو الحسن علي بن محمد الهروي قال سمعت هلال بن العلاء الرقى يقول من الله تعالى ذكره على هذه الأمة بأربعة : بـ الشافعي فقه أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و بـ أبي عبيد فسر غرائب أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و بـ يحيى بن معين نفي الكذب عن أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم لولاهم لذهب الإسلام
قال أبو عبد الله وقد صنف الغريب بعد أبي عبيد جماعة منهم علي بن المديني و إبراهيم بن إسحاق الحربي و عبد الله بن مسلم القتيبي وغيرهم وفي أهل عصرنا من صنفه وأنا ذاكر بمشيئة الله في هذا الوضع من الحديث ما لم يذكره واحد منهم في كتابه ليستدل به على شواهده إن شاء الله
سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول في حديث أنس في قصة الحديبية ( أعطه الحذيا ) قال : البشارة يقال لها الحذيا والعرب تقول حذوته بالحذيا وإنما يعني البشارة بالخير
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري قال ثنا أبو أسامة قال ثنا عامر بن عبيدة الباهلي قال ثنا أبو المليح الهذلي عن أبيه قال : [ كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم فأصابنا بغيش من مطر فنادى منادي النبي صلى الله عليه و سلم ونحن في سفر : من شاء أن يصلي في رحله فليفعل ] قال أبو عبد الله : سألت الأدباء عن معنى البغيش فقالوا المطر والعرب تقول بغشة وبغيش
أخبرنا أبو أحمد إسحاق بن محمد بن خالد بن شيرويه بن بهرام الهاشمي بالكوفة قال ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة قال ثنا خالد بن مخلد القطواني قال ثنا معاوية بن أبي مزرد عن أبيه عن أبي هريرة قال : [ كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأخذ بيد الحسين بن علي فيرفعه على باطن قدميه فيقول : حزقه حزقه ترق عين بقه اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه ]
قال أبو عبد الله : سألت الأدباء عن معنى هذا الحديث فقالوا لي أن الحزقه المقارب الخطى القصير الذي يقرب خطاه وعين بقه أشار إلى البقة التي تطير ولا شي أصغر من عينها لصغرها وأخبرني بعض الأدباء أن النبي صلى الله عليه و سلم أراد بالبقة فاطمة رضي الله عنها فقال للحسين يا قرة عين بقة ترق والله أعلم
سألت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري عن قول النبي صلى الله عليه و سلم [ المعتكف معكف الذنوب ] فقال المعتكف في معنى المحتبس والمعكوف المحبوس قال الله عز و جل : { والهدي معكوفا } أية محبوسا وروى عن عثمان بن عطاء أنه قال مثل المعتكف كمثل الملازم لغريمه فالمعتكف لذنوبه ملازم باب سيده فيقول لا أبرح من بابك حتى تغفر لي وترحمني ولا يبرح من بابه ساعة واحدة ولذلك نهى المعتكف عن مجامعة النساء لأنه يترك ملازمة الدعاء ويشتغل بلهو النساء قال الله عز و جل : { ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد } والمباشرة ها هنا الجماع وهو مثل قوله : { باشروهن } يعني جامعوهن في ليالي شهر رمضان فأبيح للصائم غير المعتكف الجماع وحظر عليه الجماع في الاعتكاف وإنما تطيروا بذكر الاحتباس فتفاءلوا بذكر الاعتكاف وهو مثل المهر للحرائر والثمن للمماليك والإماء وكذلك الوصي للميت والوكيل للحي والمعنى واحد والله أعلم
سمعت أبا زكريا العنبري يقول حدثنا أحمد بن خالد الدامغاني قال ثنا هشام بن عمار قال ثنا صدقة قال ثنا عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم [ : عليكم بهذا العلم قبل أن يقبض وقبل أن يرفع ثم جمع بين إصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام هكذا ثم قال : العالم والمتعلم في الخير شريكان ولا خير في سائر الناس بعد ] قال أبو زكريا : فالعالم والمتعلم في الأجر سيان كما أن الداعي والمؤمن في الدعاء شريكان قال الله عز و جل في شأن الدعاء في قصة موسى وهارون صلى الله عليهما : { قد أجيبت دعوتكما } كما حدثنا محمد بن عبد السلام قال ثنا إسحاق بن إبراهيم قال ثنا أبو نعيم قال ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية قال قد أجيبت دعوتكما قال دعى موسى وأمن هارون
سمعت أبا عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد صاحب ثعلب يقول أخبرني ثعلب قال أخبرني أبو نصر عن الأصمعي قال : العرب تقول لقست نفسي أي غثت قال ثعلب ومنه النهي في قوله صلى الله عليه و سلم [ لا يقولن أحدكم خبثت نفسي وليقل لقست نفسي ] حدثنا أبو عمر قال ثنا ثعلب عن ابن الأعرابي قال : العرب تقول لقست نفسي أي ضاقت قال ثعلب فعلى قول ابن الأعرابي هو أجود لأن النفس تضيق من الأمر ولا يكون بها غثيان لأن الغثيان ضرب من الوجع
قرأت بخط أبي العباس محمد بن يعقوب عن محمد بن عبد الوهاب قال قلت لـ علي بن عثام : لم سموا نقباء قال : النقيب الضمين ضمنوا لرسول الله صلى الله عليه و سلم إسلام قومهم فسموا بذلك نقباء
حدثنا مكي بن بندار الزنجاني عن بعض مشايخه عن أبي العيناء قال ثنا الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء عن أبيه عن جده قال سمعت عليا يقول :
( طوبى لمن كانت له مزخه ... يزخها ثم ينام الفخة )
النوع الثالث والعشرون : معرفة المشهور من الحديث
هذا النوع من هذه العلوم معرفة المشهور من الأحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه و سلم والمشهور من الحديث غير الصحيح فرب حديث مشهور لم يخرج في الصحيح من ذلك قوله صلى الله عليه و سلم : [ طلب العلم فريضة على كل مسلم ] ومنه قوله صلى الله عليه و سلم : [ نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها ] ومنه قوله صلى الله عليه و سلم : [ الخوارج كلاب النار ] ومنه قوله صلى الله عليه و سلم : [ لا نكاح إلا بولي ] ومنه قوله صلى الله عليه و سلم : [ إذا انتصف شعبان فلا صيام حتى يجئ رمضان ] ومنه قوله صلى الله عليه و سلم [ أفطر الحاجم والمحجوم ] ومنه قوله صلى الله عليه و سلم : [ من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار ] ومنه قوله صلى الله عليه و سلم : [ من مس ذكره فليتوضأ ] ومنه قوله صلى الله عليه و سلم : [ من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة ] ومنه قوله صلى الله عليه و سلم : [ الأذانان من الرأس ] ومنه قوله صلى الله عليه و سلم : [ صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم ] فكل هذه الأحاديث مشهورة بأسانيد وطرقها وأبواب يجمعها أصحاب الحديث وكل حديث منها تجمع طرقه في جزء أو جزئين ولم يخرج في الصحيح منها حرف
وأما الأحاديث المشهورة المخرجة في الصحيح فمثل قوله صلى الله عليه و سلم : [ إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرئ ما نوى ] الحديث وقوله صلى الله عليه و سلم : [ إن الله يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ] الحديث وقوله صلى الله عليه و سلم [ من أتى الجمعة فليغتسل ] وقوله صلى الله عليه و سلم : [ إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما ] الحديث وقوله صلى الله عليه و سلم : [ أمرت أن أسجد على سبعة أعضاء ] وقوله صلى الله عليه و سلم : [ كل معروف صدقة ] وقوله صلى الله عليه و سلم : [ إنما الإمام ليؤتم به ] وقوله صلى الله عليه و سلم : [ تقتل عمارا الفئة الباغية ] وأمره صلى الله عليه و سلم : [ برفع اليدين في الصلاة عند الركوع ورفع الرأس ] وأمره صلى الله عليه و سلم [ بإفراد الإقامة ] وقوله صلى الله عليه و سلم : [ المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ] وقوله صلى الله عليه و سلم : [ لا تقاطعوا ولا تدابروا ] والطوالات من الأحاديث مثل حديث الإيمان وحديث الزكوة وحديث الحج وحديث الإفك وحديث التوبة وحديث المعراج وحديث الشفاعة وحديث القبر وحديث أم زرع
ومن الطوالات المشهورة التي لم تخرج في الصحيح حديث الطير وحديث عرض القبائل وحديث والآن العدوى وحديث الشورى وحديث سقيفة بني ساعدة ومقتل عثمان رضي الله عنه وحديث سطيح وعجائب { بسم الله الرحمن الرحيم } وحديث بلوقيا وحديث حليمة وحديث قس بن ساعدة وحديث أم معبد وغيرها من الطولات
فهذه الأنواع التي ذكرنا من المشهورة التي يعرفها أهل العلم وقل ما يخفى ذلك عليهم وهو المشهور الذي يستوي في معرفتها الخاص والعام
وأما المشهور الذي يعرفه أهل الصنعة فمثال ذلك ما حدثنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن أبي الوزير التاجر قال ثنا أبو حاتم الرازي قال حدثنا محمد بن عبد
الله الأنصاري قال حدثني سليمان التيمي عن أبي مجلز عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ قنت شهرا بعد الركوع يدعو على رعل وذكوان ]
قال أبو عبد الله : هذا حديث مخرج في الصحيح وله رواة عن أنس غير أبي مجلز وراه عن أبي مجلز غير التيمي ورواه عن التيمي غير الأنصاري ولا يعلم ذلك غير أهل الصنعة فإن الغير إذا تأمله يقول سليمان التيمي هو صاحب أنس وهذا حديث غريب أن يوريه عن رجل عن أنس ولا يعلم أن الحديث عند الزهري و قتادة طرق كثيرة ولا يعلم أيضا أن الحديث بطوله في ذكر العرنيين يجمع ويذاكره بطرقه وأمثال هذا الحديث ألوف من الأحاديث التي لا يقف على شهرتها غير أهل الحديث والمجتهدين في جمعه ومعرفته
النوع الرابع والعشرين : معرفة الغريب من الحديث
هذا النوع منه معرفة الغريب من الحديث وليس هذا العلم ضد الأول فإنه يشتمل على أنواع شتى لا بد من شرحها في هذا الموضع
فنوع منه غرائب الصحيح : مثال ذلك ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال ثنا يونس بن بكير عن عبد الواحد بن أيمن المخوزمي قال حدثني أيمن قال سمعت جابر بن عبد الله يقول [ كنا يوم الخندق نحفر الخندق فعرضت فيه كذانة وهي الجبل فقلت : يا رسول الله كذانة قد عرضت فيه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : رشوا عليها ثم قام النبي صلى الله عليه و سلم فأتاها وبطنه معصوب بحجر من الجوع فذكر حديثا طويلا فيه ذكر أهل الصفة ودعوة النبي صلى الله عليه و سلم إياهم وهو حديث في ورقة ] قال الحاكم : رواه البخاري في الجامع الصحيح عن خلاد بن يحيى المكي عن عبد الواحد بن أيمن فهذا حديث صحيح وقد تفرد به عبد الواحد بن أيمن عن أبيه وهو من غرائب الصحيح
ومن ذلك ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن أسد قال ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي العباس الأعمى الشاعر عن عبد الله بن عمرو قال [ لما حاصر النبي صلى الله عليه و سلم أهل الطائف فلم ينل منهم شيئا فقال : ( إنا قافلون إن شاء الله غدا ) فقال المسلمون : أنرجع ولم نفتحه ؟ فقال لهم : اغدوا على القتال فغدوا فأصابهم جراح فقال لهم : إنا قافلون غدا فأعجبهم ذلك فغدا رسول الله صلى الله عليه و سلم ] قال الحاكم : رواه مسلم في المسند الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن سفيان وهو غريب صحيح فإني لا أعلم أحدا حدث به عن عبد الله بن عمرو غير أبي العباس السائب بن فروخ الشاعر ولا عنه غير عمرو بن دينار ولا عنه غير سفيان بن عيينة فهو غريب صحيح
والنوع الثاني من غريب الحديث غرائب الشيوخ : مثاله ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا الربيع بن سليمان قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : [ لا يبيع حاضر لباد ]
قال الحاكم : هذا حديث غريب لـ مالك بن أنس عن نافع وهو إمام يجمع حديثه تفرد به عنه الشافعي وهو إمام مقدم لا نعلم أحدا حدث به عنه غير الربيع بن سليمان وهو ثقة مأمون
حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو قال حدثنا سعيد بن مسعود قال حدثنا النضر بن شميل قال ثنا شعبة عن حصين عن أبي وائل عن عبد الله حديث التشهد
قال الحاكم : هذا حديث يعد في أفراد النضر بن شميل عن شعبة وقد تابعه بدل بن المحبر ولا أعلم راويا عن النضر بن شميل غير سعيد بن مسعود
والنوع الثالث من غريب الحديث غرائب المتون : مثال ذلك ما حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الخزاعي بمكة قال حدثنا أبو يحبى بن مسرة قال حدثنا خلاد بن يحيى قال ثنا أبو عقيل عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ولا تبغض إلى نفسك عباد الله فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى ]
قال الحاكم : هذا حديث غريب الإسناد والمتن فكل ما روي فيه فهو من الخلاف على محمد بن سوقة فأمنا ابن المنكدر عن جابر فليس يرويه غير محمد بن سوقة وعنه أبو عقيل وعنه خلاد بن يحيى
حدثنا أبو الحسن محمد بن المظفر الحافظ قال حدثنا عبد الله بن محمد بن غزوان قال ثنا علي بن جابر قال ثنا محمد بن خالد بن عبد الله قال ثنا محمد بن فضيل قال ثنا محمد بن سوقة عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم : [ يا عبد الله أتاني ملك فقال : يا محمد وسل من أرسلنا من قبلك من رسلنا على ما بعثوا ؟ قال قلت : على ما بعثوا ؟ قال : على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب ]
قال الحاكم : تفرد به علي بن جابر عن محمد بن خالد عن محمد بن فضيل ولم نكتبه إلا عن ابن مظفر وهو عندنا حافظ ثقة مأمن فهذه الأنواع التي ذكرتها مثال لألوف من الحديث يجري على مثالها وسننها
النوع الخامس والعشرين : معرفة الأفراد من الأحاديث
هذا النوع منه معرفة الأفراد من الأحاديث وهو على ثلاثة أنواع : فالنوع الأول منه معرفة سنن رسول الله صلى الله عليه و سلم يتفرد بها أهل مدينة واحدة عن الصحابي ومثال ذلك ما حدثنا أبو نصر أحمد بن نهل الفقيه ببخارا قال ثنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ قال ثنا علي بن حكيم قال ثنا شريك عن أبي الحسناء عن الحكم بن عتيبة عن حنش قال : [ كان علي رضي الله عنه يضحي بكبشين بكبش عن النبي صلى الله عليه و سلم وبكبش عن نفسه وقال : كان أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أضحي عنه فأنا أضحي عنه أبدا ]
قال الحاكم : تفرد به أهل الكوفة من أول الإسناد إلى آخره لم يشركهم فيه أحد ومنه ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا هلال بن العلاء الرقي قال حدثنا أبو الوليد قال ثنا همام عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال : [ أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نقرأ فاتحة الكتاب وما تيسر ]
قال الحاكم : تفرد بذكر الأمر فيه أهل البصرة من أول الإسناد إلى آخره لم يشركهم في هذا اللفظ سواهم
ومنه ما حدثنا أبو علي محمد بن علي بن عمر المذكر قال ثنا أبو الأزهر قال حدثنا ابن أبي فديك قال أخبرنا الضحاك بن عثمان عن أبي النضر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة [ لما توفي سعد بن أبي وقاص قالت : ( ادخلوا به المسجد حتى أصلي عليه فأنكر ذلك عليها فقالت : والله لقد صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم على سهيل بن بيضاء وأخيه في المسجد ]
قال الحاكم : تفرد به أهل المدينة ورواته كلهم مدنيون وقد روي بإسناد آخر عن موسى بن عقبة عن عبد الواحد بن حمزة عن عبد الله بن الزبير عن عائشة وكلهم مدنيون لم يشركهم فيه أحد
ومنه ما حدثني أبو علي الحسين بن علي الحافظ قال ثنا أبو الطاهر محمد بن أحمد بن أبي عبد الله المديني بمصر قال حدثنا حرملة بن يحيى قال ثنا بن وهب قال ثنا عمرو بن الحارث عن حبان بن واسع بن حبان عن أبيه عن عبد الله بن زيد الأنصاري : قال [ رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يتوضأ فأخذ ماء لأذنيه خلاف الماء الذي مسح به رأسه ]
قال الحاكم : هذه سنة غريبة تفرد بها أهل مصر ولم يشركهم فيها أحد
ومنه ما حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الإمام قال أخبرنا إسماعيل بن قتيبة قال حدثنا يحيى بن يحيى قال ثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عبد الرحمن بن رافع عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال لأصحابه : [ ألا إنه ستفتح عليكم أرض العجم ـ أو قال الأعاجم ـ وفيها بيوت تدعى الحمامات ألا وهن حرام على رجال أمتي إلا بأزر وعلى نساء أمتي إلا نفساء أو سقيمة ]
قال الحاكم : تفرد بذكر الحمامات على النساء أهل الشام بهذا الإسناد
[ ومنه ما ] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الخزاعي بمكة قال ثنا أبو يحيى عبد الله بن أحمد بن زكريا بن أبي مسرة المكي قال حدثنا خلاد بن يحيى المكي قال ثنا إسماعيل بن عبد الملك وهو ابن أبي الصفير مكي عن عبد الله بن أبي مليكة وهو مكي عن عائشة رضي الله عنها [ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج من عندها فقالت : يا رسول الله خرجت من عندي وأنت طيب النفس لما رأيت من أمتك ثم رجعت إلي خاثرا حزينا فقال : ( إني دخلت الكعبة وودت أن لم أكن دخلتها إن أكون أتعبت أمتي ]
قال الحاكم : هذا حديث تفرد به أهل مكة وليس في رواته إلا مكي
ومنه ما حدثنا أبو أحمد علي بن محمد الحنيني بمرو قال حدثنا إبراهيم بن هلال البوزنجردي قال ثنا علي بن الحسن بن شقيق قال سمعت أبا حمزة السكري يقول استشار قتيبة بن مسلم أهل مرو في رجل يجعله على القضاء فأشاروا عليه عبد الله بن بريدة فدعاه وقال له : إني قد جعلتك على القضاء بخراسان فقال ابن بريدة : ما كنت لأجلس على قضاء بعد حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم سمعته من ابن بريدة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : [ القضاة ثلاثة فإثنان في النار وواحد في الجنة : فأما الاثنان فقاض قضى بغير الحق وهو يعلم فهو في النار وقاض قضى بغير الحق وهو لا يعلم فهو في النار وأما الواحد الذي هو في الجنة فقاض قضى بالحق فهو في الجنة ]
قال الحاكم : هذا حديث تفرد به الخراسانيون فإن رواته عن آخرهم مراوزة
والنوع الثاني من الأفراد أحاديث يتفرد بروايتها رجل واحد عن إمام عن الأئمة
ومثال ذلك ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا أحمد بن شيبان الرملي قال ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم [ بعث سرية إلى نجد فبلغت سهمانهم اثني عشر بعيرا فنفلنا النبي صلى الله عليه و سلم بعيرا بعيرا ]
قال الحاكم : تفرد به سفيان بن عيينة عن الزهري وعنه أحمد بن شيبان الرملي
ومنه ما حدثنا أبو الحسن علي بن الفضل السامري في بغداد قال ثنا الحسن بن عرفة قال حدثنا إبراهيم بن محمد المدني عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم [ سدوا هذه الأبواب الشوارع التي في المسجد إلا باب أبي بكر فإني لا أعلم رجلا من الصحابة أحسن يدا من أبي بكر رضي الله عنه ]
قال الحاكم : تفرد به إبراهيم بن محمد المدني عن الزهري وعنه الحسن بن عرفة
ومنها ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا هارون بن سليمان الإصبهاني قال ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن منصور و الأعمش و واصل الأحدب عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال [ قلت : يا رسول الله أي الذنب أعظم ؟ قال : ( أن تجعل لله ندا وهو خلقك قلت : ثم ماذا ؟ قال : أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك قلت : ثم ماذا ؟ قال : أن تزاني حليلة جارك ]
وقال : تفرد بن عبد الرحمن بن مهدي عن الثوري عن واصل
قال أبو عبد الله : هذا النوع من الأفراد يكثر ولا يمكن ذكره لكثرته وهو عند أهل الصناعة متعارف وقد ذكرنا مثاله
فأما النوع الثالث من الأفراد فإنه أحاديث لأهل المدينة تفرد بها عنهم أهل مكة مثلا وأحاديث لأهل مكة ينفرد بها عنهم أهل المدينة مثلا وأحاديث ينفرد بها الخراسانيون عن أهل الحرمين مثلا وهذا نوع يعز وجوده وفهمه
ومثال ذلك ما حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي قال ثنا موسى بن سهل بن كثير قال ثنا إسماعيل بن علية عن خالد الحذاء عن ابن أشوع عن الشعبي عن وراد قال كتب معاوية بن أبي سفيان إلى المغيرة : [ أكتب إلي بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم فكتب إليه أنه كان ينهى عن قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال ]
قال الحاكم : سعيد بن عمرو بن أشوع شيخ من ثقات الكوفيين يجمع حديثه ويعز وجوده ولي هذا الحديث عن الكوفيين عنه إننا نفرد به أبو المنازل خالد بن مهران الحذاء : البصري عنه
وحدثنا أبو بكر الشافعي قال ثنا محمد بن شداد قال ثنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن قيس قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ كلوا البلح بالتمر فإن الشيطان إذا رآه غضب وقال عاش ابن آدم حتى أكل الجديد بالخلق ]
قال الحاكم : تفرد به أبو زكريا عن هشام بن عروة وهو من أفراد البصريين عن المدنيين فإن يحيى بن محمد بن قيس بصري مخرج حديثه في كتاب مسلم و هشام بن عروة بن الزبير مدني
حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك ببغداد قال ثنا محمد بن عيسى المدايني قال ثنا محمد بن الفضل بن العطية قال حدثنا أبو إسحاق وحدثنا أبو العباس المحبوبي قال حدثنا محمد بن الليث قال ثنا يحيى بن إسحاق الكاجغوني قال : قال ثنا عبد الكبير بن دينار عن ابن إسحاق عن البراء قال : [ كان رجل يقال له نعم فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : ( أنت عبد الله ) ] قال أبو عبد الله : أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي إمام تابعي من أهل الكوفة وليس هذا الحديث عند الكوفيين عنه فإن عبد الكبير بن دينار مروزي و محمد بن الفضل بن عطية بخاري وقد تفردا به عنه فهو من أفراد الخراسانيين عن الكوفيين
حدثنا إبراهيم بن عصمة بن إبراهيم العدل و محمد بن سليمان بن منصور المذكر قالا حدثنا الحسين بن داؤد بن معاذ البلخي قال ثنا الفضيل بن عياض قال ثنا منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ يقول الله عز و جل للدنيا يا دنيا اخدمي من خدمني وأتعبي يا دنيا من خدمك ]
قال الحاكم : هذا حديث من أفراد الخراسانيين عن المكيين فإن الحسين بن داؤد بلخي و الفضل بن عياض عداده في المكيين
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكيم قال حدثنا خالد بن نزار الأيلي قال أخبرني نافع بن عمر الجمحي عن بشر بن عاصم عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : [ أبغض الرجال إلى الله البليغ الذي يتخلل بلسانه تخلل الباقرة بلسانها ]
قال الحاكم : وهذا الحديث من أفراد المصريين عن المكيين فإن خالد بن نزار عداده في المصريين و نافع بن عمر مكي
حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي قال ثنا الحسين بن داؤد ابن معاذ قال ثنا عبد الله بن المبارك قال أخبرنا محمد بن سوقة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال [ خطبنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالجابية فقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فينا كمقامي فيكم ]
قال الحاكم : وهذا الحديث من أفراد الخراسانيين عن الكوفيين فإن عبد الله بن المبارك إمام أهل خراسان وهذا يعد في أفراده عن محمد بن سوقه وهو كوفي وقد حدث به أيضا النضر بن إسماعيل البجلي
حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار قال ثنا أبو يحيى عبد الرحمن بن محمد بن سلام الرازي بإصبهان قال ثنا يحيى بن الضريس قال ثنا عيسى بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب قال ثنا عن أبيه عن جده عن علي قال : [ نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه و سلم { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون } فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم ودخل المسجد والناس يصلون بين راكع وقائم فصلى فإذا سائل قال : يا سائل أعطاك أحد شيئا ؟ فقال : لا إلا هذا الراكع لعلي أعطاني خاتما ]
قال الحاكم هذا حديث تفرد به الرازيون عن الكوفيون فإن يحيى بن الضريس الرازي قاضيهم وعيسى العلوي من أهل الكوفة
النوع السادس والعشرين : معرفة المدلسين
هذا النوع من هذه العلوم معرفة المدلسين الذي لا يميز من كتب عنهم بين ما سمعوه وما لم يسمعوه وفي التابعين وأتباع التابعين إلى عصرنا هذا منهم جماعة
حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد النحوي ببغداد قال ثنا أحمد بن بشر المرثدي قال حدثنا خالد بن خراش قال سمعت حماد بن زيد يقول المدلس متشبع بما لم يعط أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بطة الإصبهاني قال ثنا محمد بن عبد الله بن رستة الإصبهاني قال ثنا سليمان بن داؤد المنقري قال سمعت عبد الصمد بن عبد الوارث يحدث عن أبيه قال : التدليس ذل قال سليمان : التدليس والغش والغرور والخداع والكذب يحشر يوم تبلى السرائر في نفاذ واحد أخبرنا أبو العباس السياري قال أخبرنا عبدان قال ذكر لـ عبد الله بن المبارك رجل ممن كان يدلس فقال فيه قولا شديدا وأنشد فيه :
( دلس للناس أحاديثه ... والله لا يقبل تدليسا )
قال أبو عبد الله : فالتدليس عندنا على ستة أجناس :
فمن المدلسين من دلس عن الثقات الذين هم في الثقة مثل المحدث أو فوقه أو دونه إلا أنهم لم يخرجوا من عداد الذين يقبل أخبارهم - فمنهم من التابعين أبو سفيان طلحة بن نافع و قتادة بن دعامة وغيرهما
أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق الأزهري قال : ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا محمد بن البراء قال ثنا علي بن المديني قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول كان شعبة يرى أحاديث أبي سفيان عن جابر إنما هو كتاب سليمان اليشكري قال : قلت لـ عبد الرحمن : سمعته من شبعة ؟ قال : أو بلغني عنه
سمعت أبا الحسن محمد بن أحمد بن تميم يقول سمعت أبا قلابة بن الرقاشي يقول سمعت علي بن عبد الله يقول شعبة أعلم الناس بحديث قتادة ما سمع مما لم يسمع
قال أبو عبد الله : ففي هذه الأئمة لمذكورين بالتدليس من التابعين جماعة وأتباعهم غير أني لم أذكرهم فإن غرضهم من ذكر الرواية أن يدعوا إلى الله عز و جل فكانوا يقولون ( قال فلان لبعض الصحابة ) فأما غير التابعين فأغراضهم فيه مختلفة
وأما الجنس الثاني من المدلسين فقوم يدلسون الحديث فيقولون ( قال فلان ) فإذا وقع إليهم من ينفر عن سماعاتهم ويلح ويراجعهم ذكروا فيه سماعاتهم
أخبرني قاضي القضاة محمد بن صالح الهاشمي قال ثنا أبو جعفر المستعيني قال ثنا علي بن عبد الله المديني قال : قال أبي ثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معتمر بن سليمان التيمي قال جئت إلى رباح بن زيد فأملى علي كتاب ابن طاؤس فلما فرغت قلت : سمعته من معتمر ؟ قال : لا ولكن أخرج إلي معتمر كتابا فدفعه إلي قال : وحدثنا أبي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول سألت سفيان عن حديث إبراهيم بن عقبة في الرضاع فقال : لم أسمعه حدثني معمر عنه
قال أبي وسمعت يحيى يقول كان هشام بن عروة يحدث عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : [ ما خير رسول الله بين أمرين وما ضرب بيده شيئا قط ] الحديث قال يحيى فلما سألته قال أخبرني أبي عن عائشة قالت : [ ما خير رسول الله صلى الله عليه و سلم بين أمرين ] لم أسمع من أبي إلا هذا والباقي لم أسمعه إنما هو عن الزهري
أخبرني محمد بن أحمد الذهلي قال حدثنا أبراهيم بن محمد السكري قال ثنا علي بن خشرم قال : قال لنا ابن عيينة عن الزهري فقيل له : سمعته من الزهري ؟ فقال : لا ولا ممن سمعمه من الزهري حدثني عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني قال ثنا جدي قال ثنا كثير بن يحيى قال حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : [ فلان في النار ينادي يا حنان يا منان ] قال أبو عوانة قلت للـ أعمش : سمعت هذا من إبراهيم ؟ قال : لا حدثني به حكيم بن جبير عنه
قال أبو عبد الله : نكتفي بما ذكرناه من مثال هذا الجنس فقد صح مثل ذلك عن محمد بن إسحاق و يزيد بن أبي زياد و شباك و أبي إسحاق و مغيرة و هشيم بن بشير وفيما حدثونا أن جماعة من أصحاب هشيم اجتمعوا يوما على أن لا يأخذوا منه التدليس ففطن لذلك فكان يقول في كل حديث يذكره حدثنا حصين ومغيرة عن إبراهيم فلما فرغ قال لهم : هل دلست لكم اليوم ؟ فقالوا : لا فقال لم أسمع من مغيرة حرفا مما ذكرته إنما قلت حدثني حصين و ومغيرة غير مسموع لي والجنس الثالث من التدليس قوم دلسو على أقوام مجهولين لا يدري من هم ومن أين هم مثال ذلك ما أخبرناه الحسن بن محمد بن إسحاق قال ثنا محمد بن أحمد بن البراء قال ثنا علي بن عبد الله قال حدثني حسين الأشقر قال ثنا شعيب بن عبد الله النهمي عن أبي عبد الله عن نوف قال : بت عند علي فذكر كلاما قال ابن المديني فحدثني حسين فقلت لحسين : ممن سمعته ؟ فقال : حدثنيه شعيب عن أبي عبد الله عن نوف فقلت لشعيب : من حدثنك بهذا ؟ قال : أبو عبد الله الجصاص قلت : عن من ؟ قال : عن حماد القصار فلقيت حمادا فقلت : من حدثنك بهاذا ؟ قال : بلغني عن فرقد السبخي عن نوف ؟ فإذا هو قد دلس عن ثلاثة والحديث بعد منقطع و أبو عبد الله الجصاص مجهول و حماد القصار لا يدرى من هو وبلغه عن فرقد و فرقد لم يدرك نوفا ولا رآه
أخبرني أبو سعيد أحمد بن محمد بن عمرو الأحمسي بالكوفة قال ثنا الحسين بن حميد بن الربيع قال ثنا عثمان بن محمد قال حدثني ابن إدريس عن شعبة عن عبد الله بن صبيح عن محمد بن سيرين قال ثلاثة يصدقون من حدثهم أنس و أبو العالية و الحسن
قال أبو عبد الله : قد روى جماعة من الأئمة عن قوم من المجهولين فمنهم سفيان الثوري روي عن أبي همام السكوني و أبي مسكين و أبي خالد الطائي و غيرهم من المجهولين ممن لم يقف على أساميهم غير أبي همام فإنه الوليد بن قيس إن شاء الله وكذلك شعبة بن الحجاج حدث عن جماعة من المجهولين فأما بقية بن الوليد فحدث عن خلق من خلق الله لا يوقف على أنسابهم ولا عدالتهم وقال أحمد بن حنبل : إذا حدث بقية من المشهورين فرواياته مقبولة وإذا حدث عن المجهولين فغير مقبولة و عيسى بن موسى التيمي البخاري الملقب بغنجار شيخ في نفسه ثقة مقبول قد احتج به محمد بن إسماعيل البخاري في الجامع الصحيح غير أنه يحدث عن أكثر من مائة شيخ من المجهولين لا يعرفون بأحاديث مناكير وربما توهم طالب هذا العلم أنه بجرح فيه وليس كذلك
والجنس الرابع من المدلسين قوم دلسو أحاديث رووها عن المجروحين فغيروا أساميهم وكناهم كي لا يعرفوا
أخبرني محمد بن صالح الهاشمي قاضي القضاة قال ثنا أبو جعفر المستعيني قال حدثنا عبد الله بن علي المديني قال حدثني أبي قال : كل ما في كتاب ابن جريج أخبرت عن داؤد بن الحصين وأخبرت عن صالح مولى التوأمة فهو من كتب إبراهيم بن أبي يحيى
سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول إبراهيم بن أبي يحيى لا يكتب حديثه كان جهميا رافضيا قلت لـ يحيى : يروي ابن جريج عن إبراهيم بن أبي يحيى قال حدث عنه : من مات مريضا مات شهيدا
قال أبو عبد الله : وقد كان الثوري يحدث عن إبراهيم بن هراسة فيقول حدثنا أبو إسحاق الشيباني قال سليمان الشاذكوني : من أراد التدين بالحديث فلا يأخذ عن الأعمش ولا عن قتادة إلا ما قالا ( سمعناه )
قال علي بن المديني حدثنا يعلى بن عبيد عن محمد بن إسحاق عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي [ أن النبي صلى الله عليه و سلم أهدى مائة بدنة فيها جمل لأبي جهل ] قال ابن المديني فكنت أرى أن هذا من صحيح حديث ابن إسحاق فإذا هو قد دلسه
حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن إسحاق قال حدثني من لا أتهم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس فإذا الحديث مضطرب
قال علي : وحدثنا سفيان عن أيوب عن أبي قلابة قال زكاة الأرض يبسها فقلت لـ سفيان فإن وهيبا رواه عن أيوب عن أبي قلابة فقال سفيان رواه أبو عمير الحارث بن عمير عن أيوب فقيل لـ سفيان : من عن أبي عمير ؟ قال : ابنه حمزة فلقيت حمزة بن الحارث فحدثني عن أبيه عن أيوب عن أبي قلابة بهذا الحديث
أخبرني عبد الله بن محمد بن حمويه الدقيقي قال حدثنا جعفر بن أبي عثمان الطيالسي قال حدثني خلف بن سالم قال سمعت عدة من مشايخ أصحابنا تذاكروا كثرة التدليس والمدلسين فأخذنا في تمييز أخبارهم فاشتبه علينا تدليس الحسن بن أبي الحسن و إبراهيم بن يزيد النخعي لأن الحسن كثيرا ما يدخل بينه وبين الصحابة أقواما مجهولين وربما دلس عن مثل عتي بن ضمرة وحنيف بن المنتجب ودغفل بن حنظلة وأمثالهم وإبراهيم أيضا يدخل بينه وبين أصحاب عبد الله مثل هني بن نويرة وسهم بن منجاب وخزامة الطائي وربما دلس عنهم وذكر تدليس أبي إسحاق السبيعي فأكثر من عجائبه وكذلك الحكم ومغيرة وابن إسحاق وهشيم
الجنس الخامس من المدلسين قوم دلسوا عن قوم سمعوا منهم الكثير وربما فاتهم الشيء عنهم فيدلسونه أخبرني قاضي القضاة محمد بن صالح الهاشمي قال ثنا أبو جعفر المستعيني قال حدثنا عبد الله بن علي بن عبد الله بن المديني قال ثنا أبي قال سمعت يحيى بن سعيد يقول حدثنا صالح بن أبي الأخضر قال حديثي منه ما قرأت على الزهري ومنه ما سمعت ومنه ما وجدت في كتاب ولست أفضل ذا من ذا قال يحيى : وكان قدم علينا فكان يقول ( حدثنا الزهري حدثنا الزهري )
قال علي بن المديني : وربما كان سفيان بن عيينة إذا أراد أن يدلس يقول عشرة عن زبيد منهم مالك بن مغول عن مرة عن مرة عن عبد الله : إن الله قسم بينكم أخلاقكم
قال علي : وكان زهير و إسرائيل يقولان عن أبي إسحاق إنه كان يقول ليس أبو عبيدة حدثنا ولكن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم في الإستنجاء بالأحجار الثلاثة قال ابن الشاذكوني : ما سمعت بتدليس قط أعجب من هذا ولا أخفى قال أبو عبيدة لم يحدثني ولكن عبد الرحمن عن فلان عن فلان ولم يقل حدثني فجاز الحديث وسار
أخبرني أبو يحيى السمرقندي قال ثنا محمد بن نصر قال حدثني جماعة عن عبد الصمد بن عبد الوارث عن أبيه عن الحسن بن ذكوان عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة عن علي أن النبي صلى الله عليه و سلم [ نهى عن ثمن الميتة وعن ثمن الخمر والحمر الأهلية وكسب البغي وعن عسب كل ذي فحل ] قال أبو عبد الله محمد بن نصر : وهذا حديث لم يسمعه الحسن بن ذكوان من حبيب بن أبي ثابت وذلك أن محمد بن يحيى حدثنا قال ثنا أبو معمر قال حدثني عبد الوارث عن الحسن بن ذكوان عن عمرو بن خالد عن حبيب بن أبي ثابت و عمرو هذا منكر الحديث فدلسه الحسن عنه
قال أبو عبد الله : ومن هذه الطبقة جماعة من المحدثين المتقدمين والمتأخرين مخرج حديثهم في الصحيح إلا أن المتبحر في هذا العلم يميز بين ما سمعوه وما دلسوه
الجنس السادس من التدليس قوم روا عن شيوخ لم يروهم قط ولو يسمعوا منهم إنا قالوا قال فلان فحمل ذلك عنهم على السماع وليس عندهم عنهم سماع عال ولا نازل
أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمذان قال حدثنا إبراهيم بن نصر قال ثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثني صاحب لي من أهل الري يقال له أشرس قال : قدم علينا محمد بن إسحاق فكان يحدثنا عن إسحاق بن راشد فقدم علينا إسحاق بن راشد في فجعل يقول ( ثنا الزهري ) و ثنا ( الزهري ) قال فقلت له : أين لقيت بن شهاب ؟ قال : لم ألقه مررت ببيت المقدس فوجدت كتابا له ثم
أخبرني محمد بن صالح الهاشمي قاضي القضاة قال حدثنا محمد بن عبد الله بن الحسين المستعيني قال حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال : قال أبي سمعت يحيى بن سعيد يقول قال علي بن المبارك : كتاب يحيى بن أبي كثير هذا بعث إلي يحيى من اليمامة أو خلفه عندي ولو أسمعه من يحيى يشك في قوله بعث إلي من اليمامة أو خلفه عندي
قال علي سمعت يحيى يقول قال التيمي : ذهبوا بصحيفة جابر إلى الحسن فرواها وذهبوا بها إلى قتادة فرواها وأتوني بها فلم أروها
قال علي قال عبد الرحمن بن مهدي : كان عندي مخرمة كتب لأبيه لم يسمعها منه
قال علي : الحكم من مقسم عن ابن عباس إنما سمع منه أربعة أحاديث والباقي كتاب قال أبي وسئل عن عمرو بن حكام فقال : كان له قريب سمع من شعبة فلما مات أخذ كتبه وقال كان لا يعرف
قال أبي حدثني الحسن بن محمد بن عبد الله بن يزيد قال كان الصباح إذا جاء عبد الوهاب بن مخلد يقول : ترى هذا والله ما صدقه أبوه في شيء وما هو إلا أخذ الكتب
قال أبو عبد الله : هذا باب يطول فليعلم صاحب الحديث أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة ولا من جابر و من ابن عمر ولا من ابن عباس شيئا قط وأن الأعمش لم يسمع من أنس وأن الشعبي لم يسمع من صحابي غير أنس وأن الشعبي لم يسمع من عائشة ولا من عبد الله بن مسعود ولا من أسامة بن زيد ولا من علي إنما رآه رؤية ولا من معاذ بن جبل ولا من زيد بن ثابت وأن قتادة لم يسمع من صحابي غير أنس وأن عامة حديث عمرو بن دينار غير مسموعة وأن عامة حديث مكحول عن الصحابة حوالة وأن ذلك كله يخفى إلا على الحافظ للحديث
وقال أبو عبد الله : قد ذكرت في هذه الأجناس الستة أنواع التدليس ليتأمله طالب هذا العلم فيقيس بالأقل على الأكثر ولم أستحسن ذكر أسامي من دلس من أئمة المسلمين صيانة للحديث ورواته غير أني أدل على جملة يهتدي إليها الباحث عن الأئمة الذين دلسوا والذين تورعوا عن التدليس : وهو أن أهل الحجاز والحرمين ومصر والعوالي ليس التدليس من مذهبهم وكذلك أهل خرسان والجبال وإصبهان وبلاد فارس وخوزستان وما وراء النهر لا يعلم أحد من أئمتهم دلس وأكثر المحدثين تدليسا أهل الكوفة ونفر يسير من أهل البصرة فأما مدينة السلام بغداد فقد خرج منها جماعة من أئمة الحديث مثل أبي النضر هاشم بن القاسم و أبي نوح عبد الرحمن بن غزوان و أبي كامل مظفر بن مدرك و أبي محمد يونس بن محمد المؤدب وهم في الطبقة الأولى من أهل بغداد لا يذكر عنهم وعن أقرانهم من الطبقة الأولى التدليس ثم الطبقة الثانية بعدهم الحسن بن موسى الأشيب و سريج بن النعمان الجوهري و معاوية بن عمرو الأزدي و المعلى بن منصور وأقرانهم من هذه الطبقة لم يذكر عنهم التدليس ثم الطبقة الثالثة إسحاق بن عيسى بن الطباع و منصور بن سلمة الخزاعي و سليمان بن داؤد الهاشمي و أبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار لم يذكر عنهم وعن طبقتهم التدليس ثم الطبقة الرابعة منهم مثل الهيثم بن خارجة و الحسن بن موسى و خلف بن هشام و داؤد بن عمر الضبي لم يذكر عنهم وعن طبقتهم التدليس ثم الطبقة الخامسة مثل إمام الحديث أحمد بن حنبل ومزكي الرواة يحيى بن معين و صاحب المسند أبي حيثمة زهير بن حرب و عمرو بن محمد الناقد لم يذكر عن واحد منهم التدليس ثم الطبقة السادسة والسابعة فلم يذكر عنهم ذلك إلا أبي بكر محمد بن محمد سليمان الباغندي الواسطي : فحدثني أبو علي الحافظ قال كننت يوما عند أبي بكر بن الباغندي وهو يملى علي فقال لي أبو يزيد عمرو بن يزيد الجرمي فأمسكت عن الكتابة ثم أعاد ثانيا ثم قال : حديث سرار بن مجشر فقلت : قد أغناك الله عنه يا أبا بكر فقد حدثناه أبو عبد الرحمن النسائي قال حدثنا أبو يزيد فإن أخذ أحد من أهل بغداد التدليس فعن الباغندي وحده
النوع الساع والعشرين : معرفة علل الحديث
هذا النوع منه معرفة علل الحديث وهو علم
برأسه غير الصحيح والسقيم والجرح والتعديل أخبرنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الهاشمي قال حدثنا أحمد بن سلمة بن عبد الله قال سمعت أبا قدامة السرخسي يقول سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : لأن أعرف علة حديث هو عندي أحب إلي من أن أكتب عشرين حديثا
قال أبو عبد الله وإنما يعلل الحديث من أوجه ليس للجرح فيها مدخل فإن حديث المجروح ساقط واه وعلة الحديث يكثر في أحاديث الثقات أن يحدثوا بحديث له علة فيخفى عليهم علمه فيصير الحديث معلولا والحجة فيه عندنا الحفظ والفهم والمعرفة لا غير
وقال عبد الرحمن بن مهدي : معرفة الحديث إلهام فلو قلت للعالمم يعلل الحديث من أين قلت هذا لم يكن له حجة وأخبرني أبو علي الحسين بن محمد بن عبدويه الوراق بالري قال ثنا محمد بن صالح الكيليني قال سمعت أبا زرعة وقال له رجل : ما الحجة في تعليلكم الحديث ؟ قال : الحجة أن تسألني عن حديث له علة فأذكر علته ثم تقصد بن وارة يعني محمد بن مسلم بن وارة وتسأله عنه ولا تخبره بأنك قد سألتني عنه فيذكر علته ثم تقصد أبا حاتم فيعلله ثم تميز كلام كل منا على ذلك الحديث فإن وجدت الكلمة متفقة فاعلم حقيقة هذا العلم قال : ففعل الرجل فاتفقت كلمتهم عليه فقال : أشهد أن هذا العلم إلهام
فالجنس الأول من أجناس علل الحديث : مثاله ما حدثنا أبو العباس بن يعقوب قال ثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال ثنا حجاج بن محمد قال : قال ابن جريج عن موسى بن عقبة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : [ من جلس مجلسا كثر في لغطه فقال قبل أن يقوم سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك ]
قال أبو عبد الله : هذا حديث من تأمله لم يشك أنه من شرط الصحيح وله علة فاحشة
حدثني أبو نصر أحمد بن محمد الوراق قال سمعت أبا أحمد بن حمدون القصار يقول سمعت مسلم بن الحجاج وجاء إلى محمد بن إسماعيل البخاري فقبل بين عينيه وقال : دعني حتى أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين وسيد المحدثين وطبيب الحديث في علله حدثك محمد بن سلام قال ثنا مخلد بن يزيد الحراني قال أخبرنا ابن جريج عن موسى بن عقبة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم في كفارة المجلس فما علته ؟ قال محمد بن إسماعيل : هذا حديث مليح ولا أعلم في الدنيا في هذا الباب غير هذا الحديث إلا أنه معلول حدثنا به موسى بن إسماعيل هذا أولى فإنه لا يذكر لـ موسى بن عقبة سماعا من سهيل
الجنس الثاني من علل الحديث : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا العباس بن محمد الدوري قال ثنا قبيصة بن عقبة عن سفيان عن خالد الحذاء أو عاصم عن أبي قلابة عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ أرحم أمتي أبو بكر وأشدهم في دين الله عمر وأصدقهم حياء عثمان وأقرأهم أبي بن كعب وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل وإن لكل أمة أمينا وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة ] رضي الله عنهم
قال أبو عبد الله : وهذا من نوع آخر علته فلو صح بإسناده لأخرج في الصحيح إنما روى خالد الحذاء عن أبي قلابة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : [ أرحم أمتي ] مرسلا وأسند ووصل [ إن لكل أمة أمينا وأبو عبيدة أمين هذه الأمة ] هكذا رواه البصريون الحفاظ عن خالد الحذاء و عاصم جميعا وأسقط المرسل من الحديث وخرج المتصل بذكر أبي عبيدة في الصحيحين )
الجنس الثالث من علل الحديث : حدثنا أبو عباس محمد بن يعقوب قال ثنا محمد بن إسحاق الصنعاني قال ثنا بن أبي مريم قال حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير عن موسى بن عقبة عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : [ إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة ]
قال أبو عبد الله : وهذا إسناد لا ينظر فيه حديثي إلا علم أنهم من شرط الصحيح والمدنيون إذا رووا عن الكوفيين زلقوا
حدثنا أبو جعفر بن صالح بن هانئ قال ثنا يحيى بن محمد بن يحيى قال ثنا أبو الربيع قال ثنا حماد بن زيد عن ثابت البناني قال سمعت أبا بردة يحدث عن الأغر المزني وكانت له صحبة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ إنه ليغان على قلبي فأستغفر الله في اليوم مائة مرة ]
قال أبو عبد الله : وراه مسلم بن الحجاج في الصحيح عن أبي الربيع وهو الصحيح المحفوظ ورواه الكوفيون أيضا مسعر و شعبة وغيرهما عن عمر بن مرة عن أبي بردة هكذا
الجنس الرابع من علل الحديث : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار قال ثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي قال ثنا أبو حذيفة قال : ثنا زهير بن محمد عن عثمان بن سليمان عن أبيه [ أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقرأ في المغرب بالطور ]
قال أبو عبد الله : قد خرج العسكري وغيره من المشايخ هذا الحديث في الوحدان وهو معلول من ثلاثة أوجه : أحدهما أن عثمان هو بن أبي سليمان والآخر أن عثمان إنما رواه عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه والثالث قوله ( سمع النبي صلى الله عليه و سلم و أبو سليمان لم يسمع من النبي صلى الله عليه و سلم ولم يره ) وقد خرجت شواهده في التلخيص
الجنس الخامس من علل الحديث : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا بحر بن نصر قال أنا وهب وقال أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن علي بن الحسين [ عن رجال من الأنصار أنهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات ليلة فرمي بنجم فاستنار ] فذكر الحديث بطوله
قال الحاكم : علة هذا الحديث أن يونس على حفظه وجلالة محله قصر به وإنما هو عن ابن عباس قال حدثني رجال من الأنصار وهكذا راه ابن عيينة و يونس من سائر الروايات و شعيب بن أبي حمزة و صالح بن كيسان و الأوزاعي وغيرهم عن الزهري وهو مخرج في الصحيح
الجنس السادس من علل الحديث : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى قال ثنا أبو العباس الثقفي قال ثنا حاتم بن الليث الجوهري قال ثنا حامد بن أبي حمزة السكري قال ثنا علي بن الحسين بن واقد قال حدثني أبي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : [ قلت : يا رسول الله ما لك أفصحنا ولم تخرج من بين أظهرنا ؟ قال : كانت لغة إسماعيل قد درست فجاء بها جبرائيل عليه السلام إلي فحفظنيها ]
قال أبو عبد الله : لهذا الحديث علة عجيبة حدثني أبو عبد الله محمد بن العباس الضبي رحمه الله من أصل كتابه قال أنا حامد بن علي بن زرين الفاشاني من أصل كتابه قال ثنا علي بن خشرم قال ثنا علي بن الحسين بن واقد قد بلغني أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : [ يا رسول الله إنك أفصحنا ولم تخرج من بين أظهرنا فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن لغة إسماعيل كانت درست فأتاني بها جبرائيل فحفظنيها ]
الجنس السابع من علل الحديث : حدثنا الشيخ أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه قال أخبرنا أبو بكر يعقوب بن يوسف المطوعي قال ثنا أبو داؤد سليمان بن محمد المباركي قال ثنا أبو شهاب عن سفيان الثوري عن الحجاج بن فرافصة عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنهم قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم : [ المؤمن غر كريم والفاجر خب لئيم ]
قال أبو عبد الله : وهكذا راه عيسى بن يونس و يحيى بن الضريس عن الثوري فنظرت فإذا له علة أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو قال ثنا أحمد بن سيار قال حدثنا محمد بن كثير قال ثنا سفيان الثوري عن الحجاج بن الفرافصة عن رجل عن أبي سلمة قال سفيان أراه ذكر أبا هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ المؤمن غر كريم والفاجر خب لئيم ]
الجنس الثامن من علل الحديث : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا محمد بن إسحاق الصاغاني قال ثنا روح بن عبادة قال حدثنا هشام بن أبي عبد الله عن يحيى بن أبي كثير عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه و سلم [ كان إذا أفطر عند أهل بيت قال : أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار ونزلت عليكم السكينة ]
قال أبو عبد الله : قد ثبت عندنا من غير وجه رواية يحيى بن أبي كثير عن أنس بن مالك إلا أنه لم يسمع منه هذا الحديث وله علة أخبرنا أبو العباس قاسم بن القاسم السياري و أبو محمد الحسن بن حليم المروزيان بمرو قالا حدثنا أبو الموجه قال أخبرنا عبدان قال أخبرنا عبد الله بن المبارك قال أخبرنا هشام عن يحيى بن أبي كثير قال : حدثت عن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم [ كان إذا أفطر عند أهل بيت قال : أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة ]
الجنس التاسع من علل الحديث : أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي قال ثنا يحيى بن عثمان بن صالح السهمي قال ثنا سعيد بن كثير بن عفير قال : حدثني المنذر بن عبد الله الحزامي عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم [ كان إذا افتتح الصلاة قال سبحانك اللهم تبارك اسمك وتعالى جدك ] وذكر الحديث بطوله
قال أبو عبد الله : لهذا الحديث علة صحيحة و المنذر بن عبد الله أخذ طريق المجرة فيه حدثنا أبو جعفر محمد بن عبيد الله العلوي النقيب بالكوفة قال حدثنا الحسين بن الحكم الحبري قال حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل قال ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة قال ثنا عبد الله بن الفضل عن الأعرج عن عبيد الله بن ابي رافع عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم [ أنه كان إذا افتتح الصلاة ] فذكر الحديث بغير هذا اللفظ وهذا مخرج في صحيح لـ مسلم
الجنس العاشر من علل الحديث : أخبرنا أحمد بن علي بن الحسن المقرئ قال حدثنا أبو فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي قال ثنا أبي عن أبيه عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : [ من ضحك في صلاته يعيد الصلاة ولا يعيد الوضوء ]
قال أبو عبد الله الحاكم : لهذا الحديث علة صحيحة : أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن السبيعي بالكوفة قال ثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي قال ثنا وكيع عن الأعمش عن أبي سفيان قال سئل جابر عن الرجل يضحك في الصلاة قال : ( يعيد الصلاة ولا يعيد الوضوء )
قال أبو عبد الله : فقد ذكرنا علل الحديث على عشرة أجناس وبقيت أجناس لم نذكرها وإنما جعلتها مثالا لأحاديث كثيرة معلولة ليهتدي إليها المتبحر في هذا العلم فإن معرفة علل الحديث من أجل هذه العلوم
النوع الثامن والعشرين : معرفة الشاذ من الروايات
هذا النوع منه معرفة الشاذ من الروايات وهو غير المعلوم فإن المعلوم ما يوقف على علته أنه دخل حديث في حديث أو وهم فيه راو أو أرسله واحد فوصله واهم فأما الشاذ فإنه حديث يتفرد به ثقة من الثقات وليس للحديث أصل متابع لذلك الثقة سمعت أبا بكر أحمد بن محمد المتكلم الأشقر يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول قال الشافعي ليس الشاذ من الحديث أن يروي الثقة ما لا يرويه غيره هذا ليس بشاذ إنما الشاذ أن يروي الثقة حديثا يخالف فيه الناس هذا الشاذ من الحديث
ومثاله ما حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه قال ثنا موسى بن هارون قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه و سلم : [ كان في غزوة تبوك إذا ارتحل قبل زيغ الشمس أخر الظهر حتى يجمعها إلى العصر فيصليها جميعا وإذا ارتحل بعد زيغ الشمس صلى الظهر والعصر جميعا ثم سار وكان إذا ارتحل قبل المغرب أخر المغرب حتى يصليها مع العشاء وإذا ارتحل بعد المغرب عجل العشاء فصلاها مع المغرب ]
قال أبو عبد الله : هذا حديث رواته أئمة ثقات وهو شاذ الإسناد والمتن لا نعرف له علة نعلله بها ولو كان الحديث عند الليث عن أبي الزبير عن أبي الطفيل لعللنا به الحديث ولو كان عند يزيد بن أبي حبيب عن أبي الزبير لعللنا به فلما لم نجد له العلتين خرج عن أن يكون معلولا ثم نظرنا فلم نجد لـ يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل رواية ولا وجدنا هذا المتن بهذه السياقة عند أصحاب أبي الطفيل ولا عند أحد ممن رواه عن معاذ بن جبل عن أبي الطفيل فقلنا الحديث شاذ
وقد حدثونا عن أبي العباس الثقفي قال كان قتيبة بن سعيد يقول لنا : على هذا الحديث علامة أحمد بن حنبل و علي بن المديني و يحيى بن معين و أبي بكر بن أبي شيبة و أبي خيثمة حتى عد قتيبة أسامي سبعة من أئمة الحديث كتبوا عنه هذا الحديث وقد أخبرناه أحمد بن جعفر القطيعي قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا قتيبة فذكره
قال أبو عبد الله : فأئمة الحديث إنما سمعوه من قتيبة تعجبا من إسناده ومتنه ثم لم يبلغنا عن واحد منهم أنه ذكر للحديث علة وقد قرأ علينا أبو علي الحافظ هذا الباب وحدثنا به عن أبي عبد الرحمن النسائي وهو إمام عصره عن قتيبة بن سعيد ولم يذكر أبو عبد الرحمن ولا أبو علي للحديث علة فنظرنا فإذا الحديث موضوع و قتيبة بن سعيد ثقة مأمون
حدثني أبو الحسن محمد بن موسى بن عمران الفقيه قال ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال سمعت صالح بن حفصويه النيسابوري قال أبو بكر وهو صاحب حديث يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول قلت لـ قتيبة بن سعيد : مع من كتبت عن الليث بن سعد حديث يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل ؟ فقال : كتبته مع خالد المدايني قال البخاري وكان خالد المداني يدخل الأحاديث على الشيوخ
ومن هذا الجنس حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو الثقة المأمون من أصل كتابه قال حدثنا أبو الحسن أحمد بن سيار قال ثنا محمد بن كثير العبدي قال ثنا سفيان الثوري قال حدثني أبو الزبير عن جابر الأنصاري قال : [ رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في صلاة الظهر يرفع يديه إذا كبر وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع ]
قال أبو عبد الله : وهذا الحديث شاذ الإسناد والمتن إذا لم نقف له على علة وليس عند الثوري عن أبي الزبير هذا الحديث ولا ذكر أحد في حديث رفع اليدين أنه في صلاة الظهر أو غيرها ولا نعلم أحدا رواه عن أبي الزبير غير إبراهيم بن طهمان وحده تفرد به إلا حديث يحدث به سليمان بن أحمد الملطي من حديث زياد بن سوقة و سليمان متروك يضع الحديث وقد رأيت جماعة من أصحابنا يذكرون أن علته أن يكون عن محمد بن كثير عن إبراهيم بن طهمان هذا خطاء فاحش وليس عند محمد بن كثير عن إبراهيم بن طهمان [ حرف ] فيتهمون قياسا أن محمد بن كثير يروي عن إبراهيم بن طهمان كما روى أبو حذيفة لأنهما جميعا رويا عن الثوري وليس كذلك فإن أبا حذيفة قد روى عن جماعة لم يسمع منهم محمد بن كثير منهم إبراهيم بن طهمان و شبل بن عباد و عكرمة بن عمار وغيرهم من أكابر الشيوخ
حدثنا أبو الحسين عبد الرحمن بن نصر المصري الأصم ببغداد قال ثنا أبو عمرو بن خزيمة البصري بمصر قال ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثنا أبي عن ثمامة عن أنس قال : [ كان قيس بن سعد من النبي صلى الله عليه و سلم بمنزلة صاحب الشرط من الأمير يعني ينظر في أموره ] وحدثنا جماعة من مشايخنا عن أبي بكر محمد بن إسحاق قال حدثني أبو عمرو محمد بن خزيمة البصري بمصر وكان ثقة فذكر الحديث بنحوه
قال أبو عبد الله : وهذا الحديث شاذ بمرة فإن رواته ثقات وليس له أصل عن أنس ولا عن غيره من الصحابة بإسناد آخر

النوع التاسع والعشرين : معرفة سنن لرسول الله صلى الله عليه و سلم يعارضها مثلها فيحتج أصحاب المذاهب بأحدهما
هذا النوع من هذه العلوم معرفة سنن لرسول الله صلى الله عليه و سلم يعارضها مثلها فيحتج أصحاب المذاهب بأحدهما وهما في الصحة والسقم سيان
ومثال ذلك ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال أنا الربيع بن سليمان قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت : [ خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : ( من أراد منكم أن يهل بحج وعمرة فليفعل ومن أراد أن يهل بحج فليهل ) قالت : وأهل رسول الله صلى الله عليه و سلم بحج وعمرة وأهل به ناس معه وأهل ناس بالعمرة والحج وأهل ناس بالعمرة وكنت ممن أهل بالعمرة ]
حدثنا أبو الحسن أحمد بن عثمان المقرئ ببغداد قال ثنا محمد بن ماهان قال ثنا عبد الرحمن بن مهدي قال ثنا مالك بن أنس عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت : [ ( أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أفرد الحج ) ]
أخبرني عمر بن صفوان الجمحي بمكة قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا إبراهيم بن زياد سبلان قال ثنا عباد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال [ ( أهللنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بالحج مفردا ) ]
قال أبو عبد الله : فهذه الأخبار تصرح بأن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان مفردا وكذلك أخبار جابر بن عبد الله وكلها مخرجة في الصحيح وهذا الأخبار الصحيحة يعارضها ما أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو قال ثنا سعيد بن مسعود قال حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أبي موسى قال : [ قدمت على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو بالبطحاء فقال : بم أهللت ؟ فقلت بإهلال النبي صلى الله عليه و سلم قال : هل سقت من هدي ؟ قلت : لا قال : فطف بالبيت وبين الصفا والمرة ثم حل ] وذكر الحديث
أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة بن قتادة قال : قال عبد الله بن شقيق [ كان عثمان رضي الله عنه ينهى عن المتعة وكان علي رضي الله عنه يأمر بها فقال عثمان لعلي كلمة ثم قال علي : لقد علمت أنا قد تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أجل ولكن كنا خائفين ]
أخبرنا أبو العباس المحبوبي قال ثنا أحمد بن سيار قال حدثنا محمد بن كثير قال ثنا سفيان بن غنيم بن قيس عن سعد بن مالك أنه سمع معاوية ينهى عن المتعة في الحج فقال سعد : [ لقد تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ] وإن معاوية لكافر بالعرش
حدثنا أبو بكر بن إسحاق الإمام قال أخبرنا أحمد بن إبراهيم قال حدثنا ابن بكير قال حدثني الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال : [ تمتع رسول الله صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع بالعمرة إلى الحج الحديث ]
قال أبو عبد الله : وهذه الأخبار كلها مخرجة في الصحيح تصرح بأن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان متمتعا وهذه الأخبار الصحيحة يعارضها [ ما ] أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد الزيادي قال ثنا محمد بن الفرج الأزرق قال حدثنا الحسن بن موسى الأشيب قال ثنا شعبة عن حميد بن هلال قال سمعت مطرفا قال : قال لي عمران بن حسين إني أحدثك حديثا عسى الله أن ينفعك به : [ إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد جمع بين حج وعمرة ثم لم ينه عنه حتى مات ولم ينزل قرآن يحرمه ]
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب قال ثنا إبراهيم بن عبد الله قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حميد عن بكر عن أنس قال : [ سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يلبي بالحج والعمرة جميعا ] قال حميد قال بكر فحدثت بذلك ابن عمر فقال لبى بالحج وحده فلقيت أنسا فحدثته بقول ابن عمر فقال أنس ما تعدونا إلا صبيانا سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : [ لبيك عمرة وحجا ] وقد روى عن ابن عمر وأسماء بنت أبي بكر مثله وهذه الأحاديث تصربح بأن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان قارنا والحجة واحدة والمعارضات صحيحة وقد شفى الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق في الكلام على هذه الأخبار واختار التمتع وكذلك أحمد و إسحاق واختار الشافعي الإفراد واختار أبو حنيفة القران
أصل ثان : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري قال ثنا محمد بن عبيد عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر [ أن عمر قال : يا رسول الله أينام أحدنا وهو جنب ؟ قال : نعم إذا توضأ ]
حدثنا أبو عبد الله الشيباني قال ثنا إبراهيم بن عبد الله قال أخبرنا وهب بن جرير قال أنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة أنها قالت [ كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا كان جنبا وأراد أن يأكل أو ينام توضأ ]
قال أبو عبد الله : هذه الأخبار في هذا صحيحة وهذه الأخبار يعارضها ما أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عتاب العبدي قال ثنا أبو قلابة و محمد بن سليمان قالا ثنا أبو عاصم عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن عائشة رضي الله عنها قالت : [ كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ينام وهو جنب ولا يمس ماء ]
أخبرنا أحمد بن سليمان الفقيه قال ثنا جعفر بن محمد بن شاكر قال ثنا عفان قال ثنا أبو عوانة عن أبي إسحاق عن الأسود قال : [ سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكرت كلاما ثم قالت : فإذى قضى صلاته مال إلى فراشه فإن كان له حاجة إلى أهله ثم نام كهيئته لم يمس ماء ]
قال أبو عبد الله : فهذه الأسانيد صحيحة كلها والخبران يعارض أحدهما الآخر وأخبار المدنيين والكوفيين متفقة على الوضوء وأخبار إسحاق البيعي معرضة لها
أصل ثالث : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا بحر بن نصر قال قرئ على ابن وهب أخبرك مالك بن أنس و الليث بن سعد و يونس بن يزيد و ابن سمعان أن ابن شهاب أخبرهم قال أخبرني أنس بن مالك : [ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ركب فرسا فصرع عنه فجحش شقه الأيمن فصلى صلاة من الصلوات وهو قاعد وصلينا ورائه قعودا فلما انصرف قال : ( إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا صلى قائما فصلوا قياما وإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا قال : ( سمع الله لمن حمده ) فقولو : ( ربنا ولك الحمد ) وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعين ؟ ) ]
قال أبو عبد الله : هذا حديث مخرج في الصحيحين وله شواهد في الصحابة ويعارضه هذا :
حدثنا أبو بكر بن إسحاق قال أخبرنا محمد بن أحمد بن النضر قال حدثنا معاوية بن عمرو قال ثنا زائدة ح وحدثنا محمد بن صالح قال ثنا محمد بن عمرو الحرشي قال ثنا أحمد بن يونس قال ثنا زائدة قال ثنا موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله قال دخلت على عائشة رضي الله عنها فقلت : [ ألا تحدثيني عن مرض رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقالت : بلى ثقل النبي صلى الله عليه و سلم فقال : ( أصلى الناس ؟ قلت : لا ] فذكر الحديث في صلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم خلف أبي بكر رضي الله عنه وخروج النبي صلى الله عليه و سلم وجلوسه إلى جنب أبي بكر قالت فجعل أبو بكر يصلي وهو قائم بصلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو قاعد وذكر الحديث )
قال أبو عبد الله : قد روي صلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم هذه وأمره أبا بكر الصديق رضي الله عنه أن يصلي بالناس جماعة غير عائشة : منهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه والعباس بن عبد المطلب وزيد بن أرقم وعبد الله بن عباس وأبو موسى الأشعري وعبد الله بن زمعة و سالم بن عبيد و أنس بن مالك و عبد الله بن مسعود و عبد الله بن عمر وغيرهم من الصحابة وأكثرها مخرجة في الصحيح وهو آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه و سلم
أصل رابع : حدثنا أبو العابس محمد بن يعقوب قال أخبرنا الربيع بن سليمان قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا مالك عن نافع عن نبيه بن وهب أن عمر بن عبيد الله أراد أن يزوج طلحة بن عمر بنت شيبة بن جبير فأرسل إلى أبان بن عثمان ليحضر ذلك وهو أمير الحاج فقال أبان : سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : [ لا ينكح المحرم ولا ينكح ولا يخطب ]
قال أبو عبد الله : في النهي عن نكاح المحرم باب مخرج أكثرها في الصحيح وتعارضها هذه الأخبار
حدثني علي بن حمشاذ العدل قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال حدثنا علي بن المديني قال ثنا سفيان قال ثنا عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس : [ أن النبي صلى الله عليه و سلم نكح ميمونة وهو محرم ]
قال أبو عبد الله : هكذا روي عن سعيد بن جبير و عطاء بن أبي رباح و طاؤس ابن كيسان و عكرمة مولى ابن عباس و مجاهد بن جبر و عبد الله بن أبي مليكة وغيرهم عن عبد الله بن عباس وكان سعيد بن المسيب ينكر هذا الحديث وقد كان يزيد بن الأصم يروي عن أبي رافع أنه كان يقول : كنت والله الرسول بين رسول الله صلى الله عليه و سلم وميمونة وما تزوجها إلا حلالا وقد خرجت علته في كتاب الإكليل في عمرة القضاء بتفصيله وشرحه حتى لقد شفيت
أصل خامس : أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني قال حدثنا جدي قال ثنا عبد الله بن صالح قال أخبرنا ابن لهيعة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال : قال رسلول الله صلى الله عليه و سلم : [ الحج والعمرة فريضتان واجبتان ] يعارضه حديث الحجاج بن أرطاة :
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال ثنا فهد بن حيان قال ثنا عبد الواحد بن زياد قال ثنا الحجاج بن أرطاة عن محمد بن المنكدر عن جابر [ أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن العمرة أواجبة هي ؟ فقال : لا وأن تعتمر خير لك ]
أصل سادس : حدثنا أبو بكر بن إسحاق و علي بن حمشاذ و جعفر بن محمد الخلدي و عمرو بن محمد العدل و أبو بكر بن بالويه و الحسن بن محمد الأزهري قال الإمام أخبرنا وقالوا حدثنا عبد الله بن أيوب بن زاذان الضرير قال ثنا محمد بن سليمان الذهلي قال ثنا عبد الوارث بن سعيد قال قدمت مكة فوجدت بها أبا حنيفة و ابن أبي ليلى و ابن شبرمة فسألت أبا حنيفة فقلت : ما تقول في رجل باع بيعا وشرط شرطا ؟ قال : البيع باطل والشرط باطل ثم أتيت ابن أبي ليلى فسألته فقال : البيع جائز والشرط باطل ثم أتيت ابن شبرمة فسألته فقال : البيع جائز والشرط جائز فقلت سبحان الله ! ثلاثة من فقهاء العراق اختلفتم علي في مسئلة واحدة ! فأتيت أبا حنيفة فأخبرته فقال : ما أدري ما قالا حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده : أن النبي صلى الله عليه و سلم [ نهى عن بيع وشرط ] البيع باطل والشرط باطل ثم أتيت ابن أبي ليلى فأخبرته فقال : ما أدري ما قالا حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : [ أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أشتري بريرة فأعتقها ] البيع جائز والشرط باطل ثم أتيت ابن شبرمة فأخبرته فقال : ما أدري ما قالا حدثني مسعر بن كدام عن محراب بن دثار عن جابر قال : [ بعت من النبي صلى الله عليه و سلم ناقة وشرط لي حملانها إلى المدينة ] البيع جائز والشرط جائز
قال أبو عبد الله : قد جعلت هذه الأحاديث التي ذكرتها مثالا لحديث كثير يطول شرحها في هذا الكتاب

النوع الثلاثون : معرفة أخبار لا معارض لها
هذا النوع من هذا العلم معرفة الأخبار التي لا معارض لها بوجه من الوجوه
ومثال ذلك ما حدثنا عبد الله محمد بن علي الصنعاني بمكة قال ثنا إسحاق بن إبراهيم بن عبادة قال أنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري قال أخبرني القاسم بن محمد أن عائشة أخبرته [ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل عليها وهي مستترة بقرام فيها صورة تماثيل فتلون وجهه ثم أهوى القرام فهتكه بيده ثم قال : إن أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يشبهون بخلق الله عز و جل ]
قال أبو عبد الله : هذه سنة صحيحة لا معارض لها
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا إبراهيم بن مرزوق قال ثنا وهب بن جرير قال ثنا شعبة عن سماك بن حرب عن مصعب بن سعد عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول ]
قال أبو عبد الله : هذه سنة صحيحة لا معارض لها
أخبرنا أحمد بن سليمان الموصلي قال ثنا علي بن حرب قال ثنا سفيان عن الزهري عن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : [ إذا وضع العشاء وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء ]
قال أبو عبد الله : هذه سنة صحيحة لا معارض لها
أخبرنا حمزة بن العباس العقبي [ ببغداد ] حدثنا محمد بن عيسى المدائني قال حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت : [ جاءت امرأة رفاعة إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقالت : إن رفاعة قد طلقني فأبت طلاقي فتزوجت عبد الرحمن بن الزبير وإنما معه مثل هدبة الثوب فقال : أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة ؟ لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك ] وأبو بكر عند النبي صلى الله عليه و سلم
وخالد بن سعيد ينتظر أن يؤذن له فقال : يا أبا بكر ألا تسمع ما تجهر به عند رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟
قال أبو عبد الله : هذه سنة صحيحة لا معارض لها
حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو قال ثنا الفضل بن عبد الجبار قال ثنا النضر بن شميل قال أخبرنا ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ لا شغار في الإسلام ]
قال أبو عبد الله : هذه سنة صحيحة لا معارض لها وقد صنف عثمان بن سعيد الدرامي فيه كتابا كبيرا pl ] أحمأح
النوع الحادي والثلاثون : معرفة زيادة ألفاظ فقهية
هذا النوع من هذه العلوم معرفة زيادات ألفاظ فقهية في أحاديث ينفرد بالزيادة راو واحد وهذا مما يعز وجوده ويقل في أهل الصنعة من يحفظه وقد كان أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري الفقيه ببغداد يذكر ذلك و أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني بخرسان وبعدهما شيخنا أبو الوليد رضي الله عنهم أجمعين
ومثال هذا النوع ما حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك قال حدثنا الحسن بن مكرم قال ثنا عثمان بن عمر قال ثنا مالك بن مغول عن الوليد بن العيزار عن أبي عمرو الشيباني عن عبد الله بن مسعود قال : [ سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم : أي العمل أفضل ؟ قال الصلاة في أول وقتها قلت : ثم أي ؟ قال : الجهاد في سبيل الله قلت : ثم أي ؟ قال : بر الوالدين ]
قال أبو عبد الله : هذا حديث صحيح محفوظ رواه جماعة من أئمة المسلمين عن مالك بن مغول وكذلك عن عثمان بن عمر فلم يذكر أول الوقت فيه غير بندار بن بشار و الحسن بن مكرم وهما ثقتان [ فقيهان ]
ومنه ما أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن الطوسي بنيسابور و أبو محمد عبد الله بن محمد الخزاعي بمكة قالا حدثنا أبو يحيى بن أبي مسرة قال ثنا يحيى بن محمد الجاري قال ثنا زكريا بن إبراهيم بن عبد الله بن مطيع عن أبيه عن جده عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ من شرب من إناء ذهب أو فضة أو في إناء فيه شيء من ذلك فإنما يجري في بطنه نار جهنم ]
قال أبو عبد الله : هذا حديث روي عن أم سلمة وهو مخرج في الصحيح وكذلك روي من غير وجه عن ابن عمر واللفظة [ أو إناء فيه شيء من ذلك ] لم نكتبها إلا بهذا الإسناد
ومنه ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا محمد بن الجهم السمري قال حدثنا نصر بن حماد قال أخبرنا أبو معشر عن نافع عن ابن عمر قال : [ أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نخرج صدقة الفطر عن كل صغير وكبير حر أو عبد صاعا من تمر أو صاعا من زبيب أو صاعا من شعير أو صاعا من قمح وكان يأمرنا أن نخرجها قبل الصلاة وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقسمها قبل أن ننصرف من المصلى ويقول أغنوهم من طواف هذا اليوم ]
قال أبو عبد الله : هذا حديث رواه جماعة من أئمة الحديث عن نافع فلم يذكروا صاع القمح فيه إلا حديث عن سعيد بن عبد الرحمن الجمحي يتفرد بن عن عبيد الله بن عمر عن نافع
ومنه ما حدثنا أبو بكر بن إسحاق الإمام قال أخبرنا أبو مسلم قال حدثنا عبد الله بن رجاء قال ثنا همام عن محمد بن جابر عن قيس بن طلق عن أبيه [ أنه سأل النبي صلى الله عليه و سلم أو سأله رجل فقال بينا أنا في الصلاة ذهبت أحك فخذي فأصابت يدي ذكري فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : هل هو إلا بضعة منك ]
قال أبو عبد الله : هذا حديث رواه جماعة من التابعين وغيرهم عن محمد بن جابر فلم يذكر الزيادة في حك الفخذ غير عبد الله بن رجاء عن همام [ بن يحيى ] وهما ثقتان
ومنه ما حدثني أبو الحسن أحمد بن الخضر الشافعي قال حدثنا جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ قال ثنا أحمد بن نصر المقرئ قال ثنا آدم بن أبي إياس العسقلاني قال ثنا عبد الله بن زياد بن سمعان عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج غير تمام ] قال : فقال له رجل : يا أبا هريرة إني أكون أحيانا وراء الإمام قال : اقرأ بها في نفسك يا فارسي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : [ قال الله تبارك وتعالى قسمت هذه السورة بيني وبين عبدي فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد { بسم الله الرحمن الرحيم } قال الله ذكرني عبدي وإذا قال { الحمد لله رب العالمين } قال الله تبارك وتعالى حمدني عبدي وذكر باقي الحديث ]
قال أبو عبد الله : هذا حديث مخرج في الصحيح من حديث العلاء بن عبد الرحمن ولا أعلم أحدا ذكر فيه قراءة { بسم الله الرحمن الرحيم } غير آدم بن أبي إياس عن ابن سمعان
ومنه ما حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه قال أخبرنا الحسن بن علي بن زياد قال ثنا إبراهيم بن موسى الفراء قال ثنا بقية عن الوضين بن عطاء عن محفوظ بن علقمة عن عبد الرحمن بن عائذ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : [ إن السهة وكاء العين فمن نام فليتوضأ ]
قال أبو عبد الله : هذا حديث مروي من غير وجه لم يذكر فيه [ فمن نام فليتوضأ ] غير إبراهيم بن موسى الرازي وهو ثقة مأمون سمعت أبا الحسن محمد بن أحمد بن تميم الحنظلي يقول سمعت أبا إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي يقول قلت لـ أحمد بن حنبل : كتبت عن إبراهيم بن موسى الصغير ؟ قال : لا تقل الصغير وهو كبير هو كبير !
ومنه ما حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد الخطيب بمرو قال ثنا إبراهيم بن العلاء قال حدثنا نصر بن حاجب قال ثنا مسلم بن خالد عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ إذا أقيمت الصلاة فلا صلا إلا المكتوبة قيل : يا رسول الله ولا ركعتي الفجر ؟ قال : ولا ركعتي الفجر ]
قال أبو عبد الله : هذا حديث مخرج في الصحيح من حديث عمرو بن دينار بإسناده إلا الزيادة فيه فإنه يتفرد بها نصر بن حاجب عن مسلم بن خالد ومنه ما سمعت أبا بكر بن إسحاق الإمام يقول حدثني أبو علي الحافظ فسألت أبا علي فحدثني قال ثنا إسحاق بن أحمد بن إسحاق الرقي قال حدثنا أبو يوسف محمد بن أحمد بن الحجاج الرقي قال حدثنا عيسى بن يونس قال ثنا بن جريج عن سليمان بن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قال : [ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها وشاهدي عدل فنكاحها باطل فإن دخل بها فلها المهر وإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له ]
قال أبو عبد الله : هذا حديث محفوظ من حديث ابن جريج عن سليمان بن موسى الأشدق فأما ذكر الشاهدين فيه فإنا لم نكتبه إلا عن أبي علي بهذا الإسناد
ومنه ما أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو قال حدثنا محمد بن عيسى الطرسوسي قال حدثنا سليمان بن حرب قال ثنا حماد بن زيد عن سماك بن عطية عن أيوب عن قلابة عن أنس : أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة إلا الإقامة ( قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة ) فإنه قالها مرتين
قال أبو عبد الله : هذا حديث رواه الناس عن أيوب فلم يذكر الزيادة من تثنية قد قامت الصلاة غير سماك بن عطية البصري وهو ثقة
ومنه ما أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد الداربردي بمرو قال ثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي قال حدثنا القعنبي عن مالك عن حميد عن أنس : [ نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن بيع الثمر حتى تزهي قيل : وما تزهي ؟ قال : يحمر أو يصفر أرأيت أن منع الله الثمرة ؟ فبم يستحل أحدكم مال أخيه ؟ ]
قال أبو عبد الله : هذه الزيادة في هذا الحديث ( [ أرأيت أن منع الله الثمرة عجيبة ] ) فإن مالك بن أنس ينفرد بها ولم يذكرها غير علمي في هذا الخبر وقد قال بعض أئمتنا أنها من قول أنس فسمعت الشيخ أبا بكر بن إسحاق يقول رأيت مالك بن أنس في المنام شيخ أسمر طوال فقلت : أحدثكم حميد الطويل عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : [ أرأيت أن منع الله الثمرة ؟ فبم يستحل أحدكم ثمرة أخيه ؟ قال : نعم ]
النوع الثاني والثلاثون : معرفة مذاهب المحدثين
هذا النوع من هذا العلم معرفة مذاهب المحدثين : قال مالك بن أنس رحمه الله : ولا يؤخذ العلم من صاحب هوى يدعو الناس إلى هواه وقال يحيى بن معين : كان محمد بن مناذر [ الشاعر ] زندقيا يخرج إلى البطحاء فيصطاد العقارب ثم يرسلها على المسلمين في المسجد الحرام وقال : وكان إبراهيم بن أبي يحيى جهميا قدريا
أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي قال حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح السهمي قال ثنا نعيم قال حدثني حاتم الفاخر وكان ثقة قال : سمعت سفيان الثوري يقول إني لأروي الحديث على ثلاثة أوجه : أسمع الحديث من الرجل أتخذه دينا وأسمع الحديث من الرجل أتوقف في حديثه وأسمع الحديث من الرجل لا أعتد بحديثه وأحب معرفة مذهبه
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن الفضل الوراق بمكة قال ثنا محمد بن العقيلي قال ثنا عمر بن محمد الأسدي قال ثنا أبي قال حدثنا مفضل بن صدقة الحنفي قال : شهدت منصور المعتمر وحدث أبان بن تغلب بحديث عن محمد بن علي فيه قرص لـ عثمان فقال ( كذبت كذبت ) وصاح به
قال أبو عبد الله : أبان بن تغلب ثقة مخرج حديثه في الصحيحين وكان قاص الشيعة حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا محمد بن علي الوراق قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : إبراهيم بن طهمان صدوق من أهل خرسان وكان يتكلم في الإرجاء
قال أبو عبد الله : إبراهيم بن طهمان ثقة مخرج حديثه في الصحيح إلا أن مالك بن أنس فمن بعده [ من الأئمة ] أنكروا عليه الإرجاء
حدثنا محمد بن صالح بن هانئ قال ثنا محمد بن إسماعيل بن مهران قال ثنا محمد بن موسى الواسطي قال ثنا المثنى بن معاذ قال ثنا أبي قال : كتبت إلى شعبة وهو ببغداد أسأله عن أبي شيبة القاضي قال فكتب إلي : لا ترو عنه فإنه رجل مذموم في مذهبه وإذا قرأت كتابي فمزقه
حدثنا علي بن حمشاذ العدل قال ثنا محمد بن أحمد بن النضر الأزدي قال ثنا أبو بكر بن عفان قال : خرج ابن عيينة علينا من منزله وكان منزله بقعيقعان فقال : ألا فاحذروا ابن أبي رواد المرجئ لا تجالسوه * واحذروا إبراهيم بن أبي يحيى القدري لا تجالسوه *
أخبرني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه قال ثنا معاذ بن المثنى العنبري قال سألت علي بن المديني عن أبي إسرائيل الملائي فقال : لم يكن حديثه بذاك وكان يذكر عثمان يعني بالسوء
أخبرني جعفر بن محمد بن نصير الخلدي قال ثنا جعفر بن محمد السوسي بمكة قال حدثنا إبراهيم بن يعقوب قال سمعت علي بن الحسين بن واقد يحدث عن أبيه قال : قدمت الكوفة فأتيت السدي فسألته عن تفسير سبعين آية من كتاب الله عز و جل فحدثني فلم أرم مجلسي حتى سمعته يسب أبا بكر وعمر رضي الله عنهما فلم أعد إليه
أخبرني علي بن الفضل الخزاعي قال ثنا عبد الله بن الحسن قال ثنا علي بن المديني قال أخبرني من سمع يزيد بن هارون يقول : سمعت أبا حمزة الثمالي يؤمن بالرجعة
أخبرني أبو علي الحافظ قال أخبرنا علي بن مسلم الإصبهاني قال حدثنا عقيل بن يحيى الإصبهاني قال سمعت أبا داؤد يقول : كان جرير بن حازم إذا قدم قال شعبة : قد جاءكم هذا الحشوي
حدثنا علي بن حمشاذ العدل قال ثنا محمد بن أحمد بن النضر قال وجدت في كتاب جدي معاوية بن عمرو عن أخيه الكرماني بن عمرو قال ثنا منصور بن دينار عن معاوية بن إسحاق بن طلحة عن عمران بن طلحة بن عبيد الله قال : أتيت عليا فلما رآني رحب بي وأدناني وأجلسني معه على مجلسه ثم قال : والله إني لأرجو أن أكون أنا وأبوك ممن قال الله عز و جل : { ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين } فقال الحارث الأعور : الله أجل من ذلك وأعدل قال فقال علي من هم إذن لا أم لك ؟ قال منصور وذكر محمد بن عبد الله إن عليا تناول داوة فحذف بها الأعور ويريد بها وجهه فأخطأه
أخبرنا الحسين بن محمد الصنعاني قال ثنا عبد الله بن محمود بن عبد الرحمن المروزي قال ثنا أحمد بن عبد الله الفرياناني قال ثنا سفيان بن عبد الملك قال سمعت ابن المبارك يقول : أما الحسن بن دينار فكان يرى رأي القدر وكان يحمل كتبه إلى بيوت الناس ويخرجها من يده ثم يحدث وكان لا يحفظ
أخبرنا دعلج بن أحمد السجزي قال ثنا أحمد بن علي الأبار قال حدثنا محمود بن غيلان قال قلت لـ يزيد بن هارون : ما تقول في الحسن بن زياد الؤلؤي ؟ فقال : أو مسلم هو !
أخبرني محمد بن يزيد قال حدثنا إبراهيم بن أبي طالب قال ثنا الحسن بن علي الحلواني قال قلت لـ يزيد بن هارون : هل سمعت في حريز بن عثمان شيئا تنكره عليه من هذا الباب ؟ فقال : إني سألته أن لا يذكر [ شيئا من هذا ] مخافة أن أسمع منه شيئا يضيق علي الرواية عنه فأشد شيء سمعته يقول : ( لنا أميرنا ولكم أميركم ) يعني لنا معاوية ولكم علي قلت لـ يزيد : فأقر بهذا على نفسه ؟ قال : نعم
أخبرني أبو حامد أحمد بن الحسين الخسروجردي بها قال حدثنا عبد الله بن الحارث قال ثنا حوثرة بن أشرش قال رأيت يزيد بن هارون في المنام فقلت له : ما فعل الله بك يا أبا خالد ؟ فقال : أتاني منكر ونكير فقالا : من ربك وما دينك ومن نبيك ؟ فقلت : أتسألني عن ربي ونبيي وديني وأنا يزيد بن هارون وكنت أحدث الناس عن نبيهم سبعين سنة فقالا : صدقت نم نومة العروس فما وجدنا عليك بأسا إلا أنك حدثت عن حريز بن عثمان وكان يبغض عليا أبغضه الله !
أخبرنا خلف بن محمد البخاري قال حدثنا محمد بن حريث البخاري قال حدثنا عمرو بن علي قال سمعت معاذ بن جبل يقول صليت خلف الربيع بن بدر أنا وعمر بن الهيثم الرقاشي فأخبرني أنه أدركته الصلاة معه مرة أخرى قال فصليت فلما سلم قعدت أدعو فقال لعلك ممن يقول اللهم أعصمني فقال معاذ فأعدت تلك الصلاة بعد عشرين سنة
أخبرنا مخلد بن جعفر الباقرحي قال حدثنا الهيثم بن خلف الدوري قال حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا أبو نعيم قال ذكر الحسن بن صالح عند الثوري فقال : ذاك رجل كان يرى السيف على أمة محمد صلى الله عليه و سلم قال أبو عبد الله : الحسن بن صالح ثقة مأمون مخرج حديثه في الصحيح وإنما عنى الثوري رحمه الله أنه كان زيدي المذهب
أخبرنا بكر بن محمد الصيرفي بمرو قال حدثنا أبو يحيى جعفر بن محمد الزعفراني الرازي ببغداد قال حدثنا عبد الرحمن بن عمر الزهري قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول أخبرني عبد الواحد بن زياد قال قلت لزفر بن الهذيل عطلتم حدود الله كلها فقلنا ما حجتكم قلتم ادرؤا الحدود بالشبهات حتى إذا صرتم إلى أعظم الحدود قول النبي صلى الله عليه و سلم : [ لا يقتل مؤمن بكافر ] قلتم يقتل مؤمن بكافر فقبلتم ما نهيتم عنه وتركتم ما أمرتم به
قال عبد الرحمن وحدثني معاذ بن جبل قال كنت عند سوار بن عبد الله فجاء الغلام فقال : زفر بالباب فقال : زفر الرائي لا تأذن له فإنه مبتدع
أخبرني محمد بن إبراهيم الوراق بمكة قال حدثنا محمد بن عمرو بن موسى المكي قال حدثنا محمد بن إسماعيل المكي قال ثنا سعيد بن منصور المكي قال قلبت لـ ابن إدريس : رأيت سالم بن أبي حفصة ؟ قال : رأيته طويل اللحية أحمقها وهو يقول : لبيك لبيك قاتل نعثل لبيك مهلك بني أمية لبيك
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله العماني قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سمعت أبي يقول : سالم الأفطس مرجئ
أخبرنا إبراهيم بن أحمد الوراق قال حدثنا محمد بن شعيب قال سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول : عبد العزيز أبي رواد كان يرى الإرجاء
أخبرنا عبد الله بن إبراهيم الجرجاني قال حدثنا محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري قال : سمعت أبا صالح محمد بن إسماعيل الصراري يقول : بلغنا ونحن بصنعاء عند عبد الرزاق أن أصحابنا يحيى بن معين و أحمد بن حنبل وغيرهما تركوا حديث عبد الرزاق وكرهوه فدخلنا من ذلك غم شديد وقلنا قد أنفقنا ورحلنا وتعبنا وآخر ذلك سقط حديثه فلم أزل في غم من ذلك إلى وقت الحج فخرجت من صنعاء إلى مكة فوافقت بها يحيى بن معين وقلت له : يا أبا زكريا ما الذي بلغنا عنكم في عبد الرزاق ؟ فقال : ما هو ؟ فقلنا : بلغنا أنكم تركتم حديثه ورغبتم عنه فقال : يا أبا صالح لو ارتد عبد الرزاق عن الإسلام ما تركنه حديثه
قال أبو عبد الله : قد ذكرت ما أدى إليه الاجتهاد في الوقت من مذاهب المتقدمين ولم يحتمل الاختصار أكثر منه وفي القلب أن أذكر بمشيئة الله في غير هذا الكتاب مذاهب المحدثين بعد هذه الطبقة من شيوخ شيوخي والله الموفق لذلك بمنه
النوع الثالث والثلاثون : معرفة مذاكرة الحديث والتمييز بها
هذا النوع من هذه العلوم مذاكرة الحديث والتمييز بها والمعرفة عند المذاكرة بين الصدوق وغيره فإن المجازف في المذاكرة يجازف في التحديث ولقد كتبت على جماعة من أصحابنا في المذاكرة أحاديث لم يخرجوا من عهدتها قط وهي مثبتة عندي وكذلك أخبرني أبو علي الحافظ وغيره من مشايخنا أنهم حفظوا على قوم في المذاكرة ما احتجوا بذلك على جرحهم ونسأل الله حسن العواقب والسلامة مما نحن فيه بمنه وطوله
سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري قال حدثنا أبو يحيى الحماني عن الأعمش عن جعفر بن إياس عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال : تذاكروا الحديث فإن الحديث يهيج الحديث أخبرني عبد الحميد بن عبد الرحمن القاضي قال ثنا أبي قال حدثنا عبد الله بن هاشم قال حدثنا وكيع قال ثنا كهمس عن الحسن عن عبد الله بن بريدة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : ( تزاوروا وأكثروا ذكر الحديث فإنكم إن لم تفعلوا يندرس الحديث )
أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد الأصم ببغداد قال ثنا محمد بن عبدالله بن سليمان قال حدثنا ضرار بن صرد قال حدثنا يحيى بن آدم قال ثنا إسرائيل بن عطاء بن السائب عن أبي الأحوط عن عبد الله قال : ( تذاكروا الحديث فإن حياته مذاكرته )
حدثنا أبو بكر بن إسحاق الإمام قال حدثنا إسماعيل بن قتيبة قال ثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن الكلبي عن أبي صالح قال : حدثنا ابن عباس يوما بحديث فلم نحفظه فتذاكرناه بيننا حتى حفظناه
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري قال ثنا أبو يحيى الحماني عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال : ( تذاكروا الحديث فإن ذكر الحديث حياته )
سمعت أبا علي الحافظ يقول سمعت عبدان الأهوازي يقول : ذاكرت عمار بن زربي بحديث بشر بن منصور عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : [ لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ] فما كان إلا بعد أيام حتى حدث عن بشر بن منصور عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : [ احتج آدم وموسى ] وثبت عليه يحدث به كل من دب ودرج فأتيته فقلت له : يا كذاب من أين لك عبيد الله عن نافع عن ابن عمر [ احتج آدم وموسى ] ؟ وإنما ذكرت لك : [ لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ]
قال أبو عبد الله : قلت للـ قاضي أبي بكر محمد بن عمر بن الجعابي : من يروي عن سنان بن أبي سنان غير الزهري ؟ فقال : لا نعلم له روايا غير الزهري ثم قال : اللهم إلا أني أظن أن أبا طوالة القاضي حدث عنه بشيء ولم يكن عندي إذ ذلك أن أبا طوالة عنده عنه فوجدت من حديث قتيبة الدراوردي عن أبي طوالة عن سنان حرفا فكتبت به إليه فأعجبه ذلك
سمعت عمر بن جعفر البصري يقول دخلت الكوفة سنة من السنين وأنا أريد الحج فالتقيت بـ أبي العباس بن عقدة وبت عنده تلك الليلة فأخذ يذاكرني بشيء لا أهتدي إليه فقلت : يا أبا العباس أيش عند أيوب السختياني عن الحسن ؟ فذكر حديثين فقلت : تحفظ عن أيوب عن الحسن عن أبي برزة أن رجلا أغلظ لأبي بكر ؟ فقال عمر ؟ يا خليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم دعني فأضرب عنقه فقال : مه يا عمر ما كانت لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم فبقي وكبرت وسكت فقال : لا أو تذكر لي سماعك فيه ؟ فقلت : حدثنا عبدان قال ثنا محمد بن عبيد بن حسان قال حدثنا سفيان بن موسى عن أيوب سمعت علي بن عمر الحافظ يقول : ذكر لبعض أصحابنا ممن ادعى الحفظ ونحن بمصر حديث لـ سفيان بن موسى عن أيوب فقال : هذا خطأ إنما هو سفيان بن عيينة عن موسى بن عقبة و أيوب قال : ولم يعرف سفيان بن موسى البصري وهو ثقة مأمون
سمعت أحمد بن الخضر الشافعي غير مرة يقول قدم علينا أبو علي عبد الله بن محمد بن علي الحافظ البلخي حاجا فعجز أهل بلدنا عن مذاكرته لحفظه فاجتمع معه جعفر بن أحمد الحافظ فذاكر لبيك حجة وعمرة معا فقال جعفر : تحفظ عن سليمان التيمي عن أنس ؟ فبقي أبو علي فقال جعفر حدثناه يحيى بن حبيب بن عربي قال ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن أنس فقطع المجلس بذلك
قال أبو عبد الله : وجدت أبا علي [ الحافظ ] سئ الرأي في أبي القاسم اللخمي فسألته عن السبب فيه فقال : اجتمعنا على باب أبي حنيفة فذكرنا طرق أمرت أن أسجد على سبع أعضاء فقلت له : تحفظ عن شعبة عن عبد الملك بن ميسرة الزراد عن طاؤس عن ابن عباس ؟ فقال : بلى غندر و ابن أبي عدي فقلت : من عنهما ؟ فقال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه عنهما فاتهمته إذ ذاك ثم قال أبو علي : ما حدث به غير عثمان بن عمر فحدثني أبو علي [ الحافظ ] قال أخبرنا علي بن سلم الإصبهاني قال حدثنا صالح بن محمد بن يحيى بن سعيد قال حدثنا عثمان بن عمر قال ثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة عن طاؤس عن ابن عباس
سألت أبا محمد الحسن بن محمد بن صالح السبيعي الحافظ عن حديث إسماعيل بن رجاء عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس فقال : لهذا الحديث قصة تدل على عوار من لا يصدق في المذاكرة قرأ علينا عبد الله بن محمد بن ناجية مسند فاطمة بنت قيس سنة ثلاث مائة ( 300 ) هـ فدخلت على أبي بكر الباغندي عند منصرفي من مجلس ابن ناجية فسألني : من أين جئت ؟ قلت : من مجلس ابن ناجية قال : وأيش قرأ عليكم اليوم ؟ فقلت : أحاديث الشعبي عن فاطمة بن قيس فقال : من لكم عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي عن الشعبي ؟ فنظرت في الجزء فلم أجد فقال : أكتب ( ذكر أبو بكر بن أبي شيبة ) فقلت : عن من ؟ فمنعته عن التدليس وطالبته بالسماع فقال حدثني محمد بن عبيدة الحافظ قال حدثني محمد بن المعلى الأثرم قال حدثني أبو بكر بن أبي شيبة قال أخبرنا محمد بن بشر العبدي عن مالك بن مغول عن إسماعيل بن رجاء عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس عن النبي صلى الله عليه و سلم قصة الطلاق والسكنى والنفقة ثم انصرفت إلى خلب وكان عندنا بحلب بغدادي يحفظ يعرف بـ ابن سهل فذكرت له هذا الحديث فخرج إلى الكوفة وذاكر أبا العباس بن سعيد به فقال أبو العباس : ليس عند إسماعيل بن رجاء عن الشعبي قال ثم وجد أبو العباس لـ إسماعيل بن رجاء عن الشعبي فقال لي : قد وجدت عن إسماعيل بن رجاء عن الشعبي حرفين قال السبيعي : فكتب ابن عقدة هذا الحديث عن ابن سهل عني عن الباغندي قال السبيعي : فاجتمعت مع فلان وسمى شيخا من أكابر حفاظ الحديث بحلب سنة ست عشرة وثلاث مائة ( 316 ) هـ فذاكرته به في جملة أبواب ذكرناها فلم يعرفه ثم اجتمعنا بالرملة فذاكرته به فلم يعرفه ثم اجتمعنا بعد ذلك بسنين بدمشق فاستعادني إسناده تعجبا ولم يعرفه ثم اجتمعنا ببغداد بعد ذلك بسنين وذكرنا هذا الباب فقال لي : حدثنا أبو القاسم علي بن إسماعيل الصفار قال ثنا أبو بكر الأثرم قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ولم يعلم أن هذا الأثرم غير ذلك قال السبيعي : فذكرت قصتي لفلان المفيد وأتى عليه سنون فحدث بالحديث عن الباغندي وحكى أنه دخل الكوفة وأن أبا العباس بن سعيد سأله عنه فذكر القصة كما وقع لي أضافها إلى نفسه ثم قال السبيعي : المذاكرة تكشف عن مثل هذا وقال لي السبيعي : تذكر هذا الباب ؟ فقلت : عن قرة بن خالد عن سيار عن الشعبي فقال حدثنا عن يحيى بن حكيم عن خالد بن الحارث عن قرة ثم قتال لي : أتحفظ عن سعد الكاتب عن الشعبي ؟ قلت : لا فقال : حدثنا عن نصر بن علي عن عبد الله بن داؤد الخريبي قال ثنا سعد الكاتب عن الشعبي قلت : ابن ناجية حدثكم ؟ قال : لا أدري فقال أبو الحسن الدارقطني : نعم ابن ناجية حدثهم به و السبيعي ساكت قلت له : عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت عن الشعبي ؟ فقال : لا أعرفه ثم قال لي : تعرف عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أوحي إلى محمد صلى الله عليه و سلم في يحيى بن زكرياء ؟ فقلت : حدثناه عن الشافعي عن المسمعي عن أبي نعيم فقال : المسمعي لا يذكر حدثنا عن حميد بن الربيع الخراز قال ثنا أبو نعيم قلت : وقد تكلم في حميد فقال حدثني محمد بن إبراهيم بن جابر الفقيه قال حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سألت أبي عن حميد بن الربيع فقال : دعوا المسكين وعن ماذا يسئل من أمره ثم قال السبيعي : تحفظ عن خالد الحذاء عن رجل عن الشعبي ؟ قلت : لا قال : حدثنا عن محمد بن يحيى القطعي قال حدثنا عبد الأعلى عن خالد فقال له أبو الحسن : ماكتبته في الدنيا إلا عنك عن ابن ناجية
هذا مجلس كبير مكتوب عندي ولي معه مجالس على هذا النحو
قال الحاكم أبو عبد الله : حضرت مجلس أبي الحسين القنطري في محلته ببغداد وحضره أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان و أبو الحسين بن العطار و أبو بكر القطيعي و الحسن بن علان وغيرهم فلما فرغنا من القراءة ذكرنا طرق الغار فدخل الشيخ يذكر معنا فقال حدثنا أبو قلابة عن أبي عاصم عن ابن جريج عن موسى بن عقبة وما ذكر غير هذا فلما بلغنا آخر الباب قال ثنا الشيخ : عندكم عن جويرية بن أسماء عن نافع ؟ فقلنا : لا فقال حدثناه معاذ بن المثنى قال حدثني ابن أخي جويرية عن جويرية فكتبنا بأجمعنا الحديث وأنا أشهد بالله أنه واهم فيه
سمعت أبا سعيد عمرو بن محمد بن منصور يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول لما دخلت بخارا ففي أول مجلس حضرت مجلس الأمير إسماعيل بن أحمد في جماعة من أهل العلم فذكرت بحضرته أحاديث فقال الأمير حدثنا أبي قال ثنا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ أمتي أمة مرحومة ] الحديث فقلت : أيد الله الأمير ما حدث بهذا الحديث أنس ولا حميد ولا يزيد بن هارون فسكت وقال : كيف ؟ قلت : هذا حديث أبي موسى الأشعري ومداره عليه فلما قمنا من المجلس قال لي أبو علي صالح بن محمد البغدادي : يا أبا بكر جزاك الله خيرا فإنه قد ذكر لنا هذا الإسناد غير مرة ولم يجسر واحد منا أن يرده عليه
قال أبو عبد الله : وإنما أراد الأمير إسماعيل رحمه الله حديث يزيد بن هارون عن المسعودي عن سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه عن جده
النوع الرابع والثلاثون : معرفة التصحيفات في المتون
هذا النوع من معرفة التصفيحات في المتون فقد زلق فيه جماعة من أئمة الحديث
سمعت أبا زكريا العنبري يقول سمعت أبي يقول حدث محمد بن يحيى بحديث علي أنه كان رجلا غبينا فقال : كان علي رجلا عنينا ثم قال استغفر الله إن الجواد يعثر كان علي رجلا غبينا
سمعت أبا العباس أحمد بن محمد الوراق يقول سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي يقول سمعت أبي يقول لـ أبي زرعة حفظه الله أخانا صالح بن محمد البغدادي لا يزال يضحكنا شاهدا وغائبا كتب إلي يذكر أنه لما مات محمد بن يحيى الذهلي أجلس للتحديث شيخ لهم يعرف بمحمش فحدث أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : [ يا أبا عمير ما فعل البعير ؟ ] وأن النبي صلى الله عليه و سلم قال : [ لا تصحب الملائكة رفقة فيها خرس ]
سمعت الشيخ أبا بكر بن إسحاق يقول كنا عند شيخ بواسط كان ابنه يلقنه فقال الإبن : حدثكم مسلم بن إبراهيم ؟ فقال حدثنا مسلم بن إبراهيم قال ثنا هشام و شعبة عن قتادة عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ البراق في المسجد ] قال الشيخ أبو بكر فلما تلقن الشيخ ( البراق ) قلت حنطه قال الشيخ حنطه
قال أبو عبد الله : وقد بلغني أن شيخنا أبا بكر الشافعي قرأ عليهم عن إبراهيم تصحيف أصحاب الحديث
سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن محمد الدروي يقول سمعت يحيى بن معين يقول في حديث أبي إسحاق عن علي أنهم تذاكروا العزل عند عمر فقال : لا تكون نسمة حتى تمر على التارات قيل لـ يحيى : إنهم يقولون على الترائب قال : لا هو التارات
سمعت أبا أحمد محمد بن علي الزراري يقول حضرت مجلس الإمام أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة و أبو النضر يقرأ عليه كتاب المختصر للـ مزني فقال : وتوضأ عمر [ من ماء ] في حر نصرانية فضحك الناس فقال أبو بكر لا تخجل يا بني فإن سمعت المزني يقول سمعت الشافعي يقول ما ضحك من خطأ رجل إلا ثبت صوابه في قلبه
سمعت أحمد بن يحيى الذهلي يقول سمعت محمد بن عبدوس المقرئ يقول : قصدنا شيخنا لنسمع منه وكان في كتابه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : [ ادهنوا غبا ] فقال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم [ اذهبوا عنا ]
حدثنا أبو بكر بن إسحاق الإمام قال حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن الوليد قال حدثنا صفوان بن صالح قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ إن لله تسعة وتسعين اسما ] وذكر فيه الأسامي وفيه ( الحفيظ المقيت )
* قال أبو عبد الله : وهكذا أخرجه أبو بكر بن خزيمة في المأثور ( المقيت ) * فحدثنا أبو زكريا العنبري قال ثنا أبو عبد الله البوشنجي قال حدثنا موسى بن أيوب النصيبي قال حدثنا الوليد بن مسلم فذكر الحديث بنحوه وقال : ( الحفيظ المغيث ) سمعت أبا زكريا العنبري يقول سمعت أبا عبد الله البوشنجي يقول : المحفوظ ( المغيث ) ومن قال ( المقيت ) فقد صحف أخبرني أبو بكر بن إسحاق الإمام قال أخبرنا صالح بن مقاتل بن صالح قال حدثني أبي قال ثنا محمد بن الزبرقان عن نضر بن طريف عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس : [ أن محرما وقصت به راحلته فطرحته عنها فمات فأمرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يغسلوه بالماء والسدر وأن يكفنوه في ثوبيه ولا تخمروا رجهه فإنه يبعث يوم القيامة يلبي ]
قال أبو عبد الله : ذكر الوجه تصحيف من الرواة لإجماع الثقات الأثبات من أصحاب عمرو بن دينار عى روايته عنه ولا ( تغطوا رأسه ) وهو المحفوظ
حدثني حامد بن محمد الصوفي قال : سمعت محمد بن علي المذكر وحدث بحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : [ زرعنا تزداد حنا ] ثم قصة قصة طويلة أن قوما ما كانوا يودون عشر غلاتهم ولا يتصدقون فصارت زروعهم كلها حنا بدل الإتيان وما يشبه هذا من الكلام
سمعت أبا منصور بن أبي محمد الفقيه يقول كنت بعدن اليمن يوما وأعرابي يذاكرنا فقال : [ كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا صلى نصب بين يديه شاة ] فأنكرت ذلك عليه فجاء بجزء فيه : [ كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا صلى نصب بين يديه عنزة ] فقال : أبصر [ كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا صلى نصب بين يديه عنزة ] فقلت : أخطأت إنما هو عنزة أي عصا
قال أبو عبد الله : فقد ذكرت مثالا يستدل به على تصحيفات كثيرة في المتون صحفها قوم لم يكن الحديث بيشقهم كما قال عبد الله بن المبارك رحمه الله
النوع الخامس والثلاثون : معرفة تصحيفات المحدثين في الأسانيد
هذا النوع من هذه العلوم معرفة تصحيفات المحدثين في الأسانيد أخبرنا أبو بكر بن أحمد بن بالويه قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن مالك بن عرفطة عن عبد خير عن عائشة رضي الله عنها قال : [ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم : نهى عن الدباء والمزفت ]
قال أحمد بن حنبل رحمه الله صحف شعبة فيه إنما هو خالد بن علقمة
قال أبو عبد الله : والدليل على صحة قول أحمد رحمه الله أن زائدة بن قدامة و أبا عوانة و شريك بن عبد الله رووا عن خالد بن علقمة عن خير بنحوه
أخبرنا أبو العباس المحبوبي [ بمرو ] قال ثنا سعيد بن مسعود قال حدثنا النضر بن شميل قال أخبرنا شعبة قال أخبرنا عمرو بن دينار عن طاؤس عن ابن المندلي أو ابن أبي المندلي قال فذكرته لـ أيواب فقال : هو حجر المندلي عن زيد بن ثابت قال : [ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : العمرى للوارث ]
قال أبو عبد الله : وهذا مما وهم فيه شعبة وصحف في الأقاويل الثلاثة إنما هو حجر بن قيس المدري هكذا رواه ابن جريج و الأوزاعي و الثوري وجماعة عن عمرو بن دينار وقد صحف قتادة في هذا الإسم تصحيفا أعجب من هذا : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عمرويه الصفار ببغداد قال حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال ثنا هدبة بن خالد قال ثنا حماد بن الجعد قال سئل قتادة وأنا شاهد عن العمري فقال حدثني عمرو بن دينار عن طاؤس عن المحجور بن حجر البدري عن زيد بن ثابت قال : [ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قضى في العمرى أنه جائز ]
أخبرني أبو علي الحافظ قال أخبرنا يحيى بن علي بن محمد الحلبي بحلب قال ثنا جدي محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة قال ثنا محمد بن الحسن الشيباني قال حدثنا أبو حنيفة عن محمد بن شهاب الزهري عن سبرة بن الربيع الجهني عن أبيه أن : [ رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن متعة النساء يوم فتح مكة ]
سمعت أبا علي يقول صحف فيه أبو حنيفة لإجماع أصحاب الزهري على روايته عنه عن الربيع بن سبرة عن أبيه
سمعت أبا الحسن محمد بن موسى المقرئ يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول سمعت المزني يقول سمعت الشافعي يقول : صحف مالك في عمر بن عثمان وإنما هو عمرو بن عثمان وفي جابر بن عتيك وإنما هو جبر بن عتيك وفي عبد العزيز بن قرير وإنما هو عبد الملك بن قريب
قال أبو عبد الله : قوله رحمه الله في عبد العزيز وهم فإنه عبد العزيز بن قرير بلا شك وليس بـ بعبد الملك بن قريب فإن مالكا لا يروي عن الأصمعي و عبد العزيز هذا قد روى عنه غير مالك
حدثني عمرو بن جعفر البصري قال حدثنا عبدان قال حدثنا معمر بن سهل قال ثنا عامر بن مدرك عن الحسن بن صالح عن أكيل عن ابن أبي نعم عن المغيرة بن شعبة : [ أن النبي صلى الله عليه و سلم توضأ ومسح على الخفين ]
قال أبو عبد الله : صحف الأهوازيون في أكيل وإنما يرويه الحسن بن صالح عن بكير بن عامر البجلي عن ابن أبي نعم فكان الراوي أخذه إملاء سمع بكير فتوهمه أكليلا حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا الحسن بن علي بن عفان [ العامري ] قال ثنا يحيى بن فصيل قال ثنا الحسن بن صالح عن بكير عن ابن أبي نعم وذكره
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار قال حدثنا أحمد بن عصام قال ثنا أبو بكر الحنفي قال ثنا سفيان بن سعيد عن ابن ليلى عن عبد الله بن عبد الله عن جده عن علي أنه كان يتعشى ثم يلتف في ثيابه فينام قبل أن يصلي العشاء
قال أبو عبد الله : صحف أبو بكر الحنفي في إسناده عن عبد الله بن عبد الله عن جده وإنما هو عن عبد الله بن عبد الله عن جدته أسيلة هكذا رواه عبد الرحمن بن مهدي و الحسين بن حفص و عبد الله بن الوليد العدني عن الثوري
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أبو عتبة قال حدثنا بقية قال ثنا شعبة عن قتادة عن أبي أيوب العتكي عن صفية بن حيي [ أنها دخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم أو دخل عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم في يوم جمعة وهي صائمة فقال لها : صمت أمس ؟ قالت : لا قال : فتصومين غدا ؟ قالت : لا قال فأفطري ]
قال أبو عبد الله : صحف بقية بن الوليد في ذكر صفية ولم يتابع عليه والحديث عند يحيى بن سعيد و غندر والناس عن شعبة عن قتادة عن أبي أيوب العتكي عن جويرية بنت الحارث عن النبي صلى الله عليه و سلم ونحوه
سمعت أحمد بن يحيى الذهلي يقول سمعت محمد بن عبدوس المقرئ يقول سمعت بعض مشايخنا يقول قرأ علينا شيخ ببغداد عن سفيان الثوري عن جلد الجدا عن الجسر
قال أبو عبد الله : وقد كان بعض المتفقهة يسمع معنا فيعارض فقال في المعارضة عن رقبة بن مشقلة فبقيت عليه ولقب برقبة
قال أبو عبد الله : قد جعلت هذه الأحاديث التي ذكرتها مثالا لتصحيفات كثيرة أحث به المتعلم على معرفة أسامي رواة الحديث والله الموفق لذلك
النوع السادس والثلاثون : معرفة الأخوة والأخوات من الصحابة والتابعين
وأتباعهم
هذا النوع من هذا العلم معرفة الإخوة والأخوات من الصحابة والتابعين وأتباعهم وإلى عصرنا هذا وهو علم برأسه عزيز وقد صنف أبو العباس السراج رحمه الله فيه كتابا لكني أجهد أن أذكره في هذا الموضع بعد الصدر الأول والثاني ما يستفاد فنبدأ فيه بقوم سمعوا من رسول الله صلى الله عليه و سلم وسمع أولادهم منه إلا الذي له ولد واحد فإنه لا يدخل في ذكر الإخوة
فمنهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه وعائشة وأسماء رضي الله عنهما وعبد الرحمن وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما وعبد الله بن عمر وحفصة بنت عمر وليس لعثمان رضي الله عنهما ولد سمع من رسول الله صلى الله عليه و سلم وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه والحسن والحسين رضي الله عنهما والعباس بن عبد المطلب والفضل وعبد الله وأبو سلمة بن عبد الأسد وعمر بن أبي سلمة وزينب بنت أبي سلمة وسعد بن عبادة وقيس بن سعد وسعيد بن سعد
والجنس الثاني من الصحابة : علي وجعفر وعقيل إخوة عمر بن الخطاب وزيد أخوان هذا الجنس يكثر ذكره
ومن الإخوة في التابعين : محمد بن علي الباقر وعبد الله بن علي وزيد بن علي وعمر بن على إخوة تابعيون
سالم و عبد الله و حمزة و عبيد الله و زيد و واقد و عبد الرحمن ولد عبد الله بن عمر بن الخطاب كلهم تابعيون
أبان و عمرو و سعيد ولد عثمان بن عفان كلهم تابعيون
عبد الله و مصعب و عروة ولد الزبير تابعيون
يحيى و موسى و عمران و عيسى وعائشة ولد طلحة بن عبيد الله تابعيون
إبراهيم و حميد و مصعب و أبو سلمة ولد عبد الرحمن بن عوف تابعيون
مصعب و عامر و محمد و إبراهيم و عمر و يحيى و إسحاق و عائشة ولد سعد بن أبي وقاص تابعيون
كثير و تمام و قثم ولد العباس بن عبد المطلب تابعيون
عبيد الله و عتبة و عون و ناجية و عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي تابعيون
محمد و أنيس و يحيى و معبد و حفصة و كريمة ولد سيرين تابعيون
النضر و موسى و أبو بكر و عبد الله و عبيدالله و عمر بنوأنس بن مالك تابعيون
عروة و حمزة و العقار و يعفور بنو المغيرة بن شعبة تابعيون
عبد الرحمن و مسلم و عبد العزيز و يزيد و عبيد الله بنوا أبي بكرة تابعيون
عطاء و سليمان و عبد الله و إسحاق و موسى و عبد الرحمن بنو يسار تابعيون
سالم و زياد و عبيد بنو أبي الجعد تابعيون
وفي التابعين جماعة من الأئمة المشهورين إخوان فمنهم محمد و عبد الله ابنا مسلم بن شهاب الزهري محمد و نافع ابنا جبير بن مطعم عبد الرحمن و أبو عبيدة ابنا عبد الله بن مسعود و النعمان و سويد ابنا مقرن المزني و الحسن و سعيد ابنا أبي الحسن يحيى و سعد و عبد ربه بنو سعيد بن قيس النجاري سعيد و عبد الله ابنا عبد الرحمن بن أبزى
وهب و همام ابنا منبه محمد و أبو بكر ابنا منكدر بن عبد الله بن الهدير علقمة و عبد الجبار ابنا وائل بن حجر الأسود و عبد الرحمن ابنا يزيد النخعي زيد و خالد ابنا أسلم العدوي عبد الله و سليمان ابنا بريدة بعجة و معاذ ابنا عبد الله بن بدر مطرف و يزيد ابنا عبد الله بن الشخير هذيل و أرقم ابنا شرحبيل عاصم و عبد
الله ابنا ضمرة السلولي محمد و المغيرة ابنا المنتشر
قال أبو عبد الله : فهذا الذي ذكرته من الصحابة والتابعين مثال لجماعة لم أذكرهم سألت أبا بكر بن أبي درام الحافظ بالكوفة عن ولد سوقة بن سعيد البجلي فقال : خمسة منهم حدثوا وخرج حديثهم : محمد بن سوقة و عبد الله بن سوقة و عبد الرحمن بن سوقة و زياد بن سوقة و سعيد بن سوقة
سمعت أبا بكر محمد بن عمر الجعابي الحافظ يقول بنوا أخ ثلاثة هم أكبر من عمومتهم : علقمة بن قيس بن يزيد أبو شبل أكبر من عمه الأسود بن يزيد و عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى أكبر من عمه محمد بن عبد الرحمن و عمارة بن القعقاع بن شبرمة أكبر من عمه عبد الله بن شبرمة
ومن أتباع التابعين :
سمعت أبا عبد الرحمن محمد بن مأمون الحافظ بمرو يقول عزرة بن ثابت و ومحمد بن ثابت و علي بن ثابت إخوة أبوهم ثابت بن أبي زيد الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد حدثوا عن آخرهم
سمعت أبا عبد الرحمن يقول عبد العزيز بن أبي رواد و جبلة بن أبي رواد و عثمان بن أبي رواد إخوة ثلاثة حدثوا عن آخرهم وأعقبوا جماعة من المحدثين و أبو رواد سمه ميمون
و أبو حفصة بن عمارة بن أبي حفصة و ثابت وهما أخوان حدثنا جميعا
سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ غير مرة يقول آدم بن عيينة و عمران بن عيينة و محمد بن عيينة و سفيان بن عيينة و إبراهيم بن عيينة حدثوا عن آخرهم
سمعت أبا علي يقول بكير بن عبد الله بن الأشج و يعقوب بن عبد الله بن الأشج و عمر بن عبد الله بن الأشج إخوة
سمعت أحمد بن العباس المقرئ غير مرة يقول سمعت أحمد بن موسى بن مجاهد يقول أبا سفيان بن العلاء و أبو عمرو بن العلاء و أبو حفص بن العلاء و ومعاذ بن العلاء سنبس بن العلاء بن الريان إخوة
سمعت أبا بكر بن أبي درام يقول جامع بن أبي راشد و الربيع بن أبي راشد و ربيح بن أبي راشد إخوة
سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ يقول عبد الملك بن أعين و حمران بن أعين و زرارة بن أعين إخوة
قال أبو عبد الله : ومما يستفاد في الأخوين من أتباع التابعين
عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن قسيط و يزيد بن يزيد بن عبد الله بن قسيط قد روى الواقدي عنهما
إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذئب قد حدث فأما محمد بن عبد الرحمن فمشهور
إسماعيل بن إبراهيم بن علية و ربعى بن إبراهيم بن علية
مسحاج بن موسى و سماك بن موسى الضبيان
قال أبو عبد الله : قد ذكرت من الإخوة في بلدان المسلمين بعض ما يستفاد وفيه ما يستغرب ويعز وجوده في كتب المتقدمين فإني أخذت أكثره لفظا عن أئمة الحديث في بلدي وأسفاري وأنا ذاكر بمشيئة الله تعالى ما لا أحسب ذكره غيري من الإخوة في علماء نيسابور
ذكر الإخوة من علماء نيسابور على غير ترتيب وتقديم وتأخير :
حفص بن عبد الرحمن و عبد الله بن عبد الرحمن و مت بن عبد الرحمن وقد حدثوا وأفتوا وأقرؤا
سهل بن عمار و محمد بن عمار و أسد بن عمار العتكيون حدث عنهم تلميذهم العباس بن حمزة
الحكم بن حبيب و عبد الوهاب بن حبيب و عبد الله بن حبيب العبديون
مبشر بن عبد الله بن رزين و عمر بن عبد الله بن رزين و مسعود بن عبد الله بن رزين القهندزيون حدثوا عن أتباع التابعين
يحيى بن صبحي و عبد الله بن صبيح حدث عنهما أتباع التابعين وخطتهما عندنا مشهورة و لـ يحيى عندنا حرف في القراءات
الحسين بن عبيد الله و محمد بن عبيد الله و عبد الله بن عبيد الله بنو الترك سمع الحسن من سفيان الثوري و محمد من أبيه
رجاء و ومحمد و عبد الخالق بنوا إبراهيم بن طهمان حدثوا عن أبيهم
سعيد بن الصباح و إسحاق بن الصباح و يحبى بن الصباح لهم عندنا أعقاب وخطة مشهورة وقد حدثوا عن أتبابع التابعين
بشار بن قيراط و حماد بن قيراط و عثمان بن قيراط حدثوا عن آخرهم عن أتباع التابعين وخطتهم سكة البلخيين
بشر بن القاسم و مبشر بن القاسم حدثنا عن أتباع التابعين ولـ بشر رحلة إلى مصر وسماع من ابن لهيعة وبالمدينة من مالك وغيره ولهما عندنا أعقاب وقد حدثنا
سلمة بن الجارود بن يزيد و علي بن الجارود حدثنا والسكة الخطة منسوبتان إلى أبيهما
الحسين بن الضحاك و عبد الوهاب بن الضحاك سمعاعهما من أتباع التابعين وهما قرشيان خطتهما باغ الرازيين
أحمد بن حرب العابد و زكريا بن حرب و الحسين بن حرب حدثوا عن آخرهم و أحمد أورعهم و الحسين أفقههم و زكريا أيسرهم وخطتهم التي فيها أعقابهم مشهورة
الحسن و الحسين و سهل بنو بشر بن القاسم فقهاء قضاة حدثوا عن آخرهم
أحمد و محمد ابنا النضر بن عبد الوهاب روى عنهما محمد بن إسماعيل البخاري
محمد و أحمد ابنا عبد الوهاب بن حبيب العبدي حدثا جميعا و محمد إمام
إبراهيم و إسماعيل و محمد بنو إسحاق بن إبراهيم الثقفي حدثا إبراهيم و إسماعيل ببغداد و محمد أبو العباس السراج محدث بلدنا وقد حدثن أخويه وحدثا عنه
النوع السابع والثلاثون : معرفة الصحابة والتابعين لكل منهم إلا راو واحد
هذا النوع من هذه العلوم معرفة جماعة من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين ليس لكل واحد منهم إلا راو واحد
مثال ذلك في الصحابة ما حدثنا أبو أحمد بكر بن محمد الصيرافي بمرو قال حدثنا عبد الصمد بن الفضل البلخي قال حدثنا مكي بن إبراهيم قال حدثنا داؤد بن يزيد الأودي عن عامر عن هرم بن خنبش قال : [ كنت عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتته امرأة فقالت : يا رسول الله أي الشهر أعتمر ؟ قال اعتمري في رمضان فإن عمرة في رمضان تعدل حجة ]
قال أبو عبد الله : هرم بن خنبش صحابي لم يرو عنه غير عامر بن شراحيل الشعبي وكذلك عامر بن شهر و عروة بن مضرس و محمد بن صفوان الأنصاري لم يرو عنه غير الشعبي
أخبرنا الحسن بن يعقوب العدل قال حدثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء قال أخبرنا جعفر بن عون قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال حدثني دكين بن سعيد المزني قال : [ أتيت النبي صلى الله عليه و سلم في ركب من مزينة فقال لعمر : انطلق فجهزهم فانطلق معنا فأتى بيتا فأخرج مفتاحا من خرقة ففتح الباب فإذا شبه الفصيل الرابض من تمر فأخذنا منه حاجتنا قال : فلقد التفت إليه وأنا من آخر أصحابي فكأنا لم نرزه تمرة ]
قال أبو عبد الله : دكين بن سعيد المزني صحابي لم يرو عنه غير قيس بن أبي حازم وكذلك الصنابح بن الأعسر و مرداس بن مالك الأسلمي و أبو سهم و أبو حازم والد قيس كلهم صحابيون لا نعلم لهم روايا غير قيس بن أبي حازم
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال حدثنا أبو داؤد الطيالسي قال حدثنا شعبة عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي وائل [ عن قيس بن أبي عرزة قال : قال لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يا معشر التجار إنه يخالط سوقكم هذا حلف ولغو فشوبوه بالصدقة أو بشيء من صدقة ]
قال أبو عبد الله : قيس بن أبي عرزة ليس له راو غير أبي وائل وكذلك الحارث بن حسان البكري صحابي وليس له روا غير أبي وائل
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال سمعت الحسن يحدث عن [ صعصعة عم الفرزدق أنه قدم على النبي صلى الله عليه و سلم فقرأ عليه { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } فقال : يا رسول الله حسبي لا أبالي أن لا أسمع من القرآن غير هذا ]
قال أبو عبد الله : صعصعة عم الفرزدق لا نعلم له راويا غير الحسن بن أبي الحسن البصري وكذلك عمرو بن تغلب و سعد مولى أبي بكر الصديق وأحمر صاحب النبي صلى الله عليه و سلم وكلهم صحابيون لم يرو عنهم غير الحسن فهذا مثال لجماعة من الصحابة ليس لهم إلا راو واحد
ومن الصحابة جماعة لم يرو عنهم إلا أولادهم :
منهم المسيب بن حزن القرشي لم يرو عنه غير سعيد و عمير بن قتادة لم يرو عنه غير عبيد و مالك بن نضلة الجشمي لم يرو عنه غير ابن عوف أبي الأحوص الجشمي وشكل بن حميد لم يرو عنه إلا ابنه شتير و شداد بن الهاد لم يرو عن إلا ابنه شتير وشداد بن الهاد لم يرو عنه إلا ابنه عبد الله و معاوية بن حيدة لم يرو عنه إلا ابنه حكيم و سعد بن تميم السكوني لم يرو عنه إلا ابنه بلال بن سعد وفيهم كثرة فجعلت ما ذكرته مثالا لمن لم أذكره
وفي التابعين جماعة ليس لهم إلا الرواي الواحد :
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا العباس بن محمد الدوري قال ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب قال حدثني محمد بن أبي سفيان ابن جارية الثقفي * أن يوسف بن الحاكم أبا الحجاج أخبره أن [ سعد بن أبي وقاص قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من يرد هوان قريس أهانه الله ]
قال أبو عبد الله : لا نعلم لـ محمد بن أبي سفيان و عمرو بن أبي سفيان بن العلاء بن جارية الثقفي * راويا غير الزهري وكذلك تفرد الزهري عن نيف وعشرين رجلا من التابعين لم يرو عنهم غيره وذكرهم في هذا الموضع يكثر وكذلك عمرو بن دينار قد تفرد بالرواية عن جماعة من التابعين وكذلك يحيى بن سعيد الأنصاري و أبو إسحاق السبيعي و هشام بن عروة و غيرهم وذكرهم يكثر
ومثال ذلك في أتباع التابعين ما حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري قال أخبرنا ابن وهب قال أخبرني مالك بن أنس عن المسور بن رفاعة القرظي عن الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير عن أبيه أن [ رفاعة طلق امرته سهيمة بنت وهب على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثا فنكحها عبد الرحمن بن الزبير فاعترض عنها ولم يستطع أن يمسها فطلقها فأراد رفاعة أن ينكحها وهو زوجها الذي طلقها قال عبد الرحمن فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : لا تحل لك حتى تذوق العسيلة ]
قال أبو عبد الله : لم يحدث عن المسور بن رفاعة القرظي غير مالك بن أنس تفرد عنه بالرواية وكذلك زهاء عشرة من شيوخ المدينة لم يحدث عنهم غير مالك
حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الإمام قال أخبرنا محمد بن غالب قال حدثنا سفيان عن عبد الله بن شداد الليثي عن رجل عن خزيمة بن بن ثابت أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : [ لا تأتوا النساء في أدبارهن إن الله لا يستحي من الحق ]
قال أبو عبد الله : هكذا رواه عبد الرحمن بن مهدي عن الثوري ولم يسم الرجل وقال عن عبد الله بن شداد الأعرج فأما عبد الله بن شداد فإنا لا نعلم أحدا روى عنه غير سفيان الثوري وقد تفرد الثوري بالرواية من بضعة عشر شيخا
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه قال حدثنا محمد بن يونس قال حدثنا روح بن عبادة قال حدثنا شعبة عن المفضل بن فضالة عن أبي رجاء عن [ عمران بن حصين أنه خرج عليه وعليه مقطعة خز لم ير عليه مثلها فقيل له في ذلك فقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إذا أنعم الله على عبد أحب أن يرى أثر نعمته عليه ]
قال أبو عبد الله : قد أسند شعبة عن هذا الشيخ حديثين ولا نعلم له روايا غير شعبة وليس بينه وبين المفضل بن فضالة نسب ولا قرابة فإن هذا بصري و المفضل بن فضالة حجازي وقد تفرد شعبة بالرواية عن زهاء ثلاثين شيخا من شيوخه لم يرو عنهم غيره وكذلك كل إمام من أئمة الحديث قد تفرد بالرواية عن شيوخ لم يرو عنهم غيره فقد جعلت هذا القدر مثالا للجماعة والله أعلم وأحكم وهو حسبي ونعم الوكيل
النوع الثامن والثلاثون : معرفة قبائل الرواة من الصحابة والتابعين
وأتباعهم
هذا النوع من هذه العلوم معرفة قبائل الرواة من الصحابة والتابعين وأتباعهم ثم إلى عصرنا هذا كل من له نسب في العرب مشهور
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا الربيع بن سليمان و سعيد بن عثمان التنوخي قالا حدثنا بشر بن بكر عن الأوزاعي قال حدثني أبو عمار شداد عن واثلة بن الأسقع قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ إن الله اصطفى بني كنانة من ولد إسماعيل واصطفى من بني كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ]
حدثنا أبو سعيد بن يعقوب الثقفي قال حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان قال حدثنا العلاء بن عمرو الحنفي قال ثنا يحيى بن بريد الأشعري قال أخبرنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ أحبوا العرب لثلاث لأني عربي والقرآن عربي وكلام أهل الجنة عربي ]
قال أبو عبد الله : قد تواترت الأخبار عن الرسول صلى الله عليه و سلم في فضائل قبائل العرب قبيلة قبيلة وذكرها في هذا الموضع يطول وكذلك شرح القبائل قد سبقنا إلى ذكره فأنا أذكره في هذا الموضع أحاديث أرويها عن شيوخي فأذكر كل من يرجع من رواتها إلى قبيلة في العرب من الصحابي إلى وقتنا هذا ليستدل بذلك على كيفية معرفة هذا النوع من العلم والله المعين عليه بمنه
أخبرنا عبدان بن يزيد الدقاق بهمذان قال حدثنا محمد بن صالح الأشبح قال حدثنا محمد بن إسحاق اللؤلؤي قال حدثنا بقيه بن الوليد قال حدثنا أبو بكر بن عبد الله عن عطية بن قيس عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ اختبر تقله ]
قال أبو عبد الله : أبو الدرداء أنصاري وعطية بن قيس كلابي و أبو بكر هو ابن عبد الله بن أبي مريم غساني و بقية بن الوليد يحصبي والباقون من العجم
أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي قال حدثنا سعيد بن مسعود قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا مسعر بن كدام عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن أخيه عن [ ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم في جلد الميتة قال : إن دباغه قد أذهب بخبثه أو رجسه أو نجسه ]
قال أبو عبد الله : عبد الله بن عباس هاشمي وعبيد الله بن أبي الجعد وأخوه سالم غطفانيان و عمرو بن مرة جهني و مسعر بن كدام هلالي و يزيد بن هارون سلمي و سعيد بن مسعود حنظلي والباقون عجم
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا يحيى بن سعيد أن محمد بن يحيى بن حبان أخبره أن عمه واسع بن حبان أخبره قال : قال [ عبد الله بن عمر لقد رقيت ذات يوم على ظهر بيتنا فرأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم قاعدا على لبنتين لحاجته مستقبل الشام مستدبر القبلة ]
قال أبو عبد الله : عبد الله بن عمر عدوي وواسع ومحمد ويحيى أنصاريون و إبراهيم بن عبد الله بن سعد تميمي وشيخنا أبو عبد الله من بني شيبان
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا زكرياء بن يحيى بن أسد قال حدثنا سفيان عن ابن المنكدر سمع عروة بن الزبير يقول : حدثتنا عائشة [ أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه و سلم فقال : إيذنوا له بئس رجل العشيرة ] فذكر الحديث
قال أبو عبد الله : عائشة تيمية وعروة قرشي ومحمد بن المنكدر قرشي وسفيان هلالي وشيخنا أبو العباس أموي
وحدثنا أبو العباس قال حدثنا أبو عتبة قال ثنا محمد بن حمير قال حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة و عمرو بن قيس و الزبيدي عن الزهري عن عبد الرحمن بن الأعرج عن ابن بحينة : [ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سجد سجدتي السهو قبل السلام ]
قال أبو عبد الله : عبد الله بن مالك ابن بحينة أنصاري وعبد الرحمن الأعرج من موالي قريش و الزهري قرشي و الزبيدي قرشي و عمرو بن قيس سكوني و محمد بن حمير يحصبي و أبو عتبة قرشي و أبو العباس أموي والباقون موالي
قال أبو عبد الله : قد مثلت بهذه الأحاديث التي ذكرتها مثالا لمعرفة القبائل وهذا الجنس الأول منه والجنس الثاني منه معرفة نسخ العرب وقعت إلى العجم فصاروا رواتها وتفردوا بها حتى لا يقع إلى العرب في بلادهم منها إلا اليسير
ومثال ذلك نسخة لعبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب عن عبد الله بن جناب عن أبي سعيد الخدري تفرد بها عبد الله بن الجراح القهستاني عن القاسم بن عبد الله بن عمر عن عمه عبيد الله
نسخة لـ زفر بن الهذيل [ الجعفي ] تفرد بها عنه شداد بن حكيم البلخي ونسخة أيضا لـ زفر بن الهذيل الجعفي تفرد بها أبو وهب محمد بن مزاحم المروزي عنه
نسخة لـ رقبة بن مستقلة العبدي ينفرد بها عيسى بن موسى الغنجار البخاري عن أبي حمزة محمد بن ميمون المروزي عنه
نسخة لـ عبد الملك بن أبي نضرة العبدي ينفرد بها عثمان بن جبلة المروزي عنه
نسخة للحجاج بن الحجاج الباهلي ينفرد بها إبراهيم بن طهمان الخرساني عنه
نسخة لـ عبيد الله بن الشميط بن عجلان الباهلي ينفرد بها عبدان بن عثمان المروزي عنه
نسخة لـ محمد بن زياد القرشي ينفرد بها إبراهيم بن طهمان الخرساني عنه
نسخ لـ عبيد الله بن عمر العمري و حصين بن عبد الرحمن السلمي و هشام بن عروة القرشي و ومحمد بن مسلم أبي الزبير القرشي و سليمان بن مهران الكاهلي و محمد بن المنكدر القرشي و سلمة بن دينار أبي حازم الأشجعي و عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج القرشي و عمر بن عبد الله أبي إسحاق السبيعي ينفرد بها نوح بن أبي مريم المروزي عنهم
نسخة لـ شعبة بن الحجاج العتكي ينفرد بها مالك بن سليمان الهروي عنه
نسخة لـ أبي إسحاق السبيعي ينفرد بها عبد الكبير بن دينار المروزي عنه
نسخة لـ محمد بن مروان السدي ينفرد بها عن علي بن إسحاق السمرقندي عنه
نسخة لـ عبد الله بن بريدة الأسلمي ينفرد بها الحسين بن واقد المروزي
نسخ للثوري وغيره من مشائخ العرب ينفرد بها الهياج بن بسطام الهروي عنهم
نسخ كثيرة للعرب ينفرد بها خارجة بن مصعب السرخسي عنهم
نسخ للعرب ينفرد بها أبو جعفر عيسى بن ماهان الرازي عنهم نسخ للثوري وغيره ينفرد بها أبو مهران بن أبي عمر الرازي عنهم
نسخ للثوري ينفرد بها نوح بن ميمون المروزي عنهم
وكذلك علي بن أبي بكر الاسفدني و يحيى بن الضريس وغيرهما من شيوخ الري
نسخة لـ بهز بن حكيم القشيري ينفربد بها مكي بن إبراهيم البلخي عنه
نسخ للعرب ينفرد بها عمرو بن أبي قيس الرازي عنهم
نسخ لـ مالك بن أنس الإصبحي و سفيان بن سعيد الثوري و شعبة بن الحجاج العتكي و عبد الله بن عمر العمري ينفرد بها الحسين بن الوليد النيسابوري عنهم
وسمعت أبا العباس محمد بن يعقوب غير مرة يقول سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول سمعت أبي يقول حدثني الحسين بن الوليد النيسابوري وكان ثقة
قال أبو عبد الله : فهذا الذي ذكرته مثال للجنس الثاني من معرفة القبائل
الجنس الثالث : من هذا النوع معرفة شعوب القبائل قال الله عز من قائل : { وجعلناكم شعوبا وقبائل } ومثال هذا الجنس أولا الحديث الذي حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال حدثنا عبد الله بن بكر السهمي قال حدثنا يزيد بن عوانة عن محمد بن ذكوان خال ولد حماد بن زيد عمرو بن دينار عن ابن عمر قال : [ إنا لقعود بفناء النبي صلىالله عليه وسلم إذ مرت به امرأة فقال بعض القوم : هذه بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أبو سفيان : مثل محمد في بني هاشم مثل الريحانة في وسط النتن فانطلقت المرأة فأخبرت النبي صلى الله عليه و سلم فجاء النبي صلى الله عليه و سلم ويعرف في وجهه الغضب فقال : ما بال أقوام تبلغني عن أقوام ؟ إن الله خلق السماوات سبعا فاختار العلى منها فأسكنها من شاء من خلقه ثم خلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم واختار من بني آدم العرب واختار من العرب مضر واختار من مضر قريشا واختار من قريش بني هاشم واختارني من بني هاشم فأنا من خيار إلى خيار فمن أحب العرب فبحبي أحبهم ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم ]
قال أبو عبد الله : فليعلم طالب هذا العلم أن كل مضري عربي فإن مضر شعبة من العرب وأن كل قرشي مضري فإن قريشا شعبة من مضر وأن كل هاشمي قرشي فإن هاشما شعبة من قريش وأن كل علوي هاشمي وقد اختلفوا في العلوية لم سموا علوية فقيل إنه انتماء إلى علي وقيل إنه انتماء إلى أعلى الرتب [ من ] رسول الله صلى الله عليه و سلم فمن عرف ما أشرت إليه من قبيلة المصطفى صلى الله عليه و سلم جعله مثالا لسائر القبائل فيعلم أن المطلبي قرشي وأن العبشمي قرشي وأن التيمي قرشي وأن العدوي قرشي وأن الأموي قرشي فالأصل قريش وهذه شعب
وكذلك النهشليون تميميون والدارميون تميميون والسعديون تميميون والسليطيون تميميون والقيسيون تميميون والأهتميون تميميون
وكذلك الخزرجيون أنصاريون والنجاريون أنصاريون والحارثيون أنصاريون والساعديون أنصاريون والسلميون أنصاريون والأوسيون أنصاريون
قال [ رسول الله ] صلى الله عليه و سلم : [ في كل دور الأنصار خير ]
فهذا مثال لمعرفة الشعب من القبائل
الجنس الرابع : من هذا النوع معرفة شعب مؤتلفة في اللفظ مختلفة في قبيلتين ومثال ذلك أن أبا يعلى منذرا الثوري التابعي من ثور همدان وأن سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري من ثور تميم
محمد بن يحيى بن حبان المازني من مازن بن النجار سلمة بن عمرو المازني من رهط مازن بن المغضوبة
قارظ بن شيبة الليثي من بني ليث بن بكر بن عبد مناة عمران بن أبي أنس الليثي من بني عامر بن الليث يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي من المنتمين إلى شداد بن الهاد الليثي
إسماعيل بن عبد الرحمن بن ذؤيب الأسدي من بني أسد بن خزيمة أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن الأسدي من بني أسد بن عبد العزى بن قصي
عبد الله بن عكرمة بن عبد الرحمن المخزومي من بني مخروم بن عمرو عبد الرحمن بن الحارث المخزومي من بني مخزوم بن المغيرة
أبو وجزة يزيد بن عبيد السعدي من سعد بن بكر بن هوازن يحيى بن المغيرة بن عبد الله السعدي من سعد تميم ومنهم شيخ بلدنا إبراهيم بن عبد الله بن سليمان السعدي
عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي من أسلم خزاعة عطاء بن أبي مروان الأسلمي من أسلم بني جمح
الجنس الخامس : من هذا النوع قوم من المحدثين عرفوا بقبائل أخوالهم وأكثرهم من صميم العرب صلبية فغلبت عليهم قبائل الأخوال
مثال هذا الجنس عيسى بن حفص الأنصاري هكذا يقول العنبي وغيره وهو عيسى بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب كانت أمه ميمونة بنت داؤد الخزرجية فربما يعرف بقبيلة أخواله
محمد بن عبد الرحمن بن مجبر الأنصاري هو محمد بن عبد الرحمن بن مجبر بن عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب كانت جدته عائشة بنت أسد الأنصاري فعرف بقبيلة أخواله
يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة المخزومي جده أبو قتادة الحارث بن ربعي من كبار الأنصار غلب عليه قبيلة أخواله فإن أمه حديدة بنت نضيلة المخزومية
وشيخ بلدنا أبو الحسن أحمد بن يوسف السلمي عرف بقبيلة سليم وهو أزدي صلبية
حدثنا علي بن عيسى الحيري قال حدثنا الحسين بن محمد ين زياد القباني قال حدثنا أحمد بن يوسف بن خالد بن سالم بن راوية الأزدي بالبصرة وهو حمداننا السلمي
وحدثنا أبو عبد الله بن الأخرم قال حدثنا أحمد بن سلمة قال حدثنا أحمد بن يوسف الأزدي يقول سمعت أبا أحمد يقول سمعت مكي بن عبدان يقول قال لنا أحمد بن يوسف : أنا أزدي وكانت أمي سلمية وسألت الشيخ الصالح أبا عمرو إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف السلمي عن السبب فيه فقال كانت امرأته أزدية فعرف بذلك
النوع التاسع والثلاثون : معرفة أنساب المحدثين من الصحابة وغيرهم
هذا النوع من هذه العلوم معرفة أنساب المحدثين من الصحابة وإلى عصرنا هذا فقد أمرنا سيدنا المصطفى صلى الله عليه و سلم بذلك
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه الجلاب قال ثنا أبو بكر محمد بن شاذان الجوهري قال ثنا يوسف بن سلمان قال ثنا حاتم بن إسماعيل قال ثنا أبو الأسباط الحارثي عن يحيى بن كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ تعلموا أنسابكم تصلوا أرحامكم ]
حدثنا عبد الله بن جعفر الفارسي قال حدثنا يعقوب بن سفيان الفارسي قال حدثنا سعيد بن أبي مريم قال : حدثنا الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن عمارة بن غزية عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة : [ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لحسان بن ثابت : لا تعجل وأت أبا بكر الصديق رضي الله عنه فإنه أعلم قريش بأنسابها حتى يلخص لك نسبي ]
أخبرني محمد بن الحسن السمسار قال حدثنا هارون بن يوسف قال ثنا ابن أبي عمر قال ثنا سفيان عن ابن جدعان عن سعيد بن المسيب [ عن سعد أنه قال للنبي صلى الله عليه و سلم : من أنا يا رسول الله ؟ قال : أنت سعد بن مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة من قال غير هذا فعليه لعنة الله ]
أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن عبد الرحمن الدباس بمكة قال أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن إسحاق الكاتب قال أخبرنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال حدثني محمد بن فليح عن أبيه عن إسماعيل بن محمد بن سعد عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة قال جاء عبد الرحمن بن الحارث بن هشام إلى سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ونحن عنده بالعقيق فسأله عن سامة بن لؤي فقال : سعيد [ سألنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلنا : يا رسول الله سامة منا أم نحن منه ؟ فقال : بل هو منا ألم تسمعوا قول شاعر الناقة ؟ ] قال ابن إسحاق فظننت أنا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أراد بقوله قول شاعر الناقة :
أبلغا عامرا وسعدا رسولا أن نفسي إليكما مشتاقة
إن يكن في عمان داري فإني ماجد ما خرجت من غير فاقة
رب كأس هرقت يا ابن لؤي حذر الموت لم يكن مهراقه
لا أرى مثل سامة بن لؤي يوم حلوا به قبيل الناقة
قال أبو عبد الله : هذا النوع من هذا العلم قد حث الرسول صلى الله عليه و سلم على تعليمه وأشار إلى أجل الصحابة في معرفته وسئل صلى الله عليه و سلم عنه فتكلم فيه وهو نوع كبير من هذه العلوم إلا أن أئمتنا قد كفونا شرحه والكلام فيه وأنا أستعين الله على تلخيص نسب النبي صلى الله عليه و سلم بأبي هو وأمي ثم الدلالة على جماعة من الصحابة والتابعين فمن بعدهم من أئمة المسلمين يلقون رسول الله صلى الله عليه و سلم في نسبه والإشارة إلى الجد الذي يلقون رسول الله صلى الله عليه و سلم
حدثني أبو علي الحسين بن علي الحافظ قال أخبرنا محمد بن سعيد بن بكر القاضي بعسقلان قال حدثنا صالح بن علي النوفلي قال حدثنا عبد الله بن محمد بن ربيعة قال حدثنا مالك بن أنس عن الزهري عن أنس بن مالك قال : [ بلغ النبي صلى الله عليه و سلم أن رجالا من كندة يزعمون أنه منهم فقال إنما كان يقول ذاك العباس وأبو سفيان بن حرب إذا قدمنا اليمن ليأمنا بذلك وإنا لا ننتفي من آبائنا نحن بنو النضر بن كنانة قال : وخطب رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس فقال : أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار وما افترق الناس فرقتين إلا جعلني الله في الخير منهما حتى خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي وأمي وأنا خيركم نسبا وخيركم أبا صلى الله عليه و سلم ]
قال أبو عبد الله : قد انتسب المصطفى صلى الله عليه و سلم وخطب الناس بنسبه وأقرب أصحابه به نسبا علي وحمزة والعباس وجعفر رضي الله عنهم فأما أبو بكر الصديق رضي الله عنه فإنه يلقى رسول الله صلى الله عليه و سلم عند جدهم مرة بن كعب [ بن لؤي ] فإنه عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وأما عمر بن الخطاب رضي الله عنه فإنه يلقى رسول الله صلى الله عليه و سلم عند جدهم كعب بن لؤي فإنه عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن قرظ بن رزاح بن عدي بن كعب وأما عثمان بن عفان رضي الله عنه فإنه يلقى رسول الله صلى الله عليه و سلم عند جدهم عبد مناف فإنه عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وأما علي بن أبي طالب رضي الله عنه فإنه يلقى رسول الله صلى الله عليه و سلم عند جدهم عبد المطلب فإنه علي بن أبي طالب بن عبد المطلب
قال أبو عبد الله : أنا بعد أن ذكرت الخلفاء الأربعة أذكر قوما يخفى على أكثر الناس ما يجمعهم ورسول الله صلى الله عليه و سلم من النسب فإن طلحة والزبير قربهما من نسب رسول الله صلى الله عليه و سلم مشهور فمنهم ربيعة وعبد الله وعبد المطلب وأبو سفيان بنو الحارث بن عبد المطلب وعتبة بن أبي لهب وأبو لهب اسمه عبد العزى بن عبد المطلب فهؤلاء كلهم صحابيون من بني أعمام المصطفى صلى الله عليه و سلم وأما سعيد بن العاص الأكبر فإنه يجمعه ورسول الله صلى الله عليه و سلم عبد مناف فإنه سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وكذلك ابناه خالد وعمرو صحابيان والسائب بن العام أخو الزبير يجمعه ورسول الله صلى الله عليه و سلم قصي بن كلاب وهو السائب بن العوام بن خوليد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وحكيم بن حزام يلقى رسول الله صلى الله عليه و سلم عند جدهم قصي فإنه حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي
قال أبو عبد الله : فقد جعلت من ذكرتهم مثالا في القرب من رسول الله صلى الله عليه و سلم لجماعة لم نذكرهم من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وممن يجمعهم ورسول الله صلى الله عليه و سلم هذا النسب من التابعين بعد الأشراف من العلوية وأولاد العشرة من الصحابة : جبير بن الحويرث بن نفير بن بجير بن عدي بن قصي بن كلاب
عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث بن عبد مناف
محمد بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب
عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد المطلب
عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب
محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى بن عامر بن الحرث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة
سعيد بن العاص الأصغر بن سعيد بن أبي أحيحة بن العاص بن أمية بن عبد شمس
عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف حنكه رسول الله صلى الله عليه و سلم [ بتمرة ] في حجة الوداع وهو ابن ثلاث سنين وهو الذي فتح نيسابور
عبيد الله بن عدي بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف
عبد الله بن مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن مرة
عبد الملك بن المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب
عمرو و يحيى و عنبسة بنو سعيد بن العاص بن سعيد بن أبي أحيحة بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف
عبد الله بن قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف وأخوه محمد بن قيس
معاذ و عثمان ابنا عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة
نوفل بن إسحاق بن عبد الله بن مخرمة بن عبد العزى بن أبي قيس بن محدود بن نضر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب يلقى رسول الله صلى الله عليه و سلم عند لؤي
عثمان بن إسحاق بن عبد الله بن أبي خرشة بن عمرة بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن خزيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي
عثمان بن عبد الله بن سراقة بن المعتمر بن أنس بن أداة بن رياح بن عبد الله بن قرظ بن رزاح بن عدي بن كعب بن مرة
معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب
إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب
محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة
أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن الأسد بن عبد العزى بن قصي وممن يجمعهم ورسول الله صلى الله عليه و سلم هذا النسب من أتباع التابعين وفيهم جماعة من أئمة المسلمين :
مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر وهو الحارث بن عثمان بن حسل بن عمرو بن الحارث بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله من ولد تيم بن مرة بن كعب يلقى رسول الله صلى الله عليه و سلم عند مرة بن كعب
عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة
سفيان بن مسروق بن نافع بن عبد الله بن موهبة بن عبد الله ابن منقد بن النضر بن مازن بن ثعلبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر ابن نزار بن معد يلقى رسول الله صلى الله عليه و سلم عند جدهم إلياس بن مضر
حنظلة بن أبي سفيان بن عبد الرحمن بن صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح يجمعه ورسول الله صلى الله عليه و سلم كنانة بن مدركة
قال الحاكم : وفي الطبقة الرابعة جماعة من الفقهاء والمحدثين يجمعهم ورسول الله صلى الله عليه و سلم هذا النسب منهم :
أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن المطلب بن عبد مناف
عبيد بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف
عبد العزيز بن أبان بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص بن أمية
ذكر روايات تجمع هذا النسب :
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأموي قال حدثنا الربيع بن سليمان المردادي قال حدثنا محمد بن إدريس الشافعي قال أخبرنا عمي محمد بن علي بن شافع عن عبد الله بن علي بن السائب عن نافع بن عجير بن عبد يزيد أن [ ركانة بن يزيد طلق امرأته سهيمة المزنية البتة ثم أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله إني طلقت امرأتي سهيمة البتة ووالله ما أردت إلا واحدة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما أردت إلا واحدة ؟ فقال ركانة : والله ما أردت إلا واحدة فردها إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم ] فطلقها الثانية في زمان عمر بن الخطاب والثالثة في زمان عثمان بن عفان رضي الله عنهما
قال أبو عبد الله : رواة هذا الحديث عن آخرهم قرشيون
حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن أخي طاهر العقيقي قال حدثا أبو محمد إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد قال حدثني علي بن جعفر بن محمد عن الحسين بن زيد عن عمه عمر بن علي بن الحسين عن أبيه [ أن العباس بن عبد المطلب قال : يا رسول الله إنك حرمت علينا صدقات الناس فهل تحل صدقة بعضنا لبعض ؟ قال : نعم ] قال حسين : فرأيت مشيخة أهل بيتي يشربون من الماء في المسجد إذا كان لبعض بني هاشم ويكرهون ما لم يكن لبني هاشم
قال أبو عبد الله : رواة هذا الحديث كلهم هاشميون
حدثنا أبو الحسين محمد بن عمر بن معاوية بن يحيى قال حدثني معاوية بن إسحاق قال حدثني أبي قال حدثني طلحة بن عبيد الله قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : [ من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ]
قال أبو عبد الله : رواة هذا الحديث كلهم قرشيون
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال ثنا حرملة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة قال حدثني أبي عبد العزيز بن الربيع بن سبرة بن معبد عن أبيه عن جده قال : [ أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بالتمتع من النساء عام الفتح بمكة قال : فخرجت أنا وصاحب لي من بني سليم حتى وجدنا جارية من بني عامر كأنها بكرة عيطاء فخطبناها إلى نفسها وعرضنا عليها بردينا فجعلت تنظر فتراني أشب وأجمل من صاحبي وترى برد صاحبي أجود وأحسن من بردي فوامرت نفسها ساعة ثم اختارتني على صاحبي فكن معنا ثلاثا ثم أمرنا نبي الله صلى الله عليه و سلم أن نفارقهن ]
قال أبو عبد الله : رواة هذا الحديث كلهم قرشيون
أخبرنا أحمد بن سليمان الموصلي قال حدثنا علي بن حرب الموصلي قال ثنا سفيان عن الزهري عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : [ من ظلم شيئا من الأرض طوقه من سبع أرضين ومن قتل دون ماله فهو شهيد ]
[ قال الحاكم : رواة هذا الحديث ] كلهم من الزهري قرشيون
قال أبو عبد الله : فقد جعلنا نسب المصطفى صلى الله عليه و سلم مثالا لسائر أنساب العرب ولولا خشية التطويل لأوردت روايات لسائر العرب لكني آثرت التخفيف
النوع الأربعون : معرفة أسماء المحدثين
هذا النوع من هذه العلوم معرفة أسامي المحدثين وقد كفانا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله هذا النوع فشفى بتصنيفه فيه وبين ولخص غير أني لم أستجز إخلاء هذا الموضع من هذا الأصل إذ هو نوع كبير من هذا العلم وأنا مبين بمشيئة الله منه ما يتعذر وجوده في كتب المتقدمين وأجعله مثالا ليستدل به على ما لم أذكره
حدثنا أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد قال حدثنا عبيد بن عبد الواحد قال حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن عقيل بن شهاب أنه قال حدثني ابن أبي أنس أن أباه سمع أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم [ إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين ]
قال أبو عبد الله : ابن أبي أنس و أبوه ابن أنس مالك بن أبي عامر الخولاني الإصبحي جد مالك بن أنس الإمام و نافع هو أبو سهيل بن مالك عم مالك بن أنس
حدثنا أبو علي الحافظ قال حدثنا أبو يحيى زكرياء بن الحارث قال حدثنا محمد بن الأزهر السجزي قال ثنا خلف بن أيوب قال حدثنا أبو يوسف عن أبي حنيفة عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد عن أبي الوليد عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : [ من صلى خلف إمام فإن قراءته له قراءة ]
أخبرنا أبو يحيى السمرقندي قال ثنا محمد بن نصر قال ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب قال حدثنا عمي أخبرني الليث بن سعد عن يعقوب بن إبراهيم عن النعمان بن ثابت عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد عن أبي الوليد عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ من صلى خلف إمام فإن قراءة الإمام له قراءة ]
قال أبو عبد الله : عبد الله بن شداد هو بنفسه أبو الوليد ومن تهاون بمعرفة الأسامي أورثه مثل هذا الوهم
أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال ثنا محمد بن أحمد بن البراء قال سمعت علي بن عبد الله المديني يقول عبد الله بن شداد أصله مديني وكنيته أبو الوليد قد روى عنه أهل الكوفة وكان مع علي يوم النهر وقد لقي عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل وابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشياني قال ثنا عمران بن موسى قال حدثنا أبو معمر قال حدثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج عن إبراهيم بن عطاء عن موسى بن وردان عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ من مات مريضا مات شهيدا ووقي فتان القبر وغدي وريح عليه بزرقه من الجنة ]
قال أبو عبد الله : إبراهيم هو ابن محمد بن أبي يحيى الأسلمي سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول حديث : [ من مات مريضا مات شهيدا ] كان ابن جريج يقول : فيه إبراهيم بن أبي عطاء وهو إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى
قال أبو عبد الله : فهذا جنس من معرفة الأسامي ربما تعذر على جماعة من أهل العلم معرفته
والجنس الثاني منه معرفة أسامي المحدثين منفردة لا توجد في رواة الحديث بالإسم الواحد منها إلا الواحد
مثال ذلك في الصحابة : أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد بن المسيب قال حدثني جدي قال حدثنا ابن أبي مريم قال ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب قال أخبرني أبو الحسين الأشعري عن أبي ريحانة وإسمه شمعون : [ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن المشاغبة ]
قال أبو عبد الله : هذا حديث غريب الإسناد والمتن وليس في رواة الحديث شمعون غير أبي ريحانة
أخبرني أبو بكر أحمد بن إسحاق الإمام قرأته عليه من أصل كتابه قال حدثنا محمد بن يونس القرشي قال ثنا الأزرق بن عذور قال ثنا شعيب بن عبد الله بن زينب عن أبيه عن جده : [ أن النبي صلى الله عليه و سلم قضى بالشاهد واليمين ]
قال أبو عبد الله : هذا زبيب بن ثعلبة ولي في رواة الحديث متسمى بهذا الإسم [ غيره ]
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال ثنا هاشم بن القاسم قال ثنا شيبان بن عبد الرحمن عن ليث عن بلال العبسي عن شبير بن شكل عن أبيه قال [ أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت علمني : شيئا أقوله وأدعو به قال : قل رب أعوذ بك من شر سمعي وشر بصري وشر لساني وشر قلبي وشر منيي ]
قال أبو عبد الله : هذا شكل بن حميد له صحبة وليس في رواة الحديث شكل غيره
أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر القارئ ببغداد قال حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح قال حدثنا قيس بن حفص الدرامي قال حدثنا مسلمة بن علقمة عن داؤد بن أبي هند عن شهر بن حوشب عن الزبرقان عن النواس بن سمعان قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ الحرب خدعة ]
قال أبو عبد الله : وليس في رواة الحديث نواس غير هذا الواحد وهو من أكابر الصحابة
قال الحاكم : وفي التابعين من هذا الجنس جماعة
سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول حدثنا محمد بن عوف الطائي قال حدثنا عبيد الله بن موسى قال ثنا الأعمش عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش قال سمعت عليا يقول : [ والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لعهد إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ]
قال أبو عبد الله : لا أعلم في رواة الحديث زرا غير ابن حبيش الأسدي وهذا الحديث مخرج في الصحيح
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري قال ثنا ابن نمير عن الأعمش عن المعرور بن سويد قال : قال عبد الله : ( إن في طلب الرجل إلى أخيه الحاجة فتنة إن هو أعطى حمد غير الذي أعطى وإن منعه ذم غير الذي منعه )
قال أبو عبد الله : لا أعلم في رواة الحديث معرورا غير ابن سويد وهو من كبار التابعين مخرج حديثه في الصحيح
أخبرنا أحمد بن عثمان البزاز ببغداد قال حدثنا محمد بن مسلمة الواسطي قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن عبد الله الداناج عن حضين بن المنذر بن وعلة قال صلى الوليد بالناس وهو سكران فذكر الحديث فقال : علي ضرب النبي صلى الله عليه و سلم أربعين وضرب أبو بكر أربعين وضرب عمر صدرا من خلافته أربعين ثم أتمها عثمان ثمانين وكل سنة
قال أبو عبد الله : ليس في رواة الحديث حضين بالضاد غير أبي ساسان هذا وهو تابعي جليل ورد مع عبد الله بن عامر نيسابور ومرو
قال الحاكم : وفي أتباع التابعين منهم جماعة وهذا مثاله :
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد قال أخبرني أبي قال سمعت الأوزاعي يقول أخبرني أبو عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك قال حدثني عقبة بن وساج قال حدثني أنس بن مالك قال : [ قدم علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان أسن أصحابه أبو بكر رضي الله عنه فكان يصبغ بالحناء والكتم ردد ذلك حتى أقناها قال : ثم لقيته من بعد فقلت حتى اسودت قال : لم أذكر سوادا ]
قال أبو عبد الله : أبو عبيد اسمه حيي ولا أعلم في الرواة له سميا
حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار قال ثنا أحمد بن عمار الواسطي قال حدثنا عاصم بن يوسف اليربوعي قال ثنا سعير بن الخمس عن زيد بن أسلم عن ابن عمر قال : [ أتي النبي صلى الله عليه و سلم بقطعة من ذهب من معدن بني سليم أو صدقة جاءته فقال : إنه سيكون معادن يكون فيها شرار خلق الله أو من شرار خلق الله ]
قال أبو عبد الله : سعير والخمس كلاهما من المفردات التي لا أعلم أحدا تسمى بهما
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال ثنا أبو جعفر محمد بن عيسى العطار قال ثنا نصر بن حماد قال ثنا الربيع بن بدر عن عنظوانة عن الحسن عن [ أنس قال قلت : يا رسول الله أين أضع بصري في الصلاة ؟ قال صلى الله عليه و سلم : عند موضع سجودك يا أنس قال قلت : يا رسول الله هذا شديد لا أستطيع هذا قال : ففي المكتوبة إذا ]
قال أبو عبد الله : و عنظوانة لا أعرف في الرواة غير هذا
وفي الطبقة الرابعة من الرواة منهم جماعة مثاله ما أخبرنا عبد الله بن إسحاق البغوي قال ثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل قال حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا عرابي بن معاوية الحضرمي قال حدثني عبد الله بن هبيرة السبائي قال حدثنا بلال بن عبد الله بن عمر أن أباه عبد الله بن عمر قال : [ توضأ رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : لا تمنعوا النساء حظوظهن من المساجد ] فقلت أما أنا فسأمنع أهلي فمن شاء فليسرح أهله فالتفت إلي فقال : لعنك الله ثلاث مرات تسمعني وأنا أقول أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر أن لا تمنعوا النساء المساجد وتقول ( نمنعهن ) ثم بكى وقام مغضبا
قال أبو عبد الله : عرابي ليس في رواة الحديث غير هذا الواحد
حدثني علي بن عيسى قال حدثنا موسى بن عبد المؤمن قال حدثنا أبو الطاهر قال ثنا أشهب بن عبد العزيز عن مالك بن أنس عن أبي النضر عن علي بن الحسين عن ابن عباس في المرأتين اللتين تظاهرتا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم الحديث بطوله
قال أبو عبد الله : أشهب فقيه أهل مصر وليس في الرواة له سمى
أقسام الكتاب
1 2
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق