بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله رب العالمين, وصلى الله على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه, أما بعد:
فإن علم الحديث يُعد من أفضل العلوم
النافعة، فهو علم شريف يحبه ذكور الرجال وفحولهم ولا يكرهه إلا مؤنثوهم، كما روى
ذلك الحاكم في المدخل عن الزهري -رحمه الله -.
وعن عبد الله بن مسعود t قال: قال رسول الله r : « نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها ثم أداها كما سمعها فرب مبلغ أوعى
من سامع ».()
ولو لم يرد في أهل هذا الشأن إلا هذا الحديث لكفاه فخرًا
لهم.
وقال الحافظ النووي -رحمه الله-: "علم الحديث علم شريف يناسب مكارم الأخلاق, مَن حُرمه
حرم خيرًا كثيرًا، ومن رُزِقه فقد نال فضلاً جزيلاً"اهـ.
وأهل الحديث هم أكثر الناس صلاة على النبي r بسبب دراستهم لعلم الحديث سندًا ومتنًا.
ولقد من الله علي بدراسة نظم البيقونية وتدريسها, فاختصرت شرحها مقتصرًا على التعريفات الأولية، واضعًا لكل تعريف
مثالاً واضحًا؛ مشيًا على المنظومة البيقونية لتكون مدخلاً للمبتدئين في هذا الفن.
وقد أسميت هذا الجمع
بـ : (تيسير المصطلح على شكل سؤال وجواب للمبتدئين)، فأقول وبالله
التوفيق :
سؤال: ما هو علم الحديث ؟
الجواب: هو معرفة القواعد التي يتوصل بها إلى معرفة حال الراوي والمروي.
سؤال: إلى كم ينقسم علم الحديث ؟
الجواب: ينقسم إلى قسمين:
1-
علم رواية.
2-
علم دراية
سؤال: مالمقصود بعلم الرواية ؟
الجواب: هو علم يشتمل على نقل أقوال النبي r, وأفعاله, وتقريراته, وروايتها,
وضبطها, وتحرير ألفاظها.
سؤال: مالمقصود بعلم الدراية ؟
الجواب: هو علم بقوانين يُعرف بها حال السند والمتن .
سؤال: ما هو السند أو الإسناد ؟
الجواب: هو سلسلة الرواة الموصلة للمتن.
سؤال: ما هو المتن ؟
الجواب: هو ما ينتهي إليه السند من الكلام.
مثال تطبيقي في معرفة السند والمتن:
قال البخاري في
صحيحه، كتاب الوحي باب بدء الوحي: ((حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير قال:
حدثنا سفيان, قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري, قال: أخبرني محمد بن
إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول: سمعت عمر بن الخطاب t قال: سمعت رسول الله r يقول: « إنما
الأعمال بالنيات, وإنما لكل امرئ ما نوى؛ فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله
فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها, أو إلى امرأة ينكحها
فهجرته إلى ما هاجر إليه »)).
فمِن: عمر بن الخطاب t , فما دونه من الرجال يسمى سنداً.
ومن قوله: « إنما الأعمال بالنيات » يسمى
متنًا.
فمن خلال المثال الذي
مثلنا به للسند والمتن نستفيد ثلاثة أشياء:
أولاً: رواة الحديث وهم: الحميدي عبد الله بن الزبير، سفيان، يحى بن سعيد
الأنصاري، محمد بن إبراهيم التيمي، علقمة بن وقاص الليثي، عمر بن الخطاب.
ثانياً: صحابي الحديث، هو عمر بن الخطاب t.
ثالثاً: مصنِّف الحديث, يعني: الذي أخرجه,
وهو الإمام البخاري -رحمه الله-.
سؤال: من أول من صنف في علم الحديث كعلم
مستقل ؟
الجواب: هو القاضي أبو محمد الرامهرمزي في كتابه "المحدث الفاصل بين الراوي
والواعي".
سؤال:
ما موضوع علم الحديث ؟
الجواب: هو الراوي والمروي, أو السند والمتن, من حيث القبول والرد.
سؤال: ما ثمرة تعلّم علم الحديث؟
الجواب: هو تمييز الصحيح من الضعيف.
سؤال: ما
هو الصحيح ؟
الجواب: هو ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه, ولا يكون شاذاً
ولا معللاً.
سؤال: ما معنى الاتصال ؟
الجواب: هو ما سلم سنده من سقط فيه, بحيث يكون كل راو سمع ذلك المروي من شيخه.
سؤال: من هو العدل ؟
الجواب: هو المسلم البالغ العاقل الخالي من أسباب الفسق وخوارم المروءة.
سؤال: ما معنى المروءة ؟
الجواب: هي آداب نفسية, تحمل صاحبها على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات,
ويرجع في معرفتها إلى العرف.
سؤال: ما معنى الضبط ؟
الجواب: هو قوة الحافظة, والثبات على الحفظ, وصيانة المكتوب منذ التحمل إلى حين
الأداء.
سؤال:
إلى كم ينقسم الضبط ؟
الجواب: إلى قسمين وهما ضبط صدر وضبط كتاب.
سؤال
ما معنى ضبط الصدر ؟
الجواب: هو أن يحفظ الراوي ما سمعه حفظاً يمكنه من استحضاره متى شاء.
سؤال: ما معنى ضبط كتاب ؟
الجواب: هو أن يصون كتابه الذي كتب فيه وصححه إلى أن يؤدي منه.
فائدة:
الأفضل للمحدث أن يحدث
من كتابه, لأن الحفظ خوان، والخطأ وارد.
قال الإمام الحافظ علي بن المديني: "ليس في أصحابنا
أحفظ من أبي عبد الله أحمد بن حنبل، وبلغني أنه لا يحدث إلا من كتاب، ولنا فيه أسوة
حسنة"اهـ.()
سؤال: ما معنى الشذوذ؟
الجواب: هو مخالفة المقبول لمن هو أولى منه وصفاً أو عدداً.
سؤال ما معنى العلة والمعلل؟
الجواب: المعلل هو: ما فيه علة خفية قادحة.
والعلة: سبب خفي قادح
مع أن الظاهر السلامة منها.
سؤال: إلى كم ينقسم الصحيح؟
الجواب: ينقسم إلى:
1-
صحيح لذاته.
2-
صحيح لغيره.
سؤال: ما هو الصحيح لذاته, والصحيح لغيره؟ .
الجواب: يجمعهما هذا التعريف: "هو المتصل الإسناد بالعدل التام الضبط ,أو
القاصر عنه إذا اعتضد, من غير شذوذ ولا علة".
مثال للحديث الصحيح لذاته الذي
توفرت فيه الشروط:
لو قال أحد المصنفين كالبخاري أو مسلم أو أبي داود
أوالترمذي أو النسائي أو
ابن ماجه أو غيرهم: ((حدثنا قتيبة بن سعيد, حدثنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر
أن النبي r قال كذا وكذا)).
فهذا الحديث بهذا السند يعتبر صحيحاً لأنه توفرت فيه شروط الحديث الصحيح الخمسة وهي:
1-
اتصال السند.
2-
عدالة الرواة.
3-
ضبط الرواة.
4-
نفي الشذوذ.
5-
نفي العلة.
مثال الصحيح لغيره:
الصحيح لغيره يعني: الحديث يأتي من طريقين يقوي أحدها
الآخر, فيرتقي كل منهما بشاهده إلى الصحيح لغيره، ويقال للمتن صحيح لغيره.
مثال ذلك: ما رواه
الترمذي برقم 22 من حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة t أن النبيّ r قال:« لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ».
فـ (محمد بن
عمرو بن علقمة) مشهور بالصدق والصيانة لكن لم يكن متقـنًا، فحديثه من هذه
الجهة حسن، فلما انضم إلى ذلك- كونه روي من وجه آخر- حكم عليه بأنه صحيح لغيره.
سؤال: ما هو الحسن؟
الجواب: هو الحديث الذي اتصل سنده بنقل العدل الذي خف ضبطه, عن عمن هو مثله او
ارفع منه
المقبول, إلى منتهاه, ولا يكون شاذاً ولا معللاً.
سؤال: إلى كم ينقسم الحسن؟
الجواب: ينقسم إلى:
1-
حسن لذاته.
2-
وحسن لغيره.
سؤال: ما هو الحسن لذاته, والحسن لغيره؟
الجواب: يجمعهما هذا التعريف: " ما اتصل سنده بالعدل القاصر في الضبط, أو
بالمضعف بما عدا الكذب, إذا اعتضد, من غير شذوذ ولا علة".
مثال للحديث الحسن لذاته:
قال الإمام الترمذي: ((حدثنا بندار, حدثنا يحيى بن سعيد
القطان, حدثنا بهز بن حكيم, قال: حدثني أبي عن جدي, قال: قلت يا رسول الله، من
أبر؟ قال: أمك. قلت: ثم من؟ قال: أمك. قال: قلت: ثم من؟ قال: أمك.
قال: قلت: ثم من؟ قال: ثم أبوك، ثم الأقرب فالأقرب)).
رجال هذا الإسناد ثقات، وقد تحققت فيه جميع الشروط, إلا أن بهز بن حكيم خف ضبطه, فبالتالي نزل
الحديث من رتبة الصحيح لذاته إلى رتبة الحسن لذاته.
قال ابن حجر في التقريب: "بهز بن حكيم بن معاوية القشيري أبو عبدالملك, (صدوق ) أخرج
له البخاري وأصحاب السنن الأربعة"اهـ.
مثال للحديث الحسن لغيره:
قال الإمام الترمذي: ((حدثنا بندار, حدثنا يحيى بن سعيد
القطان, عن المثنى بن سعيد, عن قتادة, عن عبدالله بن بريدة, عن أبيه عن النبي r قال: « المؤمن يموت بعرق الجبين »)).
ذكر الترمذي أن علة سند هذا الحديث الانقطاع بين قتادة وعبد الله بن بريدة.
فيعتبر من أنواع الحديث الضعيف المنجبر لكونه وُجِدت له
طرقٌ أخرى تجبر ضعفه وترقيه إلى درجة (الحسن لغيره).
سؤال: ما هو الضعيف؟
الجواب: هو كل حديث لم تجتمع فيه صفات القبول أو بعضها.
مثال للحديث الضعيف:
قال ابن ماجه -رحمه
الله-: ((حدثنا هارون بن إسحاق, حدثنا عبد الرحمن المحاربي، عن إسماعيل بن مسلم،
عن الحسن وقتادة، عن أنس بن مالك t قال: كان النبي r إذا خرج من الخلاء قال:« الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني »)).
الحديث في
سنده إسماعيل بن مسلم المكي؛ متفق على تضعيفه، فالحديث ضعيف لا يثبت.
.
سؤال: ما هو المرفوع؟
الجواب: هو ما أضيف للنبي r من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلْقِيَّة, أو خُلُقية.
أمثلة لأنواع الحديث المرفوع الأربعة:
1- مثال الحديث القولي:
عن ابن عباس م قال: قال رسول الله r : « لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية ». متفق عليه.
2- مثال
الحديث الفعلي:
عن المغيرة بن شعبة t أن النبي r توضأ فمسح بناصيته وعلى العمامة والخفين. رواه مسلم.
3- مثال الحديث التقريري:
وهو أن يفعل
الصحابي فعلاً, أو يقول قولاً فيقره النبي r على ذلك الفعل أو القول.
فعن أنس بن مالك t قال: " كنا نصلي ركعتين بعد غروب الشمس, وكان النبي r يرانا, فلم يأمرنا ولم ينهنا". رواه مسلم.
4- مثال الحديث الوصفي: صفة خـَـلْقيـــة:
عن البراء t قال : "كان رسول الله r أحسن الناس وجهاً,
وأحسنهم خلقاً, ليس بالطويل الذاهب ولا بالقصير" . رواه النسائي وهو صحيح.
5- مثال الحديث الوصفي: صفة خـُـلُقيـــــة:
عن أنس بن مالك t قال: "خدمت النبي r سبع سنين أو تسع سنين,
ما علمت قال لشيء صنعتُ لم فعلتَ كذا وكذا، ولا لشيء تركتُ هلا فعلتَ كذا
وكذا". رواه أبو داود وهو حديث حسن.
سؤال: ما هو الموقوف ؟
الجواب: هو ما أضيف إلى الصحابي من قول أو فعل( أو
تقرير), ولم يثبت له حكم الرفع.
سؤال: من هو الصحابي ؟
الجواب: هو من لقي النبي r مؤمنًا به, ومات على الإسلام, وإن تخللت ذلك ردة على الأصح.
أمثلة لأنواع الحديث الموقوف:
1- مثال الموقوف الفعلي:
ما ذكره البخاري معلقًا ج 4/1931 عن أبي الدرداء t قال: "إنا لنكشر في وجوه أقوام وإن قلوبنا لتلعنهم" .
وما رواه البخاري
قال: « وأم ابن عباس وهو متيمم ».
2- مثال الموقوف القولي:
ما رواه أبو
داود برقم 162 من طريق عبد خير عن علي بن
أبي طالب t قال: "لو كان الدين بالرأي
لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه".
وما رواه البخاري عن علي بن أبي طالب قال: «حدثوا الناس
بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله».
3- مثال الموقوف التقريري:
كأن يقول بعض التابعين: فعلت كذا أمام
الصحابة ولم يُنكر علي.
فائدة:
قول الصحابي: (أُمرنا بكذا), أو (نُهينا عن
كذا), أو (من السنة كذا), له حكم الرفع، لأن
من له النهي والأمر هو رسول الله r.
سؤال: ما هو المقطوع ؟
الجواب: هو ما أضيف للتابعي من قول أو فعل.
سؤال: من هو التابعي ؟
الجواب: هو من لقي صحابياً, وكان مؤمناً بالنبي r دون أن يلقاه, ومات على الإسلام.
(أو هو من لقي واحدا من الصحابة وأكثر
مؤمنا ومات على الإسلام )
أمثلة للحديث المقطوع:
1- مثال للمقطوع القولي:
قال الإمام
مسلم: ((حدثنا فضيل، عن هشام قال: وحدثنا مخلد بن حسين، عن هشام، عن محمد بن سيرين
قال: «إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم»)).
2- مثال للمقطوع الفعلي:
ما رواه أبو نُعيم في الحلية ج 2/ص: 96 عن إبراهيم بن
المنتشر أنه قال: "كان مسروق يرخي الستر بينه وبين أهله ويقبل على صلاته
ويخليهم ودنياهم" .
سؤال: ما هو المسند ؟
الجواب: هو الحديث المرفوع المتصل سنداً, أو ما أضافه الصحابي
للنبي r بسند ظاهره الاتصال.
مثاله:
قال الإمام البخاري -رحمه الله-: حدثنا أبو اليمان، قال:
أخبرنا شعيب، حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة t أن رسول الله r قال: «والذي نفسي بيده لا يؤمن
أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من والده وولده».
فهذا الحديث يُقال له مسندٌ؛ لأنه متصل السند إلى النبي r.
سؤال: ما هو المتصل ؟
الجواب: هو الذي اتصل إسناده سواء كان مرفوعاً أو موقوفًا أو مقطوعًا, مع التقييد.
وكل مسند متصل ولا عكس.
مثال المتصل المرفوع:
ما رواه مسلم رقم 4917: حدثنا سعيد بن منصور وأبو الربيع
العتكي وقتيبة ابن سعيد قالوا : حدثنا حماد- هو ابن زيد- عن أيوب عن أبي قلابة عن
أبي أسماء عن ثوبان قال: قال رسول الله r : « لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر
الله وهم كذلك ».
مثال المتصل الموقوف:
قال الإمام مسلم -رحمه الله-: حدثنا أبو كريب، حدثنا
يحيى بن آدم، حدثنا قطبة، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود t قال: « والذي لا إله غيره, ما من
كتاب الله سورة إلا وأنا أعلم حيث نزلت, وما من آية إلا وأنا أعلم فيما نزلت...
»إلخ.
مثال المتصل المقطوع:
ما رواه مسلم قال: حدثني محمد بن عبد الله بن قهزاذ -من
أهل مرو- قال: سمعت عبدان بن عثمان يقول: سمعت عبد الله بن المبارك يقول: «
الإسناد من الدين, ولولا الإسناد لقال مَن شاء ما شاء ».
سؤال: ما هو المسلسل ؟
الجواب: هو اتفاق الرواة في صيغ الأداء أو غيرها من الحالات, كالوصف القولي: ومثاله
القسم بالله عز وجل, أو حال: كالحديث من قيام، أو وصف فعليّ: كالتبسم بعد التحدث.
مثال المتسلسل بأحوال الرواة :
حديث معاذ بن جبل t أن النبي r قال له:
« يا معاذ إني أحبك فقل في دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
».رواه أبو داود.
فقد
تسلسل الحديث بقول كل راو من رواته: (وأنا أحبك).
مثال المسلسل بصفات الرواة:
وهو تسلسل الحديث بالمحمدين أو الفقهاء أو
الشعراء أو الدمشقيين أو الشاميين.
مثال
ذلك: حديث أبي ذر t أن النبي r قال
فيما يرويه عن ربه تعالى:
« يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي... ».
قال النووي -رحمه
الله-: "وقع لي مسلسلاً بالبلد, رويناه بإسناد كلهم دمشقيون وأنا دمشقي، وهذا
نادر في هذه الأزمان"اهـ, وساقه بسنده.
مثال المسلسل بصفات الرواية:
وهو أن يقول كل راو للحديث سمعت أو أخبرنا أو
حدثني قائماً.
مثال المسلسل بالأولوية:
ويدخل في القول.
حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعاً: "الراحمون
يرحمهم الرحمن".
مسلسل بالأولية, وقعت لجل رواته حيث كان أول حديث سمعه كل واحد منهم من شيخه, إلى
سفيان ابن عيينة -رحمه الله تعالى-.
سؤال: ما هو حكم الحديث المسلسل ؟
الجواب: حكمه أن يُقبل إذا استوفى شروط القبول.
سؤال: ماهي فوائد الحديث المسلسل ؟
الجواب: له فوائد كثيرة منها:
أولاً: السلامة من
الإنقطاع.
ثانياً: إشتماله على
زيادة الضبط من الرواة.
ثالثاً: الإقتداء
بالنبي r في قوله وفعله.
رابعاً: بعده من
التدليس والإنقطاع في حالة الثبوت وهو خيرها.
خامساً: هو من صفات
الإسناد.
سؤال: ما هو العزيز؟
الجواب: هو أن لا يرويه أقل من اثنين عن اثنين, في أي طبقة من طبقات السند, ما لم
يبلغ حد التواتر.
مثاله:
قول النبي r: « لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده
وولده والناس أجمعين».
فقد رواه عن
النبي r اثنان وهما: أنس بن
مالك وأبو هريرة م.
ورواه عن أنس بن مالك: قتادة، وعبد العزيز بن صهيب.
ورواه عن قتادة: شعبة وسعيد بن أبي عروبة.
ورواه عن عبد العزيز بن صهيب: إسماعيل بن عليه، وعبد
الوارث.
النبي r
أبو
هريرة أنس بن مالك
قتادة عبد
العزيز بن صهيب
شعبة سعيد بن أبي عروبة إسماعيل بن عليه عبد
الوارث
سؤال: ما هو المشهور؟
الجواب: ما رواه ثلاثة رواة فأكثر, في أي طبقة من طبقات
السند, ما لم يبلغ حد التواتر,وسمي بذلك لظهوره وانتشاره.
مثاله:
حديث: « إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل » فقد
جاء من حديث عبد الله بن عمر وأبيه عمر بن الخطاب, وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهم,
أخرجها كلها البخاري في صحيحه.
فحديث عبد الله بن عمر رواه عنه نافع مولاه, وعن نافع رواه مائة وعشرون نفساً, كما ذكر هذا
الحافظ ابن حجر.
وحديث عمر
رواه عنه ابنه عبد الله, وعن عبد الله ابنه سالم.
وحديث أبي سعيد الخدري رواه عنه عطاء بن يسار وعن عطاء صفوان بن سليم. جدول توضحي للمشهور:
النبي r
ابن عمر عمر بن الخطاب أبو سعيد الخدري
نافع مولى ابن عمر ابنه عبد الله عطاء
بن يسار
رواه عنه 120 راوي ابنه
سالم صفوان
بن سليم
سؤال: ما هو المتواتر ؟
الجواب: هو ما رواه جمع عن مثلهم في العلم, بحيث تحيل العادة تواطئهم على الكذب,
ويكون مستندهم الحس نحو سمعت ورأيت, ولا يضبط بعدد مخصوص.
وينقسم إلى قسمين:
أ- متواتر لفظاً ومعنى: وهو ما اتفق الرواة
فيه على لفظه ومعناه.
مثل: قوله r: "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار".
فقد رواه عن النبي r أكثر من ستين صحابياً, منهم العشرة المبشرون بالجنة، ورواه عن هؤلاء خلق كثير.
ب- متواتر معنى: وهو
ما
اتفق فيه الرواة على معنى كلي، وانفرد كل حديث بمعناه
الخاص.
مثل: أحاديث الشفاعة, والمسح على الخفين، وخروج الدجال في
آخر الزمان.
المُعَنْعَنُ أو المُؤَنَنُ وتعريفه.
سؤال: ما هو المعنعن أو المؤنن ؟
الجواب: هو قول الراوي حدثنا فلان عن فلان, أو قول الراوي حدثنا فلان أن فلان.
والحديث المعنعن محمول على الاتصال
بشرط أن لا يكون الراوي المُعَنْعِنُ موصوفاً بالتدليس، فإن وصف بالتدليس وعنعن
فيرد حديثه حتى يصرح بالتحديث؛ وهذا قول جمهور المحدثين وهو الراجح.
مثال ذلك:
ما رواه أبو داود الطيالسي: حدثنا شعبة، عن
أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال: « إن رسول الله r أتى على قوم جلسوا في
الطريق فقال: "إن كنتم لا بد فاعلين فردوا السلام وأعينوا المظلوم واهدوا
السبيل".
فهذا الحديث رجاله ثقات إلا أبا إسحاق فهو ثقة مدلس, وقد عنعن في هذا السند, فلا يقبل حديثه
إلا إذا صرح بالتحديث, ولذلك قال شعبة: ولم يسمعه يعني أبا إسحاق من البراء بن
عازب.
فانظر في
هذا: لما كان أبو إسحاق لم يسمع الحديث من البراء لم يقل حدثني؛ لأنه لو قال:
"حدثني البراء" ولم يسمعه منه فهو كذب ولرُدَّ حديثُه، ولكن أتى بعبارة
موهمة للسماع وهي «عن» فلا يقبل حديثه هذا حتى يصرح بالتحديث، ولذلك نفى
شعبة سماع أبي إسحاق من البراء بن عازب، فعرف أن الحديث منقطع.
سؤال: ما هو المبهم ؟
الجواب: هو أن لا يسمي الراوي اختصاراً من الراوي عنه, كقوله أخبرني فلان.
وينقسم إلى قسمين :
الأول: مبهم في السند:
مثاله:
روى أبو داود من طريق أبي التياح، حدثني شيخ
قال: لما قدم ابن عباس البصرة فكان يحدث عن أبي موسى... إلى أن قال: ثم قال رسول
الله r :« إذا
أراد أحدكم أن يبول فليرتد لبوله موضعاً ».
حكم الإبهام في السند:
أنه لا يقبل حديث المبهم حتى يُسمى؛ لأن من شرط قبول
الحديث عدالة الراوي, ومن أبهم اسمه لا تعرف عينه فكيف تعرف عدالته.
الثاني:
مبهم في المتن:
مثاله:
حديث ابن عباس t أن رجلاً قال : يا رسول
الله الحج كل عام؟ وقد جاء في رواية أخرى أن الرجل هو الأقرع بن حابس.
وكذلك حديث أنس بن مالك: « أن رسول الله r رأى
حبلاً ممدوداً بين ساريتين في المسجد فسأل عنه فقالوا: لفلانة تصلي فإذا غُلبت
تعلقت به». قيل: أنها زينب بنت جحش وقيل: أختها حمِنَة.
حكم الإبهام في المتن:
أنه لا يضر في صحة الحديث ولا يتوقف الحكم
على الحديث بالصحة أو الضعف على معرفة المبهم في المتن.
ويعرف المبهم بطريقين:
الأولى:
أن يرد مسمى في طريق أو رواية أخرى.
الثاني: التنصيص من
الأئمة المطلعين باسم المبهم.
سؤال: ما هو الإسناد العالي ؟
الجواب: هو الحديث الذي قل عدد رواته بالنسبة إلى سند آخر يرد به ذلك الحديث بعينه, أو هو ما قرب رجال سنده من رسول الله r بسبب قلة عددهم.
مثاله:
ما رواه مسلم في صحيحه قال: حدثنا شيبان بن
فروخ، حدثنا أبو الأشهب، عن أبي نضرة العبدي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن
رسول الله r رأى
في أصحابه تأخراً فقال لهم: « تقدموا فائتموا بي وليأتم بكم من بعدكم لا يزال قوم
يتأخرون حتى يؤخرهم الله ».
فهذا الحديث قد رواه مسلم بسند عال وسند نازل, فإن بين مسلم وبين النبي r أربعة من الرواة كما ترى, فهذا سند عال بالنسبة إلى السند الذي سيأتي ذكره.
سؤال: ما هو الإسناد النازل ؟
الجواب: هو الحديث الذي كثر عدد رواته بالنسبة إلى سند آخر يرد به ذلك الحديث .
مثاله:
ما رواه مسلم قال: حدثنا عبد الله بن عبد
الرحمن الدارمي، حدثنا محمد بن عبد الله الرقاشي، حدثنا بشر بن منصور، عن الجريري،
عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري قال: رأى رسول الله قوماً في مؤخرة المسجد...
فذكر مثله.
فهذا إسناد نازل بالنسبة إلى السند المتقدم، فإن بين مسلم وبين النبي r ستة من الرواة.
الفائدة من علو الإسناد:
رحل كثير من الأئمة النقاد والجهابذة الحفاظ
إلى أقطار البلاد طلباً لعلو الإسناد حتى قيل ليحيى بن معين في مرض موته ما تشتهي؟
فقال: بيتٌ خالٍ وسندٌ عالٍ.
وقال ابن الصلاح: طلب العلو في الإسناد سنة.
وقال الحاكم: فأما طلب العالي من الأسانيد
فإنها مسنونة وقد رحل في طلب الإسناد العالي غير واحد من الصحابة.
والفائدة في علو الإسناد: كونه أقرب إلى الصحة وأبعد من الخطأ لأنه ما من راو من رجال الإسناد
إلا والخطأ واردٌ عليه.. فكلما كثُر رجالُ السندِ كان محتملاً للخطأ أكثر، وكلما
قلّ رجالُ السند قلَّ احتمال الخطأ.
كذلك لا يلزم
من علو الإسناد الصحة, فقد يكون السند العالي صحيحاً وهو أفضلها وقد يكون ضعيفاً.
وكذلك الإسناد النازل قد يكون صحيحاً وقد يكون ضعيفاً.
سؤال: ما هو المرسل ؟
الجواب: هو ما أضافه التابعي إلى النبي r مما سمعه من غيره.
مثاله:
قال أبو داود: حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، حدثنا
كثير بن هشام ، عن عمر بن سليم الباهلي، عن الحسن، قال : قال رسول الله r:« حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا
مرضاكم بالصدقة، واستقبلوا أمواج البلاء بالدعاء والتضرع ».
فالحسن البصري تابعي, رواه عن النبي r ولم يسمعه منه, فالحديث مرسل.
حكم الحديث المرسل :
قال الإمام مسلم رحمه الله في مقدمة صحيحه ج1/20 : "والمرسل
في أصل قولنا وقول أهل العلم بالأخبار ليس بحجة"اهـ.
سؤال: ما هو الغريب ؟
الجواب: هو ما انفرد بروايته راو واحد, في أي موضع من السند وقع التفرد به.
وينقسم إلى قسمين :
الأول: غريب مطلق:
وهو ما كانت الغرابة في أصل سنده.
وأصل السند: طرفه الذي فيه الصحابي، فإذا تفرد الصحابي برواية الحديث عن رسول الله
فيُسمى غريبًا مطلقًا.
مثاله:
ما رواه البخاري ومسلم من حديث عمر بن الخطاب
t قال
سمعت رسول الله r يقول: « إنما الأعمال
بالنيات....».
فقد تفرد بروايته عمر بن الخطاب عن النبي r، وتفرد به علقمة بن وقاص عن عمر، وتفرد به محمد بن
إبراهيم عن علقمة، وتفرد به يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم.
الثاني: غريب نسبي:
وهو ما كانت الغرابة في أثناء سنده، أي أن
يرويه أكثر من راو في أصل سنده -أي: عن الرسول-، ثم ينفرد بروايته راو واحد عن
أولئك الرواة، أو عن واحد منهم.
مثاله:
حديث مالك عن الزهري عن أنس t: « أن النبي r دخل
مكة وعلى رأسه المغفر» رواه البخاري ومسلم.
فقد تفرد به
مالك عن الزهري.
وسمي غريبًا نسبيًا؛ لأن التفرد وقع فيه بالنسبة إلى شخص بعينه
حكمه:
لا يلزم من الحكم على الحديث بالغرابة الصحة
أو الضعف، فقد يكون صحيحاً إذا كان المتفرد بالرواية ثقةً، وقد يكون ضعيفًا إذا
كان المتفرد بالرواية ضعيفًا.
سؤال:
ما هو المنقطع ؟
الجواب: هو ما سقط من أثناء سنده راو فأكثر على غير التوالي.
مثاله:
حديث « كان رسول الله r يقرأ تبارك قبل النوم ».
جاء عن جابر بن عبد الله, رواه عنه سليمان بن موسى الأشدق ولم يسمع منه, كما نص على ذلك الإمام
البخاري, فالحديث ضعيف بسبب الإنقطاع بين سليمان وجابر بن عبد الله.
ومثاله أيضاً:
ما رواه النسائي ج6رقم255 من طريق شعبة عن قتادة قال:
سمعت الحسن يحدث عن سعد بن عبادة أن أمه ماتت فقال: يا رسول الله إن أمي ماتت
أفأتصدق عنها؟ قال: نعم. قال: فأي الصدقة أفضل؟ قال: سقي الماء. فتلك سقاية سعد
بالمدينة .
فهذا الإسناد
منقطع؛ لأن الحسن لم يدرك سعد بن عبادة, كما في تهذيب
التهذيب.
حكمه:
المنقطع ضعيف بالاتفاق؛ وذلك للجهل بحال الراوي الذي سقط
من الإسناد.
سؤال: ما هو المعضل ؟
الجواب: هو ما سقط من إسناده راويان فأكثر في موضع واحد بشرط التوالي ولا يكون في
أول السند.
مثاله:
ما رواه الحاكم في معرفة علوم الحديث: قال حدثنا أبو بكر
بن أبي نصر، ثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي، ثنا القعنبي، عن مالك أنه بلغه أن
أبا هريرة قال: قال رسول الله r: « للمملوك طعامه وكسوته بالمعروف ولا يكلف من العمل
إلا ما يطيق ».
فهذا معضل سقط من سنده اثنان على التوالي كما جاء خارج الموطأ، فمالك يرويه عن محمد بن عجلان عن أبيه
عن أبي هريرة به.
حكمه:
الحديث المعضل ضعيف بالاتفاق؛ للإنقطاع في سنده والجهل
بحال الساقط وهو أسوأ حالاً من المنقطع والمرسل؛ لكثرة المحذوفين من الإسناد.
سؤال: ما هو المدلس ؟
الجواب: التدليس لغة: هو كتمان عيب السلعة عن المشتري, مشتق من الدلس يعني الظلام,
وهو الحديث الذي أخفي عيب في إسناده لكي يصبح ظاهره حسناً.
سؤال:
كم أنواع التدليس ؟
الجواب: أنواعه كثيرة نذكر منها ثلاثة أنواع :
الأول: تدليس التسوية:
وهو أن يسقط الراوي ضعيفاً بين مقبولين سمع أحدهما من
الآخر.
مثاله:
قال الإمام الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة تحت
حديث: (6520): "والأخرى: عنعنة الوليد بن مسلم ، فإنه كان يدلس تدليس التسوية، وهو أن يسقط شيخ شيخه، أي : شيخ الأوزاعي؛ فقد جاء في ترجمته: عن الهيثم بن خارجة قال: قلت للوليد بن مسلم: قد أفسدت
حديث الأوزاعي ! قال: وكيف؟ قلت: تروي عنه عن نافع، وعنه عن الزهري، وعنه عن يحيى-
يعني: ابن كثير - وغيرك يدخل بين الأوزاعي ونافع: عبد الله بن عامر الأسلمي، وبينه
وبين الزهري : قرة ، فما يحملك على هذا ؟ فقال :أُنبِّلُ الأوزاعي أن يروي عن مثل هؤلاء ! قلت: فإذا
روى الأوزاعي عن هؤلاء المناكير- وهم ضعفاء -
فأسقطتهم أنت، وصيرتها من رواية الأوزاعي عن الأثبات، ضعف الأوزاعي ! فلم يلتفت
إلى قولي.
(ذكره العلائي في "المراسيل" ص 118)، والحافظ
في "التهذيب" ومن قبله الذهبي في "السير" (9/215)، ومن قبله
المزي
في " تهذيبه" (31/97)، ومن قبلهم ابن عساكر في
"التاريخ" (17/906). وذكروا نحوه عن الإمام الدارقطني
الثاني: تدليس الإسناد:
وهو أن يروي الراوي عمن لقيه ما لم يسمعه منه, موهماً
أنه سمعه منه.
مثاله:
ما رواه أبو داود الطيالسي -رحمه الله-, قال: حدثنا شعبة،
عن أبي إسحاق، عن البراء ابن عازب قال: «إن رسول الله r أتى على قوم جلسوا في الطريق فقال: "إن كنتم لابد فاعلين فردوا السلام
وأعينوا المظلوم واهدوا السبيل".
قال شيخنا مقبل -رحمه الله- في أحاديث معلة ظاهرها الصحة ص(36): "هذا حديث ظاهره الصحة, ولكن في جامع
الترمذي أن شعبة قال: ولم يسمعه يعني أبا إسحاق من البراء بن عازب"اهـ.
فالحديث ضعيف لتدليس أبي إسحاق عن البراء, وقد عنعن ولم يصرح بالتحديث.
الثالث: تدليس الشيوخ:
وهو أن يروي عن شيخ حديثاً سمعه منه فيسميه أو يكنيه أو
ينسبه أو يصفه بما لا يعرف به كي لا يعرف.
مثاله:
ماذكره ابن الصلاح عن أبي بكر بن مجاهد الإمام المقرئ
أنه روى عن أبي بكر محمد بن الحسن النقاش المفسر المقرئ فقال: حدثنا محمد بن سند,
ونسبه إلى جدّ له.
كذلك أن تقول: حدثنا البخاري, وتقصد به من يبخر الناس.
حكم رواية المدلس:
حصل خلاف بين أهل العلم: فمنهم من ردها مطلقًا, ومنهم من
فصّل في ذلك وهو الصحيح: فإن صرّح بالسماع والتحديث قبلت روايته وإن لم يصرح
بالسماع لم تُقبل روايته أي إن قال: «عن» أو «أن» لم تقبل منه.
سؤال: ما هو الشاذ ؟
الجواب: هو مخالفة المقبول لمن هو أولى منه وصفاً أو عدداً.
وينقسم إلى قسمين:
ا - شذوذ
في السند:
مثاله:
ما رواه الترمذي وغيره من طريق ابن عيينة, عن عمرو بن
دينار, عن عوسجة عن ابن عباس م «أن رجلاً توفي على عهد النبي r ولم يدع وارثاً إلا مولى هو أعتقه...».
فقد رواه ابن عيينة، عن عمرو بن دينار موصولاً وتابعه على ذلك ابن جريج وغيره، وخالفهم حماد
بن زيد فرواه عن عمرو بن دينار، عن عوسجة ولم يذكر ابن عباس.
ومع أن حماد بن زيد ثقة إلا أنه خالف من هو أولى منه
عددًا, فحُكِم على روايته بالشذوذ, ولذلك قال أبو حاتم: "المحفوظ حديث ابن
عيينة"اهـ.
2 - شذوذ في المتن:
مثاله:
ما رواه أبو داود وغيره: من حديث عبد الواحد بن زياد, عن
الأعمش, عن أبي صالح عن أبي هريرة t, عن النبي r قال: « إذا صلى أحدكم الفجر فليضطجع عن يمينه».
فقد رواه عبد
الواحد عن الأعمش على أن الحديث من قول النبي r, وخالفه جماعة من الرواة عن الأعمش فرووه من فعل
النبي r لا من قوله.
ومع أن عبد الواحد ثقة إلا أن روايته حُكم عليها بالشذوذ
؛لأنه خالف من هو أولى منه عدداً.
حكمه:
الحديث الشاذ مردود لا يحتج به ولا يستشهد به.
راجع مقدمة ابن الصلاح (32-33).
سؤال: ما هو المقلوب ؟
الجواب: هو تغيير من يعرف برواية ما بغيره, سهواً أو عمداً امتحاناً, ويكون في
المتن والسند.
سؤال:
إلى كم ينقسم المقلوب ؟
الجواب: إلى قسمين:
الأول: إبدال
لفظ بآخر: وقد يكون ذلك في سند الحديث من
حيث الرواة.
مثاله:
قلب الرواي عن كعب بن مرة فيجعله عن مرة بن كعب.
وقد يكون في متن الحديث من حيث الألفاظ.
مثاله:
قلب الراوي ((حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله))
مع أن الثابت: ((حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه)).
الثاني: إبدال إسناد متن بإسناد
متن آخر:
مثال
القلب في السند:
ما رواه عمرو بن خالد الحراني عن حماد النصيبي عن الأعمش
عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعًا: " إذا لقيتم المشركين في طريق فلا تبدءوهم
بالسلام".الحديث.
فهذا الحديث
مقلوب؛ قلبه حماد فجعله عن الأعمش, وإنما هو معروف بسهيل ابن أبي صالح عن أبيه,
هكذا أخرجه مسلم من رواية شعبة والثوري وجرير بن عبد الحميد وعبد العزيز الدراوردي
كلهم عن سهيل.
قال أبو جعفر العقيلي:"لايحفظ هذا من حديث الأعمش
إنما هو من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه ولهذا كره أهل الحديث تتبع الغرائب فإنه
قل ما يصلح منها"اهـ.
مثال القلب في المتن :
حديث أبي هريرة t في السبعة الذين يظلهم الله
في ظله ومنهم: « ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله ». فهذا
مما انقلب على يحيى بن سعيد. وصوابه: « حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ».
مثال القلب في السند والمتن :
ما فعله أهل بغداد مع الإمام البخاري رحمه الله في قلب
الأسانيد والمتون لمائة حديث؛ بقصد امتحان حفظه , فردها على ما كانت عليه قبل
القلب وشهدوا له بالحفظ والإمامة في الحديث.
سؤال:
ما هو الفرد ؟
الجواب: هو ما تفرد به الراوي بأي وجه من وجوه التفرد.
سؤال
إلى كم ينقسم الفرد ؟
الجواب: إلى قسمين :
1-
الفرد المطلق.
2-
والفرد النسبي
وهذه هي أقسامه كما ذكرها البيقوني مع
الأمثلة :
الأول: ما قيد بثقة: وهو ما انفرد بروايته ثقة ولم يروه غيره.
فإذا
تفرد هذا الراوي وهو ثقة، وشاركه في الرواية عن هذا الشيخ مجموعة، لكنهم ضعفاء
فهذا تفرد ثقة، تفرد به هذا الثقة عن هذا الشيخ، ولو شاركه آخرون ضعفاء.
مثاله: ما
رواه مسلم من طريق ضمرة بن سعيد المازني عن عبيد الله بن عبد الله أن عمر بن
الخطاب سأل أبا واقد الليثي ما كان يقرأ به النبي r في الأضحى والفطر فقال: (
كان يقرأ فيهما بـ: ق والقرآن المجيد، واقتربت الساعة وانشق القمر ).
فهذا
الحديث تفرد به ضمرة بن سعيد عن عبيد الله... ولم يروه أحد من الثقات غير
ضمرة. راجع تدريب الراوي(1/251).
الثاني:
ما قيد بجمع: ومراده بالجمع أهل البلد، أو أهل
القرية، أو القبيلة أو ما أشبه ذلك.
وهوأنواع:
أ- تفرد راو عن جماعة: وهو أن ينفرد راو عن جماعة بحديث تفردوا به, وهو قليل جداً كما قاله
الحافظ ابن حجر .
انظر
النكت على مقدمة ابن الصلاح (2/707).
مثاله:
كقولهم: تفرد به فلان عن الشاميين أو الحجازيين.
ب- تفرد جماعة عن جماعة:
مثاله:
ما رواه أبو دواد من حديث جابر t في
قصة المشجوج: «إنما كان يكفيه أن يتيمم ويصعب على جرحه خرقة».
قال ابن أبي داود فيما حكاه الدارقطني في "السنن": «هذه سنة تفرد بها أهل
مكة، وحملها عنهم أهل الجزيرة». مرجع سابق.
جـ
- تفرد جماعة عن راوٍ:
مثاله: حديث
« القضاة ثلاثة ».
تفرد به أهل مرو، عن عبد الله بن بريدة عن أبيه t، وكذا حديث يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد
الجهني في «اللقطة», تفرد به أهل المدينة عنه.
النكت
على مقدمة ابن الصلاح (2/706)
الثالث: ما قيد برواية: أي أن هذا الحديث بهذا المعنى لم يروه إلا شخص واحد عن فلان، فتجد أن
القِصر في الرواية فقط، وإلا فالحديث له طرق أخرى مشهورة.
مثاله:
ما رواه أصحاب السنن الأربعة من طريق سفيان بن عيينة ، عن وائل بن داود ،
عن ابنه بكر بن وائل ، عن الزهري ، عن أنس أن النبي r: « أولم على صفية بسويق وتمر». قال
الترمذي: حديث غريب .
وقال ابن الطاهر: "تفرد به وائل عن
ابنه ولم يروه عنه غير سفيان, وقد رواه محمد بن الصلت التوزي عن ابن عيينة عن زياد
بن سعد عن الزهري ورواه جماعة عن سفيان عن الزهري بلا واسطة". انظر
التدريب(1/250)
فهنا التفرد مقصور على رواية وائل عن
ابنه بكر, ولا يلزم من تفرد وائل عن ابنه بكر تفرده به مطلقًا.
سؤال: ما هو المعلل؟
الجواب: هو ما فيه علة خفية قادحة مع أن الظاهر السلامة منها.
سؤال: ما هي العلة ؟
الجواب: هي سبب خفي قادح.
وتنقسم إلى قسمين:
1- علة قادحة: وهي سبب غامض خفي يقدح في صحة الحديث مع أن الظاهر السلامة منها.
مثاله: إبدال راو ضعيف بثقة, أو يُروى الحديث موصولاً والراجح فيه الإرسال، أو
يروى مرفوعاً والراجح فيه الوقف، أو إدخال حديث بحديث آخر.
مثال العلة في السند:
ما رواه أبو يعلى في مسنده(8/245): قال: حدثنا
محمد بن عباد, حدثنا ابن أبي فديك، عن ابن ابي ذئب، عن الزهري، عن عروة عن عائشة ل «أن
النبي r أمر
بابن زرارة أن يكوى».
قال
شيخنا مقبل -رحمه الله تعالى- في أحاديث معلة ص(247): " الحديث رجاله
رجال الصحيح, ولكن الحافظ في الإصابة بعد أن بين الاختلاف فيه على الزهري قال: إن
هذه الرواية شاذة, وإن المحفوظ ما رواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي أمامة
بن سهل, وهو مرسل كما ذكره ابن أبي حاتم في العلل(2/261). وذلك لأن أبا أمامة بن
سهل صحابي صغير رأى النبي r وهو
غير مميز, فمرسله كمراسيل كبار التابعين كما قاله الحافظ في التهذيب(1/239)"اهـ.
مثال العلة في المتن:
ما ذكر سابقاً في باب الشاذ من حديث أبي هريرة
t مرفوعًا:
«إذا صلى أحدكم الفجر فليضطجع عن يمينه» فراجعه.
2- علة غير قادحة: وهي سبب غامض خفي لا يقدح في صحة الحديث لكون الراجح خلافها, كإبدال
ثقة بثقة، أو يروى الحديث مرسلاً والراجح فيه الاتصال، أو يروى الحديث موقوفاً
والراجح فيه الرفع.
مثاله:
ما ورد من طريق يعلى بن عبيد الطنافسي عن
سفيان عن عمرو بن دينار عن ابن عمر عن النبي r قال:
«البيعان بالخيار مالم يتفرقا».
فقد غلط يعلى على سفيان في قوله : عمرو بن دينار، وإنما هو عبد الله بن دينار هكذا رواه
الأئمة من أصحاب سفيان كأبي نعيم، ومحمد بن يوسف الفريابي ومخلد بن يزيد.
فهذه العلة غير قادحة في صحة الحديث؛ لأنها
إبدال ثقة بثقة.
فائدة:
لا يتكلم في هذا العلم إلا أهل الضبط
والإتقان والخبرة, لذلك لم يتكلم فيه إلا القليل كـ (علي بن المديني والبخاري)
وغيرهما.
سؤال: ما هو المضطرب؟
الجواب: هو الحديث الذي يروى بروايات متعددة, وبأوجه مختلفة متساوية القوة لا يمكن
الترجيح بينها ولا الجمع مما يسقط رواته, ويكون في السند والمتن والغالب وجوده في
السند.
سؤال: متى يحكم على الحديث بالاضطراب ؟
الجواب: يحكم عليه بذلك إذا توفرت فيه ثلاثة شروط:
1 – المخالفة.
2 - تكافئ الطرق.
3 - عدم الجمع.
وينقسم الاضطراب إلى قسمين:
الأول: مضطرب في السند: وهو الأكثر.
مثاله: حديث أبي بكر t أنه قال: يا رسول الله
أراك شبت؟ قال: «شيبتني هود وأخواتها».
قال
الدارقطني: هذا مضطرب فإنه لم يرو إلا من طريق أبي إسحاق, وقد اختلف عليه على
عشرة أوجه، فمنهم من رواه مرسلاً، ومنهم من رواه موصولاً، ومنهم من جعله من مسند
أبي بكر، ومنهم من جعله من مسند سعد، ومنهم من جعله من مسند عائشة وغير ذلك،
ورواته ثقات لا يمكن ترجيح بعضهم على بعض والجمع متعذر. راجع تدريب الراوي(1/265).
الثاني:
مضطرب في المتن:
ومثاله:
ما
رواه الترمذي عن شريك عن أبي حمزة عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس ل قالت:
سئل رسول الله r عن
الزكاة فقال:«إن في المال لحقا سوى الزكاة». ورواه ابن ماجة من هذا الوجه بلفظ«ليس
في المال حق سوى الزكاة».
قال العراقي:
فهذا اضطراب لا يحتمل التأويل.
(انظر
شرح الألفيةص111).
حكمه:
ضعيف لا يحتج به، لأن اضطرابه يدل على عدم ضبط رواته.
(انظر النكت ج2/ص242.
سؤال: ما هو المدرج ؟
الجواب: هو الحديث الذي يعرف أن في سنده أو متنه زيادة ليست منه, وإنما هي من أحد
الرواة من غير توضيح لهذه الزيادة.
فائدة:
يكون المدرج في أول الحديث, وفي وسطه, وفي آخره وهو
الأكثر.
وينقسم إلى قسمين :
الأول: مدرج في المتن:
وهو أن يدخل الراوي في متن الحديث ما ليس منه بلا فصل.
وهو أقسام:
1- الإدراج في أول الحديث.
مثاله: حديث
أبي هريرة t مرفوعاً
: « أسبغوا الوضوء، ويل للأعقاب من النار».
فلفظ : «
أسبغوا الوضوء » هنا من قول أبي هريرة ، وقد جاءت صريحة فقال أبو هريرة: "أسبغوا
الوضوء ، فإني سمعت رسول الله r يقول:
« ويل للأعقاب من النار »".
فتبين أن لفظة: «أسبغوا الوضوء» من قول أبي
هريرة t.
2- الإدراج في وسط الحديث.
مثاله: حديث: « من مس ذكره أو أنثييه أو
رِفْغَيه فليتوضأ ».
فلفظة « أو أنثييه أو رفغيه » من
قول عروة.
3- الإدراج في آخر الحديث.
مثاله: حديث أبي هريرة t, عن النبي r: «للعبد المملوك أجران، والذي
نفسي بيده لولا الجهاد والحج وبر أمي لأحببت أن أموت وأنا مملوك».
فلفظ: «والذي نفسي بيده...» إلى
آخر الحديث من قول أبي هريرة لاستحالة كون النبي r يقول ذلك.
الثاني: مدرج في الإسناد:
وهو أن يغير سياق إسناد الحديث.
وله صور متعددة نذكر مثالًا واحدًا حتى يتضح
معنى الإدراج في الإسناد.
مثال ذلك: ما رواه محمد بن
جعفر، عن شعبة، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن رزين، عن سالم بن عبد الله بن عمر،
عن سعيد بن المسيب، عن ابن عمر، عن النبي r: «في الذي تكون له المرأة فيطلقها
ثم يتزوجها رجل ، فطلقها قبل أن يدخل بها فترجع إلى زوجها الأول ...» الحديث .
يقول أبو حاتم : «قد زاد (لعله محمد
بن جعفر أو شعبة) عندي في هذا الإسناد رجلاً لم يذكره الثوري ، وليست هذه الزيادة
بمحفوظة»اهـ .
ثم روى حديث سفيان عن علقمة عن سليمان بن رزين عن ابن عمر ، مع بيان
الاختلاف في اسم سليمان بن رزين . راجع العلل(1/428).
فأدرج شعبة أو محمد بن جعفر في الإسناد سالم بن عبد الله، وسعيد بن المسيب.
سؤال :كيف يُعرف المدرج؟
الجواب: يُعرف المدرج
بأمور منها:
1-
جمع طرق الحديث.
2-
مجيئه مفصلاً من وجه آخر.
3- استحالة كون النبي r يقول ذلك.
4- النص على ذلك من الراوي.
سؤال: ما هو المدبج ؟
الجواب: هو أن يروي الأقران كل واحد منهما عن الآخر.
سؤال: من هم الأقران ؟
الجواب: هم الرواة المتقاربون في السن أو الإسناد.
فائدة :
رواية الأقران هو أن يروي أحد القرينين عن الآخر، والآخر
لا يروي عن الأول.
وإذا روى الشيخ عن تلميذه فلا يُسمى مدبجًا؛ لأن المدبج
يشترط فيه التساوي من الجانبين من حيث السن والإسناد, وإنما تسمى من رواية الأكابر
عن الأصاغر.
مثال المدبج:
في الصحابة:
عائشة وأبي هريرة م فقد روى كل
واحد منهما عن الآخر.
وفي التابعين:
الزهري وعمر بن عبد العزيز فقد روى كل منهما
عن الآخر.
وفي أتباع التابعين:
مالك والأوزاعي، فقد روى كل منهما عن الآخر.
المتفق والمفترق وتعريفهما.
سؤال: ما هو المتفق والمفترق ؟
الجواب: هو أن تتفق أسماء الرواة وأسماء آبائهم فصاعداً, خطاً ولفظاً, وتختلف
أشخاصهم.
و
له أنواع متعددة منها:
1- من اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم مثل: الخليل
بن أحمد, ستة أشخاص بهذا الاسم.
2- من
اتفقت أسمائهم وأسماء آبائهم وأجدادهم مثل: أحمد بن جعفر بن حمدان, أربعة أشخاص
بهذا الاسم في عصر واحد.
3- من اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم ونسبتهم
مثل: محمد بن عبد الله الأنصاري, اثنان
بهذا الاسم, أحدهما: ثقة مشهور أبو عبد الله القاضي, والآخر: كنيته أبو
سلمة ضعيف الحديث.
فائدة معرفة هذا النوع:
لمعرفة هذا الفن فوائد كبيرة جداً ومنها :
1-
لا يظن المحدث أن المشتركين في الاسم شخص واحد, وهم في الحقيقة متعددون.
2- كذلك التمييز بين المشتركين في الاسم،
فربما يكون أحدهما ثقةً والآخر ضعيفًا، فيُضعف الثقة، ويُوثق الضعيف.
المؤتلف
والمختلف وتعريفهما.
سؤال: ما هو المؤتلف والمختلف ؟
الجواب: هو أن تتفق الأسماء خطاً وتختلف نطقاً, وهذا
الاختلاف يعم الشكل والنقاط.
أمثلته:
1- «سلام»، و«سلاَّم»؛ فقد اتفقا من حيث الخط
أي الكتابة، واختلفا من حيث النطق, فالأول بالتخفيف, والثاني بالتشديد.
2- «عباس»و«عياش».
3- «بشر»و«بسر».
4- «حبان»و«حيان».
فائدة
معرفة هذا النوع:
فائدته جليلة, بمعرفته يُحترز من التصحيف والخطأ في
أسماء الرواة.
سؤال: ما هو المنكر ؟
الجواب: هو مخالفة الضعيف للمقبول.
مثاله:
ما رواه النسائي وابن ماجة: من رواية أبي
زُكَيْر يحيي بن محمد بن قيس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً « كلوا
البَلَح بالتمر فان ابن آدم إذا أكله غضب الشيطان ».
قال النسائي:
هذا حديث منكر، تفرد به أبو زُكَيْر وهو شيخ صالح، أخرج له مسلم في المتابعات ،
غير أنه لم يبلغ مبلغ من يُحْتَمَل تَفَرّدُهُ.
راجع:
تدريب الراوي(1/240).
حكمه:
المنكر من أنواع الضعيف جدًا فلا يصح
الاحتجاج ولا الاستشهاد به.
سؤال: ما هو المتروك ؟
الجواب: هو الحديث الذي انفرد بروايته راو ضعيف, وسبب ضعفه كونه متهماً بالكذب في
الحديث أو كثير الغلط أو شديد الغفلة.
مثاله:
حديث عمر بن شمر الجعفي الكوفي الشيعي،
عن جابر ، عن أبي الطفيل، عن علي وعمار م قالا: « كان النبي r يقنت في الفجر ويكبر يوم عرفة من صلاة الغداة, ويقطع صلاة العصر آخر أيام
التشريق ».
قال النسائي والدارقطني: عن
عمر بن شمر متروك الحديث.
انظر: ميزان الاعتدال(3/268).
سؤال: ما هو الموضوع ؟
الجواب: هو الحديث المكذوب على رسول الله r سواء كان عمدًا أم خطأً.
مثاله:
أحمد
بن عبد الله الجويباري؛ قال ابن عدى: كان يضع الحديث لابن كرام على ما يريده، فكان
ابن كرام يخرجها في كتبه عنه.
فمن
ذلك:
ابن كرام، حدثنا أحمد، عن الفضل بن موسى، عن
محمد بن عمرو، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة حديث: « اطلبوا العلم ولو بالصين ».
قال النسائي والدارقطني: كذاب.
وقال
البيهقي: أما الجويباري فإنى أعرفه حق المعرفة بوضع الأحاديث على رسول الله r، فقد وضع عليه أكثر من ألف
حديث.
راجع
ميزان الاعتدال(1/108).
أسباب
الوضع:
من الأسباب التي حملت بعض الناس على وضع
الأحاديث وافترائها ما يلي:
1- التقرُّب إلى الله تعالى بوضع الحديث ترغيباً للناس في الخيرات وترهيباً من فعل المنكرات،
وهؤلاء قوم ينتسبون إلى الزهد والصلاح، وهم شر أنواع الوضَّاعين لقبول الناس
موضوعاتهم ثقةً بهم، ومن هؤلاء: أبو عصمة نوح بن أبي مريم.
2-
قصد الواضع إفساد الدين على أهله وتشكيكهم فيه، وهذا إنما صدر عن الزنادقة،
ومنهم: عبد الكريم بن أبي العوجاء، ومحمد بن سعيد المصلوب.
3-
الانتصار للمذاهب ولا سيما أصحاب الأهواء والبدع كالخطابية وبعض السالمية، فقد
وضعوا أحاديث نصرة لمذاهبهم، أو ثلباً لمخالفهم، فقد روي عن رجل من أهل البدع رجع
عن بدعته قوله: انظروا هذا الحديث ممن تأخذون فإنا كنا إذا رأينا رأياً جعلنا له
حديثاً.
4-
الرغبة في التكسُّب والارتزاق، كبعض القصاص الذين
يتكسّبون بالتحدث إلى الناس، فيوردون بعض القصص المسلية والعجيبة، حتى يستمع الناس
إليهم ويعطوهم، وقد اشتهر بذلك جماعة منهم: أبو سعيد المدائني.
5-
قصد الواضع التزلف إلى الخلفاء والنفاق لهم لتتسع له
مجالسهم، وتنفق سوقه عندهم، ومن هؤلاء: غياث بن إبراهيم النخعي.
حكمه:
اتفق أهل العلم على أنه تحرم رواية الموضوع
مع العلم بوضعه سواء كان في الأحكام أو القصص أو الترغيب والترهيب إلا مبينًا
بوضعه.
وقـد ثبت عن
النبيّ r من طـرق تبلغ حد التواتر أنه قال: " من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده
من النار ".
المراجع
وهـاك أخي القارئ مراجع هذه التعريفات الأولية:
1-
شرح البيقونية للزرقاني -رحمه الله-.
2-
شرح البيقونية للعلامة ابن عثيمين -رحمه الله-.
3-
شرح البيقونية للعلامة أحمد بن يحيى النجمي -رحمه الله-.
4-
ضوابط الجرح
والتعديل للدكتور عبد العزيز العبد اللطيف -رحمه الله-.
5-
شرح البيقونية لإبراهيم ابن الفقيه السريحي
6-
التعليقات
الرضية على المنظومة البيقونية للشيخ الفاضل عبد الله البخاري.
7-
الباعث الحثيث للعلامة أحمد شاكر -رحمه الله-.
8-
مقدمة ابن الصلاح.
9-
نزهة النظر للحافظ ابن حجر العسقلاني -رحمه الله-.
10-
النكت على مقدمة ابن الصلاح للحافظ ابن حجر -رحمه الله-.
11-
التقيد والإيضاح .
12-
تدريب الراوي.
بعض المصادر المهمة لطالب علم الحديث
وهذه بعض المصادر
لمن أراد التمكن في هذا العلم الشريف علم مصطلح الحديث:
1- البيقونية حفظًا وشرحًا.
2- الباعث الحثيث دراسةً.
3- نخبة الفكر حفظًا، ونزهة النظر شرحًا.
4- التقييـد والإيضاح دراسةً.
5- تدريب الراوي دراسةً.
6- النكت على مقدمة ابن الصلاح
للحافظ العسقلاني دراسةً.
7- علل الترمذي مع شرح ابن رجب
الحنبلي دراسةً.
8- تقريب التهذيب دراسةً؛ لأنه
مختصر في تراجم الرجال.
وبعدها يتوسع في الكتب المطولة التي عنيت بهذا الفن.
تم المراد وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
المواضيع.......................................................الصفحات.
المقدمة............................................................02
تعريف علم الحديث................................................03
معرفة السند والمتن.................................................03
الصحيح..........................................................06
الحسن...........................................................10
الضعيف.........................................................12
المرفوع..........................................................13
الموقوف.........................................................15
المقطوع.........................................................17
المسند...........................................................18
المتصل..........................................................19
المسلسل........................................................20
العزيز..........................................................22
المشهور........................................................23
المتواتر.........................................................24
المعنعن أو المؤنن................................................25
المبهم.........................................................26
الإسناد العالي..................................................27
الإسناد النازل.................................................28
المرسل.......................................................30
الغريب........................................................31
المنقطع........................................................33
المعضل........................................................34
المدلس........................................................35
الشاذ.........................................................38
المقلوب.......................................................40
الفرد..........................................................42
المعلل.........................................................43
المضطرب.....................................................47
المدرج........................................................49
المدبج........................................................52
المتفق والمفترق................................................53
المؤتلف والمختلف.............................................54
المنكر........................................................55
المتروك.......................................................56
الموضوع.....................................................57
المراجع ......................................................59
مصادر هامة .................................................60
فهرس الموضوعات............................................61
() أخرجه ابن أبي حاتم في مقدمة الجرح
والتعديل (ص295).