فوائد من مصطلح الحديث
على شكل سؤال وجواب
من كتاب الدكتور محمود الطحان
( السؤال ) ما أشهر المصنفات في علم المصطلح ؟
( الجواب ) المصنفات في هذا الفن كثيرة فمنها:
1 - المحدث الفاصل بين الراوي والواعي :
صنفه القاضي أبو محمد الحسن بن عبدالرحمن بن خلاد الرامهرمزي المتوفي في سنة 360هـ لكنه لم يستوعب أبحاث المصطلح كلها ، وهذا شأن من يفتتح التصنيف في أي فن أو علم غالباً .
2- معرفة علوم الحديث:
صنفه أبو عبدالله محمد بن عبدالله الحاكم النيسابوري المتوفي سنة 405هـ لكنه لم يهذب الأبحاث ولم يرتبها الترتيب الفني المناسب .
3- المستخرج على معرفة علوم الحديث :
صنفه أبو نعيم أحمد بن عبدالله الاصبهاني المتوفي سنة 430هـ ، استدرك فيه على الحاكم ما فاته في كتابة " معرفة علوم الحديث " من قواعد هذا الفن ، لكنه ترك أشياء يمكن للمتعقب أن يستدركها عليه أيضاً .
4- الكفاية في علم الرواية :
صنفه أبو بكر أحمد بن على بن ثابت الخطيب البغدادي المشهور المتوفي سنة 463هـ ، وهو كتاب حافل بتحرير مسائل هذا الفن ، وبيان قواعد الرواية ، ويعتبر من أجلِّ مصادر هذا العلم "
5- الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع:
صنفه الخطيب البغدادي أيضا ، وهو كتاب يبحث في آداب الرواية كما هو واضح من تسميته وهو فريد في بابه ، قيِّم في أبحاثه ومحتوياته ، وقلَّ فن من فنون علوم الحديث إلا وصنف الخطيب فيه كتاباً مفرداً ، فكان كما قال الحافظ أبوبكر بن نقطة : " كل من أنصف علم أن المحدثين بعد الخطيب عِيال على كُتبه "
6- الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع :
صنفه القاضي عياض بن موسي اليحصبي المتوفي سنة 544هـ ، وهو كتاب غير شامل لجميع أبحاث المصطلح ، بل هو مقصور على ما يتعلق بكيفية التحمل والأداء وما يتفرغ عنها لكنه جيد في بابه ، حسن التنسيق والترتيب .
7- مالا يسع المحدث جهله :
صنفه أبو حفص عمر بن عبدالمجيد الميانجي المتوفي سنة 580هـ ، وهو جزء صغير ليس فيه كبير فائدة .
8- علوم الحديث :
صنفه أبو عمرو عثمان بن عبدالرحمن الشهرزوري المشهور بابن الصلاح المتوفي سنة 643هـ وكتابه هذا مشهور بين الناس بـ " مقدمة ابن الصلاح " وهو من أجود الكتب في المصطلح جمع فيه مؤلفه ما تفرق في غيره من كتب الخطيب ومن تقدمه ، فكان كتاباً حافلاً بالفوائد ، لكنه لم يرتبه على الوضع المناسب لأنه أملاه شيئياً فشيئاً ، وهو مع هذا عمدة من جاء بعده من العلماء فكم من مختصر له وناظم ومعارض له ومنتصر .
9- التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير :
صنفه محيي الدين يحيي بن شرف النووي المتوفي سنة 676هـ ، وكتابه هذا اختصار لكتاب " علوم الحديث " لابن الصلاح ، وهو كتاب جيد ، لكنه مغلق العبارة أحياناً .
10- تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي :
صنفه جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911هـ ، وهو شرح لكتاب تقريب النواوي كما هو واضح من اسمه ، جمع فيه مؤلفه من الفوائد الشيء الكثير .
11- نظم الدرر في علم الأثر:
صنفها زين الدين عبدالرحيم بن الحسين العراقي المتوفى سنة 806هـ ومشهورة باسم "ألفية العراقي " نظم فيها " علوم الحديث " لابن الصلاح ، وزاد عليه وهي جيدة غزيرة الفوائد وعليها شروح متعددة ، منها شرحان للمؤلف نفسه .
12- فتح المغيث في شرح ألفية الحديث :
صنفه محمد بن عبدالرحمن السخاوي المتوفى سنة 902هـ ، وهو شرح على ألفية العراقي، وهو من أوفى شروح الألفية وأجودها .
13- نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر:
صنفه الحافظ ابن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852هـ ، وهو جزء صغير مختصر جداً ، لكنه من انفع المختصرات وأجودها ترتيباً ، ابتكر فيه مؤلفه طريقة في الترتيب والتقسيم لم يُسْبَق إليها ، وقد شرحه مؤلفه بشرح سماه " نزهة النظر " كما شرحه غيره .
14- المنظومة البيقونية :
صنفها عمر بن محمد البيقوني المتوفى سنة 1080هـ، وهي من المنظومات المختصرة ، إذ لا تتجاوز أربعة وثلاثين بيتاً ، وتعتبر من المختصرات النافعة المشهورة ، وعليها شروح متعددة .
15- قواعد التحديث:
صنفه محمد جمال الدين القاسمي المتوفى سنة 1332هـ وهو كتاب محرر مفيد ، وهناك مصنفات أخرى كثيرة يطول ذكرها اقتصرت على ذكر المشهور منها ، فجزي الله الجميع عنا وعن المسلمين خير الجزاء .
( السؤال ) ما المــــراد بعلم مصطلح الحديث ؟
( الجواب ) علم بأصول وقواعد يعرف بها أحوال السند والمتن من حيث القبول والرد.
( السؤال ) ما موضوع مصطلح الحديث ؟
( الجواب ) السند والمتن من حيث القبول والرد.
( السؤال ) ما ثمـــــرة تعلم علم مصطلح الحديث ؟
( الجواب ) تمييز الصحيح من السقيم من الأحاديث.
( السؤال ) ما تعــــريف الحديث لغــــــة ؟
( الجواب ) الجديد. ويجمع على أحاديث على خلاف القياس .
( السؤال ) ما تعــــريف الحديث اصطلاحــــا ؟
( الجواب ) ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة.
( السؤال ) ما تعـــــريف الخبـــــــر لغــــة ؟
( الجواب ) النبأ . وجمعه أخبار .
( السؤال ) ما تعـــــريف الخبـــــــر اصطلاحــــا ؟
( الجواب ) فيه ثلاثة أقوال وهي:
1- هو مرادف للحديث: أي إن معناهما واحد اصطلاحاً.
2- مغاير له: فالحديث ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم. والخبر ما جاء عن غيره .
3- أعم منه:أي إن الحديث ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم والخبر ما جاء عنه أو عن غيره.
( السؤال ) ما تعـــــريف الأثَر؟
( الجواب ) فيه قولان هما:
1- هو مٌرادف للحديث: أي أن معناهما واحد اصطلاحاً.
2- مٌغاير له: وهو ما أٌضيف إلى الصحابة والتابعين من أقوال أو أفعال.
( السؤال ) ما معــــى الإسناد ؟
( الجواب ) الإسناد: له معنيان:
1- عَزْو الحديث إلى قائله مسنداً.
2- سلسلة الرجال المٌوصلة للمتن . وهو بهذا المعنى مرادف للسند .
( السؤال ) ما تعـــــريف السند لغـــــة ؟
( الجواب ) المعتمد.
( السؤال ) لمــــاذا سُمّيَ بالسند ؟
( الجواب ) لأن الحديث يستند إليه ويعتمد عليه.
( السؤال ) ما تعـــــريف السند لغـــــة اصطلاحا ؟
( الجواب ) سلسلة الرجال الموصلة للمتن.
( السؤال ) ما تعـــــريف المتن لغـــــة ؟
( الجواب ) ما صلب وارتفع من الأرض.
( السؤال ) ما تعـــــريف المتن اصطلاحاً ؟
( الجواب ) ما ينتهي إليه السند من الكلام.
( السؤال ) ما تعـــــريف المٌسْنَد لغـــــة ؟
( الجواب ) اسم مفعول من أسند الشيء إليه بمعنى عزاه ونسبه له.
( السؤال ) ما تعـــــريف المٌسْنَد اصطلاحاً ؟
( الجواب ) له ثلاثة معان.
1- كل كتاب جمعَ فيه مرويات كل صحابي على حِدَة .
2- الحديث المرفوع المتصل سنداً .
3- أن يٌراد به " السند " فيكون بهذا المعنى مصدراً ميمياً.
( السؤال ) ما تعـــــريف المٌسْنَد ؟
( الجواب ) هو من يروي الحديث بسنده . سواء أكان عنده علم به. أم ليس له إلا مجرد الرواية
( السؤال ) على من يطلق المحدث عند المحدثين ؟
( الجواب ) من يشتغل بعلم الحديث رواية ودراية . ويطلع على كثير من الروايات وأحوال رواتها.
( السؤال ) على من يطلق الحافظ عند المحدثين ؟
( الجواب ) فيه قولان :
1- مرادف للمحدث عند كثير من المحدثين.
2- وقيل هو أرفع درجة من المحدث . بحيث يكون ما يعرفه في كل طبقة أكثر مما يجهله.
( السؤال ) على من يطلق الحاكم عند المحدثين ؟
( الجواب ) هو من أحاط علماً بجميع الأحاديث حتى لا يفوته منها إلا اليسير على رأي بعض أهل العلم.
( السؤال ) ما تقسيم الخبر باعتبار وصوله إلينا ؟
( الجواب ) ينقسم الخبر باعتبار وصوله إلينا إلى قسمين:
1- فان كان له طرق بلا حَصْرِ عدد معين فهو المتواتر .
2- وإن كان له طرق محصورة بعدد معين فهو الآحاد.
( السؤال ) ما تعــــــريف الحديث المتواتر لغــــــة ؟
( الجواب ) هو اسم فاعل مشتق من المتواتر أي التتابع، تقول تواتر المطر أي تتابع نزوله.
( السؤال ) ما تعــــــريف الحديث المتواتر اصطلاحاً ؟
( الجواب ) ما رواه عدد كثير تٌحيل العادة تواطؤهم على الكذب.
( السؤال ) ما شرح تعريف الحديث المتواتر ؟
( الجواب ) هو الحديث أو الخبر الذي يرويه في كل طبقة من طبقات سنده رواة كثيرون يحكم العقل عادة باستحالة أن يكون أولئك الرواة قد اتفقوا على اختلاق هذا الخبر.
( السؤال ) مـــــا شــــروط الحديث المتــــــواتر ؟
( الجواب ) يتبين من شرح التعريف أن التواتر لا يتحقق في الخبر إلا بشروط أربعة وهي:
1- أن يرويه عدد كثير . وقد اختلف في أقل الكثرة على أقوال المختار أنه عشرة أشخاص
2- أن توجد هذه الكثرة في جميع طبقات السند.
3- أن تٌحيل العادة تواطؤهم على الكذب.
4- أن يكون مٌسْتَنَد خبرهم الحس.
كقولهم سمعنا أو رأينا أو لمسنا أو ..... أما إن كان مستند خبرهم العقل. كالقول بحدوث العالم مثلا فلا يسمي الخبر حينئذ متواتراً.
( السؤال ) مــــا حكـــــم الحديث المتواتر ؟
( الجواب ) المتواتر يفيد العلم الضروري، أي اليقيني الذي يضطر الإنسان إلى التصديق به تصديقاً جازماً كمن يشاهد الأمر بنفسه كيف لا يتردد في تصديقه، فكذلك الخبر المتواتر. لذلك كان المتواتر كله مقبولا ولا حاجة إلى البحث عن أحوال رواته.
( السؤال ) مــــا أقســـــام الحديث المتواتر ؟
( الجواب ) ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين هما، لفظي ومعنوي.
1- المتواتر اللفظي: هو ما تواتر لفظه ومعناه. مثل حديث " من كذب علىَّ معتمداً فليتبوأ مقعده من النار " رواه بضعة وسبعون صحابياً .
2- المتواتر المعنوي: هو ما تواتر معناه دون لفظة.
مثل : أحاديث رفع اليدين في الدعاء . فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم نحو مائة حديث. كل حديث منها فيه أنه رفع يديه في الدعاء .لكنها في قضايا مختلفة فكل قضية منها لم تتواتر، والقَدر المشترك بينها ـ وهو الرفع عند الدعاء ـ تواتر باعتبار مجموع الطرق.
( السؤال ) كم عدد الأحاديث المتواترة ؟
( الجواب ) يوجد عدد لا بأس به من الأحاديث المتواترة ، منها حديث الحوض ، وحديث
المسح على الخفين ، وحديث رفع اليدين في الصلاة وحديث نضر الله أمراً، وغيرها كثير ، لكن لو نظرنا إلى عدد أحاديث الآحاد لوجدتا أن الأحاديث المتواترة قليلة جداً النسبة لها .
( السؤال ) مــــا أشهـــــر المصنفــــات في الأحاديـــث المتواترة ؟
( الجواب ) ) أشهر المصنفات فيه :
لقد اعتني العلماء بجمع الأحاديث المتواترة وجعلها في مصنف مستقل ليسهل على الطالب الرجوع إليها. فمن تلك المصنفات:
1- الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة : للسيوطي . وهو مرتب على الأبواب.
2- قطف الأزهار للسيوطي أيضاً . وهو تلخيص للكتاب السابق .
3- نظم المتناثر من الحديث المتواتر : لمحمد بن جعفر الكتاني .
( السؤال ) مــــا تعــــريف خبر الآحاد لغــــــة ؟
( الجواب ) الآحاد جمع أحد بمعني الواحد، وخبر الواحد هو ما يرويه شخص واحد.
( السؤال ) مــــا تعــــريف خبر الآحاد لغــــــة ؟
( الجواب ) ما لم يجمع شروط المتواتر.
( السؤال ) ما حكم العمل في خبر الآحاد ؟
( الجواب ) يفيد العلم النظري ، أي العلم المتوقف على النظر والاستدلال .
( السؤال ) مــــا أقســــام خبــــر الآحاد بالنسبة إلى عدد طرقه ؟
( الجواب ) يقسم خبر الآحاد بالنسبة إلى عدد طرقه إلى ثلاثة أقسام.
1- مشهور.
2- عزيز.
3- غريب.
( السؤال ) مــــا تعـــــريف الحديث المشهــــور لغـــــة ؟
( الجواب ) هو اسم مفعول من " شَهَرْتٌ الأمر " إذا أعلنته وأظهرته وسمى بذلك لظهوره .
( السؤال ) مــــا تعـــــريف الحديث المشهــــور اصطلاحاً ؟
( الجواب ) ما رواه ثلاثة ـ فأكثر في كل طبقة ـ ما لم يبلغ حد التواتر.
( السؤال ) اذكــــــر مثالاً على الحديث المشهور ؟
( الجواب ) حديث: أن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه ..... )
( السؤال ) مــــا تعـــــريف الحديث المستفيض لغـــــة ؟
( السؤال ) اسم فاعل من " استفاض " مشتق من فاض الماء وسمى بذلك لانتشاره.
( السؤال ) مــــا تعـــــريف الحديث المستفيض لغـــــة ؟
( الجواب ) اختلف في تعريفه على ثلاثة أقوال وهي :
1- هو مرادف للمشهور .
2- هو أخص منه ،لأنه يشترط في المستفيض أن يستوي طرفا إسناده ، ولا يشترط ذلك في المشهور.
3- هو أعم منه أي عكس القول الثاني .
( السؤال ) ما المــــراد بالمشهور غير الاصطلاحي ؟
( الجواب ) ويقصد به ما اشتهر على الألسنة من غير شروط تعتبر، فيشمل:
1- ما له إسناد واحد .
2- وما له أكثر من إسناد .
3- وما لا يوجد له إسناد أصلا .
( السؤال ) ما أنواع المشهور الغير اصطلاحي ؟
( الجواب ) له أنواع كثيرة أشهرها :
1- مشهور بين أهل الحديث خاصة : ومثاله حديث أنس أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قنت شهراً بعد الركوع يدعو على رِعْلٍ وذَكْوان.
2- مشهور بين أهل الحديث والعلماء والعوام: مثاله المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.
3- مشهور بين الفقهاء: مثاله حديث أبغض الحلال إلى الله الطلاق.
4- مشهور بين الأصوليين: مثاله حديث رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه صححه ابن حبان والحاكم .
5- مشهور بين النحاة : مثاله حديث نِعْمَ العبدٌ صٌهَيْبُ لو لم يَخَفِ الله لم يَعْصِهِ لا أصل له .
6- مشهور بين العامة : مثاله حديث العجلة من الشيطان أخرجه الترمذي وحسنه .
( السؤال ) مـــــا حكم الحديث المشهور؟
( الجواب ) المشهور الاصطلاحي وغير الاصطلاحي لا يوصف بكونه صحيحاً أو غير صحيح ، بل منه الصحيح ومنه الحسن والضعيف بل والموضوع ، لكن إن صح المشهور الاصطلاحي فتكون له ميزة ترجحه على العزيز والغريب .
( السؤال ) مـــــا أشهـــــر المصنفــــات في الحديث المشهور ؟
( الجواب ) المراد بالمصنفات في الأحاديث المشهورة هو الأحاديث المشهورة على الألسنة وليس المشهورة اصطلاحاً ، ومن هذه المصنفات .
1- المقاصد الحسنة فيما اشتهر على الألسنة للسخاوي .
2- كشف الخفاء ومزيل الإلباس فيما اشتهر من الحديث على السنة الناس للعجلوني .
3- تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث لابن الديبغ الشيباني .
( السؤال ) مــــا تعـــــريف الحديث العزيز لغـــــة ؟
( الجواب ) هو صفة مشبهة من " عَزَّ يَعِزّ" بالكسر أي قَلَّ و نَدَرَ، أو من "عَزَّ يَعّزُّ" بالفتح، أي قوي واشتد، وسمي بذلك أما لقلة وجوده وندرته. وأما لقوته بمجيئه من طريق آخر.
( السؤال ) مــــا تعـــــريف الحديث العزيز اصطلاحا ؟
( الجواب ) أن لا يقل رواته عن اثنين في جميع طبقات السند.
( السؤال ) مــــا شرح تعريف الحديث اصطلاحاً ؟
( الجواب ) يعني أن لا يوجد في طبقة من طبقات السند أقلٌّ من اثنين أما إن وجد في بعض طبقات السند ثلاثة فأكثر فلا يضر ، بشرط أن تبقي ولو طبقة واحدة فيها اثنان ، لأن العبرة لأقل طبقة من طبقات السند .
هذا التعريف هو الراجح كما حرره الحافظ ابن حجر وقال بعض العلماء: إن العزيز هو رواية اثنين أو ثلاثة، فلم يفصلوه عن المشهور في بعض صوره.
( السؤال ) اذكــــــر مثالاً على الحديث المشهور ؟
( الجواب ) ما رواه الشيخان من حديث أنس ، والبخاري من حديث أبي هريرة أن رسول صلي الله عليه وسلم قال : لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين.
ورواه عن أنس قتادة وعبد العزيز بن صهيب ، ورواه عن قتادة شعبة وسعيد ورواه عن عبدالعزيز إسماعيل بن عٌلَيَّه وعبدالوارث ، ورواه عن كل جماعة .
( السؤال ) مــــا أشهــــــر المصنفـــات في الحديث العزيــــــز ؟
( الجواب ) أشهر المصنفات فيه :
لم يصنف العلماء مصنفات خاصة للحديث العزيز، والظاهر أن ذلك لقلته ولعدم حصول فائدة مهمة من تلك المصنفات.
( السؤال ) مـــــا تعريف الحديث الغريب لغة ؟
( الجواب ) هو صفة مشبهة، بمعنى المنفرد، أو البعيد عن أقاربه.
( السؤال ) ما تعريق الحديث الغريب اصططلاحا ؟
( الجواب ) هو ما ينفرد بروايته راوٍ واحد.
( السؤال ) ما شرح تعريف الغريب اصطلاحا ؟
( الجواب ) أي هو الحديث الذي يستقل بروايته شخص واحد، إما في كل طبقة من طبقات السند. أو في بعض طبقات السند ولو في طبقة واحدة، ولا تضر الزيادة عن واحد في باقي طبقات السند،
لأن العبرة للأقل.
فائــــــدة : يطلق كثير من العلماء على الغريب اسماً آخر هو " الفَرْد " على أنهما مترادفان ، وغايَرَ بعض العلماء بينهما ، فجعل كلا منهما نوعا مستقلا ، لكن الحافظ ابن حجر يعتبرهما مترادفين لغة واصطلاحاً إلا أنه قال : إن أهل الاصطلاح غايروا بينهما من حيث كثرة الاستعمال وقلته ، فـ " الفرد " أكثر ما يطلقونه على "الفَرْد المٌطْلَق" و"الغريب " أكثر ما يطلقونه على " الفرْد النَّسْبي "
( السؤال ) ما أقسام الحديث الغريب ؟
( الجواب ) يقسم الغريب بالنسبة لموضع التفرد فيه إلى قسمين هما غريب مٌطْلق وغريب نسبى.
القسم الأول : الغريب المطلق: أو الفرد المطلق.
( السؤال ) ما تعريف الغريب المطلق: أو الفرد المطلق ؟
( الجواب ) هو ما كانت الغرابة في أصل سنده، أي ما ينفرد بروايته شخص واحد في أصل سنده.
( السؤال ) مـــــا مثالـــــه ؟
( الجواب ) حديث إنما الأعمال بالنيات تفرد به عمر بن الخطاب رضي الله عنه : هذا وقد يستمر التفرد إلى آخر السند وقد يرويه عن ذلك المتفرد عدد من الرواة.
القسم الثاني : الغريب النسبي: أو الفرد النسبي.
( السؤال ) مــــا تعريــــــــف الغريب النسبي: أو الفرد النسبي ؟
( الجواب ) هو ما كانت الغرابة في أثناء سنده أي أن يرويه أكثر من راو في أصل سنده ثم ينفرد بروايته راو واحد عن أولئك الرواة.
( السؤال ) مــــا مثال الغريب النسبي؟
( الجواب ) حديث مالك عن الزهري عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم دخل مكة وعلى رأسه المِغْفَر . تفرد به مالك عن الزهري .
( السؤال ) ما سبب التسمية بالغريب النسبي ؟
( الجواب ) لأن التفرد وقع فيه بالنسبة إلى شخص معين .
( السؤال ) ما أنواع الغريب النَّسْبي ؟
( الجواب ) هناك أنواع من الغرابة أو التفرد يمكن اعتبارها من الغريب النسبي ، لأن الغرابة فيها ليست مطلقة وإنما حصلت الغرابة فيها بالنسبة إلى شيء معين ، وهذه الأنواع هي :
1- تفرد ثقة برواية الحديث : كقولهم : لم يروه ثقة إلا فلان .
2- تفرد راو معين عن راو معين: كقولهم: " تفرد به فلان عن فلان " وإن كان مروياً من وجوه أخرى عن غيره.
3- تفرد أهل بلد أو أهل جهة: كقولهم " تفرد به أهل مكة أو أهل الشام"
4- تفرد أهل بلد أو جهة عن أهل بلد أو جهة أخرى: كقولهم: " تفرد به أهل البصرة عن أهل المدينة، أو تفرد به أهل الشام عن أهل الحجاز"3
6- تقسيم آخر له : قسم العلماء الغريب من حيث غرابة السند أو المتن إلى:
1- غريب متناً وإسنادا : وهو الحديث الذي تفرد برواية متنه راو واحد .
2- غريب إسنادا لا متناً : كحديث روى مَتْنَه جماعة من الصحابة ، انفرد واحد بروايته عن صحابي آخر .
وفيه يقول الترمذي : غريب من هذا الوجه .
( السؤال ) في أي الكتب يتواجد الحديث الغريب ؟
( الجواب ) مكان وجود أمثلة كثيرة له.
1- مٌسْنَد البَزَّار .
2- المٌعْجَم الأوسط للطبراني .
( السؤال ) مـــا أشهر المصنفات في الحديث الغريب ؟
( الجواب ) مـــــا يلــــــي :
1- غرائب مالك للدارقطني .
2- الأفرْاد للدارقطني أيضا .
3- السنن التي تفرد بكل سنة منها أهل بلدة لأبي داود السجستاني .
( السؤال ) ما تقسيم خبر الآحاد بالنسبة إلى قوته وضعفه ؟
( الجواب ) ينقسم خبر الآحاد ـ من مشهور وعزيز وغريب ـ بالنسبة إلى قوته وضعفه إلى قسمين وهما:
1- مقبول: وهو ما تَرَجَّح صِدْقٌ المٌخْبِرِ به.
( السؤال ) مــــا حكمــــه ؟
( الجواب ) وجوب الاحتجاج والعمل به.
2- مردود : وهو ما لم يَتَرَجَّح صِدق المٌخْبِرِ به.
( السؤال ) مــــا حكمــــه ؟
( الجواب ) أنه لا يحتج به ولا يجب العمل به ، ولكل من المقبول والمردود أقسام وتفاصيل سأذكرها في فصلين مستقلين إن شاء الله تعالى.
( السؤال ) مــــا أقســــام الخبر المقبول ؟
( الجواب ) يقسم المقبول بالنسبة إلى تفاوت مراتبه إلى قسمين رئيسيين هما: صحيح وحسن. وكلُ منهما يقسم إلى قسمين هما ، لذاته ولغيره ، فَتئٌوْل أقسام المقبول في النهاية إلى أربعة أقسام هي :
1- صحيح لذاته .
2- حسن لذاته .
3- صحيح لغيره.
4- حسن لغيره .
( السؤال ) مــــا تعــــــريف الحديث الصحيح لغــــة ؟
( الجواب ) الصحيح ضد السقيم، وهو حقيقة في الأجسام مجاز في الحديث وسائر المعاني.
( السؤال ) مــــا تعــــــريف الحديث الصحيح اصطلاحاً ؟
( الجواب ) ما اتصل سنده بنقل العَدْل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا عِلَّة.
( السؤال ) مـــــا شــــرح تعريف الحديث الصحيح ؟
( الجواب ) اشتمل التعريف السابق على أمور يجب توفرها حتى يكون الحديث صحيحاً،وهذه الأمور هي:
1- اتصال السند: ومعناه أن كل راو من رواته قد أخذه مباشرة عمن فوقه من أول السند إلى منتهاه.
2- عدالة الرواة: أي أن كل راو من رواته اتصف بكونه مسلماً بالغاً عاقلاً غير فاسق وغير مخروم المروءة.
3- ضبط الرواة : أي أن كل راو من رواته كان تام الضبط ، أما ضبط صدر أو ضبط كتاب .
4- عدم الشذوذ: أي أن لا يكون الحديث شاذاً،والشذوذ هو مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه.
5- عدم العلة: أي أن لا يكون الحديث معلولا، والعلة سبب غامض خفي يقدح في صحة الحديث، مع أن الظاهر السلامة منه.
( السؤال ) مــــــا شـــــروط الحديث الصحيح ؟
( الجواب ) يتبين من شرح التعريف أن شروط الصحيح التي يجب توفرها حتى يكون الحديث صحيحاً خمسة وهي: { اتصال السند ـ عدالة الرواة ـ ضبط الرواة ـ عدم العلة ـ عدم الشذوذ }
فإذا اختل شرط واحد من هذه الشروط الخمسة فلا يسمي الحديث حينئذ صحيحاً .
( السؤال ) اذكــــــر مثالاً علـــــى الحديث الصحيح ؟
( الجواب ) ما أخرجه البخاري في صحيحه قال : حدثنا عبدالله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب بالطور فهذا الحديث صحيح لأن.
أ- سنده متصل : إذ أن كل راو من رواته سمعه من شيخه . وأما عنعنة مالك وابن شهاب وابن جبير فمحمولة على الاتصال لأنهم غير مٌدَلِّسِيْنَ .
ب- ولأن رواته عدول ضابطون : وهذا أوصافهم عند علماء الجرح والتعديل .
1- عبدالله بن يوسف : ثقة متقن
2- مالك بن أنس: إمام حافظ.
3- ابن شهاب الزهري : فقيه حافظ مٌتَّفق على جلالته وإتقانه .
4- محمد بن جبير : ثقة .
5- جٌبَير بن مٌطْعِم : صحابي
د- ولأنه غير شاذ : إذ لم يعارضه ما هو أقوى منه .
هـ- ولأنه ليس فيه علة من العلل .
( السؤال ) مـــــا حكــــــم العمل بالحديث الصحيح ؟
( الجواب ) وجوب العمل به بإجماع أهل الحديث ومن يٌعْتَدَّ به من الأصوليين والفقهاء ، فهو حجة من حجج الشرع ، لا يَسَعٌ المسلم تركٌ العمل به .
( السؤال ) ما المراد بقولهم: هذا حديث صحيح أو هذا حديث غير صحيح ؟
( الجواب ) مـــــا يلــــــــي :
1- المراد بقولهم: هذا حديث صحيح أن الشروط الخمسة السابقة قد تحققت فيه، لا أنه مقطوع بصحته . في نفس الأمر ، لجواز الخطأ والنسيان على الثقة .
2- والمراد بقولهم: هذا حديث غير صحيح أنه لم تتحقق فيه شروط الصحة الخمسة السابقة كلها أو بعضها لا أنه كذب في نفس الأمر. لجواز إصابة من هو كثير الخطأ.
( السؤال ) هل يٌجْزَمٌ في إسناد أنه أصح الأسانيد مطلقاً ؟
( الجواب ) المختار أنه لا يجزم في إسناد أنه أصح الأسانيد مطلقاً، لأن تفاوت مراتب الصحة مبني على تمكن الإسناد من شروط الصحة. ويندر تحقق أعلى الدرجات في جميع شروط الصحة . فالأولي الإمساك عن الحكم لإسناد بأنه أصح الأسانيد مطلقاً، ومع ذلك فقد نقل عن بعض الأئمة القول في أصح الأسانيد، والظاهر أن كل إمام رَجَّح ما قَويَ عنده ، فمن تلك الأقوال أن أصحها :
1- الزٌّهري عن سالم عن أبيه روي ذلك عن اسحق بن راهويه وأحمد .
2- ابن سيرين عن عَبِيْدة عن علي روي ذلك عن ابن المديني والفلاس .
3- الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبدالله روي ذلك عن ابن مَعين .
4- الزهري عن على بن الحسين عن أبيه عن على روي ذلك عن أبي بكر بن أبي شيبة .
5- مالك عن نافع عن ابن عمر روي ذلك عن البخاري.
( السؤال ) ما هو أول مٌصَنَّف في الصحيح المٌجَرَّدِ ؟
( الجواب ) أول مصنف في الصحيح المجرد صحيح البخاري . ثم صحيح مسلم . وهما أصح الكتب بعد القرآن ، وقد أجمعت الأمة على تلقي كتابيهما بالقَبول .
( السؤال ) أيهما أصح البخاري أم مسلم ؟
( الجواب ) البخاري أصحهما، وأكثرهما فوائد وذلك لأن أحاديث البخاري أشد اتصالا وأوثق رجالا، ولأن فيه من الاستنباطات الفقهية والنكت الحكيمة ما ليس في صحيح مسلم.
تنبيـــــه : هذا وكون صحيح البخاري أصح من صحيح مسلم إنما هو باعتبار المجموع وإلا فقد يوجد بعض الأحاديث في مسلم أقوى من بعض الأحاديث في البخاري .
وقيل : إن صحيح مسلم أصح ، والصواب هو القول الأول .
( السؤال ) هل استوعبا الصحيح أو التزماه ؟
( الجواب ) لم يستوعب البخاري ومسلم الصحيح في صحيحيهما ، ولا التزماه ، فقد قال البخاري ما أدخلت في كتابي الجامع إلا ما صح وتركت من الصحاح لحال الطول وقال مسلم ليس كل شيء عندي صحيح وضعته ههنا ، إنما وضعت ما أجمعوا عليه.
( السؤال ) هل فاتهما شيء كثير أو قليل من الصحيح ؟
( الجواب ) قال الحافظ ابن الأخرم : لم يَفٌتْهما إلا القليل وأُنْكٍرَ هذا عليه .
والصحيح أنه فاتهما شيء كثير، فقد نقل عن البخاري أنه قال وما تركت من الصحاح أكثر وقال أحفظ مائة ألف حديث صحيح ومائتي ألف حديث غير صحيح.
( السؤال ) كم عِدَّة الأحاديث في كل منهما ؟
1- البخاري: جملة ما فيه سبعة آلاف ومائتان وخمسة وسبعون حديثاً بالمكررة، وبحذف المكررة أربعة آلاف.
2- مسلم: جملة ما فيه اثنا عشر ألفاً بالمكررة وبحذف المكررة نحو أربعة آلاف.
( السؤال ) أين نجد بقية الأحاديث الصحيحة التي فاتت البخاري ومسلماً ؟
( الجواب ) نجدها في الكتب المعتمدة المشهورة كصحيح ابن خزيمة وصحيح ابن حبان ومستدرك الحاكم والسنن الأربعة وسنن الدارقطني والبيهقي وغيرها .
ولا يكفي وجود الحديث في هذه الكتب ، بل لا بد من التنصيص على صحته ، إلا في كتاب من شَرَطَ الاقتصار على إخراج الصحيح ، كصحيح ابن خزيمة .
( السؤال ) ما هو مستدرك الحاكم ؟
( الجواب ) هو كتاب ضخم من كتب الحديث ، ذكر مؤلفه فيه الأحاديث الصحيحة التي على شرط واحد الأحاديث الصحيحة عنده وان لم تكن على شرط واحد منهما ، مٌعَبِّراً عنها بأنها صحيحة الإسناد ، وربما ذكر بعض الأحاديث التي لم تصح ، لكنه نبه عليها ، وهو متساهل في التصحيح ، فينبغي أن يٌتَتَبَّع ويٌحْكَمَ على أحاديثه بما يليق بحالها ، ولقد تتبعه الذهبي وحكم على أكثر أحاديثه بما يليق بحالها ، ولا يزال الكتاب بحاجة إلى تتبع وعناية .
( السؤال ) ما هو صحيح ابن حبان : ؟
( الجواب ) هذا الكتاب ترتيبه مٌخْتَرَع ، فليس مرتباً على الأبواب ولا على المسانيد ، ولهذا أسماء التقاسيم والأنواع والكشف على الحديث من كتابه هذا عَسِر جداً ، وقد رتبه بعض المتأخرين على الأبواب ، ومصنفه متساهل في الحكم على الحديث بالصحة لكنه أقل تساهلا من الحاكم .
( السؤال ) ما هو صحيح ابن خزيمة ؟
( الجواب ) هو أعلى مرتبة من صحيح ابن حبان لشدة تحريه حتى أنه يتوقف في التصحيح لأدني كلام في الإسناد.
( السؤال ) ما هو موضوع المستخرج ؟
( الجواب ) هو أن يأتي المصنِّف إلى كتاب من كتب الحديث ، فيخرِّج أحاديثه بأسانيد لنفسه من غير طريق صاحب الكتاب ، فيجتمع معه في شيخه أو من فوقه.
( السؤال ) ما أشهر المستخرجات على الصحيحين ؟
( الجواب ) مـــــا يلـــــــي :
1- المستخرج لأبي بكر الاسماعيلي على البخاري .
2- المستخرج لأبي عوانة الاسفراييني على مسلم .
3- المستخرج لأبي نعيم الأصبهاني على كل منهما .
( السؤال ) هل التزم أصحاب المستخرجات فيها موافقة الصحيحين في الألفاظ ؟
( الجواب ) لم يلتزم مصنفوها موافقتهما في الألفاظ ، لأنهم إنما يروون الألفاظ التي وصلتهم من طريق شيوخهم لذلك فقد حصل فيها تفاوت قليل في بعض الألفاظ .
وكذلك ما أخرجه المؤلفون القدامى في تصانيفهم المستقلة كالبيهقي والبغوي وشبههما قائلين : رواه البخاري أو رواه مسلم فقد وقع في بعضه تفاوت في المعني وفي الألفاظ ، فمرادهم من قولهم رواه البخاري ومسلم أنهما رويا أصله .
( السؤال ) هل يجوز أن ننقل من الميخرجات حديثاً ونعزوه إليهما ؟
( الجواب ) بناء على ما تقدم فلا يجوز لشخص أن ينقل من المستخرجات أو الكتب المذكورة آنفاً حديثاً ويقول رواه البخاري أو مسلم إلا بأحد أمرين :
1- أن يقابِل الحديث بروايتهما.
2- أو يقول صاحب المستخرَج أو المصنِّف أخرجاه بلفظه.
( السؤال ) ما فوائد المستخرجات على الصحيحين ؟
( الجواب ) للمستخرجات على الصحيحين فوائد كثيرة تقارب العشرة ، ذكرها السيوطي في تدريبه وإليك أهمها:
1- علو الإسناد: لأن مصنف المستخرج لو روي حديثاً من طريق البخاري مثلا لوقع أنزل من الطريق الذي رواه به في المستخرج.
2- الزيادة في قدر الصحيح : لما يقع من ألفاظ زائدة وتتمات في بعض الأحاديث.
3- القوة بكثرة الطرق : وفائدتها الترجيح عند المعارضة .
( السؤال ) مر بنا أن البخاري ومسلماً لم يُدْخِلا في صحيحيهما إلا ما صح وأن الأمة تلقت كتابيهما بالقبول . فما هي الأحاديث المحكوم بصحتها والتي تلقتها الأمة بالقبول يا تري ؟
( الجواب ) أن ما روياه بالإسناد المتصل فهو المحكوم بصحته . وأما ما حذف من مبدأ إسناده راو أو أكثر ـ ويسمي المٌعَلَّق وهو في البخاري كثير ، لكنه في تراجم الأبواب ومقدمتها ، ولا يوجد شيء منه في صلب الأبواب البته ، أما في مسلم فليس فيه من ذلك إلا حديث واحد في باب التيمم لم يصله في موضع آخر ـ فحكمه كما يلي :
1- فما كان منه بصيغة الجزم: كقال وأمر وذكر، فهو حكم بصحته عن المضاف إليه.
2- وما لم يكن فيه جزم : كيروى ويذكر ويحكي ، وروي وذكر فليس فيه حكم بصحته عن المضاف إليه ، ومع ذلك فليس فيه حديث واه لإدخاله في الكتاب المسمي بالصحيح .
( السؤال ) مراتب الصحيح ؟
( الجواب ) مــا يلـــــي :
مر بنا أن بعض العلماء ذكروا أصح الأسانيد عندهم ، فبناء على ذلك وعلى تمكن باقي شروط الصحة يمكن أن يقال أن للحديث الصحيح مراتب .
1- فأعلي مراتبه ما كان مروياً بإسناد من أصح الأسانيد ، كمالك عن نافع عن ابن عمر.
2- ودون ذلك رتبة ما كان مروياً من طريق رجال هم أدني من رجال الإسناد الأول ، كراوية سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة .
3- ودون ذلك رتبة ما كان من رواية من تحققت فيهم أدني ما يصدق عليهم وصف الثقة، كرواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة .
ويلتحق بهذه التفاصيل تقسيم الحديث الصحيح إلى سبع مراتب وهي:
1- ما اتفق عليه البخاري ومسلم ( وهو أعلى المراتب ).
2- ثم ما انفرد به البخاري.
3- ثم ما انفرد به مسلم.
4- ثم ما كان على شرطهما ولم يخرجاه .
5- ثم ما كان على شرط البخاري ولم يخرجه .
6- ثم ما كان على شرط مسلم ولم يخرجه
7- ثم ما صح عند غيرهما من الأئمة كابن خزيمة وابن حبان مما لا يكن على شرطهما .
( السؤال ) ما شرط الشيخين ؟
( الجواب ) لم يٌفصح الشيخان عن شرط شرطاه أو عيناه زيادة على الشروط المتفق عليها في الصحيح، لكن الباحثين من العلماء ظهر لهم من التتبع والاستقراء لأساليبهما ما ظنه كل منهم أنه شرطهما أو شرط واحد منهما.
وأحسن ما قيل في ذلك أن المراد بشرط الشيخين أو أحدهما أن يكون الحديث مروياً من طريق رجال الكتابين أو أحدهما مع مراعاة الكيفية التي التزمها الشيخان في الرواية عنهم .
( السؤال ) معنى قولهم مٌتَّفَقُ عليه ؟
( الجواب ) إذا قال علماء الحديث عن حديث " متفق عليه فمرادهم اتفاق الشيخين ، أي اتفاق الشيخين على صحته ، لا اتفاق الأمة إلا أن ابن الصلاح قال : لكن اتفاق الأمة عليه لازِمُ من ذلك وحاصل معه ، لاتفاق الأمة على تلقي ما اتفقا عليه بالقبول.
( السؤال ) هل يشترط في الصحيح أن يكون عزيزاً ؟
( الجواب ) الصحيح أنه لا يشترط في الصحيح أن يكون عزيزاً ، بمعنى أن يكون له إسنادان ، لأنه يوجد في الصحيحين وغيرهما أحاديث صحيحة وهي غريبة ،وزعم بعض العلماء ذلك كأبي على الجٌبَّائي المعتزلي والحاكم ، وقولهم هذا خلاف ما اتفقت عليه الأمة .
( السؤال ) ما تعريف الحديث الحسن لغـــــة ؟
( الجواب ) هو صفة مشبهة من الحٌسْن بمعنى الجَمال ؟
( السؤال ) ما تعريف الحديث الحسن اصطلاحا ؟
( الجواب ) اختلفت أقوال العلماء في تعريف الحسن نظراً لأنه متوسط بين الصحيح والضعيف، ولأن بعضهم عرَّف أحد قسميه، وسأذكر بعض تلك التعريفات ثم اختار ما أراه أوفق من غيره.
1- تعريف الخطابي: هو ما عٌرِفَ مَخْرَجٌهٌ، واشتهر رجاله، وعليه مَدَار أكثر الحديث، وهو الذي يقبله أكثر العلماء، ويستعمله عامة الفقهاء
2- تعريف الترمذي : كل حديث يٌرْوَى ، لا يكون في إسناده من يٌتَّهَمٌ بالكذب ، ولا يكون الحديث شاذا ، ويٌرْوَى من غير وجه نحو ذلك ، فهو عندنا حديث حسن
3- تعريف ابن حَجَر : قال وخبر الآحاد بنقل عدل تام الضبط متصل السند غير معلل ولا شاذ هو الصحيح لذاته ، فان خَف الضبط ، فالحَسَنٌ لذاته
قلت : فكأن الحَسَنَ عند ابن حجر هو الصحيح إذا خَفََّ ضبط روايه ، أي قَلَّ ضبطه ، وهو خير ما عرف به الحسن ، أما تعريف الخطابي فعليه انتقادات كثيرة ، والأصل في تعريفه أن يٌعَرََّف الحسن لذاته ، لأن الحسن لغيره ضعيف في الأصل ارتقى إلى مرتبة الحسن لانجباره بتعدد طرقه . تعريفه المٌخْتَار: ويمكن أن يٌعَرَّفَ الحسنٌ بناء على ما عَرَّفه به ابن حجر بما يلي: هو ما اتصل سنده بنقل العدل الذي خَفَّ ضبطه عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة .
( السؤال ) ما حكم العمل بالحديث الحسن ؟
( الجواب ) هو كالصحيح في الاحتجاج به ، وان كان دونه في القوة لذلك احتج به جميع الفقهاء ، وعملوا به ، وعلى الاحتجاج به معظم المحدثين والأصوليين إلا من شذ من المتشددين وقد أدرجه بعض المتساهلين في نوع الصحيح كالحاكم وابن حبان وابن خزيمة ، مع قولهم بأنه دون الصحيح المٌبَيَّنِ أولا.
( السؤال ) ما مثــــال الحديث الحســـــن ؟
( الجواب ) ما أخرجه الترمذي قال : حدثنا قتيبة حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي عن أبي عمران الجوني عن أبي بكر بن أبي موسي الأشعري قال : سمعت أبي بحضرة العدو يقول : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف ..... الحديث ، فهذا الحديث قال عنه الترمذي : هذا حديث حسن غريب .
وكان هذا الحديث حسناً لأن رجال إسناده الأربعة ثقات إلا جعفر بن سليمان الضبعي فإنه حسن الحديث لذلك نزل الحديث عن مرتبة الصحيح إلى الحسن .
( السؤال ) مـــــا مراتــــــب الحديث الحسن ؟
( الجواب ) كما أن للصحيح مراتب يتفاوت بها بعض الصحيح عن بعض، كذلك فان للحسن مراتب، وقد جعلها الذهبي مرتبتين فقال:
1- فأعلى مراتبه : بَهْزٌ بن حكيم عن أبيه عن جده ، وعمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده ، وابن اسحق عن التيمي ، وأمثال ذلك مما قيل أنه صحيح ، وهو من أدني مراتب الصحيح .
2- ثم بعد ذلك ما اختلف في تحسينه وتضعيفه : كحديث الحارث بن عبدالله ، وعاصم بن ضَمْرَة وحجاج ابن أرطاة ونحوهم .
( السؤال ) ما مرتبة قولهم: حديث صحيح الإسناد أو حسن الإسناد ؟
( الجواب ) مـــــا يلــــــي :
1- قول المحدثين : هذا حديث صحيح الإسناد دون قولهم : هذا حديث صحيح.
2- وكذلك قولهم: هذا حديث حسن الإسناد دون قولهم: هذا حديث حسن.
لأنه قد يصح أو يحسن الإسناد .دون المتن لشذوذ أو علة . فكأن المحدث إذا قال : هذا حديث صحيح قد تكفل لنا بتوفر شروط الصحة الخمسة في هذا الحديث أما إذا قال : هذا حديث صحيح الإسناد فقد تكفل لنا بتوفر شروط ثلاثة من شروط الصحة وهي : اتصال الإسناد ، وعدالة الرواة وضبطهم ، أما نفي الشذوذ ونفى العلة عنه فلم يتكفل بهما لأنه لم يتثبت منهما.
لكن لو اقتصر حافظ مٌعْتَمَد على قوله: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يٌذْكَرْ له علة، فالظاهر صحة المتن، لأن الأصل عدم العلة وعدم الشذوذ.
( السؤال ) معنى قول الترمذي وغيره حديث حسن صحيح ؟
إن ظاهر هذه العبارة مٌشْكِل ، لأن الحسن يتقاصر عن درجة الصحيح ، فكيف يٌجْمَعٌ بينهما مع تفاوت مرتبتهما ؟ ولقد أجاب العلماء عن مقصود الترمذي من هذه العبارة بأجوبة متعددة أحسنها ما قاله الحافظ ابن حجر ، وارتضاه السيوطي .
وملخصه ما يلي :
1- إن كان للحديث اسنادان فأكثر فالمعني حسن باعتبار اسناد ، صحيح باعتبار اسناد آخر .
2- وان كان له اسناد واحد فالمعني حسن عند قوم ، صحيح عند قوم آخرين .
فكأن القائل يشير إلى الخلاف بين العلماء في الحكم على هذا الحديث، أو لم يترجح لديه الحكم بأحدهما.
( السؤال ) ما تقسم البَغَوي أحاديث المصابيح ؟
دَرَجَ الإمام البغوي في كتابه المصابيح على اصطلاح خاص له، وهو أنه يرمز إلى الأحاديث التي في الصحيحين أو أحدهما بقوله: صحيح وإلى الأحاديث التي في السنن الأربعة بقوله حسن وهو اصطلاح لا يستقيم مع الاصطلاح العام لدى المحدثين، لأن في السنن الأربعة الصحيح والحسن والضعيف والمنكر، لذلك نبه ابن الصلاح والنووي على ذلك، فينبغي على القارئ في كتاب المصابيح أن يكون على علم من اصطلاح البغوي الخاص في هذا الكتاب عند قوله عن الأحاديث: صحيح أو حسن .
( السؤال ) ما الكتب التي هي موضع وجود الحسن ؟
( الجواب ) لم يفرد العلماء كتباً خاصة بالحديث الحسن المٌجَرَّد كما افردوا الصحيح المجرد في كتب مستقلة لكن هناك كتباً يكثر فيها وجود الحديث الحسن. فمن أشهر هذه الكتب :
1- جامع الترمذي : المشهور بـ سنن الترمذي فهو أصل في معرفة الحسن ، والترمذي هو الذي شهره في هذا الكتاب وأكثر من ذكره .
لكن ينبغي التنبه إلى أن نٌسَخَهٌ تختلف في قوله حسن صحيح ونحوه، فعلى طالب الحديث العناية باختيار النسخة المحققة والمقابلة على أصول معتمدة.
2- سنن أبي داود : فقد ذكر في رسالته إلى أهل مكة : أنه يذكر فيه الصحيح وما يشبهه ويقاربه ، وما كان فيه وَهَنُ شديد بَيَّنّهٌ، وما لم يذكر فيه شيئاً فهو صالح. فبناء على ذلك، إذا وجدنا فيه حديثاً لم يبين هو ضعفه ، ولم يصححه أحد من الأئمة المعتمدين فهو حسن عند أبي داود .
3- سنن الدار قطني : فقد نص الدارقطني على كثير منه في هذا الكتاب .
( السؤال ) ما تعريف الحديث الصحيح لغيره ؟
هو الحسن لذاته إذا رٌويَ من طريق آخر مِثْلٌهٌ أو أقوى منه . وسٌمى صحيحاً لغيره لأن الصحة لم تأت من ذات السند ، وإنما جاءت من انضمام غيره له .
( السؤال ) ما مرتبة الحديث الصحيح لغيـــــره ؟
( الجواب ) هو أعلي مرتبة من الحسن لذاته ، ودون الصحيح لذاته .
( السؤال ) مـــــا مثــــال الحديث الحسن ؟
( الجواب ) حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة.
قال ابن الصلاح : فمحمد بن عمرو بن علقمة من المشهورين بالصدق والصيانة ، لكنه لم يكن من أهل الإتقان حتى ضعفه بعضهم من جهة سوء حفظه ، ووثقه بعضهم لصدقه وجلالته ، فحديثه من هذه الجهة حسن ، فلما انضم إلى ذلك كونه رٌويَ من أَوْجٌهِ أٌخَرَ زال بذلك ما كنا نخشاه عليه من جهة سوء حفظه ، وانجبر به ذلك النقص اليسير، فصح هذا الإسناد ، والتحق بدرجة الصحيح
( السؤال ) ما تعريف الحَسَن لِغَيْره ؟
( الجواب ) هو الضعيف إذا تعددت طرقه، ولم يكن سببُ ضعفه فِسْقَ الراوي أو كَذِبَهٌ.
يستفاد من هذا التعريف أن الضعيف يرتقى إلى درجة الحسن لغيره بأمرين هما:
1- أن يٌرْوَيِ من طريق آخر فأكثر ، على أن يكون الطريقٌ الآخر مثله أو أقوى منه.
2- أن يكون سببٌ ضعف الحديث إما سوء حفظ راويه أو انقطاع في سنده أو جهالة في رجاله .
( السؤال ) مـا مرتبــــة الحديث الحسن لغيــــره ؟
( الجواب ) الحسن لغيره أدني مرتبة من الحسن لذاته .
وينبني على ذلك أنه لو تعارض الحسن لذاته مع الحسن لغيره قٌدَّمَ الحسنٌ لذاته .
( السؤال ) مـــا حكم الحديث الحسن لغيـــره ؟
( الجواب ) هو من المقبول الذي يٌحْتَجٌّ به .
( السؤال ) مـــا مثال الحديث الحسن لغيره ؟
( الجواب ) ما رواه الترمذي وحَسَّنَه من طريق شعبة عن عاصم بن عبيد الله عن عبدالله بن عامر بن ربيعة عن أبيه أن امرأة من بني فَزَارَةَ تزوجت على نَعْلَيْنِ فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : أرضيتِ من نَفْسِكِ ومالِكِ بنعلينِ ؟ قالت : نعم ، فأجاز
قال الترمذي : وفي الباب عن عمر وأبي هريرة وعائشة وأبي حَدْرَدٍ.
فعاصم ضعيف لسوء حفظه ، وقد حسن له الترمذي هذا الحديث لمجيئه من غير وجه.
( السؤال ) ما أقسام خَبَر الآحاد المَقبٌول المٌتَحفٌ بالقَرائِن ؟
( الجواب ) الخبر المحتف بالقرائن أنواع ، أشهرها :
أ- ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما مما لم يبلغ حد المتواتر فقد احتف به قرائن منها :
1- جلالتهما في هذا الشأن .
2- تقدمهما في تمييز الصحيح على غيرهما .
3- تلقى العلماء لكتابيهما بالقبول، وهذا التلقي وحده أقوى في إفادة العلم من مجرد كثرة الطرق القاصرة عن التواتر ؟
ب- المشهور إذا كانت له طرق متباينة سالمة كلها من ضعف الرواة والعلل .
ت- الخبر المسلسل بالأئمة الحفاظ المتقنين حيث لا يكون غريبا:
كالحديث الذي يرويه الإمام احمد عن الإمام الشافعي ويرويه الشافعي عن الإمام مالك ويشارك الإمام أحمد غيره في الرواية عن الإمام الشافعي، ويشارك الإمام الشافعي كذلك غيره في الرواية عن الإمام مالك.
( السؤال ) ما حكم خبر الآحاد التي احتفت به القرائن ؟
( الجواب ) هو أرجح من أي خبر مقبول من أخبار الآحاد ، فلو تعارض الخبر المحتف القرائن مع غيره من الأخبار المقبولة قدم الخبر المحتف بالقرائن .
( السؤال ) مـــا أقســـام الخبر المقبول ؟
( الجواب ) ينقسم الخبر المقبول إلى قسمين: معمول به وغير معمول به، وينبثق عن ذلك نوعان من أنواع علوم الحديث وهما: المٌحْكَم ومٌخْتَلفٌ الحديث و الناسخ والمنسوخ.
( السؤال ) ما تعريف المٌحْكَم ؟
( الجواب ) هو اسم مفعول به أَحْكَم بمعني أَتْقَنَ.
( السؤال ) مـــا تعريف الحديث المحكم اصطلاحا ؟
( الجواب ) هو الحديث المقبول الذي سَلِمَ من معارضة مِثْلِهِ .
وأكثر الأحاديث من هذا النوع ، وأما الأحاديث المتعارضة المختلفة فهي قليلة بالنسبة لمجموع الأحاديث.
( السؤال ) ما تعريف مٌخْتَلِف الحديث لغـــة ؟
( الجواب ) هو اسم فاعل من الاختلاف ضد الاتفاق ، ومعنى مختلف الحديث : أي الأحاديث التي تصلنا ويخالف بعضها بعضاً في المعني ، أي يتضادَّان في المعنى .
( السؤال ) مـــا تعريف مٌخْتَلِف الحديث اصطلاحاً ؟
( الجواب ) هو الحديث المقبول المٌعَارَض بمثله مع إمكان الجمع بينهما .
أي هو الحديث الصحيح أو الحسن الذي يجيء حديث آخر مثله في المرتبة والقوة ويناقضه في يجمعوا بين مدلوليهما بشكل مقبول.
( السؤال ) ما مثال مٌخْتَلِف الحديث ؟
( الجواب ) مـــــا يلـــــــي :
1- حديث لا عَدْوَى ولا طِيَرَةَ .... الذي أخرجه مسلم مع
2- حديث فِرَّ من المَجذْوم فِرَارَكَ من الأسَدِ الذي رواه البخاري .
فهذان حديثان صحيحان ظاهرهما التعارض ، لأن الأول ينفي العدوى ، والثاني يثبتها ، وقد جمع العلماء بينهما ووفقوا بين معناهما على وجوه متعددة ، أذكر هنا ما اختاره الحافظ ابن حجر ، وٌمفادٌه ما يلي :
( السؤال ) مــــا كيفيـــــة الجمــــع ؟
( الجواب ) أن يقال : أن العدوى منفية وغير ثابتة ، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم : لا يٌعْدِي شيء شيئاً وقوله لمن عارضه بأن البعير الأجرب يكون بين الإبل الصحيحة فيخالطها فتجرب : فمن أعدى الأول ؟
يعني أن الله تعالى ابتدأ ذلك المرض في الثاني كما ابتدأه في الأول . وأما الأمر بالفرار من المجذوم فمن باب سدِّ الذرائع ، أي لئلا يتفق للشخص الذي يخالط ذلك المجذوم حصول شيء له من ذلك المرض بتقدير الله تعالى ابتداء لا بالعدوى المنفية ، فيظن أن ذلك كان بسبب مخالطته له ، فيعتقد صحة العدوى ، فيقع في الإثم، فأٌمِرَ بتجنب المجذوم دفعاً للوقوع في هذا الاعتقاد الذي يسبب الوقوع في الإثم.
ماذا يجب على من وجد حديثين متعارضين مقبولين ؟
( الجواب ) عليه أن يتبع المراحل الآتية:
أ- إذا أمكن الجمع بينهما: تَعَيَّنَ الجمعٌ ، ووجب العمل بهما .
ب- إذا لم يمكن الجمع بوجه من الوجوه.
1- فان عٌلِمَ أحدٌهما ناسخاً : قدمناه وعملنا به ، وتركنا المنسوخ .
2- وان لم يٌعْلَم ذلك : رجحنا أحدهما على الآخر بوجه من وجوه الترجيح التي تبلغ خمسين وجهاً أو أكثر ، ثم عملنا بالراجح .
3- وان لم يترجح أحدهما على الآخر: ـ وهو نادر ـ توقفنا عن العمل بهما حتى يظهر لنا مرجح.
( السؤال ) مـــا أهميــــة فن الجمع بين الاحاديث المتعارضــة ؟
( الجواب ) هذا الفن من أهم علوم الحديث ، إذ يضطر إلى معرفته جميع العلماء وإنما يكمل له ويمهر فيه الأئمة الجامعون بين الحديث والفقه ، والأصوليون الغواصون على المعاني الدقيقة ، وهؤلاء هم الذين لا يٌشْكِلٌ عليهم منه إلا النادر .
وتعارض الأدلة قد شغل العلماء، وفيه ظهرت موهبتهم ودقة فهمهم وحسن اختيارهم. كما زَلَّتْ فيه أقدام من خاض غِمَارَه من بعض المتطفلين على موائد العلماء .
( السؤال ) ما أشهر المصنفات في الأحاديث المتعارضة ؟
( الجواب ) مــــا يلـــــي :
1- اختلاف الحديث : للإمام الشافعي ، وهو أول من تكلم وصنف فيه .
2- تأويل مختلف الحديث : لابن قتيبة . عبدالله بن مسلم .
3- مشكل الآثار : للطحاوي . أبي جعفر أحمد بن سلامة .
ناسِخٌ الحَديثِ وَمَنسٌوخٌه
( السؤال ) تعريف النسخ ؟
( الجواب ) له معنيان : الإزالة . ومنه نَسَخَت الشمسٌ الظلَّ. أي إزالته والنقل، ومنه نسختً الكتابَ، إذا نقلتٌ ما فيه، فكأنَّ الناسخ قد أزال المنسوخ أو نقله إلى حكم آخر.
( السؤال ) مـــا تعــــــريف النسخ اصطلاحا ً ؟
( الجواب ) رَفْعٌ الشارع حكما منه متقدماً بحكم منه متأخر.
( السؤال ) مــــا أهميت النسخ وصعوبته وأشهر المٌبَرِّزين فيه ؟
( الجواب ) معرفة ناسخ الحديث من منسوخه فن مهم صعب فقد قال : الزهري : " أَعْيا الفقهاء وأعجزهم أن يعرفوا ناسخ الحديث من منسوخه "
وأشهر المبرزين فيه هو الإمام الشافعي . فقد كانت له فيه اليد الطولى والسابقة الأولى . قال الإمام أحمد لابن وَارَةَ ـ وقد قدم من مصر ـ كتبتَ كٌتٌبَ الشافعي ؟ قال : لا ، قال: فَرِّطْتَ ما علمنا المٌجْمَلَ من المٌفَسَّرِ ، ولا ناسخ الحديث من منسوخه حتى جالسنا الشافعي .
( السؤال ) بم يٌعْرَفٌ الناسخ من المنسوخ ؟
( الجواب ) يعرف ناسخ الحديث من منسوخه بأحد هذه الأمور :
1- بتصريح رسول الله صلي الله عليه وسلم : كحديث بٌرَيْدَةَ في صحيح مسلم " كنتُ نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكِّر الآخرة " .
2- بقول صحابي : كقول جابر بن عبدالله رضي الله عنه : كان آخِرَ الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم تَرْكٌ الوضوء مما مست النار أخرجه أصحاب السنن .
3- بمعرفة التاريخ : كحديث شدَّاد بن أوس أفطر الحاجم والمحجوم نُسِخَ بحديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو مُحرِمُ صائم فقد جاء في بعض طرق حديث شداد أن ذلك كان زمن الفتح وأن ابن عباس صحبه في حجة الوداع .
4- بدلالة الإجماع : كحديث من شرب الخمر فاجلدوه فان عاد في الرابعة فاقتلوه قال النووي
دَلَّ الإجماع على نسخه
والإجماع لا يَنْسَخٌ . ولا يٌنْسَخَ. ولكن يدل على ناسخ .
( السؤال ) أشهر المصنفات في علم النسخ ؟
( الجواب ) مـــــا يلـــــــي :
1- الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار لأبي بكر محمد ابن موسى الحازمي .
2- الناسخ والمنسوخ للإمام احمد.
تجريد الأحاديث المنسوخة لابن الجوزي .
الخبر المردود وأسباب رده
( السؤال ) مــــا تعــــــريف الخبر المردود ؟
( الجواب ) هو الذي لم يَتَرَجَّحْ صِدْق المٌخْبِرِ به. وذلك بفقد شرط أو أكثر من شروط القبول التي مرت بنا في بحث الصحيح.
( السؤال ) ما أقسام الخبرالمردود وأسباب رده ؟
( الجواب ) لقد قسم العلماء الخبر المردود إلى أقسام كثيرة ، وأطلقوا على كثير من تلك الأقسام أسماء خاصة بها ، ومنها ما لم يطلقوا عليها اسما خاصاً بها بل سموها باسم عام هو الضعيف .
أما أسباب رد الحديث فكثيرة، لكنها ترجع بالجملة إلى أحد سببين رئيسيين هما:
1- سَقْط من الإسناد .
2- طعن في الراوي .
وتحت كل من هذين السببين أنواع متعددة ، سأتكلم عنها بأبحاث مستقلة مفصلة إن شاء الله تعالى مبتدئاً ببحث الضعيف الذي يعتبر هو الاسم العام لنوع المردود .
( السؤال ) مــــا تعريف الحديث الضعيف لغــــــة ؟
( الجواب ) ضد القوى، والضعف حسي ومعنوي، والمراد به هنا الضعف المعنوي.
( السؤال ) مــــا تعريف الحديث الضعيف لغــــــة ؟
( الجواب ) هو ما لم يجمع صفة الحسن، بفقد شرط من شروطه.
قال البيقوني في منظومته :
وكلٌّ ما عن رتبة الحٌسْنِ قَصٌر فهو الضعيف وهو أقسام كٌثٌر
( السؤال ) ما تفاوت الحديث الضعيف ؟
( الجواب ) يتفاوت ضعفه بحسب شدة ضعف رواته وخفته كما يتفاوت الصحيح ، فمنه الضعيف، ومنه الضعيف جدا ومنه الواهي ، ومنه المنكر ، وشر أنواعه الموضوع.
( السؤال ) ما أَوْهَي الأسانيد الضعيفة ؟
( الجواب ) ذكر الحاكم النيسابوري جملة كبيرة من أوهي الأسانيد بالنسبة إلى بعض الصحابة أو بعض الجهات والبلدان ، وأذكر بعض الأمثلة من كتاب الحاكم وغيره :
1- أوهي الأسانيد بالنسبة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه صدقة بن موسي الدقيقي عن فرقد السبخي عن مرة الطيب عن أبي بكر .
2- أوهي أسانيد الشاميين محمد بن قيس المصلوب عن عبيد الله بن زحْر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة.
3- أوهي أسانيد ابن عباس رضي الله عنه السٌّدَّي الصغير محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال الحافظ ابن حجر : هذه سلسلة الكذب لا سلسلة الذهب.
( السؤال ) مـــــا مثـــــال الحديث الضعيف ؟
( الجواب ) ما أخرجه الترمذي من طريق حَكيم الأثْرَم عن أبي تميمة الهَجَيْمي عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : من أتي حائضاً أو امرأة في دبرها أو كاهنا فقد كفر بما أنزل على محمد ثم قال الترمذي بعد إخراجه لا نعرف هذا الحديث إلا من حديث حكيم الأثرم عن أبي تميمة الهجيمي عن أبي هريرة ثم قال وَضعَّفَ محمد5 هذا الحديث من قِبَلِ إسناده قلت لأن في إسناده حكيماً الأثرم وقد ضعفه العلماء ، فقد قال عنه الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب فيه لِيْن .
( السؤال ) ما حكم رواية الحديث الضعيف ؟
( الجواب ) يجوز عند أهل الحديث وغيرهم رواية الأحاديث الضعيفة والتساهل في أسانيدها من غير بيان ضعفها ـ بخلاف الأحاديث الموضوعة فأنه لا يجوز روايتها إلا مع بيان وضعها ـ بشرطين .
1- أن لا تتعلق بالعقائد، كصفات الله تعالى.
2- أن لا تكون في بيان الأحكام الشرعية مما يتعلق بالحلال والحرام .
يعني يجوز روايتها في مثل المواعظ والترغيب والترهيب والقصص وما أشبه ذلك ، وممن رٌوي عنه التساهل في روايتها سفيان الثوري وعبدالرحمن بن مَهدي وأحمد بن حنبل
وينبغي التنبه إلى أنك إذا رويتها من غير إسناد فلا تقل فيها : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وإنما تقول : رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا ، أو بلغنا عنه كذا وما أشبه ذلك لئلا تجزم بنسبة ذلك الحديث للرسول وأنت تعرف ضعفه .
( السؤال ) ما حكم العمل بالحديث الضعيف ؟
( الجواب ) اختلف العلماء في العمل بالحديث الضعيف، والذي عليه جمهور العلماء أنه يستحب العمل به في فضائل الأعمال لكن بشروط ثلاثة، أوضحها الحافظ ابن حجر وهي:
1- أن يكون الضعف غير شديد .
2- أن يندرج الحديث تحت أصل معمول به.
3- أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته، بل يعتقد الاحتياط.
( السؤال ) ما أشهر المصنفات التي هي مَظِنَّة الضعيف ؟
( الجواب ) مـــــا يلـــــــي :
1- الكتب التي صٌنِّفَتْ في بيان الضعفاء : ككتاب الضعفاء لابن حبان ، وكتاب ميزان الاعتدال للذهبي فأنهم يذكرون أمثلة للأحاديث التي صارت ضعيفة بسبب رواية أولئك الضعفاء لها .
2- الكتب التي صٌنِّفت في أنواع من الضعيف خاصة : مثل كتب المراسيل والعلل والمٌدْرَج، غيرها ككتاب المراسيل لأبي داود ، وكتاب العلل للدارقطني .
المبْحَث الثَاني
المردود بسبب سَقْط من الإسناد
( السؤال ) ما المراد بالسَّقْط من الإسناد ؟
( الجواب ) المراد بالسَّقْط من الإسناد انقطاع سلسلة الإسناد بسقوط راو أو أكثر عمداً من بعض الرواة أو عن غير عمد ، من أول السند أو من آخره أو من أثنائه ، سقوطاً ظاهراً أو خفياً .
السؤال ) ما أنواع السقط ؟
( الجواب ) يتنوع السقط من الإسناد بحسب ظهور ، وخفائه إلى نوعين هما :
أ- سَقْط ظاهر وهذا النوع من السقط يشترك في معرفته الأئمة وغيرهم من المشتغلين بعلوم الحديث ويعرف هذا السقط من عدم التلاقي بين الراوي وشيخه ، إما لأنه لم يٌدرك عَصْره ، أو أدرك عصره لكنه لم يجتمع به ( وليست له منه إجازة ولا وِجاده ) لذلك يحتاج الباحث في الأسانيد إلى معرفة تاريخ الرواة لأنه يتضمن بيان مواليدهم ووفياتهم وأوقات طلبهم وارتحالهم وغير ذلك .
وقد اصطلح علماء الحديث على تسمية السقط الظاهر بأربعة أسماء بحسب مكان السقط أو عدد الرواة الذين أٌسقطوا . وهذه الأسماء هي:
1- المٌعَلَّق.
2- المٌرْسَل.
3- المٌعْضَل.
4- المٌنْقَطِع.
ب- سَقْط خَفِي: وهذا لا يدركه إلا الأئمة الحَذّاق المطلعون على طرق الحديث وعلل الأسانيد. وله تسميتان وهما :
5- المٌدَلَّس.
6- المٌرْسَل الخفي.
( السؤال ) ما تعريف الحديث المٌعَلَّق لغـــــة ؟
( الجواب ) هو اسم مفعول من علق الشيء بالشيء أي ناطه وربطه به وجعله معلقاً .
( السؤال ) لمـــاذا سمي هذا السند معلقاً ؟
( الجواب ) بسبب اتصاله بالجهة العليا فقط ، وانقطاعه من الجهة الدنيا ، فصار كالشيء المعلق بالسقف ونحوه .
( السؤال ) ما تعريف الحديث المٌعَلَّق اصطلاحاً ؟
( الجواب ) ما حُذف من مبدأ إسناده راو فأكثر على التوالي .
( السؤال ) ما صور الحديث المٌعَلَّق ؟
( الجواب ) مــــا يلــــــي :
1- أن يحذف جميع السند ثم يقال مثلا قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : كذا.
2- ومنها أن يحذف كل الإسناد إلا الصحابي، أو إلا الصحابي والتابعي.
( السؤال ) اذكر مثالاً على الحديث المعلق ؟
( الجواب ) ما أخرجه البخاري في مقدمة باب ما يُذْكَر في الفَخِذ : وقال أبو موسي : غَطَّي النبي صلى الله عليه وسلم ركبتيه حين دخل عثمان فهذا حديث معلق ، لأن البخاري حذف جميع إسناده إلا الصحابي وهو أبو موسي الأشعري .
( السؤال ) ما حكم الحديث المعلق ؟
( الجواب ) الحديث المعلق مردود ، لأنه فقد شرطا من شروط القبول وهو اتصال السند وذلك بحذف راو أو أكثر من إسناده مع عدم علمنا بحال ذلك المحذوف .
( السؤال ) ما حكم المعلقات في الصحيحين ؟
( الجواب ) هذا الحكم ـ وهو أن المعلق مردود ـ هو للحديث المعلق مطلقاً، لكن أن وجد المعلق في كتاب التُزِمَتْ صحته ـ كالصحيحين فهذا له حكم خاص ، قد مر بنا في بحث الصحيح ولا بأس بالتذكير به هنا وهو أنَّ :
1- ما ذُكر بصيغة الجَزْم: كـ " قال " و " ذَكَرَ " و " حكي " فهو حُكْمٌ بصحته عن المضاف إليه .
2- وما ذُكِرَ بصيغة التمريض : كـ " قِيل " و" ذُكِرَ " و" حُكِيَ " فليس فيه حُكْم بصحته عن المضاف إليه ، بل فيه الصحيح والحسن والضعيف ، لكن ليس فيه حديث واه لوجوده في الكتاب المسمي بالصحيح ، وطريق معرفة الصحيح من غيره هو البحث عن إسناد هذا الحديث والحكم عليه بما يليق به.
( السؤال ) ما تعريف المرسل لغة ؟
( الجواب ) هو اسم مفعول من أرسل بمعنى أطلق فكأن المُرسِل أَطْلَقَ الإسناد ولم يقيده براوٍ معروف.
( السؤال ) ما تعريف المرسل اصطلاحا ؟
( الجواب ) هو ما سقط من آخر إسناده مَنْ بَعْدَ التابعي.
( السؤال ) ما صورتة الحديث المرسل ؟
( الجواب ) أن يقول التابعي ـ سواء كان صغيراً أو كبيراً ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، أو فعل كذا أو فُعِل بحضرته كذا وهذه صورة المرسل عند المحدثين.
( السؤال ) مــــا مثـــــال على المرســـل ؟
( الجواب ) ما أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب البيوع قال : حدثني محمد بن رافع ثنا حُجَيْن ثنا الليث عن عُقَيْل عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهي عن المُزَابَنَةِ.
فسعيد بن المسيب تابعي كبير، روى هذا الحديث عن النبي صلي الله عليه وسلم بدون أن يذكر الواسطة بينه وبين النبي صلي الله عليه وسلم فقد أسقط من إسناد هذا الحديث آخِرَهٌ وهو من بعد التابعي ، وأقل هذا السقط أن يكون قد سقط الصحابي ويحتمل أن يكون قد سقط معه غيره كتابعي مثلا .
( السؤال ) ما المراد بالمٌرْسَل عند الفقهاء والأصوليين ؟
( الجواب ) ما ذكرته من صورة المرسل هو المرسل عند المحدثين، أما المرسل عند الفقهاء والأصوليين فأعم من ذلك فعندهم أن كل منقطع مرسل على أي وجه كان انقطاعه، وهذا مذهب الخطيب أيضاً.
( السؤال ) مــــا حكم المرسل ؟
( الجواب ) المرسل في الأصل ضعيف مردود، لفقده شرطاً من شروط المقبول وهو اتصال السند، وللجهل بحال الراوي المحذوف لاحتمال أن يكون المحذوف غير صحابي، وفي هذه الحال يحتمل أن يكون ضعيفاً.
لكن العلماء من المحدثين وغيرهم اختلفوا في حكم المرسل والاحتجاج به، لأن هذا النوع من الانقطاع يختلف عن أي انقطاع آخر في السند، لأن الساقط منه غالبا ما يكون صحابياً، والصحابة كلهم عدول، لا تضر عدم معرفتهم.
ومجمل أقوال العلماء في المرسل ثلاثة أقوال هي:
أ- ضعيف مردود : عند جمهور المحدثين وكثير من أصحاب الأصول والفقهاء , وحجة هؤلاء هو الجهل بحال الراوي المحذوف لاحتمال أن يكون غير صحابي .
ب- صحيح يٌحْتَجَّ به : عند الأئمة الثلاثة ـ أبو حنيفة ومالك وأحمد في المشهور عنه ـ وطائفة من العلماء بشرط أن يكون المرسل ثقة ولا يرسل إلا عن ثقة .
وحجتهم أن التابعي الثقة لا يستحل أن يقول : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم إلا إذا سمعه من ثقة
ج- قبوله بشروط: أي يَصِحَُ بشروط، وهذا عند الشافعي وبعض أهل العلم .
وهذه الشروط أربعة، ثلاثة في الراوي المرسِل، وواحد في الحديث المرسَل، وإليك هذه الشروط.
1- أن يكون المرسل من كبار التابعين .
2- وإذا سَمَّى من أرسل عنه سَمَّى ثقة.
3- وإذا شاركه الحفاظ المأمونون لم يخالفوه .
4- وأن ينضم إلى هذه الشروط الثلاثة واحد مما يأتي:
أ- أن يٌرْوَى الحديث من وجه آخر مُسْنَداً .
ب- أو يٌرْوى من وجه آخر مرسَلاً أرسله من أخذ العلم عن غير رجال المرسل الأول.
ج- أو يُوافِقَ قول صحابي .
د- أو يُفْتِى بمقتضاه أكثر أهل العلم .
فإذا تحققت هذه الشروط تبين صحة مَخْرَج المرسَل وما عَضَدَهُ، وأنهما صحيحان، لو عارضهما صحيح من طريق واحد رجحناهما عليه بتعدد الطرق إذا تعذر الجمع بينهما.
( السؤال ) ما هو مرسَل الصحابي ؟
( الجواب ) هو ما أخبر به الصحابي عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم أو فعله ، ولم يسمعه أو يشاهده ، إما لصغر سنه أو تأخر إسلامه أو غيابه ، ومن هذا النوع أحاديث كثيرة لصغار الصحابة كابن عباس وابن الزبير وغيرهما .
( السؤال ) ما حكم مرسَل الصحابي ؟
( الجواب ) الصحيح المشهور الذي قطع به الجمهور أنه صحيح محتج به ، لأن رواية الصحابة عن التابعين نادرة ، وإذا رووا عنهم بينوها ، فإذا لم يبينوا ، وقالوا : قال رسول الله ، فالأصل أنهم سمعوها من صحابي آخر ، وحذف الصحابي لا يضر ، كما تقدم .
وقل إن مرسل الصحابي كمرسل غيره في الحكم، وهذا القول ضعيف مردود.
( السؤال ) ما أشهر المصنفات في المرسل ؟
( الجواب ) مـــــا يلــــــي :
1- المراسيل لأبي داود .
2- المراسيل لابن أبي حاتم .
3- جامع التحصيل لأحكام المراسيل للعلائي.
( السؤال ) ما تعريف المٌعْضَل لغـــــة ؟
( الجواب ) اسم مفعول من أعضله بمعني أعياه.
( السؤال ) ما تعريف المٌعْضَل اصطلاحا ؟
( الجواب ) ما سقط من إسناده اثنان فأكثر على التوالي.
( السؤال ) ما مثال المعضل ؟
( الجواب ) ما رواه الحاكم في معرفة علوم الحديث بسنده إلى القَعْنَبي عن مالك أنه بلغه أن أبا هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : للمَمْلوك طعامُهُ وكسوتُهُ بالمعروف .
ولا يُكَلَّف من العمل إلا ما يٌطيق. قال الحاكم:هذا مٌعْضَل عن مالك ، أعضله هكذا في الموطأ "
فهذا الحديث معضل لأنه سقط منه اثنان متواليان بين مالك وأبي هريرة وقد عرفنا أنه سقط منه اثنان متواليان من رواية الحديث خارج الموطأ هكذا"... عن مالك عن محمد بن عَجْلان عن أبيه عن أبي هريرة.
( السؤال ) ما حكم الحديث المعضل ؟
( الجواب ) المعضل حديث ضعيف ، وهو أسوأ حالا من المرسل والمنقطع ، لكثرة المحذوفين من الإسناد ، وهذا الحكم على المعضل بالاتفاق بين العلماء .
( السؤال ) هل يجتمع المعضل مع غيره ؟
( الجواب ) نعم اجتماعه مع بعض صور المعلقَّ : أن بين المعضل وبين المعلق عموماً وخصوصاً من وجه .
أ- فيجتمع المعضل مع المعلق في صورة واحدة وهي : إذا حُذف من مبدأ إسناده راويان متواليان . فهو معضل ومعلق في آن واحد .
ب- ويفارقه في صورتين :
1- إذا حُذف من وسط الإسناد راويان متواليان ، فهو معضل وليس بمعلق .
2- إذا حذف من مبدأ الإسناد راو فقط ، فهو معلق وليس بمعضل .
( السؤال ) أين تواجد المعضل ؟
( الجواب ) قال السيوطي : من مظان المعضل والمنقطع والمرسل :
أ- كتاب السنن لسعيد بن منصور .
ب- مؤلفات ابن أبي الدنيا .
( السؤال ) ما تعريف المٌنقَطِع لغة ؟
( الجواب ) هو اسم فاعل من الانقطاع ضد الاتصال.
( السؤال ) ما تعريف المٌنقَطِع اصطلاحا ؟
( الجواب ) ما لم يتصل إسنادُه، على أي وجه كان انقطاعه.
( السؤال ) ما شرح تعريف المنقطع اصطلاحا ؟
( الجواب ) يعني أن كل إسناد انقطع من أي مكان كان ، سواء كان الانقطاع من أول الإسناد أو من آخره أو من وسطه ، فيدخل فيه ـ على هذا ـ المرسل والمعلق والمعضل ، لكن علماء المصطلح المتأخرين خصوا المنقطع بما لم تنطبق عليه صورة المرسل أو المعلق أو المعضل ، وكذلك كان استعمال المتقدمين في الغالب .
ولذلك قال النووي: وأكثر ما يستعمل في رواية مَنْ دون التابعي عن الصحابي، كمالك عن ابن عمر.
( السؤال ) ما المراد بالمنقطع عند المتاخرين ؟
( الجواب ) هو ما لم يتصل إسناده مما لا يشمله اسم المرسل أو المعلق أو المعضل . فكأنَّ المنقطع اسم عام لكل انقطاع في السند ما عدا صوراً ثلاثاً من صور الانقطاع وهي :حذف أول الإسناد ، أو حذف آخره أو حذف اثنين متواليين من أي مكان كان ، وهذا هو الذي مشي عليه الحافظ ابن حجر في النخبة وشرحها .
ثم انه قد يكون الانقطاع في مكان واحد من الإسناد، وقد يكون في أكثر من مكان واحد، كأن يكون الانقطاع في مكانين أو ثلاثة مثلاً.
( السؤال ) ما مثال الحديث المنقطع ؟
( الجواب ) ما رواه عبدالرزاق عن الثوري عن أبي اسحق عن زيد بن يٌثيع عن حٌذيفة مرفوعاً : إنْ وليتموها أبا بكر فقوي أمين.
فقد سقط من هذا الإسناد رجل من وسطه وهو شريك سقط من بين الثوري وأبي اسحق، إذ أن الثوري لم يسمع الحديث من أبي اسحق مباشرة وإنما سمعه من شريك، وشريك سمعه من أبي اسحق.
فهذا الانقطاع لا ينطبق عليه اسم المرسل ولا المعلق ولا المعضل فهو منقطع .
( السؤال ) ما حكم الحديث المنقطع ؟
( الجواب ) المنقطع ضعيف بالاتفاق بين العلماء ، وذلك للجهل بحال الراوي المحذوف .
( السؤال ) ما تعريف التدليس لغة ؟
( الجواب ) المدلس اسم مفعول من التدليس والتدليس في اللغة : كِتْمان عَيْبِ السلعة عن المشتري وأصل التدليس مشتق من الدَّلس وهو الظلمة أو اختلاط الظلام كما في القاموس ، فكأن المدلَّس لتغطيته على الواقف على الحديث أظلم أمره فصار الحديث مٌدلَّسا .
( السؤال ) ما تعريف التدليس اصطلاحاً ؟
( الجواب ) إخفاء عيب في الإسناد. وتحسين لظاهره.
( السؤال ) ما أقسام التدليس ؟
( الجواب ) للتدليس قسمان رئيسيان هما: تدليس الإسناد، وتدليس الشيوخ.
( السؤال ) ما تدليس الإسناد ؟
( الجواب ) أن يَرْوِيَ الراوي عمن قد سمع منه ما لم يسمع منه من غير أن يذكر سمعه منه
( السؤال ) ما شرح تعريف تدليس الاسناد ؟
( الجواب ) أن تدليس الإسناد أن يروي الراوي عن شيخ قد سَمِعَ منه بعض الأحاديث، لكن هذا الحديث الذي دلسه لم يسمعه منه ، وإنما سمعه من شيخ آخر عنه ، فيٌسْقِطٌ ذلك الشيخَ ويرويه عنه بلفظ محتمل للسماع وغيره ، كـ قال أو " عن " ليوهم غيره أنه سمعه منه ، لكن لا يصرح بأنه سمع منه هذا الحديث فلا يقول : " سمعت " أو " حدثني " حتى لا يصير كذاباً بذلك ، ثم قد يكون الذي أسقطه واحداً أو أكثر .
( السؤال ) ما الفرق بيه وبين الإرسال الخفي ؟
( الجواب ) قال أبو الحسن بن القطان بعد ذِكْرهِ للتعريف السابق: والفرق بينه وبين الإرسال هو : أن الإرسال روايته عمن لم يسمع منه وإيضاح ذلك أن كلا من المدلِّس والمرسل إرسالا خفياً يَرْوِي عن شيخ شيئاً لم يسمعه منه ، بلفظ يحتمل السماع وغيره ، لكن المدلَّس قد سمع من ذلك الشيخ أحاديث غير التي دلسها ، على حين أن المرسل إرسالا خفياً لم يسمع من ذلك الشيخ أبداً ، لا الأحاديث التي أرسلوها ولا غيرها لكنه عاصره أو لقيه .
( السؤال ) ما مثال على تدليس الاسناد ؟
( الجواب ) ما أخرجه الحاكم ، بسنده إلى على بن حَشْرَم قال : قال لنا ابن عيينة : عن الزهري ـ فقبل له: سمعته من الزهري ؟ فقال : لا ، ولا ممن سمعه من الزهري ، حدثني عن عبدالرزاق عن مَعْمَر عن الزهري ففي هذا المثال أسقط ابنُ عُيينة اثنين بينه وبن الزهري .
( السؤال ) ما تعريف تدليس التسوية ؟
( الجواب ) هو رواية الراوي عن شيخه ، ثم إسقاط راو ضعيف بين ثقتين لقي أحدهما الآخر ،وصورة ذلك أن يروي الراوي حديثاً عن شيخ ثقة، وذلك الثقة يرويه عن ضعيف عن ثقة، ويكون الثقتان قد لقي أحدهما الآخر، فيأتي المدلس الذي سمع الحديث من الثقة الأول ، فيُسْقِط الضعيف الذي في السند ، ويجعل الإسناد عن شيخه الثقة عن الثقة الثاني بلفظ محتمل، فيُسَوْي الإسناد كله ثقات.
وهذا النوع من التدليس شر أنواع التدليس، لأن الثقة الأول قد لا يكون معروفاً بالتدليس، ويجده الواقف على السند كذلك بعد التسوية قد رواه عن ثقة آخر فيحكم له بالصحة, وفيه غرور شديد.
( السؤال ) ما أشهر من كان يفعل تدليس التسوية ؟
( الجواب ) مــــا يلــــــي :
1- بَقّية بن الوليد . قال أبو مُسْهر : أحاديث بَقِيَّة ليست نَقَيَّه فكنْ منها على تَقِيَّة .
2- الوليد بن مسلم .
( السؤال ) ما مثال تدليس الاسناد ؟
( الجواب ) ما رواه ابن أبي حاتم في العلل قال : سمعت أبي ـ وذَكَرَ الحديث الذي رواه اسحق بن راهويه عن بقية حدثني أبو وهب الأسدي عن نافع عن ابن عمر حديث لا تحمدوا إسلام المرء حتى تعرفوا عُقْدَةَ رأيه ـ قال أبي: هذا الحديث له أمر قل من يفهمه ، روى هذا الحديث عبيد الله بن عمرو
( ثقة ) عن اسحاق بن أبي فروة ( ضعيف ) عن نافع ( ثقة ) عن ابن عمر عن النبي صلي الله عليه وسلم وعبيد الله ابن عمرو ، كنيته أبو وهب ، وهو أسدى ، فكناه بقيةُ ونسبه إلى بن أسد كي لا يفطن له ، حتى إذا ترك اسحق بن أبي فروة لا يٌهْتَدَى له .
( السؤال ) ما تعريف تدليس الشيوخ ؟
( الجواب ) أن يَرْوي الراوي عن شيخ حديثاً سمعه منه، فيُسَمِّيهُ أو يَكْنَيِهُ أو يَنْسِبَهُ أو يَصِفهٌ بما لا يُعْرَفُ به كي لا يُعْرَفُ.
( السؤال ) ما مثال تدليس الشيوخ ؟
( الجواب ) قول أبي بكر بن مجاهد أحد أئمة القراء : حدثنا عبدالله بن أبي عبدالله ، يريد به أبا بكر بن أبي داود السجستاني.
( السؤال ) ما حكم التدليس الشيوخ والتسوية ؟
( الجواب ) مكروه جداً. ذمة أكثر العلماء وكان شعبة من أشدهم ذماً له فقال فيه أقوالا منها: التدليس أخو الكذب .
وأما تدليس التسوية : فهو أشد كراهة منه ، حتى قال العراقي : أنه قادح فيمن تَعَمَّدَ فعله.
وأما تدليس الشيوخ : فكراهته أخف من تدليس الإسناد لأن المدلس لم يٌسقط أحداً ، وإنما الكراهة بسبب تضييع المروي عنه ، وتوعير طريق معرفته على السامع وتختلف الحال في كراهته بحسب الغرض الحامل عليه .
( السؤال ) ما الأغراض الحاملة على التدليس ؟
( الجواب ) الأغراض الحاملة على تدليس الشيوخ أربعة هي:
1- ضعف الشيخ أو كونه غير ثقة .
2- تأخر وفاته بحيث شاركه في السماع منه جماعة دونه.
3- صغر سنه بحيث يكون أصغر من الراوي عنه .
4- كثرة الرواية عنه، فلا يحب الإكثار من ذكر اسمه على صورة واحدة.
( السؤال ) ما الأغراض الحاملة على تدليس الإسناد ؟
( الجواب ) خمسة وهي:
1- توهيم عُلُوِّ الإسناد .
2- فَوَات شيء من الحديث عن شيخ سمع منه الكثير .
3- 4- 5 ـ الأغراض الثلاثة الأولي المذكورة في تدليس الشيوخ.
( السؤال ) أسباب ذم المدلس ؟
( الجواب ) ثلاثة هي:
أ- إيهامه السماع ممن لم يسمع عنه .
ب- عدوله عن الكشف إلى الاحتمال .
ج- علمه بأنه لو ذكر الذي دلس عنه لم يكن مَرْضِيّا
( السؤال ) ما حكم رواية المدلِّس ؟
( الجواب ) اختلف العلماء في قبول رواية المدلَّس على أقوال، أشهرها قولان.
أ- رد رواية المدلس مطلقا وإن بين السماع، لأن التدليس نفسه جرح. ( وهذا غير معتمد ).
ب- التفصيل: ( وهو الصحيح ).
1- إن صرح بالسماع قبلت روايته ، أي إن قال سمعت أو نحوها قبل حديثه .
2- وان لم يصرح بالسماع لم تقبل روايته، أي إن قال عن ونحوها لم يقبل حديثه.
( السؤال ) بما يعرف التدليس ؟
( الجواب ) يعرف التدليس بأحد أمرين :
أ- إخبار المدلس نفسه إذا سئل مثلا ، كما جرى لابن عيينة .
ب- نصُّ إمام من أئمة هذا الشأن بناء على معرفته ذلك من البحث والتتبع .
( السؤال ) ما أشهر المصنفات في التدليس والمدلسين ؟
( الجواب ) هناك مصنفات في التدليس والمدلسين كثيرة أشهرها :
أ- ثلاثة مصنفات للخطيب البغدادي ، واحدا في أسماء المدلسين ، واسمه التبيين لأسماء المدلسين والآخران أفرد كلا ً منهما لبيان نوع من أنواع التدليس.
ب- التبيين لأسماء المدلسين : لبرهان الدين بن الحلبي (وقد طبعت هذه الرسالة ) .
ت- تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس للحافظ ابن حجر ( وقد طبعت أيضا).
( السؤال ) ما تعريف المٌرْسَلٌ الخَفِيٌّ لغة ؟
( الجواب ) المرسل لغة اسم مفعول من الإرسال بمعنى الإطلاق، كأن المرسل أطلق الإسناد ولم يصله، والخفي: ضد الجلي، لأن هذا النوع من الإرسال غير ظاهر، فلا يدرك إلا بالبحث.
( السؤال ) ما تعريف المرسل الخفي اصطلاحا ؟
( الجواب ) أن يَرْوِيَ عمن لقيه أو عاصره ما لم يسمع منه بلفظ يحتمل السماع وغيره كـ"قال.
( السؤال ) ما مثال على المرسل الخفي ؟
( الجواب ) ما رواه ابن ماجه من طريق عمر بن عبد العزيز عن عقبة ابن عامر مرفوعاً : رحم الله حارس الحرس فان عمر لم يطلق عقبة كما قال المزي في الأطراف .
( السؤال ) بم يعرف المرسل الخفي ؟
( الجواب ) يُعرف الإرسال الخفي بأحد أمور ثلاثة وهي :
أ- نَصُّ بعض الأئمة على أن هذا الراوي لم يلق من حدث عنه أو لم يسمع منه مطلقاً.
ب- إخباره عن نفسه بأنه لم يلق من حدث عنه أو لم يسمع منه شيئاً.
ت- مجيء الحديث من وجه آخر فيه زيادة شخص بين هذا الراوي وبين من روي عنه. وهذا الأمر الثالث فيه خلاف للعلماء، لأنه قد يكون من نوع " المزيد في متصل الأسانيد".
( السؤال ) ما حكم المرسل الخفي ؟
( الجواب ) هو ضعيف ، لأنه من نوع المنقطع ، فإذا ظهر انقطاعه فحكمه حكم المنقطع .
( السؤال ) ما أشهر المصنفات في المرسل الخفي ؟
( الجواب ) كتاب التفصيل لمبهم المراسيل للخطيب البغدادي .
( السؤال ) ما تعريف المعنعن لغة ؟
( الجواب ) اسم مفعول من عَنْعَن بمعنى قال عَنْ ، عَنْ .
( السؤال ) ما تعريف المعنعن اصطلاحا ؟
( الجواب ) قول الراوي:فلان عن فلان.
( السؤال ) ما مثال على المعنعن ؟
( الجواب ) ما رواه ابن ماجه قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا معاوية بن هشام ثنا سفيان عن أسامة بن زيد عن عثمان بن عروة عن عروة عن عائشة . قالت قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : إن الله وملائكته يصلون على مَيَامِنِ الصفوف.
( السؤال ) هل هو من المتصل أو المنقطع ؟
( الجواب ) اختلف العلماء فيه على قولين:
أ- قيل أنه منقطع حتى يتبين اتصاله .
ب - والصحيح الذي عليه العمل ، وقاله الجماهير من أصحاب الحديث والفقه والأصول أنه متصل بشروط اتفقوا على شرطين منها ، واختلفوا في اشتراط ما عداهما ، أما الشرطان اللذان اتفقوا على أنه لا بد منهما ـ ومذهب مسلم الاكتفاء بهما ـ فهما :
1- أن لا يكون المُعَنْعِنُ مُدَلِّساً .
2- أن يمكن لقاء بعضهم بعضا ، أي لقاء المُعَنْعِن بمن عَنْعَنَ عنه .
وأما الشروط التي اختلفوا في اشتراطها زيادة على الشرطين السابقين فهي:
1- ثبوت اللقاء: وهو قول البخاري وابن المديني والمحققين.
2- طول الصحبة : وهو قول أبي المظفر السمعاني .
3- معرفته بالرواية عنه : وهو قول أبي عمرو الداني .
( السؤال ) ما تعريف المٌؤنَّن ؟
( الجواب ) اسم مفعول من أَنَّن بمعني قال أن ، أن .
( السؤال ) ما تعريف المٌؤنَّن اصطلاحا ؟
( الجواب ) هو قول الراوي: حدثنا فلان أن فلاناً قال.
( السؤال ) ما حكم المٌؤَنَّن ؟
( الجواب ) مــــا يلـــــي :
أ- قال احمد وجماعة هو منقطع حتى يتبين اتصاله.
ب- وقال الجمهور: " أَنَّ " كـ " عَنْ " ومطلقه محمول على السماع بالشروط المتقدمة.
( السؤال ) المردود بالطعن في الراوي ؟
( الجواب ) المراد بالطعن في الراوي جرحه باللسان، والتكلم فيه من ناحية عدالته ودينه ومن ناحية ضبطه وحفظه وتيقظه.
( السؤال ) ما أسباب الطعن في الراوي ؟
( الجواب ) أسباب الطعن في الراوي عشرة أشياء، خمسة منها تتعلق بالعدالة، وخمسة منها تتعلق بالضبط.
أما التي تتعلق بالطعن في العدالة فهي:
1- الكذب.
2- التهمة بالكذب .
3- الفسق.
4- البدعة.
5- الجهالة.
أما التي تتعلق بالطعن في الضبط فهي:
1- فٌحْشٌ الغلط .
2- سوء الحفظ .
3- الغفلة.
4- كثرة الأوهام.
5- مخالفة الثقات .
( السؤال ) ما تعريف الحديث الموضوع لغة ؟
( الجواب ) هو اسم مفعول من وَضَعَ الشيء أي حَطَّهُ سُمي بذلك لانحطاط رتبته.
( السؤال ) ما تعريف الحديث الموضوع اصطلاحا ؟
( الجواب ) هو الكذب المٌخْتَلَق المصنوع المنسوب إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم.
( السؤال ) ما رتبة الحديث الموضوع ؟
( الجواب ) هو شر الأحاديث الضعيفة وأقبحها . وبعض العلماء يعتبره قسماً مستقلا وليس نوعاً من أنواع الأحاديث الضعيفة.
( السؤال ) ما حكم رواية الحديث الموضوع ؟
( الجواب ) أجمع العلماء على أنه لا تحل روايته لأحد عَلِمَ حالَهٌ في أي معنى كان إلا مع بيان وضعه، لحديث مسلم: مَنْ حَدَّثَ عني بحديث يُرَى أنه كَذِبُ فهو أحد الكاذبين.
( السؤال ) ما طرق الوضاعين في صياغة الحديث ؟
( الجواب ) مــــا يلــــــي :
أ- إما أن يُنْشئ الوضاع الكلام من عنده ، ثم يضع له إسنادا ويرويه .
ب- وإما أن يأخذ كلاماً لبعض الحكماء أو غيرهم ويضع له إسنادا .
( السؤال ) كيف يُعْرَفُ الحديث الموضوع ؟
( الجواب ) يعرف بأمور منها :
أ- إقرار الواضع بالوضع : كإقرار أبي عِصْمَة نوحِ بن أبي مريم بأنه وضع حديث فضائل سور القرآن سورة سورة عن ابن عباس .
ب- أو ما يَتَنَزَّلُ منزلة إقراره : كأَنْ يُحَدِّثَ عن شيخ ، فَيُسْألَ عن مولده ، فيذكرَ تاريخا تكون وفاةُ ذلك الشيخ قبلَ مولده هو ، ولا يُعْرَف ذلك الحديث إلا عنده .
ت- أو قرينة في الراوي:مثل أن يكون الراوي رافضياً والحديث في فضائل أهل البيت.
ث- أو قرينة في المَرْوِي: مثل كون الحديث ركيك اللفظ، أو مخالفاً للحس أو صريح القرآن.
( السؤال ) ما دواعي الوضع وأصناف الوضاعين ؟
( الجواب ) مــــا يلــــــي :
أ- التقرب إلى الله تعالى : بوضع أحاديث ترغب الناس في الخيرات ، وأحاديث تخوفهم من فعل المنكرات ، وهؤلاء الوضاعون قوم ينتسبون إلى الزهد والصلاح ، وهم شر الوضاعين لأن الناس قَبِلَتْ موضوعاتهم ثقة بهم ، ومن هؤلاء مَيْسَرَةٌ بن عبد ربه ، فقد روي ابن حبان في الضعفاء عن ابن مهدي قال : قلت لميسرة بن عبد ربه : من أين جئت بهذه الأحاديث، من قرأ كذا فله كذا ؟ قال : وضعتُها أُرَغِّب الناسَ "
ب- الانتصار للمذهب : لا سيما مذاهب الفرق السياسية بعد ظهور الفتنة وظهور الفرق السياسية كالخوارج والشيعة ، فقد وضعت كل فرقة من الأحاديث ما يؤيد مذهبها ، كحديث " علىُّ خير البشر من شكَّ فيه كفر "
ج- الطعن في الإسلام : وهؤلاء قوم من الزنادقة لم يستطيعوا أن يَكيدوا للإسلام جهاراً ، فعمدوا إلى هذا الطريق الخبيث ، فوضعوا جملة من الأحاديث بقصد تشويه الإسلام والطعن فيه ، ومن هؤلاء محمد بن سعيد الشامي المصلوب في الزندقة ، فقد رَوَى عن حُمَيْد عن أنس مرفوعاً " أنا خاتم النبيين لا نبي بعدي إلا أن يشاء الله " ولقد بين جهابذة الحديث أمر هذه الأحاديث ولله الحمد والمنة .
د- التَّزَلٌّف إلى الحكام : أي تقرب بعض ضعفاء الإيمان إلى بعض الحكام بوضع أحاديث تناسب ما عليه الحكام من الانحراف ، مثل قصة غياث بن إبراهيم النَّخَعي الكوفي مع أمير المؤمنين المهدي ، حين دخل عليه وهو يلعب بالحَمَام ، فساق بسنده على التوّ ِإلى النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال : لا سَبَق إلا في نَصْل أو خُفٍ أو حافر أو جَنَاح " فزاد كلمة " أو جَنَاح " لأجل المهدي ، فعرف المهدي ذلك ، فأمر بذبح الحَمَام، وقال : أنا حملته على ذلك .
ه- التكسب وطلب الرزق : كبعض القُصَّاص الذين يتكسبون بالتحدث إلى الناس ، فيوردون بعض القصص المسلية والعجيبة حتى يستمع إليهم الناس ويعطوهم ، كأبي سعيد المدائني .
و- قصد الشهرة : وذلك بإيراد الأحاديث الغريبة التي لا توجد عند أحد من شيوخ الحديث، فيقبلون سند الحديث ليُستَغربَ ، فيرغب في سماعه منهم ، كابن أبي دحية وحماد النَّصِيبي.
( السؤال ) ما هو مذهب الكَرَّامِيَّة في وضع الحديث ؟
( الجواب ) زعمت فرقة من المبتدعة سٌمٌّوا بالكرامية جواز وضع الأحاديث في باب الترغيب والترهيب فقط ، واستدلوا على ذلك بما رٌوي في بعض طرق حديث من كذب على متعمداً من زيادة جملة ليضل الناس ولكن هذه الزيادة لم تثبت عند حفاظ الحديث .
وقال بعضهم نحن نكذب له لا عليه وهذا استدلال في غاية السخف ، فان النبي صلي الله عليه وسلم لا يحتاج شرعه إلى كذابين ليروجوه .
وهذا الزعم خلاف إجماع المسلمين ، حتى بالغ الشيخ أبو محمد الجويني فجزم بتكفير واضع الحديث .
( السؤال ) ما خطأ بعض المفسرين في ذكر الأحاديث الموضوعة ؟
( الجواب ) لقد أخطأ بعض المفسرين في ذكرهم أحاديث موضوعة في تفاسيرهم من غير بيان وضعها ، لا سيما الحديث المروي عن أٌبَيّ ابن كعب في فضائل القرآن سورة سورة ، ومن هؤلاء المفسرين :
أ- الثعلبي.
ب- الواحدي .
ت- الزمخشري .
ث- البيضاوي.
ج- الشوكاني .
( السؤال ) ما أشهر المصنفات في الحديث الموضوع ؟
( الجواب ) مــــا يلــــــي :
أ- كتاب الموضوعات : لابن الجوزي ، وهو من أقدم ما صنف في هذا الفن ، لكنه متساهل في الحكم على الحديث بالوضع ، لذا انتقده العلماء وتعقبوه .
ب- اللآليء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة : للسيوطي ، هو اختصار لكتاب ابن الجوزي وتعقيب عليه ، وزيادات لم يذكرها ابن الجوزي .
ج- تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة : لابن عراق الكناني ، وهو كتاب تلخيص لسابقيه ، وهو كتاب حافل مهذب مفيد .
( السؤال ) ما تعريف الحديث المتروك لغة ؟
( الجواب ) اسم مفعول من التَّركِ وتسمي العرب البيضة بعد أن يخرج منها الفرخ "التَّرِيكة" أي متروكة لا فائدة منها .
( السؤال ) ما تعريف المتروك اصطلاحا ؟
( الجواب ) هو الحديث الذي في إسناده راو متهم بالكذب .
( السؤال ) ما أسباب اتهام الراوي بالكذب ؟
( الجواب ) أحد أمرين وهما:
أ- أن لا يُروي ذلك الحديث إلا من جهته ، ويكون مخالفاً للقواعد المعلومة
ب- أن يُعْرَف بالكذب في كلامه العادي ، لكن لم يظهر منه الكذب في الحديث النبوي .
( السؤال ) ما مثال الحديث المتروك ؟
( الجواب ) حديث عمرو بن شَمِر الجُعْفي الكوفي الشيعي ،عن جابر عن أبي الطفيل عن علي وعمار قالا : كان النبي صلي الله عليه وسلم يقنت في الفجر ، ويكبر يوم عرفة من صلاة الغَداة ، ويقطع صلاة العصر آخر أيام التشريق.
وقد قال النسائي والدارقطني وغيرهما عن عمرو بن شَمِر : متروك الحديث .
( السؤال ) ما رتبــــــة الحديث المتروك ؟
( الجواب ) مر بنا أن شر الضعيف الموضوع، ويليه المتروك، ثم المنكر ثم المعلل، ثم المدرج، ثم المقلوب، ثم المضطرب، كذا رتبه الحافظ ابن حجر.
( السؤال ) ما تعريف الحديث المنكر ؟
( الجواب ) هو اسم مفعول من الإنكار ضد الإقرار .
( السؤال ) ما تعريف الحديث المنكر اصطلاحا ؟
( الجواب ) عرف علماء الحديث المنكر بتعريفات متعددة أشهرها تعريفان وهما:
1- هو الحديث الذي في إسناده راو فَحُشَ غلطُه أو كثرت غفلته أو ظهر فسقه .
وهذا التعريف ذكره الحافظ ابن حجر ونسبه لغيره
ومشي على هذا التعريف البيقوني في منظومته فقال :
ومنكر الفرد به راو غدا تعديله لا يحمل التفردا
2- هو ما رواه الضعيف مخالفاً لما رواه الثقة.
وهذا التعريف هو الذي ذكره الحافظ ابن حجر واعتمده ، وفيه زيادة على التعريف الأول وهي قيد مخالفة الضعيف لما رواه الثقة .
( السؤال ) ما الفرق بين الحديث المنكر والشاذ ؟
( الجواب ) مـــــا يلــــــي :
أ- أن الشاذ ما رواه المقبول مخالفاً لمن هو أولى منه.
ب- أن المنكر ما رواه الضعيف مخالفاً للثقة.
فيُعْلَم من هذا أنهما يشتركان في اشتراط المخالفة ويفترقان في أن الشاذ رَاوِيْه مقبول ، والمنكر راويه ضعيف . قال ابن حجر : وقد غفل من سَوَّى بينهما .
( السؤال ) مــــا مثـــــال تعريف الحديث المنكر ؟
( الجواب ) مــــا يلـــــــي :
مثال للتعريف الأول: ما رواه النسائي وابن ماجة من رواية أبي زُكَيْر يحيي بن محمد بن قيس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً كلوا البَلَح بالتمر فان ابن آدم إذا أكله غضب الشيطان.
قال النسائي : هذا حديث منكر ، تفرد به أبو زٌكَيْر وهو شيخ صالح ، أخرجه له مسلم في المتابعات غير أنه لم يبلغ مبلغ من يُحْتَمَل تَفَرُّدُهُ.
مثال للتعريف الثاني : ما رواه ابن أبي حاتم من طريق حُبيب بن حَبِيب الزيات عن أبي اسحق عن العيزار بن حُرَيْث عن ابن عباس عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : من أقام الصلاة وآتي الزكاة وحج البيت وصام وقَرَى الضيف دخل الجنة " .
قال أبو حاتم : هو منكر لأن غيره من الثقات رواه عن أبي اسحق موقوفاً ، وهو المعروف.
( السؤال ) ما رتبة الحديث المنكر ؟
( الجواب ) يتبين من تعريفي المنكر المذكورين آنفاً أن المنكر من أنواع الضعيف جداً لأنه إما راويه ضعيف موصوف بفحش الغلط أو كثرة الغفلة أو الفسق ، وإما راويه ضعيف مخالف في روايته تلك لرواية الثقة ، وكلا القسمين فيه ضعف شديد ، لذلك مر بنا في بحث " المتروك " أن المنكر يأتي في شدة الضعف بعد مرتبة المتروك .
( السؤال ) ما تعريف الحديث المعروف لغة ؟
( الجواب ) هو اسم مفعول من " عَرَفَ ".
( السؤال ) ما تعريف الحديث المعروف اصطلاحا ؟
( الجواب ) ما رواه الثقة مخالفاً لما رواه الضعيف فهو بهذا المعنى مقابل للمنكر ، أو بتعبير أدق ، هو مقابل لتعريف المنكر الذي اعتمده الحافظ ابن حجر .
( السؤال ) ما مثال الحديث المعروف ؟
( الجواب ) المثال الثاني الذي مر في نوع المنكر ، لكن من طريق الثقات الذين رووه موقوفاً على ابن عباس . لأن ابن أبي حاتم قال : ـ بعد أن ساق حديث حُبَيِّب المرفوع ـ هو منكر ، لأن غيره من الثقات رواه عن أبي اسحق موقوفاً ، وهو المعروف .
( السؤال ) ما تعريف الحديث المعلل لغة ؟
( الجواب ) اسم مفعول من أَعَلَّهُ بكذا فهو مُعَلٌّ وهو القياس الصرفي المشهور ، وهو اللغة الفصيحة لكن التعبير بـ المعلل من أهل الحديث جاء على غير المشهور في اللغة، ومن المحدثين من عبر عنه بـ المعلول وهو ضعيف مرذول عند أهل العربية واللغة .
( السؤال ) ما تعريف الحديث المعلل اصطلاحا ؟
( الجواب ) هو الحديث الذي اُطُّلِعَ فيه على علة تقدح في صحته مع أن الظاهر السلامة منها.
( السؤال ) ما تعريف العلة عند المحدثين ؟
( الجواب ) هي سبب غامض خفي قادح في صحة الحديث . فيؤخذ من تعريف العلة هذا أن العلة عند علماء الحديث لا بد أن يتحقق فيها شرطان وهما.
1- الغموض والخفاء.
2- والقدح في صحة الحديث .
فان اختل واحد منهماـ كأن تكون العلة ظاهرة أو غير قادحةـ فلا تسمى عندئذ علة اصطلاحاً.
( السؤال ) هل تطلق العلة على غير معناها الاصطلاحي ؟
( الجواب ) إن ما ذكرته من تعريف العلة في الفقرة السابقة هو المراد بالعلة في اصطلاح المحدثين لكن قد يطلقون العلة أحياناً على أي طعن موجه للحديث وان لم يكن هذا الطعن خفياً أو قادحاً :
فمن النوع الأول: التعليل بكذب الراوي، أو غفلته، أو سوء حفظه، أو نحو ذلك. حتى لقد سمي الترمذي النسخ علة .
ومن النوع الثاني: التعليل بمخالفة لا تقدح في صحة الحديث، كإرسال ما وصله الثقة، وبناء على ذلك قال بعضهم: من الحديث الصحيح ما هو صحيح معلل.
( السؤال ) ما جلالة علم العلل ودقته ومن يتمكن منه ؟
( الجواب ) معرفة علل الحديث من أجلَّ علوم الحديث وأدقها ، لأنه يحتاج إلى كشف العلل الغامضة الخفية التي لا تظهر إلا للجهابذة في علوم الحديث ، وإنما يتمكن منه ويقوي على معرفته أهل الحفظ والخبرة والفهم الثاقب ، ولهذا لم يَخُضْ غماره إلا القليل من الأئمة كابن المديني وأحمد والبخاري وأبي حاتم والدارقطني.
( السؤال ) إلى أي إسناد يتطرق التعليل ؟
( الجواب ) يتطرق التعليل إلى الإسناد الجامع شروط الصحة ظاهراً، لأن الحديث الضعيف لا يحتاج إلى البحث عن علله إذ أنه مردود لا يعمل به .
( السؤال ) بِمَ يُسْتَعان على إدراك العلة ؟
( الجواب ) يُستعان على إدراك العلة بأمور منها :
أ- تفرُّد الراوي .
ب- مخالفة غيره له .
ت- قرائن أخرى تنضم إلى ما تقدم في الفقرتين ( أ ، ب ) .
هذه الأمور تنبه المعارف بهذا الفن على وهم وقع من راوي الحديث ، إما بكشف إرسال في حديث رواه موصولاً أو وقف في حديث رواه مرفوعاً أو إدخاله حديثاً في حديث أو غير ذلك من الأوهام ، بحيث يغلب على ظنه ذلك فيحكم بعدم صحة الحديث.
( السؤال ) ما هو الطريق إلى معرفة المُعَلَّل ؟
( الجواب) الطريق إلى معرفته هو جمع طرق الحديث، والنظر في اختلاف رواته، والموازنة بين ضبطهم وإتقانهم، ثم الحكم على الرواية المعلولة.
( السؤال ) أين تقع العلة ؟
( الجواب ) مـــــا يلـــــي :
أ- تقع في الإسناد ـ وهو الأكثر ـ كالتعليل بالوقف والإرسال.
ب- وتقع في المتن ـ وهو الأقل ـ مثل حديث نفي قراءة البسملة في الصلاة.
( السؤال ) هل العلة في الإسناد تقدح في المتن ؟
( الجواب ) مـــــا يلــــــي :
أ- قد تقدح في المتن مع قدحها في الإسناد ، وذلك مثل التعليل بالإرسال.
ب- وقد تقدح في الإسناد خاصة ، ويكون المتن صحيحاً مثل حديث يَعْلَي بن عُبَيْد، عن الثوري عن عمرو بن دينار عن ابن عمر مرفوعاً الَبَيِّعَان بالخِيار فقد وهم يَعْلَي على سفيان الثوري في قوله عمرو بن دينار إنما هو عبدالله بن دينار ، فهذا المتن صحيح ، وان كان في الإسناد علة الغَلَط لأن كُلّاً من عمرو وعبد الله بن دينار ثقة . فإبدال ثقة بثقة لا يضر صحة المتن ، وان كان سياق الإسناد خطأ .
( السؤال ) ما أشهر المصنفات في علم العلل ؟
( الجواب ) مـــــا يلــــــي :
أ- كتاب العلل لابن المديني .
ب- علل الحديث لابن أبي حاتم .
ج- العلل ومعرفة الرجال لأحمد بن حنبل .
د- العلل الكبير، والعلل الصغير، للترمذي .
ه- العلل الواردة في الأحاديث النبوية للدارقطني ، وهو أجمعها وأوسعها .
( السؤال ) ما أقسام الحديث المدرج ؟
( الجواب ) المدرج قسمان :
1- مٌدْرَج الإسناد:
2- ومٌدْرَج المتن:
( السؤال ) ما تعريف مدرج الإسناد ؟
( الجواب ) هو ما غير سياق إسناده.
( السؤال ) ما صور مدرج الإسناد ؟
( الجواب ) أن يسوق الراوي الإسناد ، فيعرض له عارض ، فيقول كلاماً من قبل نفسه، فيظن بعض من سمعه أن ذلك الكلام هو متن ذلك الإسناد ، فيرويه عنه كذلك .
( السؤال ) ما مثال مدرج الإسناد ؟
( الجواب ) قصة ثابت بن موسى الزاهد في روايته : " من كثرت صلاته بالليل حَسُنَ وجهه بالنهار " وأصل القصة أن ثابت بن موسى دخل على شريك بن عبدالله القاضي وهو يُمْلِي ويقول : " حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .... " وسكت ليكتب المُسْتَمْلِي، فلما نظر إلى ثابت قال : " من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار " وقصد بذلك ثابتاً لزهده وورعه، فظن ثابت أنه متن ذلك الإسناد ، فكان يحدث به .
( السؤال ) ما تعريف مدرج المتن ؟
( الجواب ) ما أُدْخِلَ في متنه ما ليس منه بلا فَصْل.
( السؤال ) ما أقسام الحديث المدرج ؟
( الجواب ) ثلاثة وهي:
1- أن يكون الإدراج في أول الحديث، وهو القليل، لكنه أكثر من وقوعه في وسطه
2- أن يكون الإدراج في وسط الحديث، وهو أقل من الأول.
3- أن يكون الإدراج في آخر الحديث ، وهو الغالب .
( السؤال ) أمثلة الحديث المدرج ؟
( الجواب ) مــــا يلـــــي :
1- مثال لوقوع الإدراج في أول الحديث : وسببه أن الراوي يقول كلاماً يريد أن يستدل عليه بالحديث فيأتي به بلا فصل ، فيتوهم السامع أن الكل حديث ، مثل ما رواه الخطيب من رواية أبي قَطَن وشَبَابَةَ فَرَّقَهُما عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : أَسْبِغوا الوضوء ، ويل للأعقاب من النار فقوله : أسبغوا الوضوء مُدْرَج من كلام أبي هريرة كما بُيِّنَ في رواية البخاري عن آدم عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال : أسبغوا الوضوء ، فإن أبا القاسم صلى الله عليه وسلم قال : ويل للأعقاب من النار .
قال الخطيب : وهم أبو قَطَنٍ وشَبَابَةٌ في روايتهما له عن شعبة على ما سقناه ، وقد رواه الجَمٌّ الغَفير عنه كرواية آدم
ت- مثال لوقوع الإدراج في وسط الحديث : حديث عائشة في بدء الوحي : كان النبي صلى الله عليه وسلم يَتَحَنَّثُ في غار حراء ـ وهو التَعَبُّدُ ـ الليالي ذوات العدد " فقوله : وهو التعبد مدرج من كلام الزهري .
ث- مثال لوقوع الإدراج في آخر الحديث : حديث أبي هريرة مرفوعاً " للعبد المملوك أجران ، والذي نفسي بيده لولا الجهاد في سبيل الله والحج وبِرُّ أمي لأحببت أن أموت وأنا مملوك.
فقوله : والذي نفسي بيده .... الخ من كلام أبي هريرة، لأنه يستحيل أن يصدر ذلك منه صلى الله عليه وسلم. لأنه لا يمكن أن يتمني الرَّقَّ، ولأن أمه لم تكن موجودة حتى يَبَرَّها.
( السؤال ) ما دواعي الإدراج ؟
( الجواب ) دواعي الإدراج متعددة أشهرها ما يلي:
أ- بيان حكم شرعي .
ب- استنباط حكم شرعي من الحديث قبل أن يتم الحديث.
ت- شرح لفظ غريب في الحديث .
( السؤال ) كيف يُدْرَك الإدراج ؟
( الجواب ) يُدَرك الإدراج بأمور منها .
أ- وروده منفصلا في رواية أخري .
ب- التنصيص عليه من بعض الأئمة المطلعين .
ت- إقرار الراوي نفسه أنه أدرج هذا الكلام .
ث- استحالة كونه صلي الله عليه وسلم ذلك.
( السؤال ) ما حكم الإدراج ؟
( الجواب ) الإدراج حزام بإجماع العلماء من المحدثين والفقهاء وغيرهم ، ويستثني من ذلك ما كان لتفسير غريب ، فانه غير ممنوع ، ولذلك فعله الزهري وغيره من الأئمة .
( السؤال ) ما أشهر المصنفات في الحديث المدرج ؟
( الجواب ) مــــا يلــــــي :
1- الفَصْلُ للوَصْل المُدْرَج في النَّقْل للخطيب البغدادي.
2- تقريب المَنْهَج بترتيب المُدْرَج لابن حجر، وهو تلخيص لكتاب الخطيب وزيادة عليه .
( السؤال ) ما تعريف المَزِيد في مٌتَّصِل الأسانيد لغــــة ؟
( الجواب ) المزيد اسم مفعول من الزيادة . والمتصل ضد المنقطع ، والأسانيد جمع إسناد .
( السؤال ) ما تعريف المَزِيد في مٌتَّصِل الأسانيد اصطلاحاً ؟
( الجواب ) زيادة راوٍ في أثناء سند ظاهره الاتصال .
( السؤال ) ما مثال المَزِيد في مٌتَّصِل الأسانيد ؟
( الجواب ) ما روي ابن المبارك قال : حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن يزيد ، حدثني بُسْر بن عُبيد الله، قال سمعت أبا إدريس قال سمعت واثلة يقول سمعت أبا مَرْثد يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا تجلسوا على القبور ولا تُصَلُّوا إليها.
والزيادة في هذا المثال في موضعين ، الموضع الأول في لفظ " سفيان " والموضع الثاني في لفظ أبا إدريس.
وسبب الزيادة في الموضعين هو الوهم .
أ- أما زيادة سفيان فوهم ممن دون ابن المبارك ، لأن عدداً من الثقات رووا الحديث عن ابن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد ، ومنهم من صرح فيه بالإخْبار.
ب- وأما الزيادة أبا إدريس فوهم من ابن المبارك ، لأن عدداً من الثقات رووا الحديث عن عبد الرحمن بن يزيد فلم يذكروا أبا إدريس، ومنهم من صرح بسماع بُسْر من واثلة.
( السؤال ) ما شروط رد الزيادة ؟
( الجواب ) يشترط لِرَدَّ الزيادة واعتبارها وهماً ممن زادها شرطان وهما:
1- أن يكون من لم يزدها أتقن ممن زادها .
2- أن يقع التصريح بالسماع في موضع الزيادة .
فان اختل الشرطان أو واحد منهما ترجحت الزيادة وقُبِلَتْ ، واعتبر الإسناد الخالي من تلك الزيادة منقطعاً ، لكن انقطاعه خَفٍيُّ وهو الذي يسمى " المرسل الخفي " .
( السؤال ) ما الاعتراضات الواردة على ادَّعاء وقوع الزيادة ؟
( الجواب ) يُعْتَرَض على ادعاء وقوع الزيادة باعتراضين هما :
أ- إن كان الإسناد الخالي عن الزيادة بحرف "عن "في موضع الزيادة، فينبغي أن يٌجْعَل منطقاً.
ب- وان كان مصرَّحا فيه بالسماع، أُحْتُمِل أن يكون سَمِعَهُ من رجل عن أولاً، ثم سمعه منه مباشرة، ويمكن أن يُجاب عن ذلك بما يلي:
أ- أما الاعتراض الأول فهو كما قال المعترض.
ب- وأما الاعتراض الثاني، فالاحتمال المذكور فيه ممكن لكن العلماء لا يحكمون على الزيادة بأنها وهم إلا مع قرينة تدل على ذلك
( السؤال ) أشهر المصنفات في المَزِيد في مٌتَّصِل الأسانيد ؟
( الجواب ) كتاب تمييز المزيد في متصل الأسانيد للخطيب البغدادي.
( السؤال ) ما تعريف الحديث المٌضْطَّرِب لغــــة ؟
( الجواب ) هو اسم فاعل من الاضطراب وهو اختلال الأمر وفساد نظامه، وأصله من اضطراب الموج إذا كثرت حركته وضرب بعضه بعضاً .
( السؤال ) ما تعريف الحديث المٌضْطَّرِب اصطلاحا ؟
( الجواب ) ما رُوِيَ على أَوْجٌهٍ مختلفة متساوية في القوة.
( السؤال ) ما شرح تعريف الحديث المضظرب ؟
( الجواب ) أي هو الحديث الذي يُرْوَي على أشكال متعارضة متدافعة، بحيث لا يمكن التوفيق بينها أبداً، وتكون جميع تلك الروايات متساوية في القوة من جميع الوجوه، بحيث لا يمكن ترجيح أحدهما على الأخرى بوجه من وجوه الترجيح.
( السؤال ) ما شروط تحقق الاضطراب ؟
( الجواب ) يتبين من النظر في تعريف المضطرب وشرحه أنه لا يسمي الحديث مضطرباً إلا إذا تحقق فيه شرطان وهما:
1- اختلاف روايات الحديث بحيث لا يمكن الجمع بينهما.
2- تساوي الروايات في القوة بحيث لا يمكن ترجيح رواية على أخري .
أما إذا ترجحت إحدى الروايات على الأخرى، أو أمكن الجمع بينها بشكل مقبول فان صفة الاضطراب. تزول عن الحديث، ونعمل بالرواية الراجحة في حالة الترجيح ، أو نعمل بجميع الروايات في حالة إمكان الجمع بينها .
( السؤال ) ما أقسام الحديث المضظرب ؟
( الجواب ) ينقسم المضطرب بحسب موقع الاضطراب فيه إلى قسمين مضطرب السند ومضطرب المتن، ووقوع الاضطراب في السند أكثر .
1- مضطرب السند : ومثاله : حديث أبي بكر رضي الله عنه أنه قال : يا رسول الله أَرَاكَ شِبْتَ ، قال شَيَّبَتْني هٌوْدٌ وأخواتها.
قال الدارقطني : هذا مضطرب ،فانه لم يُرْوَ إلا من طريق أبي اسحق ، وقد أُخْتُلِِفَ عليه فيه على نحو عشرة أوجه ، فمنهم من رواه مرسَلا ، ومنهم من رواه موصولاً ، ومنهم من جعله من مسند أبي بكر ومنهم من جعله من مسند سعد ، ومنهم من جعله من مسند عائشة، وغير ذلك ، ورواته ثقات لا يمكن ترجيح بعضهم على بعض والجمع متعذر .
2- مضطرب المتن : ومثاله : ما رواه الترمذي عن شَرِيك عن أبي حمزة عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها قالت : سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن الزكاة فقال : إن في المال لَحَقا سِوَي الزكاة " ورواه ابن ماجة من هذا الوجه بلفظ " ليس في المال حق سوي الزكاة قال العراقي فهذا اضطراب لا يحتمل التأويل .
( السؤال ) مِمَّن يقع الاضطراب ؟
( الجواب ) مــــا يلــــــي :
1- قد يقع الاضطراب من راو واحد، بأن يَرْوِي الحديث على أوجه مختلفة.
2- وقد يقع الاضطراب من جماعة، بأن يَرْوِي كل منهم الحديث على وجه يخالف راوية الآخرين.
( السؤال ) ما سبب ضعف المضطرب ؟
( الجواب ) سبب ضعف المضطرب أن الاضطراب يُشْعِر بعدم ضبط رواته .
( السؤال ) ما أشهر المصنفات في الاضظراب ؟
( الجواب ) كتاب المُقْتَرِب في بيان المضطرب للحافظ ابن حجر .
( السؤال ) ما تعريف الحديث المصحف لغة ؟
( الجواب ) اسم مفعول من التصحيف وهو الخطأ في الصحيفة ومنه الصَّحَفِيٌّ وهو من يخطئ في قراءة الصحيفة فيغير بعض ألفاظها بسبب خطئه في قراءتها .
( السؤال ) ما تعريف الحديث المصحف اصطلاحاً ؟
( الجواب ) تغيير الكلمة في الحديث إلى غير ما رواها الثقات لفظاً أو معني.
( الجواب ) ما أهمية العناية في علم المضظرب ودقته ؟
( الجواب ) هو فن جليل دقيق ، وتَكْمُنُ أهميته في كشف الأخطاء التي وقع فيها بعض الرواة ، وإنما ينهض بأعباء هذه المهمة الحُذَّاق من الحفاظ كالدارقطني .
( السؤال ) ما تقسيم الحديث المصحف ؟
( الجواب ) قسم العلماء المُصَحف إلى ثلاثة تقسيمات ، كل تقسيم باعتبار ، وإليك هذه التقسيمات: باعتبار مَوْقِعِهِ: ينقسم المُصَحَّف باعتبار موقعه إلى قسمين وهما:
1- تصحيف في الإسناد: ومثاله : حديث شعبة عن العَوَّام ابن مُرَاجِم صحفهُ ابن مَعِين فقال : عن العَوَّام بن مُزاحم .
2- تصحيف في المتن: ومثاله حديث زيد بن ثابت أن النبي صلي لله عليه وسلم " احْتَجَزَ في المسجد.... صَحَّفَهُ ابن لهيعة فقال : احْتَجَمَ في المسجد ...)
ب) باعتبار مَنْشَئه : وينقسم باعتبار منشئه إلى قسمين أيضا وهما :
1- تصحيف بَصَر : ( هو الأكثر ) أي يشتبه الخَطَّ على بَصَر القارئ إما لرداءة الخط أو عدم نَقْطِهِ ومثاله : من صام رمضان وأتبعه سِتَّاً من شوال .. صَحِّفَهُ أبو بكر الصٌّوْلي فقال : من صام رمضان. وأتبعه شيئا من شوال ... فصَحَّف ستاً إلى شيئاً .
2- تصحيف السمع : أي تصحيف منشؤه رداءة السمع أو بُعْدُ السامع أو نحو ذلك ، فتشتبه عليه بعض الكلمات لكونها على وزن صَرْفي واحد .ومثاله : حديث مروي عن عاصم الأحول صحفه بعضهم فقال : عن واصل الأحدب .
جـ) باعتبار لفظه أو معناه: وينقسم باعتبار لفظه أو معناه إلى قسمين وهما:
1- تصحيف في اللفظ: وهو الأكثر وذلك كالأمثلة السابقة.
2- تصحيف في المعني: أي أن يُبْقِيِ الراوي المُصَحِّف اللفظ على حاله، لكن يفسره تفسيراً يدل على أنه فهم معناه فهماً غير مراد.
ومثاله : قول أبي موسى العَنَزي : نحن قوم لنا شرف نحن من عَنَزَه ، صَلَّي إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد بذلك حديث أن النبي صلي الله عليه وسلم صلي إلى عَنَزَه فتوهم أنه صلي إلى قبيلتهم ، وإنما العَنَزَةٌ هنا الحرْبَةُ تُنْصَبُ بين يدي المصلي .
( السؤال ) ما تقسيم الحافظ ابن حجر ؟
( الجواب ) قسم الحافظ ابن حجر التصحيف تقسيما آخر، فجعله قسمين وهما:
1- المُصَحَّف: وهو ما كان التغيير فيه بالنسبة إلى نَقْط الحروف مع بقاء صورة الخَط.
2- المُحَرَّف: وهو ما كان التغيير فيه بالنسبة إلى شَكْل الحروف مع بقاء صورة الخط.
( السؤال ) هل يقدح التصحيف بالراوي ؟
( الجواب ) فــــيه تفصيـــــل :
1- إذا صدر من الراوي نادراً فانه لا يقدح في ضبطه لأنه لا يسلم من الخطأ والتصحيف القليل أحد.
2- وإذا كثر ذلك منه فإنه يقدح في ضبطه، ويدل على خفته وانه ليس من أهل هذا الشأن.
( السؤال ) ما السبب في وقوع الراوي في التصحيف الكثير ؟
( الجواب ) غالباً ما يكون السبب في وقوع الراوي في التصحيف هو أخذ الحديث من بطون الكتب والصُّحُف ، وعدم تلقيه عن الشيوخ والمدرسين ، ولذلك حذر الأئمة من أخذ الحديث عمن هذا شأنهم وقالوا لا يؤخذ الحديث من صَحَفٍيٍ أي لا يؤخذ عمن أخذه من الصحف .
( السؤال ) ما أشهر المصنفات في المصحف ؟
( الجواب ) مـــــا يلـــــــي :
1- التصحيف للدارقطني .
2- إصلاح خطأ المحدثين للخطابي .
3- تصحيفات المحدثين، لأبي أحمد العسكري.
( السؤال ) ما تعريف الشاذ ؟
( الجواب ) اسم فاعل من شذ بمعني انفرد فالشاذ معناه المنفرد عن الجمهور.
( السؤال ) ما تعريف الشاذ لغة ؟
( الجواب ) اسم فاعل من شذ بمعني انفرد فالشاذ معناه المنفرد عن الجمهور.
( السؤال ) ما تعريف الشاذ اصطلاحا ؟
( الجواب ) ما رواه المقبول مخالفاً لم هو أولي منه.
( السؤال ) ما شرح تعريف الشاذ اصطلاحا ؟
( الجواب ) المقبول هو: العدل الذي تَمَّ ضبطه، أو العدل الذي خَفَّ ضبطه، ومن هو أولى منه: أرجح منه لمزيد ضبط أو كثرة عدد أو غير ذلك من وجوه الترجيحات.
هذا وقد اختلف العلماء في تعريفه على أقوال متعددة لكن هذا التعريف هو الذي اختاره الحافظ ابن حجر وقال : انه المعتمد في تعريف الشاذ بحسب الاصطلاح
( السؤال ) أين يقع الشذوذ ؟
( الجواب ) يقع الشذوذ في السند ، كما يقع في المتن أيضاً .
( السؤال ) ما مثال الشذوذ في السند ؟
ما رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة من طريق ابن عيينة عمرة بن دينار عن عَوْسَجَه عن ابن عباس أن رجلا توفي على عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم ولم يدع وارثاً إلا مولي هو أعتقه وتابع ابن عيينة على وصله ابن جُرَيْج وغيره ، وخالفهم حماد بن زيد ، فرواه عن عَمرو بن دينار عن عوسجة ولم يذكر ابن عباس .
ولذا قال أبو حاتم المحفوظ حديث ابن عيينة فحماد بن زيد من أهل العدالة والضبط ، ومع ذلك فقد رجح أبو حاتم رواية من هم أكثر عدداً منه.
( السؤال ) ما مثال الشذوذ في المتن ؟
( الجواب ) ما رواه أبو داود والترمذي من حديث عبد الواحد ابن زياد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً : إذا صلى أحدكم الفجر فليضطجع عن يمينه قال البيهقي خالف عبد الواحد العدد الكثير في هذا ، فان الناس إنما رووه من فعل النبي صلى الله عليه وسلم . لا من قوله ، وانفرد عبد الواحد من بين ثقات أصحاب الأعمش بهذا اللفظ .
( السؤال ) ما تعريف الحديث المحفوظ ؟
( الجواب ) ما رواه الأوثق مخالفاً لرواية الثقة
( السؤال ) ما حكم الشاذ والمحفوظ ؟
( الجواب ) من المعلوم أن الشاذ حديث مردود، أما المحفوظ فهو حديث مقبول.
( السؤال ) ما تعريف الجهَالة بالرَّاوي لغة ؟
( الجواب ) مصدر جَهِلَ ضد عَلِمَ والجهالة بالراوي تعني عدم معرفته.
( السؤال ) ما تعريف الجهَالة بالرَّاوي لغة ؟
( الجواب ) عدم معرفة عَيْنِ الراوي أو حاله.
( السؤال ) ما تعريف الجهَالة بالرَّاوي لغة ؟
( الجواب ) مصدر جَهِلَ ضد عَلِمَ والجهالة بالراوي تعني عدم معرفته.
( السؤال ) ما تعريف الجهَالة بالرَّاوي لغة ؟
( الجواب ) عدم معرفة عَيْنِ الراوي أو حاله.
( السؤال ) ما أسباب الجهَالة بالرَّاوي ؟
( الجواب ) أسباب الجهالة بالراوي ثلاثة وهي:
1- كثرة نعوت الراوي: من اسم أو كنيه أو لقب أو صفة أو حرفة أو نسب، فيشتهر بشيء منها فيُذْكَر بغير ما اشتهر به لغرض من الأغراض، فيُظن أنه راو آخر ، فيحصل الجهل بحاله .
2- قلة روايته : فلا يكثر الأخذ عنه بسبب قلة روايته فربما لم يروعن إلا واحدا .
3- عدم التصريح باسمه : لأجل الاختصار ونحوه . ويسمى الراوي غير المصرح باسمه المُبْهَم
( السؤال ) ما أمثلة الجهالة بالراوي ؟
( الجواب ) مــــا يلــــــي :
1- مثال كثرة نعوت الراوي : محمد بن السائب بن بشر الكلبي نسبه بعضهم إلى جده فقال محمد بن بشر وسماه بعضهم حماد بن السائب وكناه بعضهم أبا النضر وبعضهم أبا سعيد وبعضهم أبا هشام فصار يُظَن أنه جماعة ، وهو واحد .
2- مثاله قلة رواية الراوي وقلة من روي عنه : أبو العشراء الدارمي من التابعين ، لم يرو عنه غير حماد بن سلمة .
3- مثال عدم التصريح باسمه: قول الراوي: أخبرني فلان أو شيخ أو رجل أو نحو ذلك.
( السؤال ) تعريف المجهول ؟
( الجواب ) هو من لم تُعْرَف عَيْنُهُ أو صفته
ومعني ذلك أي هو الراوي الذي لم تعرف ذاته أو شخصيته أو عرفت شخصيته ولكن لم يعرف عن صفته أي عدالته وضبطه شيء.
( السؤال ) ما أنواع المجهول ؟
( الجواب ) يمكن أن يقال أن أنواع المجهول ثلاثة هي :
أ - مجهول العَيْن:
( السؤال ) ما تعريف مجهول العين ؟
( الجواب ) هو من ذُكِر اسمه ، ولكن لم يَرْوِ عنه إلا راو واحد .
( السؤال ) ما حكم رواية مجهول العين ؟
( الجواب ) عدم القبول ، إلا إذا وُثِّقَ .
( السؤال ) كيف يوثق مَجُهُول العين ؟
( الجواب ) يوثق بأحد أمرين .
1- أما أن يوثقه غير من روي عنه.
2- وإما أن يوثقه من روى عنه بشرط أن يكون من أهل الجرح والتعديل.
( السؤال ) هل لحديثه اسم خاص ؟
( الجواب ) ليس لحديثه اسم خاص ، وإنما حديثه من نوع الضعيف .
( السؤال ) ما تعريف مجهول الحال ؟
( الجواب ) هو من روي عنه اثنان فأكثر، لكن لن يُوَثَّق.
( السؤال ) ما حكم رواية مجهول الحال ؟
( الجواب ) الرد، علي الصحيح الذي قاله الجمهور.
( السؤال ) هل لحديث مجهول الحال اسم خاص ؟
( الجواب ) ليس لحديثه اسم خاص ، وإنما حديثه من نوع الضعيف .
( السؤال ) ما تعريف المبهم ؟
( الجواب) هو من لم يُصَرَّح باسمه في الحديث.
( السؤال ) ما حكم رواية المبهم ؟
( الجواب ) عدم القبول، حتى يُصَرَّح الراوي عنه باسمه، أو يُعْرَفَ اسمه بوروده من طريق آخر مصرح فيه اسمه.
( السؤال ما سبب رد رواية المبـــــهم ؟
( الجواب ) جهالة عينه، لأن من أُبِهْم اسمُه جُهِلت عينُه وجهلت عدالته من باب أولي، فلا تقبل روايته.
( السؤال ) لو أُبْهَمَ بلفظ التعديل فهل تُقْبَل روايته مثل أن يقول الراوي عنه أخبرني الثقة ؟
( الجواب ) أنه لا تقبل روايته أيضاً على الأصح لأنه قد يكون ثقة عنده غير ثقة عند غيره.
( السؤال ) هل لحديثه اسم خاص ؟
( الجواب ) نعم لحديثه اسم خاص هو المُبْهَم والحديث المبهم هو الحديث الذي فيه راو لم يُصَرَّح باسمه ، قال البيقوني في منظومته : ومُبْهَمُ ما فيه راو بم يُسَمَّ .
( السؤال ) أشهر المصنفات في أسباب الجهالة ؟
( الجواب ) مــــا يلـــــي :
1- كثرة نعوت الراوي: صنف فيها الخطيب كتاب مُوْضِح أوهام الجَمْع والتفريق.
2- قلة رواية الراوي :صُنف فيها كتب سميت كتب الوحدان أي الكتب المشتملة على من لم يَرْوِ عنه إلا واحد ، ومن هذه الكتب الوُحْدان للإمام مسلم .
3- عدم التصريح باسم الراوي : وصُنِّف فيه كتب المُبْهَمَات مثل كتاب الأسماء المُبهمة في الأنباء المُحْكَمَة للخطيب البغدادي وكتاب المُسَتفاد من مُبْهَمَات المتن والإسناد لولي الدين العراقي .
( السؤال ) ما تعريف البدعة ؟
( الجواب ) هي مصدر من بَدَعَ بمعنى أَنْشَأَ كابتداع كما في القاموس .
( السؤال ) ما تعريف البدعة اصطلاحاً ؟
( الجواب ) الحدث في الدين بعد الإكمال ، أو ما اسْتُحْدِثَ بعد النبي صلى الله عليه وسلم من الأهواء والأعمال .
( السؤال ) ما أنواع البدعة ؟
( الجواب ) البدعة نوعان .
1- بدعة مُكَفِّرة : أي يُكَفَّر صاحبُها بسببها ، كأن يعتقد ما يستلزم الكفر ، والمعتمد أن الذي تُرَدُّ روايته من أنكر أمراً متواتراً من الشرع معلوما من الدين بالضرورة أو من اعتقد عكسَه
2- بدعة مُفَسِّقَة:أي يُفَسََق صاحبها بسببها، وهو من لا تقتضي بدعته التكفير أصلاً.
( السؤال ) ما حكم رواية المبتدع ؟
( الجواب ) فيــــــه تفصيــــل :
1- إن كانت بدعته مُكَفِّرَة : تُرَدُّ روايته .
2- وان كانت بدعته مُفَسِّقَة: فالصحيح الذي عليه الجمهور، أن روايته تقبل بشرطين:
1- ألا يكون داعية إلى بدعته .
2- وألا يروي ما يروِّج بدعته .
( السؤال ) هل لحديث المبتدع اسم خاص ؟
( الجواب ) ليس لحديث المبتدع اسم خاص به، وإنما حديثه من نوع المردود كما عرفت، ولا يقبل إلا بشروط التي ذكرت أنفاً.
( السؤال ) ما تعريف سيء الحفظ ؟
( الجواب ) هو من لم يُرَجَّح جانب إصابته على جانب خطئه .
( السؤال ) ما أنواع البدعة ؟
( الجواب ) سيء الحفظ نوعان .