كتاب ج2. : الأدب المفرد محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري
بَابُ مَنْ صَلَّى عِنْدَ الْمَرِيضِ
523- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ : عَادَ ابْنُ عُمَرَ
ابْنَ صَفْوَانَ ، فَحَضَرَتِ الصَّلاَةُ ، فَصَلَّى بِهِمُ ابْنُ عُمَرَ
رَكْعَتَيْنِ ، وَقَالَ : إِنَّا سَفْرٌ.
بَابُ عِيَادَةِ الْمُشْرِكِ
524- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ غُلاَمًا
مِنَ الْيَهُودِ كَانَ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَمَرِضَ ،
فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعُودُهُ ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ
فَقَالَ : أَسْلِمْ ، فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ ، وَهُوَ عِنْدَ رَأْسِهِ ، فَقَالَ
لَهُ : أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم ، فَأَسْلَمَ ، فَخَرَجَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي
أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ.
بَابُ مَا يَقُولُ لِلْمَرِيضِ
525- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ
: حَدَّثَنِي مَالِكٌ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ : لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
الْمَدِينَةَ وُعِكَ أَبُو بَكْرٍ وَبِلاَلٌ ، قَالَتْ : فَدَخَلْتُ عَلَيْهِمَا ،
قُلْتُ : يَا أَبَتَاهُ ، كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ وَيَا بِلاَلُ ، كَيْفَ تَجِدُكَ ؟
قَالَ : وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا أَخَذَتْهُ الْحُمَّى يَقُولُ :
كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ وَالْمَوْتُ
أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ
وَكَانَ بِلاَلٌ إِذَا أُقْلِعَ عَنْهُ يَرْفَعُ
عَقِيرَتَهُ فَيَقُولُ :
أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً بِوَادٍ
وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ
وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْمًا مِيَاهَ مَجَنَّةٍ وَهَلْ
يَبْدُوَنْ لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ
قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : فَجِئْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ
حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ ، وَصَحِّحْهَا
وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِهَا وَمُدِّهَا ، وَانْقُلْ حُمَّاهَا فَاجْعَلْهَا بِالْجُحْفَةِ.
526- حَدَّثَنَا مُعَلَّى قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ
بْنُ الْمُخْتَارِ قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى أَعْرَابِيٍّ
يَعُودُهُ ، قَالَ : وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ عَلَى
مَرِيضٍ يَعُودُهُ قَالَ : لاَ بَأْسَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، قَالَ : ذَاكَ
طَهُورٌ ، كَلاَّ بَلْ هِيَ حُمَّى تَفُورُ ، أَوْ تَثُورُ ، عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ
، تُزِيرُهُ الْقُبُورَ ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : فَنَعَمْ إِذًا.
527- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، عَنْ حَرْمَلَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَلِيٍّ الْقُرَشِيِّ ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ : كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا دَخَلَ
عَلَى مَرِيضٍ يَسْأَلُهُ : كَيْفَ هُوَ ؟ فَإِذَا قَامَ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ :
خَارَ اللَّهُ لَكَ ، وَلَمْ يَزِدْهُ عَلَيْهِ.
بَابُ مَا يُجِيبُ الْمَرِيضُ
528- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ :
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ : دَخَلَ الْحَجَّاجُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ ، وَأَنَا عِنْدَهُ ، فَقَالَ :
كَيْفَ هُوَ ؟ قَالَ : صَالِحٌ ، قَالَ : مَنْ أَصَابَكَ ؟ قَالَ : أَصَابَنِي مَنْ
أَمَرَ بِحَمْلِ السِّلاَحِ فِي يَوْمٍ لاَ يَحِلُّ فِيهِ حَمْلُهُ ، يَعْنِي :
الْحَجَّاجَ.
بَابُ عِيَادَةِ الْفَاسِقِ
529- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ :
أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ قَالَ :
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ ، عَنْ
حِبَّانَ بْنِ أَبِي جَبَلَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ
قَالَ : لاَ تَعُودُوا شُرَّابَ الْخَمْرِ إِذَا مَرِضُوا.
بَابُ عِيَادَةِ النِّسَاءِ الرَّجُلَ الْمَرِيضَ
530- حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى قَالَ :
حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ هُوَ
ابْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ
قَالَ : رَأَيْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ ، عَلَى رِحَالِهَا أَعْوَادٌ لَيْسَ عَلَيْهَا
غِشَاءٌ ، عَائِدَةً لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَسْجِدِ مِنَ الأَنْصَارِ.
بَابُ مَنْ كَرِهَ لِلْعَائِدِ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى
الْفُضُولِ مِنَ الْبَيْتِ
531- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ قَالَ :
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنِ الأَجْلَحِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ : دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ عَلَى مَرِيضٍ
يَعُودُهُ ، وَمَعَهُ قَوْمٌ ، وَفِي الْبَيْتِ امْرَأَةٌ ، فَجَعَلَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ
يَنْظُرُ إِلَى الْمَرْأَةِ ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ : لَوْ انْفَقَأَتْ عَيْنُكَ كَانَ
خَيْرًا لَكَ.
بَابُ الْعِيَادَةِ مِنَ الرَّمَدِ
532- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ
قَالَ : حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي
إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ : سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ يَقُولُ : رَمِدَتْ
عَيْنِي ، فَعَادَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ : يَا زَيْدُ ،
لَوْ أَنَّ عَيْنَكَ لَمَّا بِهَا كَيْفَ كُنْتَ تَصْنَعُ ؟ قَالَ : كُنْتُ
أَصْبِرُ وَأَحْتَسِبُ ، قَالَ : لَوْ أَنَّ عَيْنَكَ لَمَّا بِهَا ، ثُمَّ
صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ كَانَ ثَوَابُكَ الْجَنَّةَ.
533- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ
أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ ذَهَبَ بَصَرُهُ ، فَعَادُوهُ ، فَقَالَ : كُنْتُ
أُرِيدُهُمَا لَأَنْظُرَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَأَمَّا إِذْ
قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَوَاللَّهِ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ مَا بِهِمَا
بِظَبْيٍ مِنْ ظِبَاءِ تَبَالَةَ.
534- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ ، وَابْنُ
يُوسُفَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ : حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ
الْهَادِ ، عَنْ عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : سَمِعْتُ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِذَا
ابْتَلَيْتُهُ بِحَبِيبَتَيْهِ ، يُرِيدُ عَيْنَيْهِ ، ثُمَّ صَبَرَ عَوَّضْتُهُ الْجَنَّةَ.
535- حَدَّثَنَا خَطَّابٌ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، عَنْ
ثَابِتِ بْنِ عَجْلاَنَ ، وَإِسْحَاقَ بْنِ يَزِيدَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي ثَابِتٌ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي
أُمَامَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : يَقُولُ اللَّهُ : يَا ابْنَ آدَمَ ،
إِذَا أَخَذْتُ كَرِيمَتَيْكَ ، فَصَبَرْتَ عِنْدَ الصَّدْمَةِ وَاحْتَسَبْتَ ،
لَمْ أَرْضَ لَكَ ثَوَابًا دُونَ الْجَنَّةِ.
بَابُ أَيْنَ يَقْعُدُ الْعَائِدُ ؟
536- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي عَمْرٌو ، عَنْ عَبْدِ
رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم إِذَا عَادَ الْمَرِيضَ جَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهِ ، ثُمَّ قَالَ سَبْعَ مِرَارٍ
: أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ ، رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، أَنْ يَشْفِيكَ ،
فَإِنْ كَانَ فِي أَجَلِهِ تَأْخِيرٌ عُوفِيَ مِنْ وَجَعِهِ.
537- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : ذَهَبْتُ مَعَ الْحَسَنِ إِلَى قَتَادَةَ نَعُودُهُ ،
فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ ، فَسَأَلَهُ ثُمَّ دَعَا لَهُ قَالَ : اللَّهُمَّ
اشْفِ قَلْبَهُ ، وَاشْفِ سَقَمَهُ.
بَابُ مَا يَعْمَلُ الرَّجُلُ فِي بَيْتِهِ
538- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ ، وَحَفْصُ
بْنُ عُمَرَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ،
عَنِ الأَسْوَدِ قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : مَا كَانَ يَصْنَعُ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي أَهْلِهِ ؟ فَقَالَتْ : كَانَ يَكُونُ فِي
مِهْنَةِ أَهْلِهِ ، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاةُ خَرَجَ.
539- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ
بْنُ مَيْمُونٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : سَأَلْتُ
عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ ؟ قَالَتْ : يَخْصِفُ نَعْلَهُ ، وَيَعْمَلُ مَا يَعْمَلُ الرَّجُلُ
فِي بَيْتِهِ.
540- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ :
سَأَلْتُ عَائِشَةَ : مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ فِي
بَيْتِهِ ؟ قَالَتْ : مَا يَصْنَعُ أَحَدُكُمْ فِي بَيْتِهِ ؟ قَالَتْ : مَا
يَصْنَعُ أَحَدُكُمْ فِي بَيْتِهِ ، يَخْصِفُ النَّعْلَ ، وَيَرْقَعُ الثَّوْبَ ،
وَيَخِيطُ.
541- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي
مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَمْرَةَ ، قِيلَ
لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
: مَاذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ ؟ قَالَتْ : كَانَ بَشَرًا مِنَ الْبَشَرِ ، يَفْلِي
ثَوْبَهُ ، وَيَحْلِبُ شَاتَهُ.
بَابُ إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ
فَلْيُعْلِمْهُ
542- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى
بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ ثَوْرٍ قَالَ : حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنِ
الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَهُ ، قَالَ : قَالَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُعْلِمْهُ
أَنَّهُ أَحَبَّهُ.
543- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بِشْرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
قَبِيصَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ رَبَاحٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدِ
اللَّهِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : لَقِيَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم فَأَخَذَ بِمَنْكِبِي مِنْ وَرَائِي ، قَالَ : أَمَا إِنِّي
أُحِبُّكَ ، قَالَ : أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ ، فَقَالَ : لَوْلاَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ
الرَّجُلَ فَلْيُخْبِرْهُ أَنَّهُ أَحَبَّهُ مَا أَخْبَرْتُكَ ، قَالَ : ثُمَّ
أَخَذَ يَعْرِضُ عَلَيَّ الْخِطْبَةَ قَالَ : أَمَا إِنَّ عِنْدَنَا جَارِيَةً ،
أَمَا إِنَّهَا عَوْرَاءُ.
544- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ
قَالَ : حَدَّثَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه
وسلم : مَا تَحَابَّا الرَّجُلاَنِ إِلاَّ كَانَ أَفْضَلُهُمَا أَشَدَّهُمَا
حُبًّا لِصَاحِبِهِ.
بَابُ إِذَا أَحَبَّ رَجُلا فَلا يُمَارِهِ ولا يَسْأَلُ
عَنْهُ
545- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ :
حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ ، أَنَّ أَبَا الزَّاهِرِيَّةِ حَدَّثَهُ ، عَنْ جُبَيْرِ
بْنِ نُفَيْرٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّهُ قَالَ : إِذَا أَحْبَبْتَ أَخًا
فَلاَ تُمَارِهِ ، وَلاَ تُشَارِّهِ ، وَلاَ تَسْأَلْ عَنْهُ ، فَعَسَى أَنْ تُوَافِيَ
لَهُ عَدُوًّا فَيُخْبِرَكَ بِمَا لَيْسَ فِيهِ ، فَيُفَرِّقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ.
546- حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ
: مَنْ أَحَبَّ أَخًا لِلَّهِ ، فِي اللَّهِ ، قَالَ :
إِنِّي أُحِبُّكَ لِلَّهِ ، فَدَخَلاَ جَمِيعًا الْجَنَّةَ ، كَانَ الَّذِي
أَحَبَّ فِي اللَّهِ أَرْفَعَ دَرَجَةً لِحُبِّهِ ، عَلَى الَّذِي أَحَبَّهُ لَهُ.
بَابُ الْعَقْلُ فِي الْقَلْبِ
547- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ :
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ ،
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ خَلِيفَةَ ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، أَنَّهُ سَمِعَهُ بِصِفِّينَ يَقُولُ : إِنَّ الْعَقْلَ فِي الْقَلْبِ ،
وَالرَّحْمَةَ فِي الْكَبِدِ ، وَالرَّأْفَةَ فِي الطِّحَالِ ، وَالنَّفَسَ فِي
الرِّئَةِ.
بَابُ الْكِبْرِ
548- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنِ الصَّقْعَبِ بْنِ زُهَيْرٍ ، عَنْ زَيْدِ
بْنِ أَسْلَمَ قَالَ : لاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ عَلَيْهِ جُبَّةُ
سِيجَانٍ ، حَتَّى قَامَ عَلَى رَأْسِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ :
إِنَّ صَاحِبَكُمْ قَدْ وَضَعَ كُلَّ فَارِسٍ ، أَوْ قَالَ : يُرِيدُ أَنْ يَضَعَ
كُلَّ فَارِسٍ ، وَيَرْفَعَ كُلَّ رَاعٍ ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
بِمَجَامِعِ جُبَّتِهِ فَقَالَ : أَلاَ أَرَى عَلَيْكَ لِبَاسَ مَنْ لاَ يَعْقِلُ
، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ نُوحًا صلى الله عليه وسلم لَمَّا
حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لِابْنِهِ : إِنِّي قَاصٌّ عَلَيْكَ الْوَصِيَّةَ ،
آمُرُكَ بِاثْنَتَيْنِ ، وَأَنْهَاكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ : آمُرُكَ بِلاَ إِلَهَ
إِلاَّ اللَّهُ ، فَإِنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَالأَرَضِينَ السَّبْعَ ، لَوْ
وُضِعْنَ فِي كِفَّةٍ وَوُضِعَتْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فِي كِفَّةٍ
لَرَجَحَتْ بِهِنَّ ، وَلَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَالأَرَضِينَ
السَّبْعَ كُنَّ حَلْقَةً مُبْهَمَةً لَقَصَمَتْهُنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ،
وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ ، فَإِنَّهَا صَلاَةُ كُلِّ شَيْءٍ ، وَبِهَا
يُرْزَقُ كُلُّ شَيْءٍ ، وَأَنْهَاكَ عَنِ الشِّرْكِ وَالْكِبْرِ ، فَقُلْتُ ،
أَوْ قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَذَا الشِّرْكُ قَدْ عَرَفْنَاهُ ، فَمَا
الْكِبْرُ ؟ هُوَ أَنْ يَكُونَ لِأَحَدِنَا حُلَّةٌ يَلْبَسُهَا ؟ قَالَ : لاَ ،
قَالَ : فَهُوَ أَنْ يَكُونَ لِأَحَدِنَا نَعْلاَنِ حَسَنَتَانِ ، لَهُمَا
شِرَاكَانِ حَسَنَانِ ؟ قَالَ : لاَ ، قَالَ : فَهُوَ أَنْ يَكُونَ لِأَحَدِنَا
دَابَّةٌ يَرْكَبُهَا ؟ قَالَ :
لاَ ، قَالَ : فَهُوَ أَنْ يَكُونَ لِأَحَدِنَا
أَصْحَابٌ يَجْلِسُونَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : لاَ ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ،
فَمَا الْكِبْرُ ؟ قَالَ : سَفَهُ الْحَقِّ ، وَغَمْصُ النَّاسِ.
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ ، عَنْ زَيْدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو
أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَمِنَ الْكِبْرِ ... ؟ نَحْوَهُ.
549- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو عُمَرَ الْيَمَامِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ
خَالِدٍ قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
يَقُولُ : مَنْ تَعَظَّمَ فِي نَفْسِهِ ، أَوِ اخْتَالَ فِي مِشْيَتِهِ ، لَقِيَ
اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ.
550- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ
عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم : مَا اسْتَكْبَرَ مَنْ أَكَلَ مَعَهُ خَادِمُهُ ، وَرَكِبَ الْحِمَارُ
بِالأَسْوَاقِ ، وَاعْتَقَلَ الشَّاةَ فَحَلَبَهَا.
551- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ بَحْرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ قَالَ : حَدَّثَنَا صَالِحٌ بَيَّاعُ الأَكْسِيَةِ ،
عَنْ جَدَّتِهِ قَالَتْ : رَأَيْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اشْتَرَى
تَمْرًا بِدِرْهَمٍ ، فَحَمَلَهُ فِي مِلْحَفَتِهِ ، فَقُلْتُ لَهُ ، أَوْ قَالَ
لَهُ رَجُلٌ : أَحْمِلُ عَنْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : لاَ ، أَبُو
الْعِيَالِ أَحَقُّ أَنْ يَحْمِلَ.
552- حَدَّثَنَا عُمَرُ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ
: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي
مُسْلِمٍ الأَغَرِّ حَدَّثَهُ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : الْعِزُّ إِزَارِي ،
وَالْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي ، فَمَنْ نَازَعَنِي بِشَيْءٍ مِنْهُمَا عَذَّبْتُهُ.
553- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو رَوَاحَةَ يَزِيدُ بْنُ أَيْهَمَ ، عَنِ
الْهَيْثَمِ بْنِ مَالِكٍ الطَّائِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ
يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ ، قَالَ : إِنَّ لِلشَّيْطَانِ مَصَالِيًا وَفُخُوخًا ،
وَإِنَّ مَصَالِيَ الشَّيْطَانِ وَفُخُوخَهُ : الْبَطَرُ بِأَنْعُمِ اللَّهِ ،
وَالْفَخْرُ بِعَطَاءِ اللَّهِ ، وَالْكِبْرِيَاءُ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ ،
وَاتِّبَاعُ الْهَوَى فِي غَيْرِ ذَاتِ اللَّهِ.
554- حَدَّثَنَا عَلِيٌّ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي
الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله
عليه وسلم قَالَ : احْتَجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ ، وَقَالَ سُفْيَانُ أَيْضًا
: اخْتَصَمَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ ، قَالَتِ النَّارُ : يَلِجُنِي
الْجَبَّارُونَ ، وَيَلِجُنِي الْمُتَكَبِّرُونَ ، وَقَالَتِ الْجَنَّةُ :
يَلِجُنِي الضُّعَفَاءُ ، وَيَلِجُنِي الْفُقَرَاءُ . قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
لِلْجَنَّةِ : أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ ، ثُمَّ قَالَ
لِلنَّارِ : أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ
مِنْكُمَا مِلْؤُهَا.
555- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ فُضَيْلِ قَالَ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ جَمِيعٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : لَمْ يَكُنْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم مُتَحَزِّقِينَ ، وَلاَ مُتَمَاوِتِينَ ، وَكَانُوا يَتَنَاشَدُونَ
الشِّعْرَ فِي مَجَالِسِهِمْ ، وَيَذْكُرُونَ أَمْرَ جَاهِلِيَّتِهِمْ ، فَإِذَا
أُرِيدَ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلَى شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ، دَارَتْ حَمَالِيقُ عَيْنَيْهِ
كَأَنَّهُ مَجْنُونٌ.
556- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ،
وَكَانَ جَمِيلًا ، فَقَالَ : حُبِّبَ إِلَيَّ الْجَمَالُ ، وَأُعْطِيتُ مَا تَرَى
، حَتَّى مَا أُحِبُّ أَنْ يَفُوقَنِي أَحَدٌ ، إِمَّا قَالَ : بِشِرَاكِ نَعْلٍ ،
وَإِمَّا قَالَ : بِشِسْعٍ أَحْمَرَ ، الْكِبْرُ ذَاكَ ؟ قَالَ : لاَ ،
وَلَكِنَّ الْكِبْرَ مَنْ بَطَرَ الْحَقَّ ، وَغَمَطَ النَّاسَ.
557- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلاَنَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ
، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ فِي صُورَةِ
الرِّجَالِ ، يَغْشَاهُمُ الذُّلُّ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ ، يُسَاقُونَ إِلَى سِجْنٍ
مِنْ جَهَنَّمَ يُسَمَّى : بُولَسَ ، تَعْلُوهُمْ نَارُ الأَنْيَارِ ،
وَيُسْقَوْنَ مِنْ عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ ، طِينَةَ الْخَبَالِ.
بَابُ مَنِ انْتَصَرَ مِنْ ظُلْمِهِ
558- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَالَ :
أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبِي ، عَنْ خَالِدِ بْنِ
سَلَمَةَ ، عَنِ الْبَهِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهَا ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا : دُونَكِ
فَانْتَصِرِي.
559- حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ
بْنُ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ : أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ : أَرْسَلَ
أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله
عليه وسلم ، فَاسْتَأْذَنَتْ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَعَ عَائِشَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فِي مِرْطِهَا ، فَأَذِنَ لَهَا فَدَخَلَتْ ، فَقَالَتْ :
إِنَّ أَزْوَاجَكَ أَرْسَلْنَنِي يَسْأَلْنَكَ الْعَدْلَ فِي بِنْتِ أَبِي
قُحَافَةَ ، قَالَ : أَيْ بُنَيَّةُ ، أَتُحِبِّينَ مَا أُحِبُّ ؟ قَالَتْ : بَلَى
، قَالَ : فَأَحِبِّي هَذِهِ ، فَقَامَتْ فَخَرَجَتْ فَحَدَّثَتْهُمْ ، فَقُلْنَ : مَا أَغْنَيْتِ
عَنَّا شَيْئًا فَارْجِعِي إِلَيْهِ ، قَالَتْ : وَاللَّهِ لاَ أُكَلِّمُهُ فِيهَا
أَبَدًا . فَأَرْسَلْنَ زَيْنَبَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ،
فَاسْتَأْذَنَتْ ، فَأَذِنَ لَهَا ، فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ ، وَوَقَعَتْ فِيَّ
زَيْنَبُ تَسُبُّنِي ، فَطَفِقْتُ أَنْظُرُ : هَلْ يَأْذَنُ لِيَ النَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم ، فَلَمْ أَزَلْ حَتَّى عَرَفْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه
وسلم لاَ يَكْرَهُ أَنْ أَنْتَصِرَ ، فَوَقَعْتُ بِزَيْنَبَ ، فَلَمْ أَنْشَبْ
أَنْ أَثْخَنْتُهَا غَلَبَةً ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ،
ثُمَّ قَالَ : أَمَا إِنَّهَا ابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ.
بَابُ الْمُوَاسَاةِ فِي السَّنَةِ وَالْمَجَاعَةِ
560- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ :
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ بَشِيرٍ الْجَهْضَمِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَارَةُ
الْمَعْوَلِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ : يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ مَجَاعَةٌ ، مَنْ أَدْرَكَتْهُ فَلاَ يَعْدِلَنَّ
بِالأَكْبَادِ الْجَائِعَةِ.
561- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ : حَدَّثَنَا
شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ
: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ الأَنْصَارَ قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم :
اقْسِمْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا النَّخِيلَ ، قَالَ : لاَ ، فَقَالُوا : تَكْفُونَا
الْمَؤُونَةَ ، وَنُشْرِكُكُمْ فِي الثَّمَرَةِ ؟ قَالُوا : سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا.
562- حَدَّثَنَا أَصْبَغُ قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ :
أَخْبَرَنِي يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، أَنَّ سَالِمًا أَخْبَرَهُ ، أَنَّ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ قَالَ عَامَ الرَّمَادَةِ ، وَكَانَتْ سَنَةً شَدِيدَةً مُلِمَّةً
، بَعْدَمَا اجْتَهَدَ عُمَرُ فِي إِمْدَادِ الأَعْرَابِ بِالإِبِلِ وَالْقَمْحِ وَالزَّيْتِ
مِنَ الأَرْيَافِ كُلِّهَا ، حَتَّى بَلَحَتِ الأَرْيَافُ كُلُّهَا مِمَّا
جَهَدَهَا ذَلِكَ ، فَقَامَ عُمَرُ يَدْعُو فَقَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَهُمْ عَلَى
رُءُوسِ الْجِبَالِ ، فَاسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ وَلِلْمُسْلِمِينَ ، فَقَالَ
حِينَ نَزَلَ بِهِ الْغَيْثُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، فَوَاللَّهِ لَوْ أَنَّ اللَّهَ لَمْ
يُفْرِجْهَا مَا تَرَكْتُ بِأَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَهُمْ سَعَةٌ
إِلاَّ أَدْخَلْتُ مَعَهُمْ أَعْدَادَهُمْ مِنَ الْفُقَرَاءِ ، فَلَمْ يَكُنِ اثْنَانِ
يَهْلِكَانِ مِنَ الطَّعَامِ عَلَى مَا يُقِيمُ وَاحِدًا.
563- حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ
أَبِي عُبَيْدٍ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم : ضَحَايَاكُمْ ، لاَ يُصْبِحُ أَحَدُكُمْ بَعْدَ ثَالِثَةٍ ،
وَفِي بَيْتِهِ مِنْهُ شَيْءٌ . فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ قَالُوا :
يَا رَسُولَ اللَّهِ ، نَفْعَلُ كَمَا فَعَلْنَا الْعَامَ الْمَاضِيَ ؟ قَالَ : كُلُوا
وَادَّخِرُوا ، فَإِنَّ ذَلِكَ الْعَامَ كَانُوا فِي جَهْدٍ فَأَرَدْتُ أَنْ
تُعِينُوا.
بَابُ التَّجَارِبِ
564- حَدَّثَنَا فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ قَالَ
: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ مُعَاوِيَةَ ، فَحَدَّثَ نَفْسَهُ ، ثُمَّ
انْتَبَهَ فَقَالَ : لاَ حِلْمَ إِلاَّ تَجْرِبَةٌ ، يُعِيدُهَا ثَلاثًا.
565- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى
بْنُ أَيُّوبَ ، عَنِ ابْنِ زَحْرٍ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
قَالَ : لاَ حَلِيمَ إِلاَّ ذُو عَثْرَةٍ ، وَلاَ حَكِيمَ إِلاَّ ذُو تَجْرِبَةٍ.
- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ
، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ دَرَّاجٍ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، مِثْلَهُ.
بَابُ مَنْ أَطْعَمَ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ
566- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو الرَّبِيعِ قَالَ :
حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
نَشْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ : لِأَنْ
أَجْمَعَ نَفَرًا مِنْ إِخْوَانِي عَلَى صَاعٍ أَوْ صَاعَيْنِ مِنْ طَعَامٍ ، أَحَبُّ
إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَخْرُجَ إِلَى سُوقِكُمْ فَأُعْتِقَ رَقَبَةً.
بَابُ حِلْفِ الْجَاهِلِيَّةِ
567- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
إِسْحَاقَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ،
عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم قَالَ : شَهِدْتُ مَعَ عُمُومَتِي حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ ، فَمَا
أُحِبُّ أَنْ أَنْكُثَهُ ، وَأَنَّ لِي حُمْرَ النَّعَمِ.
بَابُ الإخَاءِ
568- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ :
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : آخَى
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ ابْنِ مَسْعُودٍ وَالزُّبَيْرِ.
569- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ قَالَ : حَالَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ قُرَيْشٍ
وَالأَنْصَارِ فِي دَارِي الَّتِي بِالْمَدِينَةِ.
بَابُ لا حِلْفَ فِي الإسْلامِ
570- حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
الْحَارِثِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ :
جَلَسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ عَلَى دَرَجِ الْكَعْبَةِ ،
فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : مَنْ كَانَ لَهُ حِلْفٌ فِي
الْجَاهِلِيَّةِ ، لَمْ يَزِدْهُ الإِسْلاَمُ إِلاَّ شِدَّةً ، وَلاَ هِجْرَةَ
بَعْدَ الْفَتْحِ.
بَابُ مَنِ اسْتَمْطَرَ فِي أَوَّلِ الْمَطَرِ
571- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ
قَالَ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : أَصَابَنَا مَعَ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَطَرٌ ، فَحَسَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
ثَوْبَهُ عَنْهُ حَتَّى أَصَابَهُ الْمَطَرُ ، قُلْنَا : لِمَ فَعَلْتَ ؟ قَالَ :
لِأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ.
بَابُ إِنَّ الْغَنَمَ بَرَكَةٌ
572- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي
مَالِكٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ
مَالِكِ بْنِ خُثَيْمٍ أَنَّهُ قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ
بِأَرْضِهِ بِالْعَقِيقِ ، فَأَتَاهُ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَلَى
دَوَابَّ ، فَنَزَلُوا ، قَالَ حُمَيْدٌ : فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : اذْهَبْ
إِلَى أُمِّي وَقُلْ لَهَا : إِنَّ ابْنَكِ يُقْرِئُكِ السَّلاَمَ وَيَقُولُ : أَطْعِمِينَا
شَيْئًا ، قَالَ : فَوَضَعَتْ ثَلاَثَةَ أَقْرَاصٍ مِنْ شَعِيرٍ ، وَشَيْئًا مِنْ
زَيْتٍ وَمِلْحٍ فِي صَحْفَةٍ ، فَوَضَعْتُهَا عَلَى رَأْسِي ، فَحَمَلْتُهَا
إِلَيْهِمْ ، فَلَمَّا وَضَعْتُهُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ، كَبَّرَ أَبُو هُرَيْرَةَ
وَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَشْبَعَنَا مِنَ الْخُبْزِ بَعْدَ أَنْ لَمْ
يَكُنْ طَعَامُنَا إِلاَّ الأَسْوَدَانِ : التَّمْرُ وَالْمَاءُ ، فَلَمْ يُصِبِ
الْقَوْمُ مِنَ الطَّعَامِ شَيْئًا ، فَلَمَّا انْصَرَفُوا قَالَ : يَا ابْنَ
أَخِي ، أَحْسِنْ إِلَى غَنَمِكَ ، وَامْسَحْ الرُّغَامَ عَنْهَا ، وَأَطِبْ مُرَاحَهَا
، وَصَلِّ فِي نَاحِيَتِهَا ، فَإِنَّهَا مِنْ دَوَابِّ الْجَنَّةِ ، وَالَّذِي
نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تَكُونُ
الثُّلَّةُ مِنَ الْغَنَمِ أَحَبَّ إِلَى صَاحِبِهَا مِنْ دَارِ مَرْوَانَ.
573- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ :
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ الأَزْرَقُ ، عَنْ أَبِي
عُمَرَ ، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : الشَّاةُ فِي الْبَيْتِ بَرَكَةٌ ،
وَالشَّاتَانِ بَرَكَتَانِ ، وَالثَّلاَثُ بَرَكَاتٌ.
بَابُ الإبِلُ عِزٌّ لأهْلِهَا
574- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي
مَالِكٌ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : رَأْسُ الْكُفْرِ نَحْوَ
الْمَشْرِقِ ، وَالْفَخْرُ وَالْخُيَلاَءُ فِي أَهْلِ الْخَيْلِ وَالإِبِلِ ، الْفَدَّادِينَ
أَهْلِ الْوَبَرِ ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ.
575- حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا
شُعْبَةُ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ قَالَ : عَجِبْتُ لِلْكِلاَبِ وَالشَّاءِ ، إِنَّ الشَّاءَ يُذْبَحُ مِنْهَا
فِي السَّنَةِ كَذَا وَكَذَا ، وَيُهْدَى كَذَا وَكَذَا ، وَالْكَلْبُ تَضَعُ
الْكَلْبَةُ الْوَاحِدَةُ كَذَا وَكَذَا وَالشَّاءُ أَكْثَرُ مِنْهَا.
576- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ أَبِي هِنْدَ الْهَمْدَانِيِّ ،
عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ قَالَ : قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : يَا أَبَا
ظَبْيَانَ ، كَمْ عَطَاؤُكَ ؟ قُلْتُ : أَلْفَانِ وَخَمْسُمِئَةٍ ، قَالَ لَهُ :
يَا أَبَا ظَبْيَانَ ، اتَّخِذْ مِنَ الْحَرْثِ وَالسَّابْيَاءِ مِنْ قَبْلِ أَنْ
تَلِيَكُمْ غِلْمَةُ قُرَيْشٍ ، لاَ يُعَدُّ الْعَطَاءُ مَعَهُمْ مَالاً.
577- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، سَمِعْتُ أَبَا
إِسْحَاقَ ، سَمِعْتُ عَبْدَةَ بْنَ حَزْنٍ يَقُولُ : تَفَاخَرَ أَهْلُ الإِبِلِ
وَأَصْحَابُ الشَّاءِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : بُعِثَ مُوسَى
وَهُوَ رَاعِي غَنَمٍ ، وَبُعِثَ دَاوُدُ وَهُوَ رَاعٍ ، وَبُعِثْتُ أَنَا وَأَنَا
أَرْعَى غَنَمًا لِأَهْلِي بِأَجْيَادِ.
بَابُ الأعْرَابِيَّةِ
578- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : الْكَبَائِرُ سَبْعٌ ، أَوَّلُهُنَّ : الإِشْرَاكُ
بِاللَّهِ ، وَقَتْلُ النَّفْسِ ، وَرَمْيُ الْمُحْصَنَاتِ ، وَالأَعْرَابِيَّةُ
بَعْدَ الْهِجْرَةِ.
بَابُ سَاكِنِ الْقُرَى
579- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا حَيْوَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ : حَدَّثَنِي صَفْوَانُ
قَالَ : سَمِعْتُ رَاشِدَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ ثَوْبَانَ يَقُولُ :
قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : لاَ تَسْكُنِ الْكُفُورَ ،
فَإِنَّ سَاكِنَ الْكُفُورِ كَسَاكِنِ الْقُبُورِ قَالَ أَحْمَدُ : الْكُفُورُ :
الْقُرَى.
- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ قَالَ : أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ
قَالَ : حَدَّثَنِي صَفْوَانُ قَالَ : سَمِعْتُ رَاشِدَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ :
سَمِعْتُ ثَوْبَانَ قَالَ : قَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : يَا ثَوْبَانُ
، لاَ تَسْكُنِ الْكُفُورَ ، فَإِنَّ سَاكِنَ الْكُفُورِ كَسَاكِنِ الْقُبُورِ.
بَابُ الْبَدْوُ إِلَى التِّلاعِ
580- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ :
حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ :
سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الْبَدْوِ قُلْتُ : وَهَلْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم يَبْدُو ؟ فَقَالَتْ : نَعَمْ ، كَانَ يَبْدُو إِلَى هَؤُلاَءِ
التِّلاعِ.
581- حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصِ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ قَالَ : رَأَيْتُ مُحَمَّدَ
بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَيْدٍ إِذَا رَكِبَ ، وَهُوَ مُحْرِمٌ ، وَضَعَ
ثَوْبَهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ ، وَوَضَعَهُ عَلَى فَخِذَيْهِ ، فَقُلْتُ : مَا هَذَا
؟ قَالَ : رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا.
بَابُ مَنْ أَحَبَّ كِتْمَانَ السِّرِّ ، وَأَنْ
يُجَالِسَ كُلَّ قَوْمٍ فَيَعْرِفَ أَخْلاَقَهُمْ
582- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ : أَخْبَرَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ ،
عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَرَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ كَانَا
جَالِسَيْنِ ، فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْقَارِيِّ فَجَلَسَ
إِلَيْهِمَا ، فَقَالَ عُمَرُ : إِنَّا لاَ نُحِبُّ مَنْ يَرْفَعُ حَدِيثَنَا ،
فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : لَسْتُ أُجَالِسُ أُولَئِكَ يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَ عُمَرُ : بَلَى ، فَجَالِسْ هَذَا وَهَذَا ، وَلاَ
تَرْفَعْ حَدِيثَنَا ، ثُمَّ قَالَ لِلأَنْصَارِيِّ : مَنْ تَرَى النَّاسَ يَقُولُونَ
يَكُونُ الْخَلِيفَةَ بَعْدِي ؟ فَعَدَّدَ الأَنْصَارِيُّ رِجَالًا مِنَ
الْمُهَاجِرِينَ ، لَمْ يُسَمِّ عَلِيًّا ، فَقَالَ عُمَرُ : فَمَا لَهُمْ عَنْ
أَبِي الْحَسَنِ ؟ فَوَاللَّهِ إِنَّهُ لَأَحْرَاهُمْ ، إِنْ كَانَ عَلَيْهِمْ ،
أَنْ يُقِيمَهُمْ عَلَى طَرِيقَةٍ مِنَ الْحَقِّ.
بَابُ التُّؤَدَةِ فِي الأمُورِ
583- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو هِلاَلٍ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ، أَنَّ رَجُلًا تُوُفِّيَ
وَتَرَكَ ابْنًا لَهُ وَمَوْلًى لَهُ ، فَأَوْصَى مَوْلاَهُ بِابْنِهِ ، فَلَمْ
يَأْلُوهُ حَتَّى أَدْرَكَ وَزَوَّجَهُ ، فَقَالَ لَهُ : جَهَّزْنِي أَطْلُبِ الْعِلْمَ
، فَجَهَّزَهُ ، فَأَتَى عَالِمًا فَسَأَلَهُ ، فَقَالَ : إِذَا أَرَدْتَ أَنْ
تَنْطَلِقَ فَقُلْ لِي أُعَلِّمْكَ ، فَقَالَ : حَضَرَ مِنِّي الْخُرُوجُ
فَعَلِّمْنِي ، فَقَالَ : اتَّقِ اللَّهَ وَاصْبِرْ ، وَلاَ تَسْتَعْجِلْ . قَالَ
الْحَسَنُ : فِي هَذَا الْخَيْرُ كُلُّهُ ، فَجَاءَ وَلاَ يَكَادُ يَنْسَاهُنَّ ،
إِنَّمَا هُنَّ ثَلاَثٌ ، فَلَمَّا جَاءَ أَهْلَهُ نَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ ،
فَلَمَّا نَزَلَ الدَّارَ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ نَائِمٍ مُتَرَاخٍ عَنِ الْمَرْأَةِ
، وَإِذَا امْرَأَتُهُ نَائِمَةٌ ، قَالَ : وَاللَّهِ مَا أُرِيدُ مَا أَنْتَظِرُ
بِهَذَا ؟ فَرَجَعَ إِلَى رَاحِلَتِهِ ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَأْخُذَ السَّيْفَ
قَالَ : اتَّقِ اللَّهَ وَاصْبِرْ ، وَلاَ تَسْتَعْجِلْ . فَرَجَعَ ، فَلَمَّا
قَامَ عَلَى رَأْسِهِ قَالَ : مَا أَنْتَظِرُ بِهَذَا شَيْئًا ، فَرَجَعَ إِلَى
رَاحِلَتِهِ ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَأْخُذَ سَيْفَهُ ذَكَرَهُ ، فَرَجَعَ
إِلَيْهِ ، فَلَمَّا قَامَ عَلَى رَأْسِهِ اسْتَيْقَظَ الرَّجُلُ ، فَلَمَّا رَآهُ
وَثَبَ إِلَيْهِ فَعَانَقَهُ وَقَبَّلَهُ ، وَسَاءَلَهُ قَالَ : مَا أَصَبْتَ
بَعْدِي ؟ قَالَ : أَصَبْتُ وَاللَّهِ بَعْدَكَ خَيْرًا كَثِيرًا ، أَصَبْتُ
وَاللَّهِ بَعْدَكَ : أَنِّي مَشَيْتُ اللَّيْلَةَ بَيْنَ السَّيْفِ وَبَيْنَ
رَأْسِكَ ثَلاَثَ مِرَارٍ ، فَحَجَزَنِي مَا أَصَبْتُ مِنَ الْعِلْمِ عَنْ قَتْلِكَ.
بَابُ التُّؤَدَةِ فِي الأمُورِ
584- حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْوَارِثِ قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي
بَكْرَةَ ، عَنْ أَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ قَالَ : قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم : إِنَّ فِيكَ لَخُلُقَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ ، قُلْتُ : وَمَا هُمَا
يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : الْحِلْمُ وَالْحَيَاءُ ، قُلْتُ : قَدِيمًا كَانَ
أَوْ حَدِيثًا ؟ قَالَ : قَدِيمًا ، قُلْتُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي
عَلَى خُلُقَيْنِ أَحَبَّهُمَا اللَّهُ.
585- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ
قَتَادَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا مَنْ لَقِيَ الْوَفْدَ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَى
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ ، وَذَكَرَ قَتَادَةُ أَبَا نَضْرَةَ
، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
لِأَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ : إِنَّ فِيكَ لَخَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ :
الْحِلْمُ وَالأَنَاةُ.
586- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ قَالَ :
أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ : حَدَّثَنَا قُرَّةُ ، عَنْ أَبِي
جَمْرَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
لِلأَشَجِّ أَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ : إِنَّ فِيكَ لَخَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ
: الْحِلْمُ وَالأنَاةُ.
587- حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
طَالِبُ بْنُ حُجَيْرٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي هُودُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ سَعْدٍ ، سَمِعَ جَدَّهُ مَزِيدَةَ الْعَبْدِيَّ قَالَ : جَاءَ الأَشَجُّ
يَمْشِي حَتَّى أَخَذَ بِيَدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَبَّلَهَا ،
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : أَمَا إِنَّ فِيكَ لَخُلُقَيْنِ
يُحِبُّهُمَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، قَالَ : جَبْلًا جُبِلْتُ عَلَيْهِ ، أَوْ
خُلِقَا مَعِي ؟ قَالَ : لاَ ، بَلْ جَبْلًا جُبِلْتَ عَلَيْهِ ، قَالَ :
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى مَا يُحِبُّ اللَّهُ وَرَسُولُهُ.
بَابُ الْبَغْيِ
588- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
فِطْرٌ ، عَنْ أَبِي يَحْيَى قَالَ : سَمِعْتُ مُجَاهِدًا ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
قَالَ : لَوْ أَنَّ جَبَلًا بَغَى عَلَى جَبَلٍ لَدُكَّ الْبَاغِي.
589- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ :
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم قَالَ : احْتَجَّتِ النَّارُ وَالْجَنَّةُ ، فَقَالَتِ النَّارُ :
يَدْخُلُنِي الْمُتَكَبِّرُونَ وَالْمُتَجَبِّرُونَ . وَقَالَتِ الْجَنَّةُ : لاَ يَدْخُلُنِي
إِلاَّ الضُّعَفَاءُ الْمَسَاكِينُ . فَقَالَ لِلنَّارِ : أَنْتِ عَذَابِي ، أَنْتَقِمُ بِكِ
مِمَّنْ شِئْتُ ، وَقَالَ لِلْجَنَّةِ
: أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ شِئْتُ.
590- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلاَنِيُّ ، عَنْ
أَبِي عَلِيٍّ الْجَنْبِيِّ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم قَالَ : ثَلاَثَةٌ لاَ يُسْأَلُ عَنْهُمْ : رَجُلٌ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ
وَعَصَى إِمَامَهُ فَمَاتَ عَاصِيًا ، فَلاَ تَسْأَلْ عَنْهُ ، وَأَمَةٌ أَوْ
عَبْدٌ أَبِقَ مِنْ سَيِّدِهِ ، وَامْرَأَةٌ غَابَ زَوْجُهَا ، وَكَفَاهَا
مَؤُونَةَ الدُّنْيَا فَتَبَرَّجَتْ وَتَمَرَّجَتْ بَعْدَهُ . وَثَلاَثَةٌ لاَ
يُسْأَلُ عَنْهُمْ : رَجُلٌ نَازَعَ اللَّهَ رِدَاءَهُ ، فَإِنَّ رِدَاءَهُ
الْكِبْرِيَاءُ ، وَإِزَارَهُ عِزَّهُ ، وَرَجُلٌ شَكَّ فِي أَمْرِ اللَّهِ ،
وَالْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ.
591- حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا
بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم قَالَ : كُلُّ ذُنُوبٍ يُؤَخِّرُ اللَّهُ مِنْهَا مَا شَاءَ
إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، إِلاَّ الْبَغْيَ ، وَعُقُوقَ الْوَالِدَيْنِ ، أَوْ قَطِيعَةَ
الرَّحِمِ ، يُعَجِّلُ لِصَاحِبِهَا فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الْمَوْتِ.
592- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مَيْمُونٍ
قَالَ : حَدَّثَنَا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ الْحَذَّاءُ الْحَرَّانِيُّ ، عَنْ
جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا
هُرَيْرَةَ يَقُولُ : يُبْصِرُ أَحَدُكُمُ الْقَذَاةَ فِي عَيْنِ أَخِيهِ ،
وَيَنْسَى الْجِذْلَ ، أَوِ الْجِذْعَ ، فِي عَيْنِ نَفْسِهِ.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : الْجِذْلُ : الْخَشَبَةُ
الْعَالِيَةُ الْكَبِيرَةُ.
593- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُسْتَنِيرُ بْنُ أَخْضَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي
مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ قَالَ : كُنْتُ مَعَ مَعْقِلٍ الْمُزَنِيِّ ، فَأَمَاطَ
أَذًى عَنِ الطَّرِيقِ ، فَرَأَيْتُ شَيْئًا فَبَادَرْتُهُ ، فَقَالَ : مَا
حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ يَا ابْنَ أَخِي ؟ قَالَ : رَأَيْتُكَ تَصْنَعُ
شَيْئًا فَصَنَعْتُهُ ، قَالَ :
أَحْسَنْتَ يَا ابْنَ أَخِي ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى
الله عليه وسلم يَقُولُ : مَنْ أَمَاطَ أَذًى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ كُتِبَ
لَهُ حَسَنَةٌ ، وَمَنْ تُقُبِّلَتْ لَهُ حَسَنَةٌ دَخَلَ الْجَنَّةَ.
بَابُ قَبُولِ الْهَدِيَّةِ
594- حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا ضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ وَرْدَانَ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : تَهَادُوا تَحَابُّوا.
595- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ
الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ : كَانَ أَنَسٌ يَقُولُ : يَا بَنِيَّ ،
تَبَاذَلُوا بَيْنَكُمْ ، فَإِنَّهُ أَوَدُّ لِمَا بَيْنَكُمْ.
بَابُ مَنْ لَمْ يَقْبَلِ الْهَدِيَّةَ لَمَّا دَخَلَ
الْبُغْضُ فِي النَّاسِ
596- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : أَهْدَى رَجُلٌ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ لِلنَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم نَاقَةً ، فَعَوَّضَهُ ، فَتَسَخَّطَهُ ، فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ
صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ : يَهْدِي أَحَدُهُمْ فَأُعَوِّضُهُ
بِقَدْرِ مَا عِنْدِي ، ثُمَّ يَسْخَطُهُ وَايْمُ اللَّهِ ، لاَ أَقْبَلُ بَعْدَ
عَامِي هَذَا مِنَ الْعَرَبِ هَدِيَّةً إِلاَّ مِنْ قُرَشِيٍّ ، أَوْ أَنْصَارِيٍّ
، أَوْ ثَقَفِيٍّ ، أَوْ دَوْسِيٍّ.
بَابُ الْحَيَاءِ
597- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ :
حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ : حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ
قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ عُقْبَةُ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم :
إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسَ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ : إِذَا لَمْ تَسْتَحِ
فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ.
598- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ :
أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم قَالَ : الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ ، أَوْ بِضْعٌ
وَسَبْعُونَ ، شُعْبَةً ، أَفْضَلُهَا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ
الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمَانِ.
599- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ :
أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ مَوْلَى أَنَسٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا ، وَكَانَ إِذَا
كَرِهَ شَيْئًا عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ.
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا يَحْيَى ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ مَوْلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ مِثْلَهُ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : وَقَالَ غُنْدَرٌ وَابْنُ
أَبِي عَدِيٍّ : مَوْلَى أَنَسٍ.
600- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي
يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ أَخْبَرَهُ ،
أَنَّ عُثْمَانَ وَعَائِشَةَ ، حَدَّثَاهُ ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ اسْتَأْذَنَ عَلَى
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشِ عَائِشَةَ
لاَبِسًا مِرْطَ عَائِشَةَ ، فَأَذِنَ لِأَبِي بَكْرٍ وَهُوَ كَذَلِكَ ، فَقَضَى
إِلَيْهِ حَاجَتَهُ ، ثُمَّ انْصَرَفَ . ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ كَذَلِكَ ، فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ ، ثُمَّ انْصَرَفَ
. قَالَ عُثْمَانُ : ثُمَّ اسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ ، فَجَلَسَ وَقَالَ لِعَائِشَةَ
: اجْمَعِي إِلَيْكِ ثِيَابَكِ ، قَالَ : فَقَضَيْتُ إِلَيْهِ حَاجَتِي ، ثُمَّ
انْصَرَفْتُ ، قَالَ : فَقَالَتْ عَائِشَةُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَمْ أَرَكَ
فَزِعْتَ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَمَا فَزِعْتَ
لِعُثْمَانَ ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ
حَيِيٌّ ، وَإِنِّي خَشِيتُ إِنْ أَذِنْتُ لَهُ ، وَأَنَا عَلَى تِلْكَ الْحَالِ ،
أَنْ لاَ يَبْلُغَ إِلَيَّ فِي حَاجَتِهِ.
601- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ،
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : مَا كَانَ
الْحَيَاءُ فِي شَيْءٍ إِلاَّ زَانَهُ ، وَلاَ كَانَ الْفُحْشُ فِي شَيْءٍ إِلا
شَانَهُ.
602- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي
مَالِكٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِرَجُلٍ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ ،
فَقَالَ : دَعْهُ ، فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الإيمَانِ.
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ
أَبِي سَلَمَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ :
مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَجُلٍ يُعَاتِبُ أَخَاهُ فِي
الْحَيَاءِ ، كَأَنَّهُ يَقُولُ
: أَضَرَّ بِكَ ، فَقَالَ : دَعْهُ ، فَإِنَّ الْحَيَاءَ
مِنَ الإِيمَانِ.
603- حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ قَالَ : حَدَّثَنِي
إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ ، عَنْ عَطَاءٍ
وَسُلَيْمَانَ ابْنَيْ يَسَارٍ ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ،
أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِي
، كَاشِفًا عَنْ فَخِذِهِ أَوْ سَاقَيْهِ ، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، فَأَذِنَ لَهُ كَذَلِكَ ، فَتَحَدَّثَ . ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، فَأَذِنَ لَهُ كَذَلِكَ ، ثُمَّ تَحَدَّثَ . ثُمَّ اسْتَأْذَنَ
عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَجَلَسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
وَسَوَّى ثِيَابَهُ ، قَالَ مُحَمَّدٌ : وَلاَ أَقُولُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ،
فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ،
دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهَشَّ وَلَمْ تُبَالِهِ ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ
فَلَمْ تَهَشَّ وَلَمْ تُبَالِهِ ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ
ثِيَابَكَ ؟ قَالَ : أَلاَ أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلاَئِكَةُ
؟.
بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ
604- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
عَوَانَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَصْبَحَ قَالَ : أَصْبَحْنَا
وَأَصْبَحَ الْحَمْدُ كُلُّهُ لِلَّهِ ، لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ
اللَّهُ ، وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ، وَإِذَا أَمْسَى قَالَ : أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى
الْمُلْكُ لِلَّهِ ، وَالْحَمْدُ كُلُّهُ لِلَّهِ ، لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لاَ إِلَهَ
إِلاَّ اللَّهُ ، وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ.
بَابُ مَنْ دَعَا فِي غَيْرِهِ مِنَ الدُّعَاءِ
605- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ :
أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم : إِنَّ الْكَرِيمَ ابْنَ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ ، يُوسُفُ
بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : لَوْ لَبِثْتُ
فِي السِّجْنِ مَا لَبِثَ يُوسُفُ ، ثُمَّ جَاءَنِي الدَّاعِي لَأَجَبْتُ ، إِذْ
جَاءَهُ الرَّسُولُ فَقَالَ : {ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ
اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى لُوطٍ ، إِنْ
كَانَ لَيَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ، إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ : {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ
قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} ، فَمَا بَعَثَ اللَّهُ بَعْدَهُ مِنْ نَبِيٍّ
إِلاَّ فِي ثَرْوَةٍ مِنْ قَوْمِهِ قَالَ مُحَمَّدٌ : الثَّرْوَةُ : الْكَثْرَةُ
وَالْمَنَعَةُ.
بَابُ النَّاخِلَةِ مِنَ الدُّعَاءِ
606- حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبِي قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ : حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ
الْحَارِثِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ : كَانَ الرَّبِيعُ
يَأْتِي عَلْقَمَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فَإِذَا لَمْ أَكُنْ ثَمَّةَ أَرْسَلُوا إِلَيَّ
، فَجَاءَ مَرَّةً وَلَسْتُ ثَمَّةَ ، فَلَقِيَنِي عَلْقَمَةُ وَقَالَ لِي :
أَلَمْ تَرَ مَا جَاءَ بِهِ الرَّبِيعُ ؟ قَالَ : أَلَمْ تَرَ أَكْثَرَ مَا
يَدْعُو النَّاسَ ، وَمَا أَقَلَّ إِجَابَتَهُمْ ؟ وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ
وَجَلَّ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ النَّاخِلَةَ مِنَ الدُّعَاءِ ، قُلْتُ : أَوَ لَيْسَ
قَدْ قَالَ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ ؟ قَالَ : وَمَا قَالَ ؟ قَالَ : قَالَ عَبْدُ
اللَّهِ : لاَ يَسْمَعُ اللَّهُ مِنْ مُسْمِعٍ ، وَلاَ مُرَاءٍ ، وَلا لاعِبٍ ،
إِلا دَاعٍ دَعَا يَثْبُتُ مِنْ قَلْبِهِ ، قَالَ : فَذَكَرَ عَلْقَمَةَ ؟ قَالَ :
نَعَمْ.
بَابُ لِيَعْزِمِ الدُّعَاءَ ، فَإِنَّ اللَّهَ لا
مُكْرِهَ لَهُ
607- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ
: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ ، عَنِ الْعَلاَءِ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
قَالَ : إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلاَ يَقُولُ : إِنْ شِئْتَ ، وَلْيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ
، وَلْيُعَظِّمِ الرَّغْبَةَ ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَعْظُمُ عَلَيْهِ شَيْءٌ
أَعْطَاهُ.
608- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ :
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ
، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : إِذَا دَعَا
أَحَدُكُمْ فَلْيَعْزِمْ فِي الدُّعَاءِ ، وَلاَ يَقُلِ : اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ
فَأَعْطِنِي ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ مُسْتَكْرِهَ لَهُ.
بَابُ رَفْعِ الأيْدِي فِي الدُّعَاءِ
609- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِي
نُعَيْمٍ وَهُوَ وَهْبٌ قَالَ : رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ وَابْنَ الزُّبَيْرِ
يَدْعُوَانِ ، يُدِيرَانِ بِالرَّاحَتَيْنِ عَلَى الْوَجْهِ.
610- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
عَوَانَةَ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا ، زَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْهَا ، أَنَّهَا رَأَتِ النَّبِيَّ
صلى الله عليه وسلم يَدْعُو رَافِعًا يَدَيْهِ يَقُولُ : إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ
فَلاَ تُعَاقِبْنِي ، أَيُّمَا رَجُلٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ آذَيْتُهُ أَوْ شَتَمْتُهُ
فَلاَ تُعَاقِبْنِي فِيهِ.
611- حَدَّثَنَا عَلِيٌّ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
قَدِمَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ دَوْسًا قَدْ عَصَتْ وَأَبَتْ ،
فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهَا ، فَاسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْقِبْلَةَ
وَرَفَعَ يَدَيْهِ ، فَظَنَّ النَّاسُ أَنَّهُ يَدْعُو عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ :
اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا ، وَائْتِ بِهِمْ.
612- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ :
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَحَطَ
الْمَطَرُ عَامًا ، فَقَامَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَحَطَ الْمَطَرُ ، وَأَجْدَبَتِ
الأَرْضُ ، وَهَلَكَ الْمَالُ . فَرَفَعَ يَدَيْهِ ، وَمَا يُرَى فِي السَّمَاءِ
مِنْ سَحَابَةٍ ، فَمَدَّ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ
يَسْتَسْقِي اللَّهَ ، فَمَا صَلَّيْنَا الْجُمُعَةَ حَتَّى أَهَمَّ الشَّابُّ
الْقَرِيبُ الدَّارِ الرُّجُوعَ إِلَى أَهْلِهِ ، فَدَامَتْ جُمُعَةٌ ، فَلَمَّا
كَانَتِ الْجُمُعَةُ الَّتِي تَلِيهَا ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ،
تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ ، وَاحْتَبَسَ الرُّكْبَانُ . فَتَبَسَّمَ لِسُرْعَةِ
مَلاَلِ ابْنِ آدَمَ وَقَالَ بِيَدِهِ : اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا ، وَلاَ
عَلَيْنَا ، فَتَكَشَّطَتْ عَنِ الْمَدِينَةِ.
613- حَدَّثَنَا الصَّلْتُ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ،
عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ،
أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْهَا ، أَنَّهَا رَأَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
يَدْعُو رَافِعًا يَدَيْهِ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ فَلاَ تُعَاقِبْنِي
، أَيُّمَا رَجُلٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ آذَيْتُهُ أَوْ شَتَمْتُهُ فَلا
تُعَاقِبْنِي فِيهِ.
614- حَدَّثَنَا عَارِمٌ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ
بْنُ زَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ الصَّوَّافُ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ،
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّ الطُّفَيْلَ بْنَ عَمْرٍو قَالَ
لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : هَلْ لَكَ فِي حِصْنٍ وَمَنَعَةٍ ، حِصْنِ
دَوْسٍ ؟ قَالَ : فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، لِمَا ذَخَرَ اللَّهُ
لِلأَنْصَارِ ، فَهَاجَرَ الطُّفَيْلُ ، وَهَاجَرَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ ،
فَمَرِضَ الرَّجُلُ فَضَجِرَ أَوْ كَلِمَةٌ شَبِيهَةٌ بِهَا ، فَحَبَا إِلَى
قَرْنٍ ، فَأَخَذَ مِشْقَصًا فَقَطَعَ وَدَجَيْهِ فَمَاتَ ، فَرَآهُ الطُّفَيْلُ
فِي الْمَنَامِ قَالَ : مَا فُعِلَ بِكَ ؟ قَالَ : غُفِرَ لِي بِهِجْرَتِي إِلَى
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : مَا شَأْنُ يَدَيْكَ ؟ قَالَ : فَقِيلَ :
إِنَّا لاَ نُصْلِحُ مِنْكَ مَا أَفْسَدْتَ مِنْ يَدَيْكَ ، قَالَ : فَقَصَّهَا
الطُّفَيْلُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ
وَلِيَدَيْهِ فَاغْفِرْ ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ.
615- حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْوَارِثِ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ ، عَنْ أَنَسِ
بْنِ مَالِكٍ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ
يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ
الْجُبْنِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَرَمِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ.
616- حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ : حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ
الأَصَمِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
قَالَ : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي ، وَأَنَا مَعَهُ
إِذَا دَعَانِي.
بَابُ سَيِّدِ الإسْتِغْفَارِ
617- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ
بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
بُرَيْدَةَ ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ كَعْبٍ ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ ، عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ : اللَّهُمَّ
أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا
عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ ، وَأَبُوءُ
لَكَ بِذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ
أَنْتَ . أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ . إِذَا قَالَ حِينَ يُمْسِي
فَمَاتَ دَخَلَ الْجَنَّةَ ، أَوْ : كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَإِذَا قَالَ
حِينَ يُصْبِحُ فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ مِثْلَهُ.
618- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنَا
ابْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ ، عَنِ ابْنِ سُوقَةَ ، عَنْ نَافِعٍ
، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ فِي الْمَجْلِسِ لِلنَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم : رَبِّ اغْفِرْ لِي ، وَتُبْ عَلَيَّ ، إِنَّكَ أَنْتَ
التَّوَّابُ الرَّحِيمُ مِئَةَ مَرَّةٍ.
619- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ :
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ
يَسَافٍ ، عَنْ زَاذَانَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ :
صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الضُّحَى ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ
لِي ، وَتُبْ عَلَيَّ ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ، حَتَّى قَالَهَا
مِئَةَ مَرَّةٍ.
620- حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْوَارِثِ قَالَ : حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
بُرَيْدَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ الْعَدَوِيُّ قَالَ :
حَدَّثَنِي شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لاَ إِلَهَ
إِلاَّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ
وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ ، أَبُوءُ
لَكَ بِنِعْمَتِكَ ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ
الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، قَالَ : مَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا
، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ،
وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا ، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ
يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ.
621- حَدَّثَنَا حَفْصٌ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، سَمِعْتُ الأَغَرَّ ، رَجُلٌ مِنْ
جُهَيْنَةَ ، يُحَدِّثُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه
وسلم يَقُولُ : تُوبُوا إِلَى اللَّهِ ، فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ
مِئَةَ مَرَّةٍ.
622- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ :
حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ : حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ : مُعَقِّبَاتٌ
لاَ يَخِيبُ قَائِلُهُنَّ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلاَ إِلَهَ
إِلاَّ اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، مِئَةَ مَرَّةٍ . رَفَعَهُ ابْنُ أَبِي
أُنَيْسَةَ وَعَمْرُو بْنُ قَيْسٍ.
بَابُ دُعَاءِ الأخِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ
623- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
يَزِيدَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
قَالَ : أَسْرَعُ الدُّعَاءِ إِجَابَةً دُعَاءُ غَائِبٍ لِغَائِبٍ.
624- حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : أَخْبَرَنَا حَيْوَةُ قَالَ : أَخْبَرَنَا
شُرَحْبِيلُ بْنُ شَرِيكٍ الْمَعَافِرِيُّ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ ، أَنَّهُ سَمِعَ الصُّنَابِحِيَّ ، أَنَّهُ سَمِعَ
أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِنَّ دَعْوَةَ الأَخِ فِي اللَّهِ
تُسْتَجَابُ.
625- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي
غَنِيَّةَ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي
الزُّبَيْرِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ ، وَكَانَتْ
تَحْتَهُ الدَّرْدَاءُ بِنْتُ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، قَالَ : قَدِمْتُ عَلَيْهِمُ الشَّامَ
، فَوَجَدْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ فِي الْبَيْتِ ، وَلَمْ أَجِدْ أَبَا
الدَّرْدَاءِ ، قَالَتْ : أَتُرِيدُ الْحَجَّ الْعَامَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ،
قَالَتْ : فَادْعُ اللَّهَ لَنَا بِخَيْرٍ ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه
وسلم كَانَ يَقُولُ : إِنَّ دَعْوَةَ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ مُسْتَجَابَةٌ
لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ ، كُلَّمَا
دَعَا لِأَخِيهِ بِخَيْرٍ قَالَ : آمِينَ ، وَلَكَ بِمِثْلٍ ، قَالَ : فَلَقِيتُ
أَبَا الدَّرْدَاءِ فِي السُّوقِ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ ، يَأْثُرُ عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
626- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، وَشِهَابٌ ،
قَالاَ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ رَجُلٌ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِمُحَمَّدٍ
وَحْدَنَا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : لَقَدْ حَجَبْتَهَا عَنْ
نَاسٍ كَثِيرٍ.
627- حَدَّثَنَا جَنْدَلُ بْنُ وَالِقٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَغْفِرُ
اللَّهَ فِي الْمَجْلِسِ مِئَةَ مَرَّةٍ : رَبِّ اغْفِرْ لِي ، وَتُبْ عَلَيَّ ،
وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.
بَابٌ
628- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ قَالَ :
حَدَّثَنَا يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ
قَالَ : إِنِّي لَأَدْعُو فِي كُلِّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِي حَتَّى أَنْ يُفْسِحَ
اللَّهُ فِي مَشْيِ دَابَّتِي ، حَتَّى أَرَى مِنْ ذَلِكَ مَا يَسُرُّنِي.
629- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا مُهَاجِرٌ
أَبُو الْحَسَنِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ ، عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ
كَانَ فِيمَا يَدْعُو : اللَّهُمَّ تَوَفَّنِي مَعَ الأَبْرَارِ ، وَلاَ تُخَلِّفْنِي
فِي الأَشْرَارِ ، وَأَلْحِقْنِي بِالأخْيَارِ.
630- حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبِي قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ : حَدَّثَنَا شَقِيقٌ قَالَ كَانَ
عَبْدُ اللَّهِ يُكْثِرُ أَنْ يَدْعُوَ بِهَؤُلاَءِ الدَّعَوَاتِ : رَبَّنَا
أَصْلِحْ بَيْنَنَا ، وَاهْدِنَا سَبِيلَ الإِسْلاَمِ ، وَنَجِّنَا مِنَ
الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ، وَاصْرِفْ عَنَّا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهْرَ مِنْهَا
وَمَا بَطَنَ ، وَبَارِكْ لَنَا فِي أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُلُوبِنَا وَأَزْوَاجِنَا
وَذُرِّيَّاتِنَا ، وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ،
وَاجْعَلْنَا شَاكِرِينَ لِنِعْمَتِكَ ، مُثْنِينَ بِهَا ، قَائِلِينَ بِهَا ،
وَأَتْمِمْهَا عَلَيْنَا.
631- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ :
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ : كَانَ أَنَسٌ
إِذَا دَعَا لِأَخِيهِ يَقُولُ : جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ صَلاَةَ قَوْمٍ
أَبْرَارٍ لَيْسُوا بِظَلَمَةٍ وَلاَ فُجَّارٍ ، يَقُومُونَ اللَّيْلَ ،
وَيَصُومُونَ النَّهَارَ.
632- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
الْيَمَانِ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ : سَمِعْتُ
عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ يَقُولُ : ذَهَبَتْ بِي أُمِّي إِلَى النَّبِيِّ صلى الله
عليه وسلم ، فَمَسَحَ عَلَى رَأْسِي ، وَدَعَا لِي بِالرِّزْقِ.
633- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ الرُّومِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
قَالَ : قِيلَ لَهُ : إِنَّ إِخْوَانَكَ أَتَوْكَ مِنَ الْبَصْرَةِ ، وَهُوَ
يَوْمَئِذٍ بِالزَّاوِيَةِ ، لِتَدْعُوَ اللَّهَ لَهُمْ ، قَالَ : اللَّهُمَّ
اغْفِرْ لَنَا ، وَارْحَمْنَا ، وَآتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ، وَفِي
الْآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ، فَاسْتَزَادُوهُ ، فَقَالَ
مِثْلَهَا ، فَقَالَ : إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا ، فَقَدْ أُوتِيتُمْ خَيْرَ
الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
634- حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْوَارِثِ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو رَبِيعَةَ سِنَانٌ قَالَ : حَدَّثَنَا أَنَسُ
بْنُ مَالِكٍ قَالَ : أَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم غُصْنًا فَ نَفَضَهُ فَلَمْ
يَنْتَفِضْ ، ثُمَّ نَفَضَهُ فَلَمْ يَنْتَفِضْ ، ثُمَّ نَفَضَهُ فَانْتَفَضَ ،
قَالَ : إِنَّ سُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدَ لِلَّهِ ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ
اللَّهُ ، يَنْفُضْنَ الْخَطَايَا كَمَا تَنْفُضُ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا.
635- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
سَلَمَةُ قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ : أَتَتِ امْرَأَةٌ النَّبِيَّ صلى
الله عليه وسلم تَشْكُو إِلَيْهِ الْحَاجَةَ ، أَوْ بَعْضَ الْحَاجَةِ ، فَقَالَ :
أَلاَ أَدُلُّكِ عَلَى خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ ؟ تُهَلِّلِينَ اللَّهَ ثَلاَثِينَ
عِنْدَ مَنَامِكِ ، وَتُسَبِّحِينَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ ، وَتَحْمَدِينَ
أَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ ، فَتِلْكَ مِئَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا.
636- وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : مَنْ هَلَّلَ مِئَةً
، وَسَبَّحَ مِئَةً ، وَكَبَّرَ مِئَةً ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ عَشْرِ رِقَابٍ
يُعْتِقُهَا ، وَسَبْعِ بَدَنَاتٍ يَنْحَرُهَا.
637- فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ
فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : سَلِ
اللَّهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، ثُمَّ أَتَاهُ
الْغَدَ فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ :
سَلِ اللَّهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، فَإِذَا
أُعْطِيتَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَقَدْ أَفْلَحْتَ.
638- حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ،
عَنِ الْجُرَيْرِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْعَنَزِيِّ ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
قَالَ : أَحَبُّ الْكَلاَمِ إِلَى اللَّهِ : سُبْحَانَ اللَّهِ لاَ شَرِيكَ لَهُ ،
لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، لاَ
حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ.
639- حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ ، عَنْ جَبْرِ بْنِ حَبِيبٍ ،
عَنْ أُمِّ كُلْثُومِ ابْنَةِ أَبِي بَكْرٍ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهَا قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أُصَلِّي
، وَلَهُ حَاجَةٌ ، فَأَبْطَأْتُ عَلَيْهِ ، قَالَ : يَا عَائِشَةُ ، عَلَيْكِ
بِجُمَلِ الدُّعَاءِ وَجَوَامِعِهِ ، فَلَمَّا انْصَرَفْتُ قُلْتُ : يَا رَسُولَ
اللَّهِ ، وَمَا جُمَلُ الدُّعَاءِ وَجَوَامِعُهُ ؟ قَالَ : قُولِي : اللَّهُمَّ إِنِّي
أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ
وَمَا لَمْ أَعْلَمْ . وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ
، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمُ . وَأَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا
قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا
قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ . وَأَسْأَلُكَ مِمَّا سَأَلَكَ بِهِ
مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم ، وَأَعُوذُ بِكَ مِمَّا تَعَوَّذَ مِنْهُ مُحَمَّدٌ
صلى الله عليه وسلم ، وَمَا قَضَيْتَ لِي مِنْ قَضَاءٍ فَاجْعَلْ عَاقِبَتَهُ
رُشْدًا.
بَابُ الصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
640- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ :
حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ
دَرَّاجٍ ، أَنَّ أَبَا الْهَيْثَمَ حَدَّثَهُ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : أَيُّمَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ لَمْ يَكُنْ
عِنْدَهُ صَدَقَةٌ ، فَلْيَقُلْ فِي دُعَائِهِ : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ
، عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ ، وَصَلِّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ،
وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ ، فَإِنَّهَا لَهُ زَكَاةٌ.
641- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ قَالَ :
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، مَوْلَى
سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ قَالَ : حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : مَنْ قَالَ : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى
مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ
إِبْرَاهِيمَ ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا
بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ ، وَتَرَحَّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ ،
وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا تَرَحَّمْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ
، شَهِدْتُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالشَّهَادَةِ ، وَشَفَعْتُ لَهُ.
642- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسًا ، وَمَالِكَ بْنَ أَوْسِ بْنِ
الْحَدَثَانِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَتَبَرَّزُ فَلَمْ
يَجِدْ أَحَدًا يَتْبَعُهُ ، فَخَرَجَ عُمَرُ فَاتَّبَعَهُ بِفَخَّارَةٍ أَوْ مِطْهَرَةٍ
، فَوَجَدَهُ سَاجِدًا فِي مِسْرَبٍ ، فَتَنَحَّى فَجَلَسَ وَرَاءَهُ ، حَتَّى
رَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ فَقَالَ : أَحْسَنْتَ يَا عُمَرُ حِينَ
وَجَدْتَنِي سَاجِدًا فَتَنَحَّيْتَ عَنِّي ، إِنَّ جِبْرِيلَ جَاءَنِي فَقَالَ :
مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا ، وَرَفَعَ لَهُ
عَشْرَ دَرَجَاتٍ.
643- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ
أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ، سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا ، وَحَطَّ عَنْهُ عَشْرَ خَطِيئَاتٍ.
بَابُ مَنْ ذُكِرَ عِنْدَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه
وسلم فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ
644- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَيْبَةَ قَالَ
: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ ، عَنْ عِصَامِ بْنِ زَيْدٍ
، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ابْنُ شَيْبَةَ خَيْرًا ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ
، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَقَى
الْمِنْبَرَ ، فَلَمَّا رَقَى الدَّرَجَةَ الْأُولَى قَالَ : آمِينَ ، ثُمَّ رَقَى
الثَّانِيَةَ فَقَالَ : آمِينَ ، ثُمَّ رَقَى الثَّالِثَةَ فَقَالَ : آمِينَ ،
فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، سَمِعْنَاكَ تَقُولُ : آمِينَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ؟ قَالَ :
لَمَّا رَقِيتُ الدَّرَجَةَ الْأُولَى جَاءَنِي جِبْرِيلُ صلى الله عليه وسلم
فَقَالَ : شَقِيَ عَبْدٌ أَدْرَكَ رَمَضَانَ ، فَانْسَلَخَ َدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ شَيْبَةَ قَالَ : أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ
الصَّائِغُ ، عَنْ عِصَامِ بْنِ زَيْدٍ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ابْنُ شَيْبَةَ
خَيْرًا ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَقَى الْمِنْبَرَ ، فَلَمَّا رَقَى الدَّرَجَةَ
الْأُولَى قَالَ : آمِينَ ، ثُمَّ رَقَى الثَّانِيَةَ فَقَالَ : آمِينَ ، ثُمَّ
رَقَى الثَّالِثَةَ فَقَالَ : آمِينَ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ،
سَمِعْنَاكَ تَقُولُ : آمِينَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ؟ قَالَ : لَمَّا رَقِيتُ الدَّرَجَةَ الْأُولَى
جَاءَنِي جِبْرِيلُ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : شَقِيَ عَبْدٌ أَدْرَكَ
رَمَضَانَ ، فَانْسَلَخَ مِنْهُ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ ، فَقُلْتُ : آمِينَ . ثُمَّ
قَالَ : شَقِيَ عَبْدٌ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يُدْخِلاَهُ
الْجَنَّةَ ، فَقُلْتُ : آمِينَ . ثُمَّ قَالَ : شَقِيَ عَبْدٌ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ
وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ ، فَقُلْتُ : آمِينَ.
645- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَالَ :
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي الْعَلاَءُ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
قَالَ : مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صلى الله عليه وسلم عَشْرًا.
646- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ كَثِيرٍ يَرْوِيهِ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ
رَبَاحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَقَى
الْمِنْبَرَ فَقَالَ : آمِينَ ، آمِينَ ، آمِينَ ، قِيلَ لَهُ : يَا رَسُولَ
اللَّهِ ، مَا كُنْتَ تَصْنَعُ هَذَا ؟ فَقَالَ : قَالَ لِي جِبْرِيلُ : رَغِمَ
أَنْفُ عَبْدٍ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا لَمْ يُدْخِلْهُ الْجَنَّةَ ،
قُلْتُ : آمِينَ . ثُمَّ قَالَ : رَغِمَ أَنْفُ عَبْدٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ
لَمْ يُغْفَرْ لَهُ ، فَقُلْتُ : آمِينَ . ثُمَّ قَالَ : رَغِمَ أَنْفُ امْرِئٍ ذُكِرْتَ
عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ ، فَقُلْتُ : آمِينَ.
647- حَدَّثَنَا عَلِيٌّ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ قَالَ
: سَمِعْتُ كُرَيْبًا أَبَا رِشْدِينَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ
الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنْ
عِنْدِهَا ، وَكَانَ اسْمُهَا بَرَّةَ ، فَحَوَّلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
اسْمَهَا ، فَسَمَّاهَا جُوَيْرِيَةَ ، فَخَرَجَ وَكَرِهَ أَنْ يَدْخُلَ وَاسْمُهَا
بَرَّةُ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا بَعْدَمَا تَعَالَى النَّهَارُ ، وَهِيَ فِي
مَجْلِسِهَا ، فَقَالَ : مَا زِلْتِ فِي مَجْلِسِكِ ؟ لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ
أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، لَوْ وُزِنَتْ بِكَلِمَاتِكِ وَزَنَتْهُنَّ : سُبْحَانَ اللَّهِ
وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ ، وَرِضَا نَفْسِهِ ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ ، وَمِدَادَ
، أَوْ مَدَدَ ، كَلِمَاتِهِ.
(...) - قَالَ مُحَمَّدٌ : حَدَّثَنَا عَلِيٌّ قَالَ : حَدَّثَنَا بِهِ
سُفْيَانُ غَيْرَ مَرَّةٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، عَنْ كُرَيْبٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنْ عِنْدِ جُوَيْرِيَةَ
، وَلَمْ يَقُلْ : عَنْ جُوَيْرِيَةَ إلا مَرَّةً.
648- حَدَّثَنَا ابْنُ سَلاَمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ جَهَنَّمَ
، اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ
فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ، اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا
وَالْمَمَاتِ.
بَابُ دُعَاءِ الرَّجُلِ عَلَى مَنْ ظَلَمَهُ
649- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ ، عَنْ
جَابِرٍ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ :
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي سَمْعِي وَبَصَرِي ، وَاجْعَلْهُمَا الْوَارِثَيْنِ
مِنِّي ، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ ظَلَمَنِي ، وَأَرِنِي مِنْهُ ثَأْرِي.
650- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : اللَّهُمَّ مَتِّعْنِي بِسَمْعِي
وَبَصَرِي ، وَاجْعَلْهُمَا الْوَارِثَ مِنِّي ، وَانْصُرْنِي عَلَى عَدُوِّي ،
وَأَرِنِي مِنْهُ ثَأْرِي.
651- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنَا
مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ
: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ طَارِقِ بْنِ أَشْيَمَ
الأَشْجَعِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : كُنَّا نَغْدُو إِلَى النَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم ، فَيَجِيءُ الرَّجُلُ وَتَجِيءُ الْمَرْأَةُ فَيَقُولُ : يَا رَسُولَ
اللَّهِ ، كَيْفَ أَقُولُ إِذَا صَلَّيْتُ ؟ فَيَقُولُ : قُلِ : اللَّهُمَّ
اغْفِرْ لِي ، وَارْحَمْنِي ، وَاهْدِنِي ، وَارْزُقْنِي ، فَقَدْ جَمَعَتْ لَكَ
دُنْيَاكَ وَآخِرَتَكَ.
(...) - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ قَالَ : حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ قَالَ : سَمِعْتُ
أَبِي وَلَمْ يَذْكُرْ : إِذَا صَلَّيْتَ . وَتَابَعَهُ عَبْدُ الْوَاحِدِ ،
وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ.
بَابُ مَنْ دَعَا بِطُولِ الْعُمُرِ
652- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا
اللَّيْثُ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مَوْلَى
أُمِّ قَيْسِ ابْنَةِ مِحْصَنٍ ، عَنْ أُمِّ قَيْسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله
عليه وسلم قَالَ لَهَا : مَا قَالَتْ : طَالَ عُمْرُهَا ؟ ، وَلاَ نَعْلَمُ
امْرَأَةً عُمِّرَتْ مَا عُمِّرَتْ.
653- حَدَّثَنَا عَارِمٌ قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ
بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ سِنَانٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَنَسٌ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
يَدْخُلُ عَلَيْنَا ، أَهْلَ الْبَيْتِ ، فَدَخَلَ يَوْمًا فَدَعَا لَنَا ،
فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ خُوَيْدِمُكَ أَلاَ تَدْعُو لَهُ ؟ قَالَ : اللَّهُمَّ ،
أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ ، وَأَطِلْ حَيَاتَهُ ، وَاغْفِرْ لَهُ.
فَدَعَا لِي بِثَلاَثٍ ، فَدَفَنْتُ مِئَةً وَثَلاَثَةً
، وَإِنَّ ثَمَرَتِي لَتُطْعِمُ فِي السَّنَةِ مَرَّتَيْنِ ، وَطَالَتْ حَيَاتِي
حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنَ النَّاسِ ، وَأَرْجُو الْمَغْفِرَةَ.
بَابُ مَنْ قَالَ : يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ
يَعْجَلْ
654- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ : حَدَّثَنَا
شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ
، وَكَانَ مِنَ الْقُرَّاءِ وَأَهْلِ الْفِقْهِ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ
، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ
يَعْجَلْ ، يَقُولُ : دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي.
655- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنَا
مُعَاوِيَةُ ، أَنَّ رَبِيعَةَ بْنَ يَزِيدَ حَدَّثَهُ ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : يُسْتَجَابُ
لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ ، أَوْ يَسْتَعْجِلَ
فَيَقُولُ : دَعَوْتُ فَلاَ أَرَى يَسْتَجِيبُ لِي ، فَيَدَعُ الدُّعَاءَ.
بَابُ مَنْ تَعَوَّذَ بِاللَّهِ مِنَ الْكَسَلِ
656- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي
اللَّيْثُ قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ،
عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْمَغْرَمِ ، وَأَعُوذُ
بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ.
657- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ الْمَحْيَا
وَالْمَمَاتِ ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ ، وَشَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ.
بَابُ مَنْ لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ
658- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ
صُبَيْحٌ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : مَنْ لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ غَضِبَ اللَّهُ
عَلَيْهِ.
(...) - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي
حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
الْخُوزِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم : مَنْ لَمْ يَسْأَلْهُ يَغْضَبْ عَلَيْهِ.
659- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ،
عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم : إِذَا دَعَوْتُمُ اللَّهَ فَاعْزِمُوا فِي الدُّعَاءِ ، وَلاَ
يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ : إِنْ شِئْتَ فَأَعْطِنِي ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ
مُسْتَكْرِهَ لَهُ.
660- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو دَاوُدَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ ،
عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ : سَمِعْتُ عُثْمَانَ قَالَ : سَمِعْتُ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : مَنْ قَالَ صَبَاحَ كُلِّ يَوْمٍ ،
وَمَسَاءَ كُلِّ لَيْلَةٍ ، ثَلاَثًا ثَلاَثًا : بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لاَ
يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ
الْعَلِيمُ ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ.
وَكَانَ أَصَابَهُ طَرَفٌ مِنَ الْفَالِجِ ، فَجَعَلَ
يَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَفَطِنَ لَهُ فَقَالَ : إِنَّ الْحَدِيثَ كَمَا حَدَّثْتُكَ
، وَلَكِنِّي لَمْ أَقُلْهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ ، لِيَمْضِيَ قَدَرُ اللَّهِ.
بَابُ الدُّعَاءِ عِنْدَ الصَّفِّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
661- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي
مَالِكٌ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : سَاعَتَانِ
تُفْتَحُ لَهُمَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، وَقَلَّ دَاعٍ تُرَدُّ عَلَيْهِ
دَعْوَتُهُ : حِينَ يَحْضُرُ النِّدَاءُ ، وَالصَّفُّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
بَابُ دَعَوَاتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
662- حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ قَالَ :
حَدَّثَنِي اللَّيْثُ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ
حِبَّانَ ، عَنْ لُؤْلُؤَةَ ، عَنْ أَبِي صِرْمَةَ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ غِنَايَ وَغِنَى مَوْلايَ.
(...) - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ :
حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ
مَوْلًى لَهُمْ ، عَنْ أَبِي صِرْمَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ،
مِثْلَهُ.
663- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ قَالَ : حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ أَوْسٍ ، عَنْ بِلاَلِ بْنِ يَحْيَى ،
عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قُلْتُ : يَا
رَسُولَ اللَّهِ ، عَلِّمْنِي دُعَاءً أَنْتَفِعُ بِهِ ، قَالَ : قُلِ :
اللَّهُمَّ عَافِنِي مِنْ شَرِّ سَمْعِي ، وَبَصَرِي ، وَلِسَانِي ، وَقَلْبِي ،
وَشَرِّ مَنِيِّي.
قَالَ وَكِيعٌ : مَنِيِّي يَعْنِي الزِّنَا وَالْفُجُورَ.
664- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ
طَلِيقِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كَانَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : اللَّهُمَّ أَعِنِّي وَلاَ تُعِنْ
عَلَيَّ ، وَانْصُرْنِي وَلاَ تَنْصُرْ عَلَيَّ ، وَيَسِّرِ الْهُدَى لِي.
665- حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ : سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ قَالَ : سَمِعْتُ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ قَالَ : سَمِعْتُ طَلِيقَ بْنَ قَيْسٍ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو بِهَذَا : رَبِّ
أَعِنِّي وَلاَ تُعِنْ عَلَيَّ ، وَانْصُرْنِي وَلاَ تَنْصُرْ عَلَيَّ ، وَامْكُرْ
لِي وَلاَ تَمْكُرْ عَلَيَّ ، وَيَسِّرْ لِيَ الْهُدَى ، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ
بَغَى عَلَيَّ . رَبِّ اجْعَلْنِي شَكَّارًا لَكَ ، ذَكَّارًا لَكَ ، رَاهِبًا
لَكَ ، مِطْوَاعًا لَكَ ، مُخْبِتًا لَكَ ، أَوَّاهًا مُنِيبًا ، تَقَبَّلْ
تَوْبَتِي ، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي ، وَأَجِبْ دَعْوَتِي ، وَثَبِّتْ حُجَّتِي ،
وَاهْدِ قَلْبِي ، وَسَدِّدْ لِسَانِي ، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي.
666- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي
مَالِكٌ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ ،
قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ : إِنَّهُ لاَ مَانِعَ
لِمَا أَعْطَيْتَ ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعَ اللَّهُ ، وَلاَ يَنْفَعُ ذَا
الْجَدِّ مِنْهُ الْجَدُّ . وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي
الدِّينِ ، سَمِعْتُ هَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى
هَذِهِ الأعْوَادِ.
(...) - حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْوَاحِدِ قَالَ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ
قَالَ : سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ نَحْوَهُ.
(...) - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ :
حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ ،
سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ نَحْوَهُ.
667- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا
الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنِ
ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِنَّ أَوْثَقَ
الدُّعَاءِ أَنْ تَقُولَ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، وَأَنَا عَبْدُكَ ،
ظَلَمْتُ نَفْسِي ، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي ، لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ
أَنْتَ ، رَبِّ اغْفِرْ لِي.
668- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بِشْرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو قَطَنٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَلَمَةَ يَعْنِي عَبْدَ الْعَزِيزِ ، عَنْ
قُدَامَةَ بْنِ مُوسَى ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو : اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي
الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي ، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا
مَعَاشِي ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَحْمَةً لِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ ، أَوْ كَمَا قَالَ.
669- حَدَّثَنَا عَلِيٌّ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
قَالَ : حَدَّثَنَا سُمَيٌّ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ مِنْ جَهْدِ الْبَلاَءِ ،
وَدَرَكِ الشَّقَاءِ ، وَسُوءِ الْقَضَاءِ ، وَشَمَاتَةِ الأعْدَاءِ.
قَالَ سُفْيَانُ : فِي الْحَدِيثِ ثَلاَثٌ ، زِدْتُ
أَنَا وَاحِدَةً ، لا أَدْرِي أَيَّتُهُنَّ.
670- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ،
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ عُمَرَ قَالَ : كَانَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ مِنَ الْخَمْسِ : مِنَ الْكَسَلِ ،
وَالْبُخْلِ ، وَسُوءِ الْكِبَرِ ، وَفِتْنَةِ الصَّدْرِ ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ.
671- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ :
سَمِعْتُ أَبِي قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ : كَانَ النَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ
وَالْكَسَلِ ، وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا
وَالْمَمَاتِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ.
672- حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو ، عَنْ أَنَسٍ
قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ
الْهَمِّ وَالْحَزَنِ ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ ،
وَضَلَعِ الدَّيْنِ ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.
673- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ
قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : كَانَ مِنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم :
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا
أَعْلَنْتُ ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقَدَّمُ
وَالْمُؤَخِّرُ ، لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ.
674- حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : كَانَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو
: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى ، وَالْعَفَافَ
، وَالْغِنَى . وَقَالَ أَصْحَابُنَا ، عَنْ عَمْرٍو وَالتُّقَى.
675- حَدَّثَنَا بَيَانٌ قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ
قَالَ : حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ حَزْنٍ قَالَ : سَمِعْتُ
شَيْخًا يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ
الشَّرِّ لاَ يَخْلِطُهُ شَيْءٌ ، قُلْتُ : مَنْ هَذَا الشَّيْخُ ؟ قِيلَ : أَبُو
الدَّرْدَاءِ.
676- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ مَجْزَأَةَ ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
كَانَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي بِالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ وَالْمَاءِ الْبَارِدِ
، كَمَا يُطَهَّرُ الثَّوْبُ الدَّنِسُ مِنَ الْوَسَخِ ، ثُمَّ يَقُولُ :
اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاءِ وَمِلْءَ الأَرْضِ ،
وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ.
677- حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ
قَالَ : حَدَّثَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
كَانَ يُكْثِرُ أَنْ يَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ : اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا
حَسَنَةً ، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
قَالَ شُعْبَةُ : فَذَكَرْتُهُ لِقَتَادَةَ ، فَقَالَ :
كَانَ أَنَسٌ يَدْعُو بِهِ ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ.
678- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ
يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، كَانَ النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ وَالْقِلَّةِ
وَالذِّلَّةِ ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ.
679- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عَجْلاَنَ ، عَنْ أَبِي
عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله
عليه وسلم فَدَعَا بِدُعَاءٍ كَثِيرٍ لاَ نَحْفَظُهُ ، فَقُلْنَا : دَعَوْتَ
بِدُعَاءٍ لاَ نَحْفَظُهُ ؟ فَقَالَ : سَأُنَبِّئُكُمْ بِشَيْءٍ يَجْمَعُ ذَلِكَ
كُلَّهُ لَكُمْ : اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِمَّا سَأَلَكَ نَبِيُّكَ
مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم ، وَنَسْتَعِيذُكَ مِمَّا اسْتَعَاذَكَ مِنْهُ
نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمُسْتَعَانُ
وَعَلَيْكَ الْبَلاَغُ ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ، أَوْ
كَمَا قَالَ.
680- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
اللَّيْثُ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ :
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ، وَأَعُوذُ
بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النَّارِ.
681- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، عَنْ نُصَيْرِ بْنِ أَبِي الأَشْعَثِ ، عَنْ عَطَاءِ
بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ سَعِيدٍ قَالَ : كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ :
اللَّهُمَّ قَنَّعْنِي بِمَا رَزَقْتَنِي ، وَبَارِكْ لِي فِيهِ ، وَاخْلُفْ
عَلَيَّ كُلَّ غَائِبَةٍ بِخَيْرٍ.
682- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْوَارِثِ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : كَانَ أَكْثَرُ
دُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا
حَسَنَةً ، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
683- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ،
وَيَزِيدَ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ
أَنْ يَقُولَ : اللَّهُمَّ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى
دِينِكَ.
684- حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
قَالَ : حَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنْ أَسْلَمَ يُقَالُ لَهُ : مَجْزَأَةُ قَالَ :
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
، أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو : اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الأَرْضِ
، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ ، اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي بِالْبَرْدِ
وَالثَّلْجِ وَالْمَاءِ الْبَارِدِ ، اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ ،
وَنَقِّنِي كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ.
685- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ قَالَ : حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ : كَانَ مِنْ
دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ
زَوَالِ نِعْمَتِكَ ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ ، وَفُجَأَةِ نِقْمَتِكَ ،
وَجَمِيعِ سَخَطِكَ.
بَابُ الدُّعَاءِ عِنْدَ الْغَيْثِ وَالْمَطَرِ
686- حَدَّثَنَا خَلاَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم إِذَا رَأَى نَاشِئًا فِي أُفُقٍ مِنْ آفَاقِ السَّمَاءِ ،
تَرَكَ عَمَلَهُ ، وَإِنْ كَانَ فِي صَلاَةٍ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ ، فَإِنْ كَشَفَهُ
اللَّهُ حَمِدَ اللَّهَ ، وَإِنْ مَطَرَتْ قَالَ : اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا.
بَابُ الدُّعَاءِ عِنْدَ الْمَوْتِ
687- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ،
عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنِي قَيْسٌ قَالَ : أَتَيْتُ خَبَّابًا ، وَقَدِ
اكْتَوَى سَبْعًا ، وَقَالَ : لَوْلاَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا
أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ لَدَعَوْتُ.
بَابُ دَعَوَاتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
688- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُوسَى ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم ، أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ : رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي
وَجَهْلِي ، وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي كُلِّهِ ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ
مِنِّي ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطَئِي كُلَّهُ ، وَعَمْدِي وَجَهْلِي وَهَزْلِي
، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي . اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ
، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ ، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ
، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
689- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى ، وَأَبِي
بُرْدَةَ ، أَحْسَبُهُ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم ، أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي
وَجَهْلِي وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي ، اللَّهُمَّ
اغْفِرْ لِي هَزْلِي وَجَدِّي ، وَخَطَئِي وَعَمْدِي ، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي.
690- حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، عَنْ حَيْوَةَ قَالَ :
حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ ، سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الْحُبُلِيَّ ، عَنِ الصُّنَابِحِيّ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ : أَخَذَ
بِيَدِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : يَا مُعَاذُ ، قُلْتُ :
لَبَّيْكَ ، قَالَ : إِنِّي أُحِبُّكَ ، قُلْتُ : وَأَنَا وَاللَّهِ أُحِبُّكَ ، قَالَ
: أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ تَقُولُهَا فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَتِكَ ؟ قُلْتُ :
نَعَمْ ، قَالَ : قُلِ : اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ ، وَشُكْرِكَ ،
وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ.
691- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، وَخَلِيفَةُ قَالاَ : حَدَّثَنَا
بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ : حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ ، عَنْ أَبِي
الْوَرْدِ ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيِّ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ
الأَنْصَارِيِّ قَالَ : قَالَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم :
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ . فَقَالَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : مَنْ صَاحِبُ الْكَلِمَةِ ؟ فَسَكَتَ ، وَرَأَى
أَنَّهُ هَجَمَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى شَيْءٍ كَرِهَهُ ، فَقَالَ
: مَنْ هُوَ ؟ فَلَمْ يَقُلْ إِلاَّ صَوَابًا ، فَقَالَ رَجُلٌ : أَنَا ، أَرْجُو
بِهَا الْخَيْرَ ، فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، رَأَيْتُ ثَلاَثَةَ
عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَ أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
692- حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ قَالَ : حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ قَالَ :
حَدَّثَنِي أَنَسٌ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ
أَنْ يَدْخُلَ الْخَلاَءَ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبْثِ
وَالْخَبَائِثِ.
693- حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ :
حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم إِذَا خَرَجَ مِنَ الْخَلاَءِ قَالَ : غُفْرَانَكَ.
694- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ : حَدَّثَنَا
بَكْرُ بْنُ سُلَيْمٍ الصَّوَّافُ قَالَ : حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ
الْخَرَّاطُ ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ
عَبَّاسٍ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا هَذَا
الدُّعَاءَ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ : أَعُوذُ بِكَ مِنْ
عَذَابِ جَهَنَّمَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ
فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا
وَالْمَمَاتِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ.
695- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ،
عَنْ كُرَيْبٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : بِتُّ عِنْدَ مَيْمُونَةَ ، فَقَامَ النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم فَأَتَى حَاجَتَهُ ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ ثُمَّ نَامَ
، ثُمَّ قَامَ فَأَتَى الْقِرْبَةَ فَأَطْلَقَ شِنَاقَهَا ، ثُمَّ تَوَضَّأَ
وُضُوءًا بَيْنَ وُضُوءَيْنِ ، لَمْ يُكْثِرْ وَقَدْ أَبْلَغَ ، فَصَلَّى ،
فَقُمْتُ فَتَمَطَّيْتُ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَرَى أَنِّي كُنْتُ أَبْقِيهِ ،
فَتَوَضَّأْتُ ، فَقَامَ يُصَلِّي ، فَقُمْتُ عِنْدَ يَسَارِهِ ، فَأَخَذَ
بِأُذُنِي فَأَدَارَنِي عَنْ يَمِينِهِ ، فَتَتَامَّتْ صَلاَتُهُ مِنَ اللَّيْلِ
ثَلاَثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً ، ثُمَّ اضْطَجَعَ فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ ، وَكَانَ
إِذَا نَامَ نَفَخَ ، فَآذَنَهُ بِلاَلٌ بِالصَّلاَةِ ، فَصَلَّى وَلَمْ
يَتَوَضَّأْ ، وَكَانَ فِي دُعَائِهِ : اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا ،
وَفِي سَمْعِي نُورًا ، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا ، وَعَنْ يَسَارِي نُورًا ، وَفَوْقِي
نُورًا ، وَتَحْتِي نُورًا ، وَأَمَامِي نُورًا ، وَخَلْفِي نُورًا ، وَأَعْظِمْ
لِي نُورًا.
قَالَ كُرَيْبٌ : وَسَبْعًا فِي التَّابُوتِ . فَلَقِيتُ
رَجُلًا مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ ، فَحَدَّثَنِي بِهِنَّ ، فَذَكَرَ : عَصَبِي ،
وَلَحْمِي ، وَدَمِي ، وَشَعْرِي ، وَبَشَرِي ، وَذَكَرَ خَصْلَتَيْنِ.
696- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ
سُهَيْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ أَبِي هُبَيْرَةَ
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ ، فَصَلَّى فَقَضَى صَلاَتَهُ ،
يُثْنِي عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ، ثُمَّ يَكُونُ مِنْ آخِرِ كَلاَمِهِ
: اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي نُورًا فِي قَلْبِي ، وَاجْعَلْ لِي نُورًا فِي سَمْعِي
، وَاجْعَلْ لِي نُورًا فِي بَصَرِي ، وَاجْعَلْ لِي نُورًا عَنْ يَمِينِي ،
وَنُورًا عَنْ شِمَالِي ، وَاجْعَلْ لِي نُورًا مِنْ بَيْنَ يَدَيَّ ، وَنُورًا
مِنْ خَلْفِي ، وَزِدْنِي نُورًا ، وَزِدْنِي نُورًا ، وَزِدْنِي نُورًا.
697- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي
مَالِكٌ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ طَاوُسٍ الْيَمَانِيِّ ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ
إِلَى الصَّلاَةِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ قَالَ : اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ ،
أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ ، وَلَكَ الْحَمْدُ ،
أَنْتَ قَيَّامُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ ، أَنْتَ الْحَقُّ ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ ،
وَلِقَاؤُكَ الْحَقُّ ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ ، وَالنَّارُ حَقٌّ ، وَالسَّاعَةُ
حَقٌّ . اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ ، وَبِكَ آمَنْتُ ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ،
وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ ، وَبِكَ خَاصَمْتُ ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ ، فَاغْفِرْ لِي
مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ ، أَنْتَ
إِلَهِي ، لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ.
698- حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ
خَبَّابٍ ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ
: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ
الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي
أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَأَهْلِي ، وَاسْتُرْ عَوْرَتِي ، وَآمِنْ
رَوْعَتِي ، وَاحْفَظْنِي مِنْ بَيْنَ يَدَيَّ ، وَمِنْ خَلْفِي ، وَعَنْ يَمِينِي
، وَعَنْ يَسَارِي ، وَمِنْ فَوْقِي ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي.
699- حَدَّثَنَا عَلِيٌّ قَالَ : حَدَّثَنَا مَرْوَانُ
بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ قَالَ :
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ رِفَاعَةَ الزُّرَقِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : لَمَّا
كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَانْكَفَأَ الْمُشْرِكُونَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم : اسْتَوُوا حَتَّى أُثْنِيَ عَلَى رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ ، فَصَارُوا خَلْفَهُ
صُفُوفًا ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ ، اللَّهُمَّ لاَ قَابِضَ
لِمَا بَسَطْتَ ، وَلاَ مُقَرِّبَ لِمَا بَاعَدْتَ ، وَلاَ مُبَاعِدَ لِمَا
قَرَّبْتَ ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ ، وَلاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ .
اللَّهُمَّ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَفَضْلِكَ
وَرِزْقِكَ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ الْمُقِيمَ الَّذِي لاَ
يَحُولُ وَلاَ يَزُولُ . اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ يَوْمَ الْعَيْلَةِ ،
وَالأَمْنَ يَوْمَ الْحَرْبِ ، اللَّهُمَّ عَائِذًا بِكَ مِنْ سُوءِ مَا
أَعْطَيْتَنَا ، وَشَرِّ مَا مَنَعْتَ مِنَّا . اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا
الإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا ، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ
وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ . اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا
مُسْلِمِينَ ، وَأَحْيِنَا مُسْلِمِينَ ، وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ ، غَيْرَ
خَزَايَا وَلاَ مَفْتُونِينَ . اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ
يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ ، وَيُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ ، وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ
وَعَذَابَكَ . اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ،
إِلَهَ الْحَقِّ.
قَالَ عَلِيٌّ : وَسَمِعْتُهُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ
بِشْرٍ ، وَأَسْنَدَهُ وَلا أَجِيءُ بِهِ.
بَابُ الدُّعَاءِ عِنْدَ الْكَرْبِ
700- حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامٌ
قَالَ : حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو عِنْدَ الْكَرْبِ : لاَ
إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ وَرَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ.
701- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَلِيلِ ،
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ
، أَنَّهُ قَالَ لِأَبِيهِ : يَا أَبَتِ ، إِنِّي أَسْمَعُكَ تَدْعُو كُلَّ
غَدَاةٍ : اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي ، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي ،
اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ، تُعِيدُهَا
ثَلاَثًا حِينَ تُمْسِي ، وَحِينَ تُصْبِحُ ثَلاَثًا ، وَتَقُولُ : اللَّهُمَّ
إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ
مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ، تُعِيدُهَا ثَلاَثًا حِينَ
تُمْسِي ، وَحِينَ تُصْبِحُ ثَلاَثًا ، فَقَالَ : نَعَمْ ، يَا بُنَيَّ ، سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ بِهِنَّ ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَسْتَنَّ
بِسُنَّتِهِ.
قَالَ : وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ : اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو ، وَلاَ تَكِلْنِي إِلَى
نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ ، لا إِلَهَ أَلا
أَنْتَ.
702- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْخَطَّابِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي
بَكْرَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي رَاشِدٌ أَبُو مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الْحَارِثِ قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْعَظِيمُ
الْحَلِيمُ ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، لاَ إِلَهَ
إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ
الْكَرِيمِ ، اللَّهُمَّ اصْرِفْ شَرَّهُ.
بَابُ الدُّعَاءِ عِنْدَ الأسْتِخَارَةِ
703- حَدَّثَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو
الْمُصْعَبِ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الْأُمُورِ كَالسُّورَةِ مِنَ الْقُرْآنِ
: إِذَا هَمَّ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَقُولُ : اللَّهُمَّ
إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ ، وَأَسْأَلُكَ
مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ ، وَتَعْلَمُ وَلاَ
أَعْلَمُ ، وَأَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ . اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ
هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي ، وَمَعَاشِي ، وَعَاقِبَةِ أمري ، أَوْ
قَالَ : فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ ، فَاقْدُرْهُ لِي ، وَإِنْ كُنْتَ
تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي ، وَمَعَاشِي ، وَعَاقِبَةِ ،
أَوْ قَالَ : عَاجِلِ ، أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ
، وَاقْدُرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ، ثُمَّ رَضِّنِي ، وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ.
704- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ : حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ بْنُ حَمْزَةَ قَالَ
: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ :
دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا الْمَسْجِدِ ، مَسْجِدِ
الْفَتْحِ ، يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الثُّلاَثَاءِ وَيَوْمَ الأَرْبِعَاءِ ،
فَاسْتُجِيبَ لَهُ بَيْنَ الصَّلاَتَيْنِ مِنْ يَوْمِ الأَرْبِعَاءِ قَالَ جَابِرٌ
: وَلَمْ يَنْزِلْ بِي أَمْرٌ مُهِمٌّ غائِظٌ إِلاَّ تَوَخَّيْتُ تِلْكَ
السَّاعَةَ ، فَدَعَوْتُ اللَّهَ فِيهِ بَيْنَ الصَّلاَتَيْنِ يَوْمَ
الأَرْبِعَاءِ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ ، إِلا عَرَفْتُ الإجَابَةَ.
705- حَدَّثَنَا عَلِيٌّ ، عَنْ خَلَفِ بْنِ خَلِيفَةَ
قَالَ : حَدَّثَنِي حَفْصُ ابْنُ أَخِي أَنَسٍ ، عَنْ أَنَسٍ : كُنْتُ مَعَ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَدَعَا رَجُلٌ فَقَالَ : يَا بَدِيعَ
السَّمَاوَاتِ ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ ، إِنِّي أَسْأَلُكَ . فَقَالَ :
أَتَدْرُونَ بِمَا دَعَا ؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ
الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ.
706- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَمْرٌو ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي
حَبِيبٍ ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو
قَالَ : قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
: عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاَتِي ، قَالَ : قُلِ : اللَّهُمَّ
إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا ، وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ
أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مِنْ عِنْدِكَ مَغْفِرَةً ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ
الرَّحِيمُ.
بَابُ إِذَا خَافَ السُّلْطَانَ
707- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ : حَدَّثَنَا ثُمَامَةُ
بْنُ عُقْبَةَ قَالَ : سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ سُوَيْدٍ يَقُولُ : قَالَ عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ : إِذَا كَانَ عَلَى أَحَدِكُمْ إِمَامٌ يَخَافُ تَغَطْرُسَهُ
أَوْ ظُلْمَهُ ، فَلْيَقُلِ : اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ ، وَرَبَّ
الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، كُنْ لِي جَارًا مِنْ فُلاَنِ بْنِ فُلاَنٍ وَأَحْزَابِهِ
مِنْ خَلاَئِقِكَ ، أَنْ يَفْرُطَ عَلَيَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَوْ يَطْغَى ، عَزَّ
جَارُكَ ، وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ ، وَلا إِلَهَ إِلا أَنْتَ.
708- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ
، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : إِذَا أَتَيْتَ سُلْطَانًا مَهِيبًا ، تَخَافُ أَنْ
يَسْطُوَ بِكَ ، فَقُلِ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَعَزُّ مِنْ خَلْقِهِ
جَمِيعًا ، اللَّهُ أَعَزُّ مِمَّا أَخَافُ وَأَحْذَرُ ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ
الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ، الْمُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ أَنْ
يَقَعْنَ عَلَى الأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ، مِنْ شَرِّ عَبْدِكَ فُلاَنٍ ،
وَجُنُودِهِ وَأَتْبَاعِهِ وَأَشْيَاعِهِ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ ، اللَّهُمَّ
كُنْ لِي جَارًا مِنْ شَرِّهِمْ ، جَلَّ ثَنَاؤُكَ ، وَعَزَّ جَارُكَ ،
وَتَبَارَكَ اسْمُكَ ، وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.
709- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ بْنِ قَيْسٍ ، أَخْبَرَنِي أَبِي ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ حَدَّثَهُ
قَالَ : مَنْ نَزَلَ بِهِ هَمٌّ أَوْ غَمٌّ أَوْ كَرْبٌ أَوْ خَافَ مِنْ سُلْطَانٍ
، فَدَعَا بِهَؤُلاَءِ اسْتُجِيبَ لَهُ : أَسْأَلُكَ بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ،
رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ ، وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، وَأَسْأَلُكَ
بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ، رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ ، وَرَبُّ الْعَرْشِ
الْكَرِيمِ ، وَأَسْأَلُكَ بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ
السَّبْعِ وَالأَرَضِينَ السَّبْعِ وَمَا فِيهِنَّ ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ ، ثُمَّ سَلِ اللَّهَ حَاجَتَكَ.
بَابُ مَا يُدَّخَرُ لِلدَّاعِي مِنَ الأجْرِ
وَالثَّوَابِ
710- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا الْمُتَوَكِّلِ
النَّاجِيَّ قَالَ : قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله
عليه وسلم : مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو ، لَيْسَ بِإِثْمٍ وَلاَ بِقَطِيعَةِ رَحِمٍ
، إِلاَّ أَعْطَاهُ إِحْدَى ثَلاَثٍ
: إِمَّا أَنْ يُعَجِّلَ لَهُ دَعْوَتَهُ ، وَإِمَّا
أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ ، وَإِمَّا أَنْ يَدْفَعَ عَنْهُ مِنَ
السُّوءِ مِثْلَهَا ، قَالَ : إِذًا نُكْثِرُ ، قَالَ : اللَّهُ أَكْثَرُ.
711- حَدَّثَنَا ابْنُ شَيْبَةَ قَالَ : أَخْبَرَنِي
ابْنُ أَبِي الْفُدَيْكِ قَالَ
: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مَوْهَبٍ ، عَنْ
عَمِّهِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله
عليه وسلم قَالَ : مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَنْصُبُ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ يَسْأَلُهُ مَسْأَلَةً
، إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهَا ، إِمَّا عَجَّلَهَا لَهُ فِي الدُّنْيَا ، وَإِمَّا
ذَخَرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مَا لَمْ يَعْجَلْ ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ،
وَمَا عَجَلَتُهُ ؟ قَالَ : يَقُولُ
: دَعَوْتُ وَدَعَوْتُ ، وَلاَ أُرَاهُ يُسْتَجَابُ لِي.
بَابُ فَضْلِ الدُّعَاءِ
712- حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ :
أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : لَيْسَ
شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ مِنَ الدُّعَاءِ.
713- حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
دَاوُدَ قَالَ : حَدَّثَنَا عِمْرَانُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي
الْحَسَنِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
أَشْرَفُ الْعِبَادَةِ الدُّعَاءُ.
714- حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ : حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ ذَرٍّ ، عَنْ يُسَيْعَ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ
بَشِيرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ
الْعِبَادَةُ ، ثُمَّ قَرَأَ : {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}.
715- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ، عَنِ مُبَارَكِ بْنِ
حَسَّانَ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ :
سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : أَيُّ الْعِبَادَةِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ :
دُعَاءُ الْمَرْءِ لِنَفْسِهِ.
716- حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ النَّرْسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ قَالَ :
حَدَّثَنَا لَيْثٌ قَالَ : أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَالَ : سَمِعْتُ
مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ يَقُولُ : انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : يَا أَبَا بَكْرٍ
، لَلشِّرْكُ فِيكُمْ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ :
وَهَلِ الشِّرْكُ إِلاَّ مَنْ جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ ؟ فَقَالَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَلشِّرْكُ أَخْفَى
مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ ، أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى شَيْءٍ إِذَا قُلْتَهُ ذَهَبَ
عَنْكَ قَلِيلُهُ وَكَثِيرُهُ ؟ قَالَ
: قُلِ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ
بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لا أَعْلَمُ.
بَابُ الدُّعَاءِ عِنْدَ الرِّيحِ
717- حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ
مَهْدِيٍّ قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ،
عَنْ أَنَسٍ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا هَاجَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ
قَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ ،
وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ.
718- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ يَزِيدَ ، عَنْ سَلَمَةَ
قَالَ : كَانَ إِذَا اشْتَدَّتِ الرِّيحُ يَقُولُ : اللَّهُمَّ لاَقِحًا ، لاَ
عَقِيمًا.
بَابُ لا تَسُبُّوا الرِّيحَ
719- حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي قَالَ
: لاَ تَسُبُّوا الرِّيحَ ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا مَا تَكْرَهُونَ فَقُولُوا
: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ الرِّيحِ ، وَخَيْرَ مَا فِيهَا ،
وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ ،
وَشَرِّ مَا فِيهَا ، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ.
720- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، عَنْ يَحْيَى ، عَنِ
الأَوْزَاعِيِّ قَالَ : حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي ثَابِتٌ
الزُّرَقِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم : الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ، تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ وَالْعَذَابِ
، فَلاَ تَسُبُّوهَا ، وَلَكِنْ سَلُوا اللَّهَ مِنْ خَيْرِهَا ، وَتَعَوَّذُوا
بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا.
بَابُ الدُّعَاءِ عِنْدَ الصَّوَاعِقِ
721- حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ
: حَدَّثَنِي أَبُو مَطَرٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ وَالصَّوَاعِقَ
قَالَ : اللَّهُمَّ لاَ تَقْتُلْنَا بِصَعْقِكَ ، وَلاَ تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكَ ،
وَعَافِنَا قَبْلَ ذَلِكَ.
بَابُ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ
722- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ
عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ : حَدَّثَنِي الْحَكَمُ قَالَ : حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ ،
أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ إِذَا سَمِعَ صَوْتَ الرَّعْدِ قَالَ : سُبْحَانَ
الَّذِي سَبَّحْتَ لَهُ ، قَالَ : إِنَّ الرَّعْدَ مَلَكٌ يَنْعِقُ بِالْغَيْثِ ، كَمَا
يَنْعِقُ الرَّاعِي بِغَنَمِهِ.
723- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي
مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ تَرَكَ
الْحَدِيثَ وَقَالَ : سُبْحَانَ الَّذِي {يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ
وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ} ، ثُمَّ يَقُولُ : إِنَّ هَذَا لَوَعِيدٌ
شَدِيدٌ لأهْلِ الأرْضِ.
بَابُ مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الْعَافِيَةَ
724- حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ قَالَ : سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ عَامِرٍ
، عَنْ أَوْسَطَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَامَ أَوَّلَ مَقَامِي هَذَا ، ثُمَّ بَكَى أَبُو
بَكْرٍ ، ثُمَّ قَالَ : عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ ، فَإِنَّهُ مَعَ الْبِرِّ ،
وَهُمَا فِي الْجَنَّةِ ، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ ، فَإِنَّهُ مَعَ الْفُجُورِ ،
وَهُمَا فِي النَّارِ ، وَسَلُوا اللَّهَ الْمُعَافَاةَ ، فَإِنَّهُ لَمْ يُؤْتَ
بَعْدَ الْيَقِينِ خَيْرٌ مِنَ الْمُعَافَاةِ ، وَلاَ تَقَاطَعُوا ، وَلاَ
تَدَابَرُوا ، وَلاَ تَحَاسَدُوا ، وَلاَ تَبَاغَضُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ
إِخْوَانًا.
725- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ
الْجُرَيْرِيِّ ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ ، عَنِ اللَّجْلاَجِ ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ
: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَجُلٍ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ
تَمَامَ النِّعْمَةِ ، قَالَ : هَلْ تَدْرِي مَا تَمَامُ النِّعْمَةِ ؟ قَالَ :
تَمَامُ النِّعْمَةِ دُخُولُ الْجَنَّةِ ، وَالْفَوْزُ مِنَ النَّارِ . ثُمَّ
مَرَّ عَلَى رَجُلٍ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الصَّبْرَ ، قَالَ : قَدْ
سَأَلْتَ رَبَّكَ الْبَلاَءَ ، فَسَلْهُ الْعَافِيَةَ . وَمَرَّ عَلَى رَجُلٍ
يَقُولُ : يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ ، قَالَ : سَلْ.
726- حَدَّثَنَا فَرْوَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ
، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنِ
الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ،
عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُ اللَّهَ بِهِ ، فَقَالَ : يَا عَبَّاسُ ، سَلِ
اللَّهَ الْعَافِيَةَ ، ثُمَّ مَكَثْتُ ثَلاَثًا ، ثُمَّ جِئْتُ فَقُلْتُ : عَلِّمْنِي
شَيْئًا أَسْأَلُ اللَّهَ بِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ : يَا عَبَّاسُ ،
يَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ ، سَلِ اللَّهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا
وَالآخِرَةِ.
بَابُ مَنْ كَرِهَ الدُّعَاءَ بِالْبَلاءِ
727- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَجُلٌ
عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : اللَّهُمَّ لَمْ تُعْطِنِي مَالًا
فَأَتَصَدَّقَ بِهِ ، فَابْتَلِنِي بِبَلاَءٍ يَكُونُ ، أَوْ قَالَ : فِيهِ أَجْرٌ
، فَقَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، لاَ تُطِيقُهُ ، أَلاَ قُلْتَ : اللَّهُمَّ آتِنَا
فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
728- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ :
حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ : حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : دَخَلَ ، قُلْتُ
لِحُمَيْدٍ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ؟ قَالَ : نَعَمْ ، دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ
قَدْ جَهِدَ مِنَ الْمَرَضِ ، فَكَأَنَّهُ فَرْخٌ مَنْتُوفٌ ، قَالَ : ادْعُ
اللَّهَ بِشَيْءٍ أَوْ سَلْهُ ، فَجَعَلَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ مَا أَنْتَ
مُعَذِّبِي بِهِ فِي الْآخِرَةِ ، فَعَجِّلْهُ فِي الدُّنْيَا ، قَالَ : سُبْحَانَ
اللَّهِ ، لاَ تَسْتَطِيعُهُ ، أَوَ قَالَ : لاَ تَسْتَطِيعُوا ، أَلاَ قُلْتَ : اللَّهُمَّ
آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنَا عَذَابَ
النَّارِ ؟ وَدَعَا لَهُ ، فَشَفَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.
بَابُ مَنْ تَعَوَّذَ مِنْ جَهْدِ الْبَلاءِ
729- حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبِي قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ : حَدَّثَنِي مُجَاهِدٌ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : يَقُولُ الرَّجُلُ : اللَّهُمَّ إِنِّي
أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ الْبَلاَءِ ، ثُمَّ يَسْكُتُ ، فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ فَلْيَقُلْ
: إِلاَّ بَلاَءً فِيهِ عَلاءٌ.
730- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ سُمَيٍّ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ
جَهْدِ الْبَلاَءِ ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ ، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ ، وَسُوءِ
الْقَضَاءِ.
بَابُ مَنْ حَكَى كَلاَمَ الرَّجُلِ عِنْدَ الْعِتَابِ
731- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ،
وَمُسْلِمٌ نَحْوَهُ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ ، عَنْ
أَبِي نَوْفَلِ بْنِ أَبِي عَقْرَبَ ، أَنَّ أَبَاهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله
عليه وسلم عَنِ الصَّوْمِ ، فَقَالَ : صُمْ يَوْمًا مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ، قُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ
وَأُمِّي ، زِدْنِي ، قَالَ : زِدْنِي ، زِدْنِي ، صُمْ يَوْمَيْنِ مِنْ كُلِّ
شَهْرٍ ، قُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، زِدْنِي ، فَإِنِّي أَجِدُنِي
قَوِيًّا ، فَقَالَ : إِنِّي أَجِدُنِي قَوِيًّا ، إِنِّي أَجِدُنِي قَوِيًّا ،
فَأَفْحَمَ ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ لَنْ يَزِيدَنِي ، ثُمَّ قَالَ : صُمْ
ثَلاَثًا مِنْ كُلِّ شَهْرٍ.
بَابٌ
732- حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْوَارِثِ ، عَنْ وَاصِلٍ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي
خَالِدُ بْنُ عُرْفُطَةَ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ نَافِعٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَارْتَفَعَتْ
رِيحٌ خَبِيثَةٌ مُنْتِنَةٌ ، فَقَالَ : أَتَدْرُونَ مَا هَذِهِ ؟ هَذِهِ رِيحُ
الَّذِينَ يَغْتَابُونَ الْمُؤْمِنِينَ.
733- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا فُضَيْلُ
بْنُ عِيَاضٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ :
هَاجَتْ رِيحٌ مُنْتِنَةٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ نَاسًا مِنَ الْمُنَافِقِينَ اغْتَابُوا
أُنَاسًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَبُعِثَتْ هَذِهِ الرِّيحُ لِذَلِكَ.
734- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : حَدَّثَنِي
مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّامِيِّ ، سَمِعْتُ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ يَقُولُ : مَنِ
اغْتِيبَ عِنْدَهُ مُؤْمِنٌ فَنَصَرهُ جَزَاهُ اللَّهُ بِهَا خَيْرًا فِي
الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَمَنِ اغْتِيبَ عِنْدَهُ مُؤْمِنٌ فَلَمْ يَنْصُرْهُ
جَزَاهُ اللَّهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ شَرًّا ، وَمَا الْتَقَمَ
أَحَدٌ لُقْمَةً شَرًّا مِنَ اغْتِيَابِ مُؤْمِنٍ ، إِنْ قَالَ فِيهِ مَا يَعْلَمُ
، فَقَدِ اغْتَابَهُ ، وَإِنْ قَالَ فِيهِ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فَقَدْ بَهَتَهُ.
بَابُ الْغِيبَةِ ، وَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
{: وَلاَ يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا}
735- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ :
حَدَّثَنَا النَّضْرُ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَوَّامِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رَبِيعٍ الْبَاهِلِيُّ
قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ مُحَمَّدٌ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَأَتَى عَلَى
قَبْرَيْنِ يُعَذَّبُ صَاحِبَاهُمَا ، فَقَالَ : إِنَّهُمَا لاَ يُعَذَّبَانِ فِي
كَبِيرٍ ، وَبَلَى ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَغْتَابُ النَّاسَ ، وَأَمَّا
الْآخَرُ فَكَانَ لاَ يَتَأَذَّى مِنَ الْبَوْلِ ، فَدَعَا بِجَرِيدَةٍ رَطْبَةٍ ،
أَوْ بِجَرِيدَتَيْنِ ، فَكَسَرَهُمَا ، ثُمَّ أَمَرَ بِكُلِّ كِسْرَةٍ فَغُرِسَتْ
عَلَى قَبْرٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : أَمَا إِنَّهُ
سَيُهَوَّنُ مِنْ عَذَابِهِمَا مَا كَانَتَا رَطْبَتَيْنِ ، أَوْ لَمْ تَيْبَسَا.
736- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ : حَدَّثَنِي
أَبِي قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ : كَانَ عَمْرُو بْنُ
الْعَاصِ يَسِيرُ مَعَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَمَرَّ عَلَى بَغْلٍ مَيِّتٍ
قَدِ انْتَفَخَ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ ، لَأَنْ يَأْكُلَ أَحَدُكُمْ هَذَا حَتَّى
يَمْلَأَ بَطْنَهُ ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ مُسْلِمٍ.
بَابُ الْغِيبَةِ لِلْمَيِّتِ
737- حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ ، عَنْ زَيْدِ
بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْهَضْهَاضِ
الدَّوْسِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : جَاءَ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ
الأَسْلَمِيُّ ، فَرَجَمَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ الرَّابِعَةِ ،
فَمَرَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ
أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ رَجُلاَنِ مِنْهُمْ : إِنَّ هَذَا الْخَائِنَ أَتَى
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مِرَارًا ، كُلُّ ذَلِكَ يَرُدُّهُ ، حَتَّى قُتِلَ
كَمَا يُقْتَلُ الْكَلْبُ ، فَسَكَتَ عَنْهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى
مَرَّ بِجِيفَةِ حِمَارٍ شَائِلَةٌ رِجْلُهُ ، فَقَالَ : كُلاَ مِنْ هَذَا ،
قَالاَ : مِنْ جِيفَةِ حِمَارٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : فَالَّذِي نِلْتُمَا
مِنْ عِرْضِ أَخِيكُمَا آنِفًا أَكْثَرُ ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ فَإِنَّهُ
فِي نَهْرٍ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ يَتَغَمَّسُ.
بَابُ مَنْ مَسَّ رَأْسَ صَبِيٍّ مَعَ أَبِيهِ
وَبَرَّكَ عَلَيْهِ
738- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ قَالَ : أَخْبَرَنَا
حَنْظَلَةُ بْنُ عَمْرٍو الزُّرَقِيُّ الْمَدَنِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو
حَزْرَةَ قَالَ : أَخْبَرَنِي عُبَادَةُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ
الصَّامِتِ قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ أَبِي وَأَنَا غُلاَمٌ شَابٌّ ، فَنَلْقَى
شَيْخًا ، قُلْتُ : أَيْ عَمِّ ، مَا مَنَعَكَ أَنْ تُعْطِيَ غُلاَمَكَ هَذِهِ النَّمِرَةَ
، وَتَأْخُذَ الْبُرْدَةَ ، فَتَكُونُ عَلَيْكَ بُرْدَتَانِ ، وَعَلَيْهِ نَمِرَةٌ
؟ فَأَقْبَلَ عَلَى أَبِي فَقَالَ : ابْنُكَ هَذَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ :
فَمَسَحَ عَلَى رَأْسِي وَقَالَ : بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ ، أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ ،
وَاكْسُوهُمْ مِمَّا تَكْتَسُونَ ، يَا ابْنَ أَخِي ، ذَهَابُ مَتَاعِ الدُّنْيَا
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ مَتَاعِ الْآخِرَةِ ، قُلْتُ : أَيْ أَبَتَاهُ
، مَنْ هَذَا الرَّجُلُ ؟ قَالَ : أَبُو الْيَسَر كَعْبِ بْنُ عَمْرٍو.
بَابُ دَالَّةِ أَهْلِ الإِسْلامِ بَعْضُهُمْ عَلَى
بَعْضٍ
739- حَدَّثَنَا عَبْدَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ
قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ : أَدْرَكْتُ السَّلَفَ ،
وَإِنَّهُمْ لَيَكُونُونَ فِي الْمَنْزِلِ الْوَاحِدِ بِأَهَالِيهِمْ ، فَرُبَّمَا
نَزَلَ عَلَى بَعْضِهُمُ الضَّيْفُ ، وَقِدْرُ أَحَدِهِمْ عَلَى النَّارِ ، فَيَأْخُذُهَا
صَاحِبُ الضَّيْفِ لِضَيْفِهِ ، فَيَفْقِدُ الْقِدْرَ صَاحِبُهَا فَيَقُولُ : مَنْ
أَخَذَ الْقِدْرَ ؟ فَيَقُولُ صَاحِبُ الضَّيْفِ : نَحْنُ أَخَذْنَاهَا
لِضَيْفِنَا ، فَيَقُولُ صَاحِبُ الْقِدْرِ : بَارَكَ اللَّهُ لَكُمْ فِيهَا ،
أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا قَالَ بَقِيَّةُ : وَقَالَ مُحَمَّدٌ : وَالْخُبْزُ إِذَا
خَبَزُوا مِثْلُ ذَلِكَ ، وَلَيْسَ بَيْنَهُمْ إِلاَّ جُدُرُ الْقَصَبِ . قَالَ
بَقِيَّةُ : وَأَدْرَكْتُ أَنَا ذَلِكَ : مُحَمَّدَ بْنَ زِيَادٍ وَأَصْحَابَهُ.
بَابُ إِكْرَامِ الضَّيْفِ وَخِدْمَتِهِ إِيَّاهُ
بِنَفْسِهِ
740- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، فَبَعَثَ
إِلَى نِسَائِهِ ، فَقُلْنَ : مَا مَعَنَا إِلاَّ الْمَاءُ ، فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : مَنْ يَضُمُّ ، أَوْ يُضِيفُ ، هَذَا ؟ فَقَالَ
رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ : أَنَا . فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ فَقَالَ :
أَكْرِمِي ضَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَتْ : مَا عِنْدَنَا
إِلاَّ قُوتٌ لِلصِّبْيَانِ ، فَقَالَ : هَيِّئِي طَعَامَكِ ، وَأَصْلِحِي
سِرَاجَكِ ، وَنَوِّمِي صِبْيَانَكِ إِذَا أَرَادُوا عَشَاءً ، فَهَيَّأَتْ طَعَامَهَا
، وَأَصْلَحَتْ سِرَاجَهَا ، وَنَوَّمَتْ صِبْيَانَهَا ، ثُمَّ قَامَتْ كَأَنَّهَا
تُصْلِحُ سِرَاجَهَا فَأَطْفَأَتْهُ ، وَجَعَلاَ يُرِيَانِهِ أَنَّهُمَا
يَأْكُلاَنِ ، وَبَاتَا طَاوِيَيْنِ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا إِلَى رَسُولِ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم : لَقَدْ ضَحِكَ اللَّهُ ، أَوْ :
عَجِبَ ، مِنْ فَعَالِكُمَا ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ : {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى
أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ
فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
بَابُ جَائِزَةِ الضَّيْفِ
741- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ :
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ ، عَنْ أَبِي
شُرَيْحٍ الْعَدَوِيِّ قَالَ : سَمِعَتْ أُذُنَايَ ، وَأَبْصَرَتْ عَيْنَايَ ،
حِينَ تَكَلَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ جَائِزَتَهُ ، قَالَ : وَمَا
جَائِزَتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ ، وَالضِّيَافَةُ
ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ ، فَمَا كَانَ وَرَاءَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ عَلَيْهِ .
وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ
لِيَصْمُتْ.
بَابُ : الضِّيَافَةُ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ
742- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى هُوَ ابْنُ أَبِي
كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : الضِّيَافَةُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ ، فَمَا كَانَ
بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ.
بَابُ لا يُقِيمُ عِنْدَهُ حَتَّى يُحْرِجَهُ
743- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي
مَالِكٌ ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْكَعْبِيِّ ،
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ
الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ جَائِزَتَهُ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ .
وَالضِّيَافَةُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ ، فَمَا بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ ، وَلاَ
يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَثْوِيَ عِنْدَهُ حَتَّى يُحْرِجَهُ.
بَابُ إِذَا أَصْبَحَ بِفِنَائِهِ
744- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنِ الْمِقْدَامِ أَبِي
كَرِيمَةَ الشَّامِيِّ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : لَيْلَةُ
الضَّيْفِ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ، فَمَنْ أَصْبَحَ بِفِنَائِهِ
فَهُوَ دَيْنٌ عَلَيْهِ إِنْ شَاءَ ، فَإِنْ شَاءَ اقْتَضَاهُ ، وَإِنْ شَاءَ
تَرَكَهُ.
بَابُ إِذَا أَصْبَحَ الضَّيْفُ مَحْرُومًا
745- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ :
حَدَّثَنِي اللَّيْثُ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ ،
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّكَ
تَبْعَثُنَا فَنَنْزِلُ بِقَوْمٍ فَلاَ يَقْرُونَا ، فَمَا تَرَى فِي ذَلِكَ ؟
فَقَالَ لَنَا : إِنْ نَزَلْتُمْ بِقَوْمٍ فَأُمِرَ لَكُمْ بِمَا يَنْبَغِي لِلضَّيْفِ
فَاقْبَلُوا ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا فَخُذُوا مِنْهُمْ حَقَّ الضَّيْفِ الَّذِي
يَنْبَغِي لَهُمْ.
بَابُ خِدْمَةِ الرَّجُلِ الضَّيْفَ بِنَفْسِهِ
746- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ :
سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ ، أَنَّ أَبَا أُسَيْدٍ السَّاعِدِيَّ دَعَا
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي عُرْسِهِ ، وَكَانَتِ امْرَأَتُهُ خَادِمَهُمْ
يَوْمَئِذٍ ، وَهِيَ الْعَرُوسُ ، فَقَالَتْ ، أَوْ قَالَ ، : أَتَدْرُونَ مَا أَنْقَعْتُ
لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ؟ أَنْقَعْتُ لَهُ تَمَرَاتٍ مِنَ اللَّيْلِ
فِي تَوْرٍ.
بَابُ مَنْ قَدَّمَ إِلَى ضَيْفِهِ طَعَامًا فَقَامَ
يُصَلِّي
747- حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْوَارِثِ قَالَ : حَدَّثَنِي الْجُرَيْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَلاَءِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ : أَتَيْتُ
أَبَا ذَرٍّ فَلَمْ أُوَافِقْهُ ، فَقُلْتُ لِامْرَأَتِهِ : أَيْنَ أَبُو ذَرٍّ ؟ قَالَتْ
: يَمْتَهِنُ ، سَيَأْتِيكَ الْآنَ ، فَجَلَسْتُ لَهُ ، فَجَاءَ وَمَعَهُ
بَعِيرَانِ ، قَدْ قَطَرَ أَحَدَهُمَا بِعَجُزِ الْآخَرِ ، فِي عُنُقِ كُلِّ
وَاحِدٍ مِنْهُمَا قِرْبَةٌ ، فَوَضَعَهُمَا ثُمَّ جَاءَ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا
ذَرٍّ ، مَا مِنْ رَجُلٍ كُنْتُ أَلْقَاهُ كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ لُقْيًا مِنْكَ ،
وَلاَ أَبْغَضَ إِلَيَّ لُقْيًا مِنْكَ ، قَالَ : لِلَّهِ أَبُوكَ ، وَمَا جَمَعَ هَذَا
؟ قَالَ : إِنِّي كُنْتُ وَأَدْتُ مَوْءُودَةً فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَرْهَبُ إِنْ
لَقِيتُكَ أَنْ تَقُولَ : لاَ تَوْبَةَ لَكَ ، لاَ مَخْرَجَ لَكَ ، وَكُنْتُ
أَرْجُو أَنْ تَقُولَ : لَكَ تَوْبَةٌ وَمَخْرَجٌ ، قَالَ : أَفِي الْجَاهِلِيَّةِ
أَصَبْتَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ . وَقَالَ
لِامْرَأَتِهِ : آتِينَا بِطَعَامٍ ، فَأَبَتَ ، ثُمَّ أَمَرَهَا فَأَبَتَ ،
حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا ، قَالَ : إِيهِ ، فَإِنَّكُنَّ لاَ تَعْدُونَ
مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، قُلْتُ : وَمَا قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ فِيهِنَّ ؟ قَالَ : إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ ، وَإِنَّكَ
إِنْ تُرِدْ أَنْ تُقِيمَهَا تَكْسِرُهَا ، وَإِنْ تُدَارِهَا فَإِنَّ فِيهَا
أَوَدًا وَبُلْغَةً ، فَوَلَّتْ فَجَاءَتْ بِثَرِيدَةٍ كَأَنَّهَا قَطَاةٌ ،
فَقَالَ : كُلْ وَلاَ أَهُولَنَّكَ فَإِنِّي صَائِمٌ ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي ،
فَجَعَلَ يُهَذِّبُ الرُّكُوعَ ، ثُمَّ انْفَتَلَ فَأَكَلَ ، فَقُلْتُ : إِنَّا لِلَّهِ
، مَا كُنْتُ أَخَافُ أَنْ تَكْذِبَنِي ، قَالَ : لِلَّهِ أَبُوكَ ، مَا كَذَبْتُ
مُنْذُ لَقِيتَنِي ، قُلْتُ : أَلَمْ تُخْبِرْنِي أَنَّكَ صَائِمٌ ؟ قَالَ : بَلَى
، إِنِّي صُمْتُ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فَكُتِبَ لِي أَجْرُهُ ،
وَحَلَّ لِيَ الطَّعَامُ.
بَابُ نَفَقَةِ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِهِ
748- حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ
بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ ،
عَنْ ثَوْبَانَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ
دِينَارٍ أَنْفَقَهُ الرَّجُلُ عَلَى عِيَالِهِ ، وَدِينَارٌ أَنْفَقَهُ عَلَى أَصْحَابِهِ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَدِينَارٌ أَنْفَقَهُ عَلَى دَابَّتِهِ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ.
قَالَ أَبُو قِلاَبَةَ : وَبَدَأَ بِالْعِيَالِ ، وَأَيُّ
رَجُلٍ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ رَجُلٍ يُنْفِقُ عَلَى عِيَالٍ صِغَارٍ حَتَّى
يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ؟.
749- حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
قَالَ : أَخْبَرَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
يَزِيدَ يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم قَالَ : مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً عَلَى أَهْلِهِ ، وَهُوَ يَحْتَسِبُهَا
، كَانَتْ لَهُ صَدَقَةً.
750- حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو رَافِعٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ : قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ،
عِنْدِي دِينَارٌ ؟ قَالَ : أَنْفِقْهُ عَلَى نَفْسِكَ ، قَالَ : عِنْدِي آخَرُ ، فَقَالَ
: أَنْفِقْهُ عَلَى خَادِمِكَ ، أَوْ قَالَ : عَلَى وَلَدِكَ ، قَالَ : عِنْدِي
آخَرُ ، قَالَ : ضَعْهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَهُوَ أَخَسُّهَا.
751- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مُزَاحِمِ بْنِ زُفَرَ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : أَرْبَعَةُ دَنَانِيرَ :
دِينَارًا أَعْطَيْتَهُ مِسْكِينًا ، وَدِينَارًا أَعْطَيْتَهُ فِي رَقَبَةٍ ، وَدِينَارًا
أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَدِينَارًا أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ ،
أَفْضَلُهَا الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ.
بَابُ يُؤْجَرُ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى اللُّقْمَةُ
يَرْفَعُهَا إِلَى فِي امْرَأَتِهِ
752- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ : حَدَّثَنَا
شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ : حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ
سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه
وسلم قَالَ لِسَعْدٍ : إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ
عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ أُجِرْتَ بِهَا ، حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فَمِ امْرَأَتِكَ.
بَابُ الدُّعَاءِ إِذَا بَقِيَ ثُلُثُ اللَّيْلِ
753- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي
مَالِكٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الأَغَرِّ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : يَنْزِلُ رَبُّنَا
تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي كُلِّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، حِينَ يَبْقَى
ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخَرُ ، فَيَقُولُ : مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ ؟
مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ؟.
بَابُ قَوْلِ الرَّجُلِ : فُلانٌ جَعْدٌ ، أَسْوَدُ ،
أَوْ طَوِيلٌ ، قَصِيرٌ
يُرِيدُ الصِّفَةَ وَلا يُرِيدُ الْغِيبَةَ
754- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ ،
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ أَخِي أَبِي رُهْمٍ كُلْثُومُ بْنُ الْحُصَيْنِ
الْغِفَارِيُّ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا رُهْمٍ ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِينَ بَايَعُوهُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ، يَقُولُ :
غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةَ تَبُوكَ ، فنُمْتُ
لَيْلَةً بِالأَخْضَرِ ، فَصِرْتُ قَرِيبًا مِنْهُ ، فَأُلْقِيَ عَلَيْنَا
النُّعَاسُ ، فَطَفِقْتُ أَسْتَيْقِظُ وَقَدْ دَنَتْ رَاحِلَتِي مِنْ رَاحِلَتِهِ
، فَيُفْزِعُنِي دُنُوُّهَا خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ ،
فَطَفِقْتُ أُؤَخِّرُ رَاحِلَتِي حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي بَعْضَ اللَّيْلِ ، فَزَاحَمَتْ
رَاحِلَتِي رَاحِلَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَرِجْلُهُ فِي
الْغَرْزِ ، فَأَصَبْتُ رِجْلَهُ ، فَلَمْ أَسْتَيْقِظْ إِلاَّ بِقَوْلِهِ : حَسِّ
، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اسْتَغْفِرْ لِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم : سِرْ . فَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
يَسْأَلُنِي عَنْ مَنْ تَخَلَّفَ مِنْ بَنِي غِفَارٍ فَأُخْبِرُهُ ، فَقَالَ ،
وَهُوَ يَسْأَلُنِي : مَا فَعَلَ النَّفْرُ الْحُمُرُ الطِّوَالُ الثِّطَاطُ ؟
قَالَ : فَحَدَّثْتُهُ بِتَخَلُّفِهِمْ ، قَالَ : فَمَا فَعَلَ السُّودُ
الْجِعَادُ الْقِصَارُ الَّذِينَ لَهُمْ نَعَمٌ بِشَبَكَةِ شَرَخٍ ؟
فَتَذَكَّرْتُهُمْ فِي بَنِي غِفَارٍ ، فَلَمْ أَذْكُرْهُمْ حَتَّى ذَكَرْتُ
أَنَّهُمْ رَهْطٌ مِنْ أَسْلَمَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أُولَئِكَ
مِنْ أَسْلَمَ ، قَالَ : فَمَا يَمْنَعُ أَحَدَ أُولَئِكَ ، حِينَ يَتَخَلَّفُ ،
أَنْ يَحْمِلَ عَلَى بَعِيرٍ مِنْ إِبِلِهِ امْرَءًا نَشِيطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
؟ فَإِنَّ أَعَزَّ أَهْلِي عَلَيَّ أَنْ يَتَخَلَّفَ عَنِّي الْمُهَاجِرُونَ مِنْ
قُرَيْشٍ وَالأَنْصَارُ ، وَغِفَارٌ وَأَسْلَمُ.
755- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتِ : اسْتَأْذَنَ رَجُلٌ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ ، فَلَمَّا دَخَلَ انْبَسَطَ إِلَيْهِ ، فَقُلْتُ لَهُ ؟ فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ.
756- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا
سُفْيَانُ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ
عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : اسْتَأْذَنَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم سَوْدَةُ لَيْلَةَ جَمْعٍ ، وَكَانَتِ امْرَأَةً ثَقِيلَةً
ثَبِطَةً ، فَأَذِنَ لَهَا.
بَابُ مَنْ لَمْ يَرَ بِحِكَايَةِ الْخَبَرِ بَأْسًا
757- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ
بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنِ ابْنِ
مَسْعُودٍ قَالَ : لَمَّا قَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَنَائِمَ حُنَيْنٍ
بِالْجِعْرَانَةِ ازْدَحَمُوا عَلَيْهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم : إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِ اللَّهِ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى قَوْمٍ ،
فَكَذَّبُوهُ وَشَجُّوهُ ، فَكَانَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ جَبْهَتِهِ وَيَقُولُ :
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي ، فَإِنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ . قَالَ عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ : فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
يَحْكِي الرَّجُلَ يَمْسَحُ عَنْ جَبْهَتِهِ.
بَابُ مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا
758- حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ :
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَشِيطٍ ، عَنْ
كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ قَالَ : جَاءَ قَوْمٌ إِلَى
عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ فَقَالُوا : إِنَّ لَنَا جِيرَانًا يَشْرَبُونَ
وَيَفْعَلُونَ ، أَفَنَرْفَعُهُمْ إِلَى الإِمَامِ ؟ قَالَ : لاَ ، سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : مَنْ رَأَى مِنْ مُسْلِمٍ عَوْرَةً فَسَتَرَهَا
، كَانَ كَمَنْ أَحْيَا مَوْءُودَةً مِنْ قَبْرِهَا.
بَابُ قَوْلِ الرَّجُلِ : هَلَكَ النَّاسُ
759- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي
مَالِكٌ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِذَا سَمِعْتَ
الرَّجُلَ يَقُولُ : هَلَكَ النَّاسُ ، فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ.
بَابُ لا يَقُولُ لِلْمُنَافِقِ : سَيِّدٌ
760- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : لاَ تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ : سَيِّدٌ ، فَإِنَّهُ
إِنْ يَكُ سَيِّدَكُمْ فَقَدْ أَسْخَطْتُمْ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ.
بَابُ مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا زُكِّيَ
761- حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ
، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ أَرْطَأَةَ
قَالَ : كَانَ الرَّجُلُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذَا زُكِّيَ
قَالَ : اللَّهُمَّ لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا يَقُولُونَ ، وَاغْفِرْ لِي مَا لا
يَعْلَمُونَ.
762- حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ
قَالَ لِأَبِي مَسْعُودٍ ، أَوْ أَبُو مَسْعُودٍ قَالَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ :
مَا سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي ( زَعَمَ ) ؟ قَالَ : بِئْسَ
مَطِيَّةُ الرَّجُلِ.
763- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا
عُمَرُ بْنُ يُونُسَ الْيَمَامِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ
أَبِي الْمُهَلَّبِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ قَالَ : يَا أَبَا مَسْعُودٍ
، مَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي زَعَمُوا ؟ قَالَ
: سَمِعْتُهُ يَقُولُ : بِئْسَ مَطِيَّةُ الرَّجُلِ ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ :
لَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ.
بَابُ لا يَقُولُ لِشَيْءٍ لا يَعْلَمُهُ : اللَّهُ
يَعْلَمُهُ
764- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ : قَالَ عَمْرٌو : عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : لاَ
يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ لِشَيْءٍ لاَ يَعْلَمُهُ : اللَّهُ يَعْلَمُهُ ؛ وَاللَّهُ
يَعْلَمُ غَيْرَ ذَلِكَ ، فَيُعَلِّمَ اللَّهَ مَا لاَ يَعْلَمُ ، فَذَاكَ عِنْدَ
اللَّهِ عَظِيمٌ.
بَابُ قَوْسُ قُزَحٍ
765- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي
يُوسُفُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : الْمَجَرَّةُ : بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ
السَّمَاءِ ، وَأَمَّا قَوْسُ قُزَحٍ
: فَأَمَانٌ مِنَ الْغَرَقِ بَعْدَ قَوْمِ نُوحٍ
عَلَيْهِ السَّلامُ.
بَابُ الْمَجَرَّةِ
766- حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ وَغَيْرِهِ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ
سَأَلَ ابْنُ الْكَوَّا عَلِيًّا عَنِ الْمَجَرَّةِ ، قَالَ : هُوَ شَرَجُ
السَّمَاءِ ، وَمِنْهَا فُتِحَتِ السَّمَاءُ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ.
767- حَدَّثَنَا عَارِمٌ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ
أَبِي بِشْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : الْقَوْسُ :
أَمَانٌ لِأَهْلِ الأَرْضِ مِنَ الْغَرَقِ ، وَالْمَجَرَّةُ : بَابُ السَّمَاءِ الَّذِي
تَنْشَقُّ مِنْهُ.
بَابُ مَنْ كَرِهَ أَنْ يُقَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي
فِي مُسْتَقَرِّ رَحْمَتِكَ
768- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ :
حَدَّثَنِي أَبُو الْحَارِثِ الْكَرْمَانِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ رَجُلًا قَالَ
لِأَبِي رَجَاءٍ : أَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلاَمَ ، وَأَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ
يَجْمَعَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ فِي مُسْتَقَرِّ رَحْمَتِهِ ، قَالَ : وَهَلْ
يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ ذَلِكَ ؟ قَالَ : فَمَا مُسْتَقَرُّ رَحْمَتِهِ ؟ قَالَ : الْجَنَّةُ ،
قَالَ : لَمْ تُصِبْ ، قَالَ : فَمَا مُسْتَقَرُّ رَحْمَتِهِ ؟ قَالَ : قُلْتُ :
رَبُّ الْعَالَمِينَ.
بَابُ لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ
769- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي
مَالِكٌ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ : يَا
خَيْبَةَ الدَّهْرِ ، فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْرُ.
770- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ
: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ يَحْيَى
الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم قَالَ : لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ : يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ ، قَالَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَنَا الدَّهْرُ ، أُرْسِلُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ، فَإِذَا
شِئْتُ قَبَضْتُهُمَا . وَلاَ يَقُولَنَّ لِلْعِنَبِ : الْكَرْمَ ، فَإِنَّ الْكَرْمَ
الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ.
بَابُ لا يُحِدُّ الرَّجُلُ إِلَى أَخِيهِ النَّظَرَ
إِذَا وَلَّى
771- حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ :
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ
لَيْثٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : يُكْرَهُ أَنْ يُحِدَّ الرَّجُلُ إِلَى أَخِيهِ
النَّظَرَ ، أَوْ يُتْبِعَهُ بَصَرَهُ إِذَا وَلَّى ، أَوْ يَسْأَلَهُ : مِنْ
أَيْنَ جِئْتَ ، وَأَيْنَ تَذْهَبُ ؟.
بَابُ قَوْلِ الرَّجُلِ لِلرَّجُلِ : وَيْلَكَ
772- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ،
عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى
رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنَةً ، فَقَالَ : ارْكَبْهَا ، فَقَالَ : إِنَّهَا بَدَنَةٌ ،
قَالَ : ارْكَبْهَا ، قَالَ : إِنَّهَا بَدَنَةٌ ، قَالَ : ارْكَبْهَا ، قَالَ : فَإِنَّهَا
بَدَنَةٌ ، قَالَ : ارْكَبْهَا ، وَيْلَكَ.
773- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو عَلْقَمَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
أَبِي فَرْوَةَ ، حَدَّثَنِي الْمِسْوَرُ بْنُ رِفَاعَةَ الْقُرَظِيُّ قَالَ :
سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ ، وَرَجُلٌ يَسْأَلُهُ ، فَقَالَ : إِنِّي أَكَلْتُ
خُبْزًا وَلَحْمًا ، فَهَلْ أَتَوَضَّأُ ؟ فَقَالَ : وَيْحَكَ ، أَتَتَوَضَّأُ مِنَ
الطَّيِّبَاتِ ؟.
774- حَدَّثَنَا عَلِيٌّ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ :
حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ بِالْجِعْرَانَةِ ، وَالتِّبْرُ فِي حِجْرِ بِلاَلٍ ، وَهُوَ
يَقْسِمُ ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : اعْدِلْ ، فَإِنَّكَ لاَ تَعْدِلُ ،
فَقَالَ : وَيْلَكَ ، فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلُ ؟ قَالَ عُمَرُ : دَعْنِي
يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَضْرِبُ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ ، فَقَالَ : إِنَّ هَذَا
مَعَ أَصْحَابٍ لَهُ ، أَوْ : فِي أَصْحَابٍ لَهُ ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ ، لاَ
يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ
مِنَ الرَّمِيَّةِ.
ثُمَّ قَالَ سُفْيَانُ : قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ :
سَمِعْتُهُ مِنْ جَابِرٍ . قُلْتُ لِسُفْيَانَ : رَوَاهُ قُرَّةُ ، عَنْ عَمْرٍو ،
عَنْ جَابِرٍ قَالَ : لاَ أَحْفَظُهُ عَنْ عَمْرٍو ، وَإِنَّمَا حَدَّثَنَاهُ
أَبُو الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ.
775- حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ ، عَنْ
بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ ، عَنْ بَشِيرٍ ، وَكَانَ اسْمُهُ زَحْمَ بْنَ مَعْبَدٍ ، فَهَاجَرَ
إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : مَا اسْمُكَ ؟ قَالَ : زَحْمٌ ،
قَالَ : بَلْ أَنْتَ بَشِيرٌ ، قَالَ : بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي مَعَ رَسُولِ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ مَرَّ بِقُبُورِ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ : لَقَدْ
سَبَقَ هَؤُلاَءِ خَيْرٌ كَثِيرٌ ثَلاَثًا ، فَمَرَّ بِقُبُورِ الْمُسْلِمِينَ
فَقَالَ : لَقَدْ أَدْرَكَ هَؤُلاَءِ خَيْرًا كَثِيرًا ثَلاَثًا ، فَحَانَتْ مِنَ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَظْرَةٌ ، فَرَأَى رَجُلًا يَمْشِي فِي الْقُبُورِ
، وَعَلَيْهِ نَعْلاَنِ ، فَقَالَ : يَا صَاحِبَ السِّبْتِيَّتَيْنِ ، أَلْقِ سِبْتِيَّتَيْكَ
، فَنَظَرَ الرَّجُلُ ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَلَعَ
نَعْلَيْهِ فَرَمَى بِهِمَا.
بَابُ الْبِنَاءِ
776- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي فُدَيْكٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هِلاَلٍ ،
أَنَّهُ رَأَى حُجَرَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ جَرِيدٍ
مَسْتُورَةً بِمُسُوحِ الشَّعْرِ ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ بَيْتِ عَائِشَةَ ، فَقَالَ : كَانَ بَابُهُ
مِنْ وِجْهَةِ الشَّامِ ، فَقُلْتُ : مِصْرَاعًا كَانَ أَوْ مِصْرَاعَيْنِ ؟ قَالَ
: كَانَ بَابًا وَاحِدًا ، قُلْتُ : مِنْ أَيِّ شَيْءٍ كَانَ ؟ قَالَ : مِنْ
عَرْعَرٍ أَوْ سَاجٍ.
777- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَحْيَى ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَبْنِيَ النَّاسُ بُيُوتًا
يُوشُونَهَا وَشْيَ الْمَرَاحِيلِ قَالَ إِبْرَاهِيمُ : يَعْنِي الثِّيَابَ الْمُخَطَّطَةَ.
بَابُ قَوْلِ الرَّجُلِ : لا وَأَبِيكَ
778- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ قَالَ :
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ ، عَنْ عُمَارَةَ ، عَنْ
أَبِي زُرْعَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ
أَجْرًا ؟ قَالَ : أَمَا وَأَبِيكَ لَتُنَبَّأَنَّهُ : أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ
شَحِيحٌ تَخْشَى الْفَقْرَ ، وَتَأْمُلُ الْغِنَى ، وَلاَ تُمْهِلْ حَتَّى إِذَا
بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ قُلْتَ : لِفُلاَنٍ كَذَا ، وَلِفُلاَنٍ كَذَا ، وَقَدْ
كَانَ لِفلانٍ.
بَابُ إِذَا طَلَبَ فَلْيَطْلُبْ طَلَبًا يَسِيرًا
وَلا يَمْدَحُهُ
779- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنِي
الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
قَالَ : إِذَا طَلَبَ أَحَدُكُمُ الْحَاجَةَ فَلْيَطْلُبْهَا طَلَبًا يَسِيرًا ، فَإِنَّمَا
لَهُ مَا قُدِّرَ لَهُ ، وَلاَ يَأْتِي أَحَدُكُمْ صَاحِبَهُ فَيَمْدَحَهُ ،
فَيَقْطَعَ ظَهْرَهُ.
780- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، عَنْ
أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ بْنِ أُسَامَةَ ، عَنْ أَبِي عَزَّةَ يَسَارِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهُذَلِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ قَبْضَ عَبْدٍ بِأَرْضٍ ، جَعَلَ لَهُ بِهَا ، أَوْ :
فِيهَا أ حَاجَةً.
بَابُ قَوْلِ الرَّجُلِ : لا بُلَّ شَانِئُكَ
781- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا الصَّعْقُ
قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَمْرَةَ قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ الْعَزِيزِ
قَالَ : أَمْسَى عِنْدَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ ، فَنَظَرَ إِلَى نَجْمٍ عَلَى
حِيَالِهِ فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ ، لَيَوَدَّنَّ أَقْوَامٌ
وَلَوْا إِمَارَاتٍ فِي الدُّنْيَا وَأَعْمَالًا أَنَّهُمْ كَانُوا مُتَعَلِّقِينَ
عِنْدَ ذَلِكَ النَّجْمِ ، وَلَمْ يَلُوا تِلْكَ الإِمَارَاتِ ، وَلاَ تِلْكَ
الأَعْمَالَ . ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ : لاَ بُلَّ شَانِئُكَ ، أَكُلُّ هَذَا
سَاغَ لِأَهْلِ الْمَشْرِقِ فِي مَشْرِقِهِمْ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ وَاللَّهِ ، قَالَ
: لَقَدْ قَبَّحَ اللَّهُ وَمَكَرَ ، فَوَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ
بِيَدِهِ ، لَيَسُوقُنَّهُمْ حُمُرًا غِضَابًا ، كَأَنَّمَا وُجُوهُهُمُ
الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ ، حَتَّى يُلْحِقُوا ذَا الزَّرْعِ بِزَرْعِهِ ، وَذَا الضَّرْعِ
بِضَرْعِهِ.
بَابُ لا يَقُولُ الرَّجُلُ : اللَّهُ وَفُلانٌ
782- حَدَّثَنَا مَطَرُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ :
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ : سَمِعْتُ مُغِيثًا يَزْعُمُ ، أَنَّ
ابْنَ عُمَرَ سَأَلَهُ : مَنْ مَوْلاَهُ ؟ فَقَالَ : اللَّهُ وَفُلاَنٌ ، قَالَ
ابْنُ عُمَرَ : لاَ تَقُلْ كَذَلِكَ ، لاَ تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ، وَلَكِنْ
قُلْ : فُلاَنٌ بَعْدَ اللَّهِ.
بَابُ قَوْلِ الرَّجُلِ : مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ
783- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنِ الأَجْلَحِ ، عَنْ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : قَالَ رَجُلٌ
لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ ، قَالَ : جَعَلْتَ
لِلَّهِ نِدًّا ، مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ.
بَابُ الْغِنَاءِ وَاللَّهْوِ
784- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ :
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ
قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ إِلَى السُّوقِ ، فَمَرَّ عَلَى
جَارِيَةٍ صَغِيرَةٍ تُغَنِّي ، فَقَالَ : إِنَّ الشَّيْطَانَ لَوْ تَرَكَ أَحَدًا
لَتَرَكَ هَذِهِ.
785- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ قَالَ :
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو عَمْرٍو الْبَصْرِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ
عَمْرًا مَوْلَى الْمُطَّلِبِ قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : لَسْتُ مِنْ دَدٍ ، وَلاَ الدَّدُ
مِنِّي بِشَيْءٍ ، يَعْنِي : لَيْسَ الْبَاطِلُ مِنِّي بِشَيْءٍ.
786- حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنَا
خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي
لَهْوَ الْحَدِيثِ} ، قَالَ : الْغِنَاءُ وَأَشْبَاهُهُ.
787- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا الْفَزَارِيُّ ، وَأَبُو
مُعَاوِيَةَ ، قَالاَ : أَخْبَرَنَا قِنَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّهْمِيُّ ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : أَفْشُوا السَّلاَمَ تَسْلَمُوا ،
وَالأشَرَةُ شَرٌّ.
قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ : وَالأشَرُ : الْعَبَثُ.
788- حَدَّثَنَا عِصَامٌ قَالَ : حَدَّثَنَا حَرِيزٌ ،
عَنْ سَلْمَانَ بْنِ سُمَيْرٍ الأَلَهَانِيِّ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ ،
وَكَانَ بِجَمْعٍ مِنَ الْمَجَامِعِ ، فَبَلَغَهُ أَنَّ أَقْوَامًا يَلْعَبُونَ بِالْكُوبَةِ
، فَقَامَ غَضْبَانَ يَنْهَى عَنْهَا أَشَدَّ النَّهْيِ ، ثُمَّ قَالَ : أَلاَ
إِنَّ اللاَّعِبَ بِهَا لَيَأْكُلُ ثَمَرَهَا ، كَآكِلِ لَحْمِ الْخِنْزِيرِ ،
وَمُتَوَضِّئٍ بِالدَّمِ . يَعْنِي بِالْكُوبَةِ : النَّرْدَ.
بَابُ الْهَدْيِ وَالسَّمْتِ الْحَسَنِ
789- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ
قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَارِثُ
بْنُ حَصِيرَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ
يَقُولُ : إِنَّكُمْ فِي زَمَانٍ : كَثِيرٌ فُقَهَاؤُهُ ، قَلِيلٌ خُطَبَاؤُهُ ،
قَلِيلٌ سُؤَّالُهُ ، كَثِيرٌ مُعْطُوهُ ، الْعَمَلُ فِيهِ قَائِدٌ لِلْهَوَى .
وَسَيَأْتِي مِنْ بَعْدِكُمْ زَمَانٌ : قَلِيلٌ فُقَهَاؤُهُ ، كَثِيرٌ خُطَبَاؤُهُ
، كَثِيرٌ سُؤَّالُهُ ، قَلِيلٌ مُعْطُوهُ ، الْهَوَى فِيهِ قَائِدٌ لِلْعَمَلِ ،
اعْلَمُوا أَنَّ حُسْنَ الْهَدْيِ ، فِي آخِرِ الزَّمَانِ ، خَيْرٌ مِنْ بَعْضِ
الْعَمَلِ.
790- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا
خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ،
قَالَ : قُلْتُ لَهُ : رَأَيْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ؟ قَالَ : نَعَمْ ،
وَلاَ أَعْلَمُ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ رَجُلًا حَيًّا رَأَى النَّبِيَّ صلى الله
عليه وسلم غَيْرِي ، قَالَ : وَكَانَ أَبْيَضَ ، مَلِيحَ الْوَجْهِ.
- وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ
قَالَ : كُنْتُ أَنَا وَأَبُو الطُّفَيْلِ نَطُوفُ بِالْبَيْتِ ، قَالَ أَبُو
الطُّفَيْلِ : مَا بَقِيَ أَحَدٌ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غَيْرِي ،
قُلْتُ : وَرَأَيْتَهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قُلْتُ : كَيْفَ كَانَ ؟ قَالَ : كَانَ أَبْيَضَ
مَلِيحًا مُقَصَّدًا.
791- حَدَّثَنَا فَرْوَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
عَنْ قَابُوسَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله
عليه وسلم قَالَ : الْهَدْيُ الصَّالِحُ ، وَالسَّمْتُ الصَّالِحُ ،
وَالِاقْتِصَادُ ، جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ.
(...) - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ :
حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ : حَدَّثَنَا قَابُوسُ ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِنَّ
الْهَدْيَ الصَّالِحَ ، وَالسَّمْتَ الصَّالِحَ ، وَالِاقْتِصَادَ ، جُزْءٌ مِنْ
سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ.
بَابُ : وَيَأْتِيكَ بِالأخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ
792- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا
الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ : سَأَلْتُ
عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : هَلْ سَمِعْتِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
يَتَمَثَّلُ شِعْرًا قَطُّ ؟ فَقَالَتْ : أَحْيَانًا ، إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ
يَقُولُ : وَيَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ.
793- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ،
عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ طَاوُسٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : إِنَّهَا كَلِمَةُ
نَبِيٍّ :
وَيَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ.
بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ التَّمَنِّي
794- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
عَوَانَةَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِذَا تَمَنَّى
أَحَدُكُمْ فَلْيَنْظُرْ مَا يَتَمَنَّى ، فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي مَا يُعْطَى.
بَابُ لا تُسَمُّوا الْعِنَبَ الْكَرْمَ
795- حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ،
عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم قَالَ : لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمُ : الْكَرْمَ ، وَقُولُوا الْحَبَلَةَ
، يَعْنِي : الْعِنَبَ.
بَابُ قَوْلِ الرَّجُلِ : وَيْحَكَ
796- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ يَسُوقُ
بَدَنَةً ، فَقَالَ : ارْكَبْهَا ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّهَا
بَدَنَةٌ ، فَقَالَ : ارْكَبْهَا ، قَالَ : إِنَّهَا بَدَنَةٌ ، قَالَ فِي الثَّالِثَةِ
أَوْ فِي الرَّابِعَةِ : وَيْحَكَ ارْكَبْهَا.
بَابُ قَوْلِ الرَّجُلِ : يَا هَنْتَاهُ
797- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَرِيكٍ قَالَ
: حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ طَلْحَةَ ، عَنْ أُمِّهِ
حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ قَالَتْ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : مَا هِيَ
؟ يَا هَنْتَاهُ.
798- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ
، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ صُهْبَانَ الأَسَدِيِّ : رَأَيْتُ عَمَّارًا
صَلَّى الْمَكْتُوبَةَ ثُمَّ قَالَ لِرَجُلٍ إِلَى جَنْبِهِ : يَا هَنَاهْ ، ثُمَّ قَامَ.
799- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
الشَّرِيدِ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : أَرْدَفَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
فَقَالَ : هَلْ مَعَكَ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ ؟ قُلْتُ :
نَعَمْ . فَأَنْشَدْتُهُ بَيْتًا ، فَقَالَ : هِيهِ ، حَتَّى أَنْشَدْتُهُ مِئَةَ
بَيْتٍ.
بَابُ قَوْلِ الرَّجُلِ : إِنِّي كَسْلانُ
800- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ
خُمَيْرٍ قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي مُوسَى قَالَ : قَالَتْ
عَائِشَةُ : لاَ تَدَعْ قِيَامَ اللَّيْلِ ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ
لاَ يَذَرُهُ ، وَكَانَ إِذَا مَرِضَ أَوْ كَسِلَ صَلَّى قَاعِدًا.
بَابُ مَنْ تَعَوَّذَ مِنَ الْكَسَلِ
801- حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي
عَمْرٍو قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ : كَانَ النَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ
الْهَمِّ وَالْحَزَنِ ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ ، وَضَلَعِ
الدَّيْنِ ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.
بَابُ قَوْلِ الرَّجُلِ : نَفْسِي لَكَ الْفِدَاءُ
802- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ
مَالِكٍ يَقُولُ : كَانَ أَبُو طَلْحَةَ يَجْثُو بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم وَيَنْثُرُ كِنَانَتَهُ وَيَقُولُ : وَجْهِي لِوَجْهِكَ الْوِقَاءُ
، وَنَفْسِي لِنَفْسِكَ الْفِدَاءُ.
803- حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ ، عَنْ هِشَامٍ
، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ :
فَانْطَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَ الْبَقِيعِ ، وَانْطَلَقْتُ
أَتْلُوهُ ، فَالْتَفَتَ فَرَآنِي فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ ، فَقُلْتُ :
لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَسَعْدَيْكَ ، وَأَنَا فِدَاؤُكَ ، فَقَالَ :
إِنَّ الْمُكْثِرِينَ هُمُ الْمُقِلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، إِلاَّ مَنْ قَالَ
هَكَذَا وَهَكَذَا فِي حَقٍّ ، قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، فَقَالَ :
هَكَذَا ثَلاَثًا، ثُمَّ عَرَضَ لَنَا أُحُدٌ فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ ،
فَقُلْتُ : لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ ، وَأَنَا فِدَاؤُكَ ، قَالَ : مَا يَسُرُّنِي
أَنَّ أُحُدًا لِآلِ مُحَمَّدٍ ذَهَبًا ، فَيُمْسِي عِنْدَهُمْ دِينَارٌ ، أَوْ
قَالَ : مِثْقَالٌ ، ثُمَّ عَرَضَ لَنَا وَادٍ ، فَاسْتَنْتَلَ فَظَنَنْتُ أَنَّ
لَهُ حَاجَةً ، فَجَلَسْتُ عَلَى شَفِيرٍ ، وَأَبْطَأَ عَلَيَّ . قَالَ :
فَخَشِيتُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ سَمِعْتُهُ كَأَنَّهُ يُنَاجِي رَجُلًا ، ثُمَّ خَرَجَ
إِلَيَّ وَحْدَهُ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي كُنْتَ تُنَاجِي
؟ فَقَالَ : أَوَ سَمِعْتَهُ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَانِي
، فَبَشَّرَنِي أَنَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا
دَخَلَ الْجَنَّةَ ، قُلْتُ : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ؟ قَالَ : نَعَمْ.
بَابُ قَوْلِ الرَّجُلِ : فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي
804- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ
قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ : مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ
صلى الله عليه وسلم يُفَدِّي رَجُلًا بَعْدَ سَعْدٍ ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ : ارْمِ
، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي
805- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ :
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ قَالَ
: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ ، عَنْ
أَبِيهِ : خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَسْجِدِ وَأَبُو مُوسَى
يَقْرَأُ ، فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ فَقُلْتُ : أَنَا بُرَيْدَةُ جُعِلْتُ فِدَاكَ
، قَالَ : قَدْ أُعْطِيَ هَذَا مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ.
بَابُ قَوْلِ الرَّجُلِ : يَا بُنَيَّ ، لِمَنْ
أَبُوهُ لَمْ يُدْرِكِ الإسْلامَ
806- حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ :
حَدَّثَنَا مَحْبُوبُ بْنُ مُحْرِزٍ الْكُوفِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الصَّعْبُ
بْنُ حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ : أَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ
الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَجَعَلَ يَقُولُ : يَا ابْنَ أَخِي ، ثُمَّ
سَأَلَنِي ؟ فَانْتَسَبْتُ لَهُ ، فَعَرَفَ أَنَّ أَبِي لَمْ يُدْرِكِ الإِسْلاَمَ
، فَجَعَلَ يَقُولُ : يَا بُنَيَّ يَا بُنَيَّ.
807- حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ قَالَ : أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، عَنْ سَلْمٍ الْعَلَوِيِّ
قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ
: كُنْتُ خَادِمًا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ،
قَالَ : فَكُنْتُ أَدْخُلُ بِغَيْرِ اسْتِئْذَانٍ ، فَجِئْتُ يَوْمًا ، فَقَالَ :
كَمَا أَنْتَ يَا بُنَيَّ ، فَإِنَّهُ قَدْ حَدَثَ بَعْدَكَ أَمْرٌ : لا تَدْخُلَنَّ
إِلا بِإِذْنٍ.
808- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ :
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ
، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ لَهُ : يَا بُنَيَّ.
بَابُ لا يَقُلْ : خَبُثَتْ نَفْسِي
809- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : لاَ يَقُولَنَّ
أَحَدُكُمْ : خَبُثَتْ نَفْسِي ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ : لَقِسَتْ نَفْسِي.
810- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ : حَدَّثَنِي
يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَة َ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ : خَبُثَتْ
نَفْسِي ، وَلْيَقُلْ : لَقِسَتْ نَفْسِي.
قَالَ مُحَمَّدٌ : أَسْنَدَهُ عَقِيلٌ.
بَابُ كُنْيَةِ أَبِي الْحَكَمِ
811- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ :
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ الْحَارِثِيُّ ،
عَنْ أَبِيهِ الْمِقْدَامِ ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ قَالَ : حَدَّثَنِي
هَانِئُ بْنُ يَزِيدَ ، أَنَّهُ لَمَّا وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم مَعَ قَوْمِهِ ، فَسَمِعَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُمْ يُكَنُّونَهُ
بِأَبِي الْحَكَمِ ، فَدَعَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : إِنَّ
اللَّهَ هُوَ الْحَكَمُ ، وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ ، فَلِمَ تَكَنَّيْتَ بِأَبِي
الْحَكَمِ ؟ قَالَ : لاَ ، وَلَكِنَّ قَوْمِي إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ
أَتَوْنِي فَحَكَمْتُ بَيْنَهُمْ ، فَرَضِيَ كِلاَ الْفَرِيقَيْنِ ، قَالَ : مَا
أَحْسَنَ هَذَا ، ثُمَّ قَالَ : مَا لَكَ مِنَ الْوَلَدِ ؟ قُلْتُ : لِي شُرَيْحٌ
، وَعَبْدُ اللَّهِ ، وَمُسْلِمٌ ، بَنُو هَانِئٍ ، قَالَ : فَمَنْ أَكْبَرُهُمْ ؟
قُلْتُ : شُرَيْحٌ ، قَالَ : فَأَنْتَ أَبُو شُرَيْحٍ ، وَدَعَا لَهُ وَوَلَدِهِ.
وَسَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَوْمًا
يُسَمُّونَ رَجُلًا مِنْهُمْ : عَبْدَ الْحَجَرِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم :
مَا اسْمُكَ ؟ قَالَ : عَبْدُ الْحَجَرِ ، قَالَ : لاَ ، أَنْتَ عَبْدُ اللَّهِ.
قَالَ شُرَيْحٌ : وَإِنَّ هَانِئًا لَمَّا حَضَرَ رُجُوعُهُ
إِلَى بِلاَدِهِ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : أَخْبِرْنِي
بِأَيِّ شَيْءٍ يُوجِبُ لِيَ الْجَنَّةَ ؟ قَالَ : عَلَيْكَ بِحُسْنِ الْكَلاَمِ ،
وَبَذْلِ الطَّعَامِ.
بَابُ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
يُعْجِبُهُ الاسْمُ الْحَسَنُ
812- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ :
حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمْلُ بْنُ بَشِيرِ بْنِ
أَبِي حَدْرَدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عَمِّي ، عَنْ أَبِي حَدْرَدٍ قَالَ : قَالَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : مَنْ يَسُوقُ إِبِلَنَا هَذِهِ ؟ أَوْ قَالَ :
مَنْ يُبَلِّغُ إِبِلَنَا هَذِهِ ؟ قَالَ رَجُلٌ : أَنَا ، فَقَالَ : مَا اسْمُكَ
؟ قَالَ : فُلاَنٌ ، قَالَ : اجْلِسْ ، ثُمَّ قَامَ آخَرُ ، فَقَالَ : مَا اسْمُكَ
؟ قَالَ : فُلاَنٌ ، فقَالَ : اجْلِسْ ، ثُمَّ قَامَ آخَرُ ، فَقَالَ : مَا
اسْمُكَ ؟ قَالَ : نَاجِيَةُ ، قَالَ : أَنْتَ لَهَا ، فَسُقْهَا.
بَابُ السُّرْعَةِ فِي الْمَشْيِ
813- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ قَالَ : أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ
، عَنْ قَابُوسَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : أَقْبَلَ نَبِيُّ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُسْرِعًا وَنَحْنُ قُعُودٌ ، حَتَّى أَفْزَعَنَا
سُرْعَتُهُ إِلَيْنَا ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْنَا سَلَّمَ ، ثُمَّ قَالَ : قَدْ
أَقْبَلْتُ إِلَيْكُمْ مُسْرِعًا ، لِأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ ، فَنَسِيتُهَا
فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ، فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأوَاخِرِ.
بَابُ أَحَبِّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ
814- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عَقِيلُ بْنُ شَبِيبٍ ، عَنْ أَبِي
وَهْبٍ ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : تَسَمَّوْا
بِأَسْمَاءِ الأَنْبِيَاءِ ، وَأَحَبُّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ :
عَبْدُ اللَّهِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ، وَأَصْدَقُهَا : حَارِثٌ ، وَهَمَّامٌ ،
وَأَقْبَحُهَا : حَرْبٌ ، وَمُرَّةُ.
815- حَدَّثَنَا صَدَقَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ
قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ : وُلِدَ لِرَجُلٍ
مِنَّا غُلاَمٌ فَسَمَّاهُ : الْقَاسِمَ ، فَقُلْنَا : لاَ نُكَنِّيكَ أَبَا الْقَاسِمِ
وَلاَ كَرَامَةَ ، فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : سَمِّ
ابْنَكَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ.
بَابُ تَحْوِيلِ الاسْمِ إِلَى الاسْمِ
816- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ ، عَنْ سَهْلٍ قَالَ
: أُتِيَ بِالْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ
وُلِدَ ، فَوَضَعَهُ عَلَى فَخِذِهِ ، وَأَبُو أُسَيْدٍ جَالِسٌ ، فَلَهَى
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِشَيْءٍ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَأَمَرَ أَبُو
أُسَيْدٍ بِابْنِهِ فَاحْتُمِلَ مِنْ فَخِذِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ،
فَاسْتَفَاقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : أَيْنَ الصَّبِيُّ ؟ فَقَالَ أَبُو
أُسَيْدٍ : قَلَبْنَاهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : مَا اسْمُهُ ؟ قَالَ : فُلاَنٌ
، قَالَ : لاَ ، لَكِنِ اسْمُهُ الْمُنْذِرُ ، فَسَمَّاهُ يَوْمَئِذٍ الْمُنْذِرَ.
بَابُ أَبْغَضِ الأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ
817- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ : حَدَّثَنَا
شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ ، عَنِ
الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم : أَخْنَى الأَسْمَاءِ عِنْدَ اللَّهِ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الأمْلاكِ.
بَابُ مَنْ دَعَا آخَرَ بِتَصْغِيرِ اسْمِهِ
818- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ
بْنُ الْفَضْلِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُهَلَّبِ ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ
قَالَ : كُنْتُ أَشَدَّ النَّاسِ تَكْذِيبًا بِالشَّفَاعَةِ ، فَسَأَلْتُ جَابِرًا
، فَقَالَ : يَا طُلَيْقُ ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : يَخْرُجُونَ
مِنَ النَّارِ بَعْدَ دُخُولٍ ، وَنَحْنُ نَقْرَأُ الَّذِي تَقْرَأُ.
بَابُ يُدْعَى الرَّجُلُ بِأَحَبِّ الاسْمَاءِ إِلَيْهِ
819- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ
الْمُقَدَّمِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ قَالَ :
حَدَّثَنَا ذَيَّالُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي جَدِّي حَنْظَلَةُ
بْنُ حِذْيَمَ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ أَنْ
يُدْعَى الرَّجُلُ بِأَحَبِّ أَسْمَائِهِ إِلَيْهِ ، وَأَحَبِّ كُنَاهُ.
بَابُ تَحْوِيلِ اسْمِ عَاصِيَةَ
820- حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ
نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ النَّبِيَّ غَيْرَ اسْمَ عَاصِيَةَ وَقَالَ :
أَنْتِ جَمِيلَةُ.
821- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، وَسَعِيدُ بْنُ
مُحَمَّدٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبِي ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو
بْنِ عَطَاءٍ ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ ،
فَسَأَلَتْهُ عَنِ اسْمِ أُخْتٍ لَهُ عِنْدَهُ ؟ قَالَ : فَقُلْتُ : اسْمُهَا بَرَّةُ ،
قَالَتْ : غَيِّرِ اسْمَهَا ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَكَحَ
زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ وَاسْمُهَا بَرَّةُ ، فَغَيَّرَ اسْمَهَا إِلَى زَيْنَبَ ،
وَدَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ حِينَ تَزَوَّجَهَا ، وَاسْمِي بَرَّةُ ،
فَسَمِعَهَا تَدْعُونِي : بَرَّةَ ، فَقَالَ : لاَ تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ ، فَإِنَّ
اللَّهَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْبَرَّةِ مِنْكُنَّ وَالْفَاجِرَةِ ، سَمِّيهَا
زَيْنَبَ ، فَقَالَتْ : فَهِيَ زَيْنَبُ ، فَقُلْتُ لَهَا : سَمِّي ، فَقَالَتْ : غَيِّرْهُ إِلَى
مَا غَيَّرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَسَمِّهَا زَيْنَبَ.
بَابُ الصَّرْمِ
822- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ :
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ قَالَ
: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَخْزُومِيُّ ، حَدَّثَنِي جَدِّي ، عَنْ أَبِيهِ ،
وَكَانَ اسْمُهُ الصَّرْمَ ، فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَعِيدًا ،
قَالَ : رَأَيْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُتَّكِئًا فِي الْمَسْجِدِ.
823- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ،
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ قَالَ : لَمَّا وُلِدَ الْحَسَنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَمَّيْتُهُ :
حَرْبًا ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : أَرُونِي ابْنِي ، مَا
سَمَّيْتُمُوهُ ؟ قُلْنَا : حَرْبًا ، قَالَ : بَلْ هُوَ حَسَنٌ . فَلَمَّا وُلِدَ
الْحُسَيْنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَمَّيْتُهُ حَرْبًا ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم فَقَالَ : أَرُونِي ابْنِي ، مَا سَمَّيْتُمُوهُ ؟ قُلْنَا :
حَرْبًا ، قَالَ : بَلْ هُوَ حُسَيْنٌ
. فَلَمَّا وُلِدَ الثَّالِثُ سَمَّيْتُهُ : حَرْبًا ،
فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : أَرُونِي ابْنِي ، مَا
سَمَّيْتُمُوهُ ؟ قُلْنَا : حَرْبًا ، قَالَ : بَلْ هُوَ مُحْسِنٌ ، ثُمَّ قَالَ :
إِنِّي سَمَّيْتُهُمْ بِأَسْمَاءِ وَلَدِ هَارُونَ : شِبْرٌ ، وَشَبِيرٌ ، وَمُشَبِّرٌ.
بَابُ غُرَابٍ
824- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ أَبْزَى قَالَ : حَدَّثَتْنِي
أُمِّي رَائِطَةُ بِنْتُ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِيهَا قَالَ : شَهِدْتُ مَعَ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حُنَيْنًا ، فَقَالَ لِي : مَا اسْمُكَ ؟ قُلْتُ :
غُرَابٌ ، قَالَ : لا ، بَلِ اسْمُكَ مُسْلِمٌ.
بَابُ شِهَابٍ
825- حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى
، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، ذُكِرَ
عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ : شِهَابٌ ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : بَلْ أَنْتَ هِشَامٌ.
بَابُ الْعَاصِ
826- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى
بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ زَكَرِيَّا قَالَ : حَدَّثَنِي عَامِرٌ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مُطِيعٍ قَالَ : سَمِعْتُ مُطِيعًا يَقُولُ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه
وسلم يَقُولُ ، يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ : لاَ يُقْتَلُ قُرَشِيٌّ صَبْرًا بَعْدَ الْيَوْمِ
إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَلَمْ يُدْرِكِ الإِسْلاَمَ أَحَدٌ مِنْ عُصَاةِ
قُرَيْشٍ غَيْرُ مُطِيعٍ ، كَانَ اسْمُهُ الْعَاصَ فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم مُطِيعًا.
بَابُ مَنْ دَعَا صَاحِبَهُ فَيَخْتَصِرُ وَيَنْقُصُ
مِنَ اسْمِهِ شَيْئًا
827- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ : حَدَّثَنَا
شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ ، أَنَّ
عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم : يَا عَائِشُ ، هَذَا جِبْرِيلُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلاَمَ ، قَالَتْ : وَعَلَيْهِ
السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، قَالَتْ : وَهُوَ يَرَى مَا لا أَرَى.
828- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْيَشْكُرِيُّ الْبَصْرِيُّ قَالَ :
حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ ثُمَامَةَ ، أَنَّهَا قَدِمَتْ
حَاجَّةً ، فَإِنَّ أَخَاهَا الْمُخَارِقَ بْنَ ثُمَامَةَ قَالَ : ادْخُلِي عَلَى
عَائِشَةَ ، وَسَلِيهَا عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ
أَكْثَرُوا فِيهِ عِنْدَنَا ، قَالَتْ : فَدَخَلْتُ عَلَيْهَا فَقُلْتُ : بَعْضُ
بَنِيكِ يُقْرِئُكِ السَّلاَمَ ، وَيَسْأَلُكِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، قَالَتْ
: وَعَلَيْهِ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، قَالَتْ : أَمَّا أَنَا فَأَشْهَدُ
عَلَى أَنِّي رَأَيْتُ عُثْمَانَ فِي هَذَا الْبَيْتِ فِي لَيْلَةٍ قَائِظَةٍ ،
وَنَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجِبْرِيلُ يُوحِي إِلَيْهِ ، وَالنَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم يَضْرِبُ كَفَّ ، أَوْ كَتِفَ ، ابْنِ عَفَّانَ بِيَدِهِ :
اكْتُبْ ، عُثْمُ ، فَمَا كَانَ اللَّهُ يُنْزِلُ تِلْكَ الْمَنْزِلَةَ مِنْ
نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم إِلاَّ رَجُلًا عَلَيْهِ كَرِيمًا ، فَمَنْ سَبَّ
ابْنَ عَفَّانَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ.
بَابُ زَحْمٍ
829- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سُمَيْرٍ
قَالَ : حَدَّثَنِي بَشِيرُ بْنُ نَهِيكٍ قَالَ : حَدَّثَنَا بَشِيرٌ قَالَ :
أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : مَا اسْمُكَ ؟ قَالَ : زَحْمٌ ،
قَالَ : بَلْ أَنْتَ بَشِيرٌ ، فَبَيْنَمَا أَنَا أُمَاشِي النَّبِيَّ صلى الله
عليه وسلم ، فَقَالَ : يَا ابْنَ الْخَصَاصِيَةِ ، مَا أَصْبَحْتَ تَنْقِمُ عَلَى اللَّهِ
؟ أَصْبَحْتَ تُمَاشِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، قُلْتُ : بِأَبِي
وَأُمِّي ، مَا أَنْقِمُ عَلَى اللَّهِ شَيْئًا ، كُلَّ خَيْرٍ قَدْ أَصَبْتُ .
فَأَتَى عَلَى قُبُورِ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ : لَقَدْ سَبَقَ هَؤُلاَءِ خَيْرًا
كَثِيرًا ، ثُمَّ أَتَى عَلَى قُبُورِ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ : لَقَدْ أَدْرَكَ
هَؤُلاَءِ خَيْرًا كَثِيرًا ، فَإِذَا رَجُلٌ عَلَيْهِ سِبْتِيَّتَانِ يَمْشِي
بَيْنَ الْقُبُورِ ، فَقَالَ : يَا صَاحِبَ السِّبْتِيَّتَيْنِ ، أَلْقِ
سِبْتِيَّتَكَ ، فَخَلَعَ نَعْلَيْهِ.
830- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : سَمِعْتُ لَيْلَى امْرَأَةَ
بَشِيرٍ تُحَدِّثُ ، عَنْ بَشِيرِ ابْنِ الْخَصَاصِيَةِ ، وَكَانَ اسْمُهُ زَحْمًا
، فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَشِيرًا.
بَابُ بَرَّةَ
831- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ ، عَنْ كُرَيْبٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ اسْمَ جُوَيْرِيَةَ كَانَ بَرَّةَ ، فَسَمَّاهَا
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جُوَيْرِيَةَ.
832- حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : كَانَ اسْمُ مَيْمُونَةَ بَرَّةَ ، فَسَمَّاهَا
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَيْمُونَةَ.
بَابُ أَفْلَحَ
833- حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبِي قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ ،
عَنْ جَابِرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِنْ عِشْتُ نَهَيْتُ أُمَّتِي
، إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، أَنْ يُسَمِّي أَحَدُهُمْ بَرَكَةَ ، وَنَافِعًا ، وَأَفْلَحَ
، وَلاَ أَدْرِي قَالَ : رَافِعًا أَمْ لاَ ؟ ، يُقَالُ : هَا هُنَا بَرَكَةُ ؟
فَيُقَالُ : لَيْسَ هَا هُنَا ، فَقُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ
يَنْهَ عَنْ ذَلِكَ.
834- حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ
جُرَيْجٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ
: أَرَادَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَنْهَى أَنْ يُسَمَّى بِيَعْلَى ، وَبِبَرَكَةَ
، وَنَافِعٍ ، وَيَسَارٍ ، وَأَفْلَحَ ، وَنَحْوَ ذَلِكَ ، ثُمَّ سَكَتَ بَعْدُ
عَنْهَا ، فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا.
بَابُ رَبَاحٍ
835- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ :
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ : حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ ،
عَنْ سِمَاكٍ أَبِي زُمَيْلٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ
قَالَ : حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : لَمَّا
اعْتَزَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نِسَاءَهُ ، فَإِذَا أَنَا بِرَبَاحٍ
غُلاَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَنَادَيْتُ : يَا رَبَاحُ ،
اسْتَأْذِنْ لِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
بَابُ أَسْمَاءِ الأنْبِيَاءِ
836- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ : حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَسَارٍ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ،
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : تَسَمُّوا بِاسْمِي ، وَلاَ تُكَنُّوا
بِكُنْيَتِي ، فَإِنِّي أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ.
837- حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ،
عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم فِي السُّوقِ ، فَقَالَ رَجُلٌ : يَا أَبَا الْقَاسِمِ ،
فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ
اللَّهِ ، إِنَّمَا دَعَوْتُ هَذَا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : سَمُّوا
بِاسْمِي ، وَلاَ تُكَنُّوا بِكُنْيَتِي.
838- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ أَبِي الْهَيْثَمِ الْقَطَّانُ قَالَ : حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَّمٍ قَالَ
: سَمَّانِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُوسُفَ ،
وَأَقْعَدَنِي عَلَى حِجْرِهِ وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِي.
839- حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ،
عَنْ سُلَيْمَانَ ، وَمَنْصُورٍ ، وَفُلاَنٍ ، سَمِعُوا سَالِمَ بْنَ أَبِي
الْجَعْدِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا
مِنَ الأَنْصَارِ غُلاَمٌ ، وَأَرَادَ أَنْ يُسَمِّيَهُ مُحَمَّدًا ، قَالَ
شُعْبَةُ فِي حَدِيثِ مَنْصُورٍ : إِنَّ الأَنْصَارِيَّ قَالَ : حَمَلْتُهُ عَلَى
عُنُقِي ، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، وَفِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ
: وُلِدَ لَهُ غُلاَمٌ فَأَرَادُوا أَنْ يُسَمِّيَهُ مُحَمَّدًا ، قَالَ : تَسَمُّوا
بِاسْمِي ، وَلاَ تُكَنُّوا بِكُنْيَتِي ، فَإِنِّي إِنَّمَا جُعِلْتُ قَاسِمًا ،
أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ . وَقَالَ حُصَيْنٌ : بُعِثْتُ قَاسِمًا أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ.
840- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ بُرَيْدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي
بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : وُلِدَ لِي غُلاَمٌ ،
فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، فَسَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ ،
فَحَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ ، وَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ ، وَدَفَعَهُ إِلَيَّ
وَكَانَ أَكْبَرَ وَلَدِ أَبِي مُوسَى.
بَابُ حَزْنٍ
841- حَدَّثَنَا عَلِيٌّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ الْمُسَيِّبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى
الله عليه وسلم فَقَالَ : مَا اسْمُكَ ؟ قَالَ : حَزْنٌ ، قَالَ : أَنْتَ سَهْلٌ ،
قَالَ : لاَ أُغَيِّرُ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي . قَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ :
فَمَا زَالَتِ الْحُزُونَةُ فِينَا بَعْدُ.
(...) - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا
هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ ، أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُ قَالَ : أَخْبَرَنِي
عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ قَالَ : جَلَسْتُ إِلَى سَعِيدِ
بْنِ الْمُسَيِّبِ فَحَدَّثَنِي ، أَنَّ جَدَّهُ حَزْنًا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : مَا اسْمُكَ ؟ قَالَ : اسْمِي حَزْنٌ ، قَالَ :
بَلْ أَنْتَ سَهْلٌ ، قَالَ : مَا أَنَا بِمُغَيِّرٍ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي
قَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ : فَمَا زَالَتْ فِينَا الْحُزُونَةُ.
بَابُ اسْمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَكُنْيَتِهِ
842- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ،
عَنْ جَابِرٍ قَالَ : وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلاَمٌ فَسَمَّاهُ الْقَاسِمَ ،
فَقَالَتِ الأَنْصَارُ : لاَ نُكَنِّيكَ أَبَا الْقَاسِمِ ، وَلاَ نُنْعِمُكَ
عَيْنًا ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ : مَا قَالَتِ الأَنْصَارُ
، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : أَحْسَنَتِ الأَنْصَارُ ، تَسَمُّوا
بِاسْمِي ، وَلاَ تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي ، فَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ.
843- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
فِطْرٌ ، عَنْ مُنْذِرٍ قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ يَقُولُ : كَانَتْ
رُخْصَةً لِعَلِيٍّ ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنْ وُلِدَ لِي بَعْدَكَ
أُسَمِّيهِ بِاسْمِكَ ، وَأُكَنِّيهِ بِكُنْيَتِكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ.
844- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ : حَدَّثَنَا
اللَّيْثُ قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ عَجْلاَنَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ : نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَجْمَعَ
بَيْنَ اسْمِهِ وَكُنْيَتِهِ ، وَقَالَ
: أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ ، وَاللَّهُ يُعْطِي ، وَأَنَا
أَقْسِمُ.
845- حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه
وسلم فِي السُّوقِ ، فَقَالَ رَجُلٌ : يَا أَبَا الْقَاسِمِ ، فَالْتَفَتَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : دَعَوْتُ هَذَا ، فَقَالَ : سَمُّوا
بِاسْمِي ، وَلاَ تُكَنُّوا بِكُنْيَتِي.
بَابُ هَلْ يُكَنَّى الْمُشْرِكُ
846- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ :
حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ : حَدَّثَنِي عَقِيلٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ
عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَلَغَ مَجْلِسًا فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيِّ
بْنُ سَلُولٍ ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ،
فَقَالَ : لاَ تُؤْذِينَا فِي مَجْلِسِنَا ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه
وسلم عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَقَالَ : أَيْ سَعْدُ ، أَلاَ تَسْمَعُ مَا
يَقُولُ أَبُو حُبَابٍ ؟ ، يُرِيدُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ ابْنَ سَلُولٍ.
بَابُ الْكُنْيَةِ لِلصَّبِيِّ
847- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ :
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : كَانَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُ عَلَيْنَا ، وَلِي أَخٌ صَغِيرٌ يُكَنَّى
: أَبَا عُمَيْرٍ ، وَكَانَ لَهُ نُغَرٌ يَلْعَبُ بِهِ فَمَاتَ ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم فَرَآهُ حَزِينًا ، فَقَالَ : مَا شَأْنُهُ ؟ قِيلَ لَهُ :
مَاتَ نُغَرُهُ ، فَقَالَ : يَا أَبَا عُمَيْرٍ ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ ؟.
بَابُ الْكُنْيَةِ قَبْلَ أَنْ يُولَدَ لَهُ
848- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ مُغِيرَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ كَنَّى
عَلْقَمَةَ : أَبَا شِبْلٍ ، وَلَمْ يُولَدْ لَهُ.
849- حَدَّثَنَا عَارِمٌ قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ : كَنَّانِي عَبْدُ اللَّهِ قَبْلَ
أَنْ يُولَدَ لِي.
بَابُ كُنْيَةِ النِّسَاءِ
850- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ حَمْزَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
قَالَتْ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ
، كَنَّيْتَ نِسَاءَكَ ، فَاكْنِنِي ، فَقَالَ : تَكَنِّي بِابْنِ أُخْتِكِ عَبْدِ
اللَّهِ.
851- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ
: حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الزُّبَيْرِ ، أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : يَا نَبِيَّ
اللَّهِ ، أَلاَ تُكَنِّينِي ؟ فَقَالَ : اكْتَنِي بِابْنِكِ ، يَعْنِي : عَبْدَ
اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ ، فَكَانَتْ تُكَنَّى : أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ.
بَابُ مَنْ كَنَّى رَجُلًا بِشَيْءٍ هُوَ فِيهِ أَوْ
بِأَحَدِهِمْ
852- حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ ، عَنْ
سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ، إِنْ كَانَتْ أَحَبَّ أَسْمَاءِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ إِلَيْهِ لَأَبُو تُرَابٍ ، وَإِنْ كَانَ لَيَفْرَحُ أَنْ يُدْعَى بِهَا ،
وَمَا سَمَّاهُ أَبَا تُرَابٍ إِلاَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، غَاضَبَ يَوْمًا
فَاطِمَةَ ، فَخَرَجَ فَاضْطَجَعَ إِلَى الْجِدَارِ إِلَى الْمَسْجِدِ ، وَجَاءَهُ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتْبَعُهُ ، فَقَالَ : هُوَ ذَا مُضْطَجِعٌ فِي
الْجِدَارِ ، فَجَاءَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَقَدِ امْتَلَأَ ظَهْرُهُ
تُرَابًا ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ التُّرَابَ عَنْ
ظَهْرِهِ وَيَقُولُ : اجْلِسْ أَبَا تُرَابٍ.
بَابُ كَيْفَ الْمَشْيُ مَعَ الْكُبَرَاءِ وَأَهْلِ
الْفَضْلِ ؟
853- حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْوَارِثِ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : بَيْنَمَا
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي نَخْلٍ لَنَا ، نَخْلٍ لِأَبِي طَلْحَةَ ، تَبَرَّزَ
لِحَاجَتِهِ ، وَبِلاَلٌ يَمْشِي وَرَاءَهُ ، يُكْرِمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه
وسلم أَنْ يَمْشِيَ إِلَى جَنْبِهِ ، فَمَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
بِقَبْرٍ فَقَامَ ، حَتَّى تَمَّ إِلَيْهِ بِلاَلٌ ، فَقَالَ : وَيْحَكَ يَا
بِلاَلُ ، هَلْ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ ؟ قَالَ : مَا أَسْمَعُ شَيْئًا ، فَقَالَ :
صَاحِبُ هَذَا الْقَبْرِ يُعَذَّبُ ، فَوُجِدَ يَهُودِيًّا.
بَابٌ
854- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ : سَمِعْتُ
مُعَاوِيَةَ يَقُولُ لِأَخٍ لَهُ صَغِيرٍ : أَرْدِفِ الْغُلاَمَ ، فَأَبَى ،
فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ : بِئْسَ مَا أُدِّبْتَ ، قَالَ قَيْسٌ : فَسَمِعْتُ
أَبَا سُفْيَانَ يَقُولُ : دَعْ عَنْكَ أَخَاكَ.
855- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ : حَدَّثَنِي
يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ الْعَاصِ قَالَ : إِذَا كَثُرَ الأَخِلاَّءُ كَثُرَ الْغُرَمَاءُ ، قُلْتُ
لِمُوسَى : وَمَا الْغُرَمَاءُ ؟ قَالَ
: الْحُقُوقُ.
بَابُ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةٌ
856- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ قَالَ
: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ ثَابِتٍ ، عَنْ خَالِدٍ هُوَ
ابْنُ كَيْسَانَ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ إِيَاسُ
بْنُ خَيْثَمَةَ قَالَ : أَلاَ أُنْشِدُكَ مِنْ شِعْرِي يَا ابْنَ الْفَارُوقِ ؟ قَالَ
: بَلَى ، وَلَكِنْ لاَ تُنْشِدْنِي إِلاَّ حَسَنًا . فَأَنْشَدَهُ حَتَّى إِذَا
بَلَغَ شَيْئًا كَرِهَهُ ابْنُ عُمَرَ ، قَالَ لَهُ : أَمْسِكْ.
857- حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ :
أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، سَمِعَ مُطَرِّفًا قَالَ : صَحِبْتُ
عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ مِنَ الْكُوفَةِ إِلَى الْبَصْرَةِ ، فَقَلَّ مَنْزِلٌ يَنْزِلُهُ
إِلاَّ وَهُوَ يُنْشِدُنِي شِعْرًا ، وَقَالَ : إِنَّ فِي الْمَعَارِيضِ
لَمَنْدُوحَةٌ عَنِ الْكَذِبِ.
858- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ : أَخْبَرَنَا
شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ
: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ،
أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ
الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ
أَخْبَرَهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِنَّ مِنَ
الشِّعْرِ حِكْمَةً.
859- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو هَمَّامٍ مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ ،
عَنِ الْحَسَنِ ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ،
إِنِّي مَدَحْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ بِمَحَامِدَ ، قَالَ : أَمَا إِنَّ رَبَّكَ
يُحِبُّ الْحَمْدَ ، وَلَمْ يَزِدْهُ عَلَى ذَلِكَ.
860- حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبِي قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : لَأَنْ يَمْتَلِئَ
جَوْفُ رَجُلٍ قَيْحًا حَتَّى يَرِيَهُ ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا.
861- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ :
حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ قَالَ :
كُنْتُ شَاعِرًا ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ : أَلاَ
أُنْشِدُكَ مَحَامِدَ حَمِدْتُ بِهَا رَبِّي ؟ قَالَ : إِنَّ رَبَّكَ يُحِبُّ
الْمَحَامِدَ ، وَلَمْ يَزِدْنِي عَلَيْهِ.
862- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدَةُ قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتِ : اسْتَأْذَنَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي هِجَاءِ الْمُشْرِكِينَ ، فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : فَكَيْفَ بِنِسْبَتِي ؟ فَقَالَ : لَأَسُلَّنَّكَ
مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعْرَةُ مِنَ الْعَجِينِ.
863- وَعَنْ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : ذَهَبْتُ أَسُبُّ
حَسَّانَ عِنْدَ عَائِشَةَ ، فَقَالَتْ : لاَ تَسُبَّهُ ، فَإِنَّهُ كَانَ
يُنَافِحُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
بَابُ الشِّعْرُ حَسَنٌ كَحَسَنِ الْكَلامِ وَمِنْهُ
قَبِيحٌ
864- حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ،
عَنْ زِيَادٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ الأَسْوَدِ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
قَالَ : مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةٌ.
865- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ
بْنِ أَنْعَمَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَمْرٍو قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : الشِّعْرُ
بِمَنْزِلَةِ الْكَلاَمِ ، حَسَنُهُ كَحَسَنِ الْكَلامِ ، وَقَبِيحُهُ كَقَبِيحِ
الْكَلامِ.
866- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ
: أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، وَغَيْرُهُ ،
عَنْ عُقَيْلٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا ، أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ : الشِّعْرُ مِنْهُ حَسَنٌ وَمِنْهُ قَبِيحٌ
، خُذْ بِالْحَسَنِ وَدَعِ الْقَبِيحَ ، وَلَقَدْ رَوَيْتُ مِنْ شِعْرِ كَعْبِ
بْنِ مَالِكٍ أَشْعَارًا ، مِنْهَا الْقَصِيدَةُ فِيهَا أَرْبَعُونَ بَيْتًا ،
وَدُونَ ذَلِكَ.
867- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
شَرِيكٌ ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قُلْتُ
لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
يَتَمَثَّلُ بِشَيْءٍ مِنَ الشِّعْرِ ؟ فَقَالَتْ : كَانَ يَتَمَثَّلُ بِشَيْءٍ
مِنْ شِعْرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ : وَيَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ
تُزَوِّدِ.
868- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ قَالَ
: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ، أَنَّ الأَسْوَدَ بْنَ سَرِيعٍ حَدَّثَهُ قَالَ : كُنْتُ
شَاعِرًا فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، امْتَدَحْتُ رَبِّي ، فَقَالَ : أَمَا
إِنَّ رَبَّكَ يُحِبُّ الْحَمْدَ ، وَمَا اسْتَزَادَنِي عَلَى ذَلِكَ.
بَابُ مَنِ اسْتَنْشَدَ الشِّعْرَ
869- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى قَالَ : سَمِعْتُ عَمْرَو
بْنَ الشَّرِيدِ ، عَنِ الشَّرِيدِ قَالَ : اسْتَنْشَدَنِي النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم شِعْرَ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ ، وَأَنْشَدْتُهُ ، فَأَخَذَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : هِيهِ ، هِيهِ حَتَّى أَنْشَدْتُهُ
مِئَةَ قَافِيَةٍ ، فَقَالَ : إِنْ كَادَ لَيُسْلِمُ.
بَابُ مَنْ كَرِهَ الْغَالِبَ عَلَيْهِ الشِّعْرُ
870- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ :
أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم قَالَ : لِأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا خَيْرٌ لَهُ
مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا.
871- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ
قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} إِلَى قَوْلِهِ :
{وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ} ، فَنَسَخَ مِنْ ذَلِكَ
وَاسْتَثْنَى فَقَالَ : {إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا} إِلَى قَوْلِهِ :
{يَنْقَلِبُونَ}.
بَابُ مَنْ قَالَ : إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا
872- حَدَّثَنَا عَارِمٌ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
عَوَانَةَ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ
رَجُلًا ، أَوْ أَعْرَابِيًّا ، أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَتَكَلَّمَ بِكَلاَمٍ
بَيِّنٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا
، وَإِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً.
873- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ :
حَدَّثَنِي مَعْنٌ قَالَ : حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ سَلاَّمٍ ، أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ
بْنَ مَرْوَانَ دَفَعَ وَلَدَهُ إِلَى الشَّعْبِيِّ يُؤَدِّبُهُمْ ، فَقَالَ :
عَلِّمْهُمُ الشِّعْرَ يَمْجُدُوا وَيُنْجِدُوا ، وَأَطْعِمْهُمُ اللَّحْمَ
تَشْتَدُّ قُلُوبُهُمْ ، وَجُزَّ شُعُورَهُمْ تَشْتَدُّ رِقَابُهُمْ ، وَجَالِسْ بِهِمْ
عِلْيَةَ الرِّجَالِ يُنَاقِضُوهُمُ الْكَلامَ.
بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ الشِّعْرِ
874- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ
، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ ،
عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ جُرْمًا إِنْسَانٌ
شَاعِرٌ يَهْجُو الْقَبِيلَةَ مِنْ أَسْرِهَا ، وَرَجُلٌ انْتَفَى مِنْ أَبِيهِ.
بَابُ كَثْرَةِ الْكَلامِ
875- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ
أَسْلَمَ قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ : قَدِمَ رَجُلاَنِ مِنَ الْمَشْرِقِ
خَطِيبَانِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَامَا
فَتَكَلَّمَا ثُمَّ قَعَدَا ، وَقَامَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ ، خَطِيبُ رَسُولِ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَتَكَلَّمَ ، فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِهِمَا ،
فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ
، قُولُوا قَوْلَكُمْ ، فَإِنَّمَا تَشْقِيقُ الْكَلاَمِ مِنَ الشَّيْطَانِ ،
ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا.
876- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ ، أَنَّهُ
سَمِعَ أَنَسًا يَقُولُ : خَطَبَ رَجُلٌ عِنْدَ عُمَرَ فَأَكْثَرَ الْكَلاَمَ ،
فَقَالَ عُمَرُ : إِنَّ كَثْرَةَ الْكَلاَمِ فِي الْخُطَبِ مِنْ شَقَاشِقِ
الشَّيْطَانِ.
877- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ : حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ
كُلَيْبٍ قَالَ : حَدَّثَنِي سُهَيْلُ بْنُ ذِرَاعٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا
يَزِيدَ أَوْ مَعْنَ بْنَ يَزِيدَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
اجْتَمِعُوا فِي مَسَاجِدِكُمْ ، وَكُلَّمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فَلْيُؤْذِنُونِي ، فَأَتَانَا
أَوَّلَ مَنْ أَتَى ، فَجَلَسَ ، فَتَكَلَّمَ مُتَكَلِّمٌ مِنَّا ، ثُمَّ قَالَ :
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ الَّذِي لَيْسَ لِلْحَمْدِ دُونَهُ مَقْصَدٌ ، وَلاَ
وَرَاءَهُ مَنْفَذٌ . فَغَضِبَ فَقَامَ ، فَتَلاَوَمْنَا بَيْنَنَا ، فَقُلْنَا :
أَتَانَا أَوَّلَ مَنْ أَتَى ، فَذَهَبَ إِلَى مَسْجِدٍ آخَرَ فَجَلَسَ فِيهِ ،
فَأَتَيْنَاهُ فَكَلَّمْنَاهُ ، فَجَاءَ مَعَنَا فَقَعَدَ فِي مَجْلِسِهِ أَوْ
قَرِيبًا مِنْ مَجْلِسِهِ ، ثُمَّ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَا شَاءَ جَعَلَ
بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَمَا شَاءَ جَعَلَ خَلْفَهُ ، وَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا
، ثُمَّ أَمَرَنَا وَعَلَّمَنَا.
بَابُ التَّمَنِّي
878- حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ يَقُولُ : قَالَتْ
عَائِشَةُ : أَرِقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ :
لَيْتَ رَجُلًا صَالِحًا مِنْ أَصْحَابِي يَجِيئُنِي فَيَحْرُسَنِي اللَّيْلَةَ ،
إِذْ سَمِعْنَا صَوْتَ السِّلاَحِ ، فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : سَعْدٌ يَا رَسُولَ
اللَّهِ ، جِئْتُ أَحْرُسُكَ ، فَنَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى
سَمِعْنَا غَطِيطَهُ.
بَابُ يُقَالُ لِلرَّجُلِ وَالشَّيْءِ وَالْفَرَسِ :
هُوَ بَحْرٌ
879- حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ،
عَنْ قَتَادَةَ قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ : كَانَ فَزَعٌ
بِالْمَدِينَةِ ، فَاسْتَعَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَرَسًا لِأَبِي
طَلْحَةَ ، يُقَالُ لَهُ : الْمَنْدُوبُ ، فَرَكِبَهُ ، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ :
مَا رَأَيْنَا مِنْ شَيْءٍ ، وَإِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا.
بَابُ الضَّرْبِ عَلَى اللَّحْنِ
880- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ : كَانَ ابْنُ عُمَرَ
يَضْرِبُ وَلَدَهُ عَلَى اللَّحْنِ.
881- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
سَلَمَةَ ، عَنْ كَثِيرٍ أَبِي مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
عَجْلاَنَ قَالَ : مَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
بِرَجُلَيْنِ يَرْمِيَانِ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ : أسَبْتَ ، فَقَالَ عُمَرُ : سُوءُ
اللَّحْنِ أَشَدُّ مِنْ سُوءِ الرَّمْيِ.
بَابُ الرَّجُلِ يَقُولُ : لَيْسَ بِشَيْءٍ ، وَهُوَ
يُرِيدُ أَنَّهُ لَيْسَ بِحَقٍّ
882- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ
شِهَابٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ
سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ : قَالَتْ عَائِشَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم : سَأَلَ نَاسٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْكُهَّانِ ،
فَقَالَ لَهُمْ : لَيْسُوا بِشَيْءٍ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ،
فَإِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَ بِالشَّيْءِ يَكُونُ حَقًّا ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم : تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنَ الْحَقِّ يَخْطَفُهَا الشَّيْطَانُ ،
فَيُقَرْقِرُهُ بِأُذُنَيْ وَلِيِّهِ كَقَرْقَرَةِ الدَّجَاجَةِ ، فَيَخْلِطُونَ
فِيهَا بِأَكْثَرَ مِنْ مِئَةِ كِذْبَةٍ.
بَابُ الْمَعَارِيضِ
883- حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ ثَابِتٍ
الْبُنَانِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم فِي مَسِيرٍ لَهُ ، فَحَدَا الْحَادِي ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم : ارْفُقْ يَا أَنْجَشَةُ وَيْحَكَ بِالْقَوَارِيرِ.
884- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ قَالَ :
حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ أَبِي
: حَدَّثَنَا ابْنُ عُمَرَ ، عَنْ عُمَرَ ، فِيمَا أَرَى
شَكَّ أَبِي ، أَنَّهُ قَالَ : حَسْبُ امْرِئٍ مِنَ الْكَذِبِ أَنْ يُحَدِّثَ
بِكُلِّ مَا سَمِعَ.
قَالَ : وَفِيمَا أَرَى قَالَ : قَالَ عُمَرُ : أَمَا
فِي الْمَعَارِيضِ مَا يَكْفِي الْمُسْلِمَ مِنَ الْكَذِبِ.
885- حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ،
عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ :
صَحِبْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ إِلَى الْبَصْرَةِ ، فَمَا أَتَى عَلَيْنَا
يَوْمٌ إِلاَّ أَنْشَدْنَا فِيهِ الشِّعْرَ ، وَقَالَ : إِنَّ فِي مَعَارِيضِ الْكَلاَمِ
لَمَنْدُوحَةٌ عَنِ الْكَذِبِ.
بَابُ إِفْشَاءِ السِّرِّ
886- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ :
حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ
قَالَ : عَجِبْتُ مِنَ الرَّجُلِ يَفِرُّ مِنَ الْقَدَرِ وَهُوَ مُوَاقِعُهُ ،
وَيَرَى الْقَذَاةَ فِي عَيْنِ أَخِيهِ وَيَدَعُ الْجِذْعَ فِي عَيْنِهِ ، وَيُخْرِجُ
الضَّغْنَ مِنْ نَفْسِ أَخِيهِ وَيَدَعُ الضَّغْنَ فِي نَفْسِهِ ، وَمَا وَضَعْتُ
سِرِّي عِنْدَ أَحَدٍ فَلُمْتُهُ عَلَى إِفْشَائِهِ ، وَكَيْفَ أَلُومُهُ وَقَدْ
ضِقْتُ بِهِ ذَرْعًا ؟.
بَابُ السُّخْرِيَةِ
وَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : {لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ
مِنْ قَوْمٍ}
887- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي أَخِي
، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلاَلٍ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ ، عَنْ
أُمِّهِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : مَرَّ رَجُلٌ مُصَابٌ عَلَى
نِسْوَةٍ ، فَتَضَاحَكْنَ بِهِ يَسْخَرْنَ ، فَأُصِيبَ بَعْضُهُنَّ.
بَابُ التُّؤَدَةِ فِي الأمُورِ
888- حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ :
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : أَخْبَرَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ
الأَنْصَارِيُّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَلِيٍّ قَالَ : أَتَيْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ أَبِي ، فَنَاجَى أَبِي دُونِي ، قَالَ : فَقُلْتُ
لِأَبِي : مَا قَالَ لَكَ ؟ قَالَ : إِذَا أَرَدْتَ أَمْرًا فَعَلَيْكَ
بِالتُّؤَدَةِ حَتَّى يُرِيَكَ اللَّهُ مِنْهُ الْمَخْرَجَ ، أَوْ حَتَّى يَجْعَلَ
اللَّهُ لَكَ مَخْرَجًا.
889- وَعَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ ،
عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ : لَيْسَ
بِحَكِيمٍ مَنْ لاَ يُعَاشِرُ بِالْمَعْرُوفِ مَنْ لاَ يَجِدُ مِنْ مُعَاشَرَتِهِ
بُدًّا ، حَتَّى يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُ فَرَجًا أَوْ مَخْرَجًا.
بَابُ مَنْ هَدَّى زُقَاقًا أَوْ طَرِيقًا
890- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا الْفَزَارِيُّ قَالَ :
حَدَّثَنَا قِنَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، عَنِ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم قَالَ : مَنْ مَنَحَ مَنِيحَةً أَوْ هَدَّى زُقَاقًا ، أَوْ قَالَ
: طَرِيقًا ، كَانَ لَهُ عَدْلُ عِتَاقِ نَسَمَةٍ.
891- حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، عَنْ أَبِي
زُمَيْلٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مَرْثَدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، يَرْفَعْهُ
، قَالَ : ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ : لاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ رَفَعَهُ ، قَالَ :
إِفْرَاغُكَ مِنْ دَلْوِكَ فِي دَلْوِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ ، وَأَمْرُكَ
بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيُكَ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ ، وَتَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ
أَخِيكَ صَدَقَةٌ ، وَإِمَاطَتُكَ الْحَجَرَ وَالشَّوْكَ وَالْعَظْمَ عَنْ طَرِيقِ
النَّاسِ لَكَ صَدَقَةٌ ، وَهِدَايَتُكَ الرَّجُلَ فِي أَرْضِ الضَّالَّةِ
صَدَقَةٌ.
بَابُ مَنْ كَمَّهَ أَعْمَى
892- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ
: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي
عَمْرٍو ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم قَالَ : لَعَنَ اللَّهُ مَنْ كَمَّهَ أَعْمَى عَنِ السَّبِيلِ.
بَابُ الْبَغْيِ
893- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ قَالَ : حَدَّثَنَا شَهْرٌ قَالَ :
حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ : بَيْنَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
بِفِنَاءِ بَيْتِهِ بِمَكَّةَ جَالِسٌ ، إِذْ مَرَّ بِهِ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ
، فَكَشَرَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم : أَلاَ تَجْلِسُ ؟ قَالَ : بَلَى ، فَجَلَسَ النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم مُسْتَقْبِلَهُ ، فَبَيْنَمَا هُوَ يُحَدِّثُهُ إِذْ شَخَصَ النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ : أَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم آنِفًا ، وَأَنْتَ جَالِسٌ ، قَالَ : فَمَا قَالَ لَكَ ؟ قَالَ
: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى
وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}
قَالَ عُثْمَانُ : وَذَلِكَ حِينَ اسْتَقَرَّ الإِيمَانُ فِي قَلْبِي وَأَحْبَبْتُ
مُحَمَّدًا.
بَابُ عُقُوبَةِ الْبَغْيِ
894- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ
قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
أَنَسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ
: مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تُدْرِكَا ، دَخَلْتُ أَنَا وَهُوَ فِي
الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ ، وَأَشَارَ مُحَمَّدٌ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى.
895- وَبَابَانِ يُعَجَّلاَنِ فِي الدُّنْيَا :
الْبَغْيُ ، وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ.
بَابُ الْحَسَبِ
896- حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ مَعْمَرٍ الْعَوْقِيُّ
قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ
: إِنَّ الْكَرِيمَ ابْنَ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ يُوسُفُ
بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ.
897- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ،
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم قَالَ : إِنَّ أَوْلِيَائِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُتَّقُونَ ، وَإِنْ
كَانَ نَسَبٌ أَقْرَبَ مِنْ نَسَبٍ ، فَلاَ يَأْتِينِي النَّاسُ بِالأَعْمَالِ
وَتَأْتُونَ بِالدُّنْيَا تَحْمِلُونَهَا عَلَى رِقَابِكُمْ ، فَتَقُولُونَ : يَا
مُحَمَّدُ ، فَأَقُولُ هَكَذَا وَهَكَذَا : لاَ ، وَأَعْرَضَ فِي كِلا عِطْفَيْهِ.
898- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ
قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَطَاءٌ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لاَ أَرَى أَحَدًا يَعْمَلُ
بِهَذِهِ الْآيَةِ : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ
وَأُنْثَى} حَتَّى بَلَغَ : {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} ،
فَيَقُولُ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ : أَنَا أَكْرَمُ مِنْكَ ، فَلَيْسَ أَحَدٌ
أَكْرَمَ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِتَقْوَى اللَّهِ.
899- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ ، عَنْ يَزِيدَ قَالَ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : مَا
تَعُدُّونَ الْكَرَمَ ؟ وَقَدْ بَيَّنَ اللَّهُ الْكَرَمَ ، فَأَكْرَمُكُمْ عِنْدَ
اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ، مَا تَعُدُّونَ الْحَسَبَ ؟ أَفْضَلُكُمْ حَسَبًا
أَحْسَنُكُمْ خُلُقًا.
بَابُ الارْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ
900- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي
اللَّيْثُ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَمْرَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ :
الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ ، وَمَا تَنَاكَرَ
مِنْهَا اخْتَلَفَ.
(...) - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ : حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله
عليه وسلم ، مِثْلَهُ.
901- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
قَالَ : حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ ، عَنْ سُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : الأَرْوَاحُ
جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ ، وَمَا تَنَاكَرَ
مِنْهَا اخْتَلَفَ.
بَابُ قَوْلِ الرَّجُلِ عِنْدَ التَّعَجُّبِ : سُبْحَانَ
اللَّهِ
902- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ ،
عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى الْكَلْبِيِّ قَالَ : حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ
: أَخْبَرَنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ
قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : بَيْنَمَا رَاعٍ فِي غَنَمِهِ
، عَدَا عَلَيْهِ الذِّئْبُ فَأَخَذَ مِنْهُ شَاةً ، فَطَلَبَهُ الرَّاعِي ،
فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الذِّئْبُ فَقَالَ : مَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ ؟ لَيْسَ
لَهَا رَاعٍ غَيْرِي ، فَقَالَ النَّاسُ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : فَإِنِّي أُؤْمِنُ بِذَلِكَ ، أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ
وَعُمَرُ.
903- حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ
الأَعْمَشِ قَالَ : سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ عُبَيْدَةَ يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِي
عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي جَنَازَةٍ ، فَأَخَذَ شَيْئًا فَجَعَلَ
يَنْكُتُ بِهِ فِي الأَرْضِ ، فَقَالَ : مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ قَدْ
كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ ، وَمَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ
اللَّهِ ، أَفَلاَ نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا ، وَنَدَعُ الْعَمَلَ ؟ قَالَ :
اعْمَلُوا ، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ ، قَالَ : أَمَّا مَنْ كَانَ
مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَسَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ السَّعَادَةِ ، وَأَمَّا مَنْ
كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ فَسَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ الشَّقَاوَةِ ، ثُمَّ
قَرَأَ : {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى}.
بَابُ مَسْحِ الأَرْضِ بِالْيَدِ
904- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ
، عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ : قُلْتُ لِأَبِي قَتَادَةَ : مَا لَكَ لاَ تُحَدِّثُ عَنْ
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا يُحَدِّثُ عَنْهُ النَّاسُ ؟ فَقَالَ
أَبُو قَتَادَةَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : مَنْ
كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيُسَهِّلْ لِجَنْبِهِ مَضْجَعًا مِنَ النَّارِ ، وَجَعَلَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ذَلِكَ وَيَمْسَحُ الأرْضَ بِيَدِهِ.
بَابُ الْخَذْفِ
905- حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ،
عَنْ قَتَادَةَ قَالَ : سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ صُهْبَانَ الأَزْدِيَّ يُحَدِّثُ ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ قَالَ : نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم عَنِ الْخَذْفِ ، وَقَالَ : إِنَّهُ لاَ يَقْتُلُ الصَّيْدَ ،
وَلاَ يُنْكِي الْعَدُوَّ ، وَإِنَّهُ يَفْقَأُ الْعَيْنَ ، وَيَكْسِرُ السِّنَّ.
بَابُ لا تَسُبُّوا الرِّيحَ
906- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ
قَيْسٍ ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ : أَخَذَتِ النَّاسَ الرِّيحُ فِي طَرِيقِ
مَكَّةَ ، وَعُمَرُ حَاجٌّ ، فَاشْتَدَّتْ ، فَقَالَ عُمَرُ لِمَنْ حَوْلَهُ : مَا
الرِّيحُ ؟ فَلَمْ يَرْجِعُوا بِشَيْءٍ ، فَاسْتَحْثَثْتُ رَاحِلَتِي فَأَدْرَكْتُهُ
، فَقُلْتُ : بَلَغَنِي أَنَّكَ سَأَلْتَ عَنِ الرِّيحِ ، وَإِنِّي سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ،
تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ ، وَتَأْتِي بِالْعَذَابِ ، فَلاَ تَسُبُّوهَا ، وَسَلُوا
اللَّهَ خَيْرَهَا ، وَعُوذُوا مِنْ شَرِّهَا.
بَابُ قَوْلِ الرَّجُلِ : مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا
وَكَذَا
907- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي
مَالِكٌ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ ،
أَنَّهُ قَالَ : صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلاَةَ
الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ عَلَى أَثَرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلَةِ ، فَلَمَّا
انْصَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ : هَلْ
تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ،
قَالَ : أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ :
مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ ، فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ
بِالْكَوْكَبِ ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ : بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا ، فَذَلِكَ كَافِرٌ
بِي ، مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ.
بَابُ مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا رَأَى غَيْمًا
908- حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ :
أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهَا قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَأَى مَخِيلَةً
دَخَلَ وَخَرَجَ ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ ، وَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ ، فَإِذَا مَطَرَتِ
السَّمَاءُ سُرِّيَ ، فَعَرَّفَتْهُ عَائِشَةُ ذَلِكَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم : وَمَا أَدْرِي لَعَلَّهُ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ :
{فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ}.
909- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ ، عَنْ سُفْيَانَ
، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرِّ بْنِ
حُبَيْشٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم :
الطِّيَرَةُ شِرْكٌ ، وَمَا مِنَّا ، وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ.
بَابُ الطِّيَرَةِ
910- حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا
شُعَيْبٌ ، يَعْنِي : عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ : أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ
صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : لاَ طِيَرَةَ ، وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ ، قَالُوا :
وَمَا الْفَأْلُ ؟ قَالَ : كَلِمَةٌ صَالِحَةٌ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ.
بَابُ فَضْلِ مَنْ لَمْ يَتَطَيَّرْ
911- حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، وَآدَمُ ، قَالاَ :
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرٍّ ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : عُرِضَتْ
عَلَيَّ الْأُمَمُ بِالْمَوْسِمِ أَيَّامَ الْحَجِّ ، فَأَعْجَبَنِي كَثْرَةُ أُمَّتِي
، قَدْ مَلَأُوا السَّهْلَ وَالْجَبَلَ ، قَالُوا : يَا مُحَمَّدُ ، أَرَضِيتَ ؟
قَالَ : نَعَمْ ، أَيْ رَبِّ ، قَالَ : فَإِنَّ مَعَ هَؤُلاَءِ سَبْعِينَ أَلْفًا
يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ، وَهُمُ الَّذِينَ لاَ يَسْتَرْقُونَ
وَلاَ يَكْتَوُونَ ، وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ،
قَالَ عُكَّاشَةُ : فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ، قَالَ : اللَّهُمَّ
اجْعَلْهُ مِنْهُمْ ، فَقَالَ رَجُلٌ آخَرُ : ادْعُ اللَّهَ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ
، قَالَ : سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ.
(...) - حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، وَهَمَّامٌ ،
عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ.
بَابُ الطِّيَرَةِ مِنَ الْجِنِّ
912- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ
أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ أُمِّهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّهَا
كَانَتْ تُؤْتَى بِالصِّبْيَانِ إِذَا وُلِدُوا ، فَتَدْعُو لَهُمْ بِالْبَرَكَةِ
، فَأُتِيَتْ بِصَبِيٍّ ، فَذَهَبَتْ تَضَعُ وِسَادَتَهُ ، فَإِذَا تَحْتَ رَأْسِهِ
مُوسَى ، فَسَأَلَتْهُمْ عَنِ الْمُوسَى ، فَقَالُوا : نَجْعَلُهَا مِنَ الْجِنِّ ،
فَأَخَذَتِ الْمُوسَى فَرَمَتْ بِهَا ، وَنَهَتْهُمْ عَنْهَا وَقَالَتْ : إِنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَكْرَهُ الطِّيَرَةَ وَيُبْغِضُهَا ،
وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَنْهَى عَنْهَا.
بَابُ الْفَأْلِ
913- حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ : حَدَّثَنَا
قَتَادَةُ ، عَنْ أَنَسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : لاَ عَدْوَى ،
وَلاَ طِيَرَةَ ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ الصَّالِحُ ، الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ.
914- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ يَحْيَى
بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ : حَدَّثَنِي حَيَّةُ التَّمِيمِيُّ ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ
، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : لاَ شَيْءَ فِي
الْهَامِّ ، وَأَصْدَقُ الطِّيَرَةِ الْفَأْلُ ، وَالْعَيْنُ حَقٌّ.
بَابُ التَّبَرُّكِ بِالاسْمِ الْحَسَنِ
915- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنْ
مَعْنِ بْنِ عِيسَى قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُؤَمَّلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَامَ
الْحُدَيْبِيَةِ ، حِينَ ذَكَرَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ أَنَّ سُهَيْلًا قَدْ
أَرْسَلَهُ إِلَيْهِ قَوْمُهُ ، فَصَالَحُوهُ عَلَى أَنْ يَرْجِعَ عَنْهُمْ هَذَا
الْعَامَ ، وَيُخَلُّوهَا لَهُمْ قَابِلَ ثَلاَثَةٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم حِينَ أَتَى فَقِيلَ : أَتَى سُهَيْلٌ : سَهَّلَ اللَّهُ أَمْرَكُمْ
وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.
بَابُ الشُّؤْمِ فِي الْفَرَسِ
916- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي
مَالِكٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ حَمْزَةَ ، وَسَالِمٍ ابْنَيْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عُمَرَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم قَالَ : الشُّؤْمُ فِي الدَّارِ ، وَالْمَرْأَةِ ، وَالْفَرَسِ.
917- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي مَالِكٌ ، عَنْ
أَبِي حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فِي شَيْءٍ ، فَفِي الْمَرْأَةِ
، وَالْفَرَسِ ، وَالْمَسْكَنِ.
918- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ يَعْنِي
أَبَا قُدَامَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ قَالَ :
حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّا كُنَّا فِي دَارٍ
كَثُرَ فِيهَا عَدَدُنَا ، وَكَثُرَ فِيهَا أَمْوَالُنَا ، فَتَحَوَّلْنَا إِلَى دَارٍ
أُخْرَى ، فَقَلَّ فِيهَا عَدَدُنَا ، وَقَلَّتْ فِيهَا أَمْوَالُنَا ؟ قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : رُدَّهَا ، أَوْ دَعُوهَا ، وَهِيَ
ذَمِيمَةٌ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : فِي إِسْنَادِهِ نَظَرٌ.
بَابُ الْعُطَاسِ
919- حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي
ذِئْبٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِنَّ اللَّهَ
يُحِبُّ الْعُطَاسَ ، وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ ، فَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَحَقٌّ
عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يُشَمِّتَهُ ، وَأَمَّا التَّثَاؤُبُ
فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ ، فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ ، فَإِذَا
قَالَ : هَاهْ ، ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ.
بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا عَطَسَ
920- حَدَّثَنَا مُوسَى ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ ، عَنْ
عَطَاءٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : إِذَا عَطَسَ
أَحَدُكُمْ فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، قَالَ الْمَلَكُ : رَبَّ الْعَالَمِينَ
، فَإِذَا قَالَ : رَبَّ الْعَالَمِينَ ، قَالَ الْمَلَكُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ.
921- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِذَا عَطَسَ فَلْيَقُلِ : الْحَمْدُ
لِلَّهِ ، فَإِذَا قَالَ فَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ : يَرْحَمُكَ
اللَّهُ ، فَإِذَا قَالَ لَهُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَلْيَقُلْ : يَهْدِيكَ
اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكَ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : أَثْبَتُ مَا يُرْوَى فِي
هَذَا الْبَابِ هَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي يُرْوَى عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ.
بَابُ تَشْمِيتِ الْعَاطِسِ
922- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ قَالَ :
أَخْبَرَنَا الْفَزَارِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ
الإِفْرِيقِيِّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، أَنَّهُمْ كَانُوا غُزَاةً فِي الْبَحْرِ
زَمَنَ مُعَاوِيَةَ ، فَانْضَمَّ مَرْكَبُنَا إِلَى مَرْكَبِ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ
، فَلَمَّا حَضَرَ غَدَاؤُنَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِ ، فَأَتَانَا فَقَالَ :
دَعَوْتُمُونِي وَأَنَا صَائِمٌ ، فَلَمْ يَكُنْ لِي بُدٌّ مِنْ أَنْ أُجِيبَكُمْ
، لِأَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : إِنَّ
لِلْمُسْلِمِ عَلَى أَخِيهِ سِتَّ خِصَالٍ وَاجِبَةٍ ، إِنْ تَرَكَ مِنْهَا
شَيْئًا فَقَدْ تَرَكَ حَقًّا وَاجِبًا لِأَخِيهِ عَلَيْهِ : يُسَلِّمُ عَلَيْهِ
إِذَا لَقِيَهُ ، وَيُجِيبُهُ إِذَا دَعَاهُ ، وَيُشَمِّتُهُ إِذَا عَطَسَ ،
وَيَعُودُهُ إِذَا مَرِضَ ، وَيَحْضُرُهُ إِذَا مَاتَ ، وَيَنْصَحُهُ إِذَا
اسْتَنْصَحَهُ .
قَالَ
: وَكَانَ مَعَنَا رَجُلٌ مَزَّاحٌ يَقُولُ لِرَجُلٍ
أَصَابَ طَعَامَنَا : جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا وَبِرًّا ، فَغَضِبَ عَلَيْهِ حِينَ
أَكْثَرَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لِأَبِي أَيُّوبَ : مَا تَرَى فِي رَجُلٍ إِذَا
قُلْتُ لَهُ : جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا وَبِرًّا ، غَضِبَ وَشَتَمَنِي ؟ فَقَالَ أَبُو
أَيُّوبَ : إِنَّا كُنَّا نَقُولُ : إِنَّ مَنْ لَمْ يُصْلِحْهُ الْخَيْرُ
أَصْلَحْهُ الشَّرُّ ، فَاقْلِبْ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ حِينَ أَتَاهُ : جَزَاكَ
اللَّهُ شَرًّا وَعَرًّا ، فَضَحِكَ وَرَضِيَ وَقَالَ : مَا تَدَعُ مُزَاحَكَ ، فَقَالَ
الرَّجُلُ : جَزَى اللَّهُ أَبَا أَيُّوبَ الأنْصَارِيَّ خَيْرًا.
923- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ
جَعْفَرٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ أَفْلَحَ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : أَرْبَعٌ لِلْمُسْلِمِ عَلَى
الْمُسْلِمِ : يَعُودُهُ إِذَا مَرِضَ ، وَيَشْهَدُهُ إِذَا مَاتَ ، وَيُجِيبُهُ
إِذَا دَعَاهُ ، وَيُشَمِّتُهُ إِذَا عَطَسَ.
924- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا
أَبُو الأَحْوَصِ ، عَنْ أَشْعَثَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنِ
الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ : أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
بِسَبْعٍ ، وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ : أَمَرَنَا بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ ،
وَاتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ ، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ ، وَإِبْرَارِ الْمُقْسِمِ ،
وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ ، وَإِفْشَاءِ السَّلاَمِ ، وَإِجَابَةِ الدَّاعِي .
وَنَهَانَا عَنْ : خَوَاتِيمِ الذَّهَبِ ، وَعَنْ آنِيَةِ الْفِضَّةِ ، وَعَنِ
الْمَيَاثِرِ ، وَالْقَسِّيَّةِ ، وَالإِسْتَبْرَقِ ، وَالدِّيبَاجِ ،
وَالْحَرِيرِ.
925- وَعَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم قَالَ : حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ ، قِيلَ :
مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ ،
وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ ، وَإِذَا
عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَشَمِّتْهُ ، وَإِذَا مَرِضَ تَعُودُهُ ، وَإِذَا مَاتَ
فَاتَّبِعْهُ.
بَابُ مَنْ سَمِعَ الْعَطْسَةَ يَقُولُ : الْحَمْدُ
لِلَّهِ
926- حَدَّثَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا شَيْبَانُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ خَيْثَمَةَ ، عَنْ عَلِيٍّ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : مَنْ قَالَ عِنْدَ عَطْسَةٍ سَمِعَهَا : الْحَمْدُ
لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ عَلَى كُلِّ حَالٍ مَا كَانَ ، لَمْ يَجِدْ وَجَعَ
الضِّرْسِ وَلا الأُذُنٍ أَبَدًا.
بَابُ كَيْفَ تَشْمِيتُ مَنْ سَمِعَ الْعَطْسَةَ
927- حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ : الْحَمْدُ
لِلَّهِ ، فَإِذَا قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، فَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ أَوْ
صَاحِبُهُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ ، وَلْيَقُلْ هُوَ : يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ
بَالَكُمْ.
928- حَدَّثَنَا عَاصِمٌ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ،
عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ ،
وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ ، وَإِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ وَحَمِدَ اللَّهَ كَانَ
حَقًّا عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يَقُولَ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ .
فَأَمَّا التَّثَاؤُبُ فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ ، فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ
فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا تَثَاءَبَ ضَحِكَ مِنْهُ
الشَّيْطَانُ.
929- حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ
إِذَا شُمِّتَ : عَافَانَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ مِنَ النَّارِ ، يَرْحَمُكُمُ
اللَّهُ.
930- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ قَالَ : أَخْبَرَنَا يَعْلَى
قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو مُنَيْنٍ وَهُوَ يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ ، عَنْ أَبِي
حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم فَعَطَسَ رَجُلٌ فَحَمِدَ اللَّهَ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : يَرْحَمُكَ اللَّهُ ، ثُمَّ عَطَسَ آخَرُ ، فَلَمْ يَقُلْ
لَهُ شَيْئًا ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، رَدَدْتَ عَلَى الْآخَرِ ، وَلَمْ
تَقُلْ لِي شَيْئًا ؟ قَالَ : إِنَّهُ حَمِدَ اللَّهَ ، وَسَكَتَّ.
بَابُ إِذَا لَمْ يَحْمَدِ اللَّهَ لا يُشَمَّتُ
931- حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ :
عَطَسَ رَجُلاَنِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَشَمَّتَ أَحَدَهُمَا ، وَلَمْ
يُشَمِّتِ الْآخَرَ ، فَقَالَ : شَمَّتَّ هَذَا وَلَمْ تُشَمِّتْنِي ؟ قَالَ :
إِنَّ هَذَا حَمِدَ اللَّهَ ، وَلَمْ تَحْمَدْهُ.
932- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ هُوَ أَخُو ابْنِ عُلَيَّةَ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : جَلَسَ رَجُلاَنِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم أَحَدُهُمَا أَشْرَفُ مِنَ الْآخَرِ ، فَعَطَسَ الشَّرِيفُ مِنْهُمَا فَلَمْ
يَحْمَدِ اللَّهَ ، وَلَمْ يُشَمِّتْهُ ، وَعَطَسَ الْآخَرُ فَحَمِدَ اللَّهَ ،
فَشَمَّتَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ الشَّرِيفُ : عَطَسْتُ
عِنْدَكَ فَلَمْ تُشَمِّتْنِي ، وَعَطَسَ هَذَا الْآخَرُ فَشَمَّتَّهُ ، فَقَالَ :
إِنَّ هَذَا ذَكَرَ اللَّهَ فَذَكَرْتُهُ ، وَأَنْتَ نَسِيتَ اللَّهَ فَنَسِيتُكَ.
بَابُ كَيْفَ يَبْدَأُ الْعَاطِسُ
933- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ نَافِعٍ
، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا عَطَسَ فَقِيلَ لَهُ : يَرْحَمُكَ
اللَّهُ ، فَقَالَ : يَرْحَمُنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ ، وَيَغْفِرُ لَنَا
وَلَكُمْ.
934- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَطَاءٍ
، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : إِذَا عَطَسَ
أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَلْيَقُلْ مَنْ
يَرُدُّ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ ، وَلْيَقُلْ هُوَ : يَغْفِرُ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ.
935- حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ :
حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ :
عَطَسَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ
، ثُمَّ عَطَسَ أُخْرَى ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : هَذَا مَزْكُومٌ.
بَابُ مَنْ قَالَ : يَرْحَمُكَ إِنْ كُنْتَ حَمِدْتَ
اللَّهَ
936- حَدَّثَنَا عَارِمٌ قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَارَةُ
بْنُ زَاذَانَ قَالَ : حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ الأَزْدِيُّ قَالَ : كُنْتُ إِلَى جَنْبِ
ابْنِ عُمَرَ ، فَعَطَسَ رَجُلٌ مِنْ نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ
: يَرْحَمُكَ اللَّهُ إِنْ كُنْتَ حَمِدْتَ اللَّهَ.
بَابُ لا يَقُولُ : آبَّ
937- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ قَالَ :
أَخْبَرَنَا مَخْلَدٌ قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ
، عَنْ مُجَاهِدٍ ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ : عَطَسَ ابْنٌ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عُمَرَ ، إِمَّا أَبُو بَكْرٍ ، وَإِمَّا عُمَرُ ، فَقَالَ : آبَّ ، فَقَالَ ابْنُ
عُمَرَ : وَمَا آبَّ ؟ إِنَّ آبَّ اسْمُ شَيْطَانٍ مِنَ الشَّيَاطِينِ جَعَلَهَا
بَيْنَ الْعَطْسَةِ وَالْحَمْدِ.
بَابُ إِذَا عَطَسَ مِرَارًا
938- حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ : حَدَّثَنَا
عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ : حَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ :
حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَعَطَسَ رَجُلٌ
، فَقَالَ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ ، ثُمَّ عَطَسَ أُخْرَى ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم : هَذَا مَزْكُومٌ.
939- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ ابْنِ
عَجْلاَنَ ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : شَمِّتْهُ
وَاحِدَةً وَثِنْتَيْنِ وَثَلاَثًا ، فَمَا كَانَ بَعْدَ هَذَا فَهُوَ زُكَامٌ.
بَابُ إِذَا عَطَسَ الْيَهُودِيُّ
940- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ الدَّيْلَمِ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ،
عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : كَانَ الْيَهُودُ يَتَعَاطَسُونَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله
عليه وسلم رَجَاءَ أَنْ يَقُولَ لَهُمْ : يَرْحَمُكُمُ اللَّهُ ، فَكَانَ يَقُولُ : يَهْدِيكُمُ
اللَّهُ ، وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ.
- حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصِ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ :
حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ : حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ
الدَّيْلَمِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ مِثْلَهُ.
بَابُ تَشْمِيتِ الرَّجُلِ الْمَرْأَةَ
941- حَدَّثَنَا فَرْوَةُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِشْكَابَ ،
قَالاَ : حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ
كُلَيْبٍ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى أَبِي مُوسَى ، وَهُوَ فِي
بَيْتِ ابْنَتِهِ أُمِّ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، فَعَطَسْتُ فَلَمْ يُشَمِّتْنِي
، وَعَطَسَتْ فَشَمَّتَهَا ، فَأَخْبَرْتُ أُمِّي ، فَلَمَّا أَتَاهَا وَقَعَتْ
بِهِ وَقَالَتْ : عَطَسَ ابْنِي فَلَمْ تُشَمِّتْهُ ، وَعَطَسَتْ فَشَمَّتَّهَا ،
فَقَالَ لَهَا : إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : إِذَا
عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَحَمِدَ اللَّهَ فَشَمِّتُوهُ ، وَإِنْ لَمْ يَحْمَدِ اللَّهَ
فَلاَ تُشَمِّتُوهُ ، وَإِنَّ ابْنَكِ عَطَسَ فَلَمْ يَحْمَدِ اللَّهَ ، فَلَمْ
أُشَمِّتْهُ ، وَعَطَسَتْ فَحَمِدَتِ اللَّهَ فَشَمَّتُّهَا ، فَقَالَتْ :
أَحْسَنْتَ.
بَابُ التَّثَاؤُبِ
942- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ :
أَخْبَرَنَا مَالِكٌ ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِذَا
تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَكْظِمْ مَا اسْتَطَاعَ.
بَابُ مَنْ يَقُولُ : لَبَّيْكَ ، عِنْدَ الْجَوَابِ
943- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ :
حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ : أَنَا
رَدِيفُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : يَا مُعَاذُ ، قُلْتُ :
لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ ، ثُمَّ قَالَ مِثْلَهُ ثَلاَثًا : هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ
اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ ؟ قُلْتُ : لاَ ، قَالَ : أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا
بِهِ شَيْئًا ، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً فَقَالَ : يَا مُعَاذُ ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ
وَسَعْدَيْكَ ، قَالَ : هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ ؟ أَنْ لا يُعَذِّبَهُمْ.
بَابُ قِيَامِ الرَّجُلِ لأخِيهِ
944- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ :
حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ : حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ
بْنَ كَعْبٍ ، وَكَانَ قَائِدَ كَعْبٍ مِنْ بَنِيهِ حِينَ عَمِيَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ حَدِيثَهُ حِينَ تَخَلَّفَ عَنْ رَسُولِ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ ، فَتَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ :
وَآذَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِتَوْبَةِ اللَّهِ عَلَيْنَا حِينَ
صَلَّى صَلاَةَ الْفَجْرَ ، فَتَلَقَّانِي النَّاسُ فَوْجًا فَوْجًا ، يُهَنُّونِي
بِالتَّوْبَةِ يَقُولُونَ : لِتَهْنِكَ تَوْبَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ ، حَتَّى
دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَوْلَهُ النَّاسُ
، فَقَامَ إِلَيَّ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يُهَرْوِلُ ، حَتَّى صَافَحَنِي
وَهَنَّانِي ، وَاللَّهِ مَا قَامَ إِلَيَّ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ غَيْرُهُ
، لا أَنْسَاهَا لِطَلْحَةَ.
945- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ قَالَ :
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ
سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، أَنَّ نَاسًا نَزَلُوا
عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ ، فَجَاءَ عَلَى حِمَارٍ
، فَلَمَّا بَلَغَ قَرِيبًا مِنَ الْمَسْجِدِ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : ائْتُوا
خَيْرَكُمْ ، أَوْ سَيِّدَكُمْ ، فَقَالَ : يَا سَعْدُ إِنَّ هَؤُلاَءِ نَزَلُوا
عَلَى حُكْمِكَ ، فَقَالَ سَعْدٌ : أَحْكُمُ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ
مُقَاتِلَتُهُمْ ، وَتُسْبَى ذُرِّيَّتُهُمْ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه
وسلم : حَكَمْتَ بِحُكْمِ اللَّهِ ، أَوْ قَالَ : حَكَمْتَ بِحُكْمِ الْمَلِكِ.
946- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : مَا كَانَ شَخْصٌ
أَحَبَّ إِلَيْهِمْ رُؤْيَةً مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، وَكَانُوا
إِذَا رَأَوْهُ لَمْ يَقُومُوا إِلَيْهِ ، لِمَا يَعْلَمُونَ مِنْ كَرَاهِيَتِهِ لِذَلِكَ.
947- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ :
أَخْبَرَنَا النَّضْرُ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ قَالَ : أَخْبَرَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ
حَبِيبٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ : حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ
بِنْتُ طَلْحَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
قَالَتْ : مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ كَانَ أَشْبَهَ بِالنَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم كَلاَمًا وَلاَ حَدِيثًا وَلاَ جِلْسَةً مِنْ فَاطِمَةَ ، قَالَتْ
: وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَآهَا قَدْ أَقْبَلَتْ رَحَّبَ
بِهَا ، ثُمَّ قَامَ إِلَيْهَا فَقَبَّلَهَا ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهَا فَجَاءَ
بِهَا حَتَّى يُجْلِسَهَا فِي مَكَانِهِ ، وَكَانَتْ إِذَا أَتَاهَا النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم رَحَّبَتْ بِهِ ، ثُمَّ قَامَتْ إِلَيْهِ فَقَبَّلَتْهُ ،
وأَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ الَّذِي
قُبِضَ فِيهِ ، فَرَحَّبَ وَقَبَّلَهَا ، وَأَسَرَّ إِلَيْهَا ، فَبَكَتْ ، ثُمَّ أَسَرَّ
إِلَيْهَا ، فَضَحِكَتْ ، فَقُلْتُ لِلنِّسَاءِ : إِنْ كُنْتُ لَأَرَى أَنَّ
لِهَذِهِ الْمَرْأَةِ فَضْلًا عَلَى النِّسَاءِ ، فَإِذَا هِيَ مِنَ النِّسَاءِ ،
بَيْنَمَا هِيَ تَبْكِي إِذَا هِيَ تَضْحَكُ ، فَسَأَلْتُهَا : مَا قَالَ لَكِ ؟
قَالَتْ : إِنِّي إِذًا لَبَذِرَةٌ ، فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه
وسلم ، فَقَالَتْ : أَسَرَّ إِلَيَّ فَقَالَ : إِنِّي مَيِّتٌ ، فَبَكَيْتُ ،
ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيَّ فَقَالَ : إِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي بِي لُحُوقًا ،
فَسُرِرْتُ بِذَلِكَ وَأَعْجَبَنِي.
بَابُ قِيَامِ الرَّجُلِ لِلرَّجُلِ الْقَاعِدِ
948- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ :
حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ
: اشْتَكَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، فَصَلَّيْنَا وَرَاءَهُ وَهُوَ
قَاعِدٌ ، وَأَبُو بَكْرٍ يُسْمِعُ النَّاسَ تَكْبِيرَهُ ، فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا فَرَآنَا
قِيَامًا ، فَأَشَارَ إِلَيْنَا فَقَعَدْنَا ، فَصَلَّيْنَا بِصَلاَتِهِ قُعُودًا
، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ : إِنْ كِدْتُمْ لَتَفْعَلُوا فِعْلَ فَارِسَ وَالرُّومِ
، يَقُومُونَ عَلَى مُلُوكِهِمْ وَهُمْ قُعُودٌ ، فَلاَ تَفْعَلُوا ، ائْتَمُّوا
بِأَئِمَّتِكُمْ ، إِنْ صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا ، وَإِنْ صَلَّى
قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا.
بَابُ إِذَا تَثَاءَبَ فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى فِيهِ
949- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدٌ
قَالَ : حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ،
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَضَعْ
يَدَهُ بِفِيهِ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ فِيهِ.
950- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ،
عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ يَسَافٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
قَالَ : إِذَا تَثَاءَبَ فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى فِيهِ ، فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ.
951- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ
الْمُفَضَّلِ قَالَ : حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ قَالَ : سَمِعْتُ ابْنًا لِأَبِي
سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ يُحَدِّثُ أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم : إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيُمْسِكْ عَلَى فِيهِ ، فَإِنَّ
الشَّيْطَانَ يَدْخُلُهُ.
- حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ قَالَ : حَدَّثَنِي سُهَيْلٌ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِذَا تَثَاءَبَ
أَحَدُكُمْ فَلْيُمْسِكْ بِيَدِهِ فَمَهُ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُهُ.
بَابُ هَلْ يَفْلِي أَحَدٌ رَأْسَ غَيْرِهِ ؟
952- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ :
أَخْبَرَنَا مَالِكٌ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، أَنَّهُ سَمِعَ
أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُ
عَلَى أُمِّ حَرَامِ ابْنَةِ مِلْحَانَ ، فَتُطْعِمُهُ ، وَكَانَتْ تَحْتَ
عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، فَأَطْعَمَتْهُ وَجَعَلَتْ تَفْلِي رَأْسَهُ ،
فَنَامَ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ يَضْحَكُ.
953- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ أَبُو هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ ، وَكَانَ
ثِقَةً ، قَالَ : حَدَّثَنَا الصَّعْقُ بْنُ حَزْنٍ قَالَ : حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ
بْنُ مُطَيَّبٍ ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ
السَّعْدِيِّ قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ :
هَذَا سَيِّدُ أَهْلِ الْوَبَرِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا الْمَالُ
الَّذِي لَيْسَ عَلَيَّ فِيهِ تَبِعَةٌ مِنْ طَالِبٍ ، وَلاَ مِنْ ضَيْفٍ ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : نِعْمَ الْمَالُ أَرْبَعُونَ ، وَالأَكْثَرُ
سِتُّونَ ، وَوَيْلٌ لِأَصْحَابِ الْمِئِينَ إِلاَّ مَنْ أَعْطَى الْكَرِيمَةَ ،
وَمَنَحَ
الْغَزِيرَةَ ، وَنَحَرَ السَّمِينَةَ ، فَأَكَلَ
وَأَطْعَمَ الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ، قُلْتُ : يَا
رَسُولَ اللَّهِ ، مَا أَكْرَمُ هَذِهِ الأَخْلاَقِ ، لاَ يُحَلُّ بِوَادٍ أَنَا
فِيهِ مِنْ كَثْرَةِ نَعَمِي ؟ فَقَالَ : كَيْفَ تَصْنَعُ بِالْعَطِيَّةِ ؟ قُلْتُ
: أُعْطِي الْبِكْرَ ، وَأُعْطِي النَّابَ ، قَالَ : كَيْفَ تَصْنَعُ فِي الْمَنِيحَةِ ؟
قَالَ : إِنِّي لَأَمْنَحُ النَّاقَةَ ، قَالَ : كَيْفَ تَصْنَعُ فِي الطَّرُوقَةِ
؟ قَالَ : يَغْدُو النَّاسُ بِحِبَالِهِمْ ، وَلاَ يُوزَعُ رَجُلٌ مِنْ جَمَلٍ
يَخْتَطِمُهُ ، فَيُمْسِكُهُ مَا بَدَا لَهُ ، حَتَّى يَكُونَ هُوَ يَرُدَّهُ ،
فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : فَمَالُكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ مَالُ مَوَالِيكَ
؟ قَالَ : مَالِي ، قَالَ : فَإِنَّمَا لَكَ مِنْ مَالِكَ مَا أَكَلْتَ
فَأَفْنَيْتَ ، أَوْ أَعْطَيْتَ فَأَمْضَيْتَ ، وَسَائِرُهُ لِمَوَالِيكَ ،
فَقُلْتُ : لاَ جَرَمَ ، لَئِنْ رَجَعْتُ لَأُقِلَّنَّ عَدَدَهَا فَلَمَّا
حَضَرَهُ الْمَوْتُ جَمَعَ بَنِيهِ فَقَالَ : يَا بَنِيَّ ، خُذُوا عَنِّي ،
فَإِنَّكُمْ لَنْ تَأْخُذُوا عَنْ أَحَدٍ هُوَ أَنْصَحُ لَكُمْ مِنِّي : لاَ
تَنُوحُوا عَلَيَّ ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يُنَحْ
عَلَيْهِ ، وَقَدْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنِ النِّيَاحَةِ
، وَكَفِّنُونِي فِي ثِيَابِي الَّتِي كُنْتُ أُصَلِّي فِيهَا ، وَسَوِّدُوا
أَكَابِرَكُمْ ، فَإِنَّكُمْ إِذَا سَوَّدْتُمْ أَكَابِرَكُمْ لَمْ يَزَلْ
لِأَبِيكُمْ فِيكُمْ خَلِيفَةٌ ، وَإِذَا سَوَّدْتُمْ أَصَاغِرَكُمْ هَانَ أَكَابِرُكُمْ
عَلَى النَّاسِ ، وزهدوا فيكم وَأَصْلِحُوا عَيْشَكُمْ ، فَإِنَّ فِيهِ غِنًى عَنْ
طَلَبِ النَّاسِ ، وَإِيَّاكُمْ وَالْمَسْأَلَةَ ، فَإِنَّهَا آخِرُ كَسْبِ
الْمَرْءِ ، وَإِذَا دَفَنْتُمُونِي فَسَوُّوا عَلَيَّ قَبْرِي ، فَإِنَّهُ كَانَ
يَكُونُ شَيْءٌ بَيْنِي وَبَيْنَ هَذَا الْحَيِّ مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ :
خُمَاشَاتٌ ، فَلاَ آمَنُ سَفِيهًا أَنْ يَأْتِيَ أَمْرًا يُدْخِلُ عَلَيْكُمْ
عَيْبًا فِي دِينِكُمْ .
قَالَ عَلِيٌّ : فَذَاكَرْتُ أَبَا النُّعْمَانِ
مُحَمَّدَ بْنَ الْفَضْلِ ، فَقَالَ : أَتَيْتُ الصَّعْقَ بْنَ حَزْنٍ فِي هَذَا
الْحَدِيثِ ، فَحَدَّثَنَا عَنِ الْحَسَنِ ، فَقِيلَ لَهُ : عَنِ الْحَسَنِ ؟
قَالَ : لاَ ، يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قِيلَ لَهُ : سَمِعْتَهُ مِنْ
يُونُسَ ؟ قَالَ : لاَ ، حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُطَيَّبٍ ، عَنْ يُونُسَ
بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ قَيْسٍ ، فَقُلْتُ لِأَبِي النُّعْمَانِ :
فَلِمَ تَحْمِلُهُ ؟ قَالَ : لا ، ضَيَّعْنَاهُ
بَابُ تَحْرِيكِ الرَّأْسِ وَعَضِّ الشَّفَتَيْنِ
عِنْدَ التَّعَجُّبِ
954- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ
قَالَ : حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ : سَأَلْتُ عَبْدَ
اللَّهِ بْنَ الصَّامِتِ قَالَ : سَأَلْتُ خَلِيلِي أَبَا ذَرٍّ ، فَقَالَ :
أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِوَضُوءٍ ، فَحَرَّكَ رَأْسَهُ ، وَعَضَّ
عَلَى شَفَتَيْهِ ، قُلْتُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي آذَيْتُكَ ؟ قَالَ : لاَ ،
وَلَكِنَّكَ تُدْرِكُ أُمَرَاءَ أَوْ أَئِمَّةً يُؤَخِّرُونَ الصَّلاَةَ
لِوَقْتِهَا ، قُلْتُ : فَمَا تَأْمُرُنِي ؟ قَالَ : صَلِّ الصَّلاَةَ لِوَقْتِهَا
، فَإِنْ أَدْرَكْتَ مَعَهُمْ فَصَلِّهِ ، وَلاَ تَقُولَنَّ : صَلَّيْتُ ، فَلاَ
أُصَلِّي.
بَابُ ضَرْبِ الرَّجُلِ يَدَهُ عَلَى فَخِذِهِ عِنْدَ
التَّعَجُّبِ أَوِ الشَّيْءِ
955- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ عُقَيْلٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
حُسَيْنٍ ، أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ حَدَّثَهُ ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ بِنْتَ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : أَلاَ تُصَلُّونَ ؟ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّمَا
أَنْفُسُنَا عِنْدَ اللَّهِ ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا ،
فَانْصَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا ،
ثُمَّ سَمِعْتُ وَهُوَ مُدْبِرٌ يَضْرِبُ فَخِذَهُ يَقُولُ : {وَكَانَ الإِنْسَانُ
أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً}.
956- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : رَأَيْتُهُ
يَضْرِبُ جَبْهَتَهُ بِيَدِهِ وَيَقُولُ : يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ ، أَتَزْعُمُونَ
أَنِّي أَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، أَيَكُونُ لَكُمُ
الْمَهْنَأُ وَعَلَيَّ الْمَأْثَمُ ؟ أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم يَقُولُ : إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ نَعْلِ أَحَدِكُمْ ، فَلاَ يَمْشِي
فِي نَعْلِهِ الْأُخْرَى حَتَّى يُصْلِحَهُ.
بَابُ إِذَا ضَرَبَ الرَّجُلُ فَخِذَ أَخِيهِ وَلَمْ
يُرِدْ بِهِ سُوءًا
957- حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْوَارِثِ قَالَ : حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ أَبِي تَمِيمَةَ ، عَنْ أَبِي
الْعَالِيَةِ الْبَرَاءِ قَالَ : مَرَّ بِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّامِتِ ، فَأَلْقَيْتُ
لَهُ كُرْسِيًّا ، فَجَلَسَ ، فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّ ابْنَ زِيَادٍ قَدْ أَخَّرَ
الصَّلاَةَ ، فَمَا تَأْمُرُ ؟ فَضَرَبَ فَخِذِي ضَرْبَةً ، أَحْسَبُهُ قَالَ :
حَتَّى أَثَّرَ فِيهَا ، ثُمَّ قَالَ
: سَأَلْتُ أَبَا ذَرٍّ كَمَا سَأَلْتَنِي ، فَضَرَبَ
فَخِذِي كَمَا ضَرَبْتُ فَخِذَكَ ، فَقَالَ : صَلِّ الصَّلاَةَ لِوَقْتِهَا ،
فَإِنْ أَدْرَكْتَ مَعَهُمْ فَصَلِّ ، وَلاَ تَقُلْ : قَدْ صَلَّيْتُ ، فلا
أُصَلِّي.
958- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ : أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ،
عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
عُمَرَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ انْطَلَقَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم فِي رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِهِ قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ ، حَتَّى
وَجَدُوهُ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ فِي أُطُمِ بَنِي مَغَالَةَ ، وَقَدْ
قَارَبَ ابْنُ صَيَّادٍ يَوْمَئِذٍ الْحُلُمَ ، فَلَمْ يَشْعُرْ حَتَّى ضَرَبَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ظَهْرَهُ بِيَدِهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَتَشْهَدُ
أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ؟ فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ : أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ
الْأُمِّيِّينَ ، قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ : فَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ؟
فَرَصَّهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ : آمَنْتُ بِاللَّهِ
وَبِرَسُولِهِ ، ثُمَّ قَالَ لِابْنِ صَيَّادٍ : مَاذَا تَرَى ؟ فَقَالَ ابْنُ
صَيَّادٍ : يَأْتِينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : خُلِّطَ
عَلَيْكَ الأَمْرُ ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : إِنِّي خَبَّأْتُ لَكَ
خَبِيئًا ، قَالَ : هُوَ الدُّخُّ ، قَالَ : اخْسَأْ فَلَمْ تَعْدُ قَدْرَكَ ،
قَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَتَأْذَنُ لِي فِيهِ أَنْ أَضْرِبَ
عُنُقَهُ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : إِنْ يَكُ هُوَ لاَ تُسَلَّطُ
عَلَيْهِ ، وَإِنْ لَمْ يَكُ هُوَ فَلاَ خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ.
قَالَ سَالِمٌ : فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ
يَقُولُ : انْطَلَقَ بَعْدَ ذَلِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم هُوَ وَأُبَيُّ
بْنُ كَعْبٍ الأَنْصَارِيُّ يَوْمًا إِلَى النَّخْلِ الَّتِي فِيهَا ابْنُ
صَيَّادٍ ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم طَفِقَ النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ ، وَهُوَ يَسْمَعُ مِنِ ابْنِ
صَيَّادٍ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ ، وَابْنُ صَيَّادٍ مُضْطَجِعٌ عَلَى
فِرَاشِهِ فِي قَطِيفَةٍ لَهُ فِيهَا زَمْزَمَةٌ ، فَرَأَتْ أُمُّ ابْنِ صَيَّادٍ النَّبِيَّ
صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ ، فَقَالَتْ لِابْنِ
صَيَّادٍ : أَيْ صَافُ ، وَهُوَ اسْمُهُ ، هَذَا مُحَمَّدٌ ، فَتَنَاهَى ابْنُ
صَيَّادٍ ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : لَوْ تَرَكَتْهُ لَبَيَّنَ.
قَالَ سَالِمٌ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : قَامَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي النَّاسِ ، فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ
أَهْلُهُ ، ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقَالَ : إِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ ، وَمَا مِنْ
نَبِيٍّ إِلاَّ وَقَدْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ ، لَقَدْ أَنْذَرَ نُوحٌ قَوْمَهُ ،
وَلَكِنْ سَأَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ :
تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَعْوَرُ ، وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ
959- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ :
حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم إِذَا كَانَ جُنُبًا ، يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ ثَلاَثَ حَفَنَاتٍ
مِنْ مَاءٍ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ : أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، إِنَّ
شَعْرِي أَكْثَرُ مِنْ ذَاكَ ، قَالَ : وَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِ الْحَسَنِ فَقَالَ
: يَا ابْنَ أَخِي ، كَانَ شَعْرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرَ مِنْ
شَعْرِكَ وَأَطْيَبَ.
بَابُ مَنْ كَرِهَ أَنْ يَقْعُدَ وَيَقُومَ لَهُ
النَّاسُ
960- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
عَوَانَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ :
صُرِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ فَرَسٍ بِالْمَدِينَةِ عَلَى
جِذْعِ نَخْلَةٍ ، فَانْفَكَّتْ قَدَمُهُ ، فَكُنَّا نَعُودُهُ فِي مَشْرُبَةٍ
لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، فَأَتَيْنَاهُ وَهُوَ يُصَلِّي قَاعِدًا ، فَصَلَّيْنَا
قِيَامًا ، ثُمَّ أَتَيْنَاهُ مَرَّةً أُخْرَى وَهُوَ يُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ
قَاعِدًا ، فَصَلَّيْنَا خَلْفَهُ قِيَامًا ، فَأَوْمَأَ إِلَيْنَا أَنِ اقْعُدُوا
، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاَةَ قَالَ
: إِذَا صَلَّى الإِمَامُ قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا ،
وَإِذَا صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا ، وَلاَ تَقُومُوا وَالإِمَامُ
قَاعِدٌ كَمَا تَفْعَلُ فَارِسُ بِعُظَمَائِهِمْ.
961- قَالَ : وَوُلِدَ لِفُلاَنٍ مِنَ الأَنْصَارِ
غُلامٌ ، فَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا ، فَقَالَتِ الأنْصَارُ : لا نُكَنِّيكَ بِرَسُولِ اللَّهِ .
حَتَّى قَعَدْنَا فِي الطَّرِيقِ نَسْأَلُهُ عَنِ السَّاعَةِ ، فَقَالَ :
جِئْتُمُونِي تَسْأَلُونِي عَنِ السَّاعَةِ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : مَا مِنْ
نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ ، يَأْتِي عَلَيْهَا مِئَةُ سَنَةٍ ، قُلْنَا : وُلِدَ
لِفُلاَنٍ مِنَ الأَنْصَارِ غُلاَمٌ فَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا ، فَقَالَتِ الأنْصَارُ
: لا نُكَنِّيكَ بِرَسُولِ اللَّهِ ، قَالَ : أَحْسَنَتِ الأَنْصَارُ ، سَمُّوا بِاسْمِي
، ولا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي.
بَابٌ
962- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
قَالَ : حَدَّثَنِي الدَّرَاوَرْدِيُّ ، عَنْ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ
فِي السُّوقِ دَاخِلًا مِنْ بَعْضِ الْعَالِيَةِ وَالنَّاسُ كَنَفَيْهِ ، فَمَرَّ
بِجَدْيٍ أَسَكَّ ، فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ ثُمَّ قَالَ : أَيُّكُمْ
يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ ؟ فَقَالُوا : مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا
بِشَيْءٍ ، وَمَا نَصْنَعُ بِهِ ؟ قَالَ : أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ ؟
قَالُوا : لاَ ، قَالَ ذَلِكَ لَهُمْ ثَلاَثًا ، فَقَالُوا : لاَ وَاللَّهِ ، لَوْ
كَانَ حَيًّا لَكَانَ عَيْبًا فِيهِ أَنَّهُ أَسَكُّ ، وَالأَسَكُّ : الَّذِي
لَيْسَ لَهُ أُذُنَانِ ، فَكَيْفَ وَهُوَ مَيِّتٌ ؟ قَالَ : فَوَاللَّهِ ،
لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مَنْ هَذَا عَلَيْكُمْ.
963- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ الْمُؤَذِّنُ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَوْفٌ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عُتَيِّ بْنِ ضَمْرَةَ قَالَ :
رَأَيْتُ عِنْدَ أُبَيٍّ رَجُلًا تَعَزَّى بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ ،
فَأَعَضَّهُ أُبَيٌّ وَلَمْ يُكْنِهِ ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ أَصْحَابُهُ ، قَالَ :
كَأَنَّكُمْ أَنْكَرْتُمُوهُ ؟ فَقَالَ
: إِنِّي لاَ أَهَابُ فِي هَذَا أَحَدًا أَبَدًا ،
إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : مَنْ تَعَزَّى بِعَزَاءِ
الْجَاهِلِيَّةِ فَأَعِضُّوهُ وَلا تَكْنُوهُ.
(...) - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ قَالَ : حَدَّثَنَا
مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عُتَيٍّ ، مِثْلَهُ.
بَابُ مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا خَدِرَتْ رِجْلُهُ
964- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ :
خَدِرَتْ رِجْلُ ابْنِ عُمَرَ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : اذْكُرْ أَحَبَّ النَّاسِ
إِلَيْكَ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ.
بَابٌ
965- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ عُثْمَانَ
بْنِ غِيَاثٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، أَنَّهُ
كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ
، وَفِي يَدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عُودٌ يَضْرِبُ بِهِ مِنَ الْمَاءِ وَالطِّينِ
، فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْتَفْتِحُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : افْتَحْ
لَهُ ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ ، فَذَهَبَ ، فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، فَفَتَحْتُ لَهُ ، وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ . ثُمَّ
اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ آخَرُ ، فَقَالَ : افْتَحْ لَهُ ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ ،
فَإِذَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَفَتَحْتُ لَهُ ، وَبَشَّرْتُهُ
بِالْجَنَّةِ . ثُمَّ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ آخَرُ ، وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ ،
وَقَالَ : افْتَحْ لَهُ ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ ،
أَوْ تَكُونُ ، فَذَهَبْتُ ، فَإِذَا عُثْمَانُ ، فَفَتَحْتُ لَهُ ،
فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي قَالَ ، قَالَ : اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ.
بَابُ مُصَافَحَةِ الصِّبْيَانِ
966- حَدَّثَنَا ابْنُ شَيْبَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا
ابْنُ نُبَاتَةَ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَرْدَانَ قَالَ : رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ
مَالِكٍ يُصَافِحُ النَّاسَ ، فَسَأَلَنِي : مَنْ أَنْتَ ؟ فَقُلْتُ : مَوْلًى
لِبَنِي لَيْثٍ ، فَمَسَحَ عَلَى رَأْسِي ثَلاَثًا وَقَالَ : بَارَكَ اللَّهُ
فِيكَ.
بَابُ الْمُصَافَحَةِ
967- حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ
بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : لَمَّا جَاءَ
أَهْلُ الْيَمَنِ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : قَدْ أَقْبَلَ أَهْلُ الْيَمَنِ
وَهُمْ أَرَقُّ قُلُوبًا مِنْكُمْ ، فَهُمْ أَوَّلُ مَنْ جَاءَ بِالْمُصَافَحَةِ.
968- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ : حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْفَرَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ : مِنْ تَمَامِ
التَّحِيَّةِ أَنْ تُصَافِحَ أَخَاكَ.
بَابُ مَسْحِ الْمَرْأَةِ رَأْسَ الصَّبِيِّ
969- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ
قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ الثَّقَفِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي
أَبِي ، وَكَانَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فَأَخَذَهُ الْحَجَّاجُ مِنْهُ
، قَالَ : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بَعَثَنِي إِلَى أُمِّهِ أَسْمَاءَ
بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ فَأُخْبِرُهَا بِمَا يُعَامِلُهُمْ حَجَّاجٌ ، وَتَدْعُو لِي
، وَتَمْسَحُ رَأْسِي ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ وَصِيفٌ.
بَابُ الْمُعَانَقَةِ
970- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ،
عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ ، عَنِ ابْنِ عَقِيلٍ ، أَنَّ جَابِرَ
بْنَ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَهُ ، أَنَّهُ بَلَغَهُ حَدِيثٌ عَنْ رَجُلٍ مِنْ
أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَابْتَعْتُ بَعِيرًا فَشَدَدْتُ
إِلَيْهِ رَحْلِي شَهْرًا ، حَتَّى قَدِمْتُ الشَّامَ ، فَإِذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
أُنَيْسٍ ، فَبَعَثْتُ إِلَيْهِ أَنَّ جَابِرًا بِالْبَابِ ، فَرَجَعَ الرَّسُولُ
فَقَالَ : جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ ، فَخَرَجَ
فَاعْتَنَقَنِي ، قُلْتُ : حَدِيثٌ بَلَغَنِي لَمْ أَسْمَعْهُ ، خَشِيتُ أَنْ
أَمُوتَ أَوْ تَمُوتَ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ :
يَحْشُرُ اللَّهُ الْعِبَادَ ، أَوِ النَّاسَ ، عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا ، قُلْتُ
: مَا بُهْمًا ؟ قَالَ : لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ ، فَيُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ
يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ ، أَحْسَبُهُ قَالَ : كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ ، :
أَنَا الْمَلِكُ ، لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَدْخُلُ
الْجَنَّةَ وَأَحَدٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَطْلُبُهُ بِمَظْلَمَةٍ ، وَلاَ
يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَدْخُلُ النَّارَ وَأَحَدٌ مِنْ أَهْلِ
الْجَنَّةِ يَطْلُبُهُ بِمَظْلَمَةٍ ، قُلْتُ : وَكَيْفَ ؟ وَإِنَّمَا نَأْتِي
اللَّهَ عُرَاةً بُهْمًا ؟ قَالَ : بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ.
بَابُ الرَّجُلِ يُقَبِّلُ ابْنَتَهُ
971- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ :
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ
مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ عَائِشَةَ
بِنْتِ طَلْحَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ : مَا رَأَيْتُ
أَحَدًا كَانَ أَشْبَهَ حَدِيثًا وَكَلاَمًا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
مِنْ فَاطِمَةَ ، وَكَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَامَ إِلَيْهَا ، فَرَحَّبَ
بِهَا وَقَبَّلَهَا ، وَأَجْلَسَهَا فِي مَجْلِسِهِ ، وَكَانَ إِذَا دَخَلَ
عَلَيْهَا قَامَتْ إِلَيْهِ فَأَخَذَتْ بِيَدِهِ ، فَرَحَّبَتْ بِهِ وَقَبَّلَتْهُ
، وَأَجْلَسَتْهُ فِي مَجْلِسِهَا ، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي
تُوُفِّيَ ، فَرَحَّبَ بِهَا وَقَبَّلَهَا.
بَابُ تَقْبِيلِ الْيَدِ
972- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
عَوَانَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
أَبِي لَيْلَى ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : كُنَّا فِي غَزْوَةٍ ، فَحَاصَ
النَّاسُ حَيْصَةً ، قُلْنَا : كَيْفَ نَلْقَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
وَقَدْ فَرَرْنَا ؟ فَنَزَلَتْ
: {إِلاَّ مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ} ، فَقُلْنَا : لاَ
نَقْدِمُ الْمَدِينَةَ ، فَلاَ يَرَانَا أَحَدٌ ، فَقُلْنَا : لَوْ قَدِمْنَا ،
فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ صَلاَةِ الْفَجْرِ ، قُلْنَا :
نَحْنُ الْفَرَّارُونَ ، قَالَ : أَنْتُمُ الْعَكَّارُونَ ، فَقَبَّلْنَا يَدَهُ ،
قَالَ : أَنَا فِئَتُكُمْ.
973- حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ : حَدَّثَنَا
عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ رَزِينٍ قَالَ
: مَرَرْنَا بِالرَّبَذَةِ فَقِيلَ لَنَا : هَا هُنَا سَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ ،
فَأَتَيْنَاهُ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ ، فَأَخْرَجَ يَدَيْهِ فَقَالَ : بَايَعْتُ
بِهَاتَيْنِ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَأَخْرَجَ كَفًّا لَهُ
ضَخْمَةً كَأَنَّهَا كَفُّ بَعِيرٍ ، فَقُمْنَا إِلَيْهَا فَقَبَّلْنَاهَا.
974- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ ، قَالَ ثَابِتٌ لِأَنَسٍ :
أَمَسَسْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ،
فَقَبَّلَهَا.
بَابُ تَقْبِيلِ الرَّجُلِ
975- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ :
حَدَّثَنَا مَطَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْنَقُ قَالَ : حَدَّثَتْنِي
امْرَأَةٌ مِنْ صَبَاحِ عَبْدِ الْقَيْسِ يُقَالُ لَهَا : أُمُّ أَبَانَ ابْنَةُ الْوَازِعِ
، عَنْ جَدِّهَا ، أَنَّ جَدَّهَا الْزَّارِعَ بْنَ عَامِرٍ قَالَ : قَدِمْنَا
فَقِيلَ : ذَاكَ رَسُولُ اللَّهِ ، فَأَخَذْنَا بِيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ
نُقَبِّلُهَا.
976- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ
قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَمْرٌو ، عَنْ ذَكْوَانَ ، عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ : رَأَيْتُ عَلِيًّا
يُقَبِّلُ يَدَ الْعَبَّاسِ وَرِجْلَيْهِ.
بَابُ قِيَامِ الرَّجُلِ لِلرَّجُلِ تَعْظِيمًا
977- حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ،
وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ : حَدَّثَنَا حَبِيبُ
بْنُ الشَّهِيدِ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا مِجْلَزٍ يَقُولُ : إِنَّ مُعَاوِيَةَ
خَرَجَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ
قُعُودٌ ، فَقَامَ ابْنُ عَامِرٍ ، وَقَعَدَ ابْنُ الزُّبَيْرِ ، وَكَانَ أَرْزَنَهُمَا
، قَالَ مُعَاوِيَةُ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَمْثُلَ لَهُ
عِبَادُ اللَّهِ قِيَامًا ، فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتًا مِنَ النَّارِ.
بَابُ بَدْءِ السَّلامِ
978- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ هَمَّامٍ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : خَلَقَ اللَّهُ
آدَمَ صلى الله عليه وسلم عَلَى صُورَتِهِ ، وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا ، ثُمَّ
قَالَ : اذْهَبْ ، فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ ، نَفَرٌ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ
جُلُوسٌ ، فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ بِهِ فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ
ذُرِّيَّتِكَ ، فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ، فَقَالُوا : السَّلاَمُ
عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، فَزَادُوهُ : وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، فَكُلُّ مَنْ
يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَتِهِ ، فَلَمْ يَزَلْ يَنْقُصُ الْخَلْقُ حَتَّى
الآنَ.
بَابُ إِفْشَاءِ السَّلامِ
979- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْوَاحِدِ ، عَنْ قِنَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّهْمِيِّ ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ ، عَنِ الْبَرَاءِ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم قَالَ : أَفْشُوا السَّلامَ تَسْلَمُوا.
980- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ
: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ ، وَالْقَعْنَبِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ ،
عَنِ الْعَلاَءِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم قَالَ : لاَ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا ، وَلاَ
تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا ، أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا تَحَابُّونَ بِهِ ؟ قَالُوا
: بَلَى ، يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ.
981- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
السَّائِبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : اعْبُدُوا الرَّحْمَنَ ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ
، وَأَفْشُوا السَّلاَمَ ، تَدْخُلُوا الْجِنَانَ.
بَابُ مَنْ بَدَأَ بِالسَّلامِ
982- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
عُبَيْدٍ ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ : مَا كَانَ أَحَدٌ يَبْدَأُ ، أَوْ
يَبْدُرُ ، ابْنَ عُمَرَ بِالسَّلامِ.
983- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا
مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي
أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ : يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي
، وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ ، وَالْمَاشِيَانِ أَيُّهُمَا يَبْدَأُ
بِالسَّلامِ فَهُوَ أَفْضَلُ.
984- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي أَخِي
، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي
عَتِيقٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ الأَغَرَّ ،
وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ مُزَيْنَةَ ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله
عليه وسلم ، كَانَتْ لَهُ أَوْسُقٌ مِنْ تَمْرٍ عَلَى رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو
بْنِ عَوْفٍ ، اخْتَلَفَ إِلَيْهِ مِرَارًا ، قَالَ : فَجِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله
عليه وسلم ، فَأَرْسَلَ مَعِي أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ ، قَالَ : فَكُلُّ مَنْ
لَقِينَا سَلَّمُوا عَلَيْنَا ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَلاَ تَرَى النَّاسَ
يَبْدَأُونَكَ بِالسَّلاَمِ فَيَكُونُ لَهُمُ الأَجْرُ ؟ ابْدَأْهُمْ بِالسَّلاَمِ
يَكُنْ لَكَ الأَجْرُ يُحَدِّثُ هَذَا ابْنُ عُمَرَ عَنْ نَفْسِهِ.
985- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ،
وَالْقَعْنَبِيُّ ، قَالاَ : أَخْبَرَنَا مَالِكٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ
عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم قَالَ : لاَ يَحِلُّ لِامْرِئٍ مُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ
ثَلاَثٍ ، فَيَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا ، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي
يَبْدَأُ بِالسَّلامِ.
بَابُ فَضْلِ السَّلامِ
986- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ
بْنِ زَيْدٍ التَّيْمِيِّ ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
، أَنَّ رَجُلًا مَرَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي مَجْلِسٍ
فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ، فَقَالَ : عَشْرُ حَسَنَاتٍ ، فَمَرَّ رَجُلٌ
آخَرُ فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، فَقَالَ : عِشْرُونَ
حَسَنَةً ، فَمَرَّ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ
اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، فَقَالَ
: ثَلاَثُونَ حَسَنَةً ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْمَجْلِسِ
وَلَمْ يُسَلِّمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : مَا أَوْشَكَ
مَا نَسِيَ صَاحِبُكُمْ ، إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمُ الْمَجْلِسَ فَلْيُسَلِّمْ ،
فَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يَجْلِسَ فَلْيَجْلِسْ ، وَإِذَا قَامَ فَلْيُسَلِّمْ ، مَا
الْأُولَى بِأَحَقَّ مِنَ الآخِرَةِ.
987- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ عُمَرَ قَالَ :
كُنْتُ رَدِيفَ أَبِي بَكْرٍ ، فَيَمُرُّ عَلَى الْقَوْمِ فَيَقُولُ : السَّلاَمُ
عَلَيْكُمْ ، فَيَقُولُونَ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ،
وَيَقُولُ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، فَيَقُولُونَ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ
وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : فَضَلَنَا النَّاسُ الْيَوْمَ
بِزِيَادَةٍ كَثِيرَةٍ.
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ
: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ
الْمَلِكِ ، عَنْ زَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ مِثْلَهُ.
988- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ :
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : مَا
حَسَدَكُمُ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ مَا حَسَدُوكُمْ عَلَى السَّلامِ
وَالتَّأْمِينِ.
بَابُ السَّلامُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ
989- حَدَّثَنَا شِهَابٌ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ
بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم : إِنَّ السَّلامَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى ،
وَضَعَهُ اللَّهُ فِي الأَرْضِ ، فَأَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ.
990- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
مُحِلٌّ قَالَ : سَمِعْتُ شَقِيقَ بْنَ سَلَمَةَ أَبَا وَائِلٍ يَذْكُرُ ، عَنِ
ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : كَانُوا يُصَلُّونَ خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
قَالَ الْقَائِلُ : السَّلاَمُ عَلَى اللَّهِ ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم صَلاَتَهُ قَالَ : مَنِ الْقَائِلُ : السَّلاَمُ عَلَى اللَّهِ ؟ إِنَّ
اللَّهَ هُوَ السَّلاَمُ ، وَلَكِنْ قُولُوا : التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ
وَالطَّيِّبَاتُ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ
وَبَرَكَاتُهُ ، السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ ،
أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ
قَالَ : وَقَدْ كَانُوا يَتَعَلَّمُونَهَا كَمَا يَتَعَلَّمُ أَحَدُكُمُ
السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ.
بَابُ حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ
يُسَلِّمَ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ
991- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنَا
مَالِكٌ ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى
الْمُسْلِمِ سِتٌّ ، قِيلَ : وَمَا هِيَ ؟ قَالَ : إِذَا لَقِيتُهُ فَسَلِّمْ
عَلَيْهِ ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ ،
وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَشَمِّتْهُ ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ ، وَإِذَا
مَاتَ فَاصْحَبْهُ.
بَابُ يُسَلِّمُ الْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ
992- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ يَحْيَى قَالَ : حَدَّثَنَا زَيْدُ
بْنُ سَلاَّمٍ ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي سَلاَّمٍ ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ
الْحُبْرَانِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ قَالَ : سَمِعْتُ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : لِيُسَلِّمِ الرَّاكِبُ عَلَى الرَّاجِلِ
، وَلْيُسَلِّمِ الرَّاجِلُ عَلَى الْقَاعِدِ ، وَلْيُسَلِّمِ الأَقَلُّ عَلَى
الأَكْثَرِ ، فَمَنْ أَجَابَ السَّلاَمَ فَهُوَ لَهُ ، وَمَنْ لَمْ يُجِبْ فَلا
شَيْءَ لَهُ.
993- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ قَالَ : أَخْبَرَنَا رَوْحُ
بْنُ عُبَادَةَ قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي زِيَادٌ ،
أَنَّ ثَابِتًا أَخْبَرَهُ ، وَهُوَ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، يَرْوِيهِ عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ
عَلَى الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ.
994- قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ : فَأَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ،
أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ
: الْمَاشِيَانِ إِذَا اجْتَمَعَا فَأَيُّهُمَا بَدَأَ
بِالسَّلاَمِ فَهُوَ أَفْضَلُ.
بَابُ تَسْلِيمِ الرَّاكِبِ عَلَى الْقَاعِدِ
995- حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ :
أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ هَمَّامٍ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ
عَلَى الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ.
996- حَدَّثَنَا أَصْبَغُ قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ
وَهْبٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ هَانِئٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ فَضَالَةَ
، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : يُسَلِّمُ الْفَارِسُ عَلَى
الْقَاعِدِ ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ.
بَابُ : هَلْ يُسَلِّمُ الْمَاشِي عَلَى الرَّاكِبِ ؟
997- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ :
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ،
أَنَّهُ لَقِيَ فَارِسًا فَبَدَأَهُ بِالسَّلاَمِ ، فَقُلْتُ : تَبْدَأُهُ
بِالسَّلاَمِ ؟ قَالَ : رَأَيْتُ شُرَيْحًا مَاشِيًا يَبْدَأُ بِالسَّلامِ.
بَابُ يُسَلِّمُ الْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ
998- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ قَالَ :
حَدَّثَنَا حَيْوَةُ قَالَ : أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ أَبُو هَانِئٍ ، أَنَّ أَبَا
عَلِيٍّ الْجَنْبِيَّ حَدَّثَهُ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنِ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم قَالَ : يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي
عَلَى الْقَاعِدِ ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ.
999- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : أَخْبَرَنَا حَيْوَةُ بْنُ
شُرَيْحٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلاَنِيُّ ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ
الْجَنْبِيِّ ، عَنْ فَضَالَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ
: يُسَلِّمُ الْفَارِسُ عَلَى الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي عَلَى الْقَائِمِ ،
وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ.
بَابُ يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ عَلَى الْكَبِيرِ
1000- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ :
أَخْبَرَنَا مَخْلَدٌ قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي زِيَادٌ ،
أَنَّهُ سَمِعَ ثَابِتًا مَوْلَى ابْنِ زَيْدٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ
يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي
، وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ.
1001- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عَمْرٍو قَالَ : حَدَّثَنِي
أَبِي قَالَ : حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ
صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ عَلَى
الْكَبِيرِ ، وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ.
بَابُ مُنْتَهَى السَّلامِ
1001م-
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا
مَخْلَدٌ قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي زِيَادٌ ،
عَنْ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ : كَانَ خَارِجَةُ يَكْتُبُ عَلَى كِتَابِ زَيْدٍ
إِذَا سَلَّمَ ، قَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ
اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ ، وَطَيِّبُ صَلَوَاتِهِ.
بَابُ مَنْ سَلَّمَ إِشَارَةً
1002- حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ :
حَدَّثَنَا هَيَّاجُ بْنُ بَسَّامٍ أَبُو قُرَّةَ الْخُرَاسَانِيُّ ، رَأَيْتُهُ
بِالْبَصْرَةِ ، قَالَ : رَأَيْتُ أَنَسًا يَمُرُّ عَلَيْنَا فَيُومِئُ بِيَدِهِ
إِلَيْنَا فَيُسَلِّمُ ، وَكَانَ بِهِ وَضَحٌ ، وَرَأَيْتُ الْحَسَنَ يَخْضُبُ بِالصُّفْرَةِ
، وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ ، وَقَالَتْ أَسْمَاءُ : أَلْوَى النَّبِيُّ صلى الله عليه
وسلم بِيَدِهِ إِلَى النِّسَاءِ بِالسَّلامِ.
1003- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ قَالَ : حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ
سَعْدٍ ، أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، وَمَعَ الْقَاسِمِ
بْنِ مُحَمَّدٍ ، حَتَّى إِذَا نَزَلاَ سَرِفًا مَرَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
الزُّبَيْرِ فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ بِالسَّلاَمِ ، فَرَدَّا عَلَيْهِ.
1004- حَدَّثَنَا خَلادٌ قَالَ : حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ ،
عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ : كَانُوا
يَكْرَهُونَ التَّسْلِيمَ بِالْيَدِ ، أَوْ قَالَ : كَانَ يَكْرَهُ التَّسْلِيمَ
بِالْيَدِ.
بَابُ يُسْمِعُ إِذَا سَلَّمَ
1005- حَدَّثَنَا خَلاَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ :
حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ : أَتَيْتُ مَجْلِسًا
فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، فَقَالَ : إِذَا سَلَّمْتَ فَأَسْمِعْ ،
فَإِنَّهَا تَحِيَّةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيْبَةً.
بَابُ مَنْ خَرَجَ يُسَلِّمُ وَيُسَلَّمُ عَلَيْهِ
1006- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي
مَالِكٌ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، أَنَّ
الطُّفَيْلَ بْنَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَخْبَرَهُ ، أَنَّهُ كَانَ يَأْتِي عَبْدَ
اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فَيَغْدُو مَعَهُ إِلَى السُّوقِ ، قَالَ : فَإِذَا غَدَوْنَا
إِلَى السُّوقِ لَمْ يَمُرَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَلَى سَقَّاطٍ ، وَلاَ صَاحِبِ
بَيْعَةٍ ، وَلاَ مِسْكِينٍ ، وَلاَ أَحَدٍ إِلاَّ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ .
قَالَ الطُّفَيْلُ : فَجِئْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
عُمَرَ يَوْمًا ، فَاسْتَتْبَعَنِي إِلَى السُّوقِ ، فَقُلْتُ : مَا تَصْنَعُ بِالسُّوقِ
وَأَنْتَ لاَ تَقِفُ عَلَى الْبَيْعِ ، وَلاَ تَسْأَلُ عَنِ السِّلَعِ ، وَلاَ
تَسُومُ بِهَا ، وَلاَ تَجْلِسُ فِي مَجَالِسِ السُّوقِ ؟ فَاجْلِسْ بِنَا
هَاهُنَا نَتَحَدَّثُ ، فَقَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ : يَا أَبَا بَطْنٍ ، وَكَانَ
الطُّفَيْلُ ذَا بَطْنٍ ، إِنَّمَا نَغْدُو مِنْ أَجْلِ السَّلاَمِ ، نُسَلِّمُ
عَلَى مَنْ لَقِيَنَا.
بَابُ التَّسْلِيمِ إِذَا جَاءَ الْمَجْلِسَ
1007- حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ
، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمُ الْمَجْلِسَ فَلْيُسَلِّمْ ،
فَإِنْ رَجَعَ فَلْيُسَلِّمْ ، فَإِنَّ الْأُخْرَى لَيْسَتْ بِأَحَقَّ مِنَ الأولَى.
(...) - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا
صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ
، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ،
مِثْلَهُ.
بَابُ التَّسْلِيمِ إِذَا قَامَ مِنَ الْمَجْلِسِ
1008- حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلاَنَ
قَالَ : أَخْبَرَنِي سَعِيدٌ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله
عليه وسلم قَالَ : إِذَا جَاءَ الرَّجُلُ الْمَجْلِسَ فَلْيُسَلِّمْ ، فَإِنْ
جَلَسَ ثُمَّ بَدَا لَهُ أَنْ يَقُومَ قَبْلَ أَنْ يَتَفَرَّقَ الْمَجْلِسُ فَلْيُسَلِّمْ
، فَإِنَّ الْأُولَى لَيْسَتْ بِأَحَقَّ مِنَ الأخْرَى.
بَابُ حَقِّ مَنْ سَلَّمَ إِذَا قَامَ
1009- حَدَّثَنَا مَطَرُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ :
حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا بِسْطَامٌ قَالَ : سَمِعْتُ
مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ قَالَ : قَالَ لِي أَبِي : يَا بُنَيَّ ، إِنْ كُنْتَ
فِي مَجْلِسٍ تَرْجُو خَيْرَهُ ، فَعَجِلَتْ بِكَ حَاجَةٌ فَقُلْ : سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ
، فَإِنَّكَ تَشْرَكُهُمْ فِيمَا أَصَابُوا فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ ، وَمَا مِنْ
قَوْمٍ يَجْلِسُونَ مَجْلِسًا فَيَتَفَرَّقُونَ عَنْهُ لَمْ يُذْكَرِ اللَّهُ ،
إِلاَّ كَأَنَّمَا تَفَرَّقُوا عَنْ جِيفَةِ حِمَارٍ.
1010- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : حَدَّثَنِي
مُعَاوِيَةُ ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّهُ سَمِعَهُ
يَقُولُ : مَنْ لَقِيَ أَخَاهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ ، فَإِنْ حَالَتْ
بَيْنَهُمَا شَجَرَةٌ أَوْ حَائِطٌ ، ثُمَّ لَقِيَهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ.
1011- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ :
حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ نِبْرَاسٍ أَبُو الْحَسَنِ ، عَنْ ثَابِتٍ
الْبُنَانِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله
عليه وسلم كَانُوا يَكُونُونَ مُجْتَمِعِينَ فَتَسْتَقْبِلُهُمُ الشَّجَرَةُ ،
فَتَنْطَلِقُ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ عَنْ يَمِينِهَا وَطَائِفَةٌ عَنْ شِمَالِهَا ،
فَإِذَا الْتَقَوْا سَلَّمَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ.
بَابُ مَنْ دَهَنَ يَدَهُ لِلْمُصَافَحَةِ
1012- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ
الْمِصْرِيُّ ، عَنْ قُرَيْشٍ الْبَصْرِيِّ هُوَ ابْنُ حَيَّانَ ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ
، أَنَّ أَنَسًا كَانَ إِذَا أَصْبَحَ ادَّهَنَ يَدَهُ بِدُهْنٍ طَيِّبٍ
لِمُصَافَحَةِ إِخْوَانِهِ.
بَابُ التَّسْلِيمِ بِالْمَعْرِفَةِ وَغَيْرِهَا
1013- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا
اللَّيْثُ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ
الإِسْلاَمِ خَيْرٌ ؟ قَالَ : تُطْعِمُ الطَّعَامَ ، وَتُقْرِئُ السَّلاَمَ عَلَى
مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ.
بَابٌ
1014- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ
قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ
الأَفْنِيَةِ وَالصُّعُدَاتِ أَنْ يُجْلَسَ فِيهَا ، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ : لاَ
نَسْتَطِيعُهُ ، لاَ نُطِيقُهُ ، قَالَ : أَمَّا لاَ ، فَأَعْطُوا حَقَّهَا ،
قَالُوا : وَمَا حَقُّهَا ؟ قَالَ : غَضُّ الْبَصَرِ ، وَإِرْشَادُ ابْنِ
السَّبِيلِ ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ إِذَا حَمِدَ اللَّهَ ، وَرَدُّ التَّحِيَّةِ.
1015- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ
قَالَ : حَدَّثَنَا كِنَانَةُ مَوْلَى صَفِيَّةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : أَبْخَلُ
النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلاَمِ ، وَالْمَغْبُونُ مَنْ لَمْ يَرُدَّهُ ، وَإِنْ
حَالَتْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ أَخِيكَ شَجَرَةٌ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْدَأَهُ
بِالسَّلامِ لا يَبْدَأُكَ فَافْعَلْ.
1016- حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ، عَنْ حُسَيْنٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ،
عَنْ سَالِمٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : وَكَانَ ابْنُ عَمْرٍو
إِذَا سُلِّمَ عَلَيْهِ فَرَدَّ زَادَ ، فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ جَالِسٌ فَقُلْتُ : السَّلاَمُ
عَلَيْكُمْ ، فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، ثُمَّ
أَتَيْتُهُ مَرَّةً أُخْرَى فَقُلْتُ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ
، قَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، ثُمَّ
أَتَيْتُهُ مَرَّةً أُخْرَى فَقُلْتُ
: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ
وَبَرَكَاتُهُ ، فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ،
وَطَيِّبُ صَلَوَاتِهِ.
بَابُ لا يُسَلَّمُ عَلَى فَاسِقٍ
1017- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ :
حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ قَالَ
: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ ، عَنْ
حِبَّانَ بْنِ أَبِي جَبَلَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ
قَالَ : لاَ تُسَلِّمُوا عَلَى شُرَّابِ الْخَمْرِ.
1018- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْبُوبٍ ، وَمُعَلَّى
، وَعَارِمٌ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ
الْحَسَنِ قَالَ : لَيْسَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْفَاسِقِ حُرْمَةٌ.
1019- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ : حَدَّثَنِي
مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو رُزَيْقٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ
بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَكْرَهُ الأَسْبِرَنْجَ وَيَقُولُ : لاَ تُسَلِّمُوا عَلَى
مَنْ لَعِبَ بِهَا ، وَهِيَ مِنَ الْمَيْسِرِ.
بَابُ مَنْ تَرَكَ السَّلامَ عَلَى الْمُتَخَلِّقِ
وَأَصْحَابِ الْمَعَاصِي
1020- حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى قَالَ :
حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ الْعُرَنِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا سَعِيدُ
بْنُ عُبَيْدٍ الطَّائِيُّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ رَجُلٌ مُتَخَلِّقٌ بِخَلُوقٍ ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ
وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ ، وَأَعْرَضَ عَنِ الرَّجُلِ ، فَقَالَ الرَّجُلُ :
أَعْرَضْتَ عَنِّي ؟ قَالَ : بَيْنَ عَيْنَيْهِ جَمْرَةٌ.
1021- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي
سُلَيْمَانُ ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبِ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيِّ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَفِي
يَدِهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ ، فَأَعْرَضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْهُ ،
فَلَمَّا رَأَى الرَّجُلُ كَرَاهِيَتَهُ ذَهَبَ فَأَلْقَى الْخَاتَمَ ، وَأَخَذَ
خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ فَلَبِسَهُ ، وَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ،
قَالَ : هَذَا شَرٌّ ، هَذَا حِلْيَةُ أَهْلِ النَّارِ ، فَرَجَعَ فَطَرَحَهُ ،
وَلَبِسَ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ ، فَسَكَتَ عَنْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
1022- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ :
حَدَّثَنِي اللَّيْثُ ، عَنْ عَمْرٍو هُوَ ابْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ
سَوَادَةَ ، عَنْ أَبِي النَّجِيبِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : أَقْبَلَ رَجُلٌ
مِنَ الْبَحْرَيْنِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، فَلَمْ
يَرُدَّ ، وَفِي يَدِهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ ، وَعَلَيْهِ جُبَّةُ حَرِيرٍ ،
فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ مَحْزُونًا ، فَشَكَا إِلَى امْرَأَتِهِ ، فَقَالَتْ :
لَعَلَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجِبَّتَكَ وَخَاتَمَكَ ،
فَأَلْقِهِمَا ثُمَّ عُدْ ، فَفَعَلَ ، فَرَدَّ السَّلاَمَ ، فَقَالَ : جِئْتُكَ
آنِفًا فَأَعْرَضْتَ عَنِّي ؟ قَالَ : كَانَ فِي يَدِكَ جَمْرٌ مِنْ نَارٍ ،
فَقَالَ : لَقَدْ جِئْتُ إِذًا بِجَمْرٍ كَثِيرٍ ، قَالَ : إِنَّ مَا جِئْتَ بِهِ
لَيْسَ بِأَجْزَأَ عَنَّا مِنْ حِجَارَةِ الْحَرَّةِ ، وَلَكِنَّهُ مَتَاعُ
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ، قَالَ :
فَبِمَاذَا أَتَخَتَّمُ بِهِ ؟ قَالَ : بِحَلْقَةٍ مِنْ
وَرِقٍ ، أَوْ صُفْرٍ ، أَوْ حَدِيدٍ.