أ - تعريفه ب - حكمه ج - ما يعرف به الوضع د - طائفة من الأحاديث الموضوعة وبعض الكتب المؤلفة فيها هـ - طائفة من الوضاعين:
أ - الموضوع:
الحديث المكذوب على النبي -صلّى الله عليه وسلّم-.
وهو المردود، ولا يجوز ذكره إلا مقرونًا ببيان وضعه؛ للتحذير منه؛ لقول النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين). رواه مسلم.
1 - إقرار الواضع به.
2 - مخالفة الحديث للعقل، مثل: أن يتضمن جمعًا بين النقيضين، أو إثبات وجود مستحيل، أو نفي وجود واجب ونحوه.
3 - مخالفته للمعلوم بالضرورة من الدين، مثل: أن
يتضمن إسقاط ركن من أركان الإسلام، أو تحليل الربا ونحوه، أو تحديد وقت
قيام الساعة، أو جواز إرسال نبي بعد محمد -صلّى الله عليه وسلّم- ونحو
ذلك.
1 - أحاديث في زيارة قبر النبي -صلّى الله عليه وسلّم-.
2 - أحاديث في فضائل شهر رجب ومزية الصلاة فيه.
3 - أحاديث في حياة الخضر - صاحب موسى عليه الصلاة والسلام - وأنه جاء إلى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وحضر دفنه.
4 - أحاديث في أبواب مختلفة نذكر منها ما يلي:
"أحبوا العرب لثلاث: لأني عربي، والقرآن عربي، ولسان أهل الجنة عربي".
"اختلاف أمتي رحمة".
"اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا".
"حب الدنيا رأس كل خطيئة".
"حب الوطن من الإيمان".
"خير الأسماء ما حمد وعبد".
"نهى عن بيع وشرط".
"يوم صومكم يوم نحركم".
وقد ألّف كثير من أهل الحديث في بيان الأحاديث الموضوعة؛ دفاعًا عن السنة، وتحذيرًا للأمة مثل:
1 - "الموضوعات الكبرى" للإمام عبد الرحمن بن الجوزي المتوفى سنة 597هـ، لكنه لم يستوعبها وأدخل فيها ما ليس منها.
2 - "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" للإمام الشوكاني المتوفى سنة 1250هـ، وفيها تساهل بإدخال ما ليس بموضوع.
3 - "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة" لابن عراق المتوفى سنة 963هـ وهو من أجمع ما كتب فيها.
هـ - والوضاعون كثيرون ومن أكابرهم المشهورين:
إسحاق بن نجيح الملطي، ومأمون بن أحمد الهروي ومحمد
بن السائب الكلبي، والمغيرة بن سعيد الكوفي، ومقاتل بن سليمان، والواقدي بن
أبي يحيى.
وهم أصناف فمنهم:
أولًا - الزنادقة الذين يريدون إفساد عقيدة المسلمين،
وتشويه الإسلام، وتغيير أحكامه مثل: محمد بن سعيد المصلوب الذي قتله أبو
جعفر المنصور، وضع حديثًا عن أنس مرفوعًا: "أنا خاتم النبيين لا نبي
بعدي إلا أن يشاء الله".
ومثل عبد الكريم بن أبي العوجاء الذي قتله أحد
الأمراء العباسيين في البصرة، وقال حين قدم للقتل: لقد وضعت فيكم أربعة
آلاف حديث، أحرم فيها الحلال، وأحلل فيها الحرام.
وقد قيل: إن الزنادقة وضعوا على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أربعة عشر ألف حديث.
ثانيًا - المتزلفون إلى الخلفاء والأمراء: مثل غياث
بن إبراهيم دخل على المهدي، وهو يلعب بالحمام فقيل له: حدث أمير
المؤمنين! فَسَاقَ سندًا وضع به حديثًا على النبي - صلّى الله عليه وسلّم
- أنه قال: (لا سبق إلا في خفٍّ أو نصل أو حافر أو جناح) فقال المهدي: أنا حملته على ذلك! ثم ترك الحمام، وأمر بذبحها.
ثالثًا - المتزلفون إلى العامة بذكر الغرائب ترغيبًا،
أو ترهيبًا، أو التماسًا لمال، أو جاه مثل: القصاص الذين يتكلمون في
المساجد والمجتمعات بما يثير الدهشة من غرائب.
نقل عن الإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين أنهما صليا
في مسجد الرصافة، فقام قاص يقص فقال: حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين،
ثم ساق سندًا إلى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنه قال: (من قال لا إله إلا الله خلق الله من كل كلمة طيرًا منقاره من ذهب وريشه من مرجان...)،
وذكر قصة طويلة، فلما فرغ من قصصه، وأخذ العطيات، أشار إليه يحيى بيده،
فأقبل متوهمًا لنوال، فقال له يحيى: من حدثك بهذا الحديث؟ قال: أحمد
بن حنبل ويحيى بن معين! فقال: أنا يحيى بن معين وهذا أحمد بن حنبل، ما
سمعنا بهذا قط في حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-! فقال القاص:
لم أزل أسمع أن يحيى بن معين أحمق ما تحققت هذا إلا هذه الساعة، كأن ليس
فيها يحيى بن معين وأحمد بن حنبل غيركما! لقد كتبت عن سبعة عشر أحمد بن
حنبل ويحيى بن معين، فوضع أحمد كمه على وجهه وقال: دعه يقوم! فقام
كالمستهزئ بهما.
رابعًا - المتحمسون للدين يضعون أحاديث في فضائل
الإسلام، وما يتصل فيه، وفي الزهد في الدنيا، ونحو ذلك. لقصد إقبال الناس
على الدين وزهدهم في الدنيا مثل: أبي عصمة نوح بن أبي مريم قاضي مرو،
وضع حديثًا في فضائل سور القرآن سورة سورة وقال: إني رأيت الناس أعرضوا
عن القرآن، واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي ابن إسحاق، يعني فوضع ذلك.
خامسًا - المتعصبون لمذهب، أو طريقة، أو بلد، أو
متبوع، أو قبيلة: يضعون أحاديث في فضائل ما تعصبوا له، والثناء عليه
مثل: ميسرة بن عبد ربه الذي أقر أنه وضع على النبي - صلّى الله عليه
وسلّم- سبعين حديثًا في فضائل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق