مصطلح الحديث في {{سؤال و جواب}} الشيخ مصطفى العدوي
محتويات الكتاب
مقدمة
اذكر طرفاً من أهمية علم الحديث؟
ما معنى الطريق (أو السند)؟ وما معنى المتن؟ مَثِّل لما تقول?
إلى كم قسم ينقسم الحديث من ناحية عدد الطرق؟
ما هو الحديث المتواتر؟
إلى كم قسم ينقسم المتواتر؟ عرف كل قسم؟
مثل للأحاديث المتواترة اللفظية بأمثلة، وللمتواتر المعنوي بمثال
ما الكتب المؤلفة في الأحاديث المتواترة؟
ما هو خبر الآحاد
إلى كم قسم ينقسم خبر الآحاد؟ وما هي هذه الأقسام؟
ما الحديث المشهور(عند المحدثين)
ما الحديث العزيز؟
ما الحديث الغريب ( الفرد)؟ اذكر مثالاً له؟
ما الفرق بين حديث الآحاد، والحديث المتواتر، من ناحية القبول أو الرد (أو الصحة والضعف)؟
إلى كم قسم ينقسم الحديث من ناحية الصحة والضعف؟
عرف الحديث الصحيح لذاته؟
وضح التعريف السابق؟
بماذا يُرْمَز للعدل الضابط؟
ماذا يعني قول ابن معين في الرجل: "لا بأس به"؟
من المحدث الذي ضُعِّفَ بسبب عدم ضبط الكتاب؟ن
ما فائدة أصح الأسانيد؟
ما أصح الأسانيد عند
ما أصح الأسانيد عن أبي بكر رضى الله عنه ؟
ما أوهى الأسانيد عن الصديق، وعن علي رضى الله عنهما ؟
أي هذه الاصطلاحات أعلى رتبة: حديث صحيح – حديث صحيح الإسناد-حديث رجاله ثقات؟
ما شرط كل من البخاري ومسلم لإخراج الحديث في صحيحه؟
ما رأيكم فيمن يقتصر على الصحيحين دون غيرهما من كتب السنة، وهل البخاري ومسلم اشترطا إخراج كل صحيح؟
على أي شيءِ يُحْمَل قول الشافعي :"لا أعلم كتاباً في العلم أكثر صواباً من كتاب مالك"؟
ما موضوع المستخرج؟
ما موضوع المستدرك؟
ما الموقف من مستدرك الحاكم؟
اذكر بعض الأخطاء التي يقع فيها الحاكم عند قوله : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه؟
ما مراتب الحديث الصحيح، وبماذا انْتُقِدَت؟
ماذا تعرف عن (مجمع الزوائد)؟
ما سنن النسائي المعدودة في الكتب الستة؟
لماذا انتقى النسائي السنن الصغرى من السنن الكبرى؟
ما شرط النسائي في كتابه؟
اذكر بعض المتشددين والمتوسطين؟
ما شرط الترمذي؟
اذكر مقاصد الأئمة الخمسة في تخريجهم للحديث؟
س42: اذكر طرفاً من طريقة عمل الترمذي في سننه ؟
س43: هل نسخ الترمذي كلها واحدة؟ برِّهن على قولك ؟
س44: ماذا قال ابن حزم في الترمذي ؟ وبماذا رد عليه العلماء؟
س45 ماذا يعنى البيهقي والبغوي بقولهما: أخرجه البخاري؟
س46:عرف المجهول؟
س47:ما حكم حديث المختلط الثقة؟
س48: ما رتبة ابن حبان والعجلي في توثيق المجاهيل؟
س49: ما مراتب توثيق ابن حبان كما ذكرها المعلمي في كتابه "التنكيل لما ورد في تأنيب الكوثري من الأباطيل " ؟وهل تُعُقِّبَت بشيء؟
س50: ما درجة الترمذي في التصحيح؟
س51: ما هو الفرق بين المسانيد، وكتب السنن، والمعاجم أيهما أصح؟
س52: اذكر بعض الشروح للكتب الآتية:صحيح البخاري- صحيح مسلم. سنن أبي داود- سنن الترمذي. سنن النسائي – موطأ مالك . مسند أحمد
س54: ما الشواهد التي تشير إلى أن الخبر موضوع؟
س54: ما الشواهد التي تشير إلى أن الخبر موضوع؟
س55: هل تجوز رواية الحديث الموضوع ؟
س 56 : اذكر بعض أقسام الوضاعين؟
س57: اذكر بعض الكتب المؤلفة للأحاديث الموضوعة؟
س58: ما مدى تثبت ابن الجوزي في كتابه الموضوعات؟
س59: ماذا تعرف عن كتاب (القول المسدد في الذب عن مسند أحمد)؟
س60: اذكر بعض أسماء الوضاعين ؟
س61: هل تبرأ الذمة بذكر سند الحديث الضعيف مع عدم التنبيه على ذلك؟
س62: من هم مظنة الأحاديث الضعيفة والموضوعة في هذا الزمان؟
س63: عرف الحديث الحسن وهل يُحْتَج به؟
س64: بماذا يرمز لخفيف الضبط في التقريب ( تقريب التهذيب) ؟
س65: من الذي أدخل اصطلاح الحسن ؟
س66: ما شروط الترمذي للحسن؟
س67: ما درجة الترمذي في التصحيح والتحسين؟
س68: ما معنى قول الترمذي: حسن صحيح؟
س69: ما حكم حديث من قيل فيه في التقريب: صدوق يخطئ؟
س70: ما معنى قول أبي داود" وما لم أذكر فيه شيئاً فهو صالح"؟
س71: هل كل ما سكت عنه أبو داود فهو حسن؟
س72: ما هو اصطلاح البغوي في المصابيح؟ وما مدى صحته؟
س73: عرف الحديث الضعيف ؟
س74: عرف الحديث المنقطع؟
س75: عرف المقطوع؟
س76: عرف الحديث المرسل؟
س77: من أي أقسام الحديث يكون الحديث المرسل؟
س78: ما حكم مراسيل الصحابة – مثل لها ؟
س79: هل يضر عدم ذكر اسم الصحابي؟ مثلاً كقول قائل . . عن سعيد عن رجل من أصحاب النبي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
س80: ما هو تفصيل الشافعي بالنسبة لقبول المراسيل؟
س 81: مثل لمن تعد مراسليهم من أضعف المراسيل؟
س82: مثل للمقلوب في المتن؟
س83: مثل للمقلوب في السند؟
س84: هل يجوز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال؟
س85: على أي شيء يُحمل قول أحمد وابن مهدي وابن المبارك :"إذا روينا في الحلال والحرام شدَّدنا، وإذا روينا في الفضائل ونحوها تساهلنا"؟
س86: ما شروط العمل بالحديث الضعيف عند من يعمل به؟
س87: ما معنى حديث لا أصل له ؟
س88: كيف يعرف ضبط الراوي؟
س89: ما الحديث المتروك؟
س90: عرف الحديث المعلق؟
س91: إلى كم قسم تنقسم المعلقات وما هي؟ مثل لما تقول ؟
س92: هل المعلق ضعيف أو صحيح؟ .
س93: هل المعلقات التي في صحيح البخاري على شرطه؟
س94: تكلم باختصار سريع عن المعلقات التي في صحيح البخاري؟
س95:ما حكم الموقوفات المعلقة في صحيح البخاري؟
س96: تكلم عن المعلقات التي في صحيح مسلم ؟
س97: ماذا تعرف عن حديث"ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف" ؟
س98: ماذا تعرف عن كتاب تغليق التعليق؟
س99: هل تدخل المعلقات فيما انتقده الدارقطني على البخاري ومسلم ؟
س100:كم حديثاً انتقده الدارقطني على البخاري ومسلم؟
س101: هل تم للدارقطني الانتقاد في كل الأحوال؟ .
س102: عرف الحديث المسند؟
س103: عرف المتصل؟
س104:عرف المرفوع ؟
س105: عرف الموقوف؟
س106: هل الموقوف حجة؟وما الدليل؟
س107: هل تفسير الصحابي له حكم الرفع؟
س108: هل ذِكْر الصحابي سبب نزول الآية له حكم الرفع؟
س109:هل قول الصحابي" أمرنا بكذا" و "نهينا عن كذا" له حكم الرفع؟
س110: هل قول الصحابي: " كنا نفعل كذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم" له حكم الرفع؟
س111: ما الفرق بين الصيغتين الآتيتين 1- عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: . . . 2- عن عروة أن عائشة قالت :يا رسول الله .....؟
س112: عرف تدليس الإسناد؟
س113: هل يقبل حديث المدلس إذا كان ثقة؟
س114: عرف تدليس التسوية؟
س115: هل يقبل حديث مدلس تدليس التسوية إذا كان ثقة؟
س116: مَثَّل لمن اشتهر بتدليس التسوية؟
س117: عرف تدليس الشيوخ؟
س118: مثل لتدليس الشيوخ؟ ومن الذي اشتهر به؟
س119: عرف تدليس العطف؟
س120: هل هناك أنواع أخرى للتدليس؟
س121: ما حكم عنعنة الأعمش وقتادة وأبي إسحاق السبيعي؟
س122: ما حكم عنعنة أبي الزبير؟
س123: ما قولكم في عنعنات الأعمش عن أبي وائل، وأبي صالح، وإبراهيم النخعي؟
س124: من الذي اشتهر أنه لا يدلس إلا عن ثقة؟
س125: ماذا قال القطب الحلبي بشأن العنعنات التي في الصحيحين؟
س126: ما المُدْرج؟
س127: مثل للمدرج في أول الحديث ؟
س128: مثل للمدرج في وسط الحديث؟
س129: مثل للمدرج في آخر الحديث؟
س130: مثل للمدرج في الإسناد؟
س131: كيف يُعرف المدرج؟
س132:هل حدَّث أحد من الصحابة عن التابعين؟
س133: ما هو الحديث المعضل ؟
س134: متى يحكم على الحديث بالاضطراب؟
س135: بماذا مثل أهل العلم للمضطرب في المتن؟
س136: بماذا مثلوا للمضطرب في السند؟
س137: اذكر تعريفات العلماء للحديث الشاذ؟
س138: ما هو الحديث المنكر؟
س139: اذكر بعض الكتب المؤلفة في العلل؟
س141: ما حكم زيادة الثقة؟
س142: مثل زيادة الثقة؟
س143:بماذا استدل بعض أهل العلم لتوقفهم في قبول زيادة الثقة؟
س144: عرف العلة القادحة للحديث؟
س145: عرف الحديث المعلول؟
س146: اذكر بعض أنواع العلل؟
ش147: ما معنى طريق الجادة؟
س148: ماذا نفعل إذا تعارضت (أو اختلفت) طريق الجادة مع غير الجادة ؟
س149: اذكر بعض أوجه ترجيح رواية على أخرى؟
س150: إلى كم قسم ينقسم التفرد؟
س151:عرف كل نوع ؟
س152: ما معنى كل من الاصطلاحات الآتية: 1- الاعتبارات 2- المتابعات 3- الشواهد؟
س153: ما فائدة الشواهد والمتابعات؟
س154: هل هناك من أهل العلم من لا يعمل بالشواهد والمتابعات؟
س155: ما درجة الشيخين الفاضلين أحمد شاكر وناصر الألبانى في تصحيح الأحاديث من ناحية التساهل أو التشدد؟
س156: ما حكم حديث كل من قيل فيه: شيخ - صالح - يعتبر بحديثه - يكتب حديثه - لين الحديث - مستور –مجهول الحال مقارب الحديث؟
س157: هل هؤلاء الذين يأتي ذكرهم يصلحون في الشواهد أو المتابعات: كذاب- ضعيف جداً – متروك – وَاهٍ - وضَّاع- متهم بالوضع؟
س158: كيف يمكن التمييز بين الرواة في حالة تشابه أسمائهم؟
س159: هل هناك ما نميز به بين بعض الرواة كسفيان الثورى مثلاً وسفيان بن عيينة ، ومن اسمهم هشام أو عمرو أو علقمة أو نحو ذلك؟
س160: ما معنى قول الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابه تقريب التهذيب (من العاشرة أو في الحادية عشرة أو من الخامسة ... ونحو ذلك) في تراجمه للراوة ؟
س161: اذكر عدداً من رجال الطبري في تفسيره الذين دارت عليهم جملة من الأسانيد مع بيان أحوالهم باختصار؟
س162: وجدت لابن معين في راو واحد قولين مختلفين فعلى أي شيء يحمل الاختلاف؟
س163: عرف المزيد في متصل الأسانيد والمرسل الخفي؟
س164: بماذا يعرف الإرسال الخفي؟
س165: ما حكم رواية أهل البدع؟
س166: اذكر مرتبة هذه الألفاظ عند البخاري: "سكتوا عنه" و"فيه نظر" و"منكر الحديث"؟
س167: ما هي أنواع تحمل الحديث ؟
س168: ما معنى الإسناد العالي والنازل؟
س169: متى يُصار إلى الحكم بالنسخ؟
س170: من هو المخضرم؟
س171: من هو التابعي؟
س172: من هو الصحابي؟
س173: من هم العبادلة من الصحابة؟
س174: عرف المؤتلف والمختلف؟
س175: اذكر باختصار بعض الكتب الأساسية التي تلزم طالب علم الحديث ؟
======================
مقدمة
الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، ولي المتقين ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، خاتم النبيين ، عليه أفضل صلاة ، وأتم تسليم ، وآله وصحبه ، ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين .
وبعد:
فهذا مبحث يتعلق بمصطلح الحديث وعلله أعددته ؛ تيسيرًا على الدارسين والباحثين في هذا العلم – علم الحديث – وسائلاً الله أن ينفعني وإخواني به ، وقد قدمته بأسئلة وأجوبة في مصطلح الحديث ، وكانت قد طُبعت في رسالة من قبلُ عدة طبعات ، فأودعتها ثانية في هذا الكتاب ، كتقدمة لدراسة العلل، ومناقشة الأسانيد ، وأسأل الله أن يفقهني وإخواني المسلمين في الدين ، وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
كتبه
أبو عبد الله / مصطفى بن العدوي شلباية
مصر – الدقهلية – منية سمنود
س1: اذكر طرفاً من أهمية علم الحديث؟
ج1: علم الحديث من أجلّ العلوم الشرعية، إن لم يكن أجلها، فعليه وبه تقوم سائر العلوم الشرعية، ومن لم يكن عنده إلمام به أخطأ، وأوقع غيرَه في الخطأ، وانحرف عن النهج السديد من حيث يشعر، ومن حيث لا يشعر، سواء كان مفسراً أو فقيهًا أو أصولياً أو واعظاً أو مؤرخاً .
* فقد تجد مفسراً من المفسرين يفسر آيات من كتاب الله، ويجتهد في تفسيرها غاية الاجتهاد، إلا أنه جانَب الصواب بعد الاجتهاد كله؛ وذلك لأنه بنى تفسيره للآيات على أحاديث ضعيفة، أو موضوعة، أو أثر لا يثبت عن قائله.
* وقد تجد فقيهاً يصول ويجول في مسألة فقهية لتحريرها ، ويحاول- قدر جهده- الوصول إلى الصواب فيها، ولكنه لا يُوفق ؛ لأنه بنى رأيه فيها على حديث ضعيف، وهو لا يشعر.
* وكذلك بالنسبة لأهل الأصول، تجد فيهم ـ مثلاً ـ أصولياً يُؤَصِّل قاعدة من القواعد التي تبنى عليها الأحكام، وتُؤَسس عليها مسائل من الدين، يؤصلها على حديث ضعيف، فتأتى القاعدة وما رُكِّبَ عليها بضرر على الدين أكثر من النفع الذي رجاه مؤسسها ومؤصلها.
* وما أكثر هذا في الوعاظ ، الذين يزعمون أنهم يقربون الناس إلى ربهم، ولا يشعرون أنهم يكذبون على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم)، ويَتَقّوَّلُون عليه ما لم يقل، بل ويكذبون على الله عز وجل؛ إذ ينسبون إليه ما لا يحصى مما لم يقله- سبحانه- من الأحاديث القدسية(1)، بعضها فيه الخطأ الصُرَاح الذي يُضَادُّ قواعدَ أهل السنة والجماعة، وأصول الدين من الكتاب الحكيم والسنة النبوية المطهرة، فضلاً عما فيه من وصف الرب سبحانه بما لم يصف به نفسه، فلا يبتعدون بأفعالهم هذه عن الوقوع تحت طائلة قوله تعالى: ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ([ الأنعام : 144 ].
* أما المؤرخون، فحدث ولا حرج، فقد قل فيهم الصالحون، وفشا فيه الكذب، فزوروا التاريخ، وزيفوا الحقائق، وشوهوا جمال سيرة النبي صلى الله عليه وسلم بما اختلقوه فيها ونسبوه إليها، فكان علمُ الحديث الحَكَمَ في ذلك كله، فجزى الله أهله خير الجزاء؛ إذ نافحوا عن سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، وصحّحوا مسارات العلوم الشرعية، ونظّفوا سُقياها من كل شائبة ودخيلة، فعظم الله أجرهم، وغفر زلاتهم، ورفع درجاتهم، وأسكنهم فسيح الجنان.
* هذا طرف من أهمية علم الحديث ومصطلحه، ولو كان المجال هنا مجاله لأوردنا ما لا يتسع المقام هنا لبيانه، ولكن في ذلك ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
______________________________
(1) انظر كتاب: " ضعيف الأحاديث القدسية" لأخينا أحمد العيسوي حفظه الله .
س2: ما معنى الطريق (أو السند) ؟ وما معنى المتن؟ مَثِّل لما تقول؟
ج2: الطريق : هو سلسلة الرجال الموصلة للمتن.
والمتن: هو ما ينتهي إليه السند من الكلام .
وكمثال لذلك : ما أخرج البخاري، ومسلم، وأبو داود (واللفظ لأبي داود):
حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله" .
فقوله : ( حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر) هو السند، وقوله: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله" هو المتن.
س3: إلى كم قسم ينقسم الحديث من ناحية عدد الطرق؟
ج3: ينقسم الحديث من ناحية تعدد الطرق إلى قسمين:
1- متواتر.
2- آحاد .
س4: ما هو الحديث المتواتر؟
ج4: هو الحديث الذي يأتي عن عدد كبير من الرواة ( وذلك في كل طبقة من طبقات السند) يستحيل تواطؤهم على الكذب، ويستندون إلى أمرٍ محسوس.
* توضيحات وتنبيهات على التعريف:
1- حدد بعض أهل العلم عدد طرق المتواتر بالأربعة، وبعضهم عيَّنه بالخمسة ، وبعضهم عيَّنه بالعشرة، وبعضهم بالأربعين ، وبعضهم بالسبعين، إلى غير ذلك، والذي عليه الأكثر هو العدد الذي يحصل به اليقين. عزي هذا القول إلى جمهرة أهل العلم. [ راجع:" توضيح الأفكار" ص2/403 ] .
2- معنى يستندون إلى أمر محسوس كقولهم: حدثنا، أو سمعنا، أو لمسنا.
س5: إلى كم قسم ينقسم المتواتر؟ عرف كل قسم؟
ج5: ينقسم المتواتر إلى قسمين:
1- متواتر لفظي، وهو: ما تواتر لفظه.
2- متواتر معنوي.
قال السيوطي في" تدريب الراوي" (2/180): وهو أن ينقل جماعة يستحيل تواطؤهم على الكذب وقائع مختلفة، وتشترك في أمرٍ يتواتر ذلك القدر المشترك، كما إذا نقل رجل عن حاتمٍ مثلاً أنه أعطى جملاً، وآخر أنه أعطى فرساً، وآخر أنه أعطى ديناراً، وهلم جرا، فيتواتر القدر المشترك بين إخبارهم، وهو الإعطاء؛ لأن وجوده مشترك من جميع هذه القضايا.
س6: مثل للأحاديث المتواترة اللفظية بأمثلة، وللمتواتر المعنوي بمثال.
ج6: مثال لمتواتر اللفظي حديث: "من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" ، وحديث : "نضَّر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها، ثم أداها كما سمعها" ، وحديث: " من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة" .
ومثال المتواتر المعنوي أحاديث" رفع اليدين في الدعاء ".
س7: ما الكتب المؤلفة في الأحاديث المتواترة؟
ج7: وقفنا منها على :
1- "الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة" للسيوطي.
2- "نظم المتناثر في الحديث المتواتر" للكتاني.
س8: ما هو خبر الآحاد ؟
ج8: الآحاد ما ليس بمتواتر.
س9: إلى كم قسم ينقسم خبر الآحاد؟ وما هي هذه الأقسام؟
ج9: ينقسم خبر الآحاد إلى ثلاثة أقسام وهي:
1- المشهور.
2- العزيز.
3- الغريب (الفرد).
س10: ما الحديث المشهور(عند المحدثين)؟
ج10: هو: ما رواه في كل طبقة ثلاثة فأكثر من غير أن ينتهي إلى التواتر، وقيل: إنه يكفي أن يكون الراوي في الطبقة الأولى "وهم الصحابة" أقل من ثلاثة.
س11: ما الحديث العزيز؟
ج11: هو: ما رواه في كل طبقة اثنان، وقد يكون الحديث عزيزاً عن أحد الرواة، وذلك إذا رواه عنه راويان.
س12: ما الحديث الغريب ( الفرد)؟ اذكر مثالاً له؟
ج12: هو: ما انفرد براويته راوٍ واحد.
ومثاله: حديث "إنما الأعمال بالنيات " تفرد به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب، ورواه عن عمر علقمة بن وقاص الليثي، ورواه عن علقمة بن وقاص الليثي محمد بن إبراهيم التيمي، ورواه عن محمد بن إبراهيم التيمي يحيى بن سعيد الأنصاري .
س13: ما الفرق بين حديث الآحاد، والحديث المتواتر، من ناحية القبول أو الرد (أو الصحة والضعف)؟
ج13: الحديث المتواتر مقطوع بصحته، أي مقبول قطعاً، أما حديث الآحاد فمنه الصحيح المقبول، ومنه الضعيف المردود.
س14: إلى كم قسم ينقسم الحديث من ناحية الصحة والضعف؟
ج14: الذي استقر عليه العمل، أن الحديث ينقسم إلى ثلاثة أقسام وهي:
1- الصحيح .
2- الحسن.
3- الضعيف.
وقد كان أكثر المتقدمين على تقسيم الحديث إلى قسمين فقط. وهما: الصحيح والضعيف، والذي أدخل اصطلاح الحسن هو الترمذي ـ رحمه الله ـ وكان قبله قليلاً ما يُطلق.
س15: عرف الحديث الصحيح لذاته؟
ج15: هو: الحديث المسند الذي يتصل إسناده بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط إلى منتهاه، ولا يكون شاذاً ولا معللاً .
س16: وضح التعريف السابق؟
ج16: المتصل : ما سلم إسناده من سقوط فيه، بحيث يكون كل رجاله سمع ذلك المروي من الذي رواه عنه.
* العدل: من له مَلَكَة تحمله على ملازمة التقوى والمروءة.
* الضبط : ينقسم إلى قسمين :
1- ضبط صدرٍ: وهو أن يُثبت ما سمعه بحيث يتمكن من استحضاره متى شاء.
2- ضبط كتاب: هو أن يحفظ كتابه من ورَّاقِي السوء.
* الشاذ: هو مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه، هذا الذي استقر عليه العمل الآن.
* المعلل: هو ما به علة قادحة، وتنقسم العلة إلى قسمين:
1- علة قادحة(2) وكمثال لها: إسقاط ضعيف بين ثقتين، قد سمع أحدهما من الآخر.
2- علة غير قادحة وكمثال لها: إبدال ثقة بثقة.
وكما هو واضح أن العلة القادحة تُضَعِّف الحديث وغير القادحة لا تؤثر على صحته.
______________________________
(2) والعلة القادحة: هي سبب قادح مؤثر في الحديث مع أن ظاهر الحديث السلامة.
س17: بماذا يُرْمَز للعدل الضابط؟
ج17: يرمز للعدل الضابط برموز منها : أوثق الناس- ثقة ثبت- ثقة متقن-ثقة حجة-ثقة فقيه –ثقة ثقة ـ ثقة ـ حجة.
س18: ماذا يعني قول ابن معين في الرجل: "لا بأس به"؟
ج18: قول ابن معين في الرجل: "لا بأس به"، يعنى أنه ثقة.
س19: من المحدث الذي ضُعِّفَ بسبب عدم ضبط الكتاب؟
ج19: هو سفيان بن وكيع، كان له ورَّاق سوء يُدْخِل في كتبه ما ليس منها فضُعِّفَ بسببه.
س20: ما فائدة أصح الأسانيد؟
ج20: لها فوائد منها :
1- الاطمئنان على صحة الحديث.
2- تكون أحد المرجِّحات عند الاختلاف.
س21: ما أصح الأسانيد عند:
1- أحمد بن حنبل.2- البخاري.
ج21: أصح الأسانيد عند أحمد: الزهري، عن سالم، عن أبيه ، وأصحها عند البخاري: مالك، عن نافع، عن ابن عمر.
س22: ما أصح الأسانيد عن أبي بكر رضى الله عنه ؟
ج22: أصح الأسانيد عن أبي بكر رضى الله عنه هو: إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي بكر.
س23: ما أوهى الأسانيد عن الصديق، وعن علي رضى الله عنهما ؟
ج23: أضعف الأسانيد عن الصديق: صدقة الدقيقي، عن فرقد السبخي، عن مرة الطيب، عنه. [انظر تدريب الراوي ج1/180 ] وأضعف الأسانيد عن علي : عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن الحارث الأعور، عن علي.
س24: أي هذه الاصطلاحات أعلى رتبة: حديث صحيح – حديث صحيح الإسناد-حديث رجاله ثقات؟
ج24: أصحها الأول، أي:
حديث صحيح؛ وذلك لأنه قد يكون الحديث رجاله ثقات، لكن فيه من لم يسمع ممن فوقه، فيكون منقطعاً، وقد يكون الحديث إسناده صحيحاً، إلا أنه شاذ أو معلل.
س25: من أول من اعتنى بجمع الصحيح ؟
ج25: أول من اعتنى بجمع الصحيح: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، وتلاه صاحبه وتلميذه مسلم بن الحجاج النيسابوري .
س26: ما شرط كل من البخاري ومسلم لإخراج الحديث في صحيحه؟
ج26: شرط البخاري المُعَاصَرَة، واللُّقْيَا، أي: يكون الراوي عاصر شيخه، وثبت عنده سماعه منه، وشرط مسلم المعاصرة [زاد بعضهم مع إمكان اللقيا].
س27: ما رأيكم فيمن يقتصر على الصحيحين دون غيرهما من كتب السنة، وهل البخاري ومسلم اشترطا إخراج كل صحيح؟
ج27: لا شك أنه مُجَانب للصواب، بل وواقع في الضلال لرده سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ثبتت في غير البخاري ومسلم، فلم يشترط البخاري ومسلم إخراج كل صحيح ، فقد نقل أهل العلم عن البخاري قوله: أحفظ مائة ألف حديث صحيح، ونقلوا عنه أيضاً: وتركت من الصحاح مخافة الطول، وقد صحَّح البخاري نفسه أحاديث ليست في صحيحه، وذلك يتضح بصورةٍ كبيرة في سؤالات الترمذي له، كما في سنن الترمذي، والعلل الكبير له .
ونقل أهل العلم عن مسلم كذلك: ليس كل شيء عندي صحيح وضعته ها هنا.
فلا شك إذن في ضلال من اقتصر على الصحيحين ورد ما سواهما.
س28: ما رأيكم فيمن يقتصر على الصحيحين دون غيرهما من كتب السنة، وهل البخاري ومسلم اشترطا إخراج كل صحيح؟
ج28: لا شك أنه مُجَانب للصواب، بل وواقع في الضلال لرده سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ثبتت في غير البخاري ومسلم، فلم يشترط البخاري ومسلم إخراج كل صحيح ، فقد نقل أهل العلم عن البخاري قوله: أحفظ مائة ألف حديث صحيح، ونقلوا عنه أيضاً: وتركت من الصحاح مخافة الطول، وقد صحَّح البخاري نفسه أحاديث ليست في صحيحه، وذلك يتضح بصورةٍ كبيرة في سؤالات الترمذي له، كما في سنن الترمذي، والعلل الكبير له .
ونقل أهل العلم عن مسلم كذلك: ليس كل شيء عندي صحيح وضعته ها هنا.
فلا شك إذن في ضلال من اقتصر على الصحيحين ورد ما سواهما.
س29: على أي شيءِ يُحْمَل قول الشافعي :"لا أعلم كتاباً في العلم أكثر صواباً من كتاب مالك"؟
ج29: هذا قاله قبل أن يؤلف البخاري ومسلم كتابيهما.
س30: ما موضوع المستخرج؟
ج30: هو أن يعمد المصنف إلى الكتاب فيخرج أحاديثه بأسانيد لنفسه من غير طريق صاحب الكتاب، فيجتمع معه في شيخه، أو من فوقه، وشرطه: أن لا يصل إلى شيخ أبعد حتى يفقد سنداً يوصله إلى الأقرب إلا لعذر من علو أو زيادةٍ مهمة، أو تصريح بتحديث أو تسمية من لم ينسب أو غير ذلك.
س31: ما موضوع المستدرك؟
ج31: هو أن يعمد مصنفه إلى شرط صاحب كتاب، ويسحب هذا الشرط على أحاديث ليست في الكتاب، فإذا انطبقت أدرجها في كتاب، وهذا يسمى مستدرك. كما فعل الحاكم مع البخاري ومسلم.
س32: ما الموقف من مستدرك الحاكم؟
ج32: لا شك أن فيه ما هو صحيح، ولكن فيه أيضاً ما هو حسن وضعيف، بل وموضوع، وينبغي التيقظ التام لكل ما تفرد به الحاكم، ولا يغرنك قول الحاكم: حديث صحيح الإسناد، وموافقة الذهبي له، فالحاكم متساهل جداً في القضاء بالصحة، ولم ينقح كتابه، والذهبي كذلك متساهل في هذا الباب، فكم من رجل يتكلم فيه الذهبي في الميزان، ويصحح حديثه في تعليقه على المستدرك.
س33: اذكر بعض الأخطاء التي يقع فيها الحاكم عند قوله : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه؟
ج33: يعمد الحاكم- رحمه الله- مثلاً إلى سند فيه هشيم عن الزهري، فيقول فيه : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وذلك منه بناءً على أن هشيمًا والزهري من رجال الشيخين، وكونهما من رجال الشيخين صحيح كما ذكر الحاكم ـ رحمه الله ـ لكن هنا نقطة وقع الحاكم بسببها في الوهم، ألا وهي: أن هشيماً ضعيف في الزهري خاصة، فلم يُخرج البخاري ولا مسلم لهشيم عن الزهري وإنما أخرجا لهشيم عن غير الزهري، وأخرجا للزهري من رواية غير هشيم عنه؛ وذلك لأن هشيماً كان قد دخل على الزهري فأخذ عنه عشرين حديثاً، فلقيه صاحب له وهو راجع، فسأله رؤيتها، وكان ثَمَّ ريحٌ شديدة، فذهبت بالأوراق من يد الرجل، فصار هشيم يحدث بما علق منها بذهنه، ولم يكن أتقن حفظها، فوهم في أشياء منها، ضعف في الزهري بسببها.
وكذلك القول في سماك عن عكرمة فهو سند ملفق من رجال الشيخين، فسماك من رجال مسلم، وعكرمة من رجال البخاري، فقوله: سماك عن عكرمة لا من شرط البخاري، ولا من شرط مسلم، ورواية سماك عن عكرمة مضطربة، فيقول الحاكم في إسناد كسماك عن عكرمة : إنه على شرط الشيخين، فيظهر وهمه في ذلك.
فينبغي أن يُحكم على كل حديث بما يستحق بعد النظر في طريقه، وفي سنده ورواته.
س34: ما مراتب الحديث الصحيح، وبماذا انْتُقِدَت؟
ج34: قال جمع من أهل العلم: أعلاها مرتبة ما اتفق عليه الشيخان، ثم ما أخرجه البخاري، ثم ما أخرجه مسلم، ثم ما كان على شرطهما ولم يخرجاه، ثم ما كان على شرط البخاري، ثم ما كان على شرط مسلم، ثم ما أخرجه الذين اشترطوا في كتبهم الصحة، وانتقد هذا الترتيب بأن المتواتر أعلاها صحة، ودُفِع هذا الانتقاد بأن المتواتر ليس من مباحث الإسناد، فهو خارج من البحث، فهو صحيح بلا بحث . وانتقدت أيضاً بأن ما رواه الجماعة أعلى صحة مما أخرجه الشيخان، ودفع بأن من لم يشترط الصحة لإخراج الحديث لا يزيد إخراجه للحديث صحة، ولكن يظهر أن ما أخرجه الجماعة ينبغي أن يكون أعلى رتبة من المتفق عليه، فالبخاري ومسلم داخلان في الجماعة.
س35: ماذا تعرف عن (مجمع الزوائد)؟
ج35: هو كتاب جمع زوائد ستة كتب وهي: مسند أحمد، وأبي يعلى، والبزار، ومعاجم الطبراني الثلاثة: (الكبير والأوسط والصغير) على الكتب الستة (الأمهات).
س36: ما سنن النسائي المعدودة في الكتب الستة؟
ج36: هي السنن الصغرى (المجتبى).
س37: لماذا انتقى النسائي السنن الصغرى من السنن الكبرى؟
ج37: بناء على طلب أمير الرملة منه بانتقاء الصحيح من السنن الكبرى .
س38: ما شرط النسائي في كتابه؟
ج38: لا يترك راوياً إلا إذا اجتمع الجميع على ترك حديثه، وفسر ابن حجر الجمع بطبقتي المتشددين والمتوسطين، فقال: إنما أراد بذلك إجماعاً خاصاً، ثم ذكر الذي فحواه ما تقدم.
س39: اذكر بعض المتشددين والمتوسطين؟
ج39: أمثلة للمتشددين:شعبة-يحيى القطان- يحيى بن معين-أبو حاتم.
المتوسطين: سفيان الثوري- عبد الرحمن بن مهدى- أحمد بن حنبل- البخاري.
س40: ما شرط الترمذي؟
ج40: قال الترمذي- كما نُقِلَ عنه في شروط الأئمة الخمسة للحازمي ص56-: ما أخرجت في كتابي إلا حديثاً عمل به الفقهاء.
س41: اذكر مقاصد الأئمة الخمسة في تخريجهم للحديث؟
ج41: في شروط الأئمة الخمسة قال: وأما فرق ما بين الأئمة الخمسة من القصد:
* فغرض البخاري تخريج الأحاديث الصحيحة المتصلة واستنباط الفقه والسيرة والتفسير، فذكر عرضاً الموقوف والمعلق، وفتاوى الصحابة والتابعين وآراء الرجال، فتقطعت عليه متون الأحاديث وطرقها في أبواب كتابه.
* وقصد مسلم تجريد الصحاح بدون تعرض للاستنباط، فجمع أجود ترتيب، ولم تتقطع عليه الأحاديث.
* وهمة أبي داود جمع الأحاديث التي استدل بها فقهاء الأمصار، وبنوا عليها الأحكام، فصنَّف سننه، وجمع فيها الصحيح والحسن واللين والصالح للعمل، وهو يقول : ما ذكرت في كتابي حديثاً أجمع الناس على تركه. وما كان منها ضعيفاً صرح بضعفه، وما كان فيه علة بينها، وترجم على كل حديث بما قد استنبط منه عالم ، وذهب إليه ذاهب، وما سكت عنه فهو صالح عنده، وأحوج ما يكون الفقيه إلي كتابه.
* وملمح الترمذي الجمع بين الطريقتين كأنه استحسن طريقة الشيخين حيث بَيَّنَا وما أبهما .
وطريقة أبي داود حيث جمع كل ما ذهب إليه ذاهب، فجمع كلتا الطريقتين، وزاد عليهما بيان مذاهب الصحابة والتابعين، وفقهاء الأمصار، واختصر طرق الحديث، فذكر واحداً وأومأ إلى ما عداه، وبيَّن أمر كل حديث من أنه صحيح أو حسن أو منكر، وبيَّن وجه الضعف، أو أنه مستفيض أو غريب.
قال الترمذي : ما أخرجت في كتابي هذا إلا حديثاً عمل به بعض الفقهاء، سوى حديث "فإن شرب في الرابعة فاقتلوه"، وحديث : "جمع بين الظهر والعصر بالمدينة من غير خوف ولا سفر".
س42: اذكر طرفاً من طريقة عمل الترمذي في سننه ؟
ج42: ربما أنه يسلك مسلك الإمام مسلم في بعض الأحيان، فقد نص مسلم على أنه ربما أخرج الحديث في صحيحه من طريق ضعيف؛ لعلوه، والحديث معروف عند أئمة هذا الشأن من طريق العدول، ولكن بإسناد نازل .
وفي شرح مسلم أنه أنكر أبو زرعة عليه- أي على مسلم- روايته في صحيحه عن أسباط بن نصر، وقطن بن نسير، وأحمد بن عيسى المصري، فقال مسلم: إنما أدخلت من حديث أسباط وقطن وأحمد ما قد روى الثقات عن شيوخهم- إلا أنه ربما وقع إليَّ عنهم بارتفاع، ويكون عندي برواية أوثق منهم بنزول، فأقتصر على ذلك، وأصل الحديث معروف من رواية الثقات. انتهي [توضيح الأفكار1/171]
س43: هل نسخ الترمذي كلها واحدة؟ برِّهن على قولك ؟
ج43: ليست كلها واحدة، ففي بعضها حسن، وفي بعضها حسن صحيح في الحديث الواحد، مثال ذلك حديث: "الصلح جائز بين المسلمين "، قال الصنعاني في توضيح الأفكار: لم يُتْبِعه الترمذي بتصحيح ولا تحسين، وفي كثير من النسخ : حسن صحيح.
س44: ماذا قال ابن حزم في الترمذي ؟ وبماذا رد عليه العلماء؟
ج44: ذكر الذهبي: أن ابن حزم في كتابه " الإيصال" قال في الترمذي: إنه مجهول، وكذا ذكر ابن حجر، ورد العلماء على ابن حزم قوله، فقال ابن حجر : أما ابن حزم، فنادى على نفسه بعدم الاطلاع، وذلك لما وصف به ابن حزم الترمذي_ رحمه الله _ حينما وصفه بالجهالة .
وقد أشار أحمد شاكر في مقدمته للترمذى إلى أن الذهبي قد يكون وهم، وتبعه ابن حجرٍ في نسبته هذا القول إلى الترمذي؛ فإن ابن حزم أخرج للترمذي حديثاً في "المحلى" (9/297) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تضعيفاً.
س45: ماذا يعنى البيهقي والبغوي بقولهما: أخرجه البخاري؟
ج45: يعنيان أن البخاري أخرج أصل الحديث.
س46: عرف المجهول؟
ج46: تنقسم الجهالة إلى نوعين: جهالة عينٍ - جهالة حالٍ.
مجهول العين : هو من روى عنه راوٍ واحد ولم يوثقه معتبر.
مجهول الحال (أو الوصف): هو من روى عنه راويان فأكثر، ولم يوثقه معتبر.
ومجهول العين في الغالب لا يصلح في الشواهد، ولا في المتابعات، بينما مجهول الحال يصلح في الشواهد والمتابعات .
وقد تساهل بعض أهل العلم في جهالة التابعين، ورقوا أحاديث بعض من جهلت حاله من التابعين إلى الحسن، بل وإلى الصحة، برهانهم في ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم ..".
س47: ما حكم حديث المختلط الثقة؟
ج47: يبحث عن الرواة عنه قبل الاختلاط، والرواة بعد الاختلاط، ويصحح حديث من روى عنه قبل الاختلاط، ويتوقف في حديث من روى عنه بعد الاختلاط.
س48: ما رتبة ابن حبان والعجلي في توثيق المجاهيل؟
ج48: ابن حبان والعجلي متساهلان في توثيق المجاهيل.
س49: ما مراتب توثيق ابن حبان كما ذكرها المعلمي في كتابه "التنكيل لما ورد في تأنيب الكوثري من الأباطيل " ؟وهل تُعُقِّبَت بشيء؟
ج49: قال المعلمي - رحمه الله - في ( التنكيل 1/450) : والتحقيق أن توثيقه (يعنى توثيق ابن حبان ) على درجات:
الأولى: أن يصرح به كأن يقول: "كان متقناً" أو " مستقيم الحديث" أو نحو ذلك.
الثانية: أن يكون الرجل من شيوخه الذين جالسهم وخبرهم.
الثالثة: أن يكون من المعروفين بكثرة الحديث، بحيث يُعلم أن ابن حبان وقف له على أحاديث كثيرة.
الرابعة: أن يظهر من سياق كلامه أنه قد عرف ذلك الرجل معرفة جيدة.
الخامسة: ما دون ذلك.
فالأولى لا تقل عن توثيق غيره من الأئمة، بل لعلها أثبت من توثيق كثير منهم، الثانية قريب منها، والثالثة مقبولة، والرابعة صالحة ، والخامسة لا يؤمن فيها الخلل، والله أعلم. انتهي كلامه رحمه الله.
هذا وقد علق الشيخ ناصر الدين الألباني- رحمه الله –على هذا الكلام بقوله:
قلت: هذا تفصيل دقيق يدل على معرفة المؤلف _ رحمه الله تعالى _ وتمكنه من علم الجرح والتعديل، وهو ما لم أره لغيره فجزاه الله خيراً غير أنه قد ثبت لدى بالممارسة أن من كان منهم من الدرجة الخامسة، فهو على الغالب مجهول لا يُعرف، يشهد لذلك صنيع الحُفَّاظ كالذهبي والعسقلاني وغيرهما من المحققين، فإنهم نادراً ما يعتمدون على توثيق ابن حبان وحده ممن كان في هذه الدرجة والتي قبلها أحياناً، ولقد أجريت لطلاب الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة يوم كنت أستاذاً للحديث فيها (سنة1382هـ) تجربة عملية في هذا الشأن في بعض الدروس (الأسانيد) فقلت لهم: لنفتح على أي راو ٍفي كتاب خلاصة تذهيب الكمال تفرد بتوثيقه ابن حبان، ثم لنفتح عليه في الميزان (للذهبي) والتقريب (للعسقلاني) ، فسنجدهما يقولان فيه: (مجهول)، أو ( لا يعرف)، وقد يقول العسقلاني فيه: (مقبول) يعنى لين الحديث، ففتحنا على بضعة من الرواة تفرد بتوثيقهم ابن حبان فوجدناهم عندهما كما قلت، إما مجهول، أو لا يعرف، أو مقبول.
هذا وقد تُعُقِّبَ عداب الحمش في رسالته (رواة الحديث الذين سكت عليهم أئمة الجرح والتعديل بين التوثيق والتجهيل ص69) بقوله: إن هذا الكلام على إطلاقه من الشيخين فيه نظر؟!.
فالرواة المترجمون في كتاب الثقات قسمان: قسم انفرد ابن حبان بالترجمة له ، أو كان اعتماد مَن ترجمه بعده عليه، وهؤلاء يزيد عددهم على ألفي ترجمة في الكتاب، والقسم الثاني: الرواة الذين اشترك مع غيرهم في الترجمة لهم، وهؤلاء صنفان:
الصنف الأول: الرواة الذين أطلق عليهم ألفاظ الجرح والتعديل، وهؤلاء يقرب عددهم من ثلاثة آلاف راوٍ.
وقد تعددت ألفاظ النقد وتباينت دلالاتها كما قدمت بعض ذلك فبينما تجده يصف الرجل بالحفظ والإتقان أو الوثاقة أو الصدق أو استقامة الحديث، إذا بك تجده يصف الرجل بأنه قد يخطيء أو يخطيء أحياناً، أو يخطيء كثيراً، أو يخطىء ويخالف، أو يخطىء ويُغْرب، ويدلس ويخالف. والراوة الذين يصرح فيهم بالتوثيق ليسوا على درجة واحدة في نفس الأمر في كل مصطلحات التوثيق.
فقد وجدته وصف خمسة وخمسين رجلاً بالإتقان بيد أنني لم أجد لغيره كلاماً في ثمانية منهم، والذين وجدت لهم تراجم كانوا جميعاً من الحفاظ أو الثقات.
أما لفظ (مستقيم الحديث) وما دار في فلكه فقد أطلقه ابن حبان على ستةٍ وخمسين راوياً ومائتي راوٍ، وقد جاءت ألفاظه الدالة على الاستقامة متعددة، فتارة يصف الراوي بأنه مستقيم الحديث جداً، وتارة يصفه بأنه مستقيم الأمر في الحديث، وتارة يقيد الاستقامة بشروط فيقول مثلاً: مستقيم الحديث إذا روى عن الثقات، أو إذا روى عنه الثقات، وتارة يقول: روى أحاديث مستقيمة، وأنه مستقيم الحديث يغرب، ومستقيم الحديث ربما أخطأ.
كما أطلق عبارات أوضحت لنا مقصوده من الاستقامة، ولكنه أكثر ما أطلق هذا المصطلح بلفظ (مستقيم الحديث) مجرداً، وله ألفاظ أخرى مشابهة، ولكنها قليلة. وقد وجدت فيمن وصفه ابن حبان بأنه (مستقيم الحديث) الحافظ والثقة والصدوق، ووجدت فيهم المجروح والمضعف والمجهول حسب اصطلاح المتأخرين، وقد كانت ألفاظ النقد التي أطلقها ابن حبان في كتابيه (الثقات والمجروحين) تسعة عشر لفظاً ومائتي لفظ درستها جميعاً دراسة نقدية في رسالتي سالفة الذكر، وأعددت لها ملاحق خاصة بألفاظها، ولذلك فإنني أرى أن هذه الإطلاقات من فضيلة الشيخ اليماني - رحمه الله - عامة وعائمة.
وما ذكره فضيلة الشيخ الألباني من أن كلام الشيخ المعلمي (تفصيل دقيق)، غير دقيق ولا مفيد في التحقيق العلمي شيئاً . انتهي المراد من كلام عداب الحمش.
س50: ما درجة الترمذي في التصحيح؟
ج50: الترمذي معروف بالتساهل في التصحيح، فينبغي أن تتتبع الأحاديث الموجودة فيه، ويحكم عليها بما تستحق، وقد شرع في هذا الشيخ أحمد بن شاكر - رحمه الله - ولكن أعجلته المنية.
س51: ما هو الفرق بين المسانيد، وكتب السنن، والمعاجم أيهما أصح؟
ج51: المسانيد فيها كل صحابي ومروياته، وكذلك المعاجم إلا أن فيها الصحابة مرتبون على حروف المعجم باستثناء العشرة المبشرين بالجنة(3) فهم مُقَدَّمون ، أما كتب السنة فهي مرتبة على الأبواب الفقهية فيذكرون الترجمة للباب، ثم يذكرون ما وقع لهم في هذه الترجمة من حديث أي صحابي كان.
وينبغي أن يعلم أن المسانيد والمعاجم كتب سنة أيضاً، من ناحية احتوائها على أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما من ناحية الصحة ففي الغالب أن كتب السنة -المرتبة على الأبواب الفقهية- أكثر صحة إذ إن مؤلفيها يتحرون ما يشهد لتراجمهم، ولكن لا يعنى هذا أن كل حديث في كتب السنة(المرتبة فقهياً) أصح من كل حديث في المسانيد والمعاجم، ولكن الأمر نسبي أغلبي، والله أعلم.
______________________________
(3) المبشرون بالجنة من أ صحاب ا لنبي كثير، ولكن ا لمرا د بالعشرة هم الذين جمعهم حديث واحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم أبو بكر- عمر- عثمان- علي- طلحة- الزبير- سعد بن أ بي وقاص- وعبد الرحمن بن عوف – وأبو عبيدة- وسعيد ابن زيد.
س52: اذكر بعض الشروح للكتب الآتية: صحيح البخاري- صحيح مسلم. سنن أبي داود- سنن الترمذي . سنن النسائي – موطأ مالك . مسند أحمد.
ج52: شرحه الكتاب فتح الباري- عمدة القاري صحيح البخاري النووي- المفهم على شرح مسلم للقرطبي صحيح مسلم عون المعبود- بذل المجهود سنن أبي داود زهر الرُّبَى سنن النسائي تحفة الأحوذي سنن الترمذي التمهيد – الاستذكار موطأ مالك الفتح الرباني مسند أحمد
س53: ما الشواهد التي تشير إلى أن الخبر موضوع؟
ج53: على ذلك شواهد منها:
1- إقرار واضعه بالوضع، كما أقر نوح بن أبي مريم والملقب بنوح الجامع، أنه وضع على ابن عباس أحاديث في فضائل القرآن سورة سورة .
2- ما ينزل منزلة الإقرار كأن يحدث عن شيخ بحديث لا يُعرف إلا عنده، ثم يُسأل عن مولده، فيذكر تاريخاً معينًا، ثم يتبين من مقارنة تاريخ ولادة الراوي بتاريخ وفاة الشيخ المروى عنه أن الراوي ولد بعد وفاة الشيخ، أو نحو ذلك، كما ادعى مأمون بن أحمد الهروي أنه سمع من هشام ابن عمار فسأله الحافظ ابن حبان: متى دخلت الشام؟ قال: سنة خمسين ومائتين، فقال له: فإن هشاماً الذي تروي عنه مات سنة 245 فقال: هذا هشام بن عمار آخر.
3- قرائن في الراوي أو المروي، أو فيهما معاً كالحنفي الذي يروي حديثاً في ذم الشافعي، والثناء على أبي حنيفة [يكون في أمتي رجل يقال له محمد بن إدريس أضر على أمتي من إبليس. . . وأبو حنيفة سراج أمتي ... ] أو غير ذلك ، راجع تعليق الشيخ أحمد بن شاكر على الباعث الحثيث.
4- ركاكة اللفظ وفساد المعنى والمجازفة الفاحشة.
5- مخالفة صريحة لما ورد في الكتاب والسنة الصحيحة، فإذا وجد شيء من ذلك وجب البحث وراء الحديث بدقة حتى نقف على حقيقته.
س55: هل تجوز رواية الحديث الموضوع ؟
ج55: لا تجوز رواية الحديث الموضوع إلا للتحذير منه والتنبيه عليه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين" رواه مسلم.
وقال عليه الصلاة والسلام: "الدين النصيحة. قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله . . " .
س56: اذكر بعض أقسام الوضاعين؟
ج56: منهم زنادقة أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر، ومنهم أهل البدع والأهواء، كالرافضة، والخطابية، يضعون أحاديث تعزز مذاهبهم الباطلة، ومنهم المنتسبون إلى الزهد يضعون أحاديث يرغبون بها الناس، ويرهبونهم بزعمهم، ومنهم القصاص، ومنهم علماء السلاطين الذين يضعون الأحاديث إرضاءً لحكامهم.
س57: اذكر بعض الكتب المؤلفة للأحاديث الموضوعة؟
ج57: منها: الأباطيل للجوزقاني، والموضوعات لابن الجوزي ، واللآليء المصنوعة، وكراسة الرغبي الصنعاني اللغوي، والفوائد المجموعة للشوكاني، وسلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للشيخ ناصر الألباني، وكذلك الكتب المؤلفة في الضعفاء.
س58: ما مدى تثبت ابن الجوزي في كتابه الموضوعات؟
ج58: ابن الجوزي متسرع في الحكم على الحديث بالوضع ، وقد حكم على حديث أبي هريرة مرفوعًا: "إن طالت بك مدة أوشك أن ترى قوماً يغدون في سخط الله، ويروحون في لعنته، في أيديهم مثل أذناب البقر". والحديث في صحيح مسلم، وانظر السؤال التالي وإجابته.
س59: ماذا تعرف عن كتاب (القول المسدد في الذب عن مسند أحمد)؟
ج59: هو كتاب ألفه الحافظ ابن حجر، ذكر فيه أربعة وعشرين حديثاً من مسند أحمد ذكرها ابن الجوزي في الموضوعات، وحكم عليها بذلك، ورد عليه ابن حجر ودفع قوله.
س60: اذكر بعض أسماء الوضاعين ؟
ج60: منهم نوح بن أبي مريم الملقب بنوح الجامع، ومقاتل بن سليمان البلخي العالم بالتفسير، وغياث بن إبراهيم النخعي، ومحمد بن سعيد المصلوب.
س61: هل تبرأ الذمة بذكر سند الحديث الضعيف مع عدم التنبيه على ذلك؟
ج61: لا تبرأ الذمة إلا إذا كان ذلك بين أهل العلم بالأسانيد ، أما العوام فلا يجوز التلبيس عليهم، وقد كنت يوما أصلى الجمعة في بعض المساجد الكبرى ، والمسجد على أشده في موسم الحج، وإذا بالخطيب يخطب في خطبته قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم". فحدثته بعد هذه الخطبة وأوضحت له أن الحديث لا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي : وهل قلت : إنه صحيح؟! انظر كيف يهرب من البشر، ويظن أنه نجا، والله من ورائه محيط.
س62: من هم مظنة الأحاديث الضعيفة والموضوعة في هذا الزمان؟
ج62: أغلبهم الصوفية، وبعض الجماعات والفرق المنبثقة عنهم والتي تدعو في نهاية أمرها إلى التصوف الصريح، وقد أكثرت هذه الطوائف من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث لا يشعرون ، ولبست على المسلمين أمر دينهم ، بل ونصبوا العداء لمن أراد أن يتفقه في الدين، ومن جملتهم أيضاً جماعة الوعاظ، الذين لا يبالي أغلبهم بصحة الحديث من ضعفه ، وجزى الله الشيخ عبد الحميد كشك على ما قدم من خير للإسلام، وعلى ما هدى الله على يديه من شباب، ونسأل الله أن يعفو عنه لتحديثه بالأحاديث الضعيفة التي لا تثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد أكثر منها، نسأل الله أن يعيننا وإياه على تحري الصدق والدفاع عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتنقيتها مما ليس منها، ونهيب بكل أئمة المساجد وجمهور الوعاظ والقصاصين ألا يتحدثوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بما صح عنه.
س63: عرف الحديث الحسن وهل يُحْتَج به؟
ج63: هو نفس تعريف الصحيح، إلا أنه في رجاله من هو خفيف الضبط، ويُحتج به.
س64: بماذا يرمز لخفيف الضبط في التقريب ( تقريب التهذيب) ؟
ج64: يرمز لخفيف الضبط برمز: صدوق – لا بأس به- صدوق يَهِم.
س65: من الذي أدخل اصطلاح الحسن ؟
ج65: هو الترمذي (4).
______________________________
(4) وقد سبق الترمذي البخاري وأبو حاتم الرازي إلى هذا الاصطلاح وغيرهما، ولكنه انتشر و اشتهر في كتب الترمذي .
س66: ما شروط الترمذي للحسن؟
ج66: شروط الترمذي للحكم بالحسن هي :
1- أن لا يكون في إسناده متهم بالكذب.
2- أن لا يكون شاذاً.
3- أن يروي من غير وجه.
س68: ما معنى قول الترمذي: حسن صحيح؟
ج68: اعلم أولاً أنه اختلف العلماء في هذا التعريف والذي اختاره الحافظ في نخبة الفكر أن لذلك حالتين:
الأولى : أن يأتي من طريق واحد فيكون في الطريق رجل اخُتِلَف في تصحيح حديثه وفي تحسينه فيكون صحيحاً باعتبار مَن صحَّح حديثه، وحسناً باعتبار مَن حسَّن حديثه.
الثانية: أن يأتي من طريقين فيكون حسناً من إحداهما صحيحاً من الأخرى .
س69: ما حكم حديث من قيل فيه في التقريب: صدوق يخطئ؟
ج69: ينبغي أن تراجع ترجمة مثل هذا بتوسع ، فإن كان الحديث الذي بين يديك من الأحاديث التي أخطأ فيها تتوقف في الحديث . وإن لم يكن من الأحاديث التي أخطأ فيها يُحَسَّن حديثه.
س70: ما معنى قول أبي داود" وما لم أذكر فيه شيئاً فهو صالح"؟
ج70: حملها بعض أهل العلم على الحسن ، أي ما سكت عنه فهو حسن، ومنهم ابن الصلاح وحملها بعضهم على أنه صالح للاحتجاج. وحملها آخرون على ما هو أعم من ذلك .
س71: هل كل ما سكت عنه أبو داود فهو حسن؟
ج71: ليس الأمر كذلك ، بل فيه الصحيح والحسن والضعيف ، وقد سئل أبو داود – سأله الآجري- عن أحاديث سكت عنها في سننه فحكم بضعفها . وينبغي أن تتبع أسانيد الأحاديث من سنن أبي داود ويحكم عليها بما تستحق.
س72: ما هو اصطلاح البغوي في المصابيح؟ وما مدى صحته؟
ج72: قال ما مضمونه : إن ما أخرجه البخاري ومسلم أو أحدهما صحيح، وإن الحسن ما رواه أبو داود والترمذي وأشباههما ولا شك أنه اصطلاح خاطيء وهو اصطلاح خاص به.
س73: عرف الحديث الضعيف ؟
ج73: هو ما لم تتوافر فيه شروط الصحة أو الحُسن .
س74: عرف الحديث المنقطع؟
ج74: هو ما سقط من وسط إسناده رجل، وقد يكون الانقطاع في موضع واحد، وقد يكون في أكثر من موضع.
س75: عرف المقطوع؟
ج75: هو الموقوف على التابعي قولاً أو فعلاً.
س76: عرف الحديث المرسل؟
ج76: هو حديث التابعي إذا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو كلمة نحوها، وخصَّه بعض أهل العلم بكبار التابعين ، واختصاصه بكبار التابعين هي الصورة التي لا خلاف فيها، وأطلق بعض أهل العلم المرسل على ما سقط من إسناده رجل من أي موضع كان.
س77: من أي أقسام الحديث يكون الحديث المرسل؟
ج77: المرسل من أقسام الضعيف.
س78: ما حكم مراسيل الصحابة – مثل لها ؟
ج78: مراسيل الصحابة مقبولة معمول بها عند أهل العلم وكمثال لذلك قول عائشة رضى الله عنها: "... أول ما بُدِيء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة.." ؛ فعائشة لم تدرك القصة ، هذا وننبه على أن أكثر أهل العلم يجعلون أحاديث الصحابي الذي لم يميز على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كحكم مراسيل كبار التابعين.
س79: هل يضر عدم ذكر اسم الصحابي؟ مثلاً كقول قائل . . عن سعيد عن رجل من أصحاب النبي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
ج79: لا يضر ذلك لكون الصحابة رضى الله عنهم كلهم عدول.
س80: ما هو تفصيل الشافعي بالنسبة لقبول المراسيل؟
ج80: الشافعي يقبل مراسيل كبار التابعين بشروط وهي :
1- أن تأتى من وجه آخر ولو مرسلة.
2- أو أن تعتضد بقول صحابي أو أكثر العلماء.
3- إذا كان المرسل لو سمى لا يسمي إلا ثقة فحينئذ يكون مرسله حجة، ولا ينهض إلى رتبة المتصل، وكبار التابعين كسعيد بن المسيب، وعبيد الله بن عدى بن الخيار.
وإن كان بعض أهل العلم يعد عبيد الله في الصحابة اللذين ولدوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يميزوا
س81: مثل لمن تعد مراسليهم من أضعف المراسيل؟
ج81: مثل الحسن البصري- الزهري- يحيى ابن أبي كثير.
س82: مثل للمقلوب في المتن؟
ج82: "إذا أذن ابن أم مكتوم فكلوا واشربوا وإذا أذن بلال فلا تأكلوا ولا تشربوا".
الصواب: " إن بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم ".
س83: مثل للمقلوب في السند؟
ج83: قد يكون القلب في الإسناد في اسم راوٍ أو نسبه، يقول: "كعب بن مرة" بدل"مرة بن كعب"
س84: هل يجوز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال؟
ج84: نرى أنه لا يجوز العمل بالضعيف، ومن ادعى التفرقة فعليه البرهان .
س85: على أي شيء يُحمل قول أحمد وابن مهدي وابن المبارك :"إذا روينا في الحلال والحرام شدَّدنا، وإذا روينا في الفضائل ونحوها تساهلنا"؟
ج85: حمله بعض أهل العلم على الحديث الحسن الذي لم يصل إلى درجة الصحة، فإن التفريق بين الصحيح والحسن لم يكن في عصرهم، بل كان أكثر المتقدمين لا يصف الحديث إلا بالصحة أو الضعف فقط .
س86: ما شروط العمل بالحديث الضعيف عند من يعمل به؟
ج86: لذلك شروط وضعوها :
1- أن يكون الحديث في القصص أو المواعظ أو فضائل الأعمال.
2- أن يكون الضعف غير شديد.
3- أن يندرج تحت أصل معمول به.
4- أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته، بل يعتقد الاحتياط .
س87: ما معنى حديث لا أصل له ؟
ج87: معناه: لا إسناد له، قاله ابن تيمية رحمه الله.
س88: كيف يعرف ضبط الراوي؟
ج88: يعرف بموافقة الحفاظ المتقنين الضابطين إذا اعتبر حديثه بحديثهم، فإن كانت أغلب أحاديثه موافقة لأحاديثهم عرف ضبطه، وإن كثرت مخالفاته اختل ضبطه.
س89: ما الحديث المتروك؟
ج89: هو الذي يرويه من يتهم بالكذب، ولا يعرف ذلك الحديث إلا من جهته، ويكون مخالفاً للقواعد العامة.
س90: عرف الحديث المعلق؟
ج90: هو ما حذف من مبتدأ إسناده واحد فأكثر ولو إلى آخر الإسناد.
س91: إلى كم قسم تنقسم المعلقات وما هي؟ مثل لما تقول ؟
ج91: تنقسم إلى قسمين:
1- معلقات بصيغة الجزم نحو: قال-ذكر- وروى.
2- معلقات بصيغة التمريض نحو: يُذْكر- يقال- يُرْوَى.
س92: هل المعلق ضعيف أو صحيح؟
ج92: بصورة أولية فالمعلق من قسم الضعيف إلا أن نقف على الرجال المحذوفين، ومن ثَمَّ نحكم عليه بما يستحق.
س93: هل المعلقات التي في صحيح البخاري على شرطه؟
ج93: ليست المعلقات التي في صحيح البخاري كلها على شرطه؛ لأنه قد وسم كتابه ( بالجامع المسند الصحيح المختصر في أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسننه وأيامه).
س94: تكلم باختصار سريع عن المعلقات التي في صحيح البخاري؟
ج94: منها: ما أورده البخاري معلقاً في موضع ووصله في موضع آخر من صحيحه، ومنها: ما لا يوجد إلا معلقاً ، وهذا الأخير على صورتين:
الأولى: المعلق بصيغة الجزم، ويستفاد منها الصحة إلى من علق عنه، لكن يبقى النظر فيمن أُبْرِزَ من رجال ذلك الحديث، فمنه ما يلتحق بشرطه ومنه ما لا يلتحق ... (قاله الحافظ) (5) .
فمثال لما يلتحق بشرطه قوله في كتاب الوكالة: قال عثمان بن الهيثم: حدثنا عوف، حدثناً محمد ابن سيرين عن أبي هريرة رضى الله عنه، " وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بزكاة رمضان . . ".
وأما ما لا يلتحق بشرطه فقد يكون صحيحاً على شرط غيره، وقد يكون حسناً صالحاً للحجة، وقد يكون ضعيفاً لا من جهة قدح في رجاله بل من جهة انقطاع يسير في إسناده.
فمثال ما هو صحيح على شرط غيره: قوله في الطهارة: وقالت عائشة: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه" وهو حديث صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه مسلم في صحيحه.
ومثال لما هو حسن صالح للحجة: قوله: وقال بهز بن حكيم عن أبيه عن جده: "الله أحق أن يستحيا منه من الناس "، وهو حديث حسن مشهور عن بهز أخرجه أصحاب السنن.
ومثال لما هو ضعيف بسبب الانقطاع لكنه مُنْجَبَر بأمر آخر: قوله في كتاب الزكاة: وقال طاوس: قال معاذ بن جبل لأهل اليمن: ائتوني بعض ثياب خميص، أو لبيس في الصدقة مكان الشعير والذرة أهون عليكم وخير لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم . فإسناده صحيح إلى طاوس، إلا أن طاوساً لم يسمع من معاذ.
الصيغة الثانية: وهي صيغة التمريض لا تستفاد منها الصحة إلى من علق عنه، ولا تنافيها أيضاً، لكن فيه ما هو صحيح وما ليس بصحيح.
أما الصحيح، فمنه ما هو على شرطه، ويورده بالمعنى في موضوع آخر من صحيحه كقوله في الطب: ويذكر عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرقى بفاتحة الكتاب، فإنه أسنده في موضع آخر طريق عبيد الله بن الأخنس، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس رضى الله عنهما "أن نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بحي فيهم لديغ.." - فذكر الحديث في رقيتهم للرجل بفاتحة الكتاب، وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبروه بذلك: "إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله" وهذا أورده بالمعنى لم يجزم به؛ إذ ليس في الموصول أنه صلى الله عليه وسلم ذكر الرقية بفاتحة الكتاب، إنما فيه أنه لم ينههم عن فعلهم، فاستفيد ذلك من تقريره.
وأما ما لم يورده بالمعنى في موضع آخر مما أورده بهذه الصيغة، فمنه ما هو صحيح إلا أنه ليس على شرطه، ومنه ما هو حسن، ومنه ما هو ضعيف فرد إلا أن العمل على موافقته، ومنه ما هو ضعيف فرد لا جابر له .
فمثال لما هو صحيح ليس على شرطه: أنه قال في الصلاة: ويذكر عن عبد الله بن السائب قال: قرأ النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنون في صلاة الصبح، حتى إذا جاء ذكر موسى وهارون، أو ذكر عيسى أخذته سعلة فركع، وهو حديث صحيح على شرط مسلم، أخرجه في صحيحه ، إلا أن البخاري لم يُخرج لبعض رواته.
ومثال الثاني (وهو الحسن): قوله في البيوع: ويذكر عن عثمان بن عفان رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "إذا بعت فكل، وإذا ابتعت فاكتل" وهذا الحديث قد رواه الدارقطني من طريق عبد الله بن المغيرة، وهو صدوق عن منقذ مولى عثمان وُثِّقَ عن عثمان به، وتابعه عليه سعيد بن المسيب، ومن طريقه أخرجه أحمد في المسند إلا أن في إسناده ابن لهيعة، ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه من حديث عطاء عن عثمان، وفيه انقطاع، فالحديث حسن لما عضده من ذلك.
ومثال الثالث: وهو الضعيف الذي لا عاضد له إلا أنه على وفق العمل، قوله في الوصايا: ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قضى بالدين قبل الوصية، وقد رواه الترمذي موصولاً من حديث أبي إسحاق السبيعي، عن الحارث الأعور، عن علي، والحارث ضعيف ، وقد استغربه الترمذي، ثم حكى إجماع أهل العلم على العمل به.
ومثال رابع: وهو الضعيف الذي لا عاضد له، وهو في الكتاب قليل جداً، وحيث يقع ذلك فيه يتعقبه المصنف بالتضعيف بخلاف ما قبله، فمن أمثلته قوله في كتاب الصلاة: ويذكر عن أبي هريرة رفعه "لا يتطوع الإمام في مكانه"، ولا يصح. وهو حديث أخرجه أبو داود من طريق ليث بن أبي سليم، عن الحجاج بن عبيد، عن إبراهيم بن إسماعيل عن أبي هريرة رضى الله عنه، وليث بن أبي سليم ضعيف، وشيخ شيخه لا يعرف، وقد اختُلِف عليه فيه. انتهي بتصريف من مقدمة الفتح .
______________________________
(5) أحياناً لا يتحقق هذا، بمعنى أن الحديث المعلق بصيغة الجزم قد يكون ضعيفاً إلى من علق عنه أيضًا.
س95: ما حكم الموقوفات المعلقة في صحيح البخاري؟
ج95: يجزم البخاري منها بما صح عنده، ولو لم يكن على شرطه، ولا يجزم بما كان في إسناده ضعيف أو انقطاع، إلا حيث يكون منجبراً، إما بمجيئه من وجه آخر، وإما بشهرته عمن قاله . أفاده الحافظ.
س96: تكلم عن المعلقات التي في صحيح مسلم ؟
ج96: المعلقات في صحيح مسلم قليلة جداً ، وقد ذكر ابن الصلاح في كتابه" صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط" نقلاً عن الحافظ أبي علي الغساني أن مسلماً وقع الانقطاع فيما رواه في كتابه في أربعة عشر موضعاً.(قلت:يريد بالمنقطع هنا المعلق، وذلك بعد تتبعها) ثم ذكر هذه المواضع. وأشار إلى ذلك أيضاً العراقي في التقييد والإيضاح.
ثم إن هذه المواضع الأربعة عشر قد وُصِلَت في مسلم نفسه، وقال الحافظ العراقى في التقييد: . . . فعلى هذا ليس في كتاب مسلم بعد المقدمة حديث معلق لم يوصله إلا حديث أبي الجهم، قلت:وهو "أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بئر جمل..." (6) الحديث ، قال فيه مسلم : وروى الليث بن سعد حدثني جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن هرمز الأعرج عن عمير مولى ابن عباس أنه سمعه يقول: أقبلت أنا وعبد الله ابن يسار مولى ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حتى دخلنا على أبي الجهم بن الحارث بن الصامت الأنصاري فقال أبو الجهم: "أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بئر جمل...) الحديث .
______________________________
(6) ولفظه في البخاري من حديث أبي الجهيم (337) أ قبل النبي صلى ا لله عليه وسلم من نحو بئر جمل فلقيه رجل فسلم عليه، فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم حتى أقبل على الجدار فمسح بوجهه ويديه ثم رد عليه السلام.
س97: ماذا تعرف عن حديث"ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف" ؟
ج97: هذا الحديث أخرجه البخاري معلقاً في كتاب الأشربة من صحيحه، قال فيه: وقال هشام ابن عمار، ثم ساق السند.
وضعَّفه ابن حزم وزعم أنه معلق، ومن ثم قرَّر مذهبه الفاسد في إباحة الملاهي، لكن الحديث رواه أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، والبرقاني في صحيحه، والطبراني والبيهقي مسنداً متصلاً إلى هشام بن عمار وغيره، فصح الحديث والحمد لله .
واندفع ما قرَّره ابن حزم - رحمه الله وعفا عنه- وقد أجاب ابن الصلاح بثلاثة أوجه، وذلك في "صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط" ، الوجه الأول والثالث نرى فيه تعسفاً ، والصواب الوجه الثاني وقد أثبتناه.
س98: ماذا تعرف عن كتاب تغليق التعليق؟
ج98: هو كتاب قيم للحافظ ابن حجر -رحمه الله- ألفه لوصل ما ذكر معلقاً في صحيح البخاري.
س99: هل تدخل المعلقات فيما انتقده الدارقطني على البخاري ومسلم ؟
ج99: لا تدخل المعلقات فيما انتقده الدارقطني على البخاري ومسلم
س100: كم حديثاً انتقده الدارقطني على البخاري ومسلم؟
ج100: في الجملة نحوٌ من مائتي حديث، انتقد على البخاري مائة وعشرة أحاديث ، شاركه مسلم في إخراج اثنين وثلاثين منها، وانتقد على مسلم خمسة وتسعين حديثاً (بما فيها التي شاركه البخاري فيها)، راجع مقدمة فتح الباري، ورسالة بين الإمامين والدارقطني لربيع بن هادي، ورسالة الإلزامات والتتبع لمقبل بن هادي.
س101: هل تم للدارقطني الانتقاد في كل الأحوال؟
ج101: لم يتم له الانتقاد في كل الأحوال، فقد أصاب في بعضها، وأخطأ في الآخر. وأحياناً-بل كثيراً- ما ينتقد سند الحديث دون متنه.
س102: عرف الحديث المسند؟
ج102: فيه أقوال:
1- قول الحاكم: هو ما اتصل إسناده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2- قول الخطيب: هو ما اتصل إلى منتهاه.
3- قول ابن عبد البر: هو المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء كان متصلاً أو منقطعاً.
س103: عرف المتصل؟
ج103: هو المنافي للإرسال والانقطاع، ويشمل المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم والموقوف على الصحابي، فعليه يكون المتصل هو الذي سمعه كل راوٍ من الذي قبله، ويشمل المرفوعَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والموقوفَ على الصحابي.
س104: عرف المرفوع ؟
ج104: هو ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم قولاً أو فعلاً عنه، سواء كان متصلاً أو منقطعاً أو مرسلاً ، هذا قول الأكثر.
س105: عرف الموقوف؟
ج105: هو الموقوف على الصحابي قولاً أو فعلاً.
س106: هل الموقوف حجة؟وما الدليل؟
ج106: ليس الموقوف حجة . قال الله تعالى:
(اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ) (الأعراف:3) .
وقال سبحانه: (وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا( (الحشر:7) .
وقال تعالى: (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ( (الشورى:10) .
وقال سبحانه: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ) (النساء:59) .
وقال سبحانه: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا( (الأنفال:46) .
أما ما ورد من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى عَضُّوا عليها بالنواجذ" فواضح من قوله صلى الله عليه وسلم: "عليها" أنها سنة واحدة، وهي التي وافق فيها الخلفاءُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم .
ثم إننا نلفت النظر إلى أن الصحابة رضوان الله عليهم لم تكتب لهم العصمة، بل كلٌّ منهم يصيب ويخطئ ، وما قال الله في حق أحد منهم (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى([ النجم :3 ] ولا قال أحد من الصحابة لصحابي آخر: إنني حجة فاتبعني، فهذا عمران بن حصين رضى الله عنه يخالف أمير المؤمنين عمر في مسألة التمتع في الحج، ومع عمر الصواب، قال عمران( كما في الصحيح 451): أنزلت آية المتعة في كتاب الله ففعلناها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم ينزل قرآن يحرمه، ولم ينه عنها حتى مات، قال رجل برأيه ما شاء (7).
وهذا علي رضى الله عنه يخالف عثمان في نفس المسألة، فلم يَدَّعِ عمر ولا عثمان أنهم حجة، فليتق الله أقوام بدَّلوا الحقائب فأعطوا أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم حق الله سبحانه وتعالى فدَعَوْهم من دون الله، ونزَّلوا صحابة رسول الله منزلة رسول الله، فلرسول الله منزلة ينبغي أن لا تُعْطى لغيره، ولأصحابه منزلة لا يشاركهم فيها من بعدهم. فليتق الله أقوام جعلوا حقوق الله لنبيه وحقوق نبيه لأصحابه رضي الله عنهم، فلكل حق، لله حق ينبغي أن لا يشاركه فيه أحد، فلنبي الله حق ومنزلة فوق منزلة الصحابة، فلا ينبغي أن يُدْعَى نبي الله من دون الله، ولا ينبغي أن نجعل كلام الصحابي في منزلة كلام رسول الله.
______________________________
(7) يعني عمران بن حصين رضي الله عنه أن عمر رضي الله عنه فعلها . ( كما في طرق الأحاديث).
س107: هل تفسير الصحابي له حكم الرفع؟
ج107: تفسير الصحابي ليس له حكم الرفع
س108: هل ذِكْر الصحابي سبب نزول الآية له حكم الرفع؟
ج108: ذكر جمع من أهل العلم ذلك.
س109: هل قول الصحابي" أمرنا بكذا" و "نهينا عن كذا" له حكم الرفع؟
ج109: هذا له حكم الرفع، فالأمر والنهي هو ما جاء به الله على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
س110: هل قول الصحابي: " كنا نفعل كذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم" له حكم الرفع؟
ج110: أكثر أهل العلم على أن ذلك له حكم الرفع.
س111: ما الفرق بين الصيغتين الآتيتين:
1- عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: . . . 2- عن عروة أن عائشة قالت :يا رسول الله .....؟
ج111: الثانية يَعُدُّها بعض أهل العلم مرسلة؛ لأن عروة لم يدرك القصة، بينما الأولى متصلة.
س112: عرف تدليس الإسناد؟
ج112: هو أن يروي عن مَن لقيه ما لم يسمعه منه موهِماً أنه سمعه منه، أو بتعبير آخر: هو أن يُسقط المحدث شيخَه، ويُحدث عن شيخ شيخه بلفظ محتمل السماع، مثل عن – أن- قال، ويكون قد سمع من شيخ شيخه بعض الأحاديث. أما هذا بعينه فسمعه منه بواسطة.
س113: هل يقبل حديث المدلس إذا كان ثقة؟
ج113: لا يُقبل إلا إذا صرَّح بما يفيد السماع نحو: أخبرني- سمعت- قال لي.
س114: عرف تدليس التسوية؟
ج114: هو إسقاط ضعيف بين ثقتين، قد سمع أحدهما من الآخر (أي قد عرف أن أحدهما سمع عن الآخر عدة أحاديث، لكن في هذا الحديث بعينه كان بينهما واسطة، والواسطة ضعيف فأسقط).
س115: هل يقبل حديث مدلس تدليس التسوية إذا كان ثقة؟
ج115: لا يقبل إلا إذا صرَّح في السند بالتحديث من مدلس تدليس التسوية إلى نهاية السند.
س116: مَثَّل لمن اشتهر بتدليس التسوية؟
ج116: كمثال لهم: الوليد بن مسلم، وبقية بن الوليد
س117: عرف تدليس الشيوخ؟
ج117: هو الإتيان باسم الشيخ أو كُنْيته على خلاف المشهور به ؛ تعمية لأمره وتوعيراً للوقوف على حاله.
س118: مثل لتدليس الشيوخ؟ ومن الذي اشتهر به؟
ج118: اشتهر به الخطيب البغدادي، وأبو بكر بن مجاهد المقريء وابن الجوزي .
أما الأمثلة: يروي الخطيب في كتبه عن أبي القاسم الأزهري، وعن عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي، وعن عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي، والجميع شخص واحد من مشايخه.
وكذلك يروي عن الحسن بن محمد الخلال،وعن الحسن بن أبي طالب، وعن أبي محمد الخلال، والجميع عبارة عن واحد.
س119: عرف تدليس العطف؟
ج119: كأن يقول : حدثنا فلان وفلان، وهو لم يسمع من الثاني المعطوف، كما ذُكر عن هشيم أنه خرج على أصحابه فقال: حدثني حصين ومغيرة، ثم استمر في حديثه، ثم قال لتلاميذه: هل دلست عليكم اليوم؟ قالوا: لا، قال: بل قد فعلتُ، أما حصين فقد حدثني، وأما مغيرة فحدثني فلان عنه.
س120: هل هناك أنواع أخرى للتدليس؟
ج120: نعم هناك تدليس حذف الأداة، وتدليس السكوت، وتدليس البلاد، أما تدليس حذف الأداة فيحذف الأداة مطلقاً، وتدليس السكوت كأن يقول : حدثناً أو سمعت، ثم يسكت، ثم يقول: "هشام بن عروة" موهماً أنه سمع منه وليس كذلك .
وتدليس البلاد كأن يقول حدثني فلان بالقاهرة، وهو يقصد قرية أخرى.
س121: ما حكم عنعنة الأعمش وقتادة وأبي إسحاق السبيعي؟
ج121: يلزم أن يصرّح كل منهم بالتحديث ، فإنهم مدلسون، لكن إذا روى عنهم شعبة فلا تضر عَنْعَنَتُهُم، فإنه قال: كفيتكم تدليس ثلاثة، ثم ذكرهم .
وقد قال الحافظ ابن حجر في عدة مواضع من فتح الباري: إن رواية شعبة عن أيّ مدلس تجبر عنعنة ذلك المدلس ( هذا مضمون كلامه).
س122: ما حكم عنعنة أبي الزبير؟
ج122: إذا روى عنه الليث، وكان هو يروي عن جابر لا تضر عنعنته، أما غير ذلك فإن عنعنة أبي الزبير لا تُقْبل في الغالب.
س123: ما قولكم في عنعنات الأعمش عن أبي وائل، وأبي صالح، وإبراهيم النخعي؟
ج123: عدد من العلماء يقبلون مثل هذه العنعنات، ويصححون حديث الأعمش عنهم وإن عَنْعَنَ، إلا إذا وجد هناك ما يشعر بتدليس، فحينئذ يتوقف حتى ينظر في تصريح للأعمش بالتحديث.
س124: من الذي اشتهر أنه لا يدلس إلا عن ثقة؟
ج124: هو سفيان بن عيينة.
تنبيه: قد يقول المحدث: خطبنا فلان، ويقصد أنه خطب أهل بلده، وقد أشار إلى ذلك السخاوي في فتح المغيث فقال :... كقول الحسن البصرى: خطبنا ابن عباس ، وخطبنا عتبة بن غزوان، وأراد أهل البصرة بلده، فإنه لم يكن بها حين خطبتهما، ونحوه في قوله: حدثنا أبو هريرة، وقول طاوس: قدم علينا معاذ اليمن، وأراد أهل بلده؛ فإنه لم يدركه.
س125: ماذا قال القطب الحلبي بشأن العنعنات التي في الصحيحين؟
ج125: قال: أكثر العلماء على أن المُعْنَعَنَات التي في الصحيحين مُنَزَّلَة مَنْزِلَة السماع؛ إما لمجيئها من وجه آخر بالتصريح بالسماع، أو لكون المعنعن لا يدلس إلا عن ثقة أو لوقوعها من جهة بعض النقاد المحققين سماع المعنعن لها.
قلت: أما ابن الصلاح والنووي فذهبا إلى أنها محمولة على ثبوت السماع فيما عندهم، من جهة أخرى إذا كان في أحاديث الأصول لا المتابعات ؛ تحسيناً للظن بمصنفيهما ، يعني ولو لم نقف نحن على ذلك لا في المستخرجات التي هي مظنة لكثير منه، ولا في غيرها، وأشار ابن دقيق العيد إلى التوقف في ذلك.
س126: ما المُدْرج؟
ج126: هو أن تُزَاد لفظة في الحديث من كلام الراوي، فيحسبها من يسمعها مرفوعة في الحديث؛ فيرويها كذلك، وقد يكون الإدراج في السند أو في المتن.
س127: مثل للمدرج في أول الحديث ؟
ج127: حديث أبي هريرة رضى الله عنه مرفوعاً : ( أسبغوا الوضوء، ويل للأعقاب من النار) فلفظ : " أسبغوا الوضوء" هنا من قول أبي هريرة ، وقد جاء ت صريحة فقال أبو هريرة: أسبغوا الوضوء ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ويل للأعقاب من النار " فتبين أن لفظة: أسبغوا الوضوء من قول أبي هريرة .
تنبيه: ورد " أسبغوا الوضوء" مرفوعاً من حديث عبد الله بن عمرو رضى الله عنه.
س128: مثل للمدرج في وسط الحديث؟
ج128: مثاله: حديث من مس ذكره أو أنثييه أو رَفْغَيه فليتوضأ، فلفظة "أو أنثييه أو رفغيه" من قول عروة.
س129: مثل للمدرج في آخر الحديث؟
ج129: حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " للعبد المملوك أجران، والذي نفسي بيده لولا الجهاد والحج وبر أمي لأحببت أن أموت وأنا مملوك " فلفظ: "والذي نفسي بيده" إلى آخر الحديث من قول أبي هريرة لاستحالة كون النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك.
س130: مثل للمدرج في الإسناد؟
ج130: مثاله: ما رواه الترمذي من طريق ابن مهدي، عن الثوري، عن واصل الأحدب، ومنصور، والأعمش، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، عن ابن مسعود قال: قلت: "يا رسول الله! أي الذنب أعظم..".
فإن رواية واصل هذه مدرجة على رواية منصور والأعمش، فإن واصلاً يرويه عن أبي وائل عن ابن مسعود مباشرة ،لا يذكر فيه عمرو بن شرحبيل.
س131: كيف يُعرف المدرج؟
ج131: يُعرف المدرج بأمور منها:
1- جمع طرق الحديث.
2- مجيئه مفصلاً من وجه آخر.
3- استحالة كون النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك.
4- النص على ذلك من الراوي.
س132: هل حدَّث أحد من الصحابة عن التابعين؟
ج132: ثبت ذلك من عدة طرق ذكرها العراقي في" التقييد والإيضاح" ص76.
س133: ما هو الحديث المعضل ؟
ج133: هو ما سقط من وسط إسناده اثنان فأكثر على التوالي.
س134: متى يحكم على الحديث بالاضطراب؟
ج134: إذا توفرت شروط ثلاثة:
1- المخالفة.
2- تكافؤ الطرق، معنى تكافؤ الطرق أن يكون:هذا صحيح، وهذا صحيح مثله، وهذا حسن وهذا حسن مثله، أما معنى عدم تكافؤ الطرق أن يكون هذا حسنًا ، وهذا أحسن ، أو هذا صحيحًا، وهذا أصح .
3- عدم إمكان الجمع ، وقد يكون الاضطراب في السند أو في المتن.
س135:بماذا مثل أهل العلم للمضطرب في المتن؟
ج135: مثلوا بتحديد الصلاة التي حدث فيها الشك في قصة ذي اليدين.
س136: بماذا مثلوا للمضطرب في السند؟
ج136: مثلوا بحديث مجاهد عن الحكم بن سفيان مرفوعاً في نضح الفرج بعد الوضوء، فقد اختُلف عنه على عشرة أقوال فقيل: عن مجاهد عن الحكم عن أبيه، وقيل :عن مجاهد عن الحكم أو ابن الحكم عن أبيه، وقيل: عن مجاهد عن رجل من ثقيف عن أبيه ...
س137: اذكر تعريفات العلماء للحديث الشاذ؟
ج137: تعريف الشافعي: فرد ثقة خالف .
الحاكم: فرد ثقة .
الخليلي: فرد .
ابن الصلاح : الأول: تعريف الشافعي .
الثاني: فرد ضعيف ، أي تفرد الضعيف أي أن الشافعي يشترط أن يكون راويه ثقة خالف فيه غيره. بينما الحاكم يشترط أن يكون راويه ثقة خالف أو لم يخالف، بينما الخليلي يشترط مجرد التفرد ، وابن الصلاح له تعريفان:
الأول: تعريف الشافعي .
والثاني: أن يكون راويه ضعيفًا تفرد به.
والذي عليه العمل هو تعريف الشافعي رحمه الله.
س138: ما هو الحديث المنكر؟
ج138: هو ما خالف فيه الضعيف غيره . أي أنه إذا كان هناك ثقة خالف من هو أوثق منه فحديث الثقة يسمى شاذاً، وحديث الثقات يسمى محفوظاً، وإذا كان ضعيفاً وخالف من هو أرجح منه فحديث الضعيف يسمى منكراً ، والأرجح يسمى معروفاً .
تنبيه: بعض المتقدمين يطلقون على الحديث إنه منكر ويقصدون مجرد تفرد الراوي.
راجح ترجمة محمد بن إبراهيم التميمي في مقدمة الفتح،وانظر أيضاً حديث الاستخارة في البخاري، وكلام الحافظ ابن حجر الذي ذكره عليه ، وما نقله ابن حجر عن الإمام أحمد في ذلك (فتح الباري) وإذا قال البخاري في راوٍ: إنه منكر الحديث فهي من أرادأ عبارات التخريج عنده.
س139: اذكر بعض الكتب المؤلفة في العلل؟
ج139: منها العلل لابن المديني- العلل للإمام أحمد بن حنبل- العلل لابن أبي حاتم- العلل للدارقطني- العلل للترمذي- التَّتَبُّعَات للدارقطني.ثم كتب للسنن تعتبر كتب علل ، ويستفاد منها كثيراً في جانب العلل ككتاب السنن للنسائي والسنن الكبرى للبيهقي.
س141: ما حكم زيادة الثقة؟
ج141: بعضهم قبلها مطلقاً وبعضهم ردَّها مطلقاً. وبعضهم فصَّل في المسألة فقال: إن اتحد مجلس السماع لم تُقبل، وإن تعدد قُبلت، وهناك أقوال أخرى. والذي نراه صواباً أنه لا يحكم فيها بحكم مطرَّد بل ينظر إلى قرائن تحيط بها نحو ثقة مَن زاد أو ضعفه- كثرتهم أو قلتهم – مخالفاتهم أو موافقتهم و... وكذلك الحكم في الوصل والإرسال، وفي الرفع والوقف فيحكم للأرجح.
س142: مثل زيادة الثقة؟
ج142: مثل بعض أهل العلم بحديث "جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً" تفرد أبو مالك الأشجعي بزيادة "وتربتها طهوراً".
س143: بماذا استدل بعض أهل العلم لتوقفهم في قبول زيادة الثقة؟
ج143: استدلوا بقصة ذي اليدين مع رسول الله ، وذلك في حديث : " أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله ؟ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل أصحابه عن مدى صحة قول ذي اليدين مع كون ذي اليدين صحابي ، والصحابة عدول .
س144: عرف العلة القادحة للحديث؟
ج144: هي سبب غامض خفي قادح في الحديث مع أن الظاهر السلامة منه .
س145: عرف الحديث المعلول؟
ج145: هو الحديث الذي اطلع فيه على علة تقدح في صحته مع أن الظاهر سلامته منها، ويتطرق ذلك إلى الإسناد الذي : رجاله ثقات ، الجامع شروط الصحة من حيث الظاهر .
س146: اذكر بعض أنواع العلل؟
ج146: قد تكون العلة بالإرسال في الموصول أو الوقف في المرفوع ، وإسقاط ضعيف بين ثقتين قد سمع أحدهما من الآخر أو الاختلاف على رجل في تسمية شيخه أو تجهيله أو غير ذلك.
س147: ما معنى طريق الجادة؟
ج147: هي الطريق المعروفة مثل مالك عن نافع عن ابن عمر، ويحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وسهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة .
س148: ماذا نفعل إذا تعارضت (أو اختلفت) طريق الجادة مع غير الجادة ؟
ج148: يقدم أهل العلم غير الجادة ؛ وذلك لأنها دليل على حفظ الراوي لها ، فإن فيها ما يلفت نظر الراوي لحفظها.
س149: اذكر بعض أوجه ترجيح رواية على أخرى؟
ج149: منها كثرة الملازمة وطول الصحبة – كون الراوي ثقة- كون الرواة أكثر- حال الرواة عند التحديث و.... .
س150: إلى كم قسم ينقسم التفرد؟
ج150: ينقسم إلى قسمين :
1- فرد مطلق .
2- فرد نسبي.
س151: عرف كل نوع ؟
ج151: الفرد المطلق: هو أن ينفرد الراوي الواحد عن كل أحد من الثقات وغيرهم، كحديث : " إنما الأعمال بالنيات" تفرد به عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وتفرد به علقمة عن عمر ، وتفرد به محمد بن إبراهيم عن علقمة ، وتفرد به يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم .
والفرد النسبي: إما أن يكون تفرُّد ثقةٍ أي لم يروه ثقة إلا فلان ، وإما أن يكون تَفَرََّدَ به أهل بلده، وإما أن يكون تفرد شخص بالنسبة لشخص أي لم يروه عن فلان إلا فلان.
وقد مثل أهل العلم للنوع الأول بحديث قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في الأضحى والفطر بقاف واقتربت الساعة لم يروه ثقة إلا ضميرة بن سعيد انفرد به عن عبيد الله عن أبي واقد الليثي .
والنوع الثاني : حديث : "القضاة ثلاثة"، تفرد به أهل مروٍ عن عبد الله بن بريدة عن أبيه.
ومثال النوع الثالث: حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم أولم على صفية بسويق وتمر ، لم يروه عن بكر إلا وائل.
س152: ما معنى كل من الاصطلاحات الآتية: 1- الاعتبارات 2- المتابعات 3- الشواهد؟
ج152: الاعتبارات: هي عملية البحث عن أطراف الحديث وطرقه وألفاظه .
المتابعات : تنقسم إلى قسمين :
1- متابعة تامة وضابطها : أن يشترك الراويان في الشيخ.
2- متابعة قاصرة وضابطها : أن يشترك الراويان في شيخ الشيخ أو مَن بعده .
الشواهد: هي أن يكون معنى الحديث موجوداً في حديث آخر ، والجمهور يشترطون أن يختلف الصحابي .
س153: ما فائدة الشواهد والمتابعات؟
ج153: ينجبر بها ضعف الضعيف، فمثلاً سند فيه رجل صدوق وتابعه صدوق آخر فيرتقي الحديث إلى الصحة.
وسند فيه رجل مقبول (ومعنى مقبول عند ابن حجر أنه مقبول إذا تُوبِعَ وإلا فلين) تابَعه مقبول آخر فيرتقي حديثه إلى الحسن لغيره، وإذا تابع المقبول صدوق فيرتقي الحديث إلى الصحة.
وأيضاً إذا تابع مقبول ضعيف فيرتقي إلى الحسن.
وإذا كانت كل الطرق بها ضعف (لكنه يسير) فينجبر هذا الضعف بالمتابعات والشواهد.
س154: هل هناك من أهل العلم من لا يعمل بالشواهد والمتابعات؟
ج154: هناك من أهل العلم من ينظر إلى الأسانيد استقلالاً ويحكم على كل إسناد بما يستحق، فإن كانت هناك جملة من الأسانيد في كل منها ضعيف ، فيحكم بضعفها ولا يقويها ببعضها، ومن هؤلاء: أبو محمد بن حزم، وهو وارد أيضاً في بعض تصرفات الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله . إلا أن الكثير من أهل العلم يعملون بالشواهد والمتابعات فيُرَقُّون الحديث إلى غاية الصحة إذا كثرت طرقه- وإن كان فيها ضعف- إذا لم يشتد سبب الضعف، والله تعالى أعلم.
س155: ما درجة الشيخين الفاضلين أحمد شاكر وناصر الألبانى في تصحيح الأحاديث من ناحية التساهل أو التشدد؟
ج155: أما الشيخ الفاضل أحمد شاكر رحمه الله فيجنح إلى التساهل في الحكم على الحديث بالصحة، ومنشأ ذلك أنه عمد إلى رجال دارت عليهم جملة هائلة من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فوثَّقهم ، ومن ثَم صحَّح أحاديثهم، من هؤلاء ابن لهيعة وشهر بن حوشب وعبد الله (مكبر الاسم) بن عمر العمري ، وليث بن أبي سليم ، وعبد الله بن صالح كاتب الليث ، ويزيد بن أبي زياد، وهؤلاء الراجح من أمرهم أنهم أقرب إلى الضعف.
أما الشيخ ناصر الألباني حفظه الله فهو أحسن حالاً في هذا الجانب إلا أن عمله لا يخلو من شيء من ذلك ، ووجه ذلك أنه يصحح الحديث في كثير من الأحيان بناء على صحة الإسناد فقط ، ولا ينظر إلى أوجه إعلاله ، وأحيانًا يصحح الحديث بمجموع الطرق وكثرتها مع شدة ضعفها ، والله تعالى أعلم.
س156: ما حكم حديث كل من قيل فيه: شيخ - صالح - يعتبر بحديثه - يكتب حديثه - لين الحديث - مستور –مجهول الحال مقارب الحديث؟
ج156: كل هؤلاء حديثهم يصلح في الشواهد والمتابعات.
س157: هل هؤلاء الذين يأتي ذكرهم يصلحون في الشواهد أو المتابعات: كذاب- ضعيف جداً – متروك – وَاهٍ - وضَّاع- متهم بالوضع؟
ج157: لا يصلح حديث هؤلاء شاهداً لغيره ولا متابعاً.
س158: كيف يمكن التمييز بين الرواة في حالة تشابه أسمائهم؟
ج158: يمكن ذلك بأمور منها:
1- الرمز المرموز به بجوار كل منهم في كتاب كتقريب التهذيب مثلاً.
2- الطبقات.
3- المشايخ والتلاميذ.
4- جمع طرق الحديث.
5- البلدان.
6- الاختصاص.
7- إذا كانا ثقتين فلا يضر.
8- إذا كانا ضعيفين فلا يضر.
9- إذا كان أحدهما ثقة والآخر ضعيفاً فنتوقف.
س159: هل هناك ما نميز به بين بعض الرواة كسفيان الثورى مثلاً وسفيان بن عيينة ، ومن اسمهم هشام أو عمرو أو علقمة أو نحو ذلك؟
ج159: نعم هناك ما نميز به بين ذلك، ومن أنفع الوسائل لذلك معرفة الاختصاص، فهناك رواة مختصون بالرواية عن مشائخ معينين، فمثلاً:
* علي بن المديني وقتيبة بن سعيد ، ومسدد ، ومحمد بن سلام البيكندي ، والحميدي (عبد الله بن الزبير) كل هؤلاء إذا رَوَوْا عن سفيان فهو سفيان بن عيينة.
* ومحمد يوسف الفريابي ووكيع بن الجراح ومحمد بن كثير العبدي وعبد الله بن المبارك وعبد الرحمن ابن مهدي وقبيصة بن عقبة كل هؤلاء إذا رَوَوْا عن سفيان فهو سفيان الثوري .
* وكذلك إذا قيل سفيان عن أبيه فهو سفيان الثوري .
* أما لتمييز من اسمه هشام من الرواة مثلاً:
فإذا كان هشام يروي عن قتادة فهو : هشام الدستوائي .
وإذا كان هشام يروي عن أنس فهو : هشام بن زيد بن أنس حفيد أنس رضي الله عنه . وإذا كان هشام يروي عن معمر وابن جريج فهو: هشام بن يوسف الصنعاني .
وإذا كان هشام يروي عن ابن سيرين فهو : هشام بن حسان .
أما هشام الذي يروي عنه البخاري فهو هشام بن عبد الملك الطيالسي.
وهشام الذي يروي عن أبيه هو هشام بن عروة بن الزبير.
كذلك هشام الذي يروي عن يحيى بن أبي كثير هو هشام الدستوائي .
* أما بالنسبة لعمرو:
فعمرو الذي يروي عنه شعبة هو عمرو بن مرة .
وعمرو الذي يروي عنه الأعمش هو عمرو بن مرة أيضاً .
وعمرو الذي يروي عنه سفيان بن عيينة هو عمرو بن دينار .
وعمرو الذي يروي عنه ابن وهب هو عمرو بن الحارث .
* أما علقمة:
فعلقمة الذي يروي عن عمر بن الخطاب هو علقمة بن وقاص الليثي .
وعلقمة الذي يروي عن ابن مسعود هو علقمة بن قيس النخعى .
وفي هذا الباب جملة من الفوائد منها:
سالم إذا روى عن أبيه فهو سالم بن عبد الله بن عمر .
سالم إذا روى عن جابر فهو سالم بن أبي الجعد .
* إسماعيل عن قيس إسماعيل هو ابن أبي خالد .
وقيس هو قيس ابن أبي حازم.
شعيب عن أنس هو شعيب بن الحبحاب.
* أبو اليمان عن شعيب فهو شعيب بن أبي حمزة.
* حميد عن أنس هو – في الغالب- حميد بن أبي حميد الطويل.
* حميد عن أبي هريرة هو حميد بن عبد الرحمن بن عوف.
* إذا جاء السند مكياً وصحابيه اسمه عبد الله فهو عبد الله بن عباس.
إذا جاء السند مدنياً وصحابيه اسمه عبد الله فهو عبد الله بن عمر.
إذا جاء السند كوفياً وصحابيه اسمه عبد الله فهو عبد الله بن مسعود .
إذا جاء السند مصرياً وصحابيه اسمه عبد الله فهو عبد الله بن عمرو بن العاص .
إذا روى أبو بردة عن عبد الله فعبد الله هو عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري .
إذا روى علقمة عن عبد الله فهو ابن مسعود.
وهذا في غالب الأحوال. والله تعالى أعلم.
س160: ما معنى قول الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابه تقريب التهذيب (من العاشرة أو في الحادية عشرة أو من الخامسة ... ونحو ذلك) في تراجمه للراوة ؟
ج160: مراده من ذلك أن هذا الراوي من الطبقة العاشرة أو من الطبقة الحادية عشرة أو من الطبقة الخامسة، وكتفصيل لذلك نقول: إن بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أصحاب كتب السنن تقريباً من 200-250 سنة ، فهذه المدة الزمنية بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أصحاب الكتب قسمت تقريباً إلى عشر طبقات:
* فالطبقة الأولى: هم الصحابة.
* الطبقة الثانية: طبقة كبار التابعين كابن المسيب، والمخضرمين كذلك ، والمخضرم هو من أدرك الجاهلية والإسلام ولكنه لم ير النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به، فمن ذلك مثلاً رجلاً أسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يلتق برسول الله صلى الله عليه وسلم لبُعْد مسافة عنه أو لعذر آخر.
أو رجل كان معاصراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يسلم إلا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
* الطبقة الثالثة: هي الطبقة الوسطى من التابعين كالحسن وابن سيرين وهم طبقة روت عن عدد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
* الطبقة الرابعة: صغار التابعين : وهم طبقة تلي الطبقة المتقدمة ، جُل روايتهم عن كبار التابعين كالزهري وقتادة.
* الطبقة الخامسة: طبقة صغرى من التابعين ( هم أصغر من المتقدمين) وهم تابعون رأوا صحابياً أو صحابيين، ومن هؤلاء موسى بن عقبة والأعمش.
* الطبقة السادسة: طبقة عاصروا الخامسة لكن لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة كابن جريج .
* الطبقة السابعة: طبقة كبار أتباع التابعين كمالك والثوري.
* الطبقة الثامنة: هي الوسطى من أتباع التابعين كابن عيينة وابن علية.
* الطبقة التاسعة: هي الطبقة الصغرى من أتباع التابعين كيزيد بن هارون والشافعي وأبي داود الطيالسي وعبد الرازق.
* الطبقة العاشرة : كبار الآخذين عن تبع التابعين ممن لم يلق التابعين كأحمد بن حنبل.
* الطبقة الحادية عشرة: الطبقة الوسطى من ذلك كالذهلي والبخاري.
* الطبقة الثانية عشرة: صغار الآخذين عن تبع الأتباع كالترمذي وباقى شيوخ الأئمة الستة الذين تأخرت وفاتهم قليلاً كبعض شيوخ النسائي.
وكرسم تفصيلى لذلك:
رسول الله صلى الله عليه وسلم 1 الصحابة 2 كبار التابعين والمخضرمين 3 الوسطى من التابعين 4 صغار التابعين 5 تابعون لم يلتقوا إلا صحابياً أو اثنين 6 تابعون لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة 7 كبار أتباع التابعين 8 الوسطى من أتباع التابعين 9 صغار أتباع التابعين 10 كبار الآخذين عن تبع الأتباع 11 الوسطى من الآخذين عن أتباع التابعين 12 صغار الآخذين عن تبع الأتباع
س161: اذكر عدداً من رجال الطبري في تفسيره الذين دارت عليهم جملة من الأسانيد مع بيان أحوالهم باختصار؟
ج161: أخرج الطبري رحمه الله في تفسيره عن عدد من الرواة وأكثر عنهم وفي حديث كثير منهم ضعف، فأخرج لمحمد بن حميد الرازي ( ويقول فيه حدثنا ابن حميد) وهو ضعيف، وأخرج لسفيان ابن وكيع (ويقول فيه حدثنا ابن وكيع أو حدثنا سفيان) وسفيان بن وكيع قد ضُعِّفَ بسبب ورَّاق السوء الذي كان عنده .
وأخرج رحمه الله للمثنى بن إبراهيم الآملي ، وللآن لم نقف للمثنى هذا على ترجمة .
وفي أسانيد الطبري أيضاً(وبكثرة) أبو صالح وهو عبد الله بن صالح كاتب الليث ، والراجح ضعفه. وفيها أيضاً محمد بن أبي محمد وهو مجهول.
وأخرج أيضاً بعض الأسانيد التالفة كما يقول: حدثني محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس ، فمحمد بن سعد هو محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة العوفي وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء.
س162: وجدت لابن معين في راو واحد قولين مختلفين فعلى أي شيء يحمل الاختلاف؟
ج162: إما أن يكون تغيَّرَ اجتهادُه أو يكون هذا مثلاً ضعيفاً حينما يسأل عنه بالنسبة لراوٍ آخر أو العكس، كأن يُسأل عن رجلين أحدهما ثبت والآخر أدنى منه فيقول: هذا ثبت وذاك ضعيف (أي بالنسبة للأول).
س163: عرف المزيد في متصل الأسانيد والمرسل الخفي؟
ج163: قد يجيء الواحد بإسناد واحد من طريقين ولكن في أحدهما زيادة راوٍ. وهذا يشتبه على كثير من أهل الحديث ولا يدركه إلا النقاد، فتارة تكون الزيادة راجحة بكثرة الراوين لها وتارة يحكم بأن راوي الزيادة وهم فيها تبعاً للترجيح والنقد.
فإذا رجحت الزيادة كان النقص من نوع "الإرسال الخفي" وإذا رجح النقص كان الزائد من "المزيد في متصل الأسانيد" .
مثال الأول: حديث عبد الرازق عن الثوري عن أبي إسحاق عن زيد بن يُثَيْع بضم الياء التحتية المثناة وفتح الثاء المثلثة وإسكان الياء التحتية المثناة ، وآخره عين مهملة عن حذيفة مرفوعاً "إن وليتموها أبا بكر فقوي أمين" فهو منقطع في موضعين؛ لأنه روي عن عبد الرازق قال: حدثني النعمان بن أبي شيبة عن الثوري ، وروي أيضاً عن الثوري عن شريك عن أبي إسحاق.
مثال الثاني: حديث ابن المبارك قال: حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن يزيد حدثني بسر بن عبدالله قال:
سمعت أبا إدريس الخولانى قال: سمعت واثلة يقول:
سمعت أبا مرثد يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها" فزيادة" سفيان" و "أبي إدريس" وهم، فالوهم في زيادة " سفيان" من الراوي عن ابن المبارك، فقد رواه ثقات عن ابن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد بغير واسطة مع تصريح بعضهم بالسماع. والوهم في زيادة أبي إدريس من ابن المبارك فقد رواه ثقات عن عبد الرحمن بن يزيد عن بُسْر بغير واسطة مع تصريح بعضهم بالسماع.
س164: بماذا يعرف الإرسال الخفي؟
ج164: يعرف بأمور منها عدم لقاء الراوي شيخه ، وإن عاصره أو بعدم سماعه منه أصلاً أو بعدم سماعه الخبر الذي رواه وإن كان سمع منه غيره.
س165: ما حكم رواية أهل البدع؟
ج165: يقبل منهم ما لا يوافق بدعتهم (ما داموا صادقي اللهجة) أما ما يوافق بدعهم فيتوقف فيه.
س166: اذكر مرتبة هذه الألفاظ عند البخاري: "سكتوا عنه" و"فيه نظر" و"منكر الحديث"؟
ج166: هذه أدنى المنازل عند البخاري وأردؤها.
س167: ما هي أنواع تحمل الحديث ؟
ج167: أنواع تحمل الحديث هي:
1- السماع.
2- القراءة على الشيخ.
3- الإجازة.
4- المناولة.
5- المكاتبة.
6- الإعلام.
7- الوصية.
8- الوجادة (وهي أن يجد حديثاً بخط شخص بإسناده).
س168: ما معنى الإسناد العالي والنازل؟
ج168: الإسناد العلي هو القريب من رسول الله صلى الله عليه وسلم.والنازل هو البعيد. ثم إن العلو والنزول أقسام. راجع الباعث الحثيث.
س169: متى يُصار إلى الحكم بالنسخ؟
ج169: لا بد أن تتوافر شروط ثلاثة وهي :
المخالفة- عدم إمكان الجمع- معرفة التاريخ.
س170: من هو المخضرم؟
ج170: هو الذي أدرك الجاهلية والإسلام ولم يلق رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمناً به.
س171: من هو التابعي؟
ج171: هو من صحب الصحابي.
س172: من هو الصحابي؟
ج172: هو من لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في حال إسلام الراوي ، وإن لم تطل صحبته وإن لم يرو عنه شيئاً.
س173: من هم العبادلة من الصحابة؟
ج173: هم عبد الله بن الزبير ، وابن عباس ، وابن عمر ، وابن عمرو بن العاص .
س174: عرف المؤتلف والمختلف؟
ج174: هو ما تتفق في الخط صورته وتختلف في اللفظ صورته مثال سلام وسلام، عباس وعياش، غنام وعثام .
تنبيه : إذا أردنا الوقوف على رجال الحاكم- والدارقطني- والطبرانى ، وهؤلاء المتأخرين فعلينا بكتب من التي يأتي ذكْرُها:
1- العبر في أخبار من غبر.
2- شذرات الذهب في أخبار من ذهب.
3- تاريخ بغداد.
4- كتب التواريخ بصفة عامة.
5- سير أعلام النبلاء.
س175: اذكر باختصار بعض الكتب الأساسية التي تلزم طالب علم الحديث ؟
ج175: يلزمه الآتي:
كتب السنن وهي (باختصار للأهم):
· فتح البارى شرح صحيح البخاري "ترتيب محمد فؤاد عبد الباقي" .
· صحيح مسلم "ترتيب محمد فؤاد"
· صحيح مسلم شرح النووي
· سنن أبي داود تحقيق عزت عبيد الدعاس
· عون المعبود شرح سنن الترمذي
· تحفة الأحوذى شرح سنن الترمذي
· سنن الترمذي تحقيق أحمد شاكر
· سنن ابن ماجه ترتيب محمد فؤاد
· سنن النسائي
· موطأ مالك ترتيب محمد فؤاد
· التمهيد لابن عبد البر
· مسند أحمد بن حنبل مع فهرست الشيخ ناصر الألباني
· سنن الدارمي
· مسند الطيالسي
· المنتخب لعبد بن حميد
· مسند الشافعي
· مستخرج أبي عوانة
· المنتقى لابن الجارود
وإذا كان موسراً فعليه شراء أي كتاب في السنة من الكتب ذوات الأسانيد .
كتب الرجال
· تقريب التهذيب.
· تهذيب التهذيب.
· تعجيل المنفعة لابن حجر
· تهذيب الكمال.
· لسان الميزان.
· الكامل في الضعفاء لابن عدي
· الضعفاء للعقيلي
· ميزان الاعتدال.
· التاريخ الكبير للبخاري
· الجرح والتعديل لابن أبي حاتم
· العبر في أخبار من غبر الذهبي
· تذكرة الحفاظ.
· سير أعمال النبلاء
· الثقات لابن حبان
· تاريخ بغداد.
وكذلك باقي كتب الرجال والتواريخ إن كان موسراً.
كتب البحث والمصطلح (وستأتي كتب المصطلح في مراجع البحث).
· تحفة الأشراف.
· المعجم المفهرس لألفاظ الحديث ( ولألفاظ القرآن).
· ذخائر المواريث .
· مفتاح كنوز السنة.
· جامع الأصول.(وهو من كتب السنة).
· مفتاح الصحيحين.
· موسوعة أطراف الحديث.
· لبانة القارئ فهرست لصحيح البخاري.
· فهرست مسند أحمد بن حنبل (على الحروف الهجائية) لبسيوني زغلول.
· وكتب الشيخ ناصر الدين الألباني: بجملتها ففيها خير كثير وبركة في شتى النواحي.
التفاسير
· تفسير ابن جرير الطبري
· تفسير القرطبي
· تفسير ابن أبي حاتم
· تفسير ابن كثير
· تفسير عبد الرازق
· التفسير الكبير للرازي
· الدر المنثور للسيوطي
وباقي كتب تفاسير أهل السنة في حالة الاستطاعة.
كتب الفقه
· نيل الأوطار.
· سبل السلام.
· المغني.
· المجموع شرح المهذب.
· المحلى.
· المبسوط.
كتب اللغة
· تاج العروس.
· لسان العرب.
كتب النحو
· التحفة السنية
· قطر الندى
· الألفية
· مغنى اللبيب
كتب علل الحديث
· العلل لابن أبي حاتم.
· العلل لأحمد بن حنبل.
· العلل لعلى بن المدينى.
· العلل للترمذي.
· العلل للدارقطني.
· كتب الضعفاء والمتروكين
هذه أشياء أساسية مختصرة تلزم طالب علم الحديث ويلزمه قبلها أن يخلص العمل لوجه الله .
انتهت الأسئلة والحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق