كتاب ج3. : الأدب المفرد محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري
بَابُ التَّسْلِيمِ عَلَى الأَمِيرِ
1023- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَأَلَ أَبَا بَكْرِ بْنَ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ : لِمَ كَانَ أَبُو بَكْرٍ يَكْتُبُ : مِنْ أَبِي بَكْرٍ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ ، ثُمَّ كَانَ عُمَرُ يَكْتُبُ بَعْدَهُ : مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ خَلِيفَةِ أَبِي بَكْرٍ ، مَنْ أَوَّلُ مَنْ كَتَبَ : أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ فَقَالَ : حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي الشِّفَاءُ ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ ، وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا هُوَ دَخَلَ السُّوقَ دَخَلَ عَلَيْهَا ، قَالَتْ : كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى عَامِلِ الْعِرَاقَيْنِ : أَنِ ابْعَثْ إِلَيَّ بِرَجُلَيْنِ جَلْدَيْنِ نَبِيلَيْنِ ، أَسْأَلُهُمَا عَنِ الْعِرَاقِ وَأَهْلِهِ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ صَاحِبُ الْعِرَاقَيْنِ بِلَبِيدِ بْنِ رَبِيعَةَ ، وَعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ، فَقَدِمَا الْمَدِينَةَ فَأَنَاخَا رَاحِلَتَيْهِمَا بِفِنَاءِ الْمَسْجِدِ ، ثُمَّ دَخَلاَ الْمَسْجِدَ فَوَجَدَا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ ، فَقَالاَ لَهُ : يَا عَمْرُو ، اسْتَأْذِنْ لَنَا عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ ، فَوَثَبَ عَمْرٌو فَدَخَلَ عَلَى عُمَرَ فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : مَا بَدَا لَكَ فِي هَذَا الِاسْمِ يَا ابْنَ الْعَاصِ ؟ لَتَخْرُجَنَّ مِمَّا قُلْتَ ، قَالَ : نَعَمْ ، قَدِمَ لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ ، وَعَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ ، فَقَالاَ لِي : اسْتَأْذِنْ لَنَا عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقُلْتُ : أَنْتُمَا وَاللَّهِ أَصَبْتُمَا اسْمَهُ ، وَإِنَّهُ الأَمِيرُ ، وَنَحْنُ الْمُؤْمِنُونَ . فَجَرَى الْكِتَابُ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ.
1024- حَدَّثَنَا أَبُو
الْيَمَانِ قَالَ : أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ :
أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَدِمَ
مُعَاوِيَةُ حَاجًّا حَجَّتَهُ الْأُولَى وَهُوَ خَلِيفَةٌ ، فَدَخَلَ
عَلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ الأَنْصَارِيُّ فَقَالَ : السَّلاَمُ
عَلَيْكَ أَيُّهَا الأَمِيرُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، فَأَنْكَرَهَا أَهْلُ
الشَّامِ وَقَالُوا : مَنْ هَذَا الْمُنَافِقُ الَّذِي يُقَصِّرُ
بِتَحِيَّةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ؟ فَبَرَكَ عُثْمَانُ عَلَى رُكْبَتِهِ
ثُمَّ قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ هَؤُلاَءِ أَنْكَرُوا
عَلَيَّ أَمْرًا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْهُمْ ، فَوَاللَّهِ لَقَدْ
حَيَّيْتُ بِهَا أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ ، فَمَا أَنْكَرَهُ
مِنْهُمْ أَحَدٌ ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِمَنْ تَكَلَّمَ مِنْ أَهْلِ
الشَّامِ : عَلَى رِسْلِكُمْ ، فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ بَعْضُ مَا يَقُولُ ،
وَلَكِنَّ أَهْلَ الشَّامِ قَدْ حَدَثَتْ هَذِهِ الْفِتَنُ ، قَالُوا : لاَ
تُقَصَّرُ عِنْدَنَا تَحِيَّةُ خَلِيفَتِنَا ، فَإِنِّي إِخَالُكُمْ يَا
أَهْلَ الْمَدِينَةِ تَقُولُونَ لِعَامِلِ الصَّدَقَةِ : أَيُّهَا
الأمِيرُ.
1025- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ :
دَخَلْتُ عَلَى الْحَجَّاجِ فَمَا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ.
1026- حَدَّثَنَا
مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ
مُغِيرَةَ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ سَلَمَةَ الضَّبِّيِّ ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ
حَذْلَمٍ قَالَ : إِنِّي لَأَذْكُرُ أَوَّلَ مَنْ سَلَّمَ عَلَيْهِ
بِالإِمْرَةِ بِالْكُوفَةِ ، خَرَجَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ مِنْ بَابِ
الرَّحَبَةِ ، فَفَجَأَهُ رَجُلٌ مِنْ كِنْدَةَ ، زَعَمُوا أَنَّهُ :
أَبُو قُرَّةَ الْكِنْدِيُّ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : السَّلاَمُ
عَلَيْكَ أَيُّهَا الأَمِيرُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ،
فَكَرِهَهُ ، فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَمِيرُ
وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ، هَلْ أَنَا إِلاَّ مِنْهُمْ ،
أَمْ لاَ ؟ قَالَ سِمَاكٌ : ثُمَّ أَقَرَّ بِهَا بَعْدُ.
1027-
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ :
أَخْبَرَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ : حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ
عُبَيْدٍ ، بَطْنٌ مِنْ حِمْيَرٍ ، قَالَ : دَخَلْنَا عَلَى رُوَيْفِعٍ ،
وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى أَنْطَابُلُسَ ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ
، وَنَحْنُ عِنْدَهُ ، فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الأَمِيرُ ،
فَقَالَ لَهُ رُوَيْفِعٌ : لَوْ سَلَّمْتَ عَلَيْنَا لَرَدَدْنَا عَلَيْكَ
السَّلاَمَ ، وَلَكِنْ إِنَّمَا سَلَّمْتَ عَلَى مَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ
، وَكَانَ مَسْلَمَةُ عَلَى مِصْرَ ، اذْهَبْ إِلَيْهِ فَلْيَرُدَّ
عَلَيْكَ السَّلاَمَ.
قَالَ زِيَادٌ : وَكُنَّا إِذَا جِئْنَا فَسَلَّمْنَا وَهُوَ فِي الْمَجْلِسِ قُلْنَا : السَّلامُ عَلَيْكُمْ.
بَابُ التَّسْلِيمِ عَلَى النَّائِمِ
1028-
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ
الْمُغِيرَةِ قَالَ : حَدَّثَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
أَبِي لَيْلَى ، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ قَالَ : كَانَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَجِيءُ مِنَ اللَّيْلِ ، فَيُسَلِّمُ
تَسْلِيمًا لاَ يُوقِظُ نَائِمًا ، وَيُسْمِعُ الْيَقْظَانَ.
بَابُ حَيَّاكَ اللَّهُ
1029-
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ،
عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، أَنَّ عُمَرَ قَالَ
لِعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ : حَيَّاكَ اللَّهُ مِنْ مَعْرِفَةٍ.
بَابُ مَرْحَبًا
1030-
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا ، عَنْ فِرَاسٍ ،
عَنْ عَامِرٍ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
قَالَتْ : أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مَشْيُ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : مَرْحَبًا بِابْنَتِي ، ثُمَّ
أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ ، أَوْ عَنْ شِمَالِهِ.
1031- حَدَّثَنَا
أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ،
عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
اسْتَأْذَنَ عَمَّارٌ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَعَرَفَ
صَوْتَهُ ، فَقَالَ : مَرْحَبًا بِالطَّيِّبِ الْمُطَيَّبِ.
بَابُ كَيْفَ رَدُّ السَّلامِ ؟
1032-
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ
قَالَ : أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ ،
إِذْ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ مِنَ أَجْلَفِ النَّاسِ وَأَشَدِّهِمْ فَقَالَ :
السَّلامُ عَلَيْكُمْ ، فَقَالُوا : وَعَلَيْكُمُ.
1033- حَدَّثَنَا
حَامِدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ أَبِي
جَمْرَةَ ، سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ إِذَا سُلِّمَ عَلَيْهِ يَقُولُ :
وَعَلَيْكَ ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ.
1034- قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ :
وَقَالَتْ قَيْلَةُ : قَالَ رَجُلٌ : السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ
اللَّهِ ، قَالَ : وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ.
1035-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ
بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ الصَّامِتِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله
عليه وسلم حِينَ فَرَغَ مِنْ صَلاَتِهِ ، فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ حَيَّاهُ
بِتَحِيَّةِ الإِسْلاَمِ ، فَقَالَ : وَعَلَيْكَ ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ ،
مِمَّنْ أَنْتَ ؟ قُلْتُ : مِنْ غِفَارٍ.
1036- حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ : حَدَّثَنِي يُونُسُ ، عَنِ
ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ قَالَ : قَالَ أَبُو سَلَمَةَ ، أَنَّ عَائِشَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم : يَا عَائِشُ ، هَذَا جِبْرِيلُ ، وَهُوَ يَقْرَأُ عَلَيْكِ
السَّلاَمَ ، قَالَتْ : فَقُلْتُ : وَعَلَيْهِ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ
اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، تَرَى مَا لاَ أَرَى . تُرِيدُ بِذَلِكَ رَسُولَ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
1037- حَدَّثَنَا مَطَرٌ قَالَ :
حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا بِسْطَامٌ قَالَ :
سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ قَالَ : قَالَ لِي أَبِي : يَا بُنَيَّ ،
إِذَا مَرَّ بِكَ الرَّجُلُ فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ، فَلاَ
تَقُلْ : وَعَلَيْكَ ، كَأَنَّكَ تَخُصُّهُ بِذَلِكَ وَحْدَهُ ، فَإِنَّهُ
لَيْسَ وَحْدَهُ ، وَلَكِنْ قُلِ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ.
بَابُ مَنْ لَمْ يَرُدَّ السَّلامَ
1038-
حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى
قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ
هِلاَلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي
ذَرٍّ : مَرَرْتُ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُمِّ الْحَكَمِ فَسَلَّمْتُ ،
فَمَا رَدَّ عَلَيَّ شَيْئًا ؟ فَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي ، مَا يَكُونُ
عَلَيْكَ مِنْ ذَلِكَ ؟ رَدَّ عَلَيْكَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ ، مَلَكٌ
عَنْ يَمِينِهِ.
1039- حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ : حَدَّثَنَا زَيْدُ
بْنُ وَهْبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : إِنَّ السَّلاَمَ اسْمٌ مِنْ
أَسْمَاءِ اللَّهِ ، وَضَعَهُ اللَّهُ فِي الأَرْضِ ، فَأَفْشُوهُ
بَيْنَكُمْ ، إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا سَلَّمَ عَلَى الْقَوْمِ فَرَدُّوا
عَلَيْهِ كَانَتْ لَهُ عَلَيْهِمْ فَضْلُ دَرَجَةٍ ، لِأَنَّهُ ذَكَّرَهُمُ
السَّلاَمَ ، وَإِنْ لَمْ يُرَدَّ عَلَيْهِ رَدَّ عَلَيْهِ مَنْ هُوَ
خَيْرٌ مِنْهُ وَأَطْيَبُ.
1040- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ
قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ :
التَّسْلِيمُ تَطَوَّعٌ ، وَالرَّدُّ فَرِيضَةٌ.
بَابُ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلامِ
1041-
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ
سُلَيْمَانَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي عُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ سَلْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو
بْنِ الْعَاصِ قَالَ : الْكَذُوبُ مَنْ كَذَبَ عَلَى يَمِينِهِ ،
وَالْبَخِيلُ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلاَمِ ، وَالسَّرُوقُ مَنْ سَرَقَ
الصَّلاةَ.
1042- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : أَبْخَلُ النَّاسِ الَّذِي يَبْخَلُ
بِالسَّلاَمِ ، وَإِنَّ أَعْجَزَ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ بِالدُّعَاءِ.
بَابُ السَّلامِ عَلَى الصِّبْيَانِ
1043-
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ
سَيَّارٍ ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ،
أَنَّهُ مَرَّ عَلَى صِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ ، وَقَالَ : كَانَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُهُ بِهِمْ.
1044- حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنْ
عَنْبَسَةَ قَالَ : رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُسَلِّمُ عَلَى الصِّبْيَانِ
فِي الْكُتَّابِ.
بَابُ تَسْلِيمِ النِّسَاءِ عَلَى الرِّجَالِ
1045-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ : أَخْبَرَنَا مَالِكٌ ،
عَنْ أَبِي النَّضْرِ ، أَنَّ أَبَا مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئِ ابْنَةِ
أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ هَانِئٍ تَقُولُ :
ذَهَبْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَغْتَسِلُ ،
فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : مَنْ هَذِهِ ؟ قُلْتُ : أُمُّ هَانِئٍ ،
قَالَ : مَرْحَبًا.
1046- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا
مُبَارَكٌ قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ : كُنَّ النِّسَاءُ
يُسَلِّمْنَ عَلَى الرِّجَالِ.
بَابُ التَّسْلِيمِ عَلَى النِّسَاءِ
1047-
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ
بْنُ بَهْرَامَ ، عَنْ شَهْرٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَسْمَاءَ ، أَنَّ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ فِي الْمَسْجِدِ ، وَعُصْبَةٌ مِنَ
النِّسَاءِ قُعُودٌ ، قَالَ بِيَدِهِ إِلَيْهِنَّ بِالسَّلاَمِ ، فَقَالَ :
إِيَّاكُنَّ وَكُفْرَانَ الْمُنْعِمِينَ ، إِيَّاكُنَّ وَكُفْرَانَ
الْمُنْعِمِينَ ، قَالَتْ إِحْدَاهُنَّ : نَعُوذُ بِاللَّهِ ، يَا نَبِيَّ
اللَّهِ ، مِنْ كُفْرَانِ نِعَمِ اللَّهِ ، قَالَ : بَلَى إِنَّ
إِحْدَاكُنَّ تَطُولُ أَيْمَتُهَا ، ثُمَّ تَغْضَبُ الْغَضْبَةَ فَتَقُولُ :
وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مِنْهُ سَاعَةً خَيْرًا قَطُّ ، فَذَلِكَ
كُفْرَانُ نِعَمِ اللَّهِ ، وَذَلِكَ كُفْرَانُ نِعَمِ الْمُنْعِمِينَ.
1048-
حَدَّثَنَا مَخْلَدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ،
عَنِ ابْنِ أَبِي غَنِيَّةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ أَسْمَاءَ ابْنَةِ يَزِيدَ الأَنْصَارِيَّةِ ، مَرَّ بِيَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا فِي جِوَارِ أَتْرَابٍ لِي ،
فَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَقَالَ : إِيَّاكُنَّ وَكُفْرَ الْمُنْعِمِينَ ،
وَكُنْتُ مِنْ أَجْرَئِهِنَّ عَلَى مَسْأَلَتِهِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ
اللَّهِ ، وَمَا كُفْرُ الْمُنْعِمِينَ ؟ قَالَ : لَعَلَّ إِحْدَاكُنَّ
تَطُولُ أَيْمَتُهَا مِنْ أَبَوَيْهَا ، ثُمَّ يَرْزُقُهَا اللَّهُ زَوْجًا
، وَيَرْزُقُهَا مِنْهُ وَلَدًا ، فَتَغْضَبُ الْغَضْبَةَ فَتَكْفُرُ
فَتَقُولُ : مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ.
بَابُ مَنْ كَرِهَ تَسْلِيمَ الْخَاصَّةِ
1049-
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ سَلْمَانَ ، عَنْ سَيَّارٍ
أَبِي الْحَكَمِ ، عَنْ طَارِقٍ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ
جُلُوسًا ، فَجَاءَ آذِنُهُ فَقَالَ : قَدْ قَامَتِ الصَّلاَةُ ، فَقَامَ
وَقُمْنَا مَعَهُ ، فَدَخَلْنَا الْمَسْجِدَ ، فَرَأَى النَّاسَ رُكُوعًا
فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ ، فَكَبَّرَ وَرَكَعَ ، وَمَشَيْنَا وَفَعَلْنَا
مِثْلَ مَا فَعَلَ ، فَمَرَّ رَجُلٌ مُسْرِعٌ فَقَالَ : عَلَيْكُمُ
السَّلاَمُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، فَقَالَ : صَدَقَ اللَّهُ ،
وَبَلَّغَ رَسُولُهُ ، فَلَمَّا صَلَّيْنَا رَجَعَ ، فَوَلَجَ عَلَى
أَهْلِهِ ، وَجَلَسْنَا فِي مَكَانِنَا نَنْتَظِرُهُ حَتَّى يَخْرُجَ ،
فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ : أَيُّكُمْ يَسْأَلُهُ ؟ قَالَ طَارِقٌ :
أَنَا أَسْأَلُهُ ، فَسَأَلَهُ ، فَقَالَ : عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم قَالَ : بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ : تَسْلِيمُ الْخَاصَّةِ ،
وَفُشُوُّ التِّجَارَةِ حَتَّى تُعِينَ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا عَلَى
التِّجَارَةِ ، وَقَطْعُ الأَرْحَامِ ، وَفُشُوُّ الْقَلَمِ ، وَظُهُورُ
الشَّهَادَةِ بِالزُّورِ ، وَكِتْمَانُ شَهَادَةِ الْحَقِّ.
1050-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : حَدَّثَنِي اللَّيْثُ
قَالَ : حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم : أَيُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ ؟ قَالَ : تُطْعِمُ
الطَّعَامَ ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ
تَعْرِفْ.
بَابُ : كَيْفَ نَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ ؟
1051-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : حَدَّثَنِي اللَّيْثُ
قَالَ : حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي
أَنَسٌ ، أَنَّهُ كَانَ ابْنَ عَشْرِ سِنِينَ مَقْدَمَ رَسُولِ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ ، فَكُنَّ أُمَّهَاتِي يُوَطِّوَنَّنِي عَلَى
خِدْمَتِهِ ، فَخَدَمْتُهُ عَشْرَ سِنِينَ ، وَتُوُفِّيَ وَأَنَا ابْنُ
عِشْرِينَ ، فَكُنْتُ أَعْلَمَ النَّاسِ بِشَأْنِ الْحِجَابِ ، فَكَانَ
أَوَّلُ مَا نَزَلَ مَا ابْتَنَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ ، أَصْبَحَ بِهَا عَرُوسًا ، فَدَعَى الْقَوْمَ
فَأَصَابُوا مِنَ الطَّعَامِ ، ثُمَّ خَرَجُوا ، وَبَقِيَ رَهْطٌ عِنْدَ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَأَطَالُوا الْمُكْثَ ، فَقَامَ فَخَرَجَ
وَخَرَجْتُ لِكَيْ يَخْرُجُوا ، فَمَشَى فَمَشَيْتُ مَعَهُ ، حَتَّى جَاءَ
عَتَبَةَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ ، ثُمَّ ظَنَّ أَنَّهُمْ خَرَجُوا ، فَرَجَعَ
وَرَجَعْتُ مَعَهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى زَيْنَبَ ، فَإِذَا هُمْ جُلُوسٌ ،
فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ حَتَّى بَلَغَ عَتَبَةَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ ، وَظَنَّ
أَنَّهُمْ خَرَجُوا ، فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ ، فَإِذَا هُمْ قَدْ
خَرَجُوا ، فَضَرَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنِي وَبَيْنَهُ
السِّتْرَ ، وَأَنْزَلَ الْحِجَابَ.
بَابُ الْعَوْرَاتِ الثَّلاثِ
1052-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ ، عَنِ ابْنِ
شِهَابٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ الْقُرَظِيِّ ، أَنَّهُ
رَكِبَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُوَيْدٍ ، أَخِي بَنِي حَارِثَةَ بْنِ
الْحَارِثِ ، يَسْأَلُهُ عَنِ الْعَوْرَاتِ الثَّلاَثِ ، وَكَانَ يَعْمَلُ
بِهِنَّ ، فَقَالَ : مَا تُرِيدُ ؟ فَقُلْتُ : أُرِيدُ أَنْ أَعْمَلَ
بِهِنَّ ، فَقَالَ : إِذَا وَضَعْتُ ثِيَابِي مِنَ الظَّهِيرَةِ لَمْ
يَدْخُلْ عَلَيَّ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِي بَلَغَ الْحُلُمَ إِلاَّ بِإِذْنِي ،
إِلاَّ أَنْ أَدْعُوَهُ ، فَذَلِكَ إِذْنُهُ . وَلاَ إِذَا طَلَعَ
الْفَجْرُ وَتَحَرَّكَ النَّاسُ حَتَّى تُصَلَّى الصَّلاَةُ . وَلاَ إِذَا
صَلَّيْتُ الْعِشَاءَ وَوَضَعْتُ ثِيَابِي حَتَّى أَنَامَ.
بَابُ أَكْلِ الرَّجُلِ مَعَ امْرَأَتِهِ
1053-
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مِسْعَرٍ ،
عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : كُنْتُ آكُلُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم حَيْسًا ، فَمَرَّ عُمَرُ ، فَدَعَاهُ فَأَكَلَ ، فَأَصَابَتْ يَدُهُ
إِصْبَعِي ، فَقَالَ : حَسِّ ، لَوْ أُطَاعُ فَيَكُنَّ مَا رَأَتْكُنَّ
عَيْنٌ . فَنَزَلَ الْحِجَابُ.
1054- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ : حَدَّثَنِي خَارِجَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ رَافِعِ
بْنِ مَكِيثٍ الْجُهَنِيُّ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ سَرْجٍ مَوْلَى أُمِّ
صَبِيَّةَ بِنْتِ قَيْسٍ وَهِيَ خَوْلَةُ ، وَهِيَ جَدَّةُ خَارِجَةَ بْنِ
الْحَارِثِ ، أَنَّهُ سَمِعَهَا تَقُولُ : اخْتَلَفَتْ يَدِي وَيَدُ
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ.
بَابُ إِذَا دَخَلَ بَيْتًا غَيْرَ مَسْكُونٍ
1055-
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ : حَدَّثَنِي مَعْنٌ
قَالَ : حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، أَنَّ عَبْدَ
اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ : إِذَا دَخَلَ الْبَيْتَ غَيْرَ الْمَسْكُونِ
فَلْيَقُلِ : السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ.
1056-
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ :
حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : {لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ
حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا} ، وَاسْتَثْنَى مِنْ
ذَلِكَ ، فَقَالَ : {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا
غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ
وَمَا تَكْتُمُونَ}.
بَابُ {لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}
1057-
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
الْيَمَانِ ، عَنْ شَيْبَانَ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ : {لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} ، قَالَ :
هِيَ لِلرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ
بَابُ قَوْلِ اللَّهِ : {وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ}
1058-
حَدَّثَنَا مَطَرُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ
هَارُونَ ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي
كَثِيرٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا بَلَغَ
بَعْضُ وَلَدِهِ الْحُلُمَ عَزَلَهُ ، فَلَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهِ إِلا
بِإِذْنٍ.
بَابُ يَسْتَأْذِنُ عَلَى أُمِّهِ
1059- حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ
اللَّهِ قَالَ : أَسْتَأْذِنُ عَلَى أُمِّي ؟ فَقَالَ : مَا عَلَى كُلِّ
أَحْيَانِهَا تُحِبُّ أَنْ تَرَاهَا.
1060- حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ :
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ : سَمِعْتُ مُسْلِمَ
بْنَ نَذِيرٍ يَقُولُ : سَأَلَ رَجُلٌ حُذَيْفَةَ فَقَالَ : أَسْتَأْذِنُ
عَلَى أُمِّي ؟ فَقَالَ : إِنْ لَمْ تَسْتَأْذِنْ عَلَيْهَا رَأَيْتَ مَا
تَكْرَهُ.
بَابُ يَسْتَأْذِنُ عَلَى أَبِيهِ
1061- حَدَّثَنَا
فَرْوَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ
عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ : دَخَلْتُ مَعَ
أَبِي عَلَى أُمِّي ، فَدَخَلَ فَاتَّبَعْتُهُ ، فَالْتَفَتَ فَدَفَعَ فِي
صَدْرِي حَتَّى أَقْعَدَنِي عَلَى اسْتِي ، قَالَ : أَتَدْخُلُ بِغَيْرِ
إِذْنٍ ؟.
بَابُ يَسْتَأْذِنُ عَلَى أَبِيهِ وَوَلَدِهِ
1062-
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
مُسْهِرٍ ، عَنْ أَشْعَثَ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ :
يَسْتَأْذِنُ الرَّجُلُ عَلَى وَلَدِهِ ، وَأُمِّهِ ، وَإِنْ كَانَتْ
عَجُوزًا ، وَأَخِيهِ ، وَأُخْتِهِ ، وَأَبِيهِ.
بَابُ يَسْتَأْذِنُ عَلَى أُخْتِهِ
1063-
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَمْرٌو ، وَابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ : سَأَلْتُ
ابْنَ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ : أَسْتَأْذِنُ عَلَى أُخْتِي ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ،
فَأَعَدْتُ فَقُلْتُ : أُخْتَانِ فِي حِجْرِي ، وَأَنَا أُمَوِّنُهُمَا
وَأُنْفِقُ عَلَيْهِمَا ، أَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِمَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ،
أَتُحِبُّ أَنْ تَرَاهُمَا عُرْيَانَتَيْنِ ؟ ثُمَّ قَرَأَ : {يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}
إِلَى {ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ} ، قَالَ : فَلَمْ يُؤْمَرْ هَؤُلاَءِ
بِالإِذْنِ إِلاَّ فِي هَذِهِ الْعَوْرَاتِ الثَّلاَثِ ، قَالَ : {وَإِذَا
بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا
اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَالإِذْنُ وَاجِبٌ . زَادَ ابْنُ جُرَيْجٍ : عَلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ.
بَابُ يَسْتَأْذِنُ عَلَى أَخِيهِ
1064-
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْثَرٌ ، عَنْ أَشْعَثَ ،
عَنْ كُرْدُوسٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : يَسْتَأْذِنُ الرَّجُلُ
عَلَى أَبِيهِ ، وَأُمِّهِ ، وَأَخِيهِ ، وَأُخْتِهِ.
بَابُ الاسْتِئْذَانِ ثَلاثًا
1065-
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مَخْلَدٌ قَالَ :
أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ ، عَنْ عُبَيْدِ
بْنِ عُمَيْرٍ ، أَنَّ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ اسْتَأْذَنَ عَلَى
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، فَلَمْ يُؤَذَنْ لَهُ ، وَكَأَنَّهُ كَانَ
مَشْغُولًا ، فَرَجَعَ أَبُو مُوسَى ، فَفَرَغَ عُمَرُ فَقَالَ : أَلَمْ
أَسْمَعْ صَوْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ ؟ إِيذَنُوا لَهُ ، قِيلَ :
قَدْ رَجَعَ ، فَدَعَاهُ ، فَقَالَ : كُنَّا نُؤْمَرُ بِذَلِكَ ، فَقَالَ :
تَأْتِينِي عَلَى ذَلِكَ بِالْبَيِّنَةِ ، فَانْطَلَقَ إِلَى مَجْلِسِ
الأَنْصَارِ فَسَأَلَهُمْ ، فَقَالُوا : لاَ يَشْهَدُ لَكَ عَلَى هَذَا
إِلاَّ أَصْغَرُنَا : أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ فَذَهَبَ بِأَبِي سَعِيدٍ
، فَقَالَ عُمَرُ : أَخَفِيَ عَلَيَّ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم ؟ أَلْهَانِي الصَّفْقُ بِالأَسْوَاقِ ، يَعْنِي الْخُرُوجَ
إِلَى التِّجَارَةِ.
بَابُ الاسْتِئْذَانُ غَيْرُ السَّلامِ
1066-
حَدَّثَنَا بَيَانُ قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
فِيمَنْ يَسْتَأْذِنُ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ قَالَ : لاَ يُؤْذَنُ لَهُ
حَتَّى يَبْدَأَ بِالسَّلامِ.
1067- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
مُوسَى قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامٌ ، أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ
قَالَ : سَمِعْتُ عَطَاءً ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ :
إِذَا دَخَلَ وَلَمْ يَقُلِ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ، فَقُلْ : لاَ ،
حَتَّى يَأْتِيَ بِالْمِفْتَاحِ : السَّلامِ.
بَابُ إِذَا نَظَرَ بِغَيْرِ إِذَنٍ تُفْقَأُ عَيْنُهُ
1068-
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ : أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : لَوْ اطَّلَعَ رَجُلٌ فِي
بَيْتِكَ ، فَخَذَفْتَهُ بِحَصَاةٍ فَفَقَأْتَ عَيْنَهُ ، مَا كَانَ
عَلَيْكَ جُنَاحٌ.
1069- حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ : حَدَّثَنَا
حَمَّادٌ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَنَسٍ
قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَائِمًا يُصَلِّي ،
فَاطَّلَعَ رَجُلٌ فِي بَيْتِهِ ، فَأَخَذَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ ،
فَسَدَّدَ نَحْوَ عَيْنَيْهِ.
بَابُ الاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ النَّظَرِ
1070-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : حَدَّثَنَا اللَّيْثُ
قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ ، أَنَّ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ أَخْبَرَهُ ،
أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ مِنْ جُحْرٍ فِي بَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم ، وَمَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِدْرًى يَحُكُّ بِهِ
رَأْسَهُ ، فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : لَوْ
أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْتَظِرُنِي لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ.
1071- وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : إِنَّمَا جُعِلَ الإِذْنُ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ.
1072-
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا الْفَزَارِيُّ ،
عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : اطَّلَعَ رَجُلٌ مِنْ خَلَلٍ فِي
حُجْرَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَسَدَّدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم بِمِشْقَصٍ ، فَأَخْرَجَ الرَّجُلُ رَأْسَهُ.
بَابُ إِذَا سَلَّمَ الرَّجُلُ عَلَى الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ
1073-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : حَدَّثَنِي اللَّيْثُ ،
عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلاَلٍ ، عَنْ
مَرْوَانَ بْنِ عُثْمَانَ ، أَنَّ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ أَخْبَرَهُ ،
عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : اسْتَأْذَنْتُ عَلَى عُمَرَ ، فَلَمْ يُؤْذَنْ
لِي ثَلاَثًا ، فَأَدْبَرْتُ ، فَأَرْسَلَ إِلَيَّ فَقَالَ : يَا عَبْدَ
اللَّهِ ، اشْتَدَّ عَلَيْكَ أَنْ تُحْتَبَسَ عَلَى بَابِي ؟ اعْلَمْ أَنَّ
النَّاسَ كَذَلِكَ يَشْتَدُّ عَلَيْهِمْ أَنْ يُحْتَبَسُوا عَلَى بَابِكَ ،
فَقُلْتُ : بَلِ اسْتَأْذَنْتُ عَلَيْكَ ثَلاَثًا ، فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي ،
فَرَجَعْتُ ، فَقَالَ : مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا ؟ فَقُلْتُ : سَمِعْتُهُ
مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : أَسَمِعْتَ مِنَ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَا لَمْ نَسْمَعْ ؟ لَئِنْ لَمْ تَأْتِنِي
عَلَى هَذَا بِبَيِّنَةٍ لَأَجْعَلَنَّكَ نَكَالًا ، فَخَرَجْتُ حَتَّى
أَتَيْتُ نَفَرًا مِنَ الأَنْصَارِ جُلُوسًا فِي الْمَسْجِدِ
فَسَأَلْتُهُمْ ، فَقَالُوا : أَوَيَشُكُّ فِي هَذَا أَحَدٌ ؟
فَأَخْبَرْتُهُمْ مَا قَالَ عُمَرُ ، فَقَالُوا : لاَ يَقُومُ مَعَكَ
إِلاَّ أَصْغَرُنَا ، فَقَامَ مَعِي أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ ، أَوْ
أَبُو مَسْعُودٍ ، إِلَى عُمَرَ ، فَقَالَ : خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم وَهُوَ يُرِيدُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ ، حَتَّى أَتَاهُ
فَسَلَّمَ ، فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ ، ثُمَّ سَلَّمَ الثَّانِيَةَ ، ثُمَّ
الثَّالِثَةَ ، فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ ، فَقَالَ : قَضَيْنَا مَا عَلَيْنَا ،
ثُمَّ رَجَعَ ، فَأَدْرَكَهُ سَعْدٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ،
وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا سَلَّمْتَ مِنْ مَرَّةٍ إِلاَّ وَأَنَا
أَسْمَعُ ، وَأَرُدُّ عَلَيْكَ ، وَلَكِنْ أَحْبَبْتُ أَنْ تُكْثِرَ مِنَ
السَّلاَمِ عَلَيَّ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِي ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى :
وَاللَّهِ إِنْ كُنْتُ لَأَمِينًا عَلَى حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم ، فَقَالَ : أَجَلْ ، وَلَكِنْ أَحْبَبْتُ أَنْ أَسْتَثْبِتَ.
بَابُ دُعَاءُ الرَّجُلِ إِذْنُهُ
1074-
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
إِذَا دُعِيَ الرَّجُلُ فَقَدْ أُذِنَ لَهُ.
1075- حَدَّثَنَا عَيَّاشُ
بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى قَالَ : حَدَّثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ
فَجَاءَ مَعَ الرَّسُولِ ، فَهُوَ إِذْنُهُ.
1076- حَدَّثَنَا مُوسَى
بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ
حَبِيبٍ ، وَهِشَامٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : رَسُولُ الرَّجُلِ إِلَى الرَّجُلِ
إِذْنُهُ.
1077- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ قَالَ : حَدَّثَنَا عَاصِمٌ قَالَ :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، عَنْ أَبِي الْعَلاَنِيَةِ قَالَ : أَتَيْتُ أَبَا
سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ فَسَلَّمْتُ فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي ، ثُمَّ سَلَّمْتُ
فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي ، ثُمَّ سَلَّمْتُ الثَّالِثَةَ فَرَفَعْتُ صَوْتِي
وَقُلْتُ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الدَّارِ ، فَلَمْ يُؤْذَنْ
لِي ، فَتَنَحَّيْتُ نَاحِيَةً فَقَعَدْتُ ، فَخَرَجَ إِلَيَّ غُلاَمٌ
فَقَالَ : ادْخُلْ ، فَدَخَلْتُ ، فَقَالَ لِي أَبُو سَعِيدٍ : أَمَا
إِنَّكَ لَوْ زِدْتَ لَمْ يُؤْذَنْ لَكَ ، فَسَأَلْتُهُ عَنِ الأَوْعِيَةِ ،
فَلَمْ أَسْأَلْهُ عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ قَالَ : حَرَامٌ ، حَتَّى
سَأَلْتُهُ عَنِ الْجَفِّ ، فَقَالَ : حَرَامٌ . فَقَالَ مُحَمَّدٌ :
يُتَّخَذُ عَلَى رَأْسِهِ إِدَمٌ ، فَيُوكَأُ.
بَابُ : كَيْفَ يَقُومُ عِنْدَ الْبَابِ ؟
1078-
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ : حَدَّثَنَا
بَقِيَّةُ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الْيَحْصِبِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ ، صَاحِبُ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
كَانَ إِذَا أَتَى بَابًا يُرِيدُ أَنْ يَسْتَأْذِنَ لَمْ يَسْتَقْبِلْهُ ،
جَاءَ يَمِينًا وَشِمَالًا ، فَإِنْ أُذِنَ لَهُ وَإِلا انْصَرَفَ.
بَابُ إِذَا اسْتَأْذَنَ ، فَقَالَ : حَتَّى أَخْرُجَ ، أَيْنَ يَقْعُدُ ؟
1079-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ
شُرَيْحٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، أَنَّهُ سَمِعَ وَاهِبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ
الْمَعَافِرِيَّ يَقُولُ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ
بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ ،
فَقَالُوا لِي : مَكَانَكَ حَتَّى يَخْرُجَ إِلَيْكَ ، فَقَعَدْتُ قَرِيبًا
مِنْ بَابِهِ ، قَالَ : فَخَرَجَ إِلَيَّ فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ ،
ثُمَّ مَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ،
أَمِنَ الْبَوْلِ هَذَا ؟ قَالَ : مِنَ الْبَوْلِ ، أَوْ مِنْ غَيْرِهِ.
بَابُ قَرْعِ الْبَابِ
1080-
حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُطَّلِبُ
بْنُ زِيَادٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الأَصْبَهَانِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْمُنْتَصِرِ ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ : إِنَّ أَبْوَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
كَانَتْ تُقْرَعُ بِالأظَافِيرِ.
بَابُ إِذَا دَخَلَ وَلَمْ يَسْتَأْذِنْ
1081-
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، وَأَفْهَمَنِي بَعْضَهُ عَنْهُ أَبُو حَفْصِ
بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ : ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنَا قَالَ : أَخْبَرَنِي
عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
صَفْوَانَ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ كَلَدَةَ بْنَ حَنْبَلٍ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ
صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ بَعَثَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
فِي الْفَتْحِ بِلَبَنٍ وَجِدَايَةٍ وَضَغَابِيسَ ، قَالَ أَبُو عَاصِمٍ :
يَعْنِي الْبَقْلَ ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِأَعْلَى الْوَادِي ،
وَلَمْ أُسَلِّمْ وَلَمْ أَسْتَأْذِنْ ، فَقَالَ : ارْجِعْ ، فَقُلِ
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ، أَأَدْخُلُ ؟ ، وَذَلِكَ بَعْدَمَا أَسْلَمَ
صَفْوَانُ.
قَالَ عَمْرٌو : وَأَخْبَرَنِي أُمَيَّةُ بْنُ صَفْوَانَ بِهَذَا عَنْ كَلَدَةَ ، وَلَمْ يَقُلْ : سَمِعْتُهُ مِنْ كَلَدَةَ.
1082-
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
بْنُ حَمْزَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنِ الْوَلِيدِ
بْنِ رَبَاحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم قَالَ : إِذَا أَدْخَلَ الْبَصَرَ فَلاَ إِذْنَ لَهُ.
بَابُ إِذَا قَالَ : أَدْخُلُ ؟ وَلَمْ يُسَلِّمْ
1083-
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي مَخْلَدُ بْنُ
يَزِيدَ قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ
قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : إِذَا قَالَ : أَأَدْخُلُ ؟
وَلَمْ يُسَلِّمْ ، فَقُلْ : لاَ ، حَتَّى تَأْتِيَ بِالْمِفْتَاحِ ،
قُلْتُ : السَّلاَمُ ؟ قَالَ : نَعَمْ.
1084- قَالَ : وَأَخْبَرَنَا
جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ قَالَ :
حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله
عليه وسلم فَقَالَ : أَأَلِجُ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
لِلْجَارِيَةِ : اخْرُجِي فَقُولِي لَهُ : قُلِ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ،
أَأَدْخُلُ ؟ فَإِنَّهُ لَمْ يُحْسِنِ الِاسْتِئْذَانَ ، قَالَ :
فَسَمِعْتُهَا قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيَّ الْجَارِيَةُ فَقُلْتُ :
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ، أَأَدْخُلُ ؟ فَقَالَ : وَعَلَيْكَ ، ادْخُلْ ،
قَالَ : فَدَخَلْتُ فَقُلْتُ : بِأَيِّ شَيْءٍ جِئْتَ ؟ فَقَالَ : لَمْ
آتِكُمْ إِلاَّ بِخَيْرٍ ، أَتَيْتُكُمْ لِتَعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ لاَ
شَرِيكَ لَهُ ، وَتَدَعُوا عِبَادَةَ اللاَّتِ وَالْعُزَّى ، وَتُصَلُّوا
فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ خَمْسَ صَلَوَاتٍ ، وَتَصُومُوا فِي السَّنَةِ
شَهْرًا ، وَتَحُجُّوا هَذَا الْبَيْتَ ، وَتَأْخُذُوا مِنْ مَالِ
أَغْنِيَائِكُمْ فَتَرُدُّوهَا عَلَى فُقَرَائِكُمْ ، قَالَ : فَقُلْتُ
لَهُ : هَلْ مِنَ الْعِلْمِ شَيْءٌ لاَ تَعْلَمُهُ ؟ قَالَ : لَقَدْ
عَلَّمَ اللَّهُ خَيْرًا ، وَإِنَّ مِنَ الْعِلْمِ مَا لاَ يَعْلَمُهُ
إِلاَّ اللَّهُ ، الْخَمْسُ لاَ يَعْلَمُهُنَّ إِلاَّ اللَّهُ : {إِنَّ
اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ، وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ ، وَيَعْلَمُ
مَا فِي الأَرْحَامِ ، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا ، وَمَا
تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ}.
بَابُ : كَيْفَ الاسْتِئْذَانُ ؟
1085-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي
يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ
كُهَيْلٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
اسْتَأْذَنَ عُمَرُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ :
السَّلاَمُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ، أَيَدْخُلُ
عُمَرُ ؟.
بَابُ مَنْ قَالَ : مَنْ ذَا ؟ فَقَالَ : أَنَا
1086-
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ : أَتَيْتُ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي دَيْنٍ كَانَ عَلَى أَبِي ، فَدَقَقْتُ
الْبَابَ ، فَقَالَ : مَنْ ذَا ؟ فَقُلْتُ : أَنَا ، قَالَ : أَنَا ، أَنَا
؟ ، كَأَنَّهُ كَرِهَهُ.
1087- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ
قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
إِلَى الْمَسْجِدِ ، وَأَبُو مُوسَى يَقْرَأُ ، فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟
فَقُلْتُ : أَنَا بُرَيْدَةُ ، جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَقَالَ : قَدْ أُعْطِيَ
هَذَا مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ.
بَابُ إِذَا اسْتَأْذَنَ فَقِيلَ : ادْخُلْ بِسَلامٍ
1088-
حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ،
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْفَرَّاءِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُدْعَانَ
قَالَ : كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، فَاسْتَأْذَنَ عَلَى
أَهْلِ بَيْتٍ ، فَقِيلَ : ادْخُلْ بِسَلاَمٍ ، فَأَبَى أَنْ يَدْخُلَ
عَلَيْهِمْ.
بَابُ النَّظَرِ فِي الدُّورِ
1089- حَدَّثَنَا
أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
أُوَيْسٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنِ الْوَلِيدِ
بْنِ رَبَاحٍ ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم : إِذَا دَخَلَ الْبَصَرُ فَلا إِذْنَ.
1090-
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ نَذِيرٍ قَالَ : اسْتَأْذَنَ رَجُلٌ
عَلَى حُذَيْفَةَ فَاطَّلَعَ وَقَالَ : أَدْخُلُ ؟ قَالَ حُذَيْفَةُ :
أَمَّا عَيْنُكَ فَقَدْ دَخَلَتْ ، وَأَمَّا اسْتُكَ فَلَمْ تَدْخُلْ.
1090م- وَقَالَ رَجُلٌ : أَسْتَأْذِنُ عَلَى أُمِّي ؟ قَالَ : إِنْ لَمْ تَسْتَأْذِنْ رَأَيْتَ مَا يَسُوؤُكَ.
1091-
حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ :
حَدَّثَنِي يَحْيَى ، أَنَّ إِسْحَاقَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَهُ ،
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى بَيْتَ رَسُولِ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَلْقَمَ عَيْنَهُ خَصَاصَةَ الْبَابِ ،
فَأَخَذَ سَهْمًا أَوْ عُودًا مُحَدَّدًا ، فَتَوَخَّى الأَعْرَابِيَّ ،
لِيَفْقَأَ عَيْنَ الأَعْرَابِيِّ ، فَذَهَبَ ، فَقَالَ : أَمَا إِنَّكَ
لَوْ ثَبَتَّ لَفَقَأْتُ عَيْنَكَ.
1092- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ يَزِيدَ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ دِينَارٍ ،
عَنْ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ التُّجِيبِيِّ قَالَ : قَالَ عُمَرُ بْنُ
الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَنْ مَلَأَ عَيْنَيْهِ مِنْ قَاعَةِ
بَيْتٍ ، قَبْلَ أَنْ يُؤْذَنَ لَهُ ، فَقَدْ فَسَقَ.
1093-
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْعَلاَءِ قَالَ : حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ
الْحَارِثِ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ شُرَيْحٍ ،
أَنَّ أَبَا حَيٍّ الْمُؤَذِّنَ حَدَّثَهُ ، أَنَّ ثَوْبَانَ مَوْلَى
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله
عليه وسلم قَالَ : لاَ يَحِلُّ لِامْرِئٍ مُسْلِمٍ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى
جَوْفِ بَيْتٍ حَتَّى يَسْتَأْذِنَ ، فَإِنْ فَعَلَ فَقَدْ دَخَلَ . وَلاَ
يَؤُمُّ قَوْمًا فَيَخُصُّ نَفْسَهُ بِدَعْوَةٍ دُونَهُمْ حَتَّى
يَنْصَرِفَ . وَلاَ يُصَلِّي وَهُوَ حَاقِنٌ حَتَّى يَتَخَفَّفَ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : أَصَحُّ مَا يُرْوَى فِي هَذَا الْبَابِ هَذَا الْحَدِيثُ.
بَابُ فَضْلِ مَنْ دَخَلَ بَيْتَهُ بِسَلامٍ
1094-
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ : حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ
خَالِدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي
الْعَاتِكَةِ قَالَ : حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيُّ
، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أُمَامَةَ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه
وسلم : ثَلاَثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ ، إِنْ عَاشَ كُفِيَ ،
وَإِنْ مَاتَ دَخَلَ الْجَنَّةَ : مَنْ دَخَلَ بَيْتَهُ بِسَلاَمٍ فَهُوَ
ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَمَنْ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ
فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ ، وَمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ
ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ.
1095- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ
قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ :
إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَهْلِكَ فَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ تَحِيَّةً مِنْ
عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيْبَةً.
قَالَ : مَا رَأَيْتُهُ إِلاَّ يُوجِبُهُ قَوْلُهُ : {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا}
بَابُ إِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ الْبَيْتَ يَبِيتُ فِيهِ الشَّيْطَانُ
1096-
حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ،
أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : إِذَا دَخَلَ
الرَّجُلُ بَيْتَهُ ، فَذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَ دُخُولِهِ ،
وَعِنْدَ طَعَامِهِ ، قَالَ الشَّيْطَانُ : لاَ مَبِيتَ لَكُمْ وَلاَ
عَشَاءَ ، وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ قَالَ
الشَّيْطَانُ : أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ ، وَإِنْ لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ
عِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ : أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ
وَالْعَشَاءَ.
بَابُ مَا لا يُسْتَأْذَنُ فِيهِ
1097- حَدَّثَنَا
مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَعْيَنُ الْخُوَارِزْمِيُّ
قَالَ : أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، وَهُوَ قَاعِدٌ فِي دِهْلِيزِهِ
وَلَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ صَاحِبِي وَقَالَ : أَدْخُلُ ؟
فَقَالَ أَنَسٌ : ادْخُلْ ، هَذَا مَكَانٌ لاَ يَسْتَأْذِنُ فِيهِ أَحَدٌ ،
فَقَرَّبَ إِلَيْنَا طَعَامًا ، فَأَكَلْنَا ، فَجَاءَ بِعُسِّ نَبِيذٍ
حُلْوٍ فَشَرِبَ ، وَسَقَانَا.
بَابُ الاسْتِئْذَانِ فِي حَوَانِيتِ السُّوقِ
1098-
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ ابْنِ
عَوْنٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : كَانَ ابْنُ عُمَرَ لاَ يَسْتَأْذِنُ
عَلَى بُيُوتِ السُّوقِ.
1099- حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصِ بْنُ عَلِيٍّ
قَالَ : حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ،
عَنْ عَطَاءٍ قَالَ : كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَسْتَأْذِنُ فِي ظُلَّةِ
الْبَزَّازِ.
بَابُ : كَيْفَ يَسْتَأْذِنُ عَلَى الْفُرْسِ ؟
1100-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْوَارِثِ قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْعَلاَءِ
الْخُزَاعِيُّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الْمَلِكِ ، مَوْلَى أُمِّ مِسْكِينٍ
بِنْتِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، قَالَ : أَرْسَلَتْنِي
مَوْلاَتِي إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ ، فَجَاءَ مَعِي ، فَلَمَّا قَامَ
بِالْبَابِ فقَالَ : أَنْدَرَايِيمْ ؟ قَالَتْ : أَنْدَرُونْ ، فَقَالَتْ :
يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِنَّهُ يَأْتِينِي الزَّوْرُ بَعْدَ الْعَتَمَةِ
فَأَتَحَدَّثُ ؟ قَالَ : تَحَدَّثِي مَا لَمْ تُوتِرِي ، فَإِذَا
أَوْتَرْتِ فَلاَ حَدِيثَ بَعْدَ الْوِتْرِ.
بَابُ إِذَا كَتَبَ الذِّمِّيُّ فَسَلَّمَ ، يُرَدُّ عَلَيْهِ
1101-
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بِشْرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ
الْمُبَارَكِ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبَّادٌ يَعْنِي ابْنَ عَبَّادٍ ، عَنْ
عَاصِمٍ الأَحْوَلِ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ : كَتَبَ
أَبُو مُوسَى إِلَى رُهْبَانٍ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ فِي كِتَابِهِ ، فَقِيلَ
لَهُ : أَتُسَلِّمُ عَلَيْهِ وَهُوَ كَافِرٌ ؟ قَالَ : إِنَّهُ كَتَبَ
إِلَيَّ فَسَلَّمَ عَلَيَّ ، فَرَدَدْتُ عَلَيْهِ.
بَابُ لا يَبْدَأُ أَهْلَ الذِّمَّةِ بِالسَّلامِ
1102-
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ مَرْثَدٍ ، عَنْ أَبِي
بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
إِنِّي رَاكِبٌ غَدًا إِلَى يَهُودَ ، فَلاَ تَبْدَأُوهُمْ بِالسَّلاَمِ ،
فَإِذَا سَلَّمُوا عَلَيْكُمْ فَقُولُوا : وَعَلَيْكُمْ.
(...) -
حَدَّثَنَا ابْنُ سَلامٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ ، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاقَ ، مِثْلَهُ . وَزَادَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه
وسلم.
1103- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ :
حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : أَهْلُ الْكِتَابِ لاَ
تَبْدَأُوهُمْ بِالسَّلاَمِ ، وَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى أَضْيَقِ الطَّرِيقِ.
بَابُ مَنْ سَلَّمَ عَلَى الذِّمِّيِّ إِشَارَةً
1104-
حَدَّثَنَا صَدَقَةُ قَالَ : أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، عَنْ
عَاصِمٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ :
إِنَّمَا سَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ عَلَى الدَّهَاقِينَ إِشَارَةً.
1105-
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ :
حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : مَرَّ يَهُودِيٌّ عَلَى
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : السَّامُ عَلَيْكُمْ ، فَرَدَّ
أَصْحَابُهُ السَّلاَمَ ، فَقَالَ : قَالَ : السَّامُ عَلَيْكُمْ ،
فَأُخِذَ الْيَهُودِيُّ فَاعْتَرَفَ ، قَالَ : رُدُّوا عَلَيْهِ مَا قَالَ.
بَابُ : كَيْفَ الرَّدُّ عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ ؟
1106-
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي مَالِكٌ ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، أَنَّهُ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ الْيَهُودَ إِذَا
سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَحَدُهُمْ ، فَإِنَّمَا يَقُولُ : السَّامُ عَلَيْكَ ،
فَقُولُوا : وَعَلَيْكَ.
1107- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ
قَالَ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : رُدُّوا السَّلاَمَ عَلَى مَنْ
كَانَ يَهُودِيًّا ، أَوْ نَصْرَانِيًّا ، أَوْ مَجُوسِيًّا ، ذَلِكَ
بِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ : {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا
بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا}.
بَابُ التَّسْلِيمِ عَلَى مَجْلِسٍ فِيهِ الْمُسْلِمُ وَالْمُشْرِكُ
1108-
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ : أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ قَالَ : أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، أَنَّ
أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
رَكِبَ عَلَى حِمَارٍ عَلَيْهِ إِكَافٌ عَلَى قَطِيفَةٍ فَدَكِيَّةٍ ،
وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَرَاءَهُ ، يَعُودُ سَعْدَ بْنَ
عُبَادَةَ ، حَتَّى مَرَّ بِمَجْلِسٍ فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ
ابْنُ سَلُولٍ ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ عَبْدُ اللَّهِ ، فَإِذَا
فِي الْمَجْلِسِ أَخْلاَطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ
وَعَبْدَةِ الأَوْثَانِ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ.
بَابُ : كَيْفَ يَكْتُبُ إِلَى أَهْلِ الْكِتَابِ ؟
1109-
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ : أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ قَالَ : أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عُتْبَةَ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ
أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ أَخْبَرَهُ : أَرْسَلَ إِلَيْهِ هِرَقْلُ
مَلِكُ الرُّومِ ، ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم الَّذِي أُرْسِلَ بِهِ مَعَ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ إِلَى عَظِيمِ
بُصْرَى ، فَدَفَعَهُ إِلَيَّ هِرَقْلُ فَقَرَأَهُ ، فَإِذَا فِيهِ :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ
وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ ، سَلاَّمٌ عَلَى مَنِ
اتَّبَعَ الْهُدَى ، أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ
الإِسْلاَمِ ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ ، يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ ،
فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الأَرِيسِيِّينَ وَ {يَا
أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا
وَبَيْنَكُمْ} إِلَى قَوْلِهِ : {اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}.
بَابُ إِذَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابِ : السَّامُ عَلَيْكُمْ
1110-
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مَخْلَدٌ قَالَ :
أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ
سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ : سَلَّمَ نَاسٌ مِنَ الْيَهُودِ عَلَى
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالُوا : السَّامُ عَلَيْكُمْ ، قَالَ :
وَعَلَيْكُمْ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَغَضِبَتْ :
أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا ؟ قَالَ : بَلَى قَدْ سَمِعْتُ فَرَدَدْتُ
عَلَيْهِمْ ، نُجَابُ عَلَيْهِمْ ، وَلا يُجَابُونَ فِينَا.
بَابُ يُضْطَرُّ أَهْلُ الْكِتَابِ فِي الطَّرِيقِ إِلَى أَضْيَقِهَا
1111-
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ سُهَيْلٍ ،
عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم قَالَ : إِذَا لَقِيتُمُ الْمُشْرِكِينَ فِي الطَّرِيقِ ، فَلاَ
تَبْدَأُوهُمْ بِالسَّلاَمِ ، وَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى أَضْيَقِهَا.
بَابُ : كَيْفَ يَدْعُو لِلذِّمِّيِّ ؟
1112-
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ :
أَخْبَرَنِي عَاصِمُ بْنُ حَكِيمٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ يَحْيَى بْنَ أَبِي
عَمْرٍو السَّيْبَانِيَّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ
الْجُهَنِيِّ ، أَنَّهُ مَرَّ بِرَجُلٍ هَيْئَتُهُ هَيْئَةُ مُسْلِمٍ ،
فَسَلَّمَ ، فَرَدَّ عَلَيْهِ : وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ
وَبَرَكَاتُهُ ، فَقَالَ لَهُ الْغُلاَمُ : إِنَّهُ نَصْرَانِيٌّ ، فَقَامَ
عُقْبَةُ فَتَبِعَهُ حَتَّى أَدْرَكَهُ فَقَالَ : إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ
وَبَرَكَاتَهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ، لَكِنْ أَطَالَ اللَّهُ حَيَاتَكَ ،
وَأَكْثَرَ مَالَكَ وَوَلَدَكَ.
1113- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ
قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَوْ قَالَ لِي فِرْعَوْنُ :
بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ ، قُلْتُ : وَفِيكَ ، وَفِرْعَوْنُ قَدْ مَاتَ.
1114-
وَعَنْ حَكِيمِ بْنِ دَيْلَمٍ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى
قَالَ : كَانَ الْيَهُودُ يَتَعَاطَسُونَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم رَجَاءَ أَنْ يَقُولَ لَهُمْ : يَرْحَمُكُمُ اللَّهُ ، فَكَانَ
يَقُولُ : يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ.
بَابُ إِذَا سَلَّمَ عَلَى النَّصْرَانِيِّ وَلَمْ يَعْرِفْهُ
1115-
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ
أَبِي جَعْفَرٍ الْفَرَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : مَرَّ ابْنُ
عُمَرَ بِنَصْرَانيٍّ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، فَرَدَّ عَلَيْهِ ، فَأُخْبِرَ
أَنَّهُ نَصْرَانِيٌّ ، فَلَمَّا عَلِمَ رَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ : رُدَّ
عَلَيَّ سَلامِي.
بَابُ إِذَا قَالَ : فلانٌ يُقْرِئُكَ السّلامَ
1116-
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا قَالَ :
سَمِعْتُ عَامِرًا يَقُولُ : حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ ، أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله
عليه وسلم قَالَ لَهَا : جِبْرِيلُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلامَ ،
فَقَالَتْ : وَعَلَيْهِ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ.
بَابُ جَوَابِ الْكِتَابِ
1117-
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ ، عَنِ
الْعَبَّاسِ بْنِ ذَرِيحٍ ، عَنْ عَامِرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
إِنِّي لَأَرَى لِجَوَابِ الْكِتَابِ حَقًّا كَرَدِّ السَّلامِ.
بَابُ الْكِتَابَةِ إِلَى النِّسَاءِ وَجَوَابِهِنَّ
1118-
حَدَّثَنَا ابْنُ رَافِعٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ :
حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَتْنَا عَائِشَةُ
بِنْتُ طَلْحَةَ قَالَتْ : قُلْتُ لِعَائِشَةَ ، وَأَنَا فِي حِجْرِهَا ،
وَكَانَ النَّاسُ يَأْتُونَهَا مِنْ كُلِّ مِصْرٍ ، فَكَانَ الشُّيُوخُ
يَنْتَابُونِي لِمَكَانِي مِنْهَا ، وَكَانَ الشَّبَابُ يَتَأَخَّوْنِي
فَيُهْدُونَ إِلَيَّ ، وَيَكْتُبُونَ إِلَيَّ مِنَ الأَمْصَارِ ، فَأَقُولُ
لِعَائِشَةَ : يَا خَالَةُ ، هَذَا كِتَابُ فُلاَنٍ وَهَدِيَّتُهُ ،
فَتَقُولُ لِي عَائِشَةُ : أَيْ بُنَيَّةُ ، فَأَجِيبِيهِ وَأَثِيبِيهِ ،
فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَكِ ثَوَابٌ أَعْطَيْتُكِ ، فَقَالَتْ :
فَتُعْطِينِي.
بَابُ : كَيْفَ يُكْتَبُ صَدْرُ الْكِتَابِ ؟
1119-
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي مَالِكٌ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ دِينَارٍ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَتَبَ إِلَى عَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ يُبَايِعُهُ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ : بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، لِعَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ : سَلاَمٌ عَلَيْكَ ،
فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ،
وَأُقِرُّ لَكَ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَسُنَّةِ
رَسُولِهِ ، فِيمَا اسْتَطَعْتُ.
بَابُ أَمَّا بَعْدُ
1120-
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ
أَسْلَمَ قَالَ : أَرْسَلَنِي أَبِي إِلَى ابْنِ عُمَرَ ، فَرَأَيْتُهُ
يَكْتُبُ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، أَمَّا بَعْدُ.
1121-
حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
أُسَامَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ : رَأَيْتُ رَسَائِلَ مِنْ
رَسَائِلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، كُلَّمَا انْقَضَتْ قِصَّةٌ
قَالَ : أَمَّا بَعْدُ.
بَابُ صَدْرِ الرَّسَائِلِ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
1122-
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ
أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ
كُبَرَاءِ آلِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ كَتَبَ
بِهَذِهِ الرِّسَالَةِ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، لِعَبْدِ
اللَّهِ مُعَاوِيَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، مِنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ،
سَلاَمٌ عَلَيْكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، فَإِنِّي
أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إلا هُوَ ، أَمَّا بَعْدُ.
1123-
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ الأَنْصَارِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ
الْجُرَيْرِيُّ قَالَ : سَأَلَ رَجُلٌ الْحَسَنَ عَنْ قِرَاءَةِ بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ؟ قَالَ : تِلْكَ صُدُورُ الرَّسَائِلِ.
بَابُ : بِمَنْ يَبْدَأُ فِي الْكِتَابِ ؟
1124-
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا ، عَنِ
ابْنِ عَوْنٍ ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ : كَانَتْ لِابْنِ عُمَرَ حَاجَةٌ
إِلَى مُعَاوِيَةَ ، فَأَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ إِلَيْهِ ، فَقَالُوا :
ابْدَأْ بِهِ ، فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى كَتَبَ : بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، إِلَى مُعَاوِيَةَ.
1125- وَعَنِ ابْنِ عَوْنٍ
، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ : كَتَبْتُ لِابْنِ عُمَرَ ، فَقَالَ :
اكْتُبْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، أَمَّا بَعْدُ : إِلَى
فُلانٍ.
1126- وَعَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ :
كَتَبَ رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيِ ابْنِ عُمَرَ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ
الرَّحِيمِ ، لِفُلاَنٍ ، فَنَهَاهُ ابْنُ عُمَرَ وَقَالَ : قُلْ : بِسْمِ
اللَّهِ ، هُوَ لَهُ.
1127- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي
ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ ،
عَنْ كُبَرَاءِ آلِ زَيْدٍ ، أَنَّ زَيْدًا كَتَبَ بِهَذِهِ الرِّسَالَةِ :
لِعَبْدِ اللَّهِ مُعَاوِيَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، مِنْ زَيْدِ بْنِ
ثَابِتٍ : سَلاَمٌ عَلَيْكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ،
فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ،
أَمَّا بَعْدُ.
1128- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
عَوَانَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم :
إِنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، وَكَتَبَ
إِلَيْهِ صَاحِبُهُ : مِنْ فُلاَنٍ إِلَى فُلانٍ.
بَابُ : كَيْفَ أَصْبَحْتَ ؟
1129-
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ الْغَسِيلِ ، عَنْ
عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ : لَمَّا أُصِيبَ
أَكْحُلُ سَعْدٍ يَوْمَ الْخَنْدَقِ فَثَقُلَ ، حَوَّلُوهُ عِنْدَ
امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا : رُفَيْدَةُ ، وَكَانَتْ تُدَاوِي الْجَرْحَى ،
فَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا مَرَّ بِهِ يَقُولُ : كَيْفَ
أَمْسَيْتَ ؟ ، وَإِذَا أَصْبَحَ : كَيْفَ أَصْبَحْتَ ؟ فَيُخْبِرُهُ.
1130-
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
يَحْيَى الْكَلْبِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنِي
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ ، قَالَ :
وَكَانَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ أَحَدَ الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ تِيبَ
عَلَيْهِمْ ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي
طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ ، فَقَالَ النَّاسُ :
يَا أَبَا الْحَسَنِ ، كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم ؟ قَالَ : أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللَّهِ بَارِئًا ، قَالَ : فَأَخَذَ
عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِيَدِهِ ، فَقَالَ : أَرَأَيْتُكَ ؟
فَأَنْتَ وَاللَّهِ بَعْدَ ثَلاَثٍ عَبْدُ الْعَصَا ، وَإِنِّي وَاللَّهِ
لَأَرَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَوْفَ يُتَوَفَّى فِي
مَرَضِهِ هَذَا ، إِنِّي أَعْرِفُ وُجُوهَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
عِنْدَ الْمَوْتِ ، فَاذْهَبْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم فَلْنَسْأَلْهُ : فِيمَنْ هَذَا الأَمْرُ ؟ فَإِنْ كَانَ فِينَا
عَلِمْنَا ذَلِكَ ، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا كَلَّمْنَاهُ فَأَوْصَى
بِنَا ، فَقَالَ عَلِيٌّ : إِنَّا وَاللَّهِ إِنْ سَأَلْنَاهُ
فَمَنَعَنَاهَا لاَ يُعْطِينَاهَا النَّاسُ بَعْدَهُ أَبَدًا ، وَإِنِّي
وَاللَّهِ لاَ أَسْأَلُهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَدًا.
بَابُ مَنْ كَتَبَ آخِرَ الْكِتَابِ : السّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ
وَكَتَبَ فلانُ بْنُ فُلانٍ لِعَشْرٍ بَقِينَ مِنَ الشَّهْرِ
1131-
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي
الزِّنَادِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، أَنَّهُ أَخَذَ هَذِهِ الرِّسَالَةَ
مِنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ ، وَمِنْ كُبَرَاءِ آلِ زَيْدٍ : بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، لِعَبْدِ اللَّهِ مُعَاوِيَةَ أَمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ ، مِنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ : سَلاَمٌ عَلَيْكَ أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ
الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ، أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّكَ تَسْأَلُنِي
عَنْ مِيرَاثِ الْجَدِّ وَالإِخْوَةِ ، فَذَكَرَ الرِّسَالَةَ ، وَنَسْأَلُ
اللَّهَ الْهُدَى وَالْحِفْظَ وَالتَّثَبُّتَ فِي أَمْرِنَا كُلِّهِ ،
وَنَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ نَضِلَّ ، أَوْ نَجْهَلَ ، أَوْ نُكَلَّفَ مَا
لَيْسَ لَنَا بِهِ عِلْمٌ ، وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ . وَكَتَبَ وُهَيْبٌ :
يَوْمَ الْخَمِيسِ لِثِنْتَيْ عَشْرَةَ بَقِيَتْ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ
اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ.
بَابُ : كَيْفَ أَنْتَ ؟
1132- حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي مَالِكٌ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَسَلَّمَ عَلَيْهِ
رَجُلٌ فَرَدَّ السَّلاَمَ ، ثُمَّ سَأَلَ عُمَرُ الرَّجُلَ : كَيْفَ
أَنْتَ ؟ فَقَالَ : أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَيْكَ ، فَقَالَ عُمَرُ : هَذَا
الَّذِي أَرَدْتُ مِنْكَ.
بَابُ : كَيْفَ يُجِيبُ إِذَا قِيلَ لَهُ : كَيْفَ أَصْبَحْتَ ؟
1133-
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ
سَلَمَةَ الْمَكِّيِّ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ : قِيلَ
لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : كَيْفَ أَصْبَحْتَ ؟ قَالَ : بِخَيْرٍ
مِنْ قَوْمٍ لَمْ يَشْهَدُوا جَنَازَةً ، وَلَمْ يَعُودُوا مَرِيضًا.
1134-
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ : حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ
مُهَاجِرٍ هُوَ الصَّائِغُ ، قَالَ : كُنْتُ أَجْلِسُ إِلَى رَجُلٍ مِنْ
أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ضَخْمٍ مِنَ الْحَضْرَمِيِّينَ ،
فَكَانَ إِذَا قِيلَ لَهُ : كَيْفَ أَصْبَحْتَ ؟ قَالَ : لا نُشْرِكُ
بِاللَّهِ.
1135- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَارُودِ الْهُذَلِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا سَيْفُ
بْنُ وَهْبٍ قَالَ : قَالَ لِي أَبُو الطُّفَيْلِ : كَمْ أَتَى عَلَيْكَ ؟
قُلْتُ : أَنَا ابْنُ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِينَ ، قَالَ : أَفَلاَ أُحَدِّثُكَ
بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ : إِنَّ رَجُلًا
مِنْ مُحَارِبِ خَصَفَةَ ، يُقَالُ لَهُ : عَمْرُو بْنُ صُلَيْعٍ ،
وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ ، وَكَانَ بِسِنِّي يَوْمَئِذٍ وَأَنَا بِسِنِّكَ
الْيَوْمَ ، أَتَيْنَا حُذَيْفَةَ فِي مَسْجِدٍ ، فَقَعَدْتُ فِي آخِرِ
الْقَوْمِ ، فَانْطَلَقَ عَمْرٌو حَتَّى قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، قَالَ :
كَيْفَ أَصْبَحْتَ ، أَوْ كَيْفَ أَمْسَيْتَ يَا عَبْدَ اللَّهِ ؟ قَالَ :
أَحْمَدُ اللَّهَ ، قَالَ : مَا هَذِهِ الأَحَادِيثُ الَّتِي تَأْتِينَا
عَنْكَ ؟ قَالَ : وَمَا بَلَغَكَ عَنِّي يَا عَمْرُو ؟ قَالَ : أَحَادِيثُ
لَمْ أَسْمَعْهَا ، قَالَ : إِنِّي وَاللَّهِ لَوْ أُحَدِّثُكُمْ بِكُلِّ
مَا سَمِعْتُ مَا انْتَظَرْتُمْ بِي جُنْحَ هَذَا اللَّيْلِ ، وَلَكِنْ يَا
عَمْرُو بْنَ صُلَيْعٍ ، إِذَا رَأَيْتَ قَيْسًا تَوَالَتْ بِالشَّامِ
فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ ، فَوَاللَّهِ لاَ تَدَعُ قَيْسٌ عَبْدًا لِلَّهِ
مُؤْمِنًا إِلاَّ أَخَافَتْهُ أَوْ قَتَلَتْهُ ، وَاللَّهِ لَيَأْتِيَنَّ
عَلَيْهِمْ زَمَانٌ لاَ يَمْنَعُونَ فِيهِ ذَنَبَ تَلْعَةٍ ، قَالَ : مَا
يَنْصِبُكَ عَلَى قَوْمِكَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ ؟ قَالَ : ذَاكَ إِلَيَّ ،
ثُمَّ قَعَدَ.
بَابُ خَيْرُ الْمَجَالِسِ أَوْسَعُهَا
1136-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي
الْمَوَالِي قَالَ : أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ
الأَنْصَارِيُّ قَالَ : أُوذِنَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ بِجِنَازَةٍ ،
قَالَ : فَكَأَنَّهُ تَخَلَّفَ حَتَّى أَخَذَ الْقَوْمُ مَجَالِسَهُمْ ،
ثُمَّ جَاءَ مَعَهُ ، فَلَمَّا رَآهُ الْقَوْمُ تَسَرَّعُوا عَنْهُ ،
وَقَامَ بَعْضُهُمْ عَنْهُ لِيَجْلِسَ فِي مَجْلِسِهِ ، فَقَالَ : لاَ ،
إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : خَيْرُ
الْمَجَالِسِ أَوْسَعُهَا ، ثُمَّ تَنَحَّى فَجَلَسَ فِي مَجْلِسٍ وَاسِعٍ.
بَابُ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ
1137-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ
بْنُ عِمْرَانَ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ مُنْقِذٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ :
كَانَ أَكْثَرُ جُلُوسِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَهُوَ مُسْتَقْبِلٌ
الْقِبْلَةَ ، فَقَرَأَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ
سَجْدَةً بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ فَسَجَدَ وَسَجَدُوا إِلاَّ عَبْدَ
اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ، فَلَمَّا طَلَعَتِ الشَّمْسُ حَلَّ عَبْدُ اللَّهِ
حَبْوَتَهُ ثُمَّ سَجَدَ وَقَالَ : أَلَمْ تَرَ سَجْدَةَ أَصْحَابِكَ ؟
إِنَّهُمْ سَجَدُوا فِي غَيْرِ حِينِ صَلاةٍ.
بَابُ إِذَا قَامَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَجْلِسِهِ
1138-
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ
بِلاَلٍ قَالَ : حَدَّثَنِي سُهَيْلٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ
مِنْ مَجْلِسِهِ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ .
بَابُ الْجُلُوسِ عَلَى الطَّرِيقِ
1139-
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو خَالِدٍ
الأَحْمَرُ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ : أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم وَنَحْنُ صِبْيَانُ ، فَسَلَّمَ عَلَيْنَا ، وَأَرْسَلَنِي
فِي حَاجَةٍ ، وَجَلَسَ فِي الطَّرِيقِ يَنْتَظِرُنِي حَتَّى رَجَعْتُ
إِلَيْهِ ، قَالَ : فَأَبْطَأْتُ عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ ، فَقَالَتْ : مَا
حَبَسَكَ ؟ فَقُلْتُ : بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي
حَاجَةٍ ، قَالَتْ : مَا هِيَ ؟ قُلْتُ : إِنَّهَا سِرٌّ ، قَالَتْ :
فَاحْفَظْ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
بَابُ التَّوَسُّعِ فِي الْمَجْلِسِ
1140-
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ :
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : لاَ يُقِيمَنَّ
أَحَدُكُمُ الرَّجُلَ مِنْ مَجْلِسِهِ ، ثُمَّ يَجْلِسُ فِيهِ ، وَلَكِنْ
تَفَسَّحُوا وَتَوَسَّعُوا.
بَابُ يَجْلِسُ الرَّجُلُ حَيْثُ انْتَهَى
1141-
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الطُّفَيْلِ قَالَ : حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ
سِمَاكٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ : كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَلَسَ أَحَدُنَا حَيْثُ انْتَهَى.
بَابُ لا يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ
1142-
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا الْفُرَاتُ بْنُ
خَالِدٍ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله
عليه وسلم قَالَ : لاَ يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ اثْنَيْنِ ،
إِلا بِإِذْنِهِمَا.
بَابُ يَتَخَطَّى إِلَى صَاحِبِ الْمَجْلِسِ
1143-
حَدَّثَنَا بَيَانُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ : حَدَّثَنَا النَّضْرُ قَالَ :
أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْمُزَنِيُّ هُوَ صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ ، عَنِ
ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَمَّا طُعِنَ
عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كُنْتُ فِيمَنْ حَمَلَهُ حَتَّى
أَدْخَلْنَاهُ الدَّارَ ، فَقَالَ لِي : يَا ابْنَ أَخِي ، اذْهَبْ
فَانْظُرْ مَنْ أَصَابَنِي ، وَمَنْ أَصَابَ مَعِي ، فَذَهَبْتُ فَجِئْتُ
لِأُخْبِرُهُ ، فَإِذَا الْبَيْتُ مَلْآنُ ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَخَطَّى
رِقَابَهُمْ ، وَكُنْتُ حَدِيثَ السِّنِّ ، فَجَلَسْتُ ، وَكَانَ يَأْمُرُ
إِذَا أَرْسَلَ أَحَدًا بِالْحَاجَةِ أَنْ يُخْبِرَهُ بِهَا ، وَإِذَا هُوَ
مُسَجًّى ، وَجَاءَ كَعْبٌ فَقَالَ : وَاللَّهِ لَئِنْ دَعَا أَمِيرُ
الْمُؤْمِنِينَ لَيُبْقِيَنَّهُ اللَّهُ وَلَيَرْفَعَنَّهُ لِهَذِهِ
الْأُمَّةِ حَتَّى يَفْعَلَ فِيهَا كَذَا وَكَذَا ، حَتَّى ذَكَرَ
الْمُنَافِقِينَ فَسَمَّى وَكَنَّى ، قُلْتُ : أُبَلِّغُهُ مَا تَقُولُ ؟
قَالَ : مَا قُلْتُ إِلاَّ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ تُبَلِّغَهُ ،
فَتَشَجَّعْتُ فَقُمْتُ ، فَتَخَطَّيْتُ رِقَابَهُمْ حَتَّى جَلَسْتُ
عِنْدَ رَأْسِهِ ، قُلْتُ : إِنَّكَ أَرْسَلَتْنِي بِكَذَا ، وَأَصَابَ
مَعَكَ كَذَا ، ثَلاَثَةَ عَشَرَ ، وَأَصَابَ كُلَيْبًا الْجَزَّارَ وَهُوَ
يَتَوَضَّأُ عِنْدَ الْمِهْرَاسِ ، وَإنّ َ كَعْبًا يَحْلِفُ بِاللَّهِ
بِكَذَا ، فَقَالَ : ادْعُوا كَعْبًا ، فَدُعِيَ ، فَقَالَ : مَا تَقُولُ ؟
قَالَ : أَقُولُ كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : لاَ وَاللَّهِ لاَ أَدْعُو ،
وَلَكِنْ شَقِيٌّ عُمَرُ إِنْ لَمْ يَغْفِرِ اللَّهُ لَهُ.
1144-
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ ، عَنِ
ابْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، وَعِنْدَهُ الْقَوْمُ جُلُوسٌ ، يَتَخَطَّى
إِلَيْهِ ، فَمَنَعُوهُ ، فَقَالَ : اتْرُكُوا الرَّجُلَ ، فَجَاءَ حَتَّى
جَلَسَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم يَقُولُ : الْمُسْلِمُ مِنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ
لِسَانِهِ وَيَدِهِ ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ
عَنْهُ.
بَابُ أَكْرَمُ النَّاسِ عَلَى الرَّجُلِ جَلِيسُهُ
1145-
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا السَّائِبُ بْنُ عُمَرَ قَالَ
: حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ مُوسَى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ
جَعْفَرٍ قَالَ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : أَكْرَمُ النَّاسِ عَلَيَّ
جَلِيسِي.
1146- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مُؤَمَّلٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
أَكْرَمُ النَّاسِ عَلَيَّ جَلِيسِي ، أَنْ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ
حَتَّى يَجْلِسَ إِلَيَّ.
بَابُ : هَلْ يُقَدِّمُ الرَّجُلُ رِجْلَهُ بَيْنَ يَدَيْ جَلِيسِهِ ؟
1147-
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ : حَدَّثَنَا أَسَدُ
بْنُ مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ :
حَدَّثَنِي أَبُو الزَّاهِرِيَّةِ قَالَ : حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ
قَالَ : دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فَوَجَدْتُ عَوْفَ
بْنَ مَالِكٍ الأَشْجَعِيَّ جَالِسًا فِي حَلْقَةٍ مَادًّا رِجْلَيْهِ
بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَلَمَّا رَآنِي قَبَضَ رِجْلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ لِي :
تَدْرِي لِأَيِّ شَيْءٍ مَدَدْتُ رِجْلَيَّ ؟ لَيَجِيءَ رَجُلٌ صَالِحٌ
فَيَجْلِسَ.
بَابُ الرَّجُلُ يَكُونُ فِي الْقَوْمِ فَيَبْزُقُ
1148-
حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ قَالَ :
حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ : حَدَّثَنِي زُرَارَةُ
بْنُ كَرِيمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرٍو السَّهْمِيُّ ، أَنَّ
الْحَارِثَ بْنَ عَمْرٍو السَّهْمِيَّ حَدَّثَهُ قَالَ : أَتَيْتُ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِمِنًى ، أَوْ بِعَرَفَاتٍ ، وَقَدْ
أَطَافَ بِهِ النَّاسُ ، وَيَجِيءُ الأَعْرَابُ ، فَإِذَا رَأَوْا
وَجْهَهُ قَالُوا : هَذَا وَجْهٌ مُبَارَكٌ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ
، اسْتَغْفِرْ لِي ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا ، فَدُرْتُ
فَقُلْتُ : اسْتَغْفِرْ لِي ، قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا ، فَدُرْتُ
فَقُلْتُ : اسْتَغْفِرْ لِي ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا ،
فَذَهَبَ يَبْزُقُ ، فَقَالَ بِيَدِهِ فَأَخَذَ بِهَا بُزَاقَهُ ، وَمَسَحَ
بِهِ نَعْلَهُ ، كَرِهَ أَنْ يُصِيبَ أَحَدًا مِنْ حَوْلِهِ.
بَابُ مَجَالِسِ الصُّعُدَاتِ
1149-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ ، عَنِ الْعَلاَءِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الْمَجَالِسِ
بِالصُّعُدَاتِ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَيَشُقُّ عَلَيْنَا
الْجُلُوسُ فِي بُيُوتِنَا ؟ قَالَ : فَإِنْ جَلَسْتُمْ فَأَعْطُوا
الْمَجَالِسَ حَقَّهَا ، قَالُوا : وَمَا حَقُّهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟
قَالَ : إِدْلاَلُ السَّائِلِ ، وَرَدُّ السَّلاَمِ ، وَغَضُّ الأَبْصَارِ ،
وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ.
1150-
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنَا
الدَّرَاوَرْدِيُّ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي
الطُّرُقَاتِ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا لَنَا بُدٌّ مِنْ
مَجَالِسِنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم : أَمَّا إِذْ أَبَيْتُمْ ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ ، قَالُوا :
وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : غَضُّ الْبَصَرِ ،
وَكَفُّ الأَذَى ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ ، وَالنَّهْيُ عَنِ
الْمُنْكَرِ.
بَابُ مَنْ أَدْلَى رِجْلَيْهِ إِلَى الْبِئْرِ إِذَا جَلَسَ وَكَشَفَ عَنِ السَّاقَيْنِ
1151-
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيِّبِ ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ : خَرَجَ النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم يَوْمًا إِلَى حَائِطٍ مِنْ حَوَائِطِ الْمَدِينَةِ
لِحَاجَتِهِ ، وَخَرَجْتُ فِي أَثَرِهِ ، فَلَمَّا دَخَلَ الْحَائِطَ
جَلَسْتُ عَلَى بَابِهِ ، وَقُلْتُ : لَأَكُونَنَّ الْيَوْمَ بَوَّابَ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، وَلَمْ يَأْمُرْنِي ، فَذَهَبَ النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم فَقَضَى حَاجَتَهُ وَجَلَسَ عَلَى قُفِّ الْبِئْرِ ،
وَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ ، وَدَلاَّهُمَا فِي الْبِئْرِ ، فَجَاءَ أَبُو
بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِيَسْتَأْذِنَ عَلَيْهِ لِيَدْخُلَ ،
فَقُلْتُ : كَمَا أَنْتَ حَتَّى أَسْتَأْذِنَ لَكَ ، فَوَقَفَ ، وَجِئْتُ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَبُو
بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكَ ؟ فَقَالَ : ائْذَنْ لَهُ ، وَبَشِّرْهُ
بِالْجَنَّةِ ، فَدَخَلَ فَجَاءَ عَنْ يَمِينِ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم ، فَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ وَدَلاَّهُمَا فِي الْبِئْرِ . فَجَاءَ
عُمَرُ ، فَقُلْتُ : كَمَا أَنْتَ حَتَّى أَسْتَأْذِنَ لَكَ ، فَقَالَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : ائْذَنْ لَهُ ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ ،
فَجَاءَ عُمَرُ عَنْ يَسَارِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَكَشَفَ عَنْ
سَاقَيْهِ وَدَلاَّهُمَا فِي الْبِئْرِ فَامْتَلَأَ الْقُفُّ ، فَلَمْ
يَكُنْ فِيهِ مَجْلِسٌ . ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ ، فَقُلْتُ : كَمَا أَنْتَ
حَتَّى أَسْتَأْذِنَ لَكَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم :
ائْذَنْ لَهُ ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ مَعَهَا بَلاَءٌ يُصِيبُهُ ،
فَدَخَلَ فَلَمْ يَجِدْ مَعَهُمْ مَجْلِسًا ، فَتَحَوَّلَ حَتَّى جَاءَ
مُقَابِلَهُمْ عَلَى شَفَةِ الْبِئْرِ ، فَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ ثُمَّ
دَلاَّهُمَا فِي الْبِئْرِ ، فَجَعَلْتُ أَتَمَنَّى أَنْ يَأْتِيَ أَخٌ لِي
، وَأَدْعُو اللَّهَ أَنْ يَأْتِيَ بِهِ ، فَلَمْ يَأْتِ حَتَّى قَامُوا.
قَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ : فَأَوَّلْتُ ذَلِكَ قُبُورَهُمْ ، اجْتَمَعَتْ هَا هُنَا ، وَانْفَرَدَ عُثْمَانُ.
1152- حَدَّثَنَا عَلِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي طَائِفَةِ النَّهَارِ لاَ يُكَلِّمُنِي وَلاَ أُكَلِّمُهُ ، حَتَّى أَتَى سُوقَ بَنِي قَيْنُقَاعٍ ، فَجَلَسَ بِفِنَاءِ بَيْتِ فَاطِمَةَ ، فَقَالَ : أَثَمَّ لُكَعٌ ؟ أَثَمَّ لُكَعٌ ؟ فَحَبَستْهُ شَيْئًا ، فَظَنَنْتُ أَنَّهَا تُلْبِسُهُ سِخَابًا أَوْ تُغَسِّلُهُ ، فَجَاءَ يَشْتَدُّ حَتَّى عَانَقَهُ وَقَبَّلَهُ ، وَقَالَ : اللَّهُمَّ أَحْبِبْهُ ، وَأَحْبِبْ مَنْ يُحِبُّهُ.
بَابُ إِذَا قَامَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ مَجْلِسِهِ لَمْ يَقْعُدْ فِيهِ
1153-
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عُبَيْدِ
اللَّهِ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : نَهَى النَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم أَنْ يُقِيمَ الرَّجُلَ مِنَ الْمَجْلِسِ ثُمَّ يَجْلِسُ
فِيهِ.
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا قَامَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ مَجْلِسِهِ لَمْ يَجْلِسْ فِيهِ.
بَابُ الأمَانَةِ
1154-
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ ، عَنْ ثَابِتٍ
، عَنْ أَنَسٍ : خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا ،
حَتَّى إِذَا رَأَيْتُ أَنِّي قَدْ فَرَغْتُ مِنْ خِدْمَتِهِ قُلْتُ :
يَقِيلُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ ،
فَإِذَا غِلْمَةٌ يَلْعَبُونَ ، فَقُمْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ إِلَى
لَعِبِهِمْ ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَانْتَهَى إِلَيْهِمْ
فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ دَعَانِي فَبَعَثَنِي إِلَى حَاجَةٍ ،
فَكَانَ فِي فَيْءٍ حَتَّى أَتَيْتُهُ . وَأَبْطَأْتُ عَلَى أُمِّي ،
فَقَالَتْ : مَا حَبَسَكَ ؟ قُلْتُ : بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه
وسلم إِلَى حَاجَةٍ ، قَالَتْ : مَا هِيَ ؟ قُلْتُ : إِنَّهُ سِرٌّ
لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَتِ : احْفَظْ عَلَى رَسُولِ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سِرَّهُ ، فَمَا حَدَّثْتُ بِتِلْكَ الْحَاجَةِ
أَحَدًا مِنَ الْخَلْقِ ، فَلَوْ كُنْتُ مُحَدِّثًا حَدَّثْتُكَ بِهَا.
بَابُ إِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا
1155-
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْعَلاَءِ قَالَ : حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ
الْحَارِثِ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ ، عَنِ
الزُّبَيْدِيِّ قَالَ : أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَصِفُ رَسُولَ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : كَانَ رَبْعَةً ، وَهُوَ إِلَى الطُّوَلِ
أَقْرَبُ ، شَدِيدُ الْبَيَاضِ ، أَسْوَدُ شَعْرِ اللِّحْيَةِ ، حَسَنُ
الثَّغْرِ ، أَهْدَبُ أَشْفَارِ الْعَيْنَيْنِ ، بَعِيدُ مَا بَيْنَ
الْمَنْكِبَيْنِ ، مُفَاضُ الْجَبِينِ ، يَطَأُ بِقَدَمِهِ جَمِيعًا ،
لَيْسَ لَهَا أَخْمُصُ ، يُقْبِلُ جَمِيعًا ، وَيُدْبِرُ جَمِيعًا ، لَمْ
أَرَ مِثْلَهُ قَبْلُ وَلا بَعْدُ.
بَابُ إِذَا أَرْسَلَ رَجُلًا فِي حَاجَةٍ فَلا يُخْبِرُهُ
1156-
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ
بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ : قَالَ لِي عُمَرُ :
إِذَا أَرْسَلْتُكَ إِلَى رَجُلٍ ، فَلاَ تُخْبِرْهُ بِمَا أَرْسَلْتُكَ
إِلَيْهِ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يُعِدُّ لَهُ كِذْبَةً عِنْدَ ذَلِكَ.
بَابُ هَلْ يَقُولُ : مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ ؟
1157-
حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ
لَيْثٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُحِدَّ الرَّجُلُ
النَّظَرَ إِلَى أَخِيهِ ، أَوْ يُتْبِعَهُ بَصَرَهُ إِذَا قَامَ مِنْ
عِنْدِهِ ، أَوْ يَسْأَلَهُ : مِنْ أَيْنَ جِئْتَ ، وَأَيْنَ تَذْهَبُ ؟.
1158-
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ زُبَيْدٍ قَالَ : مَرَرْنَا عَلَى أَبِي
ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ ، فَقَالَ : مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتُمْ ؟ قُلْنَا :
مِنْ مَكَّةَ ، أَوْ مِنَ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ، قَالَ : هَذَا عَمَلُكُمْ
؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : أَمَا مَعَهُ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ ؟
قُلْنَا : لاَ ، قَالَ : اسْتَأْنِفُوا الْعَمَلَ.
بَابُ مَنِ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ
1159-
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنَا
أَيُّوبُ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم قَالَ : مَنْ صَوَّرَ صُورَةً كُلِّفَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهِ
وَعُذِّبَ ، وَلَنْ يَنْفُخَ فِيهِ . وَمَنْ تَحَلَّمَ كُلِّفَ أَنْ
يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ وَعُذِّبَ ، وَلَنْ يَعْقِدَ بَيْنَهُمَا ،
وَمَنِ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ يَفِرُّونَ مِنْهُ ، صُبَّ فِي
أُذُنَيْهِ الآنُكُ.
بَابُ الْجُلُوسِ عَلَى السَّرِيرِ
1160-
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ
شَيْبَانَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُضَارِبٍ ، عَنِ
الْعُرْيَانِ بْنِ الْهَيْثَمِ قَالَ : وَفَدَ أَبِي إِلَى مُعَاوِيَةَ ،
وَأَنَا غُلاَمٌ ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ : مَرْحَبًا مَرْحَبًا ،
وَرَجُلٌ قَاعِدٌ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ ، قَالَ : يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ ، مَنْ هَذَا الَّذِي تُرَحِّبُ بِهِ ؟ قَالَ : هَذَا
سَيِّدُ أَهْلِ الْمَشْرِقِ ، وَهَذَا الْهَيْثَمُ بْنُ الأَسْوَدِ ،
قُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا : هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ
الْعَاصِ ، قُلْتُ لَهُ : يَا أَبَا فُلاَنٍ ، مِنْ أَيْنَ يَخْرُجُ
الدَّجَّالُ ؟ قَالَ : مَا رَأَيْتُ أَهْلَ بَلَدٍ أَسْأَلَ عَنْ بَعِيدٍ ،
وَلاَ أَتْرَكَ لِلْقَرِيبِ مِنْ أَهْلِ بَلَدٍ أَنْتَ مِنْهُ ، ثُمَّ
قَالَ : يَخْرُجُ مِنْ أَرْضِ الْعِرَاقِ ، ذَاتِ شَجَرٍ وَنَخْلٍ.
1161-
حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ : حَدَّثَنَا
خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ : جَلَسْتُ مَعَ
ابْنِ عَبَّاسٍ عَلَى سَرِيرٍ.
- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ
قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ قَالَ : كُنْتُ
أَقْعُدُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فَكَانَ يُقْعِدُنِي عَلَى سَرِيرِهِ ،
فَقَالَ لِي : أَقِمْ عِنْدِي حَتَّى أَجْعَلَ لَكَ سَهْمًا مِنْ مَالِي ،
فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ شَهْرَيْنِ
1162- حَدَّثَنَا عُبَيْدٌ قَالَ :
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ
دِينَارٍ أَبُو خَلْدَةَ قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، وَهُوَ
مَعَ الْحَكَمِ أَمِيرٌ بِالْبَصْرَةِ عَلَى السَّرِيرِ ، يَقُولُ : كَانَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ الْحَرُّ أَبْرَدَ بِالصَّلاَةِ
، وَإِذَا كَانَ الْبَرْدُ بَكَّرَ بِالصَّلاةِ.
1163- حَدَّثَنَا
عَمْرُو بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ قَالَ : حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ قَالَ : حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى سَرِيرٍ مَرْمُولٍ بِشَرِيطٍ ،
تَحْتَ رَأْسِهِ وِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ ، مَا بَيْنَ
جِلْدِهِ وَبَيْنَ السَّرِيرِ ثَوْبٌ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ فَبَكَى ،
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : مَا يُبْكِيكَ يَا عُمَرُ ؟
قَالَ : أَمَا وَاللَّهِ مَا أَبْكِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلاَّ
أَكُونَ أَعْلَمُ أَنَّكَ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ كِسْرَى وَقَيْصَرَ ،
فَهُمَا يَعِيثَانِ فِيمَا يَعِيثَانِ فِيهِ مِنَ الدُّنْيَا ، وَأَنْتَ
يَا رَسُولَ اللَّهِ بِالْمَكَانِ الَّذِي أَرَى ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم : أَمَا تَرْضَى يَا عُمَرُ أَنْ تَكُونَ لَهُمُ الدُّنْيَا
وَلَنَا الْآخِرَةُ ؟ قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ :
فَإِنَّهُ كَذَلِكَ.
1164- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ
قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ
هِلاَلٍ ، عَنْ أَبِي رِفَاعَةَ الْعَدَوِيِّ قَالَ : انْتَهَيْتُ إِلَى
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَخْطُبُ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ
اللَّهِ ، رَجُلٌ غَرِيبٌ جَاءَ يَسْأَلُ عَنْ دِينِهِ ، لاَ يَدْرِي مَا
دِينُهُ ، فَأَقْبَلَ إِلَيَّ وَتَرَكَ خُطْبَتَهُ ، فَأَتَى بِكُرْسِيٍّ
خِلْتُ قَوَائِمَهُ حَدِيدًا ، قَالَ حُمَيْدٌ : أُرَاهُ خَشَبًا أَسْوَدَ
حَسَبُهُ حَدِيدًا ، فَقَعَدَ عَلَيْهِ ، فَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمَّا
عَلَّمَهُ اللَّهُ ، ثُمَّ أَتَمَّ خُطْبَتَهُ ، آخِرَهَا.
1165-
حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ مُوسَى بْنِ
دِهْقَانَ قَالَ : رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ جَالِسًا عَلَى سَرِيرِ عَرُوسٍ ،
عَلَيْهِ ثِيَابٌ حُمْرُ.
1165م- وَعَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ
مُسْلِمٍ قَالَ : رَأَيْتُ أَنَسًا جَالِسًا عَلَى سَرِيرٍ وَاضِعًا
إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأخْرَى.
بَابُ إِذَا رَأَى قَوْمًا يَتَنَاجَوْنَ فَلا يَدْخُلْ مَعَهُمْ
1166-
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ :
أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ
يَقُولُ : مَرَرْتُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ ، وَمَعَهُ رَجُلٌ يَتَحَدَّثُ ،
فَقُمْتُ إِلَيْهِمَا ، فَلَطَمَ فِي صَدْرِي فَقَالَ : إِذَا وَجَدْتَ
اثْنَيْنِ يَتَحَدَّثَانِ فَلاَ تَقُمُّ مَعَهُمَا ، وَلاَ تَجْلِسْ
مَعَهُمَا ، حَتَّى تَسْتَأْذِنَهُمَا ، فَقُلْتُ : أَصْلَحَكَ اللَّهُ يَا
أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، إِنَّمَا رَجَوْتُ أَنْ أَسْمَعَ مِنْكُمَا
خَيْرًا.
1167- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : مَنْ تَسَمَّعَ إِلَى حَدِيثِ
قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ ، صُبَّ فِي أُذُنِهِ الْآنُكُ . وَمَنْ
تَحَلَّمَ بِحُلْمٍ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ شَعِيرَةً.
بَابُ لا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ
1168-
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي مَالِكٌ ، عَنْ نَافِعٍ ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
إِذَا كَانُوا ثَلاَثَةً ، فَلاَ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ.
بَابُ إِذَا كَانُوا أَرْبَعَةً
1169-
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ :
حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ : حَدَّثَنِي شَقِيقٌ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : إِذَا كُنْتُمْ ثَلاَثَةً
فَلاَ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ ، فَإِنَّهُ يُحْزِنُهُ
ذَلِكَ.
1170- وَحَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ ، قُلْنَا : فَإِنْ كَانُوا
أَرْبَعَةً ؟ قَالَ : لا يَضُرُّهُ.
1171- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ قَالَ :
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : لاَ يَتَنَاجَى
اثْنَانِ دُونَ الْآخَرِ حَتَّى يَخْتَلِطُوا بِالنَّاسِ ، مِنْ أَجْلِ
أَنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ.
1172- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ قَالَ : إِذَا كَانُوا أَرْبَعَةً فَلا بَأْسَ.
بَابُ إِذَا جَلَسَ الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ يَسْتَأْذِنُهُ فِي الْقِيَامِ
1173-
حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، عَنْ
أَشْعَثَ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى قَالَ : جَلَسْتُ إِلَى
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَّمٍ ، فَقَالَ : إِنَّكَ جَلَسْتَ إِلَيْنَا ،
وَقَدْ حَانَ مِنَّا قِيَامٌ ، فَقُلْتُ : فَإِذَا شِئْتَ ، فَقَامَ ،
فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى بَلَغَ الْبَابَ.
بَابُ لا يَجْلِسُ عَلَى حَرْفِ الشَّمْسِ
1174-
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ : حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي قَيْسٌ ، عَنْ أَبِيهِ
، أَنَّهُ جَاءَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ ، فَقَامَ
فِي الشَّمْسِ ، فَأَمَرَهُ فَتَحَوَّلَ إِلَى الظِّلِّ.
بَابُ الاحْتِبَاءِ فِي الثَّوْبِ
1175-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : حَدَّثَنِي اللَّيْثُ
قَالَ : حَدَّثَنِي يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي
عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ : نَهَى
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ لِبْسَتَيْنِ وَبَيْعَتَيْنِ :
نَهَى عَنِ الْمُلاَمَسَةِ ، وَالْمُنَابَذَةِ فِي الْبَيْعِ ،
الْمُلاَمَسَةُ : أَنْ يَمَسَّ الرَّجُلُ ثَوْبَهُ ، وَالْمُنَابَذَةُ :
يَنْبُذُ الْآخَرُ إِلَيْهِ ثَوْبَهُ ، وَيَكُونُ ذَلِكَ بَيْعَهُمْ عَنْ
غَيْرِ نَظَرٍ . وَاللِّبْسَتَيْنِ اشْتِمَالُ الصَّمَّاءِ ، وَالصَّمَّاءُ
: أَنْ يَجْعَلَ طَرَفَ ثَوْبِهِ عَلَى إِحْدَى عَاتِقَيْهِ ، فَيَبْدُو
أَحَدُ شِقَّيْهِ لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ ، وَاللِّبْسَةُ الْأُخْرَى
احْتِبَاؤُهُ بِثَوْبِهِ وَهُوَ جَالِسٌ ، لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ
شَيْءٌ.
بَابُ مَنْ أُلْقِيَ لَهُ وِسَادَةٌ
1176- حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْفٍ
قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ خَالِدٍ عَنْ أَبِي
قِلاَبَةَ قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو الْمَلِيحِ قَالَ : دَخَلْتُ مَعَ
أَبِيكَ زَيْدٍ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، فَحَدَّثَنَا أَنَّ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذُكِرَ لَهُ صَوْمِي ، فَدَخَلَ عَلَيَّ ،
فَأَلْقَيْتُ لَهُ وِسَادَةً مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ ، فَجَلَسَ عَلَى
الأَرْضِ ، وَصَارَتِ الْوِسَادَةُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ ، فَقَالَ لِي :
أَمَا يَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ ؟ قَالَ : قُلْتُ :
يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : خَمْسًا ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ،
قَالَ : سَبْعًا ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : تِسْعًا ،
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : إِحْدَى عَشْرَةَ ، قُلْتُ : يَا
رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : لاَ صَوْمَ فَوْقَ صَوْمِ دَاوُدَ شَطْرَ
الدَّهْرِ ، صِيَامُ يَوْمٍ وَإِفْطَارُ يَوْمٍ.
1177- حَدَّثَنَا
مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ يَزِيدَ
بْنِ خُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى
الله عليه وسلم مَرَّ عَلَى أَبِيهِ ، فَأَلْقَى لَهُ قَطِيفَةً فَجَلَسَ
عَلَيْهَا.
بَابُ الْقُرْفُصَاءِ
1178- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَّانَ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ :
حَدَّثَتْنِي جَدَّتَايَ صَفِيَّةُ بِنْتُ عُلَيْبَةَ ، وَدُحَيْبَةُ
بِنْتُ عُلَيْبَةَ ، وَكَانَتَا رَبِيبَتَيْ قَيْلَةَ ، أَنَّهُمَا
أَخْبَرَتْهُمَا قَيْلَةُ قَالَتْ : رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه
وسلم قَاعِدًا الْقُرْفُصَاءَ ، فَلَمَّا رَأَيْتُ النَّبِيَّ
الْمُتَخَشِّعَ فِي الْجِلْسَةِ أُرْعِدْتُ مِنَ الْفَرَقِ.
بَابُ التَّرَبُّعِ
1179-
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا ذَيَّالُ بْنُ عُبَيْدِ
بْنِ حَنْظَلَةَ ، حَدَّثَنِي جَدِّي حَنْظَلَةُ بْنُ حِذْيَمٍ قَالَ :
أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَرَأَيْتُهُ جَالِسًا
مُتَرَبِّعًا.
1180- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ :
حَدَّثَنِي مَعْنٌ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو رُزَيْقٍ ، أَنَّهُ رَأَى
عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، جَالِسًا مُتَرَبِّعًا ،
وَاضِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى ، الْيُمْنَى عَلَى
الْيُسْرَى.
1181- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ : رَأَيْتُ
أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَجْلِسُ هَكَذَا مُتَرَبِّعًا ، وَيَضَعُ إِحْدَى
قَدَمَيْهِ عَلَى الأخْرَى.
بَابُ الاحْتِبَاءِ
1182- حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ
قَالَ : حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي قُرَّةُ بْنُ
مُوسَى الْهُجَيْمِيُّ ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ جَابِرٍ الْهُجَيْمِيِّ قَالَ :
أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْتَبٍ فِي بُرْدَةٍ ،
وَإِنَّ هُدَّابَهَا لَعَلَى قَدَمَيْهِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ،
أَوْصِنِي ، قَالَ : عَلَيْكَ بِاتِّقَاءِ اللَّهِ ، وَلاَ تَحْقِرَنَّ
مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا ، وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ لِلْمُسْتَسْقِي مِنْ
دَلْوِكَ فِي إِنَائِهِ ، أَوْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَوَجْهُكَ مُنْبَسِطٌ ،
وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الإِزَارِ ، فَإِنَّهَا مِنَ الْمَخِيلَةِ ، وَلاَ
يُحِبُّهَا اللَّهُ ، وَإِنِ امْرُؤٌ عَيَّرَكَ بِشَيْءٍ يَعْلَمُهُ مِنْكَ
فَلاَ تُعَيِّرْهُ بِشَيْءٍ تَعْلَمُهُ مِنْهُ ، دَعْهُ يَكُونُ وَبَالُهُ
عَلَيْهِ ، وَأَجْرُهُ لَكَ ، وَلاَ تَسُبَّنَّ شَيْئًا.
قَالَ : فَمَا سَبَبْتُ بَعْدُ دَابَّةً وَلا إِنْسَانًا.
1183-
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي
فُدَيْكٍ قَالَ : حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ
الْمُجْمِرِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : مَا رَأَيْتُ حَسَنًا قَطُّ
إِلاَّ فَاضَتْ عَيْنَايَ دُمُوعًا ، وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله
عليه وسلم خَرَجَ يَوْمًا ، فَوَجَدَنِي فِي الْمَسْجِدِ ، فَأَخَذَ
بِيَدِي ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ ، فَمَا كَلَّمَنِي حَتَّى جِئْنَا سُوقَ
بَنِي قَيْنُقَاعٍ ، فَطَافَ فِيهِ وَنَظَرَ ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَأَنَا
مَعَهُ ، حَتَّى جِئْنَا الْمَسْجِدَ ، فَجَلَسَ فَاحْتَبَى ثُمَّ قَالَ :
أَيْنَ لَكَاعٌ ؟ ادْعُ لِي لَكَاعًا ، فَجَاءَ حَسَنٌ يَشْتَدُّ فَوَقَعَ
فِي حِجْرِهِ ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي لِحْيَتِهِ ، ثُمَّ جَعَلَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَفْتَحُ فَاهُ فَيُدْخِلُ فَاهُ فِي فِيهِ ،
ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ ، فَأَحْبِبْهُ ، وَأَحِبَّ
مَنْ يُحِبُّهُ.
بَابُ مَنْ بَرَكَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ
1184-
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
يَحْيَى الْكَلْبِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا
أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِهِمُ
الظُّهْرَ ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَذَكَرَ السَّاعَةَ
، وَذَكَرَ أَنَّ فِيهَا أُمُورًا عِظَامًا ، ثُمَّ قَالَ : مَنْ أَحَبَّ
أَنْ يَسْأَلَ عَنْ شَيْءٍ فَلْيَسْأَلْ عَنْهُ ، فَوَاللَّهِ لاَ
تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ أَخْبَرْتُكُمْ مَا دُمْتُ فِي مَقَامِي
هَذَا ، قَالَ أَنَسٌ : فَأَكْثَرَ النَّاسُ الْبُكَاءَ حِينَ سَمِعُوا
ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَأَكْثَرَ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقُولَ : سَلُوا ، فَبَرَكَ عُمَرُ عَلَى
رُكْبَتَيْهِ وَقَالَ : رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا ، وَبِالإِسْلاَمِ
دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا ، فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم حِينَ قَالَ ذَلِكَ عُمَرُ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم : أَوْلَى ، أَمَا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَقَدْ
عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فِي عُرْضِ هَذَا الْحَائِطِ ،
وَأَنَا أُصَلِّي ، فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ
بَابُ الاسْتِلْقَاءِ
1185-
حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ
عُيَيْنَةَ قَالَ : سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يُحَدِّثُهُ ، عَنْ عَبَّادِ
بْنِ تَمِيمٍ ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ : رَأَيْتُهُ ، قُلْتُ لِابْنِ
عُيَيْنَةَ : النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ؟ قَالَ : نَعَمْ
مُسْتَلْقِيًا ، وَاضِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى.
1186-
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ أُمِّ بَكْرٍ بِنْتِ الْمِسْوَرِ ، عَنْ أَبِيهَا
قَالَ : رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ مُسْتَلْقِيًا ، رَافِعًا
إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأخْرَى.
بَابُ الضَّجْعَةِ عَلَى وَجْهِهِ
1187-
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ مُوسَى بْنِ خَلَفٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، عَنِ ابْنِ طِخْفَةَ الْغِفَارِيِّ ، أَنَّ
أَبَاهُ أَخْبَرَهُ ، أَنَّهُ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ ، قَالَ :
بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ فِي الْمَسْجِدِ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ ، أَتَانِي
آتٍ وَأَنَا نَائِمٌ عَلَى بَطْنِي ، فَحَرَّكَنِي بِرِجْلِهِ فَقَالَ :
قُمْ ، هَذِهِ ضَجْعَةٌ يُبْغِضُهَا اللَّهُ ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي ،
فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ عَلَى رَأْسِي.
1188-
حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ :
أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ جَمِيلٍ الْكِنْدِيُّ ، مِنْ أَهْلِ
فِلَسْطِينَ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي
أُمَامَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِرَجُلٍ فِي
الْمَسْجِدِ مُنْبَطِحًا لِوَجْهِهِ ، فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ وَقَالَ :
قُمْ ، نَوْمَةٌ جَهَنَّمِيَّةٌ.
بَابُ لا يَأْخُذُ وَلا يُعْطِي إِلا بِالْيُمْنَى
1189-
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ
قَالَ : حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ
بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ سَالِمٍ ،
عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : لاَ يَأْكُلُ
أَحَدُكُمْ بِشِمَالِهِ ، وَلاَ يَشْرَبَنَّ بِشِمَالِهِ ، فَإِنَّ
الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ ، وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ.
قَالَ : كَانَ نَافِعٌ يَزِيدُ فِيهَا : ولا يَأْخُذْ بِهَا ، وَلا يُعْطِي بِهَا.
بَابُ : أَيْنَ يَضَعُ نَعْلَيْهِ إِذَا جَلَسَ ؟
1190-
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ ،
عَنِ ابْنِ نَهِيكٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : مِنَ السُّنَّةِ إِذَا
جَلَسَ الرَّجُلُ أَنْ يَخْلَعَ نَعْلَيْهِ ، فَيَضَعُهُمَا إِلَى
جَنْبِهِ.
بَابُ الشَّيْطَانُ يَجِيءُ بِالْعُودِ وَالشَّيْءِ يَطْرَحُهُ عَلَى الْفِرَاشِ
1191-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ ،
عَنْ أَزْهَرَ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ :
إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي إِلَى فِرَاشِ أَحَدِكُمْ بَعْدَمَا يَفْرِشُهُ
أَهْلُهُ وَيُهَيِّئُونَهُ ، فَيُلْقِي عَلَيْهِ الْعُودَ أَوِ الْحَجَرَ
أَوِ الشَّيْءَ ، لِيُغْضِبَهُ عَلَى أَهْلِهِ ، فَإِذَا وَجَدَ ذَلِكَ
فَلاَ يَغْضَبْ عَلَى أَهْلِهِ ، قَالَ : لِأَنَّهُ مِنْ عَمَلِ
الشَّيْطَانِ.
بَابُ مَنْ بَاتَ عَلَى سَطْحٍ لَيْسَ لَهُ سُتْرَةٌ
1192-
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ
نُوحٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا عُمَرُ ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ هُوَ
ابْنُ جَابِرٍ ، عَنْ وَعْلَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَثَّابٍ ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم قَالَ : مَنْ بَاتَ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ لَيْسَ
عَلَيْهِ حِجَابٌ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : فِي إِسْنَادِهِ نَظَرٌ.
1193-
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ
عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ رِيَاحٍ الثَّقَفِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
عُمَارَةَ قَالَ : جَاءَ أَبُو أَيُّوبَ الأَنْصَارِيُّ ، فَصَعِدْتُ بِهِ
عَلَى سَطْحٍ أَجْلَحَ ، فَنَزَلَ وَقَالَ : كِدْتُ أَنْ أَبِيتَ
اللَّيْلَةَ وَلاَ ذِمَّةَ لِي.
1194- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ
إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ :
حَدَّثَنِي أَبُو عِمْرَانَ ، عَنْ زُهَيْرٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ
: مَنْ بَاتَ عَلَى إِنْجَارٍ فَوَقَعَ مِنْهُ فَمَاتَ ، بَرِئَتْ مِنْهُ
الذِّمَّةُ ، وَمَنْ رَكِبَ الْبَحْرَ حِينَ يَرْتَجُّ ، يَعْنِي :
يَغْتَلِمُ ، فَهَلَكَ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ.
بَابُ : هَلْ يُدْلِي رِجْلَيْهِ إِذَا جَلَسَ ؟
1195-
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : شَهِدَ عِنْدِي أَبُو سَلَمَةَ
بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَخْبَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَافِعِ
بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ الْخُزَاعِيُّ ، أَنَّ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ
أَخْبَرَهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي حَائِطٍ عَلَى
قُفِّ الْبِئْرِ ، مُدَلِّيًا رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ.
بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا خَرَجَ لِحَاجَتِهِ
1196-
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ :
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ
أَبِي مَرْيَمَ ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ
قَالَ : اللَّهُمَّ سَلِّمْنِي وَسَلِّمْ مِنِّي.
1197- حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ أَبُو يَعْلَى قَالَ : حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ
سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ
بَيْتِهِ قَالَ : بِسْمِ اللَّهِ ، التُّكْلاَنُ عَلَى اللَّهِ ، لا حَوْلَ
وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ.
بَابُ :
هَلْ يُقَدِّمُ الرَّجُلُ رِجْلَهُ بَيْنَ أَيْدِي أَصْحَابِهِ ، وَهَلْ يَتَّكِئُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ؟
1198-
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَصَرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ
الْعَصَرِيُّ ، أَنَّ بَعْضَ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ سَمِعَهُ يَذْكُرُ ،
قَالَ : لَمَّا بَدَأْنَا فِي وِفَادَتِنَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله
عليه وسلم سِرْنَا ، حَتَّى إِذَا شَارَفْنَا الْقُدُومَ تَلَقَّانَا
رَجُلٌ يُوضِعُ عَلَى قَعُودٍ لَهُ ، فَسَلَّمَ ، فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ ،
ثُمَّ وَقَفَ فَقَالَ : مِمَّنِ الْقَوْمُ ؟ قُلْنَا : وَفْدُ عَبْدِ
الْقَيْسِ ، قَالَ : مَرْحَبًا بِكُمْ وَأَهْلًا ، إِيَّاكُمْ طَلَبْتُ ،
جِئْتُ لِأُبَشِّرَكُمْ ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالأَمْسِ
لَنَا : إِنَّهُ نَظَرَ إِلَى الْمَشْرِقِ فَقَالَ : لَيَأْتِيَنَّ غَدًا
مَنْ هَذَا الْوَجْهِ ، يَعْنِي : الْمَشْرِقَ ، خَيْرُ وَفْدِ الْعَرَبِ ،
فَبَتُّ أَرُوغُ حَتَّى أَصْبَحْتُ ، فَشَدَدْتُ عَلَى رَاحِلَتِي ،
فَأَمْعَنْتُ فِي الْمَسِيرِ حَتَّى ارْتَفَعَ النَّهَارُ ، وَهَمَمْتُ
بِالرُّجُوعِ ، ثُمَّ رُفِعَتْ رُءُوسُ رَوَاحِلِكُمْ ، ثُمَّ ثَنَى
رَاحِلَتَهُ بِزِمَامِهَا رَاجِعًا يُوضِعُ عَوْدَهُ عَلَى بَدْئِهِ ،
حَتَّى انْتَهَى إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم , وَأَصْحَابُهُ
حَوْلَهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ ، فَقَالَ : بِأَبِي
وَأُمِّي ، جِئْتُ أُبَشِّرُكَ بِوَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ ، فَقَالَ : أَنَّى لَكَ بِهِمْ يَا عُمَرُ ؟ قَالَ : هُمْ أُولاَءِ عَلَى أَثَرِي ، قَدْ أَظَلُّوا ، فَذَكَرَ ذَلِكَ ، فَقَالَ : بَشَّرَكَ اللَّهُ بِخَيْرٍ ، وَتَهَيَّأَ الْقَوْمُ فِي مَقَاعِدِهِمْ ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَاعِدًا ، فَأَلْقَى ذَيْلَ رِدَائِهِ تَحْتَ يَدِهِ فَاتَّكَأَ عَلَيْهِ ، وَبَسَطَ رِجْلَيْهِ . فَقَدِمَ الْوَفْدُ فَفَرِحَ بِهِمُ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ ، فَلَمَّا رَأَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ أَمْرَحُوا رِكَابَهُمْ فَرَحًا بِهِمْ ، وَأَقْبَلُوا سِرَاعًا ، فَأَوْسَعَ الْقَوْمُ ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُتَّكِئٌ عَلَى حَالِهِ ، فَتَخَلَّفَ الأَشَجُّ ، وَهُوَ : مُنْذِرُ بْنُ عَائِذِ بْنِ مُنْذِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ زِيَادِ بْنِ عَصَرَ ، فَجَمَعَ رِكَابَهُمْ ثُمَّ أَنَاخَهَا ، وَحَطَّ أَحْمَالَهَا ، وَجَمَعَ مَتَاعَهَا ، ثُمَّ أَخْرَجَ عَيْبَةً لَهُ وَأَلْقَى عَنْهُ ثِيَابَ السَّفَرِ وَلَبِسَ حُلَّةً ، ثُمَّ أَقْبَلَ يَمْشِي مُتَرَسِّلًا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : مَنْ سَيِّدُكُمْ وَزَعِيمُكُمْ ، وَصَاحِبُ أَمْرِكُمْ ؟ فَأَشَارُوا بِأَجْمَعِهِمْ إِلَيْهِ ، وَقَالَ : ابْنُ سَادَتِكُمْ هَذَا ؟ قَالُوا : كَانَ آبَاؤُهُ سَادَتَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَهُوَ قَائِدُنَا إِلَى الإِسْلاَمِ ، فَلَمَّا انْتَهَى الأَشَجُّ أَرَادَ أَنْ يَقْعُدَ مِنْ نَاحِيَةٍ ، اسْتَوَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَاعِدًا قَالَ : هَا هُنَا يَا أَشَجُّ ، وَكَانَ أَوَّلَ يَوْمٍ سُمِّيَ الأَشَجَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ ، أَصَابَتْهُ حِمَارَةٌ بِحَافِرِهَا وَهُوَ فَطِيمٌ ، فَكَانَ فِي وَجْهِهِ مِثْلُ الْقَمَرِ ، فَأَقْعَدَهُ إِلَى جَنْبِهِ ، وَأَلْطَفَهُ ، وَعَرَفَ فَضْلَهُ عَلَيْهِمْ ، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُونَهُ وَيُخْبِرُهُمْ ، حَتَّى كَانَ بِعَقِبِ الْحَدِيثِ قَالَ : هَلْ مَعَكُمْ مِنْ أَزْوِدَتِكُمْ شَيْءٌ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، فَقَامُوا سِرَاعًا ، كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ إِلَى ثِقَلِهِ فَجَاءُوا بِصُبَرِ التَّمْرِ فِي أَكُفِّهِمْ ، فَوُضِعَتْ عَلَى نِطَعٍ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ جَرِيدَةٌ دُونَ الذِّرَاعَيْنِ وَفَوْقَ الذِّرَاعِ ، فَكَانَ يَخْتَصِرُ بِهَا ، قَلَّمَا يُفَارِقُهَا ، فَأَوْمَأَ بِهَا إِلَى صُبْرَةٍ مِنْ ذَلِكَ التَّمْرِ فَقَالَ : تُسَمُّونَ هَذَا التَّعْضُوضَ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : وَتُسَمُّونَ هَذَا الصَّرَفَانَ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، وَتُسَمُّونَ هَذَا الْبَرْنِيَّ ؟ ، قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : هُوَ خَيْرُ تَمْرِكُمْ وَأَنْفَعُهُ لَكُمْ ، وَقَالَ بَعْضُ شُيُوخِ الْحَيِّ : وَأَعْظَمُهُ بَرَكَةً وَإِنَّمَا كَانَتْ عِنْدَنَا خَصِبَةٌ نَعْلِفُهَا إِبِلَنَا وَحَمِيرَنَا ، فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنْ وِفَادَتِنَا تِلْكَ عَظُمَتْ رَغْبَتُنَا فِيهَا ، وَفَسَلْنَاهَا حَتَّى تَحَوَّلَتْ ثِمَارُنَا مِنْهَا ، وَرَأَيْنَا الْبَرَكَةَ فِيهَا.
بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ
1199-
حَدَّثَنَا مُعَلَّى قَالَ : حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ : حَدَّثَنَا
سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَصْبَحَ قَالَ : اللَّهُمَّ
بِكَ أَصْبَحْنَا ، وَبِكَ أَمْسَيْنَا ، وَبِكَ نَحْيَا ، وَبِكَ نَمُوتُ
، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ ، وَإِذَا أَمْسَى قَالَ : اللَّهُمَّ بِكَ
أَمْسَيْنَا ، وَبِكَ أَصْبَحْنَا ، وَبِكَ نَحْيَا ، وَبِكَ نَمُوتُ ،
وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.
1200- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ مُسْلِمٍ الْفَزَارِيِّ قَالَ :
حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ
قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ : لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم يَدَعُ هَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا
أَمْسَى : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا
وَالْآخِرَةِ . اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي
دِينِي وَدُنْيَايَ ، وَأَهْلِي وَمَالِي . اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي
، وَآمِنْ رَوْعَاتِي . اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ
خَلْفِي ، وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي ، وَمِنْ فَوْقِي ، وَأَعُوذُ
بِعَظَمَتِكَ مِنْ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي.
1201- حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ قَالَ : حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ زِيَادٍ ،
مَوْلَى مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم : مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ : اللَّهُ إِنَّا أَصْبَحْنَا
نُشْهِدُكَ ، وَنُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ ، وَمَلاَئِكَتَكَ وَجَمِيعَ
خَلْقِكَ ، أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاَ
شَرِيكَ لَكَ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ ، إِلاَّ أَعْتَقَ
اللَّهُ رُبُعَهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ ، وَمَنْ قَالَهَا مَرَّتَيْنِ
أَعْتَقَ اللَّهُ نِصْفَهُ مِنَ النَّارِ ، وَمَنْ قَالَهَا أَرْبَعَ
مَرَّاتٍ أَعْتَقَهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ.
بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا أَمْسَى
1202-
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ
يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ قَالَ : سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عَاصِمٍ قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : قَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ
اللَّهِ ، عَلِّمْنِي شَيْئًا أَقُولُهُ إِذَا أَصْبَحْتُ وَأَمْسَيْتُ ،
قَالَ : قُلِ : اللَّهُمَّ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، فَاطِرَ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ ، أَشْهَدُ
أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي ، وَمِنْ
شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ ، قُلْهُ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا
أَمْسَيْتَ ، وَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ.
1203- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ
قَالَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ يَعْلَى ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ مِثْلَهُ . وَقَالَ : رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ ، وَقَالَ
: شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ.
1204- حَدَّثَنَا خَطَّابُ بْنُ
عُثْمَانَ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ : أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
عَمْرٍو فَقُلْتُ لَهُ : حَدِّثْنَا بِمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم ، فَأَلْقَى إِلَيَّ صَحِيفَةً فَقَالَ : هَذَا مَا
كَتَبَ لِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَنَظَرْتُ فِيهَا ، فَإِذَا
فِيهَا : إِنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَأَلَ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، عَلِّمْنِي
مَا أَقُولُ إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ ، فَقَالَ : يَا أَبَا
بَكْرٍ ، قُلِ : اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، عَالِمَ
الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ ، أَعُوذُ بِكَ
مِنْ شَرِّ نَفْسِي ، وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ ، وَأَنْ
أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءًا أَوْ أَجُرُّهُ إِلَى مُسْلِمٍ.
بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ
1205-
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ،
عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا
أَرَادَ أَنْ يَنَامَ قَالَ : بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ أَمُوتُ وَأَحْيَا ،
وَإِذَا اسْتَيْقَظَ مِنْ مَنَامِهِ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي
أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ.
1206-
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ
ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا
أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا
وَسَقَانَا ، وَكَفَانَا وَآوَانَا ، كَمْ مَنْ لا كَافٍّ لَهُ وَلا
مُؤْوِيَ.
1207- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، وَيَحْيَى بْنُ مُوسَى ،
قَالاَ : حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ قَالَ : حَدَّثَنِي
الْمُغِيرَةُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ
: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لاَ يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ :
{الم تَنْزِيلُ} وَ : {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}.
قَالَ
أَبُو الزُّبَيْرِ : فَهُمَا يَفْضُلاَنِ كُلَّ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ
بِسَبْعِينَ حَسَنَةً ، وَمَنْ قَرَأَهُمَا كُتِبَ لَهُ بِهِمَا سَبْعُونَ
حَسَنَةً ، وَرُفِعَ بِهِمَا لَهُ سَبْعُونَ دَرَجَةً ، وَحُطَّ بِهِمَا
عَنْهُ سَبْعُونَ خَطِيئَةً.
1208- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْبُوبٍ
قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ قَالَ : حَدَّثَنَا عَاصِمٌ
الأَحْوَلُ ، عَنْ شُمَيْطٍ ، أَوْ سُمَيْطٍ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ قَالَ
: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : النَّوْمُ عِنْدَ الذِّكْرِ مِنَ الشَّيْطَانِ ،
إِنْ شِئْتُمْ فَجَرِّبُوا ، إِذَا أَخَذَ أَحَدُكُمْ مَضْجَعَهُ
وَأَرَادَ أَنْ يَنَامَ فَلْيَذْكُرِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ.
1209-
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ لَيْثٍ ،
عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم لاَ يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ : تَبَارَكَ وَ {الم تَنْزِيلُ}
السَّجْدَةِ.
1210- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ :
أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي
سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى
فِرَاشِهِ ، فَلْيَحِلَّ دَاخِلَةَ إِزَارِهِ ، فَلْيَنْفُضْ بِهَا
فِرَاشَهُ ، فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي مَا خَلَّفَ فِي فِرَاشِهِ ،
وَلْيَضْطَجِعْ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ ، وَلْيَقُلْ : بِاسْمِكَ
وَضَعْتُ جَنْبِي ، فَإِنِ احْتَبَسَتْ نَفْسِي فَارْحَمْهَا ، وَإِنْ
أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ الصَّالِحِينَ ، أَوْ
قَالَ : عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ.
1211- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ سَعِيدٍ ، أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ سَعِيدِ بْنِ خَازِمٍ أَبُو بَكْرٍ النَّخَعِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا
الْعَلاَءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ
عَازِبٍ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَوَى إِلَى
فِرَاشِهِ نَامَ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ
وَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ ، وَأَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ ،
وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ ، رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ ، لاَ
مَنْجَا وَلاَ مَلْجَأَ مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ
الَّذِي أَنْزَلْتَ ، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ ، قَالَ : فَمَنْ
قَالَهُنَّ فِي لَيْلَةٍ ثُمَّ مَاتَ مَاتَ عَلَى الْفِطْرَةِ.
1212-
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ :
حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ
إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ : اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ،
وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى ، مُنْزِلَ
التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ ذِي
شَرٍّ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ ، أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ
شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ
الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ
دُونَكَ شَيْءٌ ، اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ ، وَأَغْنِنِي مِنَ الْفَقْرِ.
بَابُ فَضْلِ الدُّعَاءِ عِنْدَ النَّوْمِ
1213-
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ
قَالَ : حَدَّثَنَا الْعَلاَءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي
، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ نَامَ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ ،
ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ ، وَوَجَّهْتُ
بِوَجْهِي إِلَيْكَ ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي
إِلَيْكَ ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ ، لاَ مَنْجَا وَلاَ مَلْجَأَ
مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ ،
وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم : مَنْ قَالَهُنَّ ثُمَّ مَاتَ تَحْتَ لَيْلَتِهِ مَاتَ عَلَى
الْفِطْرَةِ.
1214- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ حَجَّاجٍ الصَّوَّافِ ، عَنْ أَبِي
الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ : إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ أَوْ
أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ ابْتَدَرَهُ مَلَكٌ وَشَيْطَانٌ ، فَقَالَ الْمَلَكُ
: اخْتِمْ بِخَيْرٍ ، وَقَالَ الشَّيْطَانُ : اخْتِمْ بِشَرٍّ ، فَإِنْ
حَمِدَ اللَّهَ وَذَكَرَهُ أَطْرَدَهُ ، وَبَاتَ يَكْلَؤُهُ ، فَإِذَا
اسْتَيْقَظَ ابْتَدَرَهُ مَلَكٌ وَشَيْطَانٌ فَقَالاَ مِثْلَهُ ، فَإِنْ
ذَكَرَ اللَّهَ وَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ إِلَيَّ نَفْسِي
بَعْدَ مَوْتِهَا وَلَمْ يُمِتْهَا فِي مَنَامِهَا ، الْحَمْدُ لِلَّهِ
الَّذِي {يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولاَ ، وَلَئِنْ
زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ
حَلِيمًا غَفُورًا} ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي {يُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ
تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} إِلَى {لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} ،
فَإِنْ مَاتَ مَاتَ شَهِيدًا ، وَإِنْ قَامَ فَصَلَّى صَلَّى فِي
فَضَائِلَ.
بَابُ يَضَعُ يَدَهُ تَحْتَ خَدِّهِ
1215- حَدَّثَنَا
قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ وَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ خَدِّهِ الأَيْمَنِ ،
وَيَقُولُ : اللَّهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ.
-
حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ،
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْبَرَاءِ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم مِثْلَهُ.
بَابٌ
1216- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عَمْرٍو ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : خَلَّتَانِ
لاَ يُحْصِيهِمَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَهُمَا
يَسِيرٌ ، وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ ، قِيلَ : وَمَا هُمَا يَا
رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : يُكَبِّرُ أَحَدُكُمْ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ
عَشْرًا ، وَيَحْمَدُ عَشْرًا ، وَيُسَبِّحُ عَشْرًا ، فَذَلِكَ خَمْسُونَ
وَمِئَةٌ عَلَى اللِّسَانِ ، وَأَلْفٌ وَخَمْسُمِئَةٍ فِي الْمِيزَانِ ،
فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَعُدُّهُنَّ بِيَدِهِ . وَإِذَا
أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ سَبَّحَهُ وَحَمِدَهُ وَكَبَّرَهُ ، فَتِلْكَ
مِئَةٌ عَلَى اللِّسَانِ ، وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ ، فَأَيُّكُمْ
يَعْمَلُ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ أَلْفَيْنِ وَخَمْسَمِئَةِ سَيِّئَةٍ
؟ قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَيْفَ لاَ يُحْصِيهِمَا ؟ قَالَ :
يَأْتِي أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ فِي صَلاَتِهِ ، فَيُذَكِّرُهُ حَاجَةَ
كَذَا وَكَذَا ، فَلا يَذْكُرُهُ.
بَابُ إِذَا قَامَ مِنْ فِرَاشِهِ ثُمَّ رَجَعَ فَلْيَنْفُضْهُ
1217-
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ : حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ
عِيَاضٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدٌ
الْمَقْبُرِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ
فَلْيَأْخُذْ دَاخِلَةَ إِزَارِهِ ، فَلْيَنْفُضْ بِهَا فِرَاشَهُ
وَلْيُسَمِّ اللَّهَ ، فَإِنَّهُ لاَ يَعْلَمُ مَا خَلَّفَهُ بَعْدَهُ
عَلَى فِرَاشِهِ ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَضْطَجِعَ فَلْيَضْطَجِعْ عَلَى
شِقِّهِ الأَيْمَنِ وَلْيَقُلْ : سُبْحَانَكَ رَبِّي ، بِكَ وَضَعْتُ
جَنْبِي ، وَبِكَ أَرْفَعُهُ ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَاغْفِرْ لَهَا ،
وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ
الصَّالِحِينَ.
بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا اسْتَيْقَظَ بِاللَّيْلِ
1218-
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامٌ
الدَّسْتُوَائِيُّ ، عَنْ يَحْيَى هُوَ ابْنُ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ قَالَ : كُنْتُ أَبِيتُ
عِنْدَ بَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأُعْطِيهِ وَضُوءَهُ ،
قَالَ : فَأَسْمَعُهُ الْهَوِيَّ مِنَ اللَّيْلِ يَقُولُ : سَمِعَ اللَّهُ
لِمَنْ حَمِدَهُ ، وَأَسْمَعُهُ الْهَوِيَّ مِنَ اللَّيْلِ يَقُولُ :
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
بَابُ مَنْ نَامَ وَبِيَدِهِ غَمَرٌ
1219-
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِشْكَابَ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
فُضَيْلٍ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : مَنْ نَامَ
وَبِيَدِهِ غَمَرٌ قَبْلَ أَنْ يَغْسِلَهُ ، فَأَصَابَهُ شَيْءٌ ، فَلا
يَلُومَنَّ إِلا نَفْسَهُ.
1220- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ سُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : مَنْ بَاتَ
وَبِيَدِهِ غَمَرٌ ، فَأَصَابَهُ شَيْءٌ ، فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفْسَهُ.
بَابُ إِطْفَاءِ الْمِصْبَاحِ
1221-
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي مَالِكٌ ، عَنْ أَبِي
الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : أَغْلِقُوا الأَبْوَابَ ،
وَأَوْكُوا السِّقَاءَ ، وَأَكْفِئُوا الإِنَاءَ ، وَخَمِّرُوا الإِنَاءَ ،
وَأَطْفِئُوا الْمِصْبَاحَ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَفْتَحُ غَلَقًا ،
وَلاَ يَحُلُّ وِكَاءً ، وَلاَ يَكْشِفُ إِنَاءً ، وَإِنَّ
الْفُوَيْسِقَةَ تُضْرِمُ عَلَى النَّاسِ بَيْتَهُمْ.
1222- حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ طَلْحَةَ
قَالَ : حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : جَاءَتْ فَأْرَةٌ فَأَخَذَتْ
تَجُرُّ الْفَتِيلَةَ ، فَذَهَبَتِ الْجَارِيَةُ تَزْجُرُهَا ، فَقَالَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : دَعِيهَا ، فَجَاءَتْ بِهَا فَأَلْقَتْهَا
عَلَى الْخُمْرَةِ الَّتِي كَانَ قَاعِدًا عَلَيْهَا ، فَاحْتَرَقَ
مِنْهَا مِثْلُ مَوْضِعِ دِرْهَمٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم : إِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوا سُرُجَكُمْ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ
يَدُلُّ مِثْلَ هَذِهِ عَلَى مِثْلِ هَذَا فَتَحْرِقُكُمْ.
1223-
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ ،
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَإِذَا فَأْرَةٌ قَدْ أَخَذَتِ الْفَتِيلَةَ ،
فَصَعِدَتْ بِهَا إِلَى السَّقْفِ لِتَحْرِقَ عَلَيْهِمُ الْبَيْتَ ،
فَلَعَنَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَحَلَّ قَتْلَهَا
لِلْمُحْرِمِ.
بَابُ لاَ تُتْرَكُ النَّارُ فِي الْبَيْتِ حِينَ يَنَامُونَ
1224-
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله
عليه وسلم قَالَ : لاَ تَتْرُكُوا النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ حِينَ
تَنَامُونَ.
1225- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ قَالَ :
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ : حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ :
قَالَ عُمَرُ : إِنَّ النَّارَ عَدُوٌّ فَاحْذَرُوهَا.
فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَتْبَعُ نِيرَانَ أَهْلِهِ وَيُطْفِئُهَا قَبْلَ أَنْ يَبِيتَ.
1226-
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ : أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ
يَزِيدَ قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ قَالَ : حَدَّثَنِي نَافِعٌ ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : لاَ
تَتْرُكُوا النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ ، فَإِنَّهَا عَدُوٌّ.
1227-
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
أُسَامَةَ ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ،
عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : احْتَرَقَ بِالْمَدِينَةِ بَيْتٌ عَلَى أَهْلِهِ
مِنَ اللَّيْلِ ، فَحُدِّثَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ،
فَقَالَ : إِنَّ هَذِهِ النَّارَ عَدُوٌّ لَكُمْ ، فَإِذَا نِمْتُمْ
فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ.
بَابُ التَّيَمُّنِ بِالْمَطَرِ
1228-
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
رَبِيعَةَ ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ عُمَرَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا مَطَرَتِ السَّمَاءُ يَقُولُ :
يَا جَارِيَةُ ، أَخْرِجِي سَرْجِي ، أَخْرِجِي ثِيَابِي ، وَيَقُولُ :
{وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا}.
بَابُ تَعْلِيقِ السَّوْطِ فِي الْبَيْتِ
1229-
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا
النَّضْرُ بْنُ عَلْقَمَةَ أَبُو الْمُغِيرَةِ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ
، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه
وسلم أَمَرَ بِتَعْلِيقِ السَّوْطِ فِي الْبَيْتِ.
بَابُ غَلْقِ الْبَابِ بِاللَّيْلِ
1230-
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنِ
ابْنِ عَجْلاَنَ قَالَ : حَدَّثَنَا الْقَعْقَاعُ بْنُ حَكِيمٍ ، عَنْ
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم : إِيَّاكُمْ وَالسَّمَرَ بَعْدَ هُدُوءِ اللَّيْلِ ، فَإِنَّ
أَحَدَكُمْ لاَ يَدْرِي مَا يَبُثُّ اللَّهُ مِنْ خَلْقِهِ ، غَلِّقُوا
الأَبْوَابَ ، وَأَوْكُوا السِّقَاءَ ، وَأَكْفِئُوا الإِنَاءَ ،
وَأَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ.
بَابُ ضَمِّ الصِّبْيَانِ عِنْدَ فَوْرَةِ الْعِشَاءِ
1231-
حَدَّثَنَا عَارِمٌ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ :
حَدَّثَنَا حَبِيبٌ الْمُعَلِّمُ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، عَنْ
جَابِرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : كُفُوًا
صِبْيَانَكُمْ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ ، أَوْ فَوْرَةُ ، الْعِشَاءِ ،
سَاعَةَ تَهَبُّ الشَّيَاطِينُ.
بَابُ التَّحْرِيشِ بَيْنَ الْبَهَائِمِ
1232-
حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ : حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ
الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يُحَرِّشَ بَيْنَ
الْبَهَائِمِ.
بَابُ نُبَاحِ الْكَلْبِ وَنَهِيقِ الْحِمَارِ
1233-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : حَدَّثَنِي اللَّيْثُ
قَالَ : حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي
هِلاَلٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ،
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : أَقِلُّوا الْخُرُوجَ بَعْدَ
هُدُوءٍ ، فَإِنَّ لِلَّهِ دَوَابَّ يَبُثُّهُنَّ ، فَمَنْ سَمِعَ نُبَاحَ
الْكَلْبِ ، أَوْ نُهَاقَ حِمَارٍ ، فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ
الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ، فَإِنَّهُمْ يَرَوْنَ مَا لا تَرَوْنَ.
1234-
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ
، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
قَالَ : إِذَا سَمِعْتُمْ نُبَاحَ الْكِلاَبِ أَوْ نُهَاقَ الْحَمِيرِ
مِنَ اللَّيْلِ ، فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ ، فَإِنَّهُمْ يَرَوْنَ مَالاَ
تَرَوْنَ ، وَأَجِيفُوا الأَبْوَابَ ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا
، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَفْتَحُ بَابًا أُجِيفَ وَذُكِرَ اسْمُ
اللَّهِ عَلَيْهِ ، وَغَطُّوا الْجِرَارَ ، وَأَوْكِئُوا الْقِرَبَ
وَأَكْفِئُوا الآنِيَةَ.
1235- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ ،
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ :
حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ الْهَادِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ
حُسَيْنٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم . قَالَ ابْنُ الْهَادِ :
وَحَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ ، عَنْ جَابِرٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : أَقِلُّوا الْخُرُوجَ بَعْدَ هُدُوءٍ
، فَإِنَّ لِلَّهِ خَلْقًا يَبُثُّهُمْ ، فَإِذَا سَمِعْتُمْ نُبَاحَ
الْكِلاَبِ أَوْ نُهَاقَ الْحَمِيرِ ، فَاسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنَ
الشَّيْطَانِ.
بَابُ إِذَا سَمِعَ الدِّيَكَةَ
1236- حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ :
حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
هُرْمُزَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم أَنَّهُ قَالَ : إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ مِنَ اللَّيْلِ
، فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا ، فَسَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ، وَإِذَا
سَمِعْتُمْ نُهَاقَ الْحَمِيرِ مِنَ اللَّيْلِ ، فَإِنَّهَا رَأَتْ
شَيْطَانًا ، فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ.
بَابُ لا تَسُبُّوا الْبُرْغُوثَ
1237-
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ : حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ
عِيسَى قَالَ : حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ أَبُو حَاتِمٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ رَجُلًا لَعَنَ بُرْغُوثًا عِنْدَ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : لاَ تَلْعَنْهُ ، فَإِنَّهُ أَيْقَظَ
نَبِيًّا مِنَ الأنْبِيَاءِ لِلصَّلاةِ.
بَابُ الْقَائِلَةِ
1238-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ
يُوسُفَ قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ ، عَنِ السَّائِبِ ، عَنْ عُمَرَ قَالَ : رُبَّمَا قَعَدَ
عَلَى بَابِ ابْنِ مَسْعُودٍ رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَإِذَا فَاءَ
الْفَيْءُ قَالَ : قُومُوا فَمَا بَقِيَ فَهُوَ لِلشَّيْطَانِ ، ثُمَّ لاَ
يَمُرُّ عَلَى أَحَدٍ إِلاَّ أَقَامَهُ ، قَالَ : ثُمَّ بَيْنَا هُوَ
كَذَلِكَ إِذْ قِيلَ : هَذَا مَوْلَى بَنِي الْحَسْحَاسِ يَقُولُ الشِّعْرَ
، فَدَعَاهُ فَقَالَ : كَيْفَ قُلْتَ ؟ فَقَالَ : وَدِّعْ سُلَيْمَى إِنْ
تَجَهَّزْتَ غَازِيَا كَفَى الشَّيْبُ وَالإِسْلاَمُ لِلْمَرْءِ نَاهِيَا ،
فَقَالَ : حَسْبُكَ ، صَدَقْتَ صَدَقْتَ.
1239- حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ :
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَحْشِيِّ
، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ ، عَنِ
السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ : كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
يَمُرُّ بِنَا نِصْفَ النَّهَارِ ، أَوْ قَرِيبًا مِنْهُ ، فَيَقُولُ :
قُومُوا فَقِيلُوا ، فَمَا بَقِيَ فَلِلشَّيْطَانِ.
1240- حَدَّثَنَا
حَجَّاجٌ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ
قَالَ : كَانُوا يَجْمَعُونَ ، ثُمَّ يَقِيلُونَ.
1241- حَدَّثَنَا
مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ ،
قَالَ أَنَسٌ : مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ شَرَابٌ ، حَيْثُ
حُرِّمَتِ الْخَمْرُ ، أَعْجَبَ إِلَيْهِمْ مِنَ التَّمْرِ وَالْبُسْرِ ،
فَإِنِّي لَأَسْقِي أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَهُمْ
عِنْدَ أَبِي طَلْحَةَ ، مَرَّ رَجُلٌ فَقَالَ : إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ
حُرِّمَتْ ، فَمَا قَالُوا : مَتَى ؟ أَوْ حَتَّى نَنْظُرَ ، قَالُوا : يَا
أَنَسُ ، أَهْرِقْهَا ، ثُمَّ قَالُوا عِنْدَ أُمِّ سُلَيْمٍ حَتَّى
أَبْرَدُوا وَاغْتَسَلُوا ، ثُمَّ طَيَّبَتْهُمْ أُمُّ سُلَيْمٍ ، ثُمَّ
رَاحُوا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَإِذَا الْخَبَرُ كَمَا
قَالَ الرَّجُلُ.
قَالَ أَنَسٌ : فَمَا طَعِمُوهَا بَعْدُ.
بَابُ نَوْمِ آخِرِ النَّهَارِ
1242-
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ
قَالَ : حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي لَيْلَى ، عَنْ خَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : نَوْمُ أَوَّلِ
النَّهَارِ خُرْقٌ ، وَأَوْسَطُهُ خُلْقٌ ، وَآخِرُهُ حُمْقٌ.
بَابُ الْمَأْدُبَةِ
1243-
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ
قَالَ : سَمِعْتُ مَيْمُونًا يَعْنِي ابْنَ مِهْرَانَ قَالَ : سَأَلْتُ
نَافِعًا : هَلْ كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَدْعُو لِلْمَأْدُبَةِ ؟ قَالَ :
لَكِنَّهُ انْكَسَرَ لَهُ بَعِيرٌ مَرَّةً فَنَحَرْنَاهُ ، ثُمَّ قَالَ :
احْشُرْ عَلَيَّ الْمَدِينَةَ ، قَالَ نَافِعٌ : فَقُلْتُ : يَا أَبَا
عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَلَى أَيِّ شَيْءٍ ؟ لَيْسَ عِنْدَنَا خُبْزٌ ،
فَقَالَ : اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ ، هَذَا عُرَاقٌ ، وَهَذَا مَرَقٌ ،
أَوْ قَالَ : مَرَقٌ وَبَضْعٌ ، فَمَنْ شَاءَ أَكَلَ ، وَمَنْ شَاءَ
وَدَعَ.
بَابُ الْخِتَانِ
1244- أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي
حَمْزَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ ثَمَانِينَ سَنَةً ،
وَاخْتَتَنَ بِالْقَدُومِ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : يَعْنِي مَوْضِعًا.
بَابُ خَفْضِ الْمَرْأَةِ
1245-
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْوَاحِدِ قَالَ : حَدَّثَتْنَا عَجُوزٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ جَدَّةُ
عَلِيِّ بْنِ غُرَابٍ قَالَتْ : حَدَّثَتْنِي أُمُّ الْمُهَاجِرِ قَالَتْ :
سُبِيتُ فِي جَوَارِي مِنَ الرُّومِ ، فَعَرَضَ عَلَيْنَا عُثْمَانُ
الإِسْلاَمَ ، فَلَمْ يُسْلِمْ مِنَّا غَيْرِي وَغَيْرُ أُخْرَى ، فَقَالَ
عُثْمَانُ : اذْهَبُوا فَاخْفِضُوهُمَا ، وَطَهِّرُوهُمَا.
بَابُ الدَّعْوَةِ فِي الْخِتَانِ
1246-
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ،
عَنْ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ قَالَ : أَخْبَرَنِي سَالِمٌ قَالَ : خَتَنَنِي
ابْنُ عُمَرَ أَنَا وَنُعَيْمًا ، فَذَبَحَ عَلَيْنَا كَبْشًا ، فَلَقَدْ
رَأَيْتُنَا وَإِنَّا لَنَجْذَلُ بِهِ عَلَى الصِّبْيَانِ أَنْ ذَبَحَ
عَنَّا كَبْشًا.
بَابُ اللَّهْوِ فِي الْخِتَانِ
1247- حَدَّثَنَا
أَصْبَغُ قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي عَمْرٌو ،
أَنَّ بُكَيْرًا حَدَّثَهُ ، أَنَّ أُمَّ عَلْقَمَةَ أَخْبَرَتْهُ ، أَنَّ
بَنَاتَ أَخِي عَائِشَةَ اخْتُتِنَّ ، فَقِيلَ لِعَائِشَةَ : أَلاَ
نَدْعُو لَهُنَّ مَنْ يُلْهِيهِنَّ ؟ قَالَتْ : بَلَى . فَأَرْسَلْتُ إِلَى
عَدِيٍّ فَأَتَاهُنَّ ، فَمَرَّتْ عَائِشَةُ فِي الْبَيْتِ فَرَأَتْهُ
يَتَغَنَّى وَيُحَرِّكُ رَأْسَهُ طَرَبًا ، وَكَانَ ذَا شَعْرٍ كَثِيرٍ ،
فَقَالَتْ : أُفٍّ ، شَيْطَانٌ ، أَخْرِجُوهُ ، أَخْرِجُوهُ.
بَابُ دَعْوَةِ الذِّمِّيِّ
1248-
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنْ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ قَالَ : لَمَّا
قَدِمْنَا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الشَّامَ أَتَاهُ الدِّهْقَانُ
قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنِّي قَدْ صَنَعْتُ لَكَ طَعَامًا ،
فَأُحِبُّ أَنْ تَأْتِيَنِي بِأَشْرَافِ مَنْ مَعَكَ ، فَإِنَّهُ أَقْوَى
لِي فِي عَمَلِي ، وَأَشْرَفُ لِي ، قَالَ : إِنَّا لاَ نَسْتَطِيعُ أَنْ
نَدْخُلَ كَنَائِسَكُمْ هَذِهِ مَعَ الصُّوَرِ الَّتِي فِيهَا.
بَابُ خِتَانِ الإمَاءِ
1249-
حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ
قَالَ : حَدَّثَتْنَا عَجُوزٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ جَدَّةُ عَلِيِّ بْنِ
غُرَابٍ قَالَتْ : حَدَّثَتْنِي أُمُّ الْمُهَاجِرِ قَالَتْ : سُبِيتُ
وَجَوَارِي مِنَ الرُّومِ ، فَعَرَضَ عَلَيْنَا عُثْمَانُ الإِسْلاَمَ ،
فَلَمْ يُسْلِمْ مِنَّا غَيْرِي وَغَيْرُ أُخْرَى ، فَقَالَ :
اخْفِضُوهُمَا ، وَطَهِّرُوهُمَا فَكُنْتُ أَخْدُمُ عُثْمَانَ.
بَابُ الْخِتَانِ لِلْكَبِيرِ
1250-
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
زَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ صلى الله عليه وسلم
وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ وَمِئَةٍ ، ثُمَّ عَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ ثَمَانِينَ
سَنَةً.
قَالَ سَعِيدٌ : إِبْرَاهِيمُ أَوَّلُ مَنِ اخْتَتَنَ ،
وَأَوَّلُ مَنْ أَضَافَ ، وَأَوَّلُ مَنْ قَصَّ الشَّارِبَ ، وَأَوَّلُ
مَنْ قَصَّ الظُّفُرَ ، وَأَوَّلُ مَنْ شَابَ فَقَالَ : يَا رَبِّ ، مَا
هَذَا ؟ قَالَ : وَقَارٌ ، قَالَ : يَا رَبِّ ، زِدْنِي وَقَارًا.
1251-
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ :
أَخْبَرَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ : حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ أَبِي الذَّيَّالِ
، وَكَانَ صَاحِبَ حَدِيثٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ : أَمَا
تَعْجَبُونَ لِهَذَا ؟ يَعْنِي : مَالِكَ بْنَ الْمُنْذِرِ عَمَدَ إِلَى
شُيُوخٍ مِنْ أَهْلِ كَسْكَرَ أَسْلَمُوا ، فَفَتَّشَهُمْ فَأَمَرَ بِهِمْ
فَخُتِنُوا ، وَهَذَا الشِّتَاءُ ، فَبَلَغَنِي أَنَّ بَعْضَهُمْ مَاتَ ،
وَلَقَدْ أَسْلَمَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الرُّومِيُّ
وَالْحَبَشِيُّ فَمَا فُتِّشُوا عَنْ شَيْءٍ.
1252- حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي
سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ :
وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَسْلَمَ أُمِرَ بِالِاخْتِتَانِ وَإِنْ كَانَ
كَبِيرًا.
بَابُ الدَّعْوَةِ فِي الْوِلادَةِ
1253- حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا
ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، عَنْ بِلاَلِ بْنِ كَعْبٍ الْعَكِّيِّ قَالَ :
زُرْنَا يَحْيَى بْنَ حَسَّانَ فِي قَرْيَتِهِ ، أَنَا وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ
أَدْهَمَ ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ قَرِيرٍ ، وَمُوسَى بْنُ يَسَارٍ ،
فَجَاءَنَا بِطَعَامٍ ، فَأَمْسَكَ مُوسَى ، وَكَانَ صَائِمًا ، فَقَالَ
يَحْيَى : أَمَّنَا فِي هَذَا الْمَسْجِدِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ
مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُكَنَّى أَبَا قِرْصَافَةَ
أَرْبَعِينَ سَنَةً ، يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا ، فَوُلِدَ
لِأَبِي غُلاَمٌ ، فَدَعَاهُ فِي الْيَوْمِ الَّذِي يَصُومُ فِيهِ
فَأَفْطَرَ ، فَقَامَ إِبْرَاهِيمُ فَكَنَسَهُ بِكِسَائِهِ ، وَأَفْطَرَ
مُوسَى قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : أَبُو قِرْصَافَةَ اسْمُهُ جَنْدَرَةُ
بْنُ خَيْشَنَةَ.
بَابُ تَحْنِيكِ الصَّبِيِّ
1254- حَدَّثَنَا
حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ
ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : ذَهَبْتُ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي
طَلْحَةَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ وُلِدَ ،
وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي عَبَاءَةٍ يَهْنَأُ بَعِيرًا لَهُ ،
فَقَالَ : مَعَكَ تَمَرَاتٌ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، فَنَاوَلْتُهُ تَمَرَاتٍ
فَلاَكَهُنَّ ، ثُمَّ فَغَرَ فَا الصَّبِيِّ ، وَأَوْجَرَهُنَّ إِيَّاهُ ،
فَتَلَمَّظَ الصَّبِيُّ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : حُبَّ
الأَنْصَارِ التَّمْرَ ، وَسَمَّاهُ : عَبْدَ اللَّهِ.
بَابُ الدُّعَاءِ فِي الْوِلادَةِ
1255-
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ :
أَخْبَرَنَا حَزْمٌ قَالَ : سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ يَقُولُ :
لَمَّا وُلِدَ لِي إِيَاسٌ دَعَوْتُ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم فَأَطْعَمْتُهُمْ ، فَدَعَوْا ، فَقُلْتُ : إِنَّكُمْ قَدْ
دَعَوْتُمْ فَبَارَكَ اللَّهُ لَكُمْ فِيمَا دَعَوْتُمْ ، وَإِنِّي إِنْ
أَدْعُو بِدُعَاءٍ فَأَمِّنُوا ، قَالَ : فَدَعَوْتُ لَهُ بِدُعَاءٍ
كَثِيرٍ فِي دِينِهِ وَعَقْلِهِ وَكَذَا ، قَالَ : فَإِنِّي لَأَتَعَرَّفُ
فِيهِ دُعَاءَ يَوْمِئِذٍ.
بَابُ
مَنْ حَمِدَ اللَّهَ عِنْدَ الْوِلاَدَةِ إِذَا كَانَ سَوِيًّا وَلَمْ يُبَالِ ذَكَرًا أَوْ أُنْثَى
1256-
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ دُكَيْنٍ ، سَمِعَ كَثِيرَ بْنَ عُبَيْدٍ قَالَ : كَانَتْ عَائِشَةُ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا إِذَا وُلِدَ فِيهِمْ مَوْلُودٌ ، يَعْنِي : فِي
أَهْلِهَا ، لاَ تَسْأَلُ : غُلاَمًا وَلاَ جَارِيَةً ، تَقُولُ : خُلِقَ
سَوِيًّا ؟ فَإِذَا قِيلَ : نَعَمْ ، قَالَتِ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ.
بَابُ حَلْقِ الْعَانَةِ
1257- حَدَّثَنَا سَعِيدُ
بْنُ مُحَمَّدٍ الْجِرْمِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ : قَصُّ
الشَّارِبِ ، وَتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ ، وَنَتْفُ
الإِبْطِ ، وَالسِّوَاكُ.
بَابُ الْوَقْتِ فِيهِ
1258- حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ
مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي
نَافِعٌ ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُقَلِّمُ أَظَافِيرَهُ فِي كُلِّ
خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً ، وَيَسْتَحِدُّ فِي كُلِّ شَهْرٍ.
بَابُ الْقِمَارِ
1259-
حَدَّثَنَا فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ قَالَ : أَخْبَرَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُخْتَارِ ، عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ سُهَيْلٍ
الْبُرْجُمِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ قَالَ : نَزَلَ
بِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ فَقَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ
كَانَ يُقَالُ : أَيْنَ أَيْسَارُ الْجَزُورِ ؟ فَيَجْتَمِعُ الْعَشَرَةُ ،
فَيَشْتَرُونَ الْجَزُورَ بِعَشَرَةِ فِصْلاَنٍ إِلَى الْفِصَالِ ،
فَيُجِيلُونَ السِّهَامَ ، فَتَصِيرُ لَتِسْعَةٍ ، حَتَّى تَصِيرَ إِلَى
وَاحِدٍ ، وَيَغْرَمُ الْآخَرُونَ فَصِيلًا فَصِيلًا ، إِلَى الْفِصَالِ
فَهُوَ الْمَيْسِرُ.
1260- حَدَّثَنَا الْأُوَيْسِيُّ قَالَ :
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ
نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : الْمَيْسِرُ : الْقِمَارُ.
بَابُ قِمَارُ الدِّيكِ
1261-
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ : حَدَّثَنِي مَعْنٌ
قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ رَبِيعَةَ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّ
رَجُلَيْنِ اقْتَمَرَا عَلَى دِيكَيْنِ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ فَأَمَرَ
عُمَرُ بِقَتْلِ الدِّيَكَةِ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ :
أَتَقْتُلُ أُمَّةً تُسَبِّحُ ؟ فَتَرَكَهَا.
بَابُ مَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ : تَعَالَ أُقَامِرْكَ
1262-
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ
عُقَيْلٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم : مَنْ حَلَفَ مِنْكُمْ فَقَالَ فِي حَلِفِهِ : بِاللاَّتِ
وَالْعُزَّى ، فَلْيَقُلْ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَمَنْ قَالَ
لِصَاحِبِهِ : تَعَالَ أُقَامِرْكَ ، فَلْيَتَصَدَّقْ.
بَابُ قِمَارِ الْحَمَامِ
1263-
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ قَالَ : أَخْبَرَنَا مَرْوَانُ بْنُ
مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ الْعُمَرِيِّ ، عَنْ حُصَيْنِ
بْنِ مُصْعَبٍ ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ لَهُ رَجُلٌ : إِنَّا
نَتَرَاهَنُ بِالْحَمَامَيْنِ ، فَنَكْرَهُ أَنْ نَجْعَلَ بَيْنَهُمَا
مُحَلِّلًا تَخَوُّفَ أَنْ يَذْهَبَ بِهِ الْمُحَلِّلُ ؟ فَقَالَ أَبُو
هُرَيْرَةَ : ذَلِكَ مِنْ فِعْلِ الصِّبْيَانِ ، وَتُوشِكُونَ أَنْ
تَتْرُكُوهُ.
بَابُ الْحُدَاءِ لِلنِّسَاءِ
1264- حَدَّثَنَا مُوسَى
بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ :
أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ الْبَرَاءَ بْنَ مَالِكٍ كَانَ
يَحْدُو بِالرِّجَالِ ، وَكَانَ أَنْجَشَةُ يَحْدُو بِالنِّسَاءِ ، وَكَانَ
حَسَنَ الصَّوْتِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : يَا
أَنْجَشَةُ ، رُوَيْدَكَ سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ.
بَابُ الْغِنَاءِ
1265-
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {وَمِنَ
النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} ، قَالَ : الْغِنَاءُ
وَأَشْبَاهُهُ.
1266- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ :
أَخْبَرَنَا الْفَزَارِيُّ ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ ، قَالاَ : أَخْبَرَنَا
قِنَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّهْمِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
عَوْسَجَةَ ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم : أَفْشُوا السَّلاَمَ تَسْلَمُوا ، وَالأَشَرَةُ
شَرٌّ.
قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ : الأشَرَةُ : الْعَبَثُ.
1267-
حَدَّثَنَا عِصَامٌ قَالَ : حَدَّثَنَا حَرِيزٌ ، عَنْ سَلْمَانَ
الأَلَهَانِيِّ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ ، وَكَانَ مَجْمَعًا مِنَ
الْمُجَامِعِ ، فَبَلَغَهُ أَنَّ أَقْوَامًا يَلْعَبُونَ بِالْكُوبَةِ ،
فَقَامَ غَضْبَانًا يَنْهَى عَنْهَا أَشَدَّ النَّهْيِ ، ثُمَّ قَالَ :
أَلاَ إِنَّ اللاَّعِبَ بِهَا لَيَأْكُلُ قَمْرَهَا كَآكِلِ لَحْمِ
الْخِنْزِيرِ ، وَمُتَوَضِّئٍ بِالدَّمِ.
يَعْنِي بِالْكُوبَةِ : النَّرْدَ.
بَابُ مَنْ لَمْ يُسَلِّمْ عَلَى أَصْحَابِ النَّرْدِ
1268-
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ
الْحَكَمِ الْقَاضِي قَالَ : أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ
الْوَصَّافِيُّ ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ :
كَانَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَابِ الْقَصْرِ ،
فَرَأَى أَصْحَابَ النَّرْدِ انْطَلَقَ بِهِمْ فَعَقَلَهُمْ مِنْ غُدْوَةٍ
إِلَى اللَّيْلِ ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُعْقَلُ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ .
قَالَ : وَكَانَ الَّذِي يُعْقَلُ إِلَى اللَّيْلِ هُمُ الَّذِينَ
يُعَامِلُونَ بِالْوَرِقِ ، وَكَانَ الَّذِي يُعْقَلُ إِلَى نِصْفِ
النَّهَارِ الَّذِينَ يَلْهُونَ بِهَا ، وَكَانَ يَأْمُرُ أَنْ لا
يُسَلِّمُوا عَلَيْهِمْ.
بَابُ إِثْمِ مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدِ
1269-
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي مَالِكٌ ، عَنْ مُوسَى بْنِ
مَيْسَرَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى
الأَشْعَرِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : مَنْ
لَعِبَ بِالنَّرْدِ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ.
1270-
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ : سَمِعْتُ
عَبْدَ الْمَلِكِ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مَسْعُودٍ قَالَ : إِيَّاكُمْ وَهَاتَيْنِ الْكَعْبَتَيْنِ
الْمَوْسُومَتَيْنِ اللَّتَيْنِ يُزْجَرَانِ زَجْرًا ، فَإِنَّهُمَا مِنَ
الْمَيْسِرِ.
1271- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، وَقَبِيصَةُ ،
قَالاَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ ، عَنِ
ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
قَالَ : مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ فَكَأَنَّمَا صَبَغَ يَدَهُ فِي
لَحْمِ خِنْزِيرٍ وَدَمِهِ.
1272- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ،
وَمَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ :
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي نَافِعٌ ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ أَبِي هِنْدَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم قَالَ : مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدِ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ.
بَابُ الأَدَبِ وَإِخْرَاجِ الَّذِينَ يَلْعَبُونَ بِالنَّرْدِ وَأَهْلِ الْبَاطِلِ
1273-
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي مَالِكٌ ، عَنْ نَافِعٍ ،
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا وَجَدَ أَحَدًا مِنْ
أَهْلِهِ يَلْعَبُ بِالنَّرْدِ ضَرَبَهُ ، وَكَسَرَهَا.
1274-
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي مَالِكٌ ، عَنْ عَلْقَمَةَ
بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ ، عَنْ أُمِّهِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهَا ، أَنَّهُ بَلَغَهَا أَنَّ أَهْلَ بَيْتٍ فِي دَارِهَا ، كَانُوا
سُكَّانًا فِيهَا ، عِنْدَهُمْ نَرْدٌ ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِمْ : لَئِنْ
لَمْ تُخْرِجُوهَا لَأُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ دَارِي ، وَأَنْكَرَتْ ذَلِكَ
عَلَيْهِمْ.
1275- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ
كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : خَطَبَنَا ابْنُ
الزُّبَيْرِ فَقَالَ : يَا أَهْلَ مَكَّةَ ، بَلَغَنِي عَنْ رِجَالٍ مِنْ
قُرَيْشٍ يَلْعَبُونَ بِلُعْبَةٍ يُقَالُ لَهَا : النَّرْدَشِيرُ ، وَكَانَ
أَعْسَرَ ، قَالَ اللَّهُ : {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} ،
وَإِنِّي أَحْلِفُ بِاللَّهِ : لاَ أُوتَى بِرَجُلٍ لَعِبَ بِهَا إِلاَّ
عَاقَبْتُهُ فِي شَعْرِهِ وَبَشَرِهِ ، وَأَعْطَيْتُ سَلَبَهُ لِمَنْ
أَتَانِي بِهِ.
1276- حَدَّثَنَا ابْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ : حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ
الْحَنَفِيِّ هُوَ الطَّنَافِسِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي يَعْلَى أَبُو
مُرَّةَ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ فِي الَّذِي يَلْعَبُ
بِالنَّرْدِ قِمَارًا : كَالَّذِي يَأْكُلُ لَحْمَ الْخِنْزِيرِ ،
وَالَّذِي يَلْعَبُ بِهِ مِنْ غَيْرِ الْقِمَارِ كَالَّذِي يَغْمِسُ يَدَهُ
فِي دَمِ خِنْزِيرٍ ، وَالَّذِي يَجْلِسُ عِنْدَهَا يَنْظُرُ إِلَيْهَا
كَالَّذِي يَنْظُرُ إِلَى لَحْمِ الْخِنْزِيرِ.
1277- حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، عَنْ
حَبِيبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ : اللاَّعِبُ بِالْفُصَّيْنِ
قِمَارًا كَآكِلِ لَحْمِ الْخِنْزِيرِ ، وَاللاَّعِبُ بِهِمَا غَيْرَ
قِمَارٍ كَالْغَامِسِ يَدَهُ فِي دَمِ خِنْزِيرٍ.
بَابُ لا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ
1278-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : حَدَّثَنِي اللَّيْثُ
قَالَ : حَدَّثَنِي يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي
سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : لاَ يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ
جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ.
بَابُ مَنْ رَمَى بِاللَّيْلِ
1279-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ
أَبِي أَيُّوبَ قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ ، عَنْ
سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم قَالَ : مَنْ رَمَانَا بِاللَّيْلِ فَلَيْسَ مِنَّا.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : فِي إِسْنَادِهِ نَظَرٌ.
1280-
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ
بِلاَلٍ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : مَنْ
حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاَحَ فَلَيْسَ مِنَّا.
1281- حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ
بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا
السِّلاَحَ فَلَيْسَ مِنَّا.
بَابُ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ قَبْضَ عَبْدٍ بِأَرْضٍ جَعَلَ لَهُ بِهَا حَاجَةً
1282-
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ
قَوْمِهِ ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم : إِذَا أَرَادَ اللَّهُ قَبْضَ عَبْدٍ بِأَرْضٍ جَعَلَ لَهُ
بِهَا حَاجَةً.
بَابُ مَنِ امْتَخَطَ فِي ثَوْبِهِ
1283-
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، أَنَّهُ تَمَخَّطَ فِي ثَوْبِهِ ثُمَّ قَالَ : بَخٍ بَخٍ ،
أَبُو هُرَيْرَةَ يَتَمَخَّطُ فِي الْكَتَّانِ ، رَأَيْتُنِي أُصْرَعُ
بَيْنَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ وَالْمِنْبَرِ ، يَقُولُ النَّاسُ : مَجْنُونٌ ،
وَمَا بِي إِلا الْجُوعُ.
بَابُ الْوَسْوَسَةِ
1284- حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ عَمْرٍو قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ :
قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا شَيْئًا
مَا نُحِبُّ أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهِ وَإِنَّ لَنَا مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ
الشَّمْسُ ، قَالَ : أَوَ قَدْ وَجَدْتُمْ ذَلِكَ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ،
قَالَ : ذَاكَ صَرِيحُ الإيمَانِ.
1285- وَعَنْ جَرِيرٍ ، عَنْ لَيْثٍ ،
عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ : دَخَلْتُ أَنَا وَخَالِي عَلَى
عَائِشَةَ ، فَقَالَ : إِنَّ أَحَدَنَا يَعْرُضُ فِي صَدْرِهِ مَا لَوْ
تَكَلَّمَ بِهِ ذَهَبَتْ آخِرَتُهُ ، وَلَوْ ظَهَرَ لَقُتِلَ بِهِ ، قَالَ :
فَكَبَّرَتْ ثَلاَثًا ، ثُمَّ قَالَتْ : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : إِذَا كَانَ ذَلِكَ مِنْ أَحَدِكُمْ
فَلْيُكَبِّرْ ثَلاَثًا ، فَإِنَّهُ لَنْ يُحِسَّ ذَلِكَ إِلا مُؤْمِنٌ.
1286-
وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ خَالِدٍ السَّكُونِيِّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
سَعْدٍ سَعِيدُ بْنُ مَرْزُبَانَ قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ
يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : لَنْ يَبْرَحَ
النَّاسُ يَسْأَلُونَ عَمَّا لَمْ يَكُنْ ، حَتَّى يَقُولُوا : اللَّهُ
خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ، فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ.
بَابُ الظَّنِّ
1287-
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي مَالِكٌ ، عَنْ أَبِي
الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِيَّاكُمْ وَ الظَّنَّ ، فَإِنَّ
الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ ، وَلاَ تَجَسَّسُوا ، وَلاَ تَنَافَسُوا ،
وَلاَ تَدَابَرُوا ، وَلاَ تَحَاسَدُوا ، وَلاَ تَبَاغَضُوا ، وَكُونُوا
عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا.
1288- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ
قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ : أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ ،
عَنْ أَنَسٍ قَالَ : بَيْنَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَعَ
امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ ، إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ ، فَدَعَاهُ النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : يَا فُلاَنُ ، إِنَّ هَذِهِ زَوْجَتِي
فُلاَنَةٌ ، قَالَ : مَنْ كُنْتُ أَظُنُّ بِهِ فَلَمْ أَكُنْ أَظُنُّ بِكَ ،
قَالَ : إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنِ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ.
1289-
حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
سَعِيدٍ أَخُو عُبَيْدٍ الْقُرَشِيِّ قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ
أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : مَا يَزَالُ الْمَسْرُوقُ
مِنْهُ يَتَظَنَّى حَتَّى يَصِيرَ أَعْظَمَ مِنَ السَّارِقِ.
1290-
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
سَلَمَةَ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ ، عَنْ بِلاَلِ بْنِ سَعْدٍ
الأَشْعَرِيِّ ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ كَتَبَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ :
اكْتُبْ إِلَيَّ فُسَّاقَ دِمَشْقَ ، فَقَالَ : مَا لِي وَفُسَّاقُ
دِمَشْقَ ؟ وَمِنْ أَيْنَ أَعْرِفُهُمْ ؟ فَقَالَ ابْنُهُ بِلاَلٌ : أَنَا
أَكْتُبُهُمْ ، فَكَتَبَهُمْ ، قَالَ : مِنْ أَيْنَ عَلِمْتَ ؟ مَا
عَرَفْتَ أَنَّهُمْ فُسَّاقٌ إِلاَّ وَأَنْتَ مِنْهُمْ ، ابْدَأْ
بِنَفْسِكَ ، وَلَمْ يُرْسِلْ بِأَسْمَائِهِمْ.
بَابُ حَلْقِ الْجَارِيَةِ وَالْمَرْأَةِ زَوْجَهَا
1291-
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنِي سُكَيْنُ بْنُ
عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، وَجَارِيَةٌ تَحْلِقُ عَنْهُ الشَّعْرَ ،
وَقَالَ : النُّورَةُ تُرِقُّ الْجِلْدَ.
بَابُ نَتْفِ الإبْطِ
1292-
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
سَعْدٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
الْفِطْرَةُ خَمْسٌ : الْخِتَانُ ، وَالِاسْتِحْدَادُ ، وَنَتْفُ الإِبْطِ ،
وَقَصُّ الشَّارِبِ ، وَتَقْلِيمُ الأظْفَارِ.
1293- حَدَّثَنَا
مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي
سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم : خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ : الْخِتَانُ ، وَحَلْقُ
الْعَانَةِ ، وَتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ ، وَنَتْفُ الضَّبْعِ ، وَقَصُّ
الشَّارِبِ.
1294- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ قَالَ : حَدَّثَنِي
مَالِكٌ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ : تَقْلِيمُ الأَظْفَارِ
، وَقَصُّ الشَّارِبِ ، وَنَتْفُ الإِبْطِ ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ ،
وَالْخِتَانُ.
بَابُ حُسْنِ الْعَهْدِ
1295- حَدَّثَنَا أَبُو
عَاصِمٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ ثَوْبَانَ قَالَ : حَدَّثَنِي
عُمَارَةُ بْنُ ثَوْبَانَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو الطُّفَيْلِ قَالَ :
رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْسِمُ لَحْمًا بِالْجِعْرَانَةِ
، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلاَمٌ أَحْمِلُ عُضْوَ الْبَعِيرِ ، فَأَتَتْهُ
امْرَأَةٌ ، فَبَسَطَ لَهَا رِدَاءَهُ ، قُلْتُ : مَنْ هَذِهِ ؟ قَالَ :
هَذِهِ أُمُّهُ الَّتِي أَرْضَعَتْهُ.
بَابُ الْمَعْرِفَةِ
1296-
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ : قَالَ رَجُلٌ : أَصْلَحَ
اللَّهُ الأَمِيرَ ، إِنَّ آذِنَكَ يَعْرِفُ رِجَالًا فَيُؤْثِرُهُمْ
بِالإِذْنِ ، قَالَ : عَذَرَهُ اللَّهُ ، إِنَّ الْمَعْرِفَةَ لَتَنْفَعُ
عِنْدَ الْكَلْبِ الْعَقُورِ ، وَعِنْدَ الْجَمَلِ الصَّؤُولِ.
بَابُ لَعِبِ الصِّبْيَانِ بِالْجَوْزِ
1297-
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ،
عَنْ مُغِيرَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : كَانَ أَصْحَابُنَا
يُرَخِّصُونَ لَنَا فِي اللُّعَبِ كُلِّهَا ، غَيْرِ الْكِلاَبِ قَالَ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : يَعْنِي لِلصِّبْيَانِ.
1298- حَدَّثَنَا
مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ قَالَ : حَدَّثَنِي شَيْخٌ
مِنْ أَهْلِ الْخَيْرِ يُكَنَّى أَبَا عُقْبَةَ قَالَ : مَرَرْتُ مَعَ
ابْنِ عُمَرَ مَرَّةً بِالطَّرِيقِ ، فَمَرَّ بِغِلْمَةٍ مِنَ الْحَبَشِ ،
فَرَآهُمْ يَلْعَبُونَ ، فَأَخْرَجَ دِرْهَمَيْنِ فَأَعْطَاهُمْ.
1299-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ
أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُسَرِّبُ إِلَيَّ صَوَاحِبِي
يَلْعَبْنَ بِاللَّعِبِ ، الْبَنَاتِ الصِّغَارِ.
بَابُ ذَبْحِ الْحَمَامِ
1300-
حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ مَعْمَرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
سَلَمَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
رَجُلًا يَتْبَعُ حَمَامَةً ، قَالَ : شَيْطَانٌ يَتْبَعُ شَيْطَانَةً.
1301-
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ
عَبْدَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ قَالَ : كَانَ عُثْمَانُ لاَ
يَخْطُبُ جُمُعَةً إِلاَّ أَمَرَ بِقَتْلِ الْكِلاَبِ ، وَذَبْحِ
الْحَمَامِ.
- حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ ، عَنِ
الْحَسَنِ قَالَ : سَمِعْتُ عُثْمَانَ يَأْمُرُ فِي خُطْبَتِهِ بِقَتْلِ
الْكِلاَبِ ، وَذَبْحِ الْحَمَامِ.
بَابُ مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ فَهُوَ أَحَقُّ أَنْ يَذْهَبَ إِلَيْهِ
1302-
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ قَالَ : حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ
خَالِدٍ ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ
حَدَّثَهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، أَنَّ
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ جَاءَهُ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِ يَوْمًا ، فَأَذِنَ
لَهُ وَرَأْسُهُ فِي يَدِ جَارِيَةٍ لَهُ تُرَجِّلُهُ ، فَنَزَعَ رَأْسَهُ
، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : دَعْهَا تُرَجِّلُكَ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ ، لَوْ أَرْسَلْتَ إِلَيَّ جِئْتُكَ ، فَقَالَ عُمَرُ :
إِنَّمَا الْحَاجَةُ لِي.
بَابُ إِذَا تَنَخَّعَ وَهُوَ مَعَ الْقَوْمِ
1303-
حَدَّثَنَا مُوسَى ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ : أَخْبَرَنَا
ثَابِتٌ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَيَّاشٍ الْقُرَشِيِّ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : إِذَا تَنَخَّعَ بَيْنَ يَدَيِ الْقَوْمِ
فَلْيُوَارِ بِكَفَّيْهِ حَتَّى تَقَعَ نُخَاعَتُهُ إِلَى الأَرْضِ ،
وَإِذَا صَامَ فَلْيَدَّهِنْ ، لاَ يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ الصَّوْمِ.
بَابُ إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ الْقَوْمَ لاَ يُقْبِلُ عَلَى وَاحِدٍ
1304-
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ :
كَانُوا يُحِبُّونَ إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ أَنْ لاَ يُقْبِلَ عَلَى
الرَّجُلِ الْوَاحِدِ ، وَلَكِنْ لِيَعُمَّهُمْ.
بَابُ فُضُولِ النَّظَرِ
1305- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنِ الأَجْلَحِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ : عَادَ عَبْدُ اللَّهِ رَجُلًا ، وَمَعَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَلَمَّا دَخَلَ الدَّارَ جَعَلَ صَاحِبُهُ يَنْظُرُ ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ : وَاللَّهِ لَوْ تَفَقَّأَتْ عَيْنَاكَ كَانَ خَيْرًا لَكَ.
1306-
حَدَّثَنَا خَلاَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ ، عَنْ نَافِعٍ ،
أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ دَخَلُوا عَلَى ابْنِ عُمَرَ ،
فَرَأَوْا عَلَى خَادِمٍ لَهُمْ طَوْقًا مِنْ ذَهَبٍ ، فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ
إِلَى بَعْضٍ ، فَقَالَ : مَا أَفْطَنَكُمْ لِلشَّرِّ.
بَابُ فُضُولِ الْكَلامِ
1307-
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ
عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : لاَ خَيْرَ فِي فُضُولِ
الْكَلامِ.
1308- حَدَّثَنَا مَطَرٌ قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ :
حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
شِرَارُ أُمَّتِي الثَّرْثَارُونَ ، الْمُشَّدِّقُونَ ، الْمُتَفَيْهِقُونَ
، وَخِيَارُ أُمَّتِي أَحَاسِنُهُمْ أَخْلاقًا.
بَابُ ذِي الْوَجْهَيْنِ
1309-
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ : حَدَّثَنِي مَالِكٌ ، عَنْ أَبِي
الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : مِنْ شَرِّ النَّاسِ ذُو الْوَجْهَيْنِ
، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلاَءِ بِوَجْهٍ ، وَهَؤُلاَءِ بِوَجْهٍ.
بَابُ إِثْمِ ذِي الْوَجْهَيْنِ
1310-
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الأَصْبَهَانِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا
شَرِيكٌ ، عَنْ رُكَيْنٍ ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ حَنْظَلَةَ ، عَنْ عَمَّارِ
بْنِ يَاسِرٍ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ :
مَنْ كَانَ ذَا وَجْهَيْنِ فِي الدُّنْيَا ، كَانَ لَهُ لِسَانَانِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ مِنْ نَارٍ ، فَمَرَّ رَجُلٌ كَانَ ضَخْمًا ، قَالَ : هَذَا
مِنْهُمْ.
بَابٌ : شَرُّ النَّاسِ مَنْ يُتَّقَى شَرُّهُ
1311-
حَدَّثَنَا صَدَقَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ : سَمِعْتُ
ابْنَ الْمُنْكَدِرِ قَالَ : سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ أَنَّ
عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ : اسْتَأْذَنَ رَجُلٌ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله
عليه وسلم فَقَالَ : ائْذَنُوا لَهُ ، بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ ،
فَلَمَّا دَخَلَ أَلاَنَ لَهُ الْكَلاَمَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ
، قُلْتَ الَّذِي قُلْتَ ، ثُمَّ أَلَنْتَ الْكَلاَمَ ، قَالَ : أَيْ
عَائِشَةُ ، إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ ، أَوْ وَدَعَهُ
النَّاسُ ، اتِّقَاءَ فُحْشِهِ.
بَابُ الْحَيَاءِ
1312- حَدَّثَنَا
آدَمُ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي
السَّوَّارِ الْعَدَوِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ قَالَ :
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : الْحَيَاءُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ
بِخَيْرٍ ، فَقَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ : مَكْتُوبٌ فِي الْحِكْمَةِ :
إِنَّ مِنَ الْحَيَاءِ وَقَارًا ، إِنَّ مِنَ الْحَيَاءِ سَكِينَةً ،
فَقَالَ لَهُ عِمْرَانُ : أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم وَتُحَدِّثُنِي عَنْ صَحِيفَتِكَ.
1313- حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : أَخْبَرَنَا
جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : إِنَّ الْحَيَاءَ وَالإِيمَانَ
قُرِنَا جَمِيعًا ، فَإِذَا رُفِعَ أَحَدُهُمَا رُفِعَ الآخَرُ.
بَابُ الْجَفَاءِ
1314-
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ
مَنْصُورٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم قَالَ : الْحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ ، وَالإِيمَانُ فِي
الْجَنَّةِ ، وَالْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ ، وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ.
1315-
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنِ
ابْنِ عَقِيلٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ضَخْمَ الرَّأْسِ ،
عَظِيمَ الْعَيْنَيْنِ ، إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ ، كَأَنَّمَا يَمْشِي فِي
صَعَدٍ ، إِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا.
بَابُ إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ
1316-
حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ :
سَمِعْتُ رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاشٍ يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ :
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسَ
مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى : إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ
مَا شِئْتَ.
بَابُ الْغَضَبِ
1317- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ
: حَدَّثَنِي مَالِكٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيِّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم قَالَ : لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ
الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ.
1318- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ
بْنُ يُونُسَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَبْدُ رَبِّهِ ، عَنْ
يُونُسَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : مَا مِنْ جَرْعَةٍ
أَعْظَمَ عِنْدَ اللَّهِ أَجْرًا مِنْ جَرْعَةِ غَيْظٍ كَظَمَهَا عَبْدٌ
ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ.
بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا غَضِبَ
1319-
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
أُسَامَةَ قَالَ : سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُولُ : حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ
ثَابِتٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ قَالَ : اسْتَبَّ رَجُلاَنِ عِنْدَ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَجَعَلَ أَحَدُهُمَا يَغْضَبُ ،
وَيَحْمَرُّ وَجْهُهُ ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
فَقَالَ : إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ هَذَا عَنْهُ
: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ، فَقَامَ رَجُلٌ إِلَى
ذَاكَ الرَّجُلِ فَقَالَ : تَدْرِي مَا قَالَ ؟ قَالَ : قُلْ : أَعُوذُ
بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ، فَقَالَ الرَّجُلُ :
أَمَجْنُونًا تَرَانِي ؟.
1319م- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عُثْمَانَ قِرَاءَةً ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنِ ابْنِ
ثَابِتٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا مَعَ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَرَجُلاَنِ يَسْتَبَّانِ ، فَأَحَدُهُمَا
احْمَرَّ وَجْهُهُ ، وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم : إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ
عَنْهُ مَا يَجِدُ ، فَقَالُوا لَهُ : إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
قَالَ : تَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ، قَالَ :
وَهَلْ بِي مِنْ جُنُونٍ ؟.
بَابُ يَسْكُتُ إِذَا غَضِبَ
1320-
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ
قَالَ : حَدَّثَنَا لَيْثٌ قَالَ : حَدَّثَنِي طَاوُسٌ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : عَلِّمُوا
وَيَسِّرُوا ، عَلِّمُوا وَيَسِّرُوا ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، وَإِذَا
غَضِبْتَ فَاسْكُتْ ، مَرَّتَيْنِ.
بَابُ أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا
1321-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ
قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْكِنْدِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ لِابْنِ الْكَوَّاءِ : هَلْ تَدْرِي مَا
قَالَ الأَوَّلُ ؟ أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا ، عَسَى أَنْ يَكُونَ
بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا ، وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا مَا ، عَسَى أَنْ
يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْمًا مَا.
بَابُ لا يَكُنْ بُغْضُكَ تَلَفًا
1322-
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ : لاَ يَكُنْ حُبُّكَ كَلَفًا ، وَلاَ
بُغْضُكَ تَلَفًا ، فَقُلْتُ : كَيْفَ ذَاكَ ؟ قَالَ : إِذَا أَحْبَبْتَ
كَلِفْتَ كَلَفَ الصَّبِيِّ ، وَإِذَا أَبْغَضْتَ أَحْبَبْتَ لِصَاحِبِكَ
التَّلَف.